لماذا ............................ ياأمـي ؟!!!رواية شيقه جداً

الأدب النبطي والفصيح

لماذا يا أمي

للمـــــــــؤلف :هشام بكر امين

اهداء
إلى كل من يلهث وراء المال
دون وازع من دين او خلق اهدي قصتي هذه

لماذا ............................ ياأمـي ؟!!!



العودة
لم يكن هذا الخريف كغيره من الأعوام السابقه فأنا على ارتفاع ثلاثين الف قدم عن سطح الأرض تحلق بي الطائره لتنهي رحله شاقه طويله وممله استغرقت اكثر من اثنتى عشر ساعه من الولايات المتحده الأمريكيه في طريق العوده الى جده الى ارض الوطن الحبيب .
لم استطع تحمل عدة مشاعر قويه في آن واحد فشوقي للأهل والاصدقاء وفرحتي الغامره بالعوده انستني مخاوفي المعتاده من المطبات الهوائيه المزعجه وطول ساعات الطيران الممله . كنت انظر من نافذة الطائره اتعجلها الوصول في بهجه طفوليه انستني النوم والراحه .
حطت بنا الطائره في مطار الملك عبدالعزيز وتوقفت محركاتها لتأذن لنا بالخروج ودلفنا الى ساحة المطار والتي كانت تعج بالقادمين من كل حدب وصوب ...بهرت بما شاهدته من نظام وسرعه في إنهلء إجراءات الجمارك والجوازات .
عيناي تنتقل لتضم ابناء بلدي وفرحتي تحتضن كلاً منهم بل خيل إلى اننا نتقاسم نفس المشاعر وانهم يقدمون لي التهنئه بحصولي على رسالة الدكتوراه والتي نلتها بتفوق .
كنت مغتبطاً بدرجه لاتوصف ، فمنذ سنوات طوال وانا اعيش بعيداً اغوص في ابحاثي ودراساتي وهدف الرساله منالاً اضعه امامي لأعود به ....وكان الثمن غالياً ... لقد امتص كل إجازاتي فتوقفت حياتي إلا عند الدراسه والنجاح فيها . وما أن انتهيت من ختم جوازي واخت طريقي بين صفوف الركاب القادمين لنتأهب للخروج من ساحة المطار حتى جلت بنظري علني اجد احداً في انتظاري خاصه وان اهلي على علم بموعد الوصول .
وماهي الاثواني حتى وجدت من يمد يده ويحضنني مرحبا بي انه سامي أخي والذي يصغرني بخمس سنوات تبادلنا العناق وانا أتأمل نضوجه ... جسم رياضي طويل ووجه ضاحك وشنب صغير .
ــ مرحبا بك ياحسام اقصد يادكتور حسام .
ــ كيف حالك ياسامي وكيف حال والدي وسعاد وكيف حال ابنائها .
ــ كلنا بخير ياحسام وكلنا بشوق اليك والدي اراد الحضور لأستقبالك معي إلا ان آلام الروماتيزم اشتدت عليه في الأيام الأخيره والحمد لله هو الآن احسن من السابق . اين امتعتك .. هيا بنا الى السياره . وخلال عودتنا الى المنزل سألته عن بعض الأصدقاء وفجأه خطر ببالي ابناء خالتي طارق ومحمد وقد تنبهت لعدم وجودهم مع سامي في إستقبالي .
حسام ــ كيف ابناء الخاله ياسامي طارق ومحمد .
سامي ــ انهم بخير .
حسام ــ هل هم في البلد ام هم مسافرون ؟
سامي ــ لااعرف بالضبط .
حسام ــ كيف لاتعرف ؟ الست على صله بهم .
سامي ــ اخبرني كيف كانت رحلتك .
حسام ــ لابأس بها . هل حل بأبناء خالتك شيء انك تتهرب من سؤالي ؟! .
سامي ــ لاابداً ، على مااعتقد انهم كلهم بخير ولكن لاتتعجل الأمور ستعرف كل شيء عن العائله والأصدقاء بمجرد ماتنال قسطاً من الراحه ولاداعي للعجله .
وما إن توقفت بنا السياره ودلفنا الى داخل الفيلا حتى شاهدت سعاد شقيقتي وأبنائها زهير وريم والفرحه تغمرهم واخذت ابحث بناظري عن والدي فوجدته يقف بجانب المنظده وهو يتوكأ عاى عكازه يساعد على الوقوف فاسرعت اليه وتناولت يده اقبله واقبل رأسه حيث القى بعكازه جانباً وأخذ يحضنني بلهفه وشوق والدموع تنهمر من عينيه مردداً كلمة الحمد لله .. الحمد لله على هذا اليوم وعلى هذه الساعه حمداً لك ياربي على هذا اليوم وعلى هذه الساعه حمداً لك ياربي وشكراً إذ مددت في عمري حتى اعيش هذه السعاده ليت والدتك رحمه الله كانت معنا ذلتشاركنا فرحتنا بك ياحسام .
أطال الله في عمرك ياابي فأنت الخير والبركه . وحاولت ان احبس دموعي إلا انها ابت ان تشارك دموع والدي في فقداننا للوالده وغيابها عنا .
وإذ بسامي يبدد هذا اللقاء الدرامي مهللاً إيه ياسعاد ماذا اعددت لنا على العشاء . طبعا ً مواهب طبيخك كلها ستظهر اليوم علشان خاطر الدكتور حسام .
حسام ــ اين زوجك مصطفى يا سعاد ؟
سعاد ــ انه مسافر في مهمه رسميه الى تركيا ولن يطول غيابه ياحسام .
جلست بجانب والدي وانا لااكاد اشبع من لثم يديه واتطلع اليه . لقد بدأت مظاهر الهرم تظهر عليه خاصه بعد مرضه في الآونه الأخيره فآلم المفاصل والروماتيزم (...) اضعفت عظامه وهدته فهو لم يتعد بعد الخامسة والستين ومن يراه يعتقد انه تعدى الثمانين من عمره .
جلسنا حول مائده الطعام وقد اكتظت بما لذ وطاب من انواع الأكلات الشهيه التي حرمت منها طوال فترة غيابي عن الوطن والتي ابدعت سعاد في تحضيرها .
تجاذبنا اطراف الحديث ولم يكن يخلو من تعليقات سامي الطريفه وسعاد تحاول ان تطعمني لأتذوق كل ماحفلت به المائده .
اجل ماأجمل الجو العائلي والتفاف الأسره ومع كل تلك السعاده الغامره والحب الذي احاطني به والدي واخوتي الا انني كنت على وشك ان أسأل عن ابناء الخاله فترددت حتى لااسمع مايكدر سعادتنا وفضلت ان انتظر حتى يتطرق بنا الحديث اليهم .
وبعد انتهائنا من تناول العشاء واثناء تناول القهوه والشاي كنت اجيب على استفسارات والدي عن سير دراستي ومااذا كنت تعرضت الى مشاكل تذكر وكيف كانت مشاعري وانا بعيد عن الوطن ؟ ولم نشعر بمرور الساعات ونحن نتجاذب اطراف الحديث وماهي الا لحظات حتى بداء النعاس يظهر على والدي الذي تناول ادويته الخاصه به وذهب مستأذنا الى غرفته ليخلد للنوم والراحه بينما ذهبت سعاد بأبنائها الى غرفة نومهم . وجلست انا وسامي نتذكر فترة مراهقتنا وذكرياتنا الدراسيه وماشعرت الا وانا اعاود السؤال عن ابناء الخاله مره اخرى .
حسام ــ ماذا حدث ياسامي لطارق ومحمد . انكم تحاشيتم الحديث عنهم طوال السهره . هل الم بهم مكروه لاسمح الله ؟
سامي ــ لااعرف ياحسام بالظبط ماذا حدث لهذه الأسره انها مأساة .
حسام ــ ماذا تقول انها ماسأة . ماذا حدث ؟
سامي ــ انه منذ اكثر من ثلاث سنوات تقريباً واخبارهم مقطوعه عنا ولا نعلم اين هم بالضبط ، هناك سر لايعلمه سواهم ويعلق بسبب إختفائهم .
فهناك من يعتقد انهم هاجروا الى احدى الدول العربيه او ربما الأروبيه . وهناك من يعتقد انهم انتقلوا الى احدى قرى المملكه . ولااحد يعلم اين هم بالضبط !
حسام ــ الم تحدث مراسلات بينكم وبينهم ؟
سامي ــ كلا لم تحدث ، ولو حدث ذلك لعرفنا مقرهم .
حسام ــ وخالي سعيد الا يعرف اين هم ايضاً ؟
سامي ــ خالك سعيد انه ايضاً يعيش مأساة .
حسام ــ ماذا تقول ماذا الم به . افصح .
سامي ــ انه يرقد مشلولاً في المستشفى بعد ان فقد زوجته وابنته الوحيده في حادث سياره التي كان يقودها منذ سنتين وهو في حاله زهول تام ولايكاد مايعي حوله .
حسام ــ ماهذا الذي اسمعه . مريم وحنان توفيتا الى رحمه الله ؟؟؟ وخالي مشلول ، كل هذه الأحداث وانا ليس لي علم بها وكأنني لست واحداً من هذه الأسره لماذا اخفيتم عني كل هذه الأخبار لماذا ؟
سامي ــ انها رغبة الوالد في عدم اخبارك بأي شيء لأنك لاتستطيع ان تفعل شيئاً امام إرادة الله والقدر المكتوب وكان خوف الوالد وخوفنا كلنا عليك ان كل هذه الأخبار سوف تؤثر على سير ك الدراسي ولذا فضلنا عدم إخبارك حتى تحضر بالسلامه وتعرف كل شيء .
حسام ــ وماذا ايضاً هل هناك شيء لم تخبروني به ؟؟
سامي ــ لاشيء اكثر من ذلك الا يكفيك ماسمعت وعرفت .
حسام ــ ان في الأمر سر بل اسرار لابد من معرفتها .
سامي ــ إذن عليك بالوالد فلربما يستطيع ان يخبرك بكل الحقيقه التي فشلت انا وسعاد في الحصول عليها عنهم لانه دائماً يفضل الصمت وكلما تحدثنا اليه في نفس الموضوع يكرر الأيه الكريمه (( قدراً مقدرا)).
حسام ــ ماذا اقول لك ياسامي لقد تلاشت فرحتي بعد سماعي لتلك الأخبار .
سامي ــ انك انت الذي صممت على سماعها برغم انني حاولت التهرب من اسئلتك . ولكنك صممت وعل كل حال كنت ستعرف كل شيء ان كان عاجلا ام اجلا . المهم لاتشغل بالك الآن اكثر من اللآزم وحاول ان تأخذ قسطاً من النوم والراحه بعد هذا اليوم الشاق والأخبار غير الساره وماحدث قد حدث وهذه إرادة الله .
حسام ــ أجل انها إرادة الله وماقدره الله كان . لاحول ولاقوة الابالله . سأحاول ان اخلد الى النوم فأنا حقاً متعب .
ذهبت الى غرفتي وحاولت النوم والهواجس والأفكار تتراكم في رأسي الا ان شدة التعب والإرهاق طغى على الأفكار التي كانت تطاردني واستسلمت لنوم عميق ولم استيقظ الا بعد ان انتصف النهار او كاد . وإذ بسعاد شقيقتي تطرق باب غرفتي لتعلن ان الغداء معد جاهز .وهذا يعني انني اخذت قسطاً وافراً من النوم خلصتني من الإرهاق والتعب وترك النشاط يدب في جسمي وماان انتهين من اخذ حمامي وتبديل ملابسي حتى هرعت الى غرفة الطعام فالكل كان في انتظاري .
تناولنا الغداء عائلياً وماإن انتهيت حتى انفض الجميع ، استأذن سامي في الخروج للذهاب الى النادي فلديه اليوم تمرين . وبعد تناول الشاي اخذت سعاد ابنائها للمذاكره .


انتهى الفصل الأول والله يعينكم على الصبر الين ينزل الجزء اللي بعده ،،إن شاء الله تكون اعجبتكم مع العلم ان القادم احلى ،،،

180
22K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مجاهدة
مجاهدة
راااااااااااااااااااااااااااااااااائعــــــــــــه ..
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
نتابعك ِ فلا تطيلي

بارك الله فيك
فيض المحبة
فيض المحبة
نتابعك وبانتظار الجزء التالي
المشتاقة الى الجنه
مشكورات اخواتي الغاليات الله يوفقكن ،،



اشكرك غاليتي فيض المحبه على متابعتي فأنتي من زادني حماس لكتابة هذه الروايه الشيقه ،،


موفقات غالياتي ولو انني توقعت المزيد من الرود

تابعوني فالقادم احلى بس عطوني وقت انسخ الروايه ،،،

المشتاقة الى الجنه """"
funai
funai
وانا معكم في المتابعة
فرواياتك يا اختي المشتاقة الى الجنة وكلنا مثلك والله
جميلة بحق وحقيقي استمري بارك الله فيك يا عزيزتنا