لماذا استغفر الرسول؟!.. (شارك)
بقلم - الشيخ سمير حشيش
"والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون".. توقفت كثيرا عند هذه الآية في سورة المؤمنون متأملاً تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لها وقد ظنت السيدة عائشة رضي الله عنها -كشأن كثير ممن لا يعلم تفسيرها- أنها نزلت فيمن يعصون الله برغم خشيتهم له، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون, وهم يخافون ألا يُقبل منهم, أولئك الذين يسارعون في الخيرات" (رواه الترمذي وابن ماجه).
وحاولت جاهدا الربط بين هذا التفسير وبين حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاستغفار بعد الصلاة، فقد كان من سنته صلى الله عليه وسلم أنه إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
ترى.. من أي شيء كان يستغفر النبي؟!!
قد يستوعب المرء -على ما في ذلك من عجب- أن يُعد له صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد أكثر من مائة مرة "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" (رواه أحمد وأصحاب السنن من حديث ابن عمر)؛ إذ المجلس للحوار والحديث، سواء كان هذا الحديث في أمور الدنيا أو أمور الآخرة.
أما بعد الصلاة؟!! وما أدراك ما الصلاة عند رسول الله؟! إنها قرة عينه، وذهاب همه وغمه، وصلته بربه الذي لا يعرفه أحد كما يعرفه هو.. إنه في صلاته يرى الجنة والنار، على الحقيقة لا المجاز، وقد ثبت هذا في الصحيح (الحديث روي في الصحيحين عن ابن عباس في صلاة الكسوف والخسوف).
رسول الله! وبعد الصلاة! يستغفر الله!.. إذن والله إنه لأمر جلل.
صليت ركعتين!
عندها عزمت أن أقوم فأصلي ركعتين نفلا، أجاهد فيهما أن أصلي كما صلى رسول الله، أجاهد أن أشعر بالله في كل لحظاتها، واستذكرت حديث نَصْبِ الله تعالى وجهه لوجه المصلي، ورَدّه عليه جملة بجملة وهو يقرأ الفاتحة، استشعرت نظره وحضوره، جاهدت أن أُخَلِّصَ نفسي وعقلي من كل فكر فيما سوى الله وصلاتي ووقوفي بين يديه...
أنا الآن بين يدي الله.. رب العالمين يراقبني وينظر صلاتي ويرد عليّ مناجاتي.. يا ألله!! ما أجملها من لحظات!! أأنا الآن في مقام القرب؟ أصطفاني الله لأقف هذا الموقف؟.. يا لها من نعمة، أشكرك يا رب..!! لكن هل تراني بركعتيّ هاتين شكرت الله شكرا يكافئ ولو نعمة من نعمه؟.. بالطبع لا، ولن أستطيع.
ثم وجدتني وقد وقفت على آخر مرحلة في صلاتي وقد مرت علي اللحظات سريعة.. أنا الآن لم يبق لي من صلاة الركعتين غير التسليم.. التسليم؟؟ نعم.. هل أسلم؟ هل أدير وجهي من أمام وجه ربي الكريم؟ هل أخرج من هذه النعمة وأوقف مددها بيدي؟ هل أعود إلى الدنيا بعد هذا الخروج إلى الطهارة والنقاء؟ هل يستحق الله مني أن أفارقه مع أني أنا المحتاج؟ هل لو أنهيت صلاتي وجهرت بالتسليم أكون قد جحدت نعمة الله علي؟ ترى لو أنهيت صلاتي فأنا من الشاكرين أم من الجاحدين؟.
وهنا وجدتني أسلم وأنا ألهج بالاستغفار على عجزي عن شكر نعمته، أستغفر الله العظيم على تركي لحظات قربه وأنا مختار، أستغفر الله العظيم على خروجي من حظيرة أوليائه إلى الدنيا.
ثم تساءلت: أهذه صلاة رسول الله؟.. كلا والله، فأين أنا من رسول الله؟.. وعندئذ عدت ألهج بالاستغفار مرة أخرى على عدم قدرتي أن أصلي مثلما صلى رسول الله، أستغفر الله العظيم على صلواتي التي مضت ولم أشعر فيها بالقرب من الله، أستغفر الله العظيم على كل عبادة أؤديها وأنا غافل، أستغفر الله العظيم على أني لا أعيش أبدا بهذا القلب مع الله، أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم.
وهنا فقط أدركت.. لماذا استغفر الرسول.
والآن.. ماذا عنك أنت؟
هل استشعرت من قبل معنى الاستغفار بعد الصلاة؟
وهل استشعرت معاني متنوعة للاستغفار في مواقف مختلفة؟!
شاركنا تجربتك

TODART @todart
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ساندريلا 2
•
يبارك الله فيك ياختي ياريتي استشعر الصلاه مثلج دائما احس ان صلاتي ناقصه استغفر الله بعد الصلاه لكن بعجل امور الدنيا تلاحقني ما اقول لابس الله يهديني ,مشكوره على هذي الموضوع


جزاك الله خير
والله اني اخاف الا يقبل منا أي عمل نقوم به وقلوبنا غافلة ,, ومنشغلة بأمور الدنيا
ولكن
أستغفر الله العظيم على صلواتي التي مضت ولم أشعر فيها بالقرب من الله،
أستغفر الله العظيم على كل عبادة أؤديها وأنا غافله،
أستغفر الله العظيم على أني لا أعيش أبدا بهذا القلب مع الله،
أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم, أستغفر الله العظيم.
والله اني اخاف الا يقبل منا أي عمل نقوم به وقلوبنا غافلة ,, ومنشغلة بأمور الدنيا
ولكن
أستغفر الله العظيم على صلواتي التي مضت ولم أشعر فيها بالقرب من الله،
أستغفر الله العظيم على كل عبادة أؤديها وأنا غافله،
أستغفر الله العظيم على أني لا أعيش أبدا بهذا القلب مع الله،
أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم, أستغفر الله العظيم.

الصفحة الأخيرة