حنى عايشين من دون سواقه طول عمرنا امهاتنا وجداتنا
والسواقه انا ارفض فكرتها نهائي لانها دعوه مغلفه بالانفتاح
انا ماقول حرام بس راح تودي الى الحرام اكيد اولها تركب السياره المراه لوحدها من دون محرم هذا الحرام بعينه الله يسترنا بستره ااااااامين
حنى عايشين من دون سواقه طول عمرنا امهاتنا وجداتنا
والسواقه انا ارفض فكرتها نهائي لانها دعوه...
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
" تقـريــظ "
الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلم على محمد، وأله، وصحبه . وبعد : فقد قرأتُ هذه الرسالة في موضوع قيادة المرأة للسيارة، وبيان ما يترتب على ذلك من الآثار السيئة، والمفاسد الكبيرة، وفي مناقشةِ شبه الدعاة إلى قيادتها، والردِّ عليهم .
وقد كفى الكاتبُ، وشفى، وأقنع بما كتبه طالبَ الحقِّ، والصوابِ، وبيَّن أنَّ الدعاةَ إلى خروج المرأة، وقيادتها لهم أهداف سيئة، ومقاصد ممحوقة، وأنه اختصر في الردِّ؛ ولو توسَّع لكان المقام يستدعي طول، وقد أتى بما فيه الكفاية لمن أراد الله به خيراً . فجزاه الله أحسن الجزاء، وأثابه على ما عمله، ونسأل الله ـ تعالى _ أن يهدي ضال المسلمين، وأن يَمُنَّ على النساء المؤمنات بالستر، والحياء، والعفاف، والله أعلم وصلى الله على محمد، وآله، وصحبه، وسلم .
( 5 / 4 / 1420هـ ) عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
--------------------------------------------------------------------------------
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لله ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)آل عمران 102. ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء :1. ( يا أيها الذي آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الأحزاب : 70-71.
أما بعدُ : فإن أحسن الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار . اعلم أخي المسلم أن الناظر في حال الأمة الإسلامية ـ لا سيما هذه الأيام ليعلم أن الأمرَ جدُّ خطير، بل اخالك إذا عاينت تلكم اللحظات الحرجة، والظروف العصيبة التي تعيشها الأمة؛ لتحزن كلَّ الحزن ! .
ولولا إيمانُنا بأنَّ الحقَّ قادمٌ وأهلَه منتصرون، والباطلَ زاهقٌ وأهلَه مغلبون؛ لاستولى اليأسُ على قلبِ كلِّ مسلم ـ عياذاً بالله ـ فالحمدُ لله أولاً وأخراً . وفي خضمِّ هذه النكبات والجهالات التي لم يزل المسلمون بعدُ يتجرعون غصصها؛ إذ بالصحف تطالعنا، والأخبار توافينا بفاجعة أليمة، وقاصمة وخيمة أقضت نوم الصالحين، وأزعجت المسلمين بنارها وشرارها، حيث خرج علينا بعض المثقفين : بثقافات باردة، وأراء فاسدة؛ وذلك في إثارة بعض القضايا التي كنَّا ـ جميعاً ـ في غنىً وسلامةٍ منها !! .
فإن الناظر البصير، والقارئ الكريم ليستغرب من هذا النداء الهائل، والكم الكبير من التساؤلات، والآراء التي لم تزل تتفجر وتقذف بزبدها حول قضية أحسبها ساخنة وهي قضية : ( قيادة المرأة للسيارة )! فأقول : لا شك أن قضية ( قيادة المرأة للسيارة )، من القضايا العصرية الحاسمة المصيرية، حيث فجرت حولها مجموعة من الأسئلة، والشبهات؛ ومنه اختلفت عندها الآراء، وتباينت فيها الأقوال، وانساق الناس نحوها وُحداناً وزرافات، وتنازعوا حولها وكلٌّ بحسب مشاربِه ونحلِه، فكانوا عندها طرفين ووسطاً؛ كما ظهر لي عند التحقيق، لذا أردت أن أقف مع هذه الأقوال بشيء من الاختصار، وإلاَّ فالموضوع يحتاج إلى كراريسَ وطولِ بحث؛ ولكن حسبي أن في هذا الطرح الوجيز كفاية ـ إن شاء الله ـ . وقد نظمتُ هذه الرسالة في بابين، وتحت كل بابٍ فصلان : ـ الباب الأول : رفقاً بالقوارير . الفصل الأول : عصر العشرين . الفصل الثاني : الأطراف الثلاثة . الباب الثاني : كشوف، وزيوف . الفصل الأول : الأدلة الشرعية، والقواعد الفقهية الدالة على حرمة قيادة المرأة للسيارة . الفصل الثاني : كشف الشبه التي أعتمد عليها المبيحون لقيادة المرأة السيارة. وفي الختام أشكر الله تعالى أولاً وأخراً، وكل من أعان على إخراج هذه الرسالة، أو أسدى لي رأياً، أو نصحاً، آمين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين . تأليف ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي الطائف / ص . ب ( 1979 ) .
--------------------------------------------------------------------------------
( الباب الأول ) رفقاً بالقوارير
الفصل الأول : عَصرُ العشرين . الفصل الثاني : الأطراف الثلاثة . ( رفقاً بالقوارير ) لا يخفى الجميع ما أُصيب به الإسلامُ والمسلمون، من الشرور والفتن ، والدواهي والمِحَن، التي لم تزل تحدق بالأمة الإسلامية من كل جانب ومجانب، فهذه الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع بعضها بعضاً، وليس هذا بالعجيب فالكلُّ يركض في دبر الزمان !، فالساعات إذاً حرجة، واللحظات عصيبة ! . فهذه الشهوات والمحرمات قد ضاقت بها الأرض، وهذه القنوات الفضائية بجميع أشكالها وأسمائها بعد أن عثت في الأرض فساداً؛ نجدها لم تبرح أن عانقت السماء بسمومها؛ حيث لوَّثت الهواء ببثها المنتن، وبرامجها البهيمية؛ حتى أنك لتقول إن البشرية بأسرها ـ مسلمها وكافرها ـ لم تصل في يوم من الأيام إلى مثل ما وصلت إليه اليوم؛ وهو كذلك ! . فليت الأمر وصل بهم إلى هذا الحال الرديء، بل من كذبِهم وتَيْهِهِم لم يزل بعض أهل هذا العصر يتشدقون بأنهم : أهل الحضارة العصرية، والتقدم الآلي ـ التكنالوجي ـ التي لم تصل إليها أمة من الأمم التي مضت !، زيادةً في الإضلال والضلال، والغي والفساد . أقول : نعم والله لم تصل أمة من الأمم إلى ما وصلت إليه هذه الحضارة العصرية!، لكنها في الحقيقة حضارةٌ آلية محضة؛ لا علاقة لها بالإنسان العصري، بل حضارة جوفاء من القيم الإنسانية، والآداب البشرية، و الرحمة الأخوية، والعلاقات الأسرية، والواقع أكبر دليل لا ينكره إلاَّ مكابر أو جاهل !، والله المستعان .
فلا تذهب أخي القاري بعيداً فلك حقُّ النظر يمنةً أو يسرةً في هذا العالم العصري ـ زعماً ـ حتى ترى بأم عينيك حقيقة ما أقول : فدونك تلك البلاد التي حُرمت الإسلام، ولم يشع فيها نور الإيمان، أو لم تحكم شريعة الرحمن، حيث أظلمت بها الشهوات، وماجت بها الأهواء، وضاقت بها الأرض والسماء ذرعاً ! .
فهذا الشذوذ الجنسي بجميع معانيه الدنيئة منتشرٌ في نواحيها؛ حتى غدت الرذيلة عندهم فضيلة، والمنكر معروفاً؛ لذا تجد فيهم الرجل الكبير، أو الرئيس الخبير يتبجح بارتكاب الخنا، والزنا، والكذب، والنفاق دون غضاضة، فقلي بربك : أين عقولُهم أو حتى فطرهم() ؟! .
نعم قد أعمى الله بصائرهم، وأنساهم أنفسهم، كما قال الله تعالى : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ) الحشر19 . وكذا ـ أيضاً ـ نجدهم في عالمهم العصري ـ زعماً ـ أرباب الظلم الإنساني، وسدنة التثعلب السياسي، وعباقرة التخلف الفكري، و أنصار العلاقات الأنانية، و أعوان الاستبداد البشري، وأقطاب التَّلوُّن الدولي ...!
وهذا كافٍ لكل ذي بصرٍ وبصيرة، وعاقلٍ مسترشد، أن يوقنَ ويعلم أن القومَ يعيشون كالبهائم بل هم أضل سبيلا كما قال الله تعالى أم تحسبُ أنَّ أكثرَهم يسمعون أو يعقلون، إن هم إلاَّ كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلا ) الفرقان 44 .
وبعد هذه الوقفة القصيرة مع العالم العصري الأجوف، والحضارة المزعومة؛ إذ بنا نجد بعض أبناء جلدتنا ممن يتكلمون بألستنا، ويستظلون تحت رايتها في ظل هذه البلاد الإسلامية، التي هي مهبط الإيمان، وأرض التوحيد ـ نجدهم منساقين إلى هذه الظلمات دون بصيرة، كأنهم إلى نصبٍ يوفضون !، متساقطين في أحضان الغرب دون روية، لاهثين وراء كل ناعق؛ ظنَّاً منهم أن حياة الكفار هي رأس الحضارة، وعاداتهم أساس التقدم، وأفكارهم مصدر الاستنارة … !، دون البحث والتنقيب، وجودة الاختيار إلى ما هو عندهم مفيد لنا أو مسيء، أو حلال أو حرام، بل غاية مطلبهم التقليد، والمحاكاة في جميع أنماط حياتهم ، والارتماء في أحضانهم صماً وعمياً؛ إن هذا والله لشيء عجاب، فاعتبروا يا أولي الألباب، والله الهادي إلى الحق والصواب .
وهذا هو بيت القصيد من رسالتي هذه، حيث أدهشني ورابني ما قرأته وسمعته هذه الأيام، من الخوض فيما لا علم لكثير من الناس فيه حيث تنازعوا في قضية ( قيادة المرأة للسيارة )؛ ومنه اختلفت آراؤهم وتباينت فيها أقوالهم، حتى انساقوا نحوها وُحداناً وزرافات، والكلٌّ منهم ـ للأسف ـ بحسب مشاربِه ونحلِه، فكانوا عندها طرفين ووسطاً، لذا أردت أن أقف مع هذه الأقوال بشيء من الإيجاز كما أشرنا إليه آنفاً، مع علمي أنَّ في هذا الطرح الوجيز كفايةً ـ إن شاء الله
ـ . فإذا عُلم هذا؛ فدونك أخي المسلم هذه الأطراف الثلاثة باختصار : -
الطرف الأول : الطَّبَّاخون؛ الذين نسجوا خيوطها، وحبكوا فصولها، حيث عصفت بهم الأهواء، وماجت بهم الشهوات، وكأني بهم قد جعلوا من هذه القضية قنبلة موقوتة إلى أجل مسمَّى، حتى إذا جاءت أشراطها، وتقارب انفجارها؛ أذكوا نارها، وأشعلوا فتيلها، وطبَّلوا حولها … واللبيب يعلم من وراء الأكمة ! والله محيط بالظالمين ! .
فهذه الصحف، والمجلات دليل لكل ذي عين : أنَّ القوم لم يبرحوا يطبِّلون بأقلامهم على جراح الإسلام، ويتراقصون على أعواد الإجرام، ويتغنون على أنغام الألغام، ويتحلَّقون بأفكارهم كخفافيش الظلام؛ في أجواء مظلمة بعضها فوق بعض … !! .
وهذا منهم ليس بعجيب لو أنه وقع من عدوٍ متربصٍ بهذا البلد المسلم المحافظ، الذي هو آخر معقل للإسلام كما كان أوَّلَه؛ الذي لم يزل أعداء الإسلام يتربَّصون به الدوائر؛ ليقضوا عليه ما أمكن إلى ذلك سبيلاً ـ عياذاً بالله ـ .
ولكن من المؤسف، والعجب العجاب؛ أنهم من قومنا، ومن أبنا جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا، ويستظلون برايتنا؛ قوم انبهروا بما عليه دول الكفر من تقدم مادي دنيوي فأعجبوا بما هم عليه من أخلاق تحرروا بها من قيود الفضيلة إلى ساحات الرذيلة، وصاروا
كما قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في نونيته : هَربوا من الرِّقِّ الذي خُلقوا له وبُـلو بـرقِّ النَّفسِ والشيطـانِ وظن هؤلاء أن دول الكفر وصلوا إلى ما وصلوا إليه من تقدم مادي، واقتصادي، وحضاري بسبب تحررهم هذا التحرُّر() !؛ الذي قادت المرأة فيه السيارة، وأشعلت بينهم السجارة، وشاركت الرجل في الميدان، وانكشف منها الوجه والعينان، والنحر والقدمان !!، وهذا كلُّه باسم مشاركة " المرأة في العمل "؛ نعم هذا ما يريده أنصار المرأة من عمل ! .
فهذه البلاد التي أخرجت نساءها إلى ميدان الحياة – زعماً – لمشاركة الرجل في العمل .
هل جنت حقاً التقدم، والرخاء، والحضارة ؟ .
أو زالت العقد النفسية ؟ .
نعم لقد خالطت المرأة الرجال، وظهر الفساد في البر والبحر، ولم يجنوا سوى الثمار المريرة !. وما ذلك إلاَّ لجهلهم بحقيقة واقع الغرب ـ وما أظنهم يجهلون ـ .
أو جهلهم بأحكام الشريعة، وأدلتها الأثرية والنظرية، وما تنطوي عليه من حِكَم وأسرار تتضمن مصالح الخلق في معاشهم، ومعادهم، ودفع المفاسد عنهم ظاهراً وباطناً علمها من علمها، وجهلها من جهلها … ـ ولا أشك أنهم يجهلون ـ !.
وحقيقة دعوتهم أنهم يريدون : أن يزجوا بالمرأة المسلمة الطاهرة العفيفة بنت الجزيرة؛ إلى هاوية الجحيم والشقاء تحت شعار ( قيادة المرأة للسيارة)، حتى يدفعوها إلى الشوارع والطرقات، وميادين المسابقات لا سيما عند فساد أكثر أهل هذا الزمان ..! فهؤلاء لما عَجِزوا وخُذلوا ـ ولله الحمد ـ من دعوة المرأة إلى ( كشف وجهها ) ، في هذه البلاد الطاهرة؛ قاموا يتباكون كالتماسيح، ويتلونون كالأفاعي نافثين سمومهم في جسد الأمة الإسلامية، ونادوا في كلِّ وادي ونادي أنهم لم يألوا جهداً ولم يدخروا وُسعاً في نصرة المرأة ـ الضحيَّة ـ حيث زعموا أن قضيَّة ( قيادة المرأة للسيارة )؛ من أهمِّ القضايا؛ لذا كانت همَّهم وهجيرَهم؛ حيث قاموا متسارعين في مناصرة هذه القضية إخلاصاً ووفاءً لحق المرأة المظلومة، والأخت الحميمة، بألسنة رحيمة، وقلوب وخيمة..!
فأقول : ما هذا الولع بقضيَّة المرأة، والتباكي من أجل حجابها، وسفورها، وحريتها، كأنما قد قمتم بكلِّ واجبٍ للأمة عليكم في أنفسكم؛ فلم يبق إلاَّ أن تفيضوا من تلك النعم على غيركم، هذِّبوا رجالَكم قبل أن تهذبوا نسائكم، فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز، فدعوا هذا الباب مؤصداً، فإنكم إن فتحتموه فتحتم على أنفسكم ويلاً عظيماً، وشقاءً طويلاً، إنكم ـ والله ـ تكلِّفون المرأة ما تعلمون أنكم تعجزون عنه، وتطلبون عندها ما لا تعرفونه عند أنفسكم، فأنتم تخاطرون بها في معركة الحياة مخاطرةً لا تعلمون أتربحونها من بعدها أم تخسرونها، وما أحسبكم إلاَّ خاسرين، فالمرأة عندنا لم تشتكِ إليكم ظلماً، ولا تقدمت إليكم في أن تحلُّوا قيدَها وتطلقوها من أسرها، فماذا تريدون ؟ .
لقد كنَّا وكانت العفَّةُ في سقاء من حجاب موكوء، فما زلتم به تثقبون في جوانبه كل يوم ثقباً، والعفةُ تسيل منه قطرةً قطرة، فماذا تريدون ؟ .
عاشت المرأة في هذه البلاد دهرها هادئة مطمئنة في بيتها راضية عن نفسها، وعن عيشها، ترى السعادةَ كلَّ السعادة في واجبٍ تؤديه لنفسها، أو وقفة تقفها بين يدي ربها، أو عطفة تعطفها على ولدها، أو جلسة تجلسها إلى جارتها تبثها ذات نفسها، وتستبثها سريرة قلبها، وترى الشَّرف كلَّ الشَّرف في خضوعها لأبيها، وائتمارها بأمر زوجها لأنه زوجها؛ كما تحبُّ ولدها لأنه ولدها، فماذا تريدون ؟.
فإن للمرأة عندنا أعمالاً كثيرةً ليست بأقل أهمية من أعمال الرجل، ولا بالأدنى منه فائدة، فالرجل إن كان يسعى، ويكد، ويشقى، ويتعب، ويشتغل ليحصل على رزقه ورزق عياله ..
فالمرأة ـ أيضاً ـ نجدها تربي له أولاده، وتلاحظ له خدمه، وترتب له بيته، وتنظف له فرشه، وتجهز له أكله، وتحفظ عينه عن المحارم، وهو يسكن إليها، فهي إذاً مربية ومدرسة ومعلمة، فمن ذا الذي يستطيع منكم أن يقوم بعملها أو بعضه ؟ .
بل إذا كانت المرأة نصف المجتمع ـ كما تزعمون ـ فهي أيضاً تلد النصف الآخر، فحينئذٍ تكون المرأةُ عندنا المجتمعَ كلَّه ! .