بسم الله الرحمـــــــن الرحيـــــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركـــــــــاته ..
..
نظراً لمعاناة البعض من نقص فيتامين ( د ) ..
وقرأتي للكثير عن هذا الموضوع .. ومدى خطورته على الصحة الجسدية والنفسية .. واهتمام وسائل
الأعلام ( المسموعة والمقروءة والمرئية ) .. بهذا الأمر ..
خطرت لي فكرة .. كتابة بعض مما عرفته عن هذا الأمر .. وقد يعرفها بعضكم ويجهلها الآخـــر ..
ومن منطلق محبّتي لكم في الله .. ثم .. وفاءً لهذا المنتدى الذي قدّم لي الكثير ..
أضع بين يديكم هذا الموضوع المتواضـــــــع ..
وبدايــــــــــة ..
قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ
رَبِّ شَقِيّاً ) .. سورة مريم ( 4 )
في هذه الآية إشارة إلى ضعف ووهن ( ضعف وترقق ) العظام مع تقدم السن .. وهذا أمر طبيعي ..
ولكن في الوقت الحاضر .. أصبحت بنية العظم ضعيفة ومادته أقل كثافة وتهدد بذلك سلامة الجسد
واعتلال الصحة النفسية .. في سنوات العمر المُبكّرة ..
فما السبب .. ؟
وما العمل لتفادي مثل هذا الأمر ..؟
..
لابد من الحرص على الأمور التي تساعد على تصنيع هذا الفيتامين في الجسم داخلياً وذلك عن طريق
النظام الغذائي المتوازن الصحيّ والمليء بالفيتامينات والمعادن اللازمة لبناء أنسجة الجسم وخلاياه
وتقوية العظام وكذلك خارجياً عن طريق ممارسة الرياضة وأهمها المشي .. وكذلك التعرّض لأشعة
الشمس وخلو بيئتنا ومحيطنا من عوامل التلوث ..
ومن الأفضل الاهتمام بهذه الجوانب منذ الصغر وتربية النشء عليها .. لتكوين عادات صحيّة سليمة ..
ومحاولة تصحيح أخطــــــــــاءنا التي مارسنها جهلا وأثّـرت علينا وعلى مجتمعنا .. فأصبح ( نقص
فيتامين د ) .. سمة شائعة ومرض صامت سائد بين السعوديين الطبيعيين بشكل كبير جدا .. تصل هذه
النسبة إلى 97% ..
فما هي الأسباب يا ترى رغم إننا نعيش في موقع مداري على الكرة الأرضية .. لا تغيب شمسه صيفاً
ولا شتاءً .. بفضل الله ورحمته ..
( نحن نعلم أن الله هو مدبّر أمرنا .. ولكن الله سبحانه رزقنا العقل .. لنفكّر ونحسن التصرف .. وجعل
لكل شيء سبب .. ) ..فـ لعلّ من أبز الأسباب كما قرأت وسمعت : -
..
* _ قلة التعرض لأشعة الشمس بقدر كاف ليقوم الجسم بتصنيع احتياجاته من هذا الفيتامين .. إما بسبب ارتفاع معدلات درجات الحرارة تحت أشعة الشمس الحارقة أو الانشغال بما هو أقل أهمية من الصحة ..
* _ عدم الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي المتوازن والأكثار من الدهون وقلة تناول الخضار والفواكه
يوميا ..
* _ الإفـــــراط في تناول الكافئين ..
* _ التدخــــــــين ..
* _ عدم ممــــارسة الرياضة ..
* _ العادات الغذائية السيئة مثل الوجبات السريعة المليئة بالصوديوم والمشبّعة بالدهون ..
* _ كثرة تناول المشروبات الغازية والمسبّبة لهشاشة العظام ..
* _ كثرة استهلاك البروتين تزيد من طرح الكالسيوم مع البول ..
* _ تناول كميات كبيرة من ملح الطعام يؤثر على العظام من خلال سحب الكالسيوم منها ..
* _ يؤدي تناول كميات مفرطة من الألياف الغذائية في الوجبة الغذائية إلى إعاقة وضعف امتصاص
الكالسيوم ..
* _ يؤدي تناول كميات زائدة من الدهون في الغذاء إلى خفض معدل امتصاص الكالسيوم من الأمعاء ..
..
كما أن الله جعل لكل شيء سبب .. فقد جعل سبحانه لكل داء دواء ..
وقد حبانا المولى سبحانه هذه الطبيعة المليئة بالأسرار والاعجاز وسخّرها للإنسان .. فـ من هذه الأزهار وتلك النباتات والأوراق والجذور والكائنات الدقيقة .. استخرج الإنسان الدواء بفضل الله .. ثم بفضل سلسلة تجارب واكتشافات ..
ومن مبدأ القيام بما شرعه الله لنا .. واتّباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. ومن منطلق قوله
تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ..
فالقيام بما شرعه الله لنا .. هو تربية وتهذيب وإصلاح للنفس ..
- فالصلوات الخمس .. هي راحة النفس وطمأنينة القلب وسكون الجوارح وعلاج التوتر واستقامة
الاعوجاج النفسي ..
- أكدت الدراسات أن التأمل = ( الخشوع في الصلاة والذكر ) .. يساهم في علاج الضغط .. السكري ..
القلق والاكتئاب " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " << د. عبدالله الملحم ..
- وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم .. في الطعام .. " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ".. و " بحسب ابن
آدم لقيمات يقمن صلبه " .. كانت المخرج الشافي من دوامة النسب والمعايير الغذائية الواجب اشتمالها
في الطعام وحتى لا يتعدى عنصر على آخر .. ولا تزيد نسبة فيتامين فيطرد الآخر .. لابد من التوازن
والتقليل .. فالناقص تــوأم الزائــــــــد ..
..
باختصار .. عندما تستقر النفس وتتحكّم بالمشاعر تكون قضيت على الأمراض النفسية والتي تؤدّي إلى
عِلل جسدية .. وعندما تقتصد في إطعام البدن وتحرص على تقوية الجسد تكون حرصت على سلامة الجسم والمؤدية إلى كثير من الأحيان إلى الأمراض النفسية .. عملية عكسية ..
و سـ تعيش حياة مستقرّة من الولادة حتى الوفاة .. بإذن الله ..
حقاً .. العقل السليم في الجسم السليم ..
..
..
يتبع بإذن الله ..
يلي : -
* _ لين وهشاشة العظام والكساح ..
* _ آلام العظام والعضلات وضعف مينا الأسنان .. و تشوهات الحوض ..
* _ مشاكل تخثر الدم ..
* _ آلام المفاصل مثل الورك والمعصم وظهور تقّوس وضعف في فقرات العمود الفقري ..
* _ الـســمـنـة ..
* _ القلب هو في الأساس عضلة كبيرة .. ومثل الهيكل العظمي والعضلات .. ولديه مستقبلات لفيتامين
( D ) لذلك ربما ليس من المستغرب أن الدراسات تقول نقص فيتامين D قد تكون مرتبطة بأمراض
القلب ..
* _ هناك الكثير من المشاكل النفسية التي يمكن أن تأتي إذا لم يكن لديك ما يكفي من فيتامين D في
الجسم مثل الاكتئاب ..
..
أعراض نقص هذا الفيتامين واسعة .. يمكن أن يكون من الصعب تحديدها وهذا لا يعني أن وجود ما
يكفي من هذا الفيتامين سوف تتوقف كل هذه الظروف والأمراض ولكن يمكن أن تقطع شوطا طويلا في
المساعدة على منع وقوعها بإذن الله ..
..
علاقة الكالسيوم بالعظام
الكالسيوم هو أحد المعادن التي تتواجد في الجزء الصلب من العظام .. فالعظام هي مخزن الكالسيوم في
جسم الإنسان .. وينقل الكالسيوم من وإلى العظام عن طريق خلايا تسمى (اوستويوبلاست) ..وعمل
الكالسيوم لا يقتصر على العظام فقط .. بل يمتد عمله إلى العضلات والأعصاب وسائر خلايا الجسم ..
بالإضافة إلى العمليات الحيوية المهمة داخل الدم ..
ويتم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء بمساعدة فيتامين ( د ) النشط .. كذلك نسبة كبيرة من الكالسيوم ( 98% ) يتم إعادة امتصاصها عن طريق الكليتين .. ويمكن للجسم الحصول عليه مباشرة من تعرض
الجلد للأشعة فوق البنفسجية للشمس ..
..
ويستهلك الأطفال الكالسيوم بنسبة 75%
وتقل هذه النسبة لتصل إلى 30 – 50% عند سن العشرين .. لأنه لا يستخدم في هذه السن في بناء
العظام وإنما في المحافظة على كثافتها ..
..
..
دور الكالسيوم في الجسم ..
..
يوجد داخل جميع خلايا الانسان نسبه ضئيلة من الكالسيوم تساوي ( جزء من عشرة آلاف ) من النسبة
المتوافرة خارج الخلية .. لذلك عندما تدخل الخلية كمية ضئيلة جدا من الكالسيوم فانها تتحكّم بالنشاطات
الحيوية كالأيض و النمو و التقلص .. ومن دون شحنة الكالسيوم هذه يتوقف الجسم عن العمل ..
كذلك لا يستطيع الجسم إنتاج الكالسيوم ولكن بما أن وجود مقدار ضئيل منه هو مسألة حياة أو موت فإن
الجسم والدماغ لا يتكلان فقط على عادات الشخص الغذائية لتعويض الكالسيوم الضائع من جراء
الافرازات و الاستهلاكات الطبيعية ..
إن " ميزان الكالسيوم " هو في الغدد جارالدرقية وهي أربع غدد صم صغيرة مجاورة للغدة الدرقية في
العنق .. التي تفرز هرمونات تنظم مستوى المعدن الذي يدور مع الدم وفي السوائل بين الخلايا ..
وعملية ترسيب الكالسيوم بالعظام أو انطلاقه بالدم ينظمها النشاط الهرموني والفيتامينات وحاجة الجسم
للكالسيوم سواء بالدم أو العظام .. ويلعب فيتامين ( د ) دورا في إمتصاص الكالسيوم في الجهاز
الهضمي والكلى وحمله بالدم ..لأنه يتحوّل لمادة تتّحد مع الكالسيوم لتحمله بالدم وتوصله للعظام .. وأن
لم تكن هناك كمية كافية منه فان " الميزان " يعمل على سحب كميات من " بنك العظــــام " .. وهو ما تم
ايداعه في الفترة الممتدة بين الطفوله و مستهل الشباب ..
..
لماذا فيتامين D مهم جدا ..؟
فيتامين D هو الهرمون الذي يساعد أجسامنا تمتص كل من الكالسيوم والفوسفور .. وهما من المعادن
الهامة جدا التي تساعد على الحفاظ على عظامنا قوية .. وعندما لا نحصل على ما يكفي من فيتامين D
.. هنا سـ تقلّ نسبة الكالسيوم في النظام الغذائي لدينا .. وللحفاظ على مستويات الكالسيوم وإبقاءها في
وضعها الطبيعي .. تضطــر أجسادنا سحب المزيد من مخزون الكالسيوم من العظام لدينا .. مما تسبب
في هشاشتها وترققها مستقبلا ..
..
- العجز في الكالسيوم سيؤدي إلى ما يسمى مرض ( نخر العظام ) .. والحقيقة الواضحة هنا أن
الكالسيوم لا يمكنه شفاء مرض نخر العظام بل و الحل الوحيد ( والله أعلم ) .. هو في الوقاية المبكرة
لحدوث المرض وهذا يتضمن تناول كمية كافية من الكالسيوم طوال الحياة .. وطوال فترات النمو ..لذلك
فإن كوب من الحليب كامل الدسم 3 مرات في اليوم نصيحة ممتازة .. حيث يحتوي كل كوب على 290
مليغراما من الكالسيوم ..
ولو كان قليل الدسم فسيحتوي على كمية أكثر من الكالسيوم وفي الحليب نفسه فيتامين " د " الذي يعد
ضروري لامتصاص الكالسيوم ..
..
لأنه في سن متقدمة وفي نحو الخامسة والثلاثين من عمرنـــــــا نبدأ جميعنا خسارة كمية من المادة
العظمية أكبر مما تستطيع أجسادنا إنتاجه .. وإذا لم نكن حصلنا على كمية قصوى من العظام إلى ذلك
الوقت فإن انحدارنا سيكون أسرع عندما نبدأ استهلاك الكالسيوم بفاعلية اقل ..
..
غالبية الذين يتأثرون بـ نقص فيتامين D3 هم .. الرضع وكبار السن وأولئك الذين لا يتعرضون بما فيه
الكفاية لأشعة الشمس .. والذين لديهم مرض التهاب الأمعاء ..
..
فيتامين D والسل :
قبل ظهور المضادات الحيوية .. كانت مصابيح أشعة الشمس والشمس جزء من العلاج القياسي لمرض
السل ~ TB ~ .. وتشير المزيد من البحوث التي أجريت مؤخرا أن " فيتامين الشمس" قد يكون مرتبط
بمرض السل .. عدة دراسات للحالات والشواهد عند تحليلها معا .. تشير إلى أن المصابين بمرض السل
لديهم انخفاض مستويات فيتامين D بالنسبة للأشخاص الأصحاء من نفس الفئة العمرية ..
..
..
يتبع بإذن الله ..