السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع منقول للإفادة
ما الحكمة من كثرة زواج الرسول؟ ماذا ستجيب؟
إذا جاءك أحد وسألك بنية غير سليمة وفهمت منها نية الإحراج والتشكيك في نوايا الرسول -صلى الله عليه وسلم - من تعدد زواجه....
فهل تعرف الإجابة؟
وهل تملك دفع هذا الحرج الذي سببه عدم معرفتك معرفة تامة بظروف وحقيقة زواج النبي - صلى الله عليه وسلم من عدة نساء؟
إليكم الجواب, وهو عبارة عن محاضرة ألقاها الأستاذ عمرو خالد منذ فترة عن أمهات المؤمنين
لخصتها لكم بما يأتي:
أولا : لنتسائل بداية كم هن عدد زوجات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟
عددهن 12 زوجة
والرسول - عليه الصلاة والسلام - توفي وعنده عشر زوجات
حيث توفيت في حياته السيدة خديجة والسيدة زينب بنت خزيمة ...
رضي الله عنهما ...
ثانيا: هل تحفظون إخوتي أسماء أمهاتكم ...أمهات المؤمنين ...؟؟
عفى الله عني وعنكم
سنذكر الآن أسماء الزوجات :
-1خديجة بنت خويلد
-2سودة بنت زمعة
-3عائشة بنت ابي بكر
-4حفصة بنت عمر
-5زينب بنت خزيمة
-6أم سلمة هند بنت عتبة
-7زينب بنت جحش
-8جويرية بنت الحارث
-9صفية بنت حيي بن أخطب
-10أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان
-11 ماريا بنت شمعون المصرية
-12ميمونة بنت الحارث
لنسأل السؤال التالي بعد ذكر أسماء زوجاته -عليه الصلاة والسلام - :
كم واحدة بكر وكم واحدة كانت متزوجة من قبل؟
واحدة بكر وهي السيدة عائشة -رضي الله عنها - والباقي ثيبات
هل كن عربيات؟
كلهن عربيات باستثناء السيدة (ماريا )فقد كانت من خارج الجزيرة العربية وكانت من ارض مصر
هل كن مسلمات كلهن؟
نعم إلا اثنتين : السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية , رضي الله عنهن جميعا.
والآن ...
لنجيب على السؤال التالي :
هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهوة؟
إذا تأملنا مراحل حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته
والدليل عقلي هذه المرة ,لنتأمل :
-1 الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ نشأته و حتى سن 25 كان أعزبا
-2الرسول - صلى الله عليه وسلم من سن 25 إلى 50 (وهي فورة الشباب)
متزوج سيدة أكبر منه ب15 سنة ومتزوجة من قبله برجلين ولها اولاد
-3الرسول - صلى الله عليه وسلم - من سن 50 إلى 52 سنة
من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى
-4الرسول - صلى الله علسه وسلم - من سن 52 إلى 60
تزوج عدة زوجات لأسباب سياسية ودينية واجتماعية سنأتي على تفصيلها فيما بعد
إذا ...
هل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن 52 سنة؟
وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها
ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها!
ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام - واراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها , بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده
بعد ما قلناه نخلص إلى النتيجة التالية :
الرسول -صلى الله عليه وسلم - تزوج بطريقتين :
-1 محمد الرجل (تزوج بالسيدة خديجة(
-2 محمد الرسول (تزوج باقي نسوته(
ولنسأل السؤال التالي :
هل الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الوحيد الذي عدد أم أن هنالك انبياء عددوا أيضا؟
الجواب نعم
لقد عدد المرسلون والأنبياء - صلى الله علسه وسلم كسيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسليمان - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها , فلماذا يهاجمنا بها الغرب , وهم معترفون أصلا ومكتوبة عندهم!
نأتي الآن لذكر الدواعي السياسية والإجتماعية والدينية التي دعت الرسول لتعديد زوجاته
أولا : توريث الإسلام والدعوة بدقة تفاصيلهما وخصوصياتهما (كالصلاة وحركاتها ) فلا بد من دخول ناس لبيت الرسول - صلى الله عليه وسلم- لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة ...
فأراد الله - عزوجل - بزواج الرسول من السيدة عائشة حيث كانت صغيرة تتعلم منه الكثير بحكم سنها (والعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) وعاشت بعده 42 سنة تنشر العلم ..
والحديث في علم السيدة عائشة يطول حيث أنها كانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل ...
وإجمالي عدد الأحاديث المروية عن زوجات الرسول - علسه الصلاة والسلام - 3000 حديث
أما شبهة زواج السيدة عائشة وهي صغيرة فقد كانت طبيعة البيئة الصحراوية أن الفتاة تبلغ بسرعة وكان متعارفعلى تزويج الصغيرات ليس عند العرب فحسب بل عن الروم والفرس ....
ثانيا : تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الامة
فها هو عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وأخت عمر بن الخطاب
ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان
والبنت الثالثة لسيدنا علي
رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم .
ثالثا : الرحمة بالارامل حيث تزوج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الأرامل (السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة )
رابعا: استكمال تشريع الإسلام حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه ليكون قدوة واسوة للمسلمين من بعده
سواء كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما أسلم أبوها
ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود
خامسا : محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله والرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق والقصة معروفة
بعد هذا العرض نأتي للخاتمة ...
مشروعية التعدد بهذا العدد (فوق أربع زوجات ) كانت خصوصية من خصوصيات الرسول - صلى الله عليه وسلم - كخاصية وصال الصيام والقيام ...
فلماذا نترك كل خصوصيات الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلا نطبقها ...
ونأتي لهذه الخاصية ونطبقها ...؟؟؟؟
وإن أحب أحد أن يعدد ويقتدي بالنبي - صلوات الله وسلامه عليه - فليكمل الإقتداء ولتكن دواعي زواجه كدواعي زواج الرسول ليكتمل الاجر وينتفي الإثم الذي حذر منه الله عزوجل(ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما( سورة النساء 129
آمل أن أكون قد قدمت لكم ما تطمئن به قلوبكم ويثبتكم ويقويكم على مواجهة هذه الشبهة التي يريد منها أعداؤنا أو جهالنا تشكيكنا و النيل من ديننا ونبينا.
والله من وراء القصد.

المــاســـه @almash_2
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ثواني النبض
•
روعه موضوعك الله يسلم قلبك بالفعل روووعه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أمهاتنا) أمهات المؤمنين رضي الله عنهن هؤلاء النساء العظيمات ذوات السير العطرة والتاريخ المجيد ، وكما وصفهن الله تعالى ((يا نساء النبي لستن كأحد من النساء))32 الأحزاب نعم لستن كأحد من النساء ولكن ومع الاسف الكثير منا لا يعرف عنهن إلا القليل ، والحديث عن أمهات المؤمنين يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكني هنا سأختصر الحديث عنهن وأكتفي بالتعريف بهن والحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم منهن .
وهن كالآتي :
1 - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هي أول أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل البعثة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي ثيب أرمله بنت أربعين سنة ، وقد كانت عند أبي هالة بن زرارة أولا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ثم خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أختارها صلوات الله عليه لسداد رأيها ووفرة ذكائها وكان زواجه بها زواجاً حكيما لأنه كان زواج العقل للعقل فمحمد رسول الله قد هيأه الله لحمل الرسالة وتحمل أعباء الدعوة وقد يسر الله تعالى له هذه المرأة التقية النقية العاقلة الذكية لتعينه على المضي في تبليغ الدعوة ونشر الرسالة ، وقصتها معه عند نزول الوحي عليه لأول مرة مشهورة في التاريخ الإسلامي ، وهي أول من آمن به من النساء رضي الله عنها .
2 - سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد وفاة خديجة وهي أرملة (السكران بن عمرو الأنصاري) .... والحكمة في اختيارها مع أنها أكبر سناً من رسول الله أنها كانت من المؤمنات المهاجرات ، توفي عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية فأصبحت فريدة وحيدة لا معيل لها ولا معين ، ولو عادت إلى أهلها - بعد وفات زوجها - لأكرهوها على الشرك أو عذبوها عذاباً نكرا ليفتنوها عن الإسلام فاختار صلى الله عليه وسلم كفالتها فتزوجها رضي الله عنها.
3 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وكانت بكراً وهي الوحيدة بين نسائه الطاهرات ، فلم يتزوج بكراً غيرها وكانت عائشة أذكى أمهات المؤمنين وأحفظهن بل وكانت أعلم من أكثر الرجال فقد كان كثير من كبار علماء الصحابة يسألونها عن بعض الأحكام التي تشكل عليهم فتحلها لهم رضي الله عنها.
4 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة وكان زوجها (خنيس بن حذافة الأنصاري) قد استشهد في غزوة بدر بعد أن أبلى بلاء حسنا فقد كان من الشجعان الأبطال رضي الله عنه
وقد عرضها أبوها عمر رضي الله عنه على عثمان بعد وفاة زوجته رقية بنت رسول الله فأعرض وعرضها على أبي بكر رضي الله عنه فأعرض لأنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم يكونا ليفشيا سر رسول الله كما قال أبو بكر رضي الله عنه ، ثم تزوجها رسول الله فكان ذلك أعظم إكرام ومنه وإحسان لأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبنته.
5 - زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد حفصة بنت عمر وهي أرملة البطل المقدام شهيد الإسلام (عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب) رضي الله عنه الذي استشهد في أول المبارزة في غزوة بدر وقد كانت حين استشهاد زوجها تقوم بواجبها في إسعاف الجرحى ولم يشغلها استشهاد زوجها عن واجبها حتى كتب الله النصر للمؤمنين في أول معركة خاضوها مع المشركين . ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بصبرها وثباتها وجهادها وأنه لم يعد هناك من يعولها خطبها لنفسه وآواها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين . وكانت حين تزوجها رسول الله قد بلغت الستين من عمرها ولم تعمر عند النبي سوى عامين ثم توفاها الله إليه رضي الله عنها.
6 - زينب بنت جحش رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته كان قد تزوجها (زيد بن حارثة) رضي الله عنه ثم طلقها فتزوجها رسول الله لحكمة لا تعلوها حكمة وهي إبطال بدعة التبني حيث كان رسول الله قد تبنى زيد في الجاهلية وكانوا يدعونه بزيد بن محمد وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى قال تعالى : ((فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولا)) وهكذا انتهى حكم التبني وبطلت تلك العادات الجاهلية ورضي الله عن زينب.
7 - أم سلمة هند المخزومية رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة (عبد الله بن عبد الأسد) وكان زوجها أبو سلمة من السابقين الأولين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكانت أم سلمة معه واستشهد زوجها في غزوة أحد رضي الله عنه وبقيت هي وأيتامها الأربعة بلا كفيل ولا معيل فلم يرى عليه السلام عزاء ولا كفلا لها ولأولادها غير أن يتزوج بها ولما خطبها لنفسه اعتذرت إليه وقالت : إني مسنة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة . فقال لها عليه السلام أما الأيتام فأضمهم إليّ وادعوا الله أن يذهب عن قلبك الغيرة ولم يعبأ بالسن فتزوجها عليه السلام بعد موافقتها وكان يستشيرها عليه السلام في أمور المسلمين لسداد رأيها ومن ذلك مشورتها في صلح الحديبية ولها في ذلك قصة يطول شرحها رضي الله عنها.
8 - أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام في السنة السابعة من الهجرة وهي أرملة (عبيد الله بن جحش) مات زوها بأرض الحبشة فزوجها النجاشي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمهرها عنه أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة وكان أبوها أبو سفيان لا يزال على الشرك فلما علم الخبر أقر ذلك الزواج وقال : هو الفحل لا يقدع أنفه ، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في هذا الزواج فقد كان هذا الزواج سبباً في تخفيف الأذى عن رسول الله وعن أصحابه المسلمين سيما وقد كان أبو سفيان حامل لواء المشركين فكان تزوج رسول الله بابنته سبباً لتأليف قلبه وقلوب قومه .. كما أنه عليه السلام اختارها لنفسه تكريما لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها ثم بعد أن مات زوجها بقيت وحيدة لا عائل لها خصوصا وإن والدها كان وقتها رأس المشركين . رضي الله عنها.
9 - جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
هي جويرية بنت الحارث بن ضرار من بني الصطلق تزوجها عليه السلام وهي أرملة (مسافع بن صفوان) الذي قتل يوم المريسع وترك هذه المرأة فوقعت في أسر المسلمين وكان زوجها من ألد أعداء الإسلام وأكثرهم خصومة للرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد أن وقعت في الأسر أرادت أن تفتدي نفسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك فلما علم المسلمون بزواج رسول الله منها قالوا : أصهار رسول الله تحت أيدينا (أي أنهم في الأسر) فأعتقوا جميع الأسرى فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو أسلموا جميعا فكان زواج رسول الله بها بركة عليها وعلى قومها وكانت أيمن امرأة على قومها رضي الله عنها.
10 - صفية بنت حيي رضي الله عنها
هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني قريظة ، كان أبوها حيي بن أخطب سيد بني قريظة يهود المدينة وكان من أشد أعداء الإسلام والرسول ، وروي أن رسول الله لما دخل عليها قال لها : لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله .. فقالت يا رسول الله إن الله يقول في كتابه ((ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى))تزوجها عليه السلام بعد قتل زوجها في غزوة خيبر وكانت قد وقعت في أسر المسلمين وصارت إلى سهم بعض المسلمين عند تقسيم الغنائم فقال أهل الرأي والمشورة : هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين : أ- إما أن يعتقها ويتزوجا - ب - وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها .
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته ولما أسلمت أسلم بإسلامها عدد كثير من الناس رضي الله عنها
11 - ميمونة بنت الحارث الهلالية
كان اسمها برة فسماها عليه السلام ميمونة وهي آخر أزواجه صلوات الله عليه وقد قالت فيها عائشة : أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ، تزوجها رسول الله وهي أرملة (أبي رهم بن عبد العزى) وقد روي أن العباس عم النبي هو الذي رغبه فيها ، ولا يخفى ما في زواجه بها من البر وحسن الصلة وإكرام عشيرتها الذين آزروا الرسول ونصروه رضي الله عنها.
هذه لمحة عن أمهات المؤمنين زوجات الرسول الطاهرات اللواتي أكرمهن الله بصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أرجو الله أن ينفع بهذه السير العطرة نساء المسلمين وأن يتخذنهن قدوة في حياتهن وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع
والله أسأل أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم لقائه إنه سميع مجيب
(أمهاتنا) أمهات المؤمنين رضي الله عنهن هؤلاء النساء العظيمات ذوات السير العطرة والتاريخ المجيد ، وكما وصفهن الله تعالى ((يا نساء النبي لستن كأحد من النساء))32 الأحزاب نعم لستن كأحد من النساء ولكن ومع الاسف الكثير منا لا يعرف عنهن إلا القليل ، والحديث عن أمهات المؤمنين يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكني هنا سأختصر الحديث عنهن وأكتفي بالتعريف بهن والحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم منهن .
وهن كالآتي :
1 - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
هي أول أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل البعثة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي ثيب أرمله بنت أربعين سنة ، وقد كانت عند أبي هالة بن زرارة أولا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ثم خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أختارها صلوات الله عليه لسداد رأيها ووفرة ذكائها وكان زواجه بها زواجاً حكيما لأنه كان زواج العقل للعقل فمحمد رسول الله قد هيأه الله لحمل الرسالة وتحمل أعباء الدعوة وقد يسر الله تعالى له هذه المرأة التقية النقية العاقلة الذكية لتعينه على المضي في تبليغ الدعوة ونشر الرسالة ، وقصتها معه عند نزول الوحي عليه لأول مرة مشهورة في التاريخ الإسلامي ، وهي أول من آمن به من النساء رضي الله عنها .
2 - سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد وفاة خديجة وهي أرملة (السكران بن عمرو الأنصاري) .... والحكمة في اختيارها مع أنها أكبر سناً من رسول الله أنها كانت من المؤمنات المهاجرات ، توفي عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية فأصبحت فريدة وحيدة لا معيل لها ولا معين ، ولو عادت إلى أهلها - بعد وفات زوجها - لأكرهوها على الشرك أو عذبوها عذاباً نكرا ليفتنوها عن الإسلام فاختار صلى الله عليه وسلم كفالتها فتزوجها رضي الله عنها.
3 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وكانت بكراً وهي الوحيدة بين نسائه الطاهرات ، فلم يتزوج بكراً غيرها وكانت عائشة أذكى أمهات المؤمنين وأحفظهن بل وكانت أعلم من أكثر الرجال فقد كان كثير من كبار علماء الصحابة يسألونها عن بعض الأحكام التي تشكل عليهم فتحلها لهم رضي الله عنها.
4 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة وكان زوجها (خنيس بن حذافة الأنصاري) قد استشهد في غزوة بدر بعد أن أبلى بلاء حسنا فقد كان من الشجعان الأبطال رضي الله عنه
وقد عرضها أبوها عمر رضي الله عنه على عثمان بعد وفاة زوجته رقية بنت رسول الله فأعرض وعرضها على أبي بكر رضي الله عنه فأعرض لأنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم يكونا ليفشيا سر رسول الله كما قال أبو بكر رضي الله عنه ، ثم تزوجها رسول الله فكان ذلك أعظم إكرام ومنه وإحسان لأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبنته.
5 - زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام بعد حفصة بنت عمر وهي أرملة البطل المقدام شهيد الإسلام (عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب) رضي الله عنه الذي استشهد في أول المبارزة في غزوة بدر وقد كانت حين استشهاد زوجها تقوم بواجبها في إسعاف الجرحى ولم يشغلها استشهاد زوجها عن واجبها حتى كتب الله النصر للمؤمنين في أول معركة خاضوها مع المشركين . ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بصبرها وثباتها وجهادها وأنه لم يعد هناك من يعولها خطبها لنفسه وآواها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين . وكانت حين تزوجها رسول الله قد بلغت الستين من عمرها ولم تعمر عند النبي سوى عامين ثم توفاها الله إليه رضي الله عنها.
6 - زينب بنت جحش رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته كان قد تزوجها (زيد بن حارثة) رضي الله عنه ثم طلقها فتزوجها رسول الله لحكمة لا تعلوها حكمة وهي إبطال بدعة التبني حيث كان رسول الله قد تبنى زيد في الجاهلية وكانوا يدعونه بزيد بن محمد وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى قال تعالى : ((فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولا)) وهكذا انتهى حكم التبني وبطلت تلك العادات الجاهلية ورضي الله عن زينب.
7 - أم سلمة هند المخزومية رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام وهي أرملة (عبد الله بن عبد الأسد) وكان زوجها أبو سلمة من السابقين الأولين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكانت أم سلمة معه واستشهد زوجها في غزوة أحد رضي الله عنه وبقيت هي وأيتامها الأربعة بلا كفيل ولا معيل فلم يرى عليه السلام عزاء ولا كفلا لها ولأولادها غير أن يتزوج بها ولما خطبها لنفسه اعتذرت إليه وقالت : إني مسنة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة . فقال لها عليه السلام أما الأيتام فأضمهم إليّ وادعوا الله أن يذهب عن قلبك الغيرة ولم يعبأ بالسن فتزوجها عليه السلام بعد موافقتها وكان يستشيرها عليه السلام في أمور المسلمين لسداد رأيها ومن ذلك مشورتها في صلح الحديبية ولها في ذلك قصة يطول شرحها رضي الله عنها.
8 - أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
تزوجها عليه السلام في السنة السابعة من الهجرة وهي أرملة (عبيد الله بن جحش) مات زوها بأرض الحبشة فزوجها النجاشي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمهرها عنه أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة وكان أبوها أبو سفيان لا يزال على الشرك فلما علم الخبر أقر ذلك الزواج وقال : هو الفحل لا يقدع أنفه ، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في هذا الزواج فقد كان هذا الزواج سبباً في تخفيف الأذى عن رسول الله وعن أصحابه المسلمين سيما وقد كان أبو سفيان حامل لواء المشركين فكان تزوج رسول الله بابنته سبباً لتأليف قلبه وقلوب قومه .. كما أنه عليه السلام اختارها لنفسه تكريما لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها ثم بعد أن مات زوجها بقيت وحيدة لا عائل لها خصوصا وإن والدها كان وقتها رأس المشركين . رضي الله عنها.
9 - جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
هي جويرية بنت الحارث بن ضرار من بني الصطلق تزوجها عليه السلام وهي أرملة (مسافع بن صفوان) الذي قتل يوم المريسع وترك هذه المرأة فوقعت في أسر المسلمين وكان زوجها من ألد أعداء الإسلام وأكثرهم خصومة للرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد أن وقعت في الأسر أرادت أن تفتدي نفسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك فلما علم المسلمون بزواج رسول الله منها قالوا : أصهار رسول الله تحت أيدينا (أي أنهم في الأسر) فأعتقوا جميع الأسرى فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو أسلموا جميعا فكان زواج رسول الله بها بركة عليها وعلى قومها وكانت أيمن امرأة على قومها رضي الله عنها.
10 - صفية بنت حيي رضي الله عنها
هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني قريظة ، كان أبوها حيي بن أخطب سيد بني قريظة يهود المدينة وكان من أشد أعداء الإسلام والرسول ، وروي أن رسول الله لما دخل عليها قال لها : لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله .. فقالت يا رسول الله إن الله يقول في كتابه ((ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى))تزوجها عليه السلام بعد قتل زوجها في غزوة خيبر وكانت قد وقعت في أسر المسلمين وصارت إلى سهم بعض المسلمين عند تقسيم الغنائم فقال أهل الرأي والمشورة : هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين : أ- إما أن يعتقها ويتزوجا - ب - وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها .
فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته ولما أسلمت أسلم بإسلامها عدد كثير من الناس رضي الله عنها
11 - ميمونة بنت الحارث الهلالية
كان اسمها برة فسماها عليه السلام ميمونة وهي آخر أزواجه صلوات الله عليه وقد قالت فيها عائشة : أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ، تزوجها رسول الله وهي أرملة (أبي رهم بن عبد العزى) وقد روي أن العباس عم النبي هو الذي رغبه فيها ، ولا يخفى ما في زواجه بها من البر وحسن الصلة وإكرام عشيرتها الذين آزروا الرسول ونصروه رضي الله عنها.
هذه لمحة عن أمهات المؤمنين زوجات الرسول الطاهرات اللواتي أكرمهن الله بصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أرجو الله أن ينفع بهذه السير العطرة نساء المسلمين وأن يتخذنهن قدوة في حياتهن وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع
والله أسأل أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم لقائه إنه سميع مجيب

الصفحة الأخيرة