بورك المداد ياشاي
موضوع غاية في الأهمية ويستحق الثناء
الآن أشعر باحترام كبير تجاهك ياشاي ..جعلك الله فاتحة خير لنهضة نسائية في هذا الموقع
بين الفكر والقلب للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي سياحة في عوالم مختلفة بين العلم والمناقشة العلمية والمنطقية وبين مقاطع أدبية تثير محبي النصوص الأدبية والعاطفة في قصة زواجه ومن ثم وفاة زوجته أميرة العرجة
سأترك التفاصيل وأترككم لتجولوا في أرجاء هذا الكتاب التي أثارت إعجابي
وكتاب له ..شخصيات استوقفتني
وترجمته لرواية مموزين ..قصة حب نبتت في الأرض وأينعت في السماء
موضوع ياشاي يستحق الوقوف مطولا
ويستأهل ارتشاف كوب ساخن من الشاي في هذا الشتاء البارد الذي أقبل
وإن كنت أنسى فلا أنسى رحلتي بين كتب محمد الغزالي والمتعة التي لقيتها حين ذاك والفائدة التي عمت حياتي من الفكر والحكمة والتوجيه
جدد حياتك
لاتجعل من الليمونة الملحة شرابا حلوا
وذلك في ترجمته لكتاب الكاتب الأمريكي ديل كارنجي
وكتاب مع الله
والحق المر
والإسلام في وجه الزحف الأحمر
والإسلام والأوضاع الاقتصادية
ولمحبي الروايات
فلديكم روايات عبد الرحمن الكيلاني وإن كان عليها الكثير من الملاحظات ولكنها لاتخلو من الفائدة والمتعة
وكتاب رجال الفكر والدعوة للحسن الندوي
ودليل التديريب القيادي للدكتور هشام طالب
هذا ماحضرني في هذه الآونة وفي جعبتي المزيد ..وفعلا كتاب لاتحزن أنصح به اللواتي تركن القراءة لأنه سهل وبسيط وعظيم الفائدة
وأكرر شكري وتقديري لك ياشاي ومن ثم لشام لتثبيت الموضوع
والسلام
وإلى لقاء قريب بحول الله
بورك المداد ياشاي
موضوع غاية في الأهمية ويستحق الثناء
الآن أشعر باحترام كبير تجاهك ياشاي...
(( 11 ))
(( فإنِّي رأيت أكثر أهل زماننا هذا عن سبيل الأدب ناكبين، ومن اسمه متطيِّرين، ولأهله كارهين: أما النَّاشئ منهم فراغب عن التعليم، والشَّادي تارك للازدياد، والمتأدِّب في عنفوان الشباب ناسٍ أو متناسٍ؛ ليدخل في جملة المجدودين، ويخرج عن جملة المحدودين فالعلماء مغمورون، وبكرَّة الجهل مقموعون حين خوى نجم الخير، وكسدت سوق البرِّ، وبارت بضائع أهله، وصار العلم عاراً علَى صاحبه، والفضل نقصاً وأموال الملوك وقفاً علَى شهوات النفوس، والجاه الَّذي هو زكاة الشرف يباع بيع الخلق وآضت المروءات في زخارف النَّجد وتشييد البُنيان، ولذَّات النفوس في اصطفاق المزاهر ومعاطاة الندمان. ونبذت الصنائع، وجُهل قدر المعروف، وماتت الخواطر، وسقطت همم النفوس، وزُهد في لسان الصدق وعقد الملكوت فأبعد غايات كاتبنا في كتابته أن يكون حسن الخط قويم الحروف، وأعلى منازل أديبنا أن يقول من الشِّعر أبياتاً في مدح قَيْنَة أو وصف كأس، وأرفع درجات لطيفنا أن يطالع شيئاً من تقويم الكواكب، وينظر في شيء من القضاء وحدِّ المنطق، ثمَّ يعترض علَى كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه، وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكذيب وهو لا يدري من نقله، قد رضي عوضاً من الله ومما عنده بأن يقال: فلان لطيف وفلان دقيق النظر يذهب إلى أن لُطف النظر قد أخرجه عن جملة النَّاس وبلغ به علم ما جهلوه؛ فهو يدعوهم الرَّعاع والغُثاء والغُثْر، وهو لعمر الله بهذه الصفات أولى، وهي به أليق؛ لأنه جهل وظنَّ أن قد علم، فهاتان جهالتان؛ ولأن هؤلاء جهلوا وعلموا أنهم يجهلون. ولو أن هذا المُعجب بنفسه، الزاري على الإسلام برأيه، نظر من جهة النظر لأحياهُ الله بنور الهدى وثَلَجِ اليقين، ولكنه طال عليه أن ينظر في علم الكتاب، وفي أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وفي علوم العرب ولغاتها وآدابها، فنَصَبَ لذلك وعاداهُ. وانحرف عنه إلى علم قد سلَّمه ولأمثاله المسلمون، وقلَّ فيه المتناظرون، له ترجمةٌ تروق بلا معنى، واسم يهول بلا جسم؛ فإذا سمع الغُمْرُ والحدَثُ الغِرُّ قوله: الكون والفساد، وسَمْع الكيان، والأسماء المفردة، والكيفية والكمية والزمان والدليل، والأخبار المؤلفة؛ راعه ما سمع، وظن أنَّ تحت هذه الألقاب كلَّ فائدة وكلَّ لطيفة، فإذا طالعها لم يَحْلَ منها بطائل، إنما هو الجوهر يقوم بنفسه، والعَرَضُ لا يقوم بنفسه، ورأس الخط النقطة، والنقطة لا تنقسم، والكلام أربعة: أمر، وخبر، واستخبار، ورغبة؛ ثلاثة لا يدخلها الصدق والكذب، وهي: الأمر، والاستخبار، والرغبة، وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر، والآنُ حدُّ الزمانين، مع هذيان كثير، والخير ينقسم إلى تسعة آلاف وكذا وكذا مائة من الوجوه، فإذا أراد المتكلم أن يستعمل بعض تلك الوجوه في كلامه كانت وَبالاً على لفظه، وقيداً للسانه، وعيّاً في المحافل، وعُقْلَة عند المتناظرين.
ولقد بلغني أن قوماً من أصحاب الكلام سألوا محمد بن الجَهْم البرمكيَّ أن يذكر لهم مسألة من حد المنطق حسنة لطيفة، فقال لهم: ما معنى قول الحكيم: " أول الفكرة آخر العمل، وأول العمل آخر الفكرة " ؟ فسألوه التأويل، فقال لهم: مَثَلُ هذا رجل قال: " إنِّي صانع لنفسي كِنَّا " فوقعت فكرته على السقف، ثمَّ انحدر فعلم أن السقف لا يكون إلا على حائط، وأن الحائط لا يقوم إلا على أُسّ، وأن الأُسَّ لا يقوم إلا على أصل، ثمَّ ابتدأ في العمل بالأصل، ثمَّ بالأسِّ، ثمَّ بالحائط، ثمَّ بالسقف؛ فكان ابتداء تفكره آخر عمله وآخر عمله بدء فكرته؛ فأية منفعةٍ في هذه المسألة؟ وهل يجهل أحد هذا حتى يحتاج إلى إخراجه بهذه الألفاظ الهائلة، وهكذا جميع ما في هذا الكتاب؛ ولو أن مؤلف حد المنطق بلغ زماننا هذا حتى يسمع دقائق الكلام في الدين والفقه والفرائض والنحو لعدَّ نفسه من البُكْمِ، أو يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته لأيقن أن للعرب الحكمة وفَصْلَ الخطاب ... ))
((أدب الكاتب ,لابن قتيبة))