تلك النفس البشرية الضعيفة .. ضعيفة بمفردها .. ضعيفة عندما تواجه الحياة وحدها دون ذلك النور الوضاء يضئ طريقها ويزيل وحشتها .. النور السماوي والمنهج الإلهي وحده من يمد تلك الضعيفة بالقوة والطاقة لتواصل المسير وتستحث الخطا .. تعطي وتبذل .. تسعى وتتفانى .. دون انتظار جزاء أو مقابل ممن حولها .. يمدها بهذه الطاقة شعور خفي .. خالص .. نقي .. استمدته من نور السماوات والأرض عندما احتسبت كل ما تقدمه وتتصبر عليه للواحد الديان الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً..
عندما آمنت إيماناً تاماً وتيقنت يقيناً صادقاً أنه وحده من لديه الجزاء الأوفى .. ومن يستحق أن تبذل مالديها لأجله .. وحده من يهون لأجله تحمل الأذى وكل ما يشق على النفس .. من يهون لأجله تجرع المرار ليصبح العلقم حلواً .. عندما استشعرت هذا فكأنما أوتيت قوة على قوتها وازدادت عطاءً إلى عطائها .. وبذلاً بجانب بذلها .. فلله تلك النفس ما أعجب ضعفها وقوتها .. وما أرحم خالقها وأعدله بها .. له الحمد كما ينبغي لعظيم وجهه وجلال سلطانه ..
عزيزتي ..
لا تقولي ما لنتيجة وما لمقابل ومالفائدة ؟ .. فهي والله نتائج وفوائد ..
بشّري تلك النفس الصابرة ــ القوية بنور خالقها ــ يا أخية وما أعظمها من بشرى.. ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) أتدرين لمن جاءت هذه البشرى العظيمة ؟؟ إنها للصابر الذي جاء وصفه هنا :
((وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)) ..
ردِّدِي أيتها النفس الصابرة.. إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.. فوالله ما قالها مخلوق قط إلا أخلفه الله وعوضه خيراً مما رُزء به .. فلك الحمد يا الله ..
ولكم هي بشائر الصابرين تتوالى فرفيقهم أعظم رفيق ولهم أعظم معية على الإطلاق ..معية الله .. (إن الله مع الصابرين )
بل العاقبة للصابرين المحتسبين فهم ينالون حظاً أوفراً وأجراً كبيراً يوم القيامة ليس كمثله أجر (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .. يا الله ما أعظمه من أجر وما أعظمها من غنيمة أتدرين بم فسرت هذه الآية ؟؟
فسرت أنهم ينالون أجورهم تصب لهم صباً يوم القيامة بلا حساب ولا مكيال ..
والله لهو خلق عظيم جداً (الصبر) إذا تحلى به الإنسان واحتسب أجره على الله ((ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)) .. يقابل الإساءة بالإحسان والظلم بالعدل والغضب بالحلم .. والحسد والحقد بالحب والخداع والنفاق بالوفاء ..والقهر والشر بالإخلاص والخير .. أي خلق أعظم من هذا يا أخية إذا احتسبه المرء لله !!
ثبتك الله وربط على قلبك وجعلنا وإياك ممن يوفون أجورهم بغير حساب ...
