مناير العز

مناير العز @mnayr_alaaz

عضوة شرف في عالم حواء

ليلـــــة ليـــــلاء ولغـــــز اختفـــــاء (قصـــة)

الأدب النبطي والفصيح

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





أعود لكتابة القصص بعد غياب طويل:time: والآن سأهدي قصتي الجديدة لابني الجديد (عبد المجيد) ذي الشهرين ونصف:04:


ادعوا له أن الله يصلحه وأخوه (عبد الملك) :39:




ما لا تعرفنه عني أن كل يوم أنسج عشرات القصص وأفرطها على مسمع ملوكي كل ليلة ... ولا ينام إلا بعد أن يمتص كل القصص في خيالي




وله شرط أساسي أن تكون قصصي في السيارات والسياكل


وأنواع الطفش كل ليلة ... مليت من هذهـ القصص الصبيانية




ومن وحي الطفش سأكتب لكم قصة أوادم وليست سيارات




ولأن الاتصال عندي معتلّ قليلا فأنا لا أستطيع التصفح يوميا فاعذروني على دخولي المتقطع :44:




ولما قعدت على الجهاز اليوم وجدت الاتصال معطل فغضبت:icon33: وشرعت بكتابة قصة تسليني وتسليكم



---------------------------


8



مقدمة (لا تركزون عليها لأني أفضفض من الحالة اللي أنا فيها):angry:




----------------------------------
ليلــــة ليــــلاء ولغـــــز اختفــــــاء؟




قبل تلك الليلة ... لم يكن هناكـ شيء مثير في حياتي ... لقد كانت حياتي رتيبة وطبيعية جداً باستثناء عمل زوجي الذي يتحول إلى الليل كل ثلاثة أسابيع




وكان في بداية زواجنا يرسلني إلى أهلي حيث يقطنون في مدينةٍ أخرى ... واستمر الحال هكذا سنتين إلى أن أنجبت ابني الأول




بعدها قال زوجي :لا حاجة للسفر إلى أهلك بعد أن أنجبت ولدا يمنحكـ بعض الأمان عندما أتغيب ليلاً في الشركة




وأذكر أني علقت قائلة: وأي أمان أحس به ...؟ إنه طفل رضيع ولا يكاد يستطيع فعل أي شيء غير البكاء ..!




رد قائلا: ولو يا عزيزتي ... على الأقل لا تحسين بوحشة في المكان .. إضافة إلى أنه لن يدع لكـ مجالاً للتفكير أو للخوف أو للهواجس ... ستنشغلين به بالتأكيد ... ولست بحاجة للسفر إلى اهلكـ في الأسبوع الليلي




سكَتُّ مفكرةً في الأمر وأحاول أن أتخيل ما سيكون الوضع عليه ... في الوقت الذي كان يحسب سكوتي رضا وقناعة ... وهو _أي سكوتي_ لم يكن كذلكـ




مرت الأيام ليكبر صغيري قليلا وتزداد طمأنينتي بأنه لن يحدث لنا مكروه في غياب والده ليلاً مما جعلني أطمئن للأمور للحد الذي أوصلني للإهمال أحياناً




فكنت أترك باب المنزل المؤدي للفناء مفتوحاً حتى يحين موعد نومنا وذلكـ لتغيير جو المنزل وإتاحة الفرصة لدخول تيارات المساء الباردة




ومما يزيد في طمأنينتي أن الحي آمن وسكانه معروفون ولا تقع فيه حوادث مريبة ... أو بالأصح لا أسمع شيئا من تلكـ الأخبار الغريبة ... وكأننا في عزلة من العالم !




في بعض الليالي أسمع صوتاً خشناً فأظن زوجي قد أتى ... وصغيري يصدق ظنوني فيلتفت قائلا: بابا بابا




فأسرع ناحية الباب وأتوقف هنية وكأن زوجي صغر جداً بحيث لا أراه فأبحث عنه في أرجاء المكان !




ثم أفيق لنفسي وأقول: وكيف أبحث عنه وهو أكبر من أن يضيع؟ ... يا لغفلتي !!




ثم أرجع لأفسر الأمور وأقول: لا بد أنه صوت التلفاز ... أو صوت الجيران ... طبعاً زوجي يستحيل أن يأتي في هذا الوقت إلا في ظروف طارئة وقاهرة ... فالشركة صارمة جدا في مواعيد الدوام وفاعلية العمل لديها




:time:


نعود لتلكـ الليلة التي كنت أحضر فيها عشاءاً متواضعاً في المطبخ وكان وحيدي يغط في النوم في الصالة ...




والباب كعادته أو كما عودناه مفتوح ... وكنت أسمع حركةً في الصالة فأقول في نفسي : الحمد لله أن الصغير لم ينم بعد ... سأنهي العشاء قبل أن يغلبه النوم




كنت أترنم ببعض الأناشيد وببعض الأبيات النبطية و أكررها بشكل لو سمعها أحد مني لقال: كفى تكرارا ... لو سمعها منكـ حمار لحفظها




ما ينفعكـ يابو زيد يوم (ن) تقيمه ... لا صارت الفرقى علينا لزومِ(ي)




هذا البيت الذي كانت تكرره جدتي على مسامعي في كل مرة أودع فيها أهلي وكأنها تقول لن ينفعك يوم زيادة تبقينه عند أهلكـ ... فالوداع لا مفر عنه




وكنت كلما أتذكر أهلي أردد ذلكـ البيت



ما ينفعكـ يا بو زيد يوم تقيمه .. و و




وقفت لأنظر إلى النور الخارج من غرفة النوم .. وتعجبت ! من فتح أنوارها؟




هل نسيتها؟




لا لا أنا حريصة جداً على أن أغلق الأنوار حتى لا يعبث الصغير بغرفة نومي




توقفت في مكاني وقد ساورني شعور بالخوف ..




من فتح الإضاءة؟؟




وتذكرت الصغير ... ليس له صوت !!




أسرعت نحو الصالة تاركةً الغرفة خلفي ... فوجدته متوسداً يده ونائماً على الأرضية الباردة




رفعته إلى سريره في غرفة نومنا ودخلت الغرفة وكأني أتحسس الأمان بوجوده على كتفي .. نظرت في أرجاء الغرفة ... فوجدتها كما هي .. لم يتغير شيء




ثم نظرت للأنوار في سقفها وكأني أستجديها جواب عمن فتحها ؟؟




وهل يرد الجماد جواباً ... حتى وإن كان يمنحكـ نورا تستضيئ به؟




أغلقت الأنوار وذهبت للمطبخ وعندما وقفت على المقلاة لأنظر هل نضج قالب البيض بالخُضر؟ .. أحسست بشيء غريب في القالب




كأن شيئاً فيه تغير!




رفعت القالب إلى طاولة الطعام وبجانبه قطعة خبز باردة .. أبى مزاجي المعكر أن أسخنها ..




عندما تكون الأمور سلسة وطبيعية فإننا لا نحس بخوف ولا يتعكر لنا مزاج




ولكن عندما يختلف شيء بسيط فإن حاسةً غريبة تعمل فينا وكأنها حاسة الحذر تقول ... هناك شيء غريب يحدث ... لا بد أن ننتبه له !!




انتهت قطعة الخبز الباردة _والتي لم أستشعر طعمها في فمي البتة_ وأنا أفكر فيما إذا كنت لا أشعر بما أقوم به وهل وصل بي حد النسيان إلى درجة أني لا أذكر هل فتحت إضاءة غرفتي أم تركتها مغلقة ؟



...




بعد أن صليت العشاء كان قد حان موعدي مع حاسوبي .. وتصفح المنتدى وتفقد الإيميل ..




لم يكن حاسوبي في مكانه ... بحثت عنه .. هنا وهناك ولم أجده ..!! تعجبت ! وتذكرت زوجي .. هل هي مزحة منه أن يخفي عني الحاسوب ؟




بحثت وبحثت ولا فائدة




وقتها قلت في نفسي فلأتسلى بالجوال ريثما يأتيني النوم .. وكان مكانه المخصص على تسريحة غرفة النوم




فتحت الأنوار في الوقت الذي كانت يدي تتحسس الجوال قبل أن تقع عليه عيني ولكن ..




يدي تلامس خشباً بارداً




فتحت عيني بقوة لأتأكد من وجود الجوال




ولكن لا أثر..




فتشت في الغرفة




وعلى الكومدينة




وتحت وسادتي




حتى بين ملابسي وأنا أعرف تماماً أنه يستحيل أن يكون قد دخل خزانة الملابس إلا أن يكون قد تعلم المشي



...




لم أنم تلكـ الليلة فالخوف والغموض يشدان عيناي للدرجة التي أتخيل فيها أني قد ودّعت النوم للأبد !




كانت تلكـ الليلة أطول من أي ليلة مضت ... حتى خيل إلي أنها قد ابتلعت الأيام والليالي والأسابيع القادمة .. وأن الصباح لن يطلع !




كنت أذرّع الأرض جيئةً وذهاباً .. فأصل الباب الموصل للفناء ثم أضع يدي في محاولة لفتحه .. ثم أحس بشلل الخوف يسري فيها فتسقط منتفضة !




أعود للمطبخ فأتذكر العشاء فأحس بألم في بطني .. أسرع إلى دورة المياه .. ثم أتوقف لأتذكر صغيري .. وأعود إليه لأطل في وجهه وأمسح على خده




وكأني أغبطه على نومةٍ هانئةٍ لا يشاركه فيها شيء مما أهمني الليلة




طلع الصباح وكأنه أتى من سفر بعيد .. ولم أحس بنفسي إلا على صوت مفاتيح زوجي وهو يدخل المنزل




وكنت قد سرقني النوم على غفلة من هواجسي وأنا متكئة على جانب من سرير الصغير




تعجب زوجي من هيئتي فأنا لا أرتدي ملابس النوم وو


قطعت عليه أفكاره:



- صلاة الفجـــــــــــــر



لم أصلِّ الفجر



وأسرعت لأتوضأ تاركةً زوجي يقف مبهوراً في وسط المكان !




صليت الفجر وأنا في نزاع بين أن أتم صلاتي وبين أحداث ليلة البارحة



لملمت سجادتي بسرعة وأنا أحدث نفسي كيف ستكون ردة فعل زوجي عندما أخبره بما حدث؟




وعندما دخلت الغرفة كدت أتعثر بسجادة تتوسطها وأنا أنظر لزوجي الذي سرعان ما غط في نوم عميق



أحسست وقتها أني بركان سينفجر!



وتذكرت كيف كان نومي البارحة صعباً بكل مقاييس الطلب ... وهو استسلم بسهولة للنوم وكأن النوم يطلبه !



....


وعلى الغداء كان زوجي قد تحولت يده إلى حالة من الجمود وأنا أسأله عن جهاز الحاسب والجوال



ولم يجرؤ على اتهامي بالإهمال لعلمه أني أحرص على هاذين الجهازين أكثر من أي شيء آخر في المنزل



بحثنا معاً ولم نجد شيئاً



قررنا في عطلة نهاية الأسبوع أن نفتش بطريقة جدية وأن نقلب المكان ولكن لا أثر



زار زوجي محلات الجوال والأجهزة الإلكترونية والحواسيب ليرى إن كانت سُرقت وتم بيعها ولكن لا أثر !



بدأ اليأس يأخذ من عزائمنا ... وفترنا عن البحث



ابتاع زوجي لي جهاز جوال بديل



وتركنا أمر الحاسوب إلى أجل غير مسمى




وكان اختفاؤهما كلغز لا يلبث أن يقفز أمامي كل حين وكأنه يذكرني بالبحث عن إجابة مقنعة ؟



كذلكـ كان درساً لي في الحيطة والحذر ... فكنت أتردد على الأبواب والإضاءات أكثر من مرة لأتأكد إن كنت أغلقتها



حتى أني هممت حينها أن أسجل كل ذلكـ في جدول ... ولكن أخاف أن أُرمى أو أتهم بوسواس قهري أو مرض نفسي من فعل ذلك !



وعندما تزداد حيرتي كنت أدعو الله أن يجعلني على بينة من أمري وأن يرد لي ضالتي



------------------------------------------------------

17
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مناير العز
مناير العز
لم أكن كثيرة الاحتكاكـ بالجيران من حولي ... وكانت جارة واحدة تكفيني ما دامت لي كالأخت المخلصة والمحبة





وكانت جارتي التي تسكن في الطابق العلوي دائما ما تدعوني لاجتماع الجيران وللدوريات بينهم .. وأعتذر منها




وفي ذلكـ اليوم اتصلت بي لتدعوني لحضور اجتماع الجيران في منزلها ... وقالت لي أن هذهـ فرصة للتعرف عليهم




وأمام إصرارها رضخت للأمر وأنا أحس بالخجل والتوتر من مجالسة نساء لا أعرفهن ..




وفي تلكـ الليلة قضينا وقتا ممتعا وكانت بعض الحاضرات على درجة من المرح والحيوية التي أمتعت المجلس وزادت في انبساطنا




وعند الخروج كانت الحاضرات يودعنني وهن يؤكدن علي أن أزورهن في منازلهن




وفعلا صرت أحضر كل أسبوع عند واحدة منهن ... خاصة وأن أغلبنا نحن الجارات قد تغربنا عن أهالينا وسكنا في مدينة لا يوجد فيها أقارب لنا




فصرنا لبعضنا كالأقارب




وذات مرة كنا قد تجمعنا عند أحد جاراتنا التي تقطن بالمنزل المجاور لنا من الناحية الشمالية وكانت تسكن الطابق العلوي ... وجمعتنا في سطح المنزل حتى نشاهد صغارنا وهم يلعبون بقربنا




قمت لأتجول بعد العشاء ووقفت بجانب فتحة صغيرة في الجدار تطل على منزلنا فتفاجأت أنها تكشف الفناء وجزء من باب الصالة وجزء من باب المطبخ أيضا ... وكان طرف الفرن باديا ...




تذكرت تلك الليلة الليلاء ... الليلة الغريبة التي اختفت فيها أجهزتي ... وودت لو كنت حينها أراقب المنزل من هذهـ الفتحة ...ثم توقفت عند كلمة (أراقب)



وفكرت فيما إذا كان أحد ما يراقبني منها ..؟




تأملت في جارتنا قليلا وتذكرت أنها تحدثت كثيرا عن زوجها وعيالها .. ولكن لم أكن لأهتم لحديثها عنهم كثيرا



وجالت في بالي أفكار كثيرة




منها أن أركز في كلام جارتنا




ومنها أن أراقب تلك الفتحة من مطبخي بعد أن أطفئ إنارته




وبدأت العمل من تلك الليلة




وحفظت جيدا من حديث جارتنا أن زوجها يعمل في الشركة نفسها التي يعمل فيها زوجي




وأن لديها ولدين أحدهما في الصف الثالث المتوسط والآخر في الصف الأول المتوسط



وبعدهما بنات اثنتين في الابتدائية وواحدة دون سن المدرسة



وأصغرهم طفل بعمر السنة في عمر صغيري تقريبا




وبدأت أداوم في أسبوع زوجي الليلي في المطبخ بعد أن أطفئ الإضاءة وأقف بجانب النافذة لأراقب المكان وتلكـ الفتحة خصوصا




في بعض الليالي كنت أشاهد شيئا أسودا يتحرك خلفها ... ولكن لا أستطيع تمييزهـ



وظللت على تلك الحال أسابيع أراقب ولا أمل ساعة أو ساعتين ثم أذهب لأنام بجوار صغيري




في مرة من المرات التي اجتمعنا فيها شكت جارة لنا من اختفاء جهازها الجوال وكان جديدا لم يمض على شراءه أسبوع




علقت جارتنا في المنزل الشمالي وتدعى أم متعب أنه ليس النساء فقط هن اللاتي يرغبن بالأجهزة الجديدة بل حتى الأولاد الصغار يرغبونها بشدة




وأن أولادها يكادون يصيبونها بالجنون من كثرة طلباتهم وخاصة جهاز جوال جديد وكنت قد ركزت نظري عليها وأخذت جل اهتمامي




وعندما قامت جارتنا صاحبة الجوال المفقود لترى ابنها ... قالت أم متعب أن ابنها ابتاع جهازا جديدا هذا الأسبوع




وفطنت أنا إلى أنها قالت ذلك وهي في ريبة من أمرها وتعمدت قول ذلك في غياب صاحبة الجوال المفقود




حينها حزمت أمري وعقدت العزم على التخطيط لأمر ما ... قد يكشف لغز اختفاء أجهزتي




لم أفكر في تفتيش منزلها طبعا ولكن..



---------------



:27:


بمناسبة العيد لمحت لزوجي أن أختار هدية العيد بنفسي مهما كانت قيمتها ... وإلا فلن أقبل بأي هدية




وذهبت لاقتناء أحدث أجهزة الجوال والتي يتجاوز سعره ألفي ريال ورجعت لأتحدث أمام جاراتي بمميزات الجوال الجديد وجماله وحداثته وتقنيته الهائلة




وبدأت أخرج للحديقة المجاورة بصحبة طفلي وأخرج جوالي كثيرا .. وكأنه محاولة لإغاظة الجميع



ولإعلام الجميع أني أملك أحدث الأجهزة




وفي الأسبوع الليلي الذي يداوم زوجي فيه ليلا تركت الباب مفتوحا حتى حان موعد نومي




وأضل أردد أبيات الشعر في المطبخ وأنا أصنع العشاء تارة وأطباق من الحلوى والكعكـ تارة



ولكن لم يحدث شيء ... وبدأت أستسخف أفكاري وخططي !




وبدأ الملل يتسرب إلى نفسي في كشف السارق:angry:





وكثيرا ما أتخيله داخلا من الباب فألقي عليه بشباك المصيدة وأتصل بالشرطة و و



وعزمت على تغيير الخطة السخيفة




وحاولت أن أفكر بفكرة جديدة ... ولكن



الأفكار تهرب مني!




حتى أصبت بالغيظ ... وكدت لولا بقية من عقل في رأسي الثائر أن أهجم على منزل أم متعب



وأصنع من جارتنا وأولادها شرائح لحم معلقة على حبل غسيلهم !




إحساسي بالفشل في خطتي جعلني أكره هذا الجوال الجديد خاصة وأن زوجي ابتاعه لي وهو غير مقتنع بدفع كل ذلكـ المبلغ




إحساسي بالفشل جعلني أحس بسخافة تفكيري فاستصغرت نفسي كثيرا ... وعزمت على بيع الجهاز الجوال ... وأن أشتري بقيمته جوالا بسيطا




وحتى لا يغضب مني زوجي ذهبت لبيع الجهاز في غيبته ... وسأدعي أنه أصيب بعطل ووضعته في المحل للتصليح



...


وفي المحل كنت أتحدث للبائع أحاول أن أقنعه بشراء الجهاز بسعر غالي وأؤكد له أن الجهاز نظيف وجيد





وقلت له أني إن اشتراه بالسعر الذي أريد فسأشتري منه جهاز جوال آخر




قال لي:


يا سيدة عندي موديلات قديمة وحديثة وعندي أجهزة مستعملة ولكنها نظيفة وأخذ يخرج الأجهزة واحدا تلو الآخر




إلى أن ظهر على السطح جهاز يشبه جهازي المفقود !



أخذت الجهاز لأقلبه بين يدي وقلت للبائع ... هل تذكر من باعك هذا الجهاز؟





قال: لا أتذكر بالضبط



قلت: رجل أم امرأة أم صبي؟



قال: امرأة على الأغلب ... لست متأكدا




قلت: وهل باعتك شيئا آخر؟




قال: مثل ماذا؟



قلت جهاز جوال آخر أو حاسوب؟



قال: لا




قلت: تذكر المرأة هل كانت طويلة قصيرة بدينة ..؟



قال ولمَ تسألين؟




قلت هاهـ ... إن إحدى جاراتي قالت أنك تشتري الأجهزة بسعر جيد .. ولذلكـ أتيت من طرفها وكنت أريد أن أتأكد إن كنت أنت فعلا المحل الذي تقصده جارتي




قال: نعم هل هي جارتك ؟ إنها تميل إلى القصر؟ .. وأشار بيده إلى الأسفل ..




قلت: نعم




ثم سحبت جوالي وأردفت: سآتي في يوم آخر .. لن أبيعك اليوم





وخرجت





بدأت أفكر ... كيف أجعل تلك المرأة تعترف لي ببيع جهازي وكيف سرقته مني ..؟





لم أفق من تلكـ الأفكار إلا على باب منزلي ينتظرني أن أخرج المفاتيح لأفتحه



...





كنت قد جمعت جاراتي مرة في منزلي ... وفي مرة من المرات قلت لأم متعب:


ما رأيكـ أن نخرج بصغارنا إلى الحديقة .. خاصة وأن ابني مقارب لأصغر أبنائك في السن





قالت : لا بأس سنخرج في وسط الأسبوع عندما يكون أزواجنا في العمل





قلت : بالطبع فنهاية الأسبوع يكون لهم





وابتسمتُ لطمأنتها



...





وفي الحديقة كان الوقت عصرا ومحل الإلكترونيات ليس ببعيد عنا ... وبعد أن شربنا القهوة والشاي قلت لأم متعب: هل نعود الآن فأذان المغرب لم يتبق عليه الكثير




قالت: نعم





وبدأنا بلم الأغراض ووضعنا الصغار في عربياتهم .. قلت لها : أريد أن أصل لمحل الجوالات لو سمحتِ بمرافقتي




وبسبب تلطفي معها لم تمانع ..






ودخلنا المحل لأخرج جوالي وأعرضه للبيع بمرأى منها




قال البائع: ها قد أتيتِ مع جارتكـ





قلت: نعم





قلت له: لو سمحت هل تريني الجوال الذي باعته لك قبل مدة (وكنت قد وصيته أن لا يبيعه لأحد لأني سأشتريه بسعر مغري إن توفر معي مبلغ كافي)





فأخرج الجوال الذي فقدته قبل شهور ..




ارتبكت جارتي





حملت الجوال لمواجهتها وقلت:




عزيزتي ... لن أخبر أحدا.. أعدكـ ... فقط أريد معرفة كيف وصل هذا الجهاز للبائع؟




أعدكـ أني سأكتم أمركـ عن الجميع




ولكن إن أنكرت فسأتحدث بكل ما يريبني أمام جاراتنا وفي أقل الأحوال ستتشوه سمعتك





انتفضت وقالت: لا بد أن في الأمر خطئاً





قلت لها: هل تريدين أن يحقق زوجي مع ابنكـ متعب؟






ارتبكت وسحبت يدي للخارج وقالت : ليكن الحديث بيننا فقط



أرجوكـ لا تسيء الظن فيّ



لم أكن لأسرق أبدا



ولكني خفت أن يُفضح ابني





قلت: إذن لنكمل الحديث في بيتي





قالت: بيتكـ لا أرجوكـ لا ... لنصلِّ المغرب في الحديقة وسأقول لكـ كل شيء



....






(أوَ هكذا تؤدبين ابنكـ



إذا علم أن أمه تتستر عليه فلن يكف عن ارتكاب الخطأ



لا تجعلي رحمتكـ حائلا دون تربيتكـ لابنكـ



يجب عليكـ أن تصححي خطأكـ قبل أن يتمادى ابنكـ في سرقة الآخرين



وربما لن تفيقي إلا على ابنكـ وهو في السجن)





كانت تلك كلماتي لها بعد أن قصّت قصة ابنها متعب




قالت أن ابنها يُعاقب كثيرا من قبل والدهـ وكثيرا ما يقسو عليه ما يجعها ترحمه وتتغاضى عن أخطاءهـ




وقد اكتشفت أنه يأتي للمنزل بأغراض ليست له وكانت تؤنبه وتخوفه




وأنها دخلت ذات يوم لتنظف غرفته فوجدت جهاز جوال وحاسوب مخبئان تحت سريره وعندما سألته قالت أنه استعارهما من صديقه





ثم أكملت:


كنت أعرف أنه سرقهما ولكن لا أعلم من أين سرقهما فقد أصر على أن قد استعارهما ..





تنهدت وتلفتت حولها وكأنها تُطمئن نفسها أن لا أحد يسمعها غيري ثم أكملت تقول:



خفت أن يُفتضح أمر الجوال فقمت ببيعه للمحل قبل أن يراه صاحبه في يد ابني فيتهمه بالسرقة .. وكنت أظن أنه قد سرقها من أحد زملائه



وجهاز الحاسب ما زال عنده يعمل عليه ويقول سأعيده لصاحبه وأنا في شك من أمره ...!



ولكن لا تخافي فسأعيد إليك الجهاز





فقاطعتها : ليس قبل أن تواجهي ابنك بالحقيقة وأنك كشفت حقيقة المسروقات





قالت: نعم .. ولكن أرجوكـ ليبق ذلك سرا حتى لا تتشوه سمعة ابني ... تعرفين مراهق .. ولكني أعدك بأني سأؤدبه




قلت : الله يعينكـ



...



لم تنته بعد:time:
صمت الحب**
صمت الحب**

وأخيراً يامناير..فقد انتظرنا مولودتك طويلا..

فمباااارك ولادة قصتك الجديدة..

رأيتها أول مانزلت وداهمني صداع فلم أكملها..
وهاأنا قد أكملتها وبشوق للنهاية..
أعجبتني وقفاتك وتشبيهاتك..
وراعني ذاك الذي يتحرك خلف الفتحة ولم تميزيه..


مبدعة ياغالية ..
فهل انت بطلة القصة أم أنها من الخيال..؟؟


خبايا واسرار
خبايا واسرار
ياااااااااااااه قصة اخري من روائعك مناير
احسست فيها بطعم المغامرة والاثارة
اكملي على بركة الله فانا في انتظارك
مناير العز
مناير العز
حياكـ يا صموته ... ردكـ أنعشني .... وكان قد أصابني البرود


بس ليش داهمكـ الصداع؟

يعني قصتي تصدع بالراس؟؟



أمزح معكـ حبيبتي

0
0
0

أما القصة ...فهي خلط ... فيها مواقف حقيقية والباقي خيال ... ولو كان فعلا حاسوبي مسروق ... ما دورت عليه ... لأنه يرفع الضغط !!!


000
أهلا فيكـ خبايا وأسرار

الله يباركـ بطلتكـ الحلوة

وإن شاء الله التكملة بالطريق ...
روزة الصغيرة..
مناير حقا ابدعتي بإختيار القصة..

القصة في منتهى الجمال والتشويق..

دمتي متألقة ومبدعة اخيتي..

بإنتظارك..

تقبلي مروري بود..