* القرآن والإصلاح:
إنَّ الأمَّة المسلمة منذ بدأت حالة الهجر الجزئيّ للقرآن الكريم وتجاوزتها إلى مساحات من الهجر أوسع، تراجعت ففقدت وحدتها وعزتها وكرامتها في فترات كثيرة من التاريخ حتى بلغ التراجع غايته ومنتهاه. وفي عصرنا هذا قامت محاولات تجديدية وإصلاحيَّة كثيرة، بعضها حاولت تقليد الآخر وإتباع نهجه وسلوك سبيله، فما زادها ذلك إلا خبالاً وتشتّتاً وتراجعاً ومع سائر المحاولات التي يقوم الآخر بها لتعزيز هذا الاتجاه فإنَّ الأمَّة قد اقتنعت الاقتناع التام بفشله وعجزه عن تحقيق أي خير لها.
وهناك اتجاه ثانٍ قام على رد فعل للاتجاه الأول تبنَّى فكرة إعادة قراءة التراث وفكّر بعقليَّة سكونيَّة بأنَّ في مقدوره أن يعيد إنتاج التراث، وتحقيق سائر النتائج التي تحققت في الماضي. وفي هذا تجاهل للسنن التي وضعها الله لهذا الكون وأنَّ الحياة سائرة إلى غايتها وأن أيَّ مخلوق في هذا الوجود لن يستطيع إعادة لحظة مرت، أو إعادة إنتاج ما وقع فيها. وأن التفاعل الذي يجري بين الواقع والإنسان والزمان والمكان والأحداث التي تنتج عنها إنَّما هي أمور لا يمكن إعادتها بشخوصها أو إعادة إحيائها فالدنيا مزرعة للآخرة، والناس بآجالهم والعصر الذي ينقضي يأتي عصر غيره.
وكلا السبيلين يشتملان على هجر للقرآن الكريم، سواء أكان سبيل تقليد وإتباع باتجاه الجغرافيا، أو باتجاه إتِّباع التاريخ.
لكن السبيل الوحيد للإصلاح والتجديد يبدأ:
- بالخروج من هجران القرآن وإعادة قراءته وتلاوته حق التلاوة وترتيله حق الترتيل وتدبُّره وتحطيم أقفال القلوب به.
- واستخراج المقاصد القرآنيَّة وقراءته قراءة نبويَّة تتجلى فيها كليّات القرآن ومقاصده وقواعده.
- واتخاذه المصدر الأعظم لإعادة تشكيل الأمة، ومعالجة مشكلاتها، وإعادة بناء حياتها فكريّاً وثقافيّاً وعمرانيّاً وحضاريّاً،
لأنَّ القرآن بما اشتمل عليه وبأنَّه المحجة البيضاء والنبيّ المقيم والرسول الدائم هو الذي سيقودنا إلى الهدى ودين الحق. ويمكنّنا من إعادة البناء والقيام بمهمة الاستخلاف وتحقيق الوسطيَّة والنهوض بالشهادة على الناس.
ولابد والحالة هذه من الجمع بين القراءتين: قراءة الوحي القرآنيّ والهدي النبويّ في إتباعه، وقراءة الوجود بسننه وقوانينه وآياته -وآنذاك- سوف يرى الإنسان آيات الله البيِّنات في النفس البشريَّة والكيان الاجتماعيّ والبناء الأسريّ ومنهج تجديد حال الأمة وإصلاح شأنها كما سيرى ذلك في سنن الكون وقوانينه.
* الأمم المصطفاة وخصائصها:
لقائل أن يقول: لِمَ يربط تقدمنا وتراجعنا بالقرآن المجيد وهناك أمم كثيرة لا تؤمن بالقرآن، ولا تعرفه وقد حققت لنفسها مستويات عالية من التنمية والتقدم؟!
ونقول: إنَّنا أمة لم تنشأ عن فراغ بل إنَّنا امتداد لأمم سبقتنا. فنحن ذريّة من بعدهم. ونحن ذريَّة من حمل الله مع نوح، ونحن على إرث من إبراهيم وبنيه. ولقد اصطفى الله آدم من بين الخلق ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. وشاءت حكمته في مرحلة من المراحل أن يصطفي بني إسرائيل ويجعل منهم نموذجاً للعالم يمكن لأمم الأرض أن تراه وتتأثَّر به، وتحاول أن تكون مثله تتأسَّى به وتتبَّعه، وتسلك سبيله. لكن التجربة الإسرائيليَّة قد فشلت لأنَّ بني إسرائيل بعد أن استوفوا مؤهّلات الاصطفاء بما صبروا، وجعل الله منهم أئمة وأنبياء وخلفاء وملوكاً وقعوا في حالة هجر لما أوحى إليهم، وخصام مع النبيّين الذين جاءوهم بذلك الوحي، ونسيان وتناسيٍ لبعض ما أنزل إليهم، وتنكروا للتوراة، وتغيّرت علاقاتهم بالكتاب إلى مثل علاقة الحمار بالكتاب لا يملك إلا أن توضع على ظهره حملاً قد يشعر بخفته أو ثقله ليس إلا، أما فهمه واستيعاب معانيه، أو العمل به والسير بمقتضاه فذلك أمر لا تجيده الحمير، ولذلك فقد قام الله سبحانه وتعالى باستبدال تلك الأمَّة بنا، وإزاحتها عن موقعها ليحلّنا محلها فينظر سبحانه وتعالى كيف نعمل!!
وقد حذّرنا تعالى أن نسلك سبيلهم، أو نقع فيما سقطوا فيه، وضربهم لنا مثلاً فقال: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة: 5)، وقال في استبدالهم بنا: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر: 32) لنكون الأمة البديل عن بني إسرائيل فلا نسلك سبيلهم، ولا نسقط فيما سقطوا فيه. فنحن أمة اصطفانا الله ورثة لرسالاته فلا نملك أن ننصرف عن هذه الحالة أو أن نتابع الأمم الأخرى.
ومن حيث العلاقة الحماريَّة بالكتاب الكريم فإنَّهم قد سقطوا في أمرين عظيمين:
الأول: أنَّهم نسوا حظاً مما ذكروا به فتقطعت بينهم روابط الأمَّة، وأغرى الله بينهم العداوة والبغضاء وجاءتهم المصائب من كل جانب فتقطعوا في الأرض أمماً وتشتتوا في جوانبها أشتاتاً بعد أن جمعهم الله في أرض قدّسها.
الثاني: أنَّهم هجروا كتبهم المنزلة التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وقالوا: "ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم"، وحملوا ما أنزل الله إليهم من كتب حمل الحمير وفقهوا دينهم بمنهج بقريّ أشارت إلى ذلك قصة البقرة.
وما ذكر الله سبحانه وتعالى قصصهم لنا بكل تلك التفاصيل وأعادها مراراً إلا ليحذِّرنا من الوقوع فيما سقطوا فيه. ومن المؤسف أن كل تلك التحذيرات الإلهيَّة والتنبيهات النبويَّة التي وجّهت إلى أمتنا جرى نسيان بعضها، وتجاهل البعض الآخر منها فسقطت أمتنا في الخطيئتين اللّتين سقط فيهما من سبقنا: نسينا حظاً مما أنزل علينا فأغرى ذلك بيننا العداوة البغضاء، وتحلَّلت روابطنا وتفككت علاقاتنا. ثم رجعنا للسقوط في الحالة الأخرى وهي حالة إقامة العلاقة الحماريَّة مع القرآن الكريم بدلاً من العلاقة الإنسانيَّة. والعلاقة الحماريَّة إذا كان لها أن تنتج فقهاً أو فهماً في الكتاب فإنَّ الفقه الذي تنتجه والفهم الذي توجده لا يتجاوز خصائص "الفقه البقريّ" الذي أشرنا إليه.
فهل من سبيل إلى تغيير حالة الهجر ووضع حدٍّ لها ونهاية، والعودة إلى القرآن من جديد؟
والجواب اليسير أن نعم؛ إنَّ ذلك ما زال ممكناً بإذن الله ويمكن القيام بما يلي للوصول إلى بعض هذه الغاية، أو الاقتراب منها.
أولاً: لتحقيق ذلك علينا أن نبدأ بإعادة بناء معرفتنا بالقرآن المجيد وذلك بأن ندرك عن اعتقاد يقينيّ أنَّ القرآن المجيد تركه الله فينا بعد رسوله، وبعد ختم النبوة ليكون النبي المقيم والرسول الخالد يحمل إلينا الهداية والتسديد والترشيد والمنهج القويم في كل ما نحن بحاجة إلى هداية وتسديد وترشيد فيه من شئون وشجون الدنيا والآخرة.
ثانياً: اليقين بأنَّنا سوف نجد في القرآن سبيل الهداية إلى كل ما نحن بحاجة إلى الوصول إلى سبيل الهداية فيه فإنّه ما تنزل بأحد من أهل الأرض نازلة إلا وفي القرآن المجيد سبيل الهدى والطريق الأقوم لمعالجتها.
ثالثاً: أن نوقن بأنَّ القرآن الكريم يكفينا عما سواه، ويغنينا عما عداه فنقرؤه وكلّنا ثقة بأنَّنا سوف نجد بغيتنا فيه وسوف نحصل على مرادنا منه إن شاء الله: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت: 51)، ولا ينبغي أن تستعجل النتائج ونحن نقرأ القرآن، بل نصبر ونقرؤه وننتظر كرمه ونفهم أفهامنا وطاقاتنا، لا القرآن المجيد، ونستمر بالتلاوة والترتيل والتدبُّر حتى يفتح الله سبحانه وتعالى لنا من كرم القرآن ومن رحمته ما يفتح.
رابعاً: أن ندرك أن لهذا القرآن مداخل عديدة لتلاوته "حق التلاوة" وترتيله حق الترتيل ولابد لنا من ملامسة هذه المداخل وإدراكها والتدرُّب على استعمالها، وتذوق حلاوة التلاوة في استحضارها، ومنها: مدخل العبادة، ومدخل الأزمة، ومدخل الجمع بين القراءتين أو القراءات، ومدخل القيم والمقاصد وما إلى ذلك.
كما أن للقرآن المجيد منهجيَّة معرفيَّة قد اشتمل القرآن على محدّداتها لابد للقارئ من إدراكها وفهمها والتدرُّب على استعمالها ومن هذه المحدِّدات "التصديق والهيمنة والاستيعاب والتجاوز". والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون لإعادة بناء علاقتهم بالقرآن بشكل سليم، ووضع حد لحالة الهجر والفصام بينهم وبينه وإزالة سائر العوائق والحجب بينهم وبينه. وأن يدركوا أنَّ القرآن الكريم وإن كان الله سبحانه وتعالى قد يسره للذكر لكن قارئه يحتاج مع ذلك التيسير إلى إدراك خصائص القرآن ومعرفة القرآن والإلمام بمنهجيَّته وإدراك خصائص خطابه لعله يتمكن من الوصول إلى حالة النظر الخالي من الشوائب التي تحول بين قلب الإنسان وبين فهم معاني القرآن وملامستها.
خامساً: إنَّ القرآن المجيد "لا يمسُّه إلا المطهرَّون" و"المطهّرون" غير "المتطهرين" فالمتطهّر هو: من طهَّر نفسه بنفسه وهو أمر مطلوب ولاشك مع القرآن المجيد؛ أمّا "المطهَّر" فهو من طهَّره الله سبحانه وتعالى أو من طهّره غيره.
والقرآن المجيد أنزله الله تعالى على قلب نبيّه صلى الله عليه وسلم لأنّه العضو الوحيد في الإنسان القادر على استقبال وتلقي "القول الثقيل" كما أنزله الله، ولابد من تطهره ليتلقّى القرآن الحكيم؛ وهذا التطهّر يقتضي التطهر من الموانع كلّها، ومنها: إبعاد الشياطين ووساوسها عنه، وتنقيته من الأفكار والمسلّمات المغايرة، فهذا الكتاب لا تخالط بشاشته ومعانيه القلب اللّاهي المشغول بسواه، ولا يعطي نفسه لقلب لا يسمع له، وينصت، ولا تغشى أنواره قلباً يعصف به اللّغو فلا يصفو له.
والقلب الذي يستقبل القرآن الكريم قلب لابد أن يستولى عليه الشعور بأنّه حين يقبل على القرآن إنّما يقترب من حضرة القدس، فالقرآن كلام الله تعالى فإن لم يشاهد حضرة القدس، ولم يسمع فإن الله منزل القرآن بسمعه ويراه. فعليك أن تدرك أنّه يسمعك إن أحسنت التلاوة فتلوت القرآن حق تلاوته، أو أسأت الترتيل؛ فإن رضي الله تعالى تلاوتك طهّرك، وهيأ قلبك لاستقبال نفحاته، وجعل بينك وبين الذين لا يؤمنون حجاباً مستوراً فلا يصلك أذاهم ولا ينال منك مكرهم. وطهّرك تطهيراً، وأعانك على استكمال مؤهّلات مسّ معاني وأنوار الكتاب المكنون، وهيأك للعروج إلى عليائه، والانفعال التام به، وجرى في قلبك ووجدانك مجرى الدم فقوّم تصوّرك، ووضحّ رؤيتك، وصحح عقلك ونقَّى عقيدتك، وبارك وأنار فكرك، وتظل تقرأ وترتقي حتى تجد نفسك وكأنّك تلقّى القرآن من المتلقي الأول له صلى الله عليه وسلم. فقراءة وتلاوة وترتيل القرآن الميسَّر للذكر "حق التلاوة" لابد لها من تطهير ربانيّ لا يحظى به إلا المطهرون (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال: 2).
والله ولي التوفيق

tamo
•
اسمحي لي أن أضيف تلخيصا لهذا الكتاب نقلته من أحد المواقع
كتاب المفاتيح العشرة للنجاح
---------------------------------------------------------------------------
الدكتور إبراهيم الفقي رجل عصامي، بنى نفسه بنفسه، وخسر كل شيء مرتين ثم عاد للوقوف على قدميه من جديد، وهو مغامر مقدام من الطراز الأول، نال نصيبه غير منقوص من الهجوم -على المستويين الشخصي والمهني- لكنك لا تملك أمام أسلوبه السهل وكم المعلومات الكبير الذي يضرب به المثل على صحة ما يقول، إلا أن تُعجب به وأن تسمع له، ففي نهاية المطاف، ما ضرر جرعة إضافية من الأمل، والمزيد من التفاؤل، والإيمان بأن النجاح ممكن، شريطة ألا نحبس أنفسنا من داخلها عنه.بعد مرور دقائق على استماعك لمحاضرة من محاضراته، ستجد أن معلوماته عن سير الناجحين وفيرة وغزيرة، وهو خرج منها بنظريات ومعتقدات مقبولة، وهو قضى حياته باحثاً عن إجابة سؤالين:
1- لماذا يكون البعض أكثر نجاحاً من غيرهم
2- لماذا يكون لدى البعض المعرفة والموهبة الكافيتان للنجاح، ورغم ذلك يعيشون عند مستوى أقل مما هم قادرون على العيش عنده
تطلبت الإجابة دراسة الدكتور للعلوم إدارة الأعمال والمبيعات والتسويق وغيرها، وحضوره لكثير من الحلقات الدراسية وقراءة آلاف الكتب. يرى الدكتور الإجابة في صورة مفاتيح عشرة وضعها في كتاب سماه: المفاتيح العشرة للنجاح، الذي نشره في عام
المفتاح الأول: الدوافع والتي تعمل كمحرك للسلوك الإنساني
ذهب شاب يتلمس الحكمة عند حكيم صيني فسأله عن سر النجاح، فأرشده أنها الدوافع، فطلب صاحبنا المزيد من التفسير، فأمسك الحكيم برأس الشاب وغمسها في الماء، الذي لم يتحرك لبضعة ثوان، ثم بدأ هذا يحاول رفع رأسه من الماء، ثم بدأ يقاوم يد الحكيم ليخرج رأسه، ثم بدأ يجاهد بكل قوته لينجو بحياته من الغرق في بحر الحكمة، وفي النهاية أفلح.
في البداية كانت دوافعه موجودة لكنها غير كافية، بعدها زادت الدوافع لكنها لم تبلغ أوجها، ثم في النهاية بلغت مرحلة متأججة الاشتعال، فما كانت من يد الحكيم إلا أن تنحت عن طريق هذه الدوافع القوية. من لديه الرغبة المشتعلة في النجاح سينجح، وهذه بداية طريق النجاح.
المفتاح الثاني: الطاقة التي هي وقود الحياة
العقل السليم يلزمه الجسم السليم، ولا بد من رفع مستوى كليهما حتى نعيش حياة صحية سليمة. خير بداية هي أن نحدد لصوص الطاقة اللازمة لحياتنا نحن البشر، وأولها عملية الهضم ذاتها، والتي تتطلب من الدم –وسيلة نقل الطاقة لجميع الجسم- أن يتجه 80% منه للمعدة عند حشو الأخيرة بالطعام، القلق النفسي هو اللص الثاني للطاقة، ما يسبب الشعور بالضعف، والثالث هو الإجهاد الزائد دون راحة.
الآن كيف نرفع مستويات الطاقة لدى كل منا- على المستوى الجسماني والعقلي والنفسي؟ الرياضة والتمارين، ثم كتابة كل منا لأهدافه في الحياة، ومراجعتها كل يوم للوقوف على مدى ما حققناه منها، ثم أخيرًا الخلو بالنفس في مكان مريح يبعث على الراحة النفسية والهدوء والتوازن.
المفتاح الثالث: المهارة والتي هي بستان الحكمة
جاء في فاتورة إصلاح عطل بماكينة أن سعر المسمار التالف كان دولار واحد، وأن معرفة مكان هذا المسمار كلف 999 دولار. يظن البعض أن النجاح وليد الحظ والصدف فقط، وهؤلاء لن يعرفوا النجاح ولو نزل بساحتهم. المعرفة هي القوة، وبمقدار ما لديك من المعرفة تكون قوياً ومبدعًا ومن ثم ناجحًا.
كم من الكتب قرأت وكم من الشرائط التعليمية سمعت مؤخرًا؟ وكم من الوقت تقضي أمام المفسديون؟ شكت شاكية حضرت محاضرة للدكتور أنها فٌصلت من عملها كنادلة في مطعم، فسألها هل تعلمت أو قرأت أي شيء لتكوني مؤهلة للعمل في المطاعم، فجاء ردها بأن العمل في المطاعم لا يحتاج إلى تعلم أي شيء، وهذا الجهل كلفها وظيفتها. لتصل إلى غد أفضل ومستقبل زاهر بادر بتعلم المزيد دون توقف، وتذكر الحكمة الصينية القائلة بأن القراءة للعقل كالرياضة للجسم.
“”"أود هنا ذكر معلومة لغوية، ألا وهي معنى كلمة حظ في اللغة العربية، والتي هي ترجمة كلمة Luck في الإنجليزية –وهذه ترجمة قاصرة، إذ أن تعريف الحظ في اللغة العربية هو النصيب، ففي القرآن نجد الآية: (وما يُلقاها إلا الذين صبروا، وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم) وفي اللغة يُقال فلانًا على حظ من القوة، وفلانة ذات حظ من الجمال، وكلها تعني النصيب والقدر، فهل كان أجدادنا العرب لا يعرفون -أو قل لا يعترفون- بما اتفق على تسميته الحظ اليوم؟ “”"
المفتاح الرابع: التصور (التخيل) هو طريقك إلى النجاح
إنجازات ونجاحات اليوم هي أحلام وتخيلات الأمس، فالتخيل بداية الابتكار، وهو أهم من المعرفة ذاتها، وهو الذي يشكل عالمنا الذي نعيش فيه. الكثير من الأحلام كانت محط سخرية العالم قبل تحققها، مثل حلم فريد سميث مؤسس فيدرال اكسبريس، وحلم والت ديزني الذي أفلسه ست مرات حتى تحقق. يحدث كل شيء داخل العقل أولاً، لذا عندما ترى نفسك ناجحاً قادرًا على تحقيق أهدافك مؤمنًا بذلك في قلبك، كل هذا سيخلق قوة ذاتية داخلية تحقق هذا الحلم.
تموت بعض الأفكار العظيمة قبل أن تولد لسببين: عدم الإيمان الداخلي، وتثبيط المحيطين بنا. المكان الوحيد الذي تصبح أحلامك فيه مستحيلة هو داخلك أنت شخصيًا.
المفتاح الخامس: الفعل (تطبيق ما تعلمته) هو الطريق إلى القوة
المعرفة وحدها لا تكفي، فلا بد وأن يصاحبها التطبيق العملي، والاستعداد وحده لا يكفي، فلا بد من العمل. بل إن المعرفة بدون التنفيذ يمكنها أن تؤدي إلى الفشل والإحباط. الحكمة هي أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله! يتذكر الإنسان العادي 10% أو أقل مما يسمعه، و25% مما يراه، و90% من الذي يفعله. ينصحنا أصحاب النجاح دوماً أنه ما دمنا مقتنعين بالفكرة التي في أذهاننا، فيجب أن ننفذها على الفور.
موانع الناس من التحرك لا يخرجون عن اثنين: الخوف (من الفشل أو من عدم تقبل التغيير أو من المجهول أو الخوف من النجاح ذاته!) والمماطلة والتلكؤ والتسويف. حل هذه المعضلة هو وضع تخيل لأسوأ شيء يمكن أن يحدث وأفضل ما يمكن حدوثه نتيجة هذا التغيير، ثم المقارنة بين الاثنين.
ليس هناك فشل في الحياة، بل خبرات مكتسبة فالقرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار غير السليم. لا تقلق أبداً من الفشل، بل الأولى بك أن تقلق على الفرص التي تضيع منك حين لا تحاول حتى أن تجربها. الحكمة اليابانية تقول أنك لو وقعت سبع مرات، فقف في المرة الثامنة. الحياة هي مغامرة ذات مخاطر أو هي لا شيء على الإطلاق. التصرف بدون خطة هو سبب كل فشل.
:26:
كتاب المفاتيح العشرة للنجاح
---------------------------------------------------------------------------
الدكتور إبراهيم الفقي رجل عصامي، بنى نفسه بنفسه، وخسر كل شيء مرتين ثم عاد للوقوف على قدميه من جديد، وهو مغامر مقدام من الطراز الأول، نال نصيبه غير منقوص من الهجوم -على المستويين الشخصي والمهني- لكنك لا تملك أمام أسلوبه السهل وكم المعلومات الكبير الذي يضرب به المثل على صحة ما يقول، إلا أن تُعجب به وأن تسمع له، ففي نهاية المطاف، ما ضرر جرعة إضافية من الأمل، والمزيد من التفاؤل، والإيمان بأن النجاح ممكن، شريطة ألا نحبس أنفسنا من داخلها عنه.بعد مرور دقائق على استماعك لمحاضرة من محاضراته، ستجد أن معلوماته عن سير الناجحين وفيرة وغزيرة، وهو خرج منها بنظريات ومعتقدات مقبولة، وهو قضى حياته باحثاً عن إجابة سؤالين:
1- لماذا يكون البعض أكثر نجاحاً من غيرهم
2- لماذا يكون لدى البعض المعرفة والموهبة الكافيتان للنجاح، ورغم ذلك يعيشون عند مستوى أقل مما هم قادرون على العيش عنده
تطلبت الإجابة دراسة الدكتور للعلوم إدارة الأعمال والمبيعات والتسويق وغيرها، وحضوره لكثير من الحلقات الدراسية وقراءة آلاف الكتب. يرى الدكتور الإجابة في صورة مفاتيح عشرة وضعها في كتاب سماه: المفاتيح العشرة للنجاح، الذي نشره في عام
المفتاح الأول: الدوافع والتي تعمل كمحرك للسلوك الإنساني
ذهب شاب يتلمس الحكمة عند حكيم صيني فسأله عن سر النجاح، فأرشده أنها الدوافع، فطلب صاحبنا المزيد من التفسير، فأمسك الحكيم برأس الشاب وغمسها في الماء، الذي لم يتحرك لبضعة ثوان، ثم بدأ هذا يحاول رفع رأسه من الماء، ثم بدأ يقاوم يد الحكيم ليخرج رأسه، ثم بدأ يجاهد بكل قوته لينجو بحياته من الغرق في بحر الحكمة، وفي النهاية أفلح.
في البداية كانت دوافعه موجودة لكنها غير كافية، بعدها زادت الدوافع لكنها لم تبلغ أوجها، ثم في النهاية بلغت مرحلة متأججة الاشتعال، فما كانت من يد الحكيم إلا أن تنحت عن طريق هذه الدوافع القوية. من لديه الرغبة المشتعلة في النجاح سينجح، وهذه بداية طريق النجاح.
المفتاح الثاني: الطاقة التي هي وقود الحياة
العقل السليم يلزمه الجسم السليم، ولا بد من رفع مستوى كليهما حتى نعيش حياة صحية سليمة. خير بداية هي أن نحدد لصوص الطاقة اللازمة لحياتنا نحن البشر، وأولها عملية الهضم ذاتها، والتي تتطلب من الدم –وسيلة نقل الطاقة لجميع الجسم- أن يتجه 80% منه للمعدة عند حشو الأخيرة بالطعام، القلق النفسي هو اللص الثاني للطاقة، ما يسبب الشعور بالضعف، والثالث هو الإجهاد الزائد دون راحة.
الآن كيف نرفع مستويات الطاقة لدى كل منا- على المستوى الجسماني والعقلي والنفسي؟ الرياضة والتمارين، ثم كتابة كل منا لأهدافه في الحياة، ومراجعتها كل يوم للوقوف على مدى ما حققناه منها، ثم أخيرًا الخلو بالنفس في مكان مريح يبعث على الراحة النفسية والهدوء والتوازن.
المفتاح الثالث: المهارة والتي هي بستان الحكمة
جاء في فاتورة إصلاح عطل بماكينة أن سعر المسمار التالف كان دولار واحد، وأن معرفة مكان هذا المسمار كلف 999 دولار. يظن البعض أن النجاح وليد الحظ والصدف فقط، وهؤلاء لن يعرفوا النجاح ولو نزل بساحتهم. المعرفة هي القوة، وبمقدار ما لديك من المعرفة تكون قوياً ومبدعًا ومن ثم ناجحًا.
كم من الكتب قرأت وكم من الشرائط التعليمية سمعت مؤخرًا؟ وكم من الوقت تقضي أمام المفسديون؟ شكت شاكية حضرت محاضرة للدكتور أنها فٌصلت من عملها كنادلة في مطعم، فسألها هل تعلمت أو قرأت أي شيء لتكوني مؤهلة للعمل في المطاعم، فجاء ردها بأن العمل في المطاعم لا يحتاج إلى تعلم أي شيء، وهذا الجهل كلفها وظيفتها. لتصل إلى غد أفضل ومستقبل زاهر بادر بتعلم المزيد دون توقف، وتذكر الحكمة الصينية القائلة بأن القراءة للعقل كالرياضة للجسم.
“”"أود هنا ذكر معلومة لغوية، ألا وهي معنى كلمة حظ في اللغة العربية، والتي هي ترجمة كلمة Luck في الإنجليزية –وهذه ترجمة قاصرة، إذ أن تعريف الحظ في اللغة العربية هو النصيب، ففي القرآن نجد الآية: (وما يُلقاها إلا الذين صبروا، وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم) وفي اللغة يُقال فلانًا على حظ من القوة، وفلانة ذات حظ من الجمال، وكلها تعني النصيب والقدر، فهل كان أجدادنا العرب لا يعرفون -أو قل لا يعترفون- بما اتفق على تسميته الحظ اليوم؟ “”"
المفتاح الرابع: التصور (التخيل) هو طريقك إلى النجاح
إنجازات ونجاحات اليوم هي أحلام وتخيلات الأمس، فالتخيل بداية الابتكار، وهو أهم من المعرفة ذاتها، وهو الذي يشكل عالمنا الذي نعيش فيه. الكثير من الأحلام كانت محط سخرية العالم قبل تحققها، مثل حلم فريد سميث مؤسس فيدرال اكسبريس، وحلم والت ديزني الذي أفلسه ست مرات حتى تحقق. يحدث كل شيء داخل العقل أولاً، لذا عندما ترى نفسك ناجحاً قادرًا على تحقيق أهدافك مؤمنًا بذلك في قلبك، كل هذا سيخلق قوة ذاتية داخلية تحقق هذا الحلم.
تموت بعض الأفكار العظيمة قبل أن تولد لسببين: عدم الإيمان الداخلي، وتثبيط المحيطين بنا. المكان الوحيد الذي تصبح أحلامك فيه مستحيلة هو داخلك أنت شخصيًا.
المفتاح الخامس: الفعل (تطبيق ما تعلمته) هو الطريق إلى القوة
المعرفة وحدها لا تكفي، فلا بد وأن يصاحبها التطبيق العملي، والاستعداد وحده لا يكفي، فلا بد من العمل. بل إن المعرفة بدون التنفيذ يمكنها أن تؤدي إلى الفشل والإحباط. الحكمة هي أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله! يتذكر الإنسان العادي 10% أو أقل مما يسمعه، و25% مما يراه، و90% من الذي يفعله. ينصحنا أصحاب النجاح دوماً أنه ما دمنا مقتنعين بالفكرة التي في أذهاننا، فيجب أن ننفذها على الفور.
موانع الناس من التحرك لا يخرجون عن اثنين: الخوف (من الفشل أو من عدم تقبل التغيير أو من المجهول أو الخوف من النجاح ذاته!) والمماطلة والتلكؤ والتسويف. حل هذه المعضلة هو وضع تخيل لأسوأ شيء يمكن أن يحدث وأفضل ما يمكن حدوثه نتيجة هذا التغيير، ثم المقارنة بين الاثنين.
ليس هناك فشل في الحياة، بل خبرات مكتسبة فالقرار السليم يأتي بعد الخبرة التي تأتي من القرار غير السليم. لا تقلق أبداً من الفشل، بل الأولى بك أن تقلق على الفرص التي تضيع منك حين لا تحاول حتى أن تجربها. الحكمة اليابانية تقول أنك لو وقعت سبع مرات، فقف في المرة الثامنة. الحياة هي مغامرة ذات مخاطر أو هي لا شيء على الإطلاق. التصرف بدون خطة هو سبب كل فشل.
:26:

100فائدة من سورة يوسف
تأليف
فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
جمعه وخرَّجَ أحاديثه وآياته
أبو يوسف / هاني فاروق
مقدمة المحقق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70-71)
أما بـــعـــــد :
إن سورة يوسف فيها من الآيات ما لا يُعد ولا يُحصى ? وإنَّ العلماء قد تناولوها في خطبهم ودروسهم بكل شكل من الأشكال ، إلا أننا وجدنا شيخنا الموَفَّق فضيلةَ الشيخ محمد صالح المنجد – الذي طالما تربينا علي دروسه ومواعظه المليئة بالتربية الصادقة لشباب هذه الصحوة - قد وفقه الله لسرد ما بهذه السورة من فوائد وعبر ما بين فوائد تربوية وأخري تتعلق بالأحكام وقد عدها مائة فائدة .
فقلتُ أجمع هذه الفوائد المائة من شريطه في محاولة لعلها تفيد شباب الصحوة وغيرهم في الوقوف علي هذه الفوائد مكتوبة ومحصورة بين أيديهم يسهل الرجوع إليها في أي وقت .
وقمت بتخريج ما ورد من الأحاديث والآيات وبعض الآثار ووضعت بعض التعليقات التي رأيتها مناسبة في مكانها.
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا وأن ينفعني به وإياكم في الدنيا والآخرة .
منقول للفائدة
*****************
للاطلاع على ملخص للكتاب راجعي موضوعي عن فوائد من القرآن الكريم
تأليف
فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
جمعه وخرَّجَ أحاديثه وآياته
أبو يوسف / هاني فاروق
مقدمة المحقق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70-71)
أما بـــعـــــد :
إن سورة يوسف فيها من الآيات ما لا يُعد ولا يُحصى ? وإنَّ العلماء قد تناولوها في خطبهم ودروسهم بكل شكل من الأشكال ، إلا أننا وجدنا شيخنا الموَفَّق فضيلةَ الشيخ محمد صالح المنجد – الذي طالما تربينا علي دروسه ومواعظه المليئة بالتربية الصادقة لشباب هذه الصحوة - قد وفقه الله لسرد ما بهذه السورة من فوائد وعبر ما بين فوائد تربوية وأخري تتعلق بالأحكام وقد عدها مائة فائدة .
فقلتُ أجمع هذه الفوائد المائة من شريطه في محاولة لعلها تفيد شباب الصحوة وغيرهم في الوقوف علي هذه الفوائد مكتوبة ومحصورة بين أيديهم يسهل الرجوع إليها في أي وقت .
وقمت بتخريج ما ورد من الأحاديث والآيات وبعض الآثار ووضعت بعض التعليقات التي رأيتها مناسبة في مكانها.
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا وأن ينفعني به وإياكم في الدنيا والآخرة .
منقول للفائدة
*****************
للاطلاع على ملخص للكتاب راجعي موضوعي عن فوائد من القرآن الكريم

شاي ومزاج :
100فائدة من سورة يوسف تأليف فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد جمعه وخرَّجَ أحاديثه وآياته أبو يوسف / هاني فاروق مقدمة المحقق إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70-71) أما بـــعـــــد : إن سورة يوسف فيها من الآيات ما لا يُعد ولا يُحصى ? وإنَّ العلماء قد تناولوها في خطبهم ودروسهم بكل شكل من الأشكال ، إلا أننا وجدنا شيخنا الموَفَّق فضيلةَ الشيخ محمد صالح المنجد – الذي طالما تربينا علي دروسه ومواعظه المليئة بالتربية الصادقة لشباب هذه الصحوة - قد وفقه الله لسرد ما بهذه السورة من فوائد وعبر ما بين فوائد تربوية وأخري تتعلق بالأحكام وقد عدها مائة فائدة . فقلتُ أجمع هذه الفوائد المائة من شريطه في محاولة لعلها تفيد شباب الصحوة وغيرهم في الوقوف علي هذه الفوائد مكتوبة ومحصورة بين أيديهم يسهل الرجوع إليها في أي وقت . وقمت بتخريج ما ورد من الأحاديث والآيات وبعض الآثار ووضعت بعض التعليقات التي رأيتها مناسبة في مكانها. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا وأن ينفعني به وإياكم في الدنيا والآخرة . منقول للفائدة ***************** للاطلاع على ملخص للكتاب راجعي موضوعي عن فوائد من القرآن الكريم100فائدة من سورة يوسف تأليف فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد جمعه وخرَّجَ أحاديثه وآياته أبو...
من أجل قراءة مؤثرة إليك 8خطوات
أولا :يقصد القارئ من قرأته التدبر والتفكر وأن يخشع قلبه ويهتدي بنور القرآن لأن تدبر القرآن هو الغاية من إنزاله والمقصد من تلاوته , قال تعالى ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) وكان هذا هو هديه صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :قال صلى الله عليه وسلم ("اقرأ علي" قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بكـ على هؤلاء شهيدا)) قال لي "حسبك" فالتفت إليه فإذا عينيه تذرفان )
ثانيا : يعظم القارئ القرآن ويستحضر جلالة قدره وعلو منزلته وجزيل إنعام الله على من قرأه فيتهيب لكلام الله بالوجل والخوف والرجاء والفرح به عسى أن يظفر بالمقصود من إنزاله وليتهيأ لذلك ظاهرا وباطنا , قال تعالى (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) فمن فاته تدبر القرآن فاتته كنوزه ولم يظفر ببركاته العظيمة .قال ابن رجب رحمه الله: (النصح لكتاب الله : شدة حبه ، وتعظيم قدره ، وشدة الرغبة في فهمه ، وشدة العناية بتدبره ، والوقوف عند تلاوته ) .
ثالثا : يستعيذ بالله من كيد الشيطان فإن الشيطان يسعى جهده لصد القارئ عن تدبر كلام الله والتأثر به فإن خشع وتأثر سعى لمنعه من الانتفاع بالقرآن والعمل به بالأعذار والأماني فيجعل تأثره به لا يتجاوز وقت القراءة فليعتصم القارئ بالله من كيد الشيطان ومكره .
رابعا : يحذر القارئ من هجر التدبر وترك الخشوع لأنه سبب لقسوة القلب . قال تعالى (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم ا؟لأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )) ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه ( لاتهذوا القرآن هذوا الشعر ،ولا تنثروه نثر الدقل قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ) ويقول الحسن البصري رحمه الله (يابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك في آخر السورة ).
خامسا : يرتل القرآن ترتيلا و يترسل بلا عجله همته عرض المعاني على القلب عسى أن يتأثر أو يخشع كالباحث عن معنى يخفى بالقرأة السريعة ليست همته متى يختم ؟ فهو لا يرضى لنفسه أن يقرأ آيات أم يعرف المقصود منها أو قصة لم يقف عند عبرها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان ( يقرأ مترسلا لا يمر بآية فيها تسبيح إلا سبح ولا يمر بآية رحمة إ لا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ) رواه مسلم وقد (قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح والآية (( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )) )ولذلك قال ابن قدامه رحمه الله ( التدبر هو المقصود من القرأة وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها ) وإن لم يحصل إلا بقراءة تفسيرها والبحث عن معناها فليوقف القراءة لذلك .
سادسا : يطيل النظر في مقصود الآيات ووجوه تأثيرها على نفسه فإذا مر بآيات فيها ثناء لأعمال الصالحين علم أنه مخاطب بذلك وأن تأثره مقصود و اقتداؤه مطلوب وإذا مر بآيات فيها ذم لأعمال العصاة علم أنه مخاطب بذلك وأن تأثره مقصود وحذره مطلوب ومما يعينه على ذلك تصور ما وقع في نفوس الصحابة من اليقين بالله والثقة بوعده والعزة بدينه حين سمعوا الآيات فالمتدبر للقرآن لا تلك الآيات حتى تنطبع تلك المعاني في قلبه وينشرح بها صدره .
سابعا : يتدارس القرآن مع أهل العلم .يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ) وفي الحديث ( ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ).
ثامنا :يعلم أن تدبره وتأمله خير له من كثرة القراءة بدونهما ولذلك قال ابن حجر رحمه الله : ( من رتل وتأمل كمن تصدق بجوهرة واحدة ثمينة ) وقال ابن القيم رحمه الله ( إذا قرأ بتفكر حتى إذا مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمه بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة الإيمان
تم نقله من منتدى آخر للأستفادة...جزا الله كاتبته كل خير
أولا :يقصد القارئ من قرأته التدبر والتفكر وأن يخشع قلبه ويهتدي بنور القرآن لأن تدبر القرآن هو الغاية من إنزاله والمقصد من تلاوته , قال تعالى ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )) وكان هذا هو هديه صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :قال صلى الله عليه وسلم ("اقرأ علي" قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بكـ على هؤلاء شهيدا)) قال لي "حسبك" فالتفت إليه فإذا عينيه تذرفان )
ثانيا : يعظم القارئ القرآن ويستحضر جلالة قدره وعلو منزلته وجزيل إنعام الله على من قرأه فيتهيب لكلام الله بالوجل والخوف والرجاء والفرح به عسى أن يظفر بالمقصود من إنزاله وليتهيأ لذلك ظاهرا وباطنا , قال تعالى (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) فمن فاته تدبر القرآن فاتته كنوزه ولم يظفر ببركاته العظيمة .قال ابن رجب رحمه الله: (النصح لكتاب الله : شدة حبه ، وتعظيم قدره ، وشدة الرغبة في فهمه ، وشدة العناية بتدبره ، والوقوف عند تلاوته ) .
ثالثا : يستعيذ بالله من كيد الشيطان فإن الشيطان يسعى جهده لصد القارئ عن تدبر كلام الله والتأثر به فإن خشع وتأثر سعى لمنعه من الانتفاع بالقرآن والعمل به بالأعذار والأماني فيجعل تأثره به لا يتجاوز وقت القراءة فليعتصم القارئ بالله من كيد الشيطان ومكره .
رابعا : يحذر القارئ من هجر التدبر وترك الخشوع لأنه سبب لقسوة القلب . قال تعالى (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم ا؟لأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )) ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه ( لاتهذوا القرآن هذوا الشعر ،ولا تنثروه نثر الدقل قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ) ويقول الحسن البصري رحمه الله (يابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك في آخر السورة ).
خامسا : يرتل القرآن ترتيلا و يترسل بلا عجله همته عرض المعاني على القلب عسى أن يتأثر أو يخشع كالباحث عن معنى يخفى بالقرأة السريعة ليست همته متى يختم ؟ فهو لا يرضى لنفسه أن يقرأ آيات أم يعرف المقصود منها أو قصة لم يقف عند عبرها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان ( يقرأ مترسلا لا يمر بآية فيها تسبيح إلا سبح ولا يمر بآية رحمة إ لا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ) رواه مسلم وقد (قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح والآية (( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )) )ولذلك قال ابن قدامه رحمه الله ( التدبر هو المقصود من القرأة وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها ) وإن لم يحصل إلا بقراءة تفسيرها والبحث عن معناها فليوقف القراءة لذلك .
سادسا : يطيل النظر في مقصود الآيات ووجوه تأثيرها على نفسه فإذا مر بآيات فيها ثناء لأعمال الصالحين علم أنه مخاطب بذلك وأن تأثره مقصود و اقتداؤه مطلوب وإذا مر بآيات فيها ذم لأعمال العصاة علم أنه مخاطب بذلك وأن تأثره مقصود وحذره مطلوب ومما يعينه على ذلك تصور ما وقع في نفوس الصحابة من اليقين بالله والثقة بوعده والعزة بدينه حين سمعوا الآيات فالمتدبر للقرآن لا تلك الآيات حتى تنطبع تلك المعاني في قلبه وينشرح بها صدره .
سابعا : يتدارس القرآن مع أهل العلم .يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ) وفي الحديث ( ما اجتمع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ).
ثامنا :يعلم أن تدبره وتأمله خير له من كثرة القراءة بدونهما ولذلك قال ابن حجر رحمه الله : ( من رتل وتأمل كمن تصدق بجوهرة واحدة ثمينة ) وقال ابن القيم رحمه الله ( إذا قرأ بتفكر حتى إذا مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمه بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة الإيمان
تم نقله من منتدى آخر للأستفادة...جزا الله كاتبته كل خير
الصفحة الأخيرة
يعدّ هاجراً للقرآن الكريم كل من لم يعرف قدره ويؤمن بذلك إيماناً قاطعاً يربط به على قلبه بأنَّ هذا القرآن المجيد هو المحجة البيضاء والمنهج الذي يهدي للتي هي أقوم في سائر الشئون والشجون، وأنَّه حبل الله المتين وصراطه المستقيم وأنه الكتاب المهيمن على ما سبق وما لحق، والمرجع للتصديق وإثبات الحق ونفي الباطل في سائر تراث الإنسانيَّة ورسالات النبيِّين ومعطيات الحضارات.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن إيماناً قاطعاً بأنَّه هدى للمتقين وبشرى للمؤمنين وهدى للناس كافَّة وبيّنات من الهدى والفرقان. وأن الله سبحانه وتعالى نزله على قلب نبيِّه مصدِّقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يوقن قلبه بأنَّه كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. وأنَّه كتاب فصَّله الله على علمه فهو محيط بالوجود وحركته، مستوعب للإنسان واحتياجاته.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يوقن قلبه وعقله ووجدانه بأن هذا القرآن أنزل بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. وأنَّه لا ريب فيه ولا اختلاف فيه بالحق أنزله الله وبالحق نزل، وأنَّه نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون من المنذرين، وأنَّه لم يدخله حرف واحد من حروف شياطين الإنس أو الجن أو من غير الشياطين: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) (الشعراء: 210-212) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم "تلقى القرآن من لدن حكيم عليم".
ويعد هاجراً للقرآن من لم يمتلئ قلبه بحبه، والتعلُّق بكل حرف فيه والإيمان التام بأنَّه أحسن الحديث (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر: 23)، وأنَّه شفاء لما في الصدور، وأنَّ كل آية فيه إنَّما هي آية تامة مثل الشمس ومثل القمر ومثل أيّ آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وأنَّه نزل بالحق والميزان والشرعة والمنهاج، وأنَّه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن الإيمان -كلّه- بأن الله سبحانه وتعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل. وأنَّ هذا القرآن كاف للبشريَّة بمنطوقه ومكنونه وبكليّاته وتفصيلاته لو أحسنت البشريَّة التفكر فيه والتدبُّر لآياته، وأدركت أنَّه لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله، فالقلوب التي لا تخبت وهي تتلوه، ولا تخشع وهي تسمعه، ولا ترقُّ وهي ترتله ولا تلين وهي تقرؤه، إنَّما هي قلوب قاسية، النار أولى بها والويل لها.
ويعد هاجراً للقرآن من لا يؤمن ويوقن بأنَّه واجب الإتِّباع وسبيل التزكية ومنبع الحكمة والبركة، وأنَّه الكتاب المبين والقرآن الحكيم دليل المتقين ومرشد المؤمنين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا ريب فيه صرَّف الله فيه للناس من كل مثل. وضرب الله فيه للناس من كل مثل ليحملهم على التفكُّر والتدبُّر.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يوقن بأن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وأن إتباع غيره موصل إلى الضلال.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن بأن هذا القرآن كافٍ للمؤمنين لهدايتهم وتوحيد كلمتهم وإصلاح أوضاعهم وإحاطتهم بالرحمة وشمولهم بالمغفرة (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت: 51).
ويعد هاجراً للقرآن من لا يذكر ربه في القرآن وحده، أو الذي لا يسمع له ولا ينصت ولا يسجد إذا قرئ عليه ولا تزيده آياته إيماناً ولا يخشع قلبه حين يسمعه أو يتلوه، ولا يجعل القرآن وبينه وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن بأنَّ هذا القرآن قد قص على الأمم أكثر الذي كانوا فيه يختلفون فهو مرجع البشريَّة -كلّها- لحسم الاختلافات الأساسيَّة لا يمكن أن يكون المؤمنون على شيء حتى يقيموا القرآن ويتشبثوا بمنهجه ويؤمنوا بعصمته، وأنَّه الكتاب الذي أنزل (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) (الفرقان: 6)، وإنه لتذكرة للمتقين وذكر للعالمين (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (ص: 87-88).
ويعد هاجراً للقرآن من لم يتله حق تلاوته ويرتله حق ترتيله ويؤمن باشتماله على الذكر الإلهيّ -كلّه- وأنَّه لا نسخ فيه ولا تبديل يعتريه، وأنَّه كلمة الله تمت صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته. وأنَّ كل ما جاء به هو الحق وهو الأحسن تفسيراً، وهو الأقوم في كل شيء.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يلتزم منهجه ويحل حلاله، ويحرم حرامه، ويؤمن به ويتَّبع سبيله ويتمسَّك بشرعته ومنهاجه، ويعتصم بسبيله وبحبله.
ويعد هاجراً للقرآن من لا يجعله مرجعيّته في كل ما يأخذ وفي كل ما يدع وفي كل ما يحل وفي كل ما يحرم فهو الشرعة وهو المنهاج وهو الكافي الوافي في الأخلاق والسلوك ونظم الحياة وتحقيق العدل والأمانة.
يتبع