نورالابداع
نورالابداع
نمو طفلك في عمر التسعة أشهر طفلك يمشي تقريباً يقترب طفلك الآن من ببراعةٍ عالية. في سنّه، يمكنه على الأرجح أن يحبو أو يزحف على الدرج ويتجوّل متمسكاً بالأثاث. كما يستطيع قلّة من الأطفال البالغين تسعة أشهر، المشي بضعة خطواتٍ بمساعدة أحد. بالإضافة إلى ذلك، يتعلّم طفلك الآن كيفية ثني ركبتيه والجلوس عندما يكون واقفاً (هي مهمّة أصعب بكثير ممّا تبدو عليه!). يمكنك مساعدة طفلك عبر الوقوف أو الركوع أمامه ومدّ يديك لتشجيعه ممسكة بيديه كي يسير نحوك، أو شراء لعبة يستطيع جرّها بنفسه ودفعها إلى الأمام أو ما شابه (احرصي على أن تكون ثابتة وذات قاعدة عريضة للاستناد عليها). أصبحت مسألة جعل منزلك مكاناً آمناً للطفل من الضروريات في الوقت الحالي، لذا يمكنك البدء بوضع الأقفال على الأبواب المؤدية إلى مسالك لا يُسمح لطفلك بالذهاب إليها، فالصغار يحبّون التوجّه مباشرةً إلى تلك الأماكن. انتعال الأحذية؟ لم يحن الوقت بعد عندما يبدأ الأطفال بالوقوف والتجوّل، يتساءل العديد من الأهل إذا كان الوقت قد حان لتلبيسهم الأحذية. في الحقيقة أنّ العديد من الخبراء في هذا الموضوع لا يعتقدون أن على الطفل ارتداء الحذاء قبل البدء بالمشي خارج البيت باستمرار. فالمشي حافي القدمين لا يساعده على تقوية عضلات قوسيه ورجليه فحسب بل، وفقاً لـ"بينيلوبي ليتش" في كتابها طفلك وولدك يساعده ذلك في الحفاظ على توازنه وهو يشعر بكلّ أقمشة وتراكيب الأشياء التي يسير عليها. اللعب والتعلّم بمقدور طفلك الآن وضع الأشياء في صندوق ثم إخراجها. أعطيه مثلاً دلواً من البلاستيك وبعض القوالب الملوّنة (احرصي على ألا تكون صغيرة إلى درجة تسمح له بابتلاعها) ليمارس هذه المهارة الجديدة. كما يحبّ الألعاب التي يمكن تحريك أجزائها كالدواليب والرافعات والأبواب التي يمكن فتحها وإغلاقها. لذا، فالسيارات الكبيرة التي يمكن لطفلك تسييرها على الأرض هي ألعاب محببة لدى البنات والصبيان على حدّ سواء. لو انتزعت لعبةً ما من طفلك الذي أصبح صارماً الآن، لا بدّ له أن يعترض كونه قادراً على إظهار احتياجاته وطلباته بطريقة أفضل. يبدأ نصف الأطفال البالغين تسعة أشهرٍ تقريباً بالمشاركة في ألعاب رمي الأشياء، ويعطون الألعاب لغيرهم ثم يستعيدونها، لذلك كوني شريكته في اللعب. حاولي دحرجة طابة أو كرة نحو طفلك على الأرض مثلاً، وراقبي كيف سيدحرجها بدوره نحوك، أو أعطيه لعبة ترتيب الأشياء أو تكديس الحلقات لتري ما إذا كان سيرتّب القطع أو يكدّسها بنفسه أو يعطيك إيّاها. التكيّف مع الابتعاد عنك من الآن وحتى الأشهر القليلة المقبلة، ستلاحظين أن عند طفلك قد بلغ ذروته. مع أنّه من الطبيعي أن يظهر الطفل البالغ تسعة أشهر تعلّقه الشديد بوالديه وخوفه من الآخرين، غير أنه مسألة صعبة بالنسبة للأجداد والمربّين المعنيّين به. يمكنك تسهيل الفترة الانتقالية هذه عبر الطلب من الآخرين الاقتراب ببطء لكي يقوم الطفل بالخطوة الأولى. ليس من الخطأ أن يستخدم طفلك إبهامه أو دمية ما لتهدئة نفسه فيما يحاول التكيّف مع قلقه، ومصّ إصبعه هي إحدى الطرق التي يلجأ إليها لتهدئة نفسه. السفر مع طفلك إنها فترة صعبة للسفر برفقة طفلك، فالأطفال يحبون ما هو متوقّع والسفر يعكّر روتينهم وطقوسهم. إذا قرّرت السفر، تحضّري للتعامل مع طفلٍ مشاكس وملتصق بك طيلة الوقت. لذلك عليك التفكير مسبقاً في وسائل متعددة لإلهائه مثل الكتب المصوّرة، والألعاب التي تصدر أصواتاً وبالأخص دميته المفضّلة. فهم اللّغة بدأ وابل الكلمات التي ما انفكّ طفلك يسمعها منذ ولادته يؤتي ثماره. يفوق فهمه الكلمات قدرته على استخدامها، كما صارت ثرثرته تبدو كأنّها كلمات حقيقية بما فيها "ما" و"با". (لا تبالغي كثيراً في حماستك الآن، فهي على الأرجح كلمات لا معنى لها، أي مجموعة أصوات متتالية يردّدها باستمرار). يفهم طفلك في هذه المرحلة ما تطلبينه منه من خلال نبرتك وليس عبر الكلمات التي تستخدمينها. كلّما كثّفت من حديثك معه أثناء تحضير العشاء أو قيادة السيارة أو ارتداء ملابسك، ازداد فهمه لعملية التواصل. لقد بيّنت إحدى الدراسات أن المؤشر الأكبر لنسبة ذكاء الطفل عندما يكبر هو عدد الكلمات التي يسمعها يوميّاً. بالتأكيد، لا تحتسب الأحاديث الجانبية التي يسمعها ومشاهدته التلفزيون، لكي ينمو فهمه، عليه سماع كلماتٍ ولغاتٍ متداولة باستمرار وبشكلٍ تفاعليّ. من ناحيةٍ أخرى، ومع بلوغه التسعة أشهر، يبدأ الطفل بفهم معنى كلمة "لا" ومن المحتمل ألا يطيع الأمر الآن، إلاّ أنه سوف يبدأ بالتجاوب لدى سماع اسمه عبر النظر حوله أو التوقّف عمّا يفعله ليرى من ناداه، لذا عزّزي تصرّفه هذا عبر الترديد الدائم لاسمه
نمو طفلك في عمر التسعة أشهر طفلك يمشي تقريباً يقترب طفلك الآن من ببراعةٍ عالية. في سنّه،...
نمو طفلك في عمر العشرة أشهر


زيادة الحركة


مع بلوغهم الشهر العاشر، يستطيع الأطفال الحبو أو الزحف بشكلٍ جيّد على أيديهم وركبهم ومفاصلهم مستقيمة وظهورهم في خطٍّ موازٍ مع الأرض. يشرع العديد من الأطفال بالحبو أو الزحف قبل الشهر العاشر لكنّهم لا يبرعون به حتى يصلون إلى هذه المرحلة. بمقدور طفلك الآن أن يجلس بثقة كما قد يمشي متمسّكاً بالأثاث وقد يتركه مؤقتاً ليقف بدون مساعدة.

حين يتمكّن من الوقوف بتوازن، سيبدأ طفلك بالاستعانة بأغراضٍ أخرى وإيجاد طرق لتسلّق الأثاث أو حتى للحبو أو الزحف على السلالم. سيخطو بضعة خطوات عندما تمسكينه في وضعية المشي، كما قد يحاول التقاط لعبة وهو واقف. اعلمي أنّ خطواته السحرية الأولى نحو الاستقلالية، وغيرها من التمارين قد اقتربت.

يلتقط بأصابعه


أصبحت أصابع طفلك أكثر مرونةً تمكّنه من التقاط غرضٍ صغيرٍ بواسطة إبهامه وسبابته مثل الملقط أو الكماشة من دون أن يضع معصمه على سطحٍ صلب (الآن وقد أصبح طفلك يتناول الأطعمة الصلبة، توقّعي أن تجدي الكثير من آثار الأكل تحت قدميه). ما زالت الأشياء الصغيرة تثير اهتمامه وهو يرغب دائماً في تذوّقها، ولا بأس في ذلك شرط أن تكون قابلة للأكل وكبيرة بما يكفي لئلاّ تعرّضه لخطر الاختناق.

شخصيته المتفتّحة


لعلّ شخصية طفلك تظهر الآن وقد يتّضح أنّه اجتماعي جدّاً ويوزّع الابتسامات العريضة على كلّ من يلتقي به، أو أنه أكثر خجلاً فيخبّئ وجهه عندما يقترب منه أحد الغرباء ليلاطفه. كما يقوم بترديد الحركات والأصوات لجذب انتباهك، وقد يلوّح بيده مودّعاً عندما تتجّهين نحو الباب. من جهة أخرى، بدأ طفلك يكوّن رأيه الخاص ولا بدّ أنّك قد لاحظت أنّه يعترض أحياناً عند وضعه في الكرسي المخصص له في السيارة أو في عربته.

التعامل مع مخاوف طفلك


سوف يمرّ طفلك في فتراتٍ يخاف خلالها ممّا يعجز عن فهمه أو من الأصوات التي لم تكن مصدر إزعاجٍ بالنسبة إليه سابقاً كجرس المنزل أو جرس الهاتف. عندما يحصل ذلك، من الهام أن تطمئنيه وتواسيه وتؤكّدي له أنّك موجودة بقربه وأنّه بخير.

التحدّث إلى الثرثار الصغير


يفهم طفلك حالياً العديد من الكلمات والجمل البسيطة، لذا من الهام أن تتحدّثي إليه باستمرار. احرصي على توجيه طفلك الثرثار الصغير على خطى التخاطب الصحيح، فأعيدي كلماته بالطريقة الصحيحة مثلما يستعملها الراشدون. لو طلب "بو" مثلاً، صححي لفظه بإعادة السؤال، "هل تريد أن تشرب؟" ومن الأفضل في هذه المرحلة، أن تتجنّبي استخدام الكلام الطفولي، فهو مسلٍّ من دون شكّ، إلاّ أنّ سماع طفلك الكلمات الصحيحة يعزّز نموّه.

أجري الأحاديث مع طفلك بالرغم من أنّ ذلك قد يبدو سخيفاً أحياناً، لكنّها طريقةٌ رائعة لتعزيز مهاراته اللغوية. أما حين تصدر عنه جملة من الكلمات غير المفهومة، ليكن جوابك، "حقاً؟ كم هذا جميل". ستجدين أنّه يبتسم لك ويكمل الحديث. كما ستلاحظين قريباً ظهور بعض الكلمات والحركات التي تفهمينها بالإضافة إلى أشكالٍ أخرى من التواصل كالإشارة بالإصبع أو الهمهمة.

من الأفكار الجيّدة أيضاً، أن تعطي طفلك وصفاً دقيقاً لما تقومين به سواء أكنت تفرمين البصل لتحضير العشاء أو توضّبين الغسيل. فيما تجلسينه في عربته قولي له "ها أنت في عربتك الزرقاء. والآن لنشدّ حزامك ولتجلس براحة. حسناً، لقد انطلقنا إلى الحديقة". كما يمكنك أن تغنّي له أغانٍ طفولية وترفقي الكلام بالأفعال المناسبة (كأن تلوّحي بيدك عندما تقولين إلى اللقاء)، وتلعبي معه ألعاباً يتعلّم من خلالها التعرّف على الكلمات والجمل الأساسية.

سيكتشف طفلك قريباً الترابط بين الأشياء وهو يصفّق منذ فترة عندما تقومين أنت بذلك، ولعلّه بدأ يقول "ماما" حين ينظر إلى أمه و"بابا" حين يدخل أباه إلى الغرفة (إلاّ أنّه في هذه المرحلة ما زال يستخدم هاتين الكلمتين بدون تمييز)
نورالابداع
نورالابداع
نمو طفلك في عمر الشهر الحادي عشر

استقلاليّة جسمه المتزايدة


الآن وقد اقترب كثيراً من بلوغ عامه الأول، لم يعد طفلك ذلك الصغير الذي لا يجيد فعل شيء من دون مساعدتك. ما زال بحاجةٍ إلى الكثير من اهتمامك ودعمك، لكن استقلاليته المتنامية والظاهرة في وقوفه وانحنائه وقرفصته، غدت واضحة أكثر. يمكنه الآن المشي وهو يمسك يدك أو يمدّ ذراعه أو رجله ليساعدك في ارتداء ثيابه. أمّا أثناء تناول الطعام، فيستطيع حمل كوبٍ والشرب منه بمفرده (إلاّ أن الكثير من الأطفال لا يقدرون على القيام بذلك قبل عدة أشهر) أو تناول وجبة طعام كاملةً بيديه.

سوف تضطرّين بالتأكيد إلى الانحناء كثيراً عندما يتعلّم طفلك الشرب من الكوب بمفرده، لأنه على الأرجح سيرميه على الأرض كلّما انتهى من الشرب بدلاً من وضعه برفقٍ على الطاولة. كما سيوقع الأشياء عمداً على الأرض ليلتقطها أحد ما ونعني بذلك أنتِ.

كتب القارئ الصغير


يحب طفلك النظر إلى الكتب وتصفّحها، غير أنّه لن يقلبها ورقة بعد أخرى. وستكون لديه كتب مفضّلة يحبّ العودة إليها باستمرار.

تكوين شخصيّته الخاصة


في هذا العمر، يبدأ طفلك بإثبات مكانته بين أشقّائه وأترابه ويشغل نفسه بألعاب موازية أي أنّه يلعب إلى جانب طفل آخر (ولكن ليس معه). ويبدو أنه اختار البطانية (الحرام) أو الدمية المحشوة المفضّلة لديه.

حان الوقت لرسم الحدود


يدرك طفلك الآن التعليمات البسيطة، فيختار عصيان أوامرك عن قصدٍ عندما تقولين "لا". ( من أجل إعطاء هذه الكلمة معنى أقوى، استخدميها فقط في الأماكن الخطرة فعلاً). مع أن طفلك لن يتذكّر في اليوم التالي ما قلته، إلاّ أنّ الوقت قد حان للبدء برسم الحدود وإظهار الفرق بين الصواب والخطأ.

اعلمي أنّك لا تقسين عليه إذا لم تسمحي له بتناول كعكة ثانية، فأنت تضعين له الحدود الآن. لو شدّ ذنب القطّة مثلاً، أبعدي يده وانظري في عينيه وقولي:"لا تفعل ذلك لأنك تؤلم القطة"، ثمّ علّميه كيف يداعبها برفق. تتفوق رغبته في الاكتشاف كثيراً على رغبته في الإصغاء إلى تحذيراتك، لذا يعود أمر حمايته وتعليمه إليك. ما قد يبدو عصياناً لأوامرك، ليس في الواقع إلاّ فضوله الفطري لاكتشاف كيف تسير الأمور في الدنيا.

كثرة الكلام


في الوقت الراهن، يلفظ طفلك الكثير من الكلمات أو الأصوات، وأصبح بإمكانه استخدام بعض الكلمات بمعناها الصحيح، إذ بدأت الأجزاء الأمامية في دماغه بالتطوّر تدريجيّاً، بالتزامن مع اكتسابه قدراتٍ إدراكية أكبر كالتحليل والكلام. لذا يمكنك مواصلة دعم اهتمامه باللغة عبر الإصغاء إليه والتجاوب مع كلماته وثرثرته. هذا النوع من التفاعل حاسم في تعريفه إلى التواصل ثنائي الاتجاه. كما تساعد بعض الألعاب مثل "إخفاء الأشياء" على تطوير مهاراته المتعلقة بالذاكرة.

في هذا العمر، يستطيع طفلك تقليد ألفاظ الكلمات ونبراتها كما يقلّد الأفعال، وبمقدوره إتباع توجيهاتٍ بسيطة مثل "من فضلك أعطني الكرة" أو "التقط الملعقة". ساعديه على التعلّم عبر إعطائه أوامر بسيطة سهلة التنفيذ.

احرصي على منح أهمّية كبرى وحناناً أكبر لهذه الفترة القصيرة التي تنطلق فيها مهارات طفلك التواصلية وتبرز، فقد تكون من أهمّ المهارات التي سيملكها طفلك طوال حياته
نورالابداع
نورالابداع
نمو طفلك في عمر الشهر الحادي عشر استقلاليّة جسمه المتزايدة الآن وقد اقترب كثيراً من بلوغ عامه الأول، لم يعد طفلك ذلك الصغير الذي لا يجيد فعل شيء من دون مساعدتك. ما زال بحاجةٍ إلى الكثير من اهتمامك ودعمك، لكن استقلاليته المتنامية والظاهرة في وقوفه وانحنائه وقرفصته، غدت واضحة أكثر. يمكنه الآن وهو يمسك يدك أو يمدّ ذراعه أو رجله ليساعدك في ارتداء ثيابه. أمّا أثناء تناول الطعام، فيستطيع حمل كوبٍ والشرب منه بمفرده (إلاّ أن الكثير من الأطفال لا يقدرون على القيام بذلك قبل عدة أشهر) أو تناول وجبة طعام كاملةً بيديه. سوف تضطرّين بالتأكيد إلى الانحناء كثيراً عندما يتعلّم طفلك الشرب من الكوب بمفرده، لأنه على الأرجح سيرميه على الأرض كلّما انتهى من الشرب بدلاً من وضعه برفقٍ على الطاولة. كما سيوقع الأشياء عمداً على الأرض ليلتقطها أحد ما ونعني بذلك أنتِ. كتب القارئ الصغير يحب طفلك النظر إلى الكتب وتصفّحها، غير أنّه لن يقلبها ورقة بعد أخرى. وستكون لديه كتب مفضّلة يحبّ العودة إليها باستمرار. تكوين شخصيّته الخاصة في هذا العمر، يبدأ طفلك بإثبات مكانته بين أشقّائه وأترابه ويشغل نفسه بألعاب موازية أي أنّه يلعب إلى جانب طفل آخر (ولكن ليس معه). ويبدو أنه اختار البطانية (الحرام) أو الدمية المحشوة المفضّلة لديه. حان الوقت لرسم الحدود يدرك طفلك الآن التعليمات البسيطة، فيختار عصيان أوامرك عن قصدٍ عندما تقولين "لا". ( من أجل إعطاء هذه الكلمة معنى أقوى، استخدميها فقط في الأماكن الخطرة فعلاً). مع أن طفلك لن يتذكّر في اليوم التالي ما قلته، إلاّ أنّ الوقت قد حان للبدء برسم الحدود وإظهار الفرق بين الصواب والخطأ. اعلمي أنّك لا تقسين عليه إذا لم تسمحي له بتناول كعكة ثانية، فأنت تضعين له الحدود الآن. لو شدّ ذنب القطّة مثلاً، أبعدي يده وانظري في عينيه وقولي:"لا تفعل ذلك لأنك تؤلم القطة"، ثمّ علّميه كيف يداعبها برفق. تتفوق رغبته في الاكتشاف كثيراً على رغبته في الإصغاء إلى تحذيراتك، لذا يعود أمر حمايته وتعليمه إليك. ما قد يبدو عصياناً لأوامرك، ليس في الواقع إلاّ فضوله الفطري لاكتشاف كيف تسير الأمور في الدنيا. كثرة الكلام في الوقت الراهن، يلفظ طفلك الكثير من الكلمات أو الأصوات، وأصبح بإمكانه استخدام بعض الكلمات بمعناها الصحيح، إذ بدأت الأجزاء الأمامية في دماغه بالتطوّر تدريجيّاً، بالتزامن مع اكتسابه قدراتٍ إدراكية أكبر كالتحليل والكلام. لذا يمكنك مواصلة دعم اهتمامه باللغة عبر الإصغاء إليه والتجاوب مع كلماته وثرثرته. هذا النوع من التفاعل حاسم في تعريفه إلى التواصل ثنائي الاتجاه. كما تساعد بعض الألعاب مثل "إخفاء الأشياء" على تطوير مهاراته المتعلقة بالذاكرة. في هذا العمر، يستطيع طفلك تقليد ألفاظ الكلمات ونبراتها كما يقلّد الأفعال، وبمقدوره إتباع توجيهاتٍ بسيطة مثل "من فضلك أعطني الكرة" أو "التقط الملعقة". ساعديه على التعلّم عبر إعطائه أوامر بسيطة سهلة التنفيذ. احرصي على منح أهمّية كبرى وحناناً أكبر لهذه الفترة القصيرة التي تنطلق فيها مهارات طفلك التواصلية وتبرز، فقد تكون من أهمّ المهارات التي سيملكها طفلك طوال حياته
نمو طفلك في عمر الشهر الحادي عشر استقلاليّة جسمه المتزايدة الآن وقد اقترب كثيراً من بلوغ عامه...
نمو طفلك في عمر الشهر الثاني عشر


الخطوات الأولى


أصبحت جميع عناصر التنقّل جاهزة، وربما يخطو طفلك خطواته الأولى في أيّ وقت خلال هذا الشهر (لكنّه قد لا يفعل قبل عدّة أسابيع أو حتى أشهر، لذا لا تقلقي إن لم يمشِ طفلك هذا الشهر). يقوم معظم الأطفال بتلك الخطوات المبكرة على أطراف أصابعهم وأقدامهم متوجهة إلى الخارج. من الهام في هذه المرحلة أن تبقي آلة التصوير جاهزة في متناول اليد لئلاّ تفوّتي تسجيل هذه اللحظة الرائعة. يشرع طفلك الآن بتناول الطعام بمفرده بواسطة الملعقة، رغم أنّه غالباً ما يخطئ الهدف (أي فمه).

أنواع جديدة من اللعب


سيتحوّل طفلك في هذه المرحلة من التحكّم بمهاراته الحركية (فهو بارعٌ الآن باستخدام إبهامه وسبابته لالتقاط الأشياء) إلى تمرين أكبر للعضلات. يستطيع بعض الأطفال في هذا العمر التركيز على نشاطٍ هادئ من دقيقتين إلى خمس دقائق، إلاّ أنّ ألعاب طفلك المفضّلة قد لا تكون هادئة على الإطلاق.

لعلّ طفلك يعتقد حالياً أنه من الممتع أن يدفع كلّ شيءٍ أرضاً ويرميه وبالتالي، سيعطيك لعبةً ويأخذ أخرى، كما يحبّ أن يكدّس الأشياء في علب أو صناديق ثم يرميها خارجاً، وينطبق هذا الأمر أيضاً على أواني المطبخ، فهو قادرٌ على وضع الصغيرة منها داخل الكبيرة وتفرحه الأصوات العالية الصادرة عنها.

تسهيل موعد النوم


يُعتبر موعد النوم أحد أكثر عناصر تربية الأطفال رفاهيةً، ويمكنك الاستفادة منه لترتاحي وتستعيدي قواك. لكن كلما اقترب طفلك من إنهاء عامه الأول، كلما كبر احتمال مقاومته النوم لأن استقلاليته المتزايدة تدفعه إلى التذمّر عندما يحين موعد النوم.

من أفضل الطرق لمساعدته على النوم، إتباع روتين ليلي قد يشمل الاستحمام وقراءة قصّةٍ مثلاً. من المفيد أيضاً أن تجعلي طفلك يتّبع مراحل محدّدة تقوده إلى النوم، أطعميه وقومي بتحميمه وألبسيه ثياب النوم ثم العبي معه قليلاً واقرئي له كتاباً أو غنّي أغنية أو أسمعيه بعض الموسيقى لتضعيه بعدها في سريره. مهما فعلتِ، اجعلي من تلك العملية عمليةً روتينية تسمح لك ولطفلك بالتواصل والاسترخاء. وقد تختارين أيضاً أن تتقاسمي الأدوار مع زوجك (فأنت تحمّمين الطفل مثلاً وهو يقرأ له القصّة) كلّ ليلة، كما يمكنكما التناوب على موعد النوم، أي أن تتولى الأم هذه المسألة أسبوعاً، ليفعل الأب الأمر ذاته في الأسبوع التالي وهكذا دواليك.

الوداع الصعب


لا شكّ أن طفلك قد عانى من قلق الافتراق خلال الأشهر الأخيرة، وهذا أمرٌ طبيعيّ لأنّه يحبّك ويعتمد عليك، لذا سيُحبط حين تتركينه. بغية تسهيل فترة المغادرة، اطلبي من جليسة الأطفال أن تصل في وقتٍ مبكر ليُتاح للطفل التأقلم. أمّا أنت، فكوني حازمة عندما تغادرين ولا تطيلي العذاب بوداع مطوّل. اختصري العملية وقبّلي طفلك قبلةً وداعٍ واحدة، ولا شكّ أنّ دموع طفلك ستختفي بعد وقتٍ قصيرٍ من خروجك وغيابك عن نظره.

يمكنك تعزيز استقلالية طفلك بألا تتبعيه طوال الوقت، فإذا ذهب إلى غرفةٍ أخرى، انتظري بضعة دقائق قبل أن توافيه. لو توجّهت أنت إلى مكانٍ آخر في المنزل، نادي عليه عندما تصبحين في الغرفة الأخرى لكن لا تركضي إليه مسرعةً كلّما علا صوته. بما أنّ الاستقلالية التامة عن الوالدين ليست مثاليةً للأطفال، يجب أن تشعريه أن بإمكانه الاعتماد عليك، كما يجب أن يعي تحرّكاتك ويهتمّ بها.

تعلّم اللغة


بالرغم من أنّ مرادفات طفلك تقتصر حالياً على بضعة كلمات إلى جانب "ماما" و"بابا"، يستطيع الكثير من الأطفال البالغين سنةً من العمر أن يؤلّفوا جملاً قصيرة غير مفهومة، فيبدو الأمر وكأنّهم يتحدثون لغةً أجنبية.

قد يكون طفلك قادراً على الإجابة على أسئلة وأوامر بسيطة، خاصة إن أعطيته بعض التلميحات بإشارات اليد، فاسأليه مثلاً "أين فمك؟" وأشيري بيدك إلى الفم أو حاولي أن تقولي له "أعطيني الكوب" وتشيري إلى ذلك الكوب. من المحتمل أن يجيبك طفلك على طريقته باستعمال حركاته الخاصة كهزّ رأسه مثلاً ليقول "لا".

استفيدي من درجة الاستجابة العالية لدى طفلك في هذه المرحلة لتبدئي بتعليمه التصرّفات الحسنة وكيفية مساعدة الآخرين. ركّزي على كلمتي "من فضلك" و"شكراً" واجعلي من وقت ترتيب الألعاب فترةً مسلّية له. قد لا يفهم الهدف من ذلك، إلاّ أنّ الوقت ليس مبكراً أبداً لتلقينه تلك القيم.

تسمية الأشياء بأسمائها


يعود لك أن تساعدي طفلك في الربط بين الأشياء والأسماء، فكلّما زدت من هذا التمرين، زاد مخزون طفلك اللغوي والكلامي. لذا واصلي التحدّث إلى طفلك وإعطاء كلّ شيءٍ اسماً، مثل أن تعدّي درجات السلالم وأنت تصعدينها، وتحدّدي له أسماء الفاكهة والخضار وألوانها في المتجر. بالإضافة إلى ذلك، اقرئي له كتاباً مصوّراً واطلبي منه أن يشير إلى الأشياء المألوفة أو يسمّيها. اجعليه يختار أحياناً، فاسأليه إذا كان يرغب في ارتداء الجوارب الحمراء أو الزرقاء، أو إن كان يريد اللعب بالمكعّبات أو بالحلقات. قد لا يجيبك الطفل، لكن توقّعي منه دائماً المفاجآت السارّة
ام واخت نايف
ام واخت نايف
جزاك الله خيييير
babe&sasa
babe&sasa
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك