
هدوء يغشى المكان
لايقطعه سوى صوت النوارس يشق السكون
وارتطام الموج على الصخور الملساء
موجة تطغي على موجة
وموجة تستبق موجة
في الوصول إلى الشاطئ
ليلتقط سمعها قبلها
حوار قلبين
كان يرويه الساحل كل يوم
وحكاية ابتدأت في هذا المكان
وانتحرت عنده
ثم دفنتها رمال النسيان ..
لكن الموج الذي كان يصغي
إلى حوار الشاطئ
كان أمينا في. حفظ الحكاية
ليعيدها كما قيلت
على مسمع من عاشتها
تلك الرفيقة التي مازالت تغشى الشاطئ
تهرع إليه كلما حرك ذكرياتها الحنين
لتستمع إلى حكايتها تروى بصدق
من فم الموج الأمين ..
حكايةُ ختم الشك فصولها
قبل أن تكتمل
وأسدل الستار عليها
قبل أن تنضج امنياتها
شك كانت رفيقة الموج هي التي زرعته
وهي التي تجنيه الآن حسرة وندما
الآخر قد رحل
والزمن قد انطوى
والنسيان أسدل الستارة
لكنها هي لم تنس
لازالت تأتي إلى البحر
لتسمع وقع الندم على تكسر الموج
وهو يرتطم بالساحل
وحكاية الشك الخادع
ويعقبه تأنيب الضمير :
فات الأوان ....
فات الأوان
فمركب الأحباب قد رحل
واختفى عند الغروب
ولم يتبق من الحكاية
غير ذكريات حالمة
خطت على الرمال
كعادتها (لا زلت أنتظر )
*حكاية من حكايا الموج *