هل نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الدعاء بــ "اللهم اجعلني من الصابرين"؟؟
شيخنا الفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
هل هذا الكلام صحيح : (( قد نهى النبى صلى الله عليه وسلم من أن يدعوا أحدنا ويقول : اللهم اجعلني من الصابرين ، وقال إنك دعوت بالبلاء ))
هل حقاً نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الدعاء؟؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يُشْرَع سؤال الله الصبر ، وإنما يُشْرَع سؤال الله العافية ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا . رواه البخاري ومسلم .
وليس هناك مثل سؤال الله العافية .
قال عليه الصلاة والسلام : سَلُوا الله العافية ، فإنه لم يُعْطَ عَبْدٌ شيئا أفضل من العافية . رواه الإمام أحمد ، وصححه الأرنؤوط .
ولَمّا قال العباس رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله عز و جل . قال : سَل الله العافية . قال : فمكثت أياما ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله ، فقال لي : يا عباس ، يا عم رسول الله ، سَلُوا الله العافية في الدنيا والآخرة . رواه الإمام أحمد والترمذي . وصححه الألباني وحسنه الأرنؤوط .
وقال عليه الصلاة والسلام : لم تُؤتَوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية ، فاسألوا الله العافية . رواه الإمام أحمد ، وصححه الأرنؤوط .
وفي صحيح مسلم من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رجلا من المسلمين قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ ، فقال له رسول الله : هل كنت تَدعو بشيء أوْ تَسأله إياه ؟ قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! لا تُطِيقه - أوْ لا تَستطيعه - أفلا قُلْتَ : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ؟ قال : فَدَعَا الله له فَشَفَاه .
وأما قوله تعالى : (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا) ، فهو عند لقاء العدو .
قال ابن كثير : (قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا) ، أي : أنْزِل علينا صبرًا مِن عندك ، (وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا) ، أي : في لقاء الأعداء وجَنِّبْنا الفِرَار والعَجْز . اهـ .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم

زهرةزهرية @zhrzhry
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

*هبة
•





الصفحة الأخيرة