(-ليالي-)

(-ليالي-) @lyaly_29

كبيرة محررات

متـجدد : التـوبه الى الله من كل شئ .. ادخلي هنــا وان شاء الله تطلعيـن وانتي تائبة .

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم ..

التـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوبه

هــل تعرفين معناها ؟؟

هــل تعملين بـها ؟؟

هـل تردينها ؟؟



~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~

بسم الله الرحمن الرحيم

لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه

ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – \"

سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .

فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \" وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .

حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها , وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل , وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية , ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك .
لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم \" منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور , ولا يجوز تأخيرها , فمتى أخرها عصى بالتأخير , فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير , وقل أن تخطر هذه ببال التائب , بل عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر .

ومن موجبات التوبة الصحيحة : كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب , تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة , قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا ,
فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته . وليرجع إلى تصحيحها , فما أصعب التوبة الصحيح بالحقيقة , وما أسهلها باللسان والدعوى.

فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة , ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب . قال :\"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \"

وقيل للحسن : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود , ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه , فلا تملوا من الاستغفار .

إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب

وان تعاظمك ذنبك فاعلم أن النصارى قالوا في المتفرد بالكمال : ثالث ثلاثة . فقال لهم ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ) وإذا كدت تقنط من رحمته فان الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .



~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~

روابط ومراجع عن التوبة و الاستغفارالــرابط مفيـــد جـــداًاً ورائع جداً


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~

بسم الله و الصلاة و السلام علي رسول الله.

وددت ان اطلعكم علي حقيقتي التي لازالت حتي الان تؤلمني كلما ذكرتها و انا اذكرها الان لسببين السبب الاول من باب الامانه و الصدق و السبب الثاني انها قد ينتفع بها ارباب الغفله عن الدين الله فأسأل الله ان ينفع بمحتوي هذه الرساله و أن يهديني و يهدي كل المسلمين الي الاستقامه و الالتزام الذي يحبه و يرضاه من عباده. اللهم آمييييين.
طبعا انتم لم تكوني تعرفوني من قبل فأنا مضطر ان اعطيكم و لو لمحه بسيطه عن حياتي السابقه مع اني و الله صدري يضيق حين اتذكر ايام الغفله و الضياع الذي نجاني الله منه و الحمد و المنه منه وحده, لا ادري كيف ابدأ بها و لكن قبل ان ابدأ اشترط علي نفسي امرين اولا ان لا احدثكم الا بما حدث بصدق و الثاني اني لن ابالغ في اي شيء مما اقول واريدكم ان تعلموا ان ما ستقرأوه في السطور التاليه انا فكرت طويلا في كتابته ووالله ما كتبته الا لظني انه قد ينفع كما نفع الكثير من الشباب ممن كان ينظر الي امر التوبه و الرجوع الي الله انه امر مستحيل و صعب فقصتي هذه و الله تعجب منها الكثيرون و والله حتي الان لازال الكثير ممن كانوا يعرفونني من قبل التزامي في حال زهول مما انا فيه الان و لله الحمد و المنه .

وجدت ان اكثر سؤال عرض علي هو كيف اصبحت هكذا....ما الذي حدث .... كيف استطعت....انت! كيف؟؟ مستحيل.....وهكذا و صيغ تانيه كثيره اخري لنفس السؤال فوالله منذ مايقرب العامين و انا لازلت أسأل هذا السؤال الي يومنا هذا . ليست حكايه او قصة من الف ليله و ليله بل انني لن أحدثكم الا بما حدث في الواقع و بدون اي مبالغه و سأنقل لكم صوره من الواقع قبل و بعد التزامي و اترك لكم انتم التخيل........

لن اقول لكم اني كنت من كفار قريش مثلا لكني كنت شابا عادي مثل شباب المسلمين العاديين اب و ام مسلمين عاديين مستوي فوق المتوسط تربيه عاديه مدرسه عاديه صحاب عاديين كنت بالنسبه للمجتمع الذي نعيشه عادي جدا جدا مثل كل الناس ابحث عن السعاده و راحه البال كنت ابحث عن شيء اعيش من أجله شيء يكفيني و شعور يملأ فؤادي و كان من الطبيعي للشاب العادي ده انه يتوجه للي كل العاديين بيعملوه عادي

ففي الاعداديه بدأت اصاحب بنات و ادخن ...عادي و في الثانويه أصبحت متمكن جدا من الحاجات دي و بقي لي اصحاب كثيير برضه عادي متمكنين مثلى تمام ..... في السنه الاخيره بقي من الثانوي بدأ يزيد عدد البنات و الاولاد اللي مش عاديين و في الحقيقه انا كنت ابتديت احس اني خلاص اي حاجه عايز اعملها عملتها و كان شباب كتير و الله بتحسدني و تتمني تبقي مثلى .كنت بعرف ازاي اعامل كل واحد بالطريقه اللي تريحه فعشان كده كنت محبوب من الناس و البيت و كله كان ماشي تمام اما

بالنسبه للبنات فحدث ولا حرج من حديث وخروج ومكالمات ووو.... .

الغريب في الموضوع اني مع كل ده أوقات كنت بحس اني مش سعيد أطلاقا بحس اني عايز ابكي كده و مش عارف كنت و الله بحس اني عايز حد يضمني و يقولي مالك كنت بقول ايه اللي انا فيه ده كنت بأسأل نفسي طيب عايز ايه تاني ماانت معاك كل حاجه فيه ايه تاني بقي عايز ايه.

كنت بأحس اني عايز حاجه و مش عارف ايه هي ؟؟ و كان كل ما الشعور ده ما يجيلي اقول لنفسي اخرج شويه اشرب اخرج سافر اتفسح روح سينما و بصراحه الحاجات دي كانت ذي المسكنات و اول ماالمفعول يخلص ارجع تاني بنفس الشعور بل كنت بلاقي الالم بيشتد اكتر فكنت ارجع تاني و اضيع اكتر و اشرب اكتر و اخرج و اسافر و اتنطط و دايما معايا الاحساس ده . و

علي فكره انا مش ذي مانتم فاكرين اني ماكنتش اعرف ربنا يعني خالص لأ ده انا كنت اوقات بصلي و كنت بصلي الجمعه و بدعي بس لما اكون عايز حاجه و كنت اعرف ان طالما انا مسلم ومش مشرك بالله خلاص بقي براحتي اعمل اللي انا عايزه و اقول استغفر الله و خلاص علي كده ذنوبي اتمسحت و لو مت حأدخل الجنه و الله كان هو ده اعتقادي في ربنا و في الاخره وده كان ملخص سريع جدا عن حياتي قبل الالتزام .

المهم فضل الشعور ده يزيد و المعاصي تزيد و الشعور يزيد و الكبائر تزيد و الشعور برضه بيلح لدرجة اني و الله كان بيجي عليا وقت بيبقي معايا فلوس كتيير و بنت في غاية الجمال و اصحاب و عربيات و بحر و فسح و مش حاسس بسعاده ابدا فكان من الطبيعي اني يجيلي اكتئاب حاد جدا لدرجه اني مابقيتش طايق حد يكلمني و لا طايق اكلم حد و الكلام ده كان بعد رحله طلعتها

في شرم الشيخ كانت 9 ايام بعد كده رجعت اسكندريه و اشتريت بباقي الفلوس مخدرات كنت كأني بنتقم من نفسي و دخلت

حجرتي و ما كنتش باخرج منها الا نادرا جدا كنت الفتره دي بشرب بشراهه لوحدي لغايه مايغمي عليا فضلت علي الحال ده اسبوع بنات تتصل وولاد يتصلوا وانا مابخرجش و مابردش علي اتصالات. في الوقت ده وانا كنت لوحدي ... وفي اخر يوم من الاسبوع

وبعد ماخلصت اللي كان معايا حسيت و كأني شايل حمل ثقيييييل قوي علي ظهري حسيت اني شايل ذنوب الكون كلها علي ظهري

و في الوقت ده بكيت و لاول مره ابكي من زمن بعيد

..يااااه قد ايه بقيت قاسي المهم بكيت...بكيت قوي وبدأت أسأل نفسي هو انا فين من ربنا

و كنت دايما من زمان و انا بأحلم بأني بتحرق بالنار و حقيقي أوقات كتيره و انا في البيت كنت بأحس ان البيت حيتحرق بي و اموت وانا كده و كنت ساعتها بروح اطمئن علي الغاز و السخان خشية الحرق و الله هو ده اللي كان بيحصل المهم
و في وسط البكاء ده لقيت امي بتخبط علي باب الحجره و بتقولي مش ناوي تطلع بقي و تغير شكلك ده و تسرح شعرك كده و تهندم نفسك يلا ده رمضان بكره!!!!!!!

ياااه لأول مره افرح بقدوم رمضان المره دي

و المره دي ماكنتش فرحان بالفوازير و المسلسلات لأ ده انا كنت فرحان علشان انا اعرف ان رمضان يعني شهر كريم و ربنا بيحبه فكان أول قرار اخذته يومها اني حأنزل المسجد المجاور لأصلي الخمس صلوات في المسجد من بكره من أول الفجر و قررت برضه اني حأوقف شرب حتي انتهاء الشهر و بالتالي الصحاب لانهم بيشربوا فمش حينفع نشوف بعض علشان ماأشربش معاهم و كمان قررت اني ألعب جيم علشان أشغل نفسي عن الخروج و علشان انام كتير.

و فعلا بدأت يااه مش قادر اقولكم مدي السعاده اللي انا حسيت بيها و انا لأول مره اصلي الفجر في حياتي و ابقي وسط الناس الطيبين اللي في المسجد حقيقي كنت حاسس بسعاده بس من نوع جديد مش سعاده من شهوه ولا خروجه ولا مصيبه لأ دي كانت سعاده داخليه لأني كنت لأول مره في حياتي أحس اني انسان ممكن يبقي كويس فزي ماكان كل الناس شيفاني شيطان شفت نفسي وانا بين ايدين ربنا كويس وده كان أول شعور كويس حسيت بي وانا في بيت ربنا ده غير الشعور بالراحه والامان اللي بيحصل لأي مسلم و هو داخل المسجد .

اول مره ماكنش خايف من الموت كان اليوم ده بل بالعكس ده انا اتمنيت اموت وانا هنا. عدي علي اول يوم صيام كأنه طويل جدا لاني ماكنتش نايم ذي كل رمضانات اللي فاتت فحسيت بمعني الصيام و سبحان الله وقع في قلبي مدي تحكم الله و قهره لنا اننا ماينفعش ناكل قبل الآذان بدقيقه ولا بثانيه مع اننا صمنا طول اليوم و الاكل قدام عينينا فقلت سبحان الله علي تحكم الملك في عباده و معاني تانيه كثير كانت بتأتيني تبين عظمة الله و تزيد من قدره سبحانه و تعالي في قلبي و لقيت نفسي بعد الافطار فاضي فلقيت و الله خاطره كده جاتلي( هو لو في حد عظيم قوي عندك يعني مثلا شاعر او كاتب انت بتبجله و تحترمه و كتب لك انت مخصوص كتاب علشانك انت تحديدا كنت حتقرأ الكتاب ده ازاي ؟؟؟؟) فقلت سبحان الله ربنا هو الذي خلقك مسلم و انزل اليك هذا الكتاب تحديدا و حفظه من التحريف و انت ازاي صابر علي انك تعرف بيقولك ايه فيه كل ده؟؟ قلت لو ربنا عز و جل هو الذي يعلم ظاهرك و ضميرك و يعلم مشاكلك و يعلم اغوار النفس البشريه فهو الخالق لها فقلت هل تشك في انك لن تجد حلك عنده فسبحان الله هذه الخواطر لم تأخذ من سوي بعض اللحظات فقمت من بعدها و انا في غاية اللهفه و الشوق ان اقرأ كلام الله

في الحقيقه لم اكن اقرأ بنية العباده انما كنت اقرأ لأعرف ماذا يقول الله لي كنت اقرأ لأرد علي اسئله كثييره جدا بداخلي تحتاج لاجابات فبالفعل بدأت اقرأ بكل نهم و تركيز و سبحان الله كنت اجد آيات وكأن الله انزلها لي انا شخصيا فكنت اتعجب جدا من ذلك و كنت كل يوم ازداد قربا ولكن في الوقت نفسه و بعد حوالي 4 ايام من شهر الرحمه بدأت نفسي تعوي بداخلي هي تريد ما عودتها عليه وانا ازيد من الجيم و اهلكها في الحديد و كأني كنت اخرج كل غلي و شوقي للمعاصي في الجيم فكم كان هاما و الله في حياتي المهم يمر اسبوع و انا علي نفس الحال لا اقابل اصدقائي و لا اقابل نساء و لا اشرب اي شيء و لكني كنت لازلت أدخن و كنت اظن انه من المستحيل الاقلاع عن التدخين فأنا علي عكس ناس كثيره كنت احب السجائر و كنت اشربها بشراهه حتي انني كنت من الممكن ان ادخل في ثلاثة علب يوميا و من اثقل نوع طبعا ده كان في غير رمضان اما في تلك الايام فأنا كنت اخفها بشده يعني كان من الممكن ثلاثة سجائر يوميا فكان ده بالنسبة لي تطور كبير جدا

و اما بالنسبه للنساء فلم اكن اراهم الا في الكليه و كنت اقف مع البنات الكويسين فقط و طبعا لم اكن اعلم ان هذا حرام او لا و لم اكن اعلم اي شيء حتي الان.

عانيت في أول اسبوع معاناه شديده و لكن الحمد لله من بعد ذلك بدأت اشعر براحه جميلة تسري في بدني و قلبي يا سلام فعلا كم هو شعور جميل ان يحبك كل الناس و تكون قدوه لأخرين و طبعا تبدل حالي معهم في البيت فلم أعد اصرخ في ابي و امي مثل الاول و هم ايضا بدأو يشجعوني و خاصة امي كانت تدعوا لي و كانت سعيدة بي جدا اما اصدقائي فأنقسموا قسمين الكثير منهم كان يأتي معي للصلاه و كنا نخرج لنفطر بالخارج سويا و

القسم الثاني هو الذي كان يسخر مني و يقول لي "يابني دي مش سكتك انت, اكيد راجع ,احنا مستيينك, فين ايام الانس, انت بتصلي!!! ليه يابني كده ؟؟انت لسه بدري" ........و ياااااه كلام من ده ليس له حصر و سبحان الله الكلام ده كان بيضعني في وضع تحدي اكثر معهم و مع نفسي و جعلني اصر ان أثبت لهم و لنفسي العكس انني انسان طيب و هذه و الله الحقيقه ان كل واحد منا بداخله الاثنين الطيبه و الشر و علي حسب ما نأخذ بأسباب ايهما نكون. واظبت علي الصلاه طوال هذه الايام

و وأنا في المسجد لمحت شيئا أصابني بالذهول التام و هو انني و جدت احداصدقاء اخي الاكبر و الذي كان مثلي او اظنه كان اكثر مني فسادا و جدته يجلس وحده تزين وجهه لحية جميله و يلبس ثياب بيضاء ناصعه و ينبثق من وجهه نور و الله ظننته ملاك ليس بشرا وجدته يجلس في المسجد وحده دائما في الصف الأول يدعوا الله و دموعه كانت دائما علي وجهه و كان يمسحها بأستحياء شديد لئلا يراه احدا و هو يبكي لله و الله حين رأيت ذلك صدمت انت!!!! تكون كذلك فعلا!!!! هذا مستحيل

المهم اني ظللت اراقبه من بعيد مده يومين ثم بعد ذلك قررت ان اذهب لأصافحه و لكن كانت عندي رهبه منه و الله لم ادري لماذا و لكني كنت متردد جدا في ذلك حتي ذهبت و القيت عليه السلام فنظر الي ورد السلام و ابتسم الي ابتسامة جميله اتذكرها الان و كأني انظر اليه و قال لي ماشاء الله ثبتك الله و كان ذلك يوم الجمعه فقال لي هل قرأت سورة الكهف فقلت له لا قال فأقرأها اذن فأن الله ينير لك حتي الجمعه القادمه ثم تركني و ذهب فبالفعل قرأتها ثم مضيت انا الآخر و في الصلاه التي كانت تليها انتظرته حتي خرج و ظللت أسأله عن اشياء كثيره مثل كيف الوضوء الصحيح و كيفية الصلاه الصحيحه و اشياء كثيره اخري و هو في الحقيقه لم يبخل علي ابدا بوقته و كان يقول لي و كان مما اعجبني فيه انه كان يقول لي الامر ثم يسرد لي اما آيه او حديث تدل علي ذلك مما جعلني اثق فيه اكثر و اكثر وانا بصراحه كنت انفذ بالحرف مايقوله و بدأت اتعلم اشياء كثير لم اكن حتي اسمع عنها من قبل بدأت اسأل هل هذا حلال ام حرام و لماذا كذا و هل يجوز كذا و هكذا ففي الحقيقه كنت اعطله كثيرا و لكنه و الله جزاه الله خيرا لم يبخل علي بوقته ابدا بأبتسامته التي كانت تضيء حياتي حقيقي والله كنت انفذ الاوامر و انا سعيد جدا وكنت اسعد جدا و اطمئن برفقته وبدأت أسأل عن احكام معاملة النساء فعلمت اشياء كثيره لم اكن اتخيلها و بدأت اطبق ما اعلمه فكان كل هدفي الوصول الي الله في هذا الشهر الكريم لأصلح مابيني و بين ربي و لكي يغفر لي فبدأت لا اصافح البنات في الكليه فقد كنت اخاف ان لا يقبل الله صومي و بدأت اغلق موبايلي طوال الوقت حتي اهرب من العلاقات السيئه مع النساء

و بدأت نظرتي حتي تتغير فزمان كنت لا اتعرف علي اي محجبات بل و اكره المحجبات و انا استغفر الله رب العالمين علي ذلك و ارجو ان يغفر لي جهلي و فسادي. فأصبحت العكس تماما احترم المحجبات و انصح المتبرجات ان يتحجبن و بفضل الله منهم من تحجب و منهم لا مع ان ذلك لا يجوز ايضا ان انصح النساء فهذه وظيفة النساء ينصحن النساء ولكن ماذا اقول كنت لا ازال جاهلا بالدين ثم بعد ذلك قررت ان اتوقف عن الذهاب للكليه و حتي انتهاء الشهر لان صديقي الصالح نصحني بذلك ان احافظ علي صيامي حتي لا يضيع عملي هباءا فبصراحه لم اعد اذهب الي الكليه و كنت احكي له عما يحدث لي و عن ما اشعر به فكان يقول لي اصبر و ايضا قال لي "ما من عبد ترك لله شيئا الا عوضه الله خيرا منه كما قال رسول الله صلي الله عليه و سلم" فبصراحه كلامه كان يصبرني هنا كان في مفاجأه انه مر علي حوالي نصف شهر و الشعور لا يأتيني فسبحان الله لا اجد اي شيء ناقص فحمدت الله علي ذلك و لكن نفسي لازالت تعوي : اخرج افعل كذا ثم توب و الله يقبلك هييا نقابل فلانه ثم توب بعد ذلك و استغفر الله و الله غفور رحيم و في نفس الوقت كان موبايلي مفتوح لانني كنت اضبط المنبه لاستيقظ للسحور فوجدت رقم غريب فررددت فاذا بأجمل بنت عرفتها في حياتي و هي من القاهره وكانت في الولايات المتحده و اذا بها تكلمني بغاية الرقه و الشوق و انزلت علي من الكلام المعسول ماجعلني مثل المخدر تماما وقالت لي انا هنا في القاهره وصلت و غدا نتقابل و وقتها لم املك سوي ان اقول موافق و سنلتقي غدا بعد الافطار و في فجر اليوم قابلت صديقي و حاولت المح له بالامر بأن هناك اوامر امرنا الله بها انا غير قادر علي تنفيذها و هي علي شاقه و هناك اموراجد نفسي لا استطيع الصبر عنها فقال لي كلمه و الله حتي الان لن انساها قال لي

" اما ان تصبر علي شهواتك هنا و اما ان تصبر في النار فأختار ماتراه ايسر لك و افعله"!!!!!!

يا الله كلماته وقعت علي قلبي كالصاعقه و جعلتني افكر طوال اليوم ماذا افعل اقول لا لن اذهب ثم اقول كيف تكون بهذه القسوه انها اول ما جاءت من السفر انت اول شخص تكلمه اذهب و لن يحدث شيء ثم اقول لالا النار قد اموت وانا جالس معها فأدخل النار لا لن اذهب ثم ارجع فأقول انت لسه شباب وان مت و انت هكذا احسن من ان تموت و انت علي ماكنت فيه قبل ذلك و هكذا ظلت الحرب مستمره و فشلت في الاختبار و اخترت الذهاب فقط هذه المره و هنا في هذه اللحظه يحدث شيء غريب فقد كانت معظم ملابسي مغسوله و في المنشر و فقط تذهب للكوي و تكون جاهزه فتكون الصاعقه و لاول مره تحدث اني اجد ملابسي كلها قد وقع عليها لاادري و جدتها كلها متسخه تماما ففتحت دولابي فاذا بكل الملابس لا تليق و كاني شكلي مش متركب مع بعضه و كان ذلك قبل العصر فتضايقت بشده و اصررت علي الذهاب باي لبس و لكني سأذهب و نمت و لم اضبط المنبه علي العصر و استيقظت بعد المغرب

ولكن المفاجأه اني استيقظت بأضعاف أضعاف الشعور الذي كنت اشعر به من قبل ياه نفس الوحشه نفس الظلمه و ضيق الصدر و كأني افضل الموت علي هذا الشعور وقتها فقط علمت ان سبب هذا الشعور طوال هذه الفتره كان بعدي عن الله و معصيتي له فحينها اتنفضت من سريري و لم أفطر فقط شققت ريقي بتمر و لبن ثم هرعت الي الصلاه العصر و المغرب ثم نزلت الي المسجد لصلاة العشاء

و لأول يوم اصلي التراويح في حياتي و هذا اليوم و الله كان يوم سعادتي فعندما بدأ يقرأ القاريء القرآن هذا اليوم كان كانه يغرز سيف في قلبي و تستمر الطعنات كانت التلاوه مؤثره للغايه كانت سورة النحل في اواخرها وكأنها تخاطبني انا وحدي كنت ابكي بشده و اتأسف كنت اتمني في السجود ان لا يرفع الامام رأسه كنت اتأسف لله كم انا خائن يا رباه كم كنت اعمي ياربي كم صبرت علي كم وكم وكم ظللت اعتذر بكيت كثيرا و انسدت نفسي عن الدنيا و اهلها كنت اشعر وقتها اني لا اريد الا ان اكون مع الله كم آذاني الناس و كم جرحوني وكم كان حبهم لي من اجل المصلحه اما الله فكان حبه لي ليس لمصلحته هو فحاشاه سبحانه انما لمصلحتي انا كانت معاني كثيره تقطع فؤادي

و الله كنت اقول كيف كان الله ينظر الي و انا انتهك محارمه و لا يعاقبني كم هو رحيم كيف كان يطلع علي مدي خبث قلبي و فساد نيتي ولم يمكر بي كيف كان يراني وانا افعل اكبر الكبائر و افسق امامه و لم يخسف بي فكأن قلبي كان يصيح من داخلي كم انت رحيم كم انت كريم ياربي نعم الرب انت وبئس العبد انا يا الله كم ابكي و انا اكتب هذا الكلام. كانت حقيقة كون الله خلقني مسلما بدون اي سبب فضلا منه و رحمة و اختيارا و تفضيلا كنت اقول لنفسي ماذا دفعت لله ليجعلك مسلما ماذا قدمت له ليكافئك بالاسلام و هو قدر لك ذلك من قبل ان يوجدك في الدنيا و بماذا قابلت ذلك و علي كل مافعلت هو يجعلني الان واقفا بين يديه و هو قادر علي ان يجعلني مثل كل الرمضانات الفائته غافل عنه ارتع في شهواتي كانت فكرة انه كان ينتظرني طوال هذا الوقت تؤلمني بشده و كنت كلما اتفكر في مدي حلم الله علي و علي صبره علي مارآه مني و هو قادر علي ايقاف كل عضو مني تجعلني أذوب من الحياء و شده الامتنان و الحب و يكفي انه هداني اليه وما كنت لاهتدي لولا ان هداني الله معاني كثيره و الله الذي لا اله الا هو

احرقت الشهوات في قلبي احراقا و قضت عليها و تركت حبي و خوفي و حيائي منه سبحانه فقط في قلبي

و من هنا بدأت الهدايه الحقيقيه بدأ يتغير اعتقادي تماما و نظرتي للأشياء تغيرت نظرتي للمخلوقات و للسماء و للارض و للبشر و لكل شيء اصبحت استدل بكل شيء في هذه الدنيا علي الله الخالق و اخضع اكثر و اكثر و اخضع اكثر يوما بعد يوم و شجرة التوحيد لله تنمو في قلبي في هذا الشهر الكريم و بسرعه رهيبه بدأت اكره ماكنت احبه و احب ما كنت اكره بدأت معاني القرآن تبدو واضحة جدا لي فمن آيه تخوفني و من آيه تطمئني و من آيه تندمني و من آيه تحذرني و تنذرني و من آيه تشوقني و تبشرني اصبحت اعيش في الاخره اعاين يوم القيامه الواقعه الصاخه القارعه و ما فيه من اهوال اصبحت اري بعين قلبي ما أعده الله للمتقين من نعيم ابدي لا ينتهي و ما اعده للفجار و الكفار و المتكبرين عن عبادته من عذاب شديد اليم سبحان الله

الان فقط علمت ما الذي جعل عمر بن الخطاب الذي كان اشد الناس قسوة و بطشا في الجاهليه اشدهم رقه و خوفا و بكاءا لله في الاسلام عمر الذي قيل فيه قبل الاسلام و الله لو اسلم حمار بن الخطاب ما اسلم عمر هو هو نفس الشخص الذي يكون في وجهه خطان أسودان من البكاء فسبحان الله انه الايمان انه الحقيقة الوحيده في هذه الدنيا انها اليقظه ان تفتح في قلب الواحد منا عين يري بها الاخره لانها دار القرار فمن عاش في الاخره هانت عليه الدنيا و من عاش للدينا خسر الدنيا و الاخره و اتكل علي عفو الله في الاخره و رحمته و هيهات ان يكونوا سواءا عند الله المتقين و الغافلون فهذه كانت البدايه اني شعرت اني كنت نائم فترة طويله و استيقظت و الله انصرف النوم من عيني و اصبحت الهث وراء اي شيء و كل شيء يقربني من الله

اصبحت الان اعلم ما الذي كان ينقصني و جدته اخيرا كنت كلما أتذكر ايام الماضي ابكي بشده و الله و استغفر ربي و كنت ابحث عن كل مايقربني الي الله و كأني عشت بمبدأ جديد

"يارب خذ مني حتي ترضي و لن امل ابدا"

و جاءت العشر الاواخر من رمضان و قررت ان اعتكف مع صديقي هذا العشر الاواخر و هنا حقيقي كان الفيصل كان احب و اقوي قرار اخذته في حياتي وفقني الله اليه اني اخترت الاخره و الصبر علي شهوات الدنيا المقززه الفانيه ضحيت بكل اللذات التي اقدر عليها بكل سهوله من أجل الله لانه يستحق مني ذلك فان كان جسدي ملكه و ان كان عقلي من صنعه و ان كانت روحي منه وان كان بقائي في الدنيا بأمره و هو خلقني لعبادته فلماذا لا اطيعه وحده. قررت ان اطيعه هو و هو فقط لن اطيع الشيطان و لن اطيع نفسي لن اكون عبدا لسيجاره و لا لفتاه و لا لصديق ولا لدنيا و لا لمال سأكون عبدا لله و انا موقن ان يكفيني من كل شيء و بالفعل تعرفت في المسجد علي صحبة خير من الشباب الطيب الذين لم يعيشوا في العفن الذي كنت فيه شباب صالح اعانوني علي طاعة الله و اروني معالم الطريق الي الله و بدأت في طلب العلم و حفظ القرآن و الدعوه الي الله و بفضل الله لم اكن احتاج الي ان ادعوا فالفضل لله ان من كانوا يعرفوني من قبل لن اقول كلهم بل معظمهم التزموا الدين منهم من وقع وضاع و منهم من اكمل الطريق و اسأل الله لي و لهم الثبات

و والله انا الان تائب عن كل مافات و تاركه بأختياري و انا لست باكيا علي شيء ولكم اكره ان اعود لما كنت فيه كما اكره ان اقذف في النار

و أسأل الله ان يصرف عني السوء و يثبت قلبي علي دينه و يرزقني الاخلاص له انه ولي ذلك و القادر عليه و ان كانت لي امنيه الان فأنا والله اتمني ان اعود للايام التي ضاعت من عمري و اجعلها تثمر طاعة لله لعلي لن اجدها يوم اقرأكتابي امامه و لعل الله يغفرها و يبدلها فهذا املي اتمني و الله اني لم اكن اعصيه بهذه الطريقه و لكن الحمد لله اولا و اخيرا الذي انقذني . و اقول لهذا الشاب المغرور بحلم الله و ستره الذي غرته الاماني الغارق في شهواته الذي كبلته نفسه و الجمه الشيطان ما بالك انه"لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضه ما سقي كافر منها شربة ماء" كما قال رسول الله فتخيل الدنيا بكل مافيها من زينه و بشر و عدد مخلوقات كل هذا لا يساوي عند الله جناح بعوضه و قارنها بالجنه التي خلقها الله بيده و اعدها دار كرامه لمن اطاعه في الدنيا فيا حسرة من آثر الباقي علي الفاني و لم يحصل في النهايه الا الندم

(وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال أخسئوا فيها ولا تكلمون)

فيا الله علي الندم عند أول رؤية ملك الموت و هو يسعي في نزع الروح من الجسد و هي اما الي جنه او الي نار فما من مكان آخر فالامر جد خطير

(انه لقول فصل وما هو بالهزل)

و المرء منا لا يعيش هذه الدنيا الا مرة واحده وعليه الاختيار و من مات لا يعود ابدا ففرصه و الله انه لا يزال في المرء النفس لانه علامة الرجوع الي الله و عند انقطاع ذلك النفس فقد اغلقت الكتب و اغلق باب التوبه ولن تعود الدنيا مرة اخري "اليوم عمل و لا حساب, وغدا حساب و لا عمل"

فالامر يستحق التضحيه بكل شيءمن اجل النجاه من العذاب في الاخره فانه في الاخره لن يغني عنه من الله شيئا و لو افتدي ....(يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه و صاحبته و أخيه و فصيلته التي تؤيه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه.كلآ انها لظي نزاعة للشوي تدعوا من أدبر و تولي)

ياالله الابناء و الزوجه و الاخوه بل والآدميين جميعا بل و من في الارض فداء له من العزاب ثم يقول الله (كلآ)انها لظي اي جهنم فيا أخي الباب مفتوح و الله ينتظرك و الدين يحتاجك و من حولك يحتاجون من يأخذ بأيديهم و الموت قادم و الجنه تنادي والنار تأجج و باب التوبه مفتوح و رحمة الله واسعه ولكن للمتقين

(و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)

و قال ايضا عز و جل

(قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم و أنيبوا الي ربكم و أسلموا له من قبل ان يأتيكم العزاب ثم لا تنصرون و أتبعوا أحسن ما أنزل أليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العزاب بغته وانتم لا تشعرون).

من الاشياء التي تعين الانسان علي الاستقامه:

1- علمك بأنه ما من معصيه لله الا و بها نوع ذل لصاحبها....بالاضافه الي الشعور بالنقصان مهما حاولت و اتي ذلك تفصيلا و هذا دافع رئيسي لحب الناس للأفلام السينيمائيه لانها تحاول ان تكمل هذا الشعور بالنقص في نفس الانسان فتوهمه انه من الممكن الشعور بالكمال فهي تحاول ان تظهر كل شيء علي اتم وجه و اجمل صوره و ان هناك كفره و عصاه لله و عبادا لأهوائهم سعداء و هذا و الله لايمكن ابدا وهو من اشد الوهم فما من لذة في هذه الدنيا الا و بها من المنغصات اضعاف اضعاف تلك اللذه فلايلبث المرء ان يستمتع بذنب ثم بعد أنقضاء شهوته يعود لنفس الشعور بالضيق و الحرج و النقصان فمن الممكن ان نصف لذات الدنيا علي انها مخدرات تخدر عن شعور داخلي بالالم (ألم الروح الوحشه بين العبد و بين الله) و انما هي ليست لذه في نفسها و انما هي خروج من الشعور بالالم فأي لذة هذه التي ابيع من أجلها السعاده الحقيقيه هنا في الارض و هناك في الجنه و كما قال الامام احمد

(ان في الارض جنه من لم يدخلها لن يدخل جنة الاخره)

و كما قال ايضا

(لو علم الملوك ما نحن فيه من لذه لجالدونا عليها بالسيوف)

و كما قال صلي الله عليه و سلم

(و جعلت قرة عيني في الصلاه)

و ايضا كما قال في الصلاه لبلال

(أرحنا بها يا بلال)

و غير ذلك الكثير من الامثله علي لذة طاعة الله في الارض وفي الاخره في الجنه التي فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر علي قلب بشر.

2- الصحبه الصالحه و كيف اجدها؟ في المسجد او البحث عن صديق قديم تاب الي الله.

3- تدبر القرآن و انصح بكتاب "الايمان أولا فكيف نبدأ به" كتاب رائع كان له اثر كبير في حياتي.

4- سماع الاشرطه الدعويه و انصح بشرائط الشيخ خالد الراشد و العريفي.

5- التفكر و المعاني الايمانيه و الخلوه و تخيل الاخره.

6- مجالسة العلماء و الدعوه الي التزام الدين فهذا من اقوي اسباب الثبات علي الدين.

7- الصبر و التضحيه في سبيل الله بكل ما اوتيت من قوه و ليكن هذا شعارك(الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر) .

8- الدعاء بيقين و ليس علي سبيل التجربه , و الصدق في طلب الهدايه.

و أسأل الله العظيم أن يتغمدني برحمته و أن يغفر لي و لك و لكل المسلمين اللهم تب علي كل عاصي مسلم و يسر لنا الهدي و التقي و العفاف و الغني اللهم و أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك انك ولي ذلك و القادر عليه.

وانا أسف علي الاطاله و لكن سامحوني فقد استرسلت في الكتابه بدون شعور و طبعا انا اود ان اكون اخوكم كلكم و ان تقبلوا عاصي لله مثلي بينكم و بالله عليكم كل من قرأ هذا الموضوع يحاول نشره بين الغافلين خاصة و ان يدعوا لي بالهداية و الثبات



~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.


التـــوبه قــبل المــوت ..


إذا جاءك كتاب من العمل بحذف علاوة من العلاوات ، أو خصم بمرتبك الشهري ، فماذا أنت فاعل؟ وما هو رد فعلك ؟
سوف يضيق صدرك وتحزن .. أليس كذلك ؟
ولكن ماذا لو جاءك مدير المؤسسة أو الشركة التي تعمل فيها وأخبرك بنفسه أنك مفصول ومطرود من العمل ، ماذا سوف تعمل ؟
إنك سوف تحزن وتقلب الدنيا رأساً على عقب ، وتتذكر أولادك وتقول كيف هذا ؟ أنا لدي أولاد ، ولدي أقساط والتزامات ، وربما تدور بك الدنيا ويدور رأسك ، وربما تبكي أو تتوسل إليه لكي يردك إلى العمل .. أليس هذا صحيحاً ؟

ولله المثل الأعلى .. ماذا تقول لو أنك وقفت أمام الله جل جلاله يوم القيامة ويقول لك بنفسه: أنت مطرود من رحمتي ، وسوف تلقى في النار .

أليست هذه خسارة ؟ بل هي الخسارة الكبرى .
وربما تسأل نفسك وتقول : لماذا كل هذا يحصل لي ؟
أقول لك : ألم تكن أنت مسؤولاً عن نفسك في طاعة الله أو عصيانه ؟
ألم تكن مقصراً في واجب من واجبات دينك ؟

لما لم تصلي ؟ لما قلدت الغرب في ملبسهم ومأكلهم وفي طريقة حياتهم؟ لما رافقت رفقاء سوء وتركت الصحبة الأخيار ؟ إنك لم تعمل من أعمال المسلمين إلا القليل ، ولم تتجرأ في تقليد سنن النبي صلى الله عليه وسلم خشية الاستهزاء بك ، أو تكاسلاً ، أو كنت تعتقد أنه لا يناسب الزمن الذي تعيش فيه ، وقصرت أيضاً في حق زيارة الرحم ، وقصرت في أمور دينك من صلاة وصيام وزكاة وحتى الحج لم تؤديه ، رغم أنك سافرت كل بلدان العالم إلا الحج لم تذهب إليه ، إنك لو أحببت ربك لأطعته وأحببت داعيه ، ولكنك كنت تحب الشيطان وتطيعه في كل أوامره وتجيب داعيه، والمرء مع من أحب ، وسيحشر يوم القيامة مع من أحب .

قل لي بالله عليك ، ألم تكن تعلم أن الصلاة واجبة عليك ؟
بالطبع تعلم .. ولكن الكسل والكبر والجري وراء لذائذ الدنيا أخذلتك عن القيام بها .
قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : « الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ »

ألم تعلم أن العهد الذي بيننا وبين الكفار الصلاة ، ومن يتركها فقد يكفر والعياذ بالله ؟
وهذه فتوى لابن عثيمين في ترك الصلاة : ( إن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة , فالذي لا يصلي كافر خارج عن الملة , وإذا كان له زوجة انفسخ نكاحه منها , ولاتحل ذبيحته , ولا يقبل منه صوم ولاصدقة , ولا يجوز أن يذهب إلى مكة فيدخل الحرم , وإذا مات فإنه لا يجوز أن يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولايدفن مع المسلمين , وإنما يخرج به إلى البر ويحفر له حفرة يرمى فيها , ومن مات له قريب وهو يعلم أنه لا يصلي فإنه لا يحل له أن يخدع الناس ويأتي به إليهم ليصلوا عليه , لأن الصلاة على الكافر محرمة لقوله تعالى :( ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله ) 0
ولأن الله يقول :( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) انتهى ..

وقد ذكر الإمام الذهبي في كتابه ( الكبائر ) : أن شاباً دفن أخته في المقبرة ، وأثناء الدفن سقطت محفظة النقود في قبرها , وعند عودته إلى البيت تبين له أن محفظته ليست معه ، وتذكر أنه ربما تكون قد سقطت في القبر , فعندما رجع إلى قبر أخته وحفر ، ظهرت ناراً عظيمة من قبرها ، هرب الشاب وعلم أن أخته ماتت على سوء الخاتمة 0 وذهب ليسأل أمه : ماذا كانت تفعل أختي قبل أن تموت ؟ لأنني رأيت ناراً عظيمة تخرج من قبرها 0 قالت : لم تكن تعمل شيئاً غير أنها لم تكن تصلي الصلوات في وقتها .

أخي في الله .. فكر .. هذه حالتها لأنها كانت تصلي ولكن تؤخرها ، أحيناً كانت تصلي الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء ، فما بالك بالذي لا يصلي أبداً . هذا حالها في القبر فقط ، فما بالك بيوم القيامة .

إذاً لما الرجل يتعب ليل نهار في حفر زرعه أو بستانه ؟
لأنه يريد أن يحصد ما جنته يداه من تعب عمله ، فاليوم لك ما جنيت .

نحن الآن في فصل الصيف والمكيفات تعمل والحر يكاد يقطع أفئدتنا ، لا نكاد نتحمل الحر ،فما بالك بحر يوم القيامة ألا يستحق أن تتفكر فيه أكثر ، لأن الإنسان إذا مات لا يستطيع الخروج من القبر ليعمل العمل الصالح من صلاة وصيام وزكاة وصدقة .
ألا يستحق أن تفكر في ظلمة القبر وحره ؟ وضمته على أعضاءك ؟ وأكل الديدان أجسادك ؟
هل تريد العذاب لمجرد شهوة قضيتها في الدنيا ؟ أو صلوات لم تصليها ؟ أو قد ألحقت ظلماً بإنسان ضعيف كنت في عز جبروتك وطغيانك ؟

يا أخي .. إن أكبر نعمة هي أنك على قيد الحياة ، وتستطيع أن تقول :
( استغفر الله ، وأتوب إليك من كل الذنوب ) ويكون مخلصاً من قلبك ، ويكون العزم على عدم العود إلى الذنوب ، لأنك لومت لاينفع الندم والتوبة والإستغفار.
أخي مادام النفس يخرج منك ( اطلب التوبة ) لأن الموت يأتي فجأة ، أو ربما يتوقف ويقف القلب ويموت الإنسان وبذلك يكون قد خسر الدارين .

هل تعرف ماذا يعني لو أنك تركت كل المعاصي والذنوب وتبت إلى الله ؟
هذا يعني أن الله سوف يغفر لك كل الذنوب التي أسلفتها من قبل مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، ليس هذا فحسب ، بل إن الله سيبدل كل سيئاتك إلى حسنات ، أليس هذه نعمة كبيرة ، أليس ربك غفور رحيم . قال تعالى : { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } سورة الفرقان .
كم نحن مقصرون ، وكم نحن مذنبون ، وكم من ذنب نرتكبه في اليوم والليلة ، وكم من نظرة حرام ، ومن جلسة حرام ، وكم إنساناً على وجه الأرض ينتهك حرمات الله كالزنا وشرب الخمر والقمار والسهر إلى الفجر بدون صلاة .

هل تعتقد نحن خلقنا لهذا ، أم خلقنا للعبادة والفوز بالجنة ؟
إن الله جعل النساء والأموال والأولاد فتنة لنا واختباراً وجعلها مكاناً للامتحان ، لذلك ميّز رب العالمين الإنسان عن الحيوان بالعقل لكي يستخدمه في مكانه الصحيح 0
هل الحياة صعبة بارتكاب المعاصي ؟ كلا إنها سهلة .
ولكن الحياة صعبة بكبت الشهوات ، وهذا هو الاختبار الحقيقي .
إذاً ما الفرق بينك وبين البهائم (أعزك الله) ؟ أنت تأكل وهي تأكل ، أنت تنام وهي تنام ، أنت تجامع النساء وهي أيضاً لها نفس الوظيفة ، ولكن الفرق بينك وبينها أنك تصلي وتصوم وتقوم بباقي العبادات وهي .. لا .
لذا عليك شكر نعم الله عليك ، وذلك بالعبادات والطاعات له ، واجتناب نواهيه .

وبعد هذا ألا يكفي النظر إلى الحرام ، والسماع إلى الحرام كسماع الأغاني أو الغيبة أو مشاهدة القنوات الفضائية أو إلى المجلات الساقطة وإلى غير ذلك ، واحذر الخلوة بالنساء دون محرم فإن ذلك يؤدي إلى الوقوع في الرذيلة .
واعلم إن الله لن يعذر رجل وصل الخمسين والستين ، ويقول غداً سأتوب وغداً سأصلي وغداً سأصوم وغداً وغداً ...
وهل يا ترى بقى لك من العمر شئ بعد أن تجاوزت الخمسين أو الستين ؟ هل تعلم متى ستموت ؟ وهل مازال عندك أمل أنك تعيش أكثر مما عشته؟ قالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم :«أَعْذَرَ اللّهُ إِلَى امْرِىءٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً» رواه البخاري.

أنت !!؟ ماذا تريد من هذه الدنيا أكثر مما أخذته ؟ هل أعطيت ربك أكثر مما أخذت ؟ كلا .
فاحذر هذه السقطة إنه من عمل الشيطان ، قال تعالى : {ياأَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} سورة لبقرة

وعمله أن يسوّف لك ويمنّيك بالأماني المزيفة وذلك منذ أن كنت صغيراً إلى أن تكبر ويقول لك : أنت مازلت صغيراً ، وعندما تنهي من الدراسة أو السفر أو الزواج أطلب التوبة من الله واعمل الطاعات ، وسوف تدعوا بعد ذلك إلى دين الله ، وسوف وسوف وسوف ....
إلى أن يقبض الله روحك وأنت في عز لهوك وطيشك ،وتأتي إلى الله وهو عليك غاضب ، وبعدها تندم وتقول : { رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

أخي في الله .. هل أنت أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ بالطبع لا ..
إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي ويصوم ويطيع الله ولا يعصي أوامره ، الرسول الذي غفر الله له ذنبه ما تقدم وما تأخر كان يطيع ربه بالليل والنهار حتى تتفطر قدماه ، فما بالك أنت ، لم يغفر لك ذنبك ، ولم يكفر عن سيئاتك ومع ذلك تعصي الله وتعمل الفواحش والمنكرات وفوق هذا تريد الجنة .. سبحان الله .

أخي : هذه بعض نصائح من أخ لك يحبك في الله ويخاف عليك ، نحن المسلمين نحب بعضنا بعضاً ، ولابد أن نتناصح فيما بيننا ، وواجبي كمسلم أن أذكّرك في الله ، وفي عذابه وغضبه { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
وإن الإنسان يغفل عن ذكر الله وينسى { وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ } الكهف

يا أخي .. ألا تريد النجاة من النار ؟ ألا تريد أن تقضي باقي أيامك في الآخرة في نعيم دائم ؟
إذاً لك هذه النصيحة الغالية مني ، وهي مجمل في قوله تعالى : {فَفِرُّواْ إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } وتخيل لو أنك تقضي يوم القيامة باقي أيامك في النار ، وفي العذاب الأليم مخلداً فيها إلى أبد الآبدين ، وحتى لو خرجت من النار ، يا ترى متى سيكون خروجك منها ؟ بعد سنة ؟ أو عشرة سنين ؟ أو بعد قرناً من الزمان؟
إن اليوم الواحد في النار تمر عليك كسنين طوال ، يا ترى هل تحب العذاب ؟ بالتأكيد لا أحد يود ذلك ، إذاً ماذا عليك أن تفعل ؟
أرجو منك عند انتهائك من القراءة تذهب وتتوضأ وتصلي لله , وتندم على كل عمل عملته , وعلى كل ذنب اقترفته .
وتذكر الموت .. هذا (الموت) الذي حير العلماء على مر العصور .. كيف هو ؟ ومتى يأتي ؟ وما أماراته ؟ وما هي الروح ؟ وكيف تخرج من الجسد ؟ وأين تذهب ؟ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}

أسأل الله العظيم أن يوفقك في حياتك , وتفكر في حال الموتى ، وفي قبورهم وكيف يعذبون ، وتحمد الله أن لك بقية في عمرك لكي تتمكن من الاستغفار والتوبة ، وتحمد الله إنك مازلت فوق الأرض وليس تحتها ، وما زال هناك فرصة للتوبة قبل أن يفوت الفوت .
ونسأل الله العظيم أن يثبتنا على ديننا ، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم ، وصلى الله على سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين .

لا تنسونا من دعاءكم الصالح ...


~.~.ْ~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~


كيـــــف أتـــــــــــوب ؟؟


الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
أخي الحبيب: أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا
الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟

فتعال معي أخي الحبيب لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.

كلنا ذوو خطأ
أخي الحبيب:
كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ،
فلست أنا و أنت بمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } .

والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته
المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.

أين طريق النجاة؟

قد تقول لي: إني أطلب السعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرف كيف ابدأ؟ فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه
يتلمس الطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟

والطريق أخي الحبيب واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة،
ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى . بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى
التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم .

ولكن.... ما التوبة ؟

التوبة أخي الحبيب هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية
الواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة... هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة، ومناط الفلاح... هي أول المنازل وأوسطها
وآخرها... هي بداية العبد ونهايته... هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه... هي شعور
بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.

ولماذا نتوب؟

قد تسألني أخي الحبيب: لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيها متعتي؟... لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟ ولماذا أتمنع عن المعاكسات الهاتفية
وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟... ولماذا ولماذا... أليس ينبغي
على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟... فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية... فلِمَ أتوب؟
وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب لا بد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك، وما قصدت إلا الخير والنجاة لك في الدارين....

والآن أجيبك على سؤالك: تب أخي الحبيب لأن التوبة:
1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال: يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحاً . وأمر الله ينبغي أن يقابل
بالامتثال والطاعة.

2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون . فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر
ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.

3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين . وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه
ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!

4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك
يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً . وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً
ويزدكم
قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين ، وقال: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات
ويجعل لكم أنهاراً .

6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى: يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري
من
تحتها الأنهار ، وقال سبحانه: إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً .

أخي الحبيب:
ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم نفسك بمعصية الله وتحرمها من الفوز
برضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.

قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن

كيف أتوب؟

أخي الحبيب:
كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها، تريد الأوبة إلى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف
المحرمات... ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟

وأقول لك: إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعض الأمور التي تعينك على التوبة وتساعدك
عليها:
1- أصدق النية وأخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة..
ومن
لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه
السوء
والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين .

2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما
عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.

3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟!
والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء
والحزن؟
ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه
وتتوب.

4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك
قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم }.

5- ابتعد عن رفقة السوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً..
فغيّر رقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من
يخالل } .

6- تدبّر عواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى ترك الذنوب بداية، والتوبة إلى الله
إن
كان اقترف شيئاً منها.

7- أَرِها الجنة والنار: ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.

8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة
السوء.

9- خلف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أرءيت من اتخذ إلهه هواه . فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل
ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه.

10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير ما ذُكر منها: الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر
الآخرة،
وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية، إلى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.

شروط التوبة الصادقة:

أخي الحبيب:
وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:
أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من
أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين .

ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة،
ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.

ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً.

رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه
السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال : { الندم توبة } .

خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في
المستقبل.

سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول
الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن
له
حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } .

سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } . وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } .

علامات قبول التوبة

أخي الحبيب:
وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:
1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على
صدق توبته وصحتها وقبولها.

2- ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه: ألا تخافوا
ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.

3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن
الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }. وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت).

4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً،
رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرين بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها.

5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه،
فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في
الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه
الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة.

احذر التسويف

أخي الحبيب:
إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن
الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار... والحذر الحذر من الغفلة
والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.

فسارع أخي الحبيب الى التوبة، واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ولات ساعة
مندم، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطع أنفاسك، وتنصرم لياليك.

تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة.

لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه

أخي الحبيب:
بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من
خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا
أخذهم
لم يفلتهم، يقول : { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله عز وجل: فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم
أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين } .

وأخيراً... !!

أخي الحبيب:
فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب... فر من الشهوات... فر من الدنيا كلها... وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً...
اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّ أخي الحبيب الى رحمة
الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~

مــاذا يعجــبك في الأغــاني ؟؟


إخوتي وأخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم اخوتي ما أحوجنا إلى المصارحة
كم تمضي بنا الدنيا .. ألا نستحق أن نقف دقائق نتصارح بلطيف الخطاب وعبارات المحب المشفق ..
أخي ... أختي أرجو منكم أن لا تبخلوا علي بقراءة مقالتي هذه...لا تستكثروا أن تعيروني خمس دقائق من أوقاتكم.....
و من كان غير متهيئ للقراءة الآن فليطبع هذه الكلمات ويقرأها في وقت آخر.... فإنها تستحق الاهتمام والتمعن.
أخي .. أختي ..... يا من تستمعون للغناء .....حروفي تناديكم رجاءً
لا تقولوا لن نستفيد ولو كررت النصح وأكثرت الموعظة …
لكن بثبات الواثق قولوا نعم سننصت لداعي الحق ، فالعاقل من أحق الحق
وقبله والجاهل من أغمض عينيه ورده .... والحق أبلج والباطل لجج.....
حسناً فلنبدأ ....
ألم تلاحظ أخي ويا أختي ... أنه : قد يصغي أحدكم لساعات متواصلة لمجموعة من الأغاني ، وقد يهتز جسده كله معها وتتفاعل نفسيته مع تلك الأغاني، ولكنه في الوقت نفسه يصعب عليه للغاية أن يجلس نصف ساعة فقط مع كتاب الله عز وجل ، مع أنه شفاء لما في الصدور ، ومع أنه هدى ورحمة ، ومع أنه كتاب سماوي كله بركة ونور وخير وعافية ..!.
هل سألت نفسك : لماذا تحلو الأغاني في عينيك ، وتستمتع بها ، بينما يصعب عليك الجلوس المتدبر مع القرآن ..؟
ببساطة : قال الله تبارك وتعالى ( وزين لهم الشيطان أعمالهم )
هذه الحقيقة وهذا بارك الله فيكم ما دعوتكم للمصارحة من أجله .
أحبابي ..... مصيبة أن نخدع أنفسنا والمصيبة الأعظم إيهامها بأن هذا الخداع ميزة وفضيلة فالأغاني هم وضيق ، بل وحياة ضنك لأنها إعراض عن ذكر الله ..فقد قال الله (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) . الأغاني حقيقتها أنها حسرة وألم وإن كانت هناك نشوة فإنها نشوة مزيفة من فعل الشيطان ....

واسمعوا هذا الخطاب الرباني لإبليس اللعين .. قال تعالى (( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً )).....
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وقوله تعالى \" واستفزز من استطعت منهم بصوتك \" قيل هو الغناء قال مجاهد باللهو والغناء أي استخفهم بذلك .

وقال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى - : ومن مكائد عدو الله ومصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين ، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين ، سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة ، ليصد القلوب عن القرآن ، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان ، فهو قرآن الشيطان ، والحجاب الكثيف عن القرآن ، وهو رقية اللواط والزنا ، وبه ينال الفاسق من معشوقه غاية المنى ، كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكراَ وغروراً ، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه ، فقبلت وحيه ، واتخذت لأجله القرآن مهجوراً .. أنتهى كلامه رحمه الله .
وتزول تلك النشوة الباطلة والفرح الموهوم وتبقى حسرة المعصية و تذهب الفرحة المزعومة ويبقى الذنب مسجلا في صحيفة الأعمال .....
والغناء مجاهرة بالمعصية وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )) وبعض الناس يفخرون بالغناء ويهمهمون به شامخين به الرأس
وأي فخر ... يفخرون بمعصية الله ؟! ومن تفاهة ما يسمع ( فناني المفضل ... فنانتي المحبوبة) .. ألا يعلم هؤلاء أن المرء يحشر مع من أحب كما قال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه .
ولقد تلاعب الشيطان بهؤلاء الفنانين والفنانات ... فإنه يرى بعضهم أن الفن رسالة وتربية للأجيال ... وإذا سمعت فقط كلماتها أدركت أنها رسالة شيطان وإنها تدعو للقاء المحرم بكل وضوح .. فوالله صدق من أسماها رقية الزنا وبريد الزنا..

يا أبناء وبنات الإسلام ... لقد أمرنا الله بتطهير النفس فقال ( قد أفلح من زكاها ) والغناء ظلم للنفس التي أودعك الله إياها وأمرك بتزكيتها فحري بك تطهيرها من أرذال المعاصي والبعد بها عن أوحال الشهوات ، وليس لك أن تغشها باستماع الغناء فتظلمها بذلك .. وقد قال الله تعالى (( إنه لا يفلح الظالمون ))

قال الله تعالى ((وَمِنَ اَلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الحديث ِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اّللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمِ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ \")) قال بعض المفسرين لهذه الآية يشتري لهو الحديث بدينه وماله ووقته .
وقد أقسم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو من أعلم الصحابة رضي الله عنهم ، بأن (( لهو الحديث )) هو الغناء ...
وقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم مبيناً ومحذراً من هذا الداء الذي يستلطفه الكثير اليوم ... قال عليه الصلاة والسلام (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير و الخمر و المعازف ) بمعنى أنها أشياء محرمة و سيأتي زمن سوء تستحل فيه هذه المحارم..

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \" ليشربن أقوام من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير \" قال الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- : صحيح .
ولفظة المعازف تشمل آلات الطرب فلا يأتي مسكين فيظن أن الموسيقى وحدها بدون غناء حلال أو يأتي من يقول بأن الأغاني الوطنية حلال ... فأدلة التحريم واضحة .

ثم أن المال الذي اشتريت به تلك الأشرطة الغنائية والوقت الذي قضيته في الاستماع كل ذلك سوف تسأل عنه ..ولن ينفعك ذلك اليوم لا مطرب ولا مطربة إلا ما قدمت من صالح العمل .
فهل أعددت العدة لملاقاة الله وهل حسبت لذلك حساب ...
وأخيراً ... لكل من نوى والتوبة والرجوع للحق ...أزف له هذه البشرى ... إلى من عزم على الاقلاع عن الغناء وتطهير أذنيه من هذا الهراء ... أزف إليك هذه البشرى فاقرأ ....
قال تعالى: {ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون}والحبرة هي اللذة والسماع. وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الحور العين لتغنين في الجنة ، يقلن : نحن الحور الحسان .. خبئنا لأزواج كرام . قال الألباني حديث صحيح ))
وقد نظم ابن القيم رحمه الله قول ابن عباس رضي الله عنهما في أبيات در رائعة :
قال ابن عباس
ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان
فتثير أصواتاً تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالأوزان
يا لذة الأسماع لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدان
واهاً لذياك السماع فكم به للقلب من طرب ومن أشجان
نزه سماعك إن أردت سماع ذياك الغنا عن هذه الألحان
حب الكتاب وحب الحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان
والله إن سماعهم في القلب والإيمان مثل السم في الأبدان
والله ما انفك الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن
فالقلب بيت الرب جل جلاله حبا وإخلاصا مع الإحسان
فإذا تعلق بالسماع أصاره عبداً لكل فلانة وفلان ..

وقد يسأل أحدكم … كيف أتخلص من سماع الأغاني ؟ فإنني قد تعودت عليها و لا أستطيع تركها بسهولة ؟؟ فإليكم هذه الخطوات فمن فعلها فاز بإذن الله :
1) أولاً الصدق في التوبة .. وأن تكونوا أصحاب همة عالية و جرأة و شجاعة كي تتخذوا هذا القرار الشجاع…
2) القيام بتحطيم كل ما تملكون من أشرطة …
3) إذا أحسستم برغبة ملحة في سماع الأغاني …. فسارعوا بفتح أقرب مصحف والقراءة منه فهو يطمئن النفس و يقمع رغبتها في المعصية وإذا كنتم لا تستطيعون ذلك فاستمعوا لقراءة في مصحف لأحد المشايخ أو شريط محاضرات …….
4) إذا استهزأ بكم أحد على ترك سماع الأغاني فلا تردوا عليه و اشغلوا ألسنتكم بذكر الله حال مخاطبته لأحدكم و قولوا له إذا انتهى من كلامه \"جزاك الله خيرا و هداك \" فإن هذه الكلمة تؤنب نفسه و تهدئ أنفسكم ….
5) إذا كان أحد الوالدين أو الاخوة يستمع الأغاني وضحوا لهم حكمها بكلمات مهذبة أوإهداء شريط قرآن أو محاضرة أو كتيب قيم ....وناصحوهم باللين والرفق و أخبروهم أنكم تتضايقون من هذه الأغاني لأنها تشعركم بأنكم بعيدون عنهم .

أخيرا أخي أخيتي … أعلموا أن هذه الخطوات التخلص من هذا الداء سهل جدا جدا إذا صدقتم في التوبة إلى الله وإذا سددتم كل منافذ الشيطان عليكم … ولا تسوفوا و يقول أحدكم بعد هذا الشريط الجديد سأتوب … ولا تقولوا بعد يوم .. بعد شهر.. بعد سنة … فالشيطان يجعل اليوم يومين و الشهر شهرين و السنة سنتين وكم من أخ وأ خت كا نوا هائيمن غافلين لا يكاد لسان أحدهم يسكت عن ترديد أغنية وكأنها تسير في شرايينهم ... وهم الآن يلهجون بذكر الله ..ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه ..

أخي ... أخيتي إذا كا ن أحد الأقارب أو الأصدقاء يسمع الأغاني فانصحوه فإن لم يستمع لكم فيجب أن تفارقوه فوراً و لا يقول أحدكم يكفي أن أتوب أنا و لن يؤثر علي ….
فاربئوا بأنفسكم عن مواطن السوء والهلكة تفلحوا . و سارعوا إلى التوبة حال
قراءة هذه المقالة ولا تسوفوا لأن سوف من جنود إبليس

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~


تبـاً لك ايتها الــذنــــوب !!


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

كم للذنوب والمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة
ما لا يعلمه إلا الله ..


منها حرمان العلم..


قال الشافعي لرجل أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .


وحرمان الرزق


إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه . فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي .



والوحشة فى القلب : وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وهذا أمر لا يحس به


إلا من كان في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام .


وتعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه .


وظلمة يجدها في قلبه حقيقةيحس بها كما يحس بظلمة الليل فالطاعة نور والمعصية ظلام.

و حرمان الطاعة: فلو لم يكن للذنب عقوبة فكفاه انه صد عن طاعة الله فالعاصي يقطع


قال الحسن البصري


هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على ربه لم يكرمه أحد



قال ابن القيم


فإن الذنوب تضر بالأبدان وأن ضررها بالقلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل


في الدنيا والمعاصي فما الذي أخرج الأبوين من الجنة؟ دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام


والأحزان والمصائب وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السموات وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه فجعل


صورته أقبح صورة وباطنه أقبح من صورته وبدله بالقرب بعدا وبالجمال قبحا وبالجنة نارا وبالإيمان كفرا


فاعلم أخي المؤمن أن سعادتك الحقيقية في رضا الله وفي العبودية لله عز وجل ..



وتذكر ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى ..



في القلب شعت لا يلمه إلا الإقبال على الله


وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله


وفي القلب خوف وقلق لا يذهب إلا الفرار إلى الله


وفي القلب حسرة لا يطفئها إلا الرضا بالله



فقل بشجاعة ..!


وداعا ياذنوبي !


لن تعودي !


~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~

منــقول من أكــثر من موقع..

سويت بحــث ..



يــــــــــــــــتـــــبع ..



:26:


السلاام ختــام ..
61
11K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(-ليالي-)
(-ليالي-)
لا حــول ولا قــوه الا بالله

أنا كتبته أمــس وكنت متوقعه اني اليوم القى مليـــون رد !!

وبـــــــــــــــــس الي دخلوا الموضوع 10 !!!!!

هـل التوبه موضوع غــــير مهم ؟؟

لا حـــول ولا قـــوه الا بالله ..
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
والله توني اقرااااااااااااااااااه



جزيتي الفردوس الاعلى ولاحرمك الاجر

كيف ماهو مهم الا مهم وادعوا لتثبيته


وسأنشره قدر مااستطيع

ولتنشره كل واحده منا لم ترد على الاقل


استغفرالله الذي لااله الا هو الحي القيوم واتوب اليه

اللهم اغفرلنا لوالدينا وللمسلمين وللمسلمات الاحياء منهم والامواات
سراب ووهم
سراب ووهم
الله يجزاك كل خير,,,,
(-ليالي-)
(-ليالي-)
الله يجزاك كل خير,,,,
الله يجزاك كل خير,,,,
الله يجـــزاك خيـــر

والله كلاامك يثلــج الصدر :)

وتاابعــي التكــلمه باذن الله ..:26:





ويــاك اختي سراب ووهم .. :26:
(-ليالي-)
(-ليالي-)
الله يجـــزاك خيـــر والله كلاامك يثلــج الصدر :) وتاابعــي التكــلمه باذن الله ..:26: ويــاك اختي سراب ووهم .. :26:
الله يجـــزاك خيـــر والله كلاامك يثلــج الصدر :) وتاابعــي التكــلمه باذن الله...
التـــــــــــــكــمله ..

:26:


`·.¸¸.·¯`··._.· (الخــطوات العلمــيه للــتوبه الصــادقــه ) `·.¸¸.·¯`··._.·

ما أحسب أحدًا ممن في قلبه ذرة من إيمان أنه يكره التوبة، حتى لو بدا الفساد من أفعاله، والشر في وجهه، فنداء التوبة يغلب على كل مسلم، يناديه أن يرجع إلى فطرته الأولى قبل أن يغيرها بيده، أو بحكم البيئة والعشرة، أو التعليم وغيرها
من عوامل التأثير في الإنسان، ويظل الإنسان يصارع، فإن صدق النية، وفقه الله تعالى لتوبة نصوح، وإن عاند وتجبر، تركه

الله لنفسه هذه المرة، وإن فتح له أبواب التوب مرات عديدة.


ولكن كيف يتوب الإنسان؟ فكثير ممن يود التوبة، يريد أن يأخذ أحد بيديه للتوبة الصادقة، ولكنه لا يعرف أين السبيل؟

اقترح لك عددًا من الخطوات العملية مثل:

1 - اجلس مع نفسك، قد يكون ذلك في حجرة، على أن تكون وحدك، دون أن يكون معك أحد، أغلق عليك باب حجرتك.



أو اجلس في مسجد من المساجد، بعيدًا عن جو الدنيا.



أو اجلس في حديقة عامة، حيث الخضرة والهواء الطلق، والهدوء بعيدًا عن زحمة العمل أو البيت.



2 - اختر المكان المناسب لك، واجعل معك قلمًا وورقًا، وسطر بيديك ذنوبك، قسمها كبائر وصغائر، وأحصها جيدًا.



فالإحصاء جيد لمعرفة كم الذنوب التي يقترفها الإنسان.



3 - انشغل أولاً بالكبائر، عدها جيدًا، وانظر أخطرها وأعظمها أثرًا.



ابدأ بأكبر الكبائر، فالأصغر فالأصغر.



4 - انشغل بذنب واحد، وضع خطة للتخلص منه.



5 - انظر ما الذي يدفعك إلى فعل الذنب، فقد يكون الفراغ، أو شهوة النفس، أو أصدقاء السوء، أو غير ذلك، فمعرفة الدافع

للفعل تساعد كثيرًا على التخلص منه، أو استثماره بشكل أفضل.



6 - تعقل ما الذي تستفيده من وقوعك في الذنب؟ انظر وسيلة مباحة تحقق بها ما تظن أنه فائدة، أو تركه في الله، فكل ما

حرم الله فيه ضرر للإنسان.



7 - ضع جدولاً زمنيًّا، واجعل التغيير مرحليًّا، لا تتعجل وتجد في نفسك التخلص من كل الذنوب، فربما كان في الإسراع إنهاء

لمشروع التوبة، لا تكن كمن يجري بسرعة، ويظل يجري، فإذا به يقع على الأرض، فلا ظهرًا أبقى، ولا أرضًا قطع.



8 - قسم التخلص من الذنوب على جدول زمني، انظر كم يومًا يمكن لك أن تتخلص فيه من الذنب، ربما يكون في شهر أو

أكثر، وربما يكون في أقل.



9 - قسم الجدول الزمني إلى أسابيع وأيام.



10 - اجعل الجدول الزمني في حقيبتك، أو حافظتك، وتابع القدر اليومي للتخلص من الذنب.



11 - لا تنم حتى تنظر في جدولك، وضع علامة على تحقق القدر اليومي، فإن لم تكن حققته، فخذ هذا القدر مع القدر

اليومي لليوم التالي.



12 - أعط نفسك درجات في تحقق القدر اليومي، وتابع بشدة.



13- ادعُ الله كل يوم أن يتوب عليك.



14- ابتعد عن كل ما يعوقك عن التوبة.



15- كافئ نفسك عن كل تقدم في التوبة إلى الله.



16 - استشعر نداء الله لك بالتوبة: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".



17 - استشعر فرحة الله تعالى بتوبتك، ألا يستحق خالقك أن تفرحه بالعودة إليه؟



18 - ابدأ في النظر إلى الذنب الثاني، وطبق جدول العلاج فيه أيضًا.



مثال تطبيقي:



مشاهدة المواقع الإباحية.



1 - اجلس مع نفسك، واسألها بكل صراحة: ما الذي يجعلك تشاهد المواقع الإباحية؟



هل لأنك تجد متعة في مشاهدة العري؟



هل تشاهد من باب الفضول؟



هل لأنها تثير شهوتك؟



2 - انظر: كم تقضي من الوقت؟ وما المردود العملي من هذا؟ لن تجد مردودًا سوى (ضياع دين/ ضياع وقت/ ضياع واجبات/

غضب الله/ البعد عن مواطن الخير/ موات النفس/... إلخ).



3 - اسأل نفسك: هل مشاهدة التعري فعلاً متعة؟



ألا يوجد طريقة أخرى لإثارة شهوتك بالحلال؟



ما تأثير هذا الفعل على نفسك وقلبك؟



هل فعلاً تريد أن تتخلص من هذا الفعل؟



3 - امسك القلم والورق، واكتب:



ما الذي يدفعك لهذا العمل؟



الأصدقاء/ الفراغ/ البقاء وحدك/... إلخ.



4 - انظر كيف تعالج كل واحدة.



أ - إن كان البقاء وحدك يدفعك في هذا، فاعلم أن الله تعالى يراك.



ب - لا تجلس وحدك، نادِ أخاك، أو صديقك، أو أختك، أو زوجتك، أو أمك، أو أي أحد ممن تثق فيه.



ج - لا تفتح الإنترنت إلا في وجود أحد من الصالحين.



وإذا ظهرت نتيجة طيبة، فعوِّد نفسك على أن تفتحه في وقت لا يكون فيه أحد، بعد استشعار أن الله تعالى معك.



5 - حاول أن تستمع للقرآن وأنت جالس على جهاز الكمبيوتر.



6 - أنزل برنامج الذاكر على جهازك.



7 - تذكر أنك قد تموت وأنت على حالتك هذه، وأنك تبعث عند الله على رؤوس الخلائق، وأنت تشاهد العري.



8 - اخرج إلى الحدائق والأزهار، وشاهد الخلق، انظر إلى السماء كثيرًا، واستمتع بالنظر إلى السماء والأرض والأشجار

والأزهار.



9 - سر على شاطئ البحر أو النهر، وتمتع بالمنظار الخلابة.



10 - شاهد من الفضائيات ما هو نافع لك، وأشغل نفسك بالبديل المباح عن الحرام.



11 - الإنترنت ليس كل شيء في حياتنا، حاول أن تشغل نفسك بأنشطة حية بعيدًا عن الإنترنت والكمبيوتر.



12 - إن كنت تشكو من شيء دفعك إلى هذا الفعل، فاسع إلى علاجه بشكل فعّال وحقيقي.



13 - استعن بالله، فما خاب من استعان به ودعاه.



14 - كافئ نفسك بنزهة، أو أكلة، أو شيء تحبه نفسك، ما دام مباحًا.



15 - اشكر الله تعالى أن وفقك، فمن شكر الله، زاده الله من نعمه، وليست هناك نعمة أفضل من التزام أوامر الله تعالى.


يــتبــــــع .. :26: