دخلت الى الغرفة.... كانت مليئة بالاوراق المبعثرة هنا وهناك ..شك....والارض مفروشة بالالعاب ....والاولاد كانوا يقفزون ويركضون ....تنفست بعمق وقلت في نفسي .....اااه هل علي حقا ان انظف كل هذا ؟؟!!
دأت بالاوراق وانا اطبقهم وارفعهم من الارض وقعت عيني على اوتجراف صغير ....نظرت اليه لثواني ...تركزت عيناي عليه...ترددت لحظات ...لكني في النهاية اخذته ....ثم جلست على الارض ...وسط كل هذه الفوضى وبدأت أقلب صفحاته ...
هناك شئ جميل اشعر به الان...نعم...انه الذكريات ....الحنين....والشوق للعودة الى الوراء ....الى ذلك الزمان ....الى تلك الايام ....ايام الدراسة ....ما اجملها من ايام....
بدأت بالقراءة ....باسترجاع الذكريات ....واسترجاع تلك الايام...لدقائق نسيت نفسي...نسيت موقعي....نسيت وجودي في تلك الغرفة...وذهبت هناك .... بعبدا...بعيدا جدا....الى ذلك المبنى .....الى ذلك الصف.....الى تلك الطاولة .... اجل انا كنت اجلس هنا ....في منتصف الصف .... الصف الذي ضم اعز واغلى الاصدقاء ...
قلبت اكثر في ذلك الدفتر الصغير الذي يحمل من الذكريات الكثير ...زجدت ما كتبت لي اختي الغاية نبع الحب ..... نعم هذا صحيح ....ايام الثانوية كانت معي بنفس المدرسة... تذكرت كيف كانت المعلمات يقارني بها دوما لانها كانت اشطر مني ...وتذكرت كيف كنت اركض اليها عند اول مشكلة تصادفني ....
قلبت اكثر في ذلك الدفتر الذي كلما قلبت فيه اكثر كلما وجدت فيه من الذكريات اكثر واكثر....
صاحبة الخدود الوردية؟؟!!.....ماهذا ....اه تذكرت ...نعم انها معلمة الكلية لمداة الفيزياء...اعطتني هذا الاسم لانها كانت ترى ان خذودي وردية....ماذا ايضا.....كلمات العزيزة المميزة تغريد........والغاليات دارين....سالي...شروق...الهام .... فتيات الشلة التي كنت فيها ...ما كان اسمها....... نسيت ......ربما كان لشلتي اسم وربما لا ....لم اعد اذكر ....
ثم وفجاءة صحوت ...صحوت مع اني لم اكن نائمة .... صحوت على صوت زوجي يناديني واطفالي من حولي...فكرت ...كم تغيرت حياتي ..... اصبحت كاني شخصا اخر ...لكن بداخلي ..بداخل نفسي...لازلت تلك الفتاة الصغيرة... التي تحب الحياة والضحك والمرح ذات المشاعر الحساسة ....
نظرت الى ذلك التلجراف المغلق .... البعض كتب لي عن ابتسامتي المشرقة...والبعض الاخر تمنى لي ان لا تنمحي هذه الابتسامة عن وجهي .... البعض كتب عن مرحي...عن ضحكاتي ونكاتي.....
هل حقا كنت بهذا المرح ...وهذه السعادة.... لماذا اذا...لماذا انا الان هكذا.... سريعة الغضب.... يملئني الحزن ...الهموم... والمسؤوليات.....لا يجب علي المتابعة هكذا ......صحيح ان الغربة صعبة وقاسية...لكني الان لم اعد وحدي........ صار لي عائلة من حقهم رؤيتي على حقيقتي...رؤية الابتسامو والضحك والمرح ..... حتى مع الغربة.... لذا سأتغير.... لن اعطي الامور اكثر مما تستحق....لن افقد اعصابي بسرعة.... ساتحمل ....ساصبر .....سامنح وقتي لاسعاد عائلتي الصغيرة... ولاغمر حياتي معهم بالذكريات.... الذكريات الجميلة..... علهم يوم عندما يكبرون ويعودون بالزمن الى الوراء ....علهم ان يجدوا من الذكريات الجميلة الكثير الكثير ....
قمت وكلي نشاط و حيوية ومرح وتفاؤول .... نظفت الغرفة ورتبتها ...ثم كتبت هذه الكلمات ...وعندما انتهيت ..ذهبت الى المطبخ لاجد اولادي..." الله يحفظهم".... قد اخرجوا قالب الكيك من البراد ....وقسموه واكلو منه ....وامتلأت الطاولة بالشكولاتة ....وامتلأت وجوههم وايديهم وملابسهم بالكريما.... لم اتمالك نفسي ....بدأت بالصراخ والتهديد والوعيد...ثم توقفت للحظة... ألم اكتب منذ قليل عن التحمل والصبر...عن المرح والسعادة والذكريات الجميلة....هززت راسي اسفا ....وفكرت في انه مع الزواج والاولاد ...يعد ضبط النفس اقرب الى المستحيل ....سحبت نفسا عميقا ثم تنهدت بقوة ... وعدت الى الصراخ ....والتنظيف.....والترتيب....وعاد كل شي كما كان ....
لكني لازلت أأمل و اتمنى ان ياتي ذلك اليوم الذي استطيع فيه التغلب على نفسي وعصبيتي ومعاملة اولادي بالصبر والحكمة ومنحهم من الذكريات الجميلة ما يستحقون ......
وأنا أقرأكلماتك أنتقلت الى عالم ذكرياتى ,,,
رأيت صديقات الثانوي وعشت أيام الفرح يالها من أيام ليتها تعود ,,,
ولكن الزمن لا يرجع للوراء ,,,
كانت لكل منا أحلامها الحلوه وكلها أنطلاق ومرح وشفافيه ,,,
حصرنا أنفسنا الأن فى البيت والاولاد وحملنا أنفسنا أكثر من طاقتها ,,,,
(شلنا الهم بدرى على رأى العجائز)
ولو أخذنا الامور بسهوله لوجدنا أن حاضرنا أحلى بكثير من الماضى
لكن هكذا هو الانسان لا يُعجبه حاله ودائماً ينظر الى الماضى وكأنه الاجمل ويخاف المستقبل
وعند قدوم المستقبل يستشعر جمال الحاضر ....