بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خاتم النبيين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين
أما بعد
هي فتاة جميلة ، تتميز ببشرة صافيه نظره لا وجود لبقع أو هالات ...
و لكن مع مرور الأيام وبسبب السهر والخروج تحت أشعة الشمس و بالرغم من استعمال الواقي الشمسي
إلا إن بشرتها لم تسلم من آثار و حرارة الشمس ...
تنقلت من طبيب إلى آخر ولم تجد من يخلصها من تلك الهالات والبقع و الحبوب و البثور التي شوهت وجهها ...
لقد مدحوا لها التقشير و نتائجه السريعة و المضمونة فقررت أن تستخدمه و لكن هيهات
كانت مجرد أحاديث مجالس ...
لم تترك و صفة إلا و جربتها لقد خفّت البقع
والبثور ولكنها لم تختفي تماماً فأصابها اليأس و قررت أن تستعمل دائماً
كريم الأساس لإخفاء تلك الهالات ... و تمضي الأيام ...
و لم تحاول أن تجرب دواء أو خلطة أعشاب لقد تعبت ويأست من العلاج
تمر الأيام و الشهور و من ثم منْ عليها الرحمن
فخصصت في كل ليلة سويعات تختلي في غرفتها لتناجي ربها طمعاً في الجنة فتصلي
و تقرأ القرآن الكريم و تدعو فتبكي من الخشية
لقد كانت تبكي كل ليلة فما هي إلا أسابيع
.
.
.
ماذا لاحظت ؟
يا لدهشتها أين تلك الهالات ؟
أين البقع ؟
أين البثور ؟
تساءلت ...
كيف هذا و أنا لم أعالجها ! لقد تركتها على حالها !
يا الله معقولة إنها ... إنها
إنها تلك الدموع التي أذرُفها كل ليلة و أنا خالية بربي ، لقد كان كل من في البيت نائمٌ
وأنا مستيقظة وحدي أناجي ربي و أنا خالية عملاً
بقوله تعالى
( كانوا قليلاً من الليل مايهجعون ) 17 الذاريات
وكنت عندما أنتهي من صلاتي أمسح وجهي بدموعي
دموع الخوف و الخشية
دموع المحبة و الشوق لله تعالى و إلى جنانه
دموع الألم و الحب الألهي و عدم احتماله
دموع الحزن على من لم يغتنم يومه
دموع الضعف وقلة الحيلة
دموع رجاء رضى الرحمن
يا الله ما أرحمك و ما أعظمك
ما أعظمك ربــي
تُجازي الإحسان بالإحسان
فتُكرم عبادك و تُجيبُ مُضطرهم
أنت الكريم بمن يقف ببابك
تعلم ما كُنت أُريد و أحب و أجبته
* بعد مرور شهور *
عادت بشرتها كما كانت صافية تماماً تماما
بل و أفضل مما كانت بدون تعب أو ملل
من الخلطات و الذهاب إلى العيادات
بـدموع الخوف و الخشية من الله
لا دموع النفاق و الرياء
تُذرف من العين و القلب قاسي لا يحس بها و لا يستشعرها
يقول تعالى :
( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين
أي بسبب أعمالهم حجبت قلوبهم عن الخير
قال صلى الله عليه و سلم :
" لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع " رواه الترمذي
وقال عليه الصلاة و السلام :
( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ...) وفي آخره: ( ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ )
رواه البخاري و مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام :
( عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ) الترمذي
جربي أختي في الله و لن تخسري ستكسبي
رضا ربك و الجنة والسعادة في الدنيا و الآخرة وراقبي الله في جميع تصرفاتك فبمراقبة الله ستخشينه
و تؤمنين بقدره أيّما إيمان ،،، تؤمنين بإجابة الدعاء
تثقين به أشد ما يكون ثقة
تخافين من عذابه فتحرصين على إرضاءه
أختي الحبيبة
أسرعي قبل فوات الأوآن و لا تفوتي اللحظات
ولا يضيع الشباب و أنتي تسوفين
اغتنمي يومك قبل غدك ...
فلا تعلمي هل هناك غد أم لا ؟
و حينها تندمين حيث لا ينفع الندم
عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه :
" اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك"
يقول صلى الله عليه و سلم
" اقرأوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا"
رواه ابن ماجه
أُختي الحبيبة
جربي فأنك ستكسبين بإذن الله في الحالتين
بشرة جذابة نقية رائعة مُنيرة بنور الإيمان و التقوى
والخشية و الخوف من الله
والتعود على قيام الليل خصوصا
بعد أن ذُقتي حلاوته و لذته و شعرتي بأثره في حياتك
و النتيجة قد اكتسبتي جمال منير وراحة نفسية
لأنك أصبحتي من الذين يبيتون سجدًا و قياماً
وهنيئاً لك في الحالتين
** تـــذكــــــرة **
عَن عبد اللَّه بنِ الشِّخِّير - رضي اللَّه عنه قال :
أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ . رواه أحمد ، والنسائي وأبو داود
المِرْجل : القِدر الذي يغلي فيه الماء
طوبى لمن سهرت بالليل عيناه
و بات في قلق في حب مولاه
و قام يرعى نجوم الليل منفرداً
شوقاً إليه و عين الله ترعاه
أختي الحبيبة
ألا تحبين أن يتوب الله عليك ؟
ألا تحبين أن يغفر الله لك ؟
ألا تريدين الجنة ؟
ألا تريدين و جهاً منيراً بنور الإيمان و الراحة النفسية ؟ راحة و رضى القرب من الله تعالى ؟!!!
إذن بــادري
***
طوبى لمن يتلوه في جنح الليل
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمني و من الشيطان
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك