بسم الله الرحمن الرحيم
نعم إنها بشرى من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أقسم الشيخ عطية سالم - من مشايخ الحرم النبوي الشريف - رحمه الله ( ت 1420هـ ) على أن طلب العلم
لا يسهل لك طريقا للجنة فحسب
بل يسهل لك طريقا في الدنيا
قال صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقاً يَلْتَمِسُ فيه علماً: سهَّل الله له طريقاً إِلى الجنة»"
قال الشيخ رحمه الله في شرحه للأربعين النووية:
"قوله صلى الله عليه وسلم: (سهّل الله له طريقاً إلى الجنة) -وهي أعلى منزلة وأعظم عطاء-
يفيد أنه من باب أولى أن يسهل له طريقاً في الدنيا، فهل يُسهل له طريق الجنة ويعسَّر عليه طريق الدنيا ؟! لا والله" ا.هـ
الحديث صحيح رواه مسلم وغيره، ومعناه كما قال الملا قاري في مرقاة المفاتيح:
وَمَنْ سَلَكَ ـ أَيْ: دَخَلَ أَوْ مَشَى ـ
طَرِيقًا أَيْ: قَرِيبًا أَوْ بَعِيدًا
يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا: نَكِرَةٌ لِيَشْمَلَ كُلَّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ عُلُومِ الدِّينِ قَلِيلَةً أَوْ كَثِيرَةً، إِذَا كَانَ بِنِيَّةِ الْقُرْبَةِ وَالنَّفْعِ وَالِانْتِفَاعِ، وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ الرِّحْلَةِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ.
وقال ابن علان في دليل الفالحين: يلتمس فيه علما ـ أي: مقرباً إلى الله تعالى.. فشمل الحديث أنواع علوم الدين، واندرج تحته قليلها وكثيرها.
والمقصود بالعلم في هذا الحديث وفي كثير من نصوص الوحي هو العلم الشرعي المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والموروث عن الأنبياء.. يوضح ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر. رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني.
وكم من أخت سلكت طريق العلم الشرعي فيسر الله لها أمورها ..
فهذه أخت صديقتي الغالية بقيت 8 سنوات وأشهر تنتظر الحمل ولم يكتب الله لها ، وأصبحت نفسيتها متعبة يوما بعد يوم ، وذات مساء وصلها خبر عن معهد شرعي سيقوم دبلوم لتدبر القرآن ، فعزمت على أن تسلك طريق العلم وسجلت في المعهد وبعد اسبوعين من دراستها حملت .. بارك الله لها في مولودها .
وأخرى تطلب العلم وتعلم تقول سبحان الله ربي مسهل لي الرزق بشكل عجيب .. ولما تركت طلب العلم اغلقت الابواب في وجهي !!
وثالثة : ليس بينها وبين الطلاق في آخر مشكلة سوى شعرة ! لكنها كانت طالبة علم وكانت تقوم بالبحث في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ، تقول : وفجأة سهل الله حل المشكلة التي بيني وبين زوجي وعاد خيرا مما كان !
ويذكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري استاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الملك سعود قصة طريفة وقعت له ويرويها بنفسه :
حكايتي مع الكتاب ..
وقع لي حادث مع لسان العرب عام 1411هـ في أبها، حيث أردت شراء نسخة منه ولم يكن معي إلا ثمنه بالضبط (250 ريالاً)، وأبى صاحبُ المكتبة أن يساعدني بتخفيض ريال واحد وبقي عن مكافأة الجامعة (850 ريالاً) ثلاثة أسابيع، وظروفنا صعبة جداً في ذلك الوقت، وكنت أسكن في شقة مع زميلٍ لي لا يُكلِّفُ نفسَه عناء المساهمة معي بشيء في أعباء الشقة إلا بالمشاركة في رفع السفرة إذا انتهينا من الطعام! وهو يعمل في القطاع العسكري ولا يؤمن بالكتب ويستغرب من كثرة شرائي للكتب، فأخبره بأن هذه الكتب كلها مقررة علينا في الكلية فيسكت، ويقول: أعوذ بالله من هذه الدراسة! وإذا أردت التخلص من الذهاب معه أعتذر بأنه يجب علي أن أنتهي من قراءة كل هذه المجلدات في أقرب فرصة من أجل الاختبارات ، فيخرج ويتركني .
فأخذتُ أترددُ على المكتبة أقلِّب الكتابَ وأتأمَّلُ فيه، ثم أُخرجُ المبلغَ فأحسبهُ وأطيل في حسابه وأكثره من فئة الريال لأنه تجميعات! ثُمَّ أتذكر أنه لن يبقى معي شيء بقية الشهر، فأعيد المبلغ في جيبي وأعود للبيت، فإذا ذهبت للبيت تذكرت الكتاب ونازعتني نفسي والنسخة وحيدة فأعود للمكتبة، وكانت المسافة ليست بعيدة (حوالي 5 كم) في حي شَمسان بأَبْها، والمكتبة اسمها مكتبة الهدى وأظنها أغلقت من زمن، أو تحولت إلى قرطاسية فقط .
وفي المرة الرابعة تقريباً أو الخامسة توجس صاحب المكتبة مني ولم يشك أنني لص أتدبر أمر سرقة شيء ما وربما كانت رثاثة هيئتي توحي بشي من ذلك!، وتلك المرة لقيت أحد المشايخ في المكتبة وأنا أعرفه من قبل ويعرفني فهو من أهل النماص، فوجدته يضحك مع صاحب المكتبة فانتهزت فرصة معرفتي للشيخ، وطلبت منه أن يتوسط لي عند صاحب المكتبة بأن يخفض لي من ثمن الكتاب أي شيء، فوافق وشفع لي فأعطاني الكتاب بمبلغ 230 ريالاً وبقي لي عشرون ريالاً، فلم أتردد لحظة، وأخذته على كتفي في كرتون وجريت إلى البيت وكأني أحمل ريشة، وبقيت أسبوعين آكلُ التميس فقط أفطر وأتعشى ولا أتغدى، وأبقى في مكتبة الكلية إلى وقت متأخر حتى لا يطالبني صاحبي بالغداء واعتذر له بأن لدينا هذه الأيام بحوث ونضطر للبقاء حتى المساء. وهو فيما عرفت فيما بعد كان يخرج للغداء إذا تأخرت في مطعم قريب من البيت.
وذات يوم لا أنساه لم يبق معي إلا ما يقارب الخمسة ريالات أو أقل، وأنا جالس في البيت ومعي صاحبي نشرب آخر حبة بقيت من شاي ليبتون أو بنتليز نسيتُ! إذا بجرس الشقة، فخفتُ منه، وقمت متثاقلاً للباب وإذا به شقيقي الأكبر عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، يطرق الباب ويرفض الدخول، ويقول: أحببت المرور للسلام عليك فقط. ولم يكن لدينا هاتف ثابت أو محمول، وإنما آخذ الأخبار كل أسبوعين أو ثلاثة بواسطة هواتف الشوارع.
وإذا به يَمُرُّ على أبها مستعجلاً في مهمة وكان حينها ضابطاً برتبة عقيد أو مقدم لستُ أذكر، وقد مر على مجلبة الغنم وهي قريبة من الشقة التي كنت أسكن فيها، وقال: أحببت السلام عليك والاطمئنان، وقد اشتريت خروفاً وذبحته في المسلخ هنا أحب أن أعطيك أنت وصاحبك منه إذا لم يكن لديكم مانع، ومعي بعض أبنائي الصغار في السيارة تحت يحبون أن يسلموا عليك، فنزلت معه وسلمت عليهم، وأعطاني قطعة من ذلك الخروف كدت لفرحي وجوعي آكلها في الشارع، ثم أدخل أخي عبدالعزيز يده في جيبه وأعطاني مبلغ 1200 ريالاً لا أنساها ما حييتُ، ولا أنسى ذلك الموقف وفرحتي بها، وكم أخذت بعدها من الأموال ولكن ليست كتلك الألف ومائتين. فاختصرتُ الكلام معه اختصاراً وودعته، وذهبت مسرعاً لسوق مركزي قريب فاشتريت قصديراً وكرتوووون شاي ليبتون جديد، وعدت للشقة وصاحبي عاكف على برادِ الشاي يناجيه وكأنه يناجي القمر! فقلت : قم يا عدو نفسه أوقد الفرن، فقد جاءنا الفَرَج، وكانت ليلةً من أجمل الليالي ..
والقصص أخواتي الحبيبات في ذلك كثيرة .. فنصيحتي لكل أخت أن تحرص على طلب العلم الشرعي فإن به سعادة الدنيا والآخرة .
وهنا قانون آخر للتيسير والتعسير أرجو الاطلاع عليه :
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=3879389
طموحي لله ولية ،، @tmohy_llh_oly
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولاحول ولاقوة الا بالله
❤️❤️❤️