

إن قصة اليأس والأمل ليست مجرد قصة تتصل بالحالة النفسية للانسان
من خلال نتائجها الإيجابية والسلبية
بل تتصل من خلال كلام الله وبالخط العقيدي
فأن تكون الانسان الذي يعيش الأمل في عقلك وقلبك يساوي أن تكون مؤمناً
قال تعالى (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون)
الأمل والتفاؤل قوّة
واليأس والتشاؤم ضعف
الأمل والتفاؤل حياة
واليأس والتشاؤم موت

ثمّةَ صنفان من النّاس، وموقفان أساسيّان:
يائس متشائم يواجه تحدّيات الحياة بالهزيمة والهرب والاستسلام
وآمِلٌ متفائل يواجهها بالصبر والكفاح، والشجاعة والإقدام، والثقة بالنصر ...
وما أروع الأمل والتفاؤل، وما أحلاه في القلب ! وما أعْوَنَه على مصابرة الشدائد والخطوب، وتحقيق المقاصد والغايات
يَفيضُ من أملٍ قلبي ومن ثقةٍ
لا أعرٍفُ اليأسَ والإحباطَ في غمم
اليأس في ديننا كفر ومنقصة
لاينبت اليأس قلب المؤمن الفهم

نعم أيها الإخوة الأحبة
اليأس والتشاؤم ثمرة من ثمرات الكفر، وصفة من صفاته
وليس يجوز لمسلم بصير بأمر دينه أن يستسلم لليأس، ويمَكِّنَه من قلبه
وكيف يرضى المسلمون الصادقون الواعون ذلك لأنفسهم، وهم يقرؤون قولَ ربّهم عزّ وجلّ :
لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله – الزمر 53
وقولَ الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام :
وَمَنْ يَّقْنَطُ مِن رحْمَة رَبِّه إلا الضَّالُّون – الحجر 56
وقولَ الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام :
ولا تيْأَسوا مِن رَوْحِ الله إنّه لا ييْأَسُ مِن رَوْح الله إلا القومُ الكافرون – يوسف

هذه قصة امراءة مكافحه كابدت في هذه الدنيا أيما مكابده
تدعو الى التفاؤل والامل
تقول صاحبة القصة
كنت من اسرة فقيرة ابي مدمن للمخدرات وامي تائهه في ملذات الدنيا
كان جل اهتمامي دراستي دائما ما احصد أعلى الدرجات
حتى وصلت الى المرحلة المتوسطه وتخرجت منها بتفوق
تقدم لخطبتي رجل غني .... كان تاجر للمخدرات
رفضت بشدة لاكمال دراستي.. لاكن والدي ارغماني على الموافقه طمعا بماله
كان عمري حينها 16 وعمره 60
ذهبت مكرهه إلى بيت زوجي
منعني من إكمال دراستي
دائم الضرب والشتم لي
رزقت منه بولدين وبنت
كنت اضم اطفالي وانام بجانبهم خوفا من تهديده الدائم لنا بالقتل
في ذلك اليوم هرعت فزعه من صراخ الجيران ...فوجدت زوجي يتقاتل مع صديقه
على الهروين؟؟ قتله زوجي وحكم عليه بالقصاص
فمات قبل تنفيذ الحكم
الهمني الله الصبر وانزل علي سكينته وكان لساني لايفتر عن ترديد
الحمد لله
الحمد لله
جاء والديَ لتعزيتي .... لكن بعد أن علما ان زوجي مديون ذهبا وتركاني وحيده
ضاقت علي الدنيا بما رحبت
لا اهل
ولا زوج
ولا مال
بعتُ اخر قطعة ذهب لدي وذهبت الى مدينة اخرى
اشتريت غرفه بحمام وسكنت فيها انا واطفالي
كنا نعيش على صدقات المحسنين
قدَمتٌ على وظيفة مستخدمه( فراشه) في مدرسة ثانوية
تسألت في نفسي لم لا اكمل دراستي!!
قررت ان أٌكمل تعليمي
قدمت اوراقي لأ نتسب في الثانوية التي اعمل بها
تخرجت ولله الحمد من الثانوية بنسبة 97%
ثم عٌينًت كاتبه واستلمت راتبي وكان مبلغا لاباس به ولاول مره اطبخ في بيتي دجاجًٍٍَ
بعدها اكملت تعليمي الجامعي انتساب وتخرجت من الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبةالشرف
عٌينت مدرسة بالثانويه بفضل الله
كانت فرحتي كبيره عند استلامي لأول راتب لي فتصدقت بنصفه
واشتريت شقه تضمني انا واطفالي
ذهبت لزيارة والدتي وكنت احترق شوقا لرؤيتها
وجدتها كما هي لم يتغير طبعها
وبدأت ارسل لها جزء من راتبي
ثم اكملت تعليمي وحصلت على الماجستير والدكتوراه وعٌينت استاذة بالجامعة
بدأت احصد ثمرت صبري وتفاؤلي
وعلمت بأن الله كريم رحيم يرزق من يشاء بغير حساب
انا اعيش الان في قصر ولدي الخدم والحشم
ابني الاكبر طبيب جراح
والثاني مهندس معماري
وابنتي طبيبة اطفال
زوجتهم جميعا
اصر ابني الاكبر ان يسكن هو واولاده معي
فزادت فرحتي بأحفادي الذين ملئو البيت فرحا وسروراًَ

ما دام الزمنُ يجري
وما دامت الأيامُ يُداولها الله بينَ الناس
وما دام التغييرُ سنّة الحياة وما دمنا نثق بربّنا وديننا... ونثق بأنفسنا
وبوعد الله الصادق لنا.. ونأخذ بما أمر الله من الوسائل والأسباب
ونبذل كل ما نستطيع ... كلّ ما نستطيع
فلا يأسَ ولا تشاؤمَ ولا إحباطَ
بل أملٌ متلألِئٌ يضيءُ القلوبَ والعقول والدّروب والآفاق
وتفاؤلٌ صادق ... رغم كل شيء ... بنصر الله عزّ وجلّ
الذي يبث الثقة بالله و التفائل
و موضوع بالفعل يستحق التميز و التثبيت
و ننتظر منك المزيد ..