أنكرني القلم..!
وتبرأت مني الأوراق...
وقبائل اللغة العربية أعلنت أني دخيلة عليها...
حينما فكرتُ بالرحيل مع القوافل المهاجرة لقبائل حروفها تأتأة أفكار، وإعاقة قيم...
ومعاجمها انسكاب حبر شفاف... سقيم المفردة.!
ومنذُ فجر الإسلام ولغة الضاد هي لغة القرآن المجيد.
فاللغة فكر ناطق، والتفكير لغة صامتة...
ولغتنا العريقة في محكمة قبائل اللغة تهتف بالإنصاف..
تُحدثنا وتقول :
لقد تآكلت أطراف حروفي، وأصيب معناي بالوهن عندما خالطتني لغة العجم.
وغزى عقل أمتي تقليد غرب في قعر ديار العرب.
وافترشت طرقاتي مصطلحات هجينة غصصتُ بها قبل القلم.!
قيدوني بأغلال ماشاع بين فضاء المجتمع... نايس، وكول، وأوكي، وجنتل ، وكيوت.
وخدوش تاريخ أصالتي ومزجوني بكلمات لا يفقهوا معناها، ولكن أعتادتها أفواه الجهل.
جرمهم "سيدي العقل" إنهم أهملوني واستبدلوني... بــــ : برب، وباك ،و بليز، واستايل، وسوري.
فمن منبركم أطالب بيقظة الأمم، وأنادي بالعودة للفرع والأصل..!
أخواتي العزيزات...
بين سبات الفكر ويقظته عادات وتقاليد تتمحور، وتتنفس في محيط مجتمعنا الإسلامي.
تعكس فكرنا، وثقافتنا، ومدى حصانة شبابنا من الغزو الفكري الذي غلفوه لنا بأفكار دخيلة على الإسلام.
بجمالية الإغراء، ودناءة الأفكار...
خدعونا بدهاء، وجعلونا نقلدهم، ونجري خلف عادات فقيرة القيم.
فنرى شبابنا وفتياتنا يتداولون كلمات أجنبية يحشونها بين لغتنا الأصيلة.
وتمس كرامة الإسلام ونحن لاندري..!
كيف ندري وبعضنا لم يتجرأ على ترجمهتا، ومعرفة معناها الحقيقي؟!
فأصبحت لغة التخاطب بين صديقتين أو أختين ركيكة كمن يعيش في خنادق من اللاوعي !
يصفونها بلغة الحضارة، ونبوغ الفكر.!
ماذا دهانا؟
وماذا أصابنا؟
أنستبدل لغة القرآن برطانة العجم؟
-غالياتي-
أنني لستُ ضد تعلم لغة شعوب أخرى..!
ولستُ أنفي أهميتها في أوساط مجتمعنا.
نحن مجتمع وللأسف يحتضن السلبيات قبل الإيجابيات.
جميل أن نتعلم لغة أقوام تُخالفنا بالمنهج والفكر..!
نتعلم لغتهم لنكتسب ثقافة محدودة التصور... نقية الأهداف.
نتعلم لغتهم لندعوهم بها إلى الإسلام، وننشر الخير في نفوسهم الهزيلة.
نتعلم لغتهم ونأمن غدرهم ومكرهم.!
وقد أمَر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليَهود ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لا يأمنهم !
قال زيد بن ثابت : أمَرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَعَلَّمْتُ له كتاب يهود ،
وقال : إني والله ما آمن يهود على كتابي . فتعلمته ، فلم يَمُرّ بِي إلاَّ نصف شهر حتى حذقته ،
فكنت أكتب له إذا كَتب ، وأقرأ له إذا كُتب إليه . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
فأصبحت رطانة العجم تكتب بحروف أبجديتنا، وتنطق باعوجاج ألسنتنا.!
لقد أنفطر كيان اللغة بضمها دفتي كتاب مركون بين رفوف المكتبة...
وأختنقت أنفاس الحرف حينما طاطأ بعضنا هامتها بين قبائل اللغة.
وانطفأ وهجها حينما تردد على مسامع الفصاحة بأن اللغة الأم لاتتعدى أسوار المدرسة..!
أخواتي الكريمات...
لنرفع راية لغتنا خفاقة فوق عقول العجم...
ونقول بأعلى صوتنا: لن نتنازل عن لغة القرآن مهما دسوا لنا السم بالعسل.!
فمعلقة الضاد ستبقى كنز الأمة العظيم...
ولن نطويها يوماً من أجل فكر ضعيف.!
فهي ميناء البوح، وبها عاصمة الحرف!!
لغة الضاد إشراقة الماضٍ والحاضر، وربيع الأمس.
فلنعفر لغة العجم برمال الإهمال والنسيان...
ونعود لفخرنا وكياننا، ومرآة فكرنا.!
اللغة العربية... لسان العرب!!
همسة~~~
حتى رمال البحر لم تتحمل بؤسنا وبوحنا، وأنين الوطن...
داهمها المشيب وتجعدت تفاصيلها من هول ماسمعت..!
إلا اللغة العربية جمعت الحروف ونمقتها درر...
وتوهجت على ضفافها أسطر كتبت بماء الذهب..!
ونقشت على أرض العروبة... الجنة لروح الشهيد مقام ومستقر!!