نعود للجولة الخامسة والعشرون
إنه اليوم الأخير من العلاج القاسي
لحظات انتظرتها بفارق الصبر
كي ارتاح ولو لبعض ايام
كنت اعشم نفسي بالفرح
واعيش في عالم مليء بالتفائل
علني اريح عقلي المثقل بالهموم
بدأت المحاليل تسافر داخل أوردتي
وكأنها تحتضنها لهفاً وشوقاً لي
هاجمني القثيان بكل قوة
فخرجت الوان والوان من فمي
البلغم لا يرحم شفتاي جرحها
والصداع كأنه ضرب مطارق تهدم رأسي
تحملت اصناف الوجع لاني امني النفس
بأن هذا اليوم الأخير وينتهي العلاج
أنتهى اليوم وكأنه عام كامل يمر علي
غادرة المستشفى متوجهاً لقريتي
برغم أن صاحبي قال لي لماذا لا ترتاح يوم
في الرياض ومن ثم نغادر
قلت له لا والف لا
فلن اجلس هنا دقيقة واحدة
قال لي اعرفك يا عنيد
قلت له المسألة ليست عناد
إنما أنا مشتاق لاهلي وابنائي
واريد ان اراهم في اسرع وقت
قال لي أنك تتألم ومتعب من العلاج
ويفضل ان تصل لهم وانت مرتاح على الاقل
قلت له إن راحتي تكمن في لقاءهم
مع إلحاحي واصراري على الذهاب
وافق على مضض واتجهنا لقريتنا
وأنا أطلب منه أن يقود بسرعه
وهو يقول لا لن أسرع
ونحن نتناقش فجأة ثار بركان من فمي
لم استطع أن اسيطر عليه
فتوقف صاحبي وقال لي ألم أقل لك
دعنا ننتظر يوم كي ترتاح
قلت له لا عليك اعطني ماءً
وإن شاء الله ستكون الامور جيده
غسلت وجهي وشربت قليلاً من الماء
وقلت له الآن امضي بنا
دخلت في نفقِ من الألام
ولم احاول أن ابين لصاحبي ما بي
حتى لا ينشغل بحالي
وصلنا إلى قريتي واتجهت إلى بيتي
وحين شاهدت ابنائي ينتظروني
ضممتهم إلى صدري فكأني اتنفس هواءً نقياً
وأنا اشتم رائحتهم
أخذتني زوجتي إلى غرفتي كي ارتاح
رغم انها تعلم أني لن اذوق الراحة
فطلبت من ابنائنا أن يغادروا الغرفه
وقالت لي حاول ان تنام ولو قليلاً
قلت له من اين يأتي النوم
ارجوكِ احضري لي شيئاً ااكله
فاحضرت لي شوربة خضار
شربتها وليتني لم اشربها
فحينها ثارة نافورة من فمي
والم يعصف في بطني
وأنا أتاوه وأان من شدة الألم
دخلت في حالة من الهذيان
وانا في هذه الحالة اتصلت زوجتي
باحد اخوتي وقالت له ماحدث لي
فجاء لي وقال الأن ااخذك للمستشفى
قلت له لن اذهب للمستشفى فقد مللت
وتعبت من كثرت العلاج
قال لي لا تقل مثل ذلك
فانت صبرت كثيراً عليك ان تصبر
أخذني إلى اقرب مستشفى
وبعد ان شاهدني الطبيب على هذه الحالة
قال لابد أن تدخل لتنويم
فأنت تحتاج لسوائل كثيرة
وافقت لانه لا يوجد لي خيار أخر
فطلبت منه أن يعطني ابرة مخدرة
لاني اشعر بتعب وارهاق شديدان
أخذت الابرة وسافرت إلى العالم الأخر
أنتهت الجولة الخامسة والعشرون
استودعكم الله


أخواني كان من المقرر اليوم أأخذ علاج كيمائي
فقد اتصلوا بي المستشفى وأجل الموعد
لانه لا توجد اسره والمرضى الموجودن في المستشفى
لا يزالون منومين وأنا انتظر اتصلهم في اي وقت .
فإن غبت عنكم لفترة فذلك راجع لتعبي من العلاج .
نعود للجولة السادسة والعشرون
قضيت في المستشفى يومان ثم خرجت
بعد ان تحسنت صحتي قليلاً
حيث كان ينتظرني اسبوعاً كاملاً
من الانتظار لحين الذهاب للرياض
لاجراء فحوصات مخبرية وكذلك اشعة مقطعية
انتهى الاسبوع وذهبت إلى الرياض
فادخلت لتنويم بالمستشفى
فاجريت جميع الفحوصات والاشعة
ومن ثم جاء لي الطبيب في اليوم التالي
وقال لي سوف نجري لك ثلاث عمليات جراحية
نستئصل الورم الموجود بين عضمة الترقوة والرقبه
وكذلك نستئصل الورم الموجود في الرئة اليمنى
وايضاً نستئصل الورم الموجود في البطن وهذا الورم
يضغط على الحالب الايسر
وقال لي سوف يمر عليك الجراحين المختصين
لاجراء مثل هذه العمليات ومن الممكن ان تعمل لك
العمليات في نفس الوقت .
سألته عن خطورة العمليات وفرص نجاحها
قال لي الجراحون سوف يخبرونك بكل شيء
فجاءني الجراح المختص بجراحة الرقبة
وقال لي سوف تجري العملية غداً
وسوف ننسق مع الجراح المختص لعمليات ارئة
فربما نجريها في نفس الوقت
وبعد ساعة جاءني الجراح المختص بجراحة الرئة
وقال لي سوف نستئصل الورم الموجود في الرئة
عن طريقة منظار جراحي
وهذا العملية صغيرة وفي نفس الوقت تجرى لك
العملية الثانية وهي استئصل الورم الموجود في الرقبة
اما بالنسبة للورم الثالث الموجود في البطن
فإن الجراح يقول لا داعي الان للعملية
فموقع الورم خطير فالمنطقة الموجود بها منطقة حساسة
حيث تمر الاوردة الكبيرة فيها
لذا سوف تأجل العملية لحين الانتظار
إذا كان العلاج الكيميائي أتى بنتائج او لا
وافقت على كل هذه الخطوات
واستعديت لاجراء العمليتان
وكان اتكالي على الحي الذي لا يموت .
قبل العمليتان بليلة جلست على سريري
وبجانبي صديقي فقلت له لدي طلب
وهو وصية اريدك ان تنفذها في حين موتي
فقال لي لا تتكلم بمثل هذا الكلام
قلت له إني أعلم أن الاعمار بيد الله
لكن هذا الشيء لا يمنع من ان الانسان يوصي
فقلت له إذا قدر الله وفاتي ارجوك أن يتم دفني
في مسقط رأسي وهي قريتي
قال يا غازي ني اكره كلمة الموت فلا ترددها
فأنت سوف تعيش اكثر مني
قلت له كلامي ليس جزعاً ولا خوفاً من الموت
فأنا احمل داخلي املاً كبيراً
لكن كما قلت لك سابقاً هي مجرد وصية .
أخذت دفتري كي اكتب شيئاً يجول
في خاطري فكتبت هذه الكلمات :
بادري بالحديث صغيرتي
فلقد مللت الصمت
وأنتِ مشغولة بالمر آية
ومشغولة بقارورة العطر
أدوات الزينة تأخذكِ مني
كل من حولكِ تحدثوا
باب غرفتكِ تحدث
أثاثكِ الفاخرِ تحدث
وأنتِ لاهيةً بنفسكِ
تلهثين خلف الموضة
وأخر منتجات الغربِ
وأنا أحاول في عبثٍ
أن ألفت انتباهكِ
لكنني افشل في ذلك
يا امرأةً جل اهتمامها شكلها
ومن الدنيا ما يعنيها إلا جمالها
رجائي أن تعودي لطبيعتكِ
فأنا أريد عيناكِ من غير كحلِ
وأريد شفتاكِ من غير أحمرِ
فحبيبتي التي عرفتها منذ عام
لم تكن دمية من خشبِ
الصقيع يغطي كل أركانها
وأنا أمامكِ أحترق دونما تشعرين
أغوص في خلجان عينيكِ
باحثاً عن جزيرة المفقودة
يضربني موج انشغالك بغيري
وأجاهد أعاصير الغيرة بقلبي
دوامة الحيرة تطوقني
تعصرني تتوهني
وأنت ساكنةً لا تشعرين
محظوظ ذلك المشط
المسافر في خصلات شعركِ
ومحظوظ ذلك العطر
النائم فوق راحتيكِ
حبيبتي هيا تكلمي أهمسي
قولي شيئاً ألتفتِ
فقد مضى من الوقت ساعة
وأضنها تساوي العمر بأكمله
لما هذا الانشغال ؟!
لما هذا الإهمال ؟!
فجنوني بحبك يتعدى الاحتمال
لمن أنت تتزينين ؟!
أليس لي أنا !
لمن أنتِ تتعطرين ؟!
أليس لي أنا !
أيوجد شخص غيري ؟!
وله تتأنقين !
الشك يقتلني يدوخني
وأنتِ لا تشعرين !
أريحي قلبي الثأر
أريحي عقلي الغاضب
هيا تنبهي وتكلمي
وأخرجي من صمتكِ القاتل
أرمي بطوق النجاة لي
وأنقذي ما تبقى مني
فبصيص أملِ منكِ
يعيد لقلبي الأمان
فشراييني النازفة بحبكِ
تنتظر أن تعانقيها بحنان
أنتهت الجولة السادسة والعشرون
استودعكم الله
فقد اتصلوا بي المستشفى وأجل الموعد
لانه لا توجد اسره والمرضى الموجودن في المستشفى
لا يزالون منومين وأنا انتظر اتصلهم في اي وقت .
فإن غبت عنكم لفترة فذلك راجع لتعبي من العلاج .
نعود للجولة السادسة والعشرون
قضيت في المستشفى يومان ثم خرجت
بعد ان تحسنت صحتي قليلاً
حيث كان ينتظرني اسبوعاً كاملاً
من الانتظار لحين الذهاب للرياض
لاجراء فحوصات مخبرية وكذلك اشعة مقطعية
انتهى الاسبوع وذهبت إلى الرياض
فادخلت لتنويم بالمستشفى
فاجريت جميع الفحوصات والاشعة
ومن ثم جاء لي الطبيب في اليوم التالي
وقال لي سوف نجري لك ثلاث عمليات جراحية
نستئصل الورم الموجود بين عضمة الترقوة والرقبه
وكذلك نستئصل الورم الموجود في الرئة اليمنى
وايضاً نستئصل الورم الموجود في البطن وهذا الورم
يضغط على الحالب الايسر
وقال لي سوف يمر عليك الجراحين المختصين
لاجراء مثل هذه العمليات ومن الممكن ان تعمل لك
العمليات في نفس الوقت .
سألته عن خطورة العمليات وفرص نجاحها
قال لي الجراحون سوف يخبرونك بكل شيء
فجاءني الجراح المختص بجراحة الرقبة
وقال لي سوف تجري العملية غداً
وسوف ننسق مع الجراح المختص لعمليات ارئة
فربما نجريها في نفس الوقت
وبعد ساعة جاءني الجراح المختص بجراحة الرئة
وقال لي سوف نستئصل الورم الموجود في الرئة
عن طريقة منظار جراحي
وهذا العملية صغيرة وفي نفس الوقت تجرى لك
العملية الثانية وهي استئصل الورم الموجود في الرقبة
اما بالنسبة للورم الثالث الموجود في البطن
فإن الجراح يقول لا داعي الان للعملية
فموقع الورم خطير فالمنطقة الموجود بها منطقة حساسة
حيث تمر الاوردة الكبيرة فيها
لذا سوف تأجل العملية لحين الانتظار
إذا كان العلاج الكيميائي أتى بنتائج او لا
وافقت على كل هذه الخطوات
واستعديت لاجراء العمليتان
وكان اتكالي على الحي الذي لا يموت .
قبل العمليتان بليلة جلست على سريري
وبجانبي صديقي فقلت له لدي طلب
وهو وصية اريدك ان تنفذها في حين موتي
فقال لي لا تتكلم بمثل هذا الكلام
قلت له إني أعلم أن الاعمار بيد الله
لكن هذا الشيء لا يمنع من ان الانسان يوصي
فقلت له إذا قدر الله وفاتي ارجوك أن يتم دفني
في مسقط رأسي وهي قريتي
قال يا غازي ني اكره كلمة الموت فلا ترددها
فأنت سوف تعيش اكثر مني
قلت له كلامي ليس جزعاً ولا خوفاً من الموت
فأنا احمل داخلي املاً كبيراً
لكن كما قلت لك سابقاً هي مجرد وصية .
أخذت دفتري كي اكتب شيئاً يجول
في خاطري فكتبت هذه الكلمات :
بادري بالحديث صغيرتي
فلقد مللت الصمت
وأنتِ مشغولة بالمر آية
ومشغولة بقارورة العطر
أدوات الزينة تأخذكِ مني
كل من حولكِ تحدثوا
باب غرفتكِ تحدث
أثاثكِ الفاخرِ تحدث
وأنتِ لاهيةً بنفسكِ
تلهثين خلف الموضة
وأخر منتجات الغربِ
وأنا أحاول في عبثٍ
أن ألفت انتباهكِ
لكنني افشل في ذلك
يا امرأةً جل اهتمامها شكلها
ومن الدنيا ما يعنيها إلا جمالها
رجائي أن تعودي لطبيعتكِ
فأنا أريد عيناكِ من غير كحلِ
وأريد شفتاكِ من غير أحمرِ
فحبيبتي التي عرفتها منذ عام
لم تكن دمية من خشبِ
الصقيع يغطي كل أركانها
وأنا أمامكِ أحترق دونما تشعرين
أغوص في خلجان عينيكِ
باحثاً عن جزيرة المفقودة
يضربني موج انشغالك بغيري
وأجاهد أعاصير الغيرة بقلبي
دوامة الحيرة تطوقني
تعصرني تتوهني
وأنت ساكنةً لا تشعرين
محظوظ ذلك المشط
المسافر في خصلات شعركِ
ومحظوظ ذلك العطر
النائم فوق راحتيكِ
حبيبتي هيا تكلمي أهمسي
قولي شيئاً ألتفتِ
فقد مضى من الوقت ساعة
وأضنها تساوي العمر بأكمله
لما هذا الانشغال ؟!
لما هذا الإهمال ؟!
فجنوني بحبك يتعدى الاحتمال
لمن أنت تتزينين ؟!
أليس لي أنا !
لمن أنتِ تتعطرين ؟!
أليس لي أنا !
أيوجد شخص غيري ؟!
وله تتأنقين !
الشك يقتلني يدوخني
وأنتِ لا تشعرين !
أريحي قلبي الثأر
أريحي عقلي الغاضب
هيا تنبهي وتكلمي
وأخرجي من صمتكِ القاتل
أرمي بطوق النجاة لي
وأنقذي ما تبقى مني
فبصيص أملِ منكِ
يعيد لقلبي الأمان
فشراييني النازفة بحبكِ
تنتظر أن تعانقيها بحنان
أنتهت الجولة السادسة والعشرون
استودعكم الله

الصفحة الأخيرة
أنتهى اليوم الثالث من الجلسة الاخيرة
بعد عناء الانتظار وعناء الألم
ذهبت للبيت متعبٌ ومهموم
فتعبي من جراء الوقت الذي قضيته في العلاج
ومهموم من ذلك الموقف مع محمد شافه الله
أخرجت هاتفي واتصلت بزوجتي كي اطمنها
أن اليوم الثالث انتهى
قالت لي الحمدلله راح الكثير ولم يبقى إلا القليل
قلت لها إن شاء الله تمضي الامور على خير
قالت كلمات كلها أمل وتفائل وناشدتني أن أصبر
أنتهت المكالمة وجلست على سريري
وبدأت أجراس الألم تضرب في صومعة جسدي
وأنا أحاول أن اتعايش مع هذا الألم
صديقي جالس بجانبي يقرأ القرآن كي يخفف
من الألم الذي لا يرحم جسدي النحيل
قلت له توقف عن القراءة أريدك أن تدلك جسدي
فأنا أشعر بكل جزء يتقطع من شدة الألم
بدأ يضغط على يداي وقدماي
قلت له ارجوك امسك رأسي فأنا اشعر بدوار
واشعر أن رأسي يتفطر من شدة الألم
قال لي لماذا لا نذهب للمستشفى ؟
قلت له مافيه داعي
أنا ماصدقت اخرج من المستشفى
قال لي أنت عنيد يا غازي
تتألم وتكابر على تعبك
قلت له الألم وتعودنا عليه
صرنا اصدقاء من زمان
والاوجاع أخذت جسدي لها موطناً
قال لي دعك من هذا الكلام
ودعنا نروح المستشفى
قلت له أعطني حبتان بندول وكوب شاي
وان شاء الله بكون بخير
قال لي مافيك فائده اعرفك عنيد
أخذت البندول وشربت الشاي
وقلت أحسن شيء أعمله افتح القرأن
وأقرأ حتى يأتيني النوم
وبالفعل قراءة ولم اشعر إلا وأنا غارق في النوم
وهذه رحمة من عند الله
فالقرآن الكريم به شفاء ودواء لكل شيء
جلست في الصباح واستعديت لذهاب للمستشفى
أجلست صديقي لكنه لم يستيقض حاولت معه
لكنه لم يرد علي استغربت الامر
وبعد جهد استيقض وهو متعب
قلت له مابك ؟!
قال غازي احس اني متعب
قلت له خلاص ارتاح في البيت
وأنا اذهب لوحدي المستشفى
قال لي هذا الشيء مستحيل يصير
لو فيني اللي فيني ما اخليك لحالك
قلت له من فينا العنيد أنا وإلا أنت
قال لي اترك عنك الكلام
وخليني اجهز نفسي
ونذهب للمستشفى
صدقوني انه لم يستطع الوقوف بسهوله
حيث وقع على الارض مرتين
حاولت ان امنعه لكنه اصر على الذهاب
وصلنا للمستشفى أخذت عينة الدم مني
وجلسنا ننتظر النتائج
بعد خروج النتائج بدأت رحلة العلاج
وهو اليوم الأخير من الجلسة الاخيرة
أنتهت الجولة الرابعة والعشرون
استودعكم الله