وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ(41)
أي آمِنُوا بِالقرآن العظيم مُصدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ من التوراة في أمور التوحيد والنبوة وَلا تَكُونُوا أول من كفر من أهل الكتاب وَ لا تستبدلوا بآياتي البينات التي أنزلتها عليكم حطام الدنيا الفانيةو خافون دون غيري.
وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(42)
أي لا تخلطوا الحق المنزل من الله بالباطل الذي تخترعونه، ولا تحرفوا ما في التوراة بالبهتان الذي تفترونه ولا تخفوا ما في كتابكم من أوصاف محمد عليه الصلاة والسلام {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه حق أو حال كونكم عالمين بضرر الكتمان.
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ(43)
أي أدوا ما وجب عليكم من الصلاة والزكاة، وصلوا مع المصلين بالجماعة، أو مع أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ(44)
يخاطب الله أحبار اليهود ومن سلك مسلكهم فيقول لهم على سبيل التقريع والتوبيخ أتدعون الناس إِلى الخير وإِلى الإِيمان بمحمد و تتركون أَنفُسَكُمْ فلا تؤمنون ولا تفعلون الخيروَأَنْتُمْ تقرؤون التوراة وفيها صفة ونعت محمد عليه الصلاة والسلام أفلا تفطنون وتفقهون .
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ(45)
أي اطلبوا المعونة على أموركم كلها بتحمل ما يشق على النفس من تكاليف شرعية، وبالصلاة التي هي عماد الدين وَإِنَّهَا لشاقة وثقيلة إِلا عَلَى المتواضعين المستكينين الذين صفت نفوسهم لله.
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(46)
أي يعتقدون اعتقاداً جازماً لا يخالجه شك أَنَّهُمْ سيلقون ربهم يوم البعث فيحاسبهم على أعمالهم وَأَنَّهُمْ معادهم إِليه يوم الدين.
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(47)
أي اذْكُرُوا نِعْمَتِي بالشكر عليها بطاعتي وَأَنِّي فضلت آباءكم عَلَى عالمي زمانهم بإِرسال الرسل، وإِنزال الكتب، وجعلهم سادة وملوكاً، وتفضيل الآباء شرفٌ للأبناء
وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ(48)
أي خافوا ذلك اليوم الرهيب الذي لا تقضي فيه نفسٌ عن أخرى شيئاً من الحقوق ولا تقبل شفاعة في نفس كافرة بالله أبداً ولا يقبل منها فداء وَلا ليس لهم من يمنعهم وينجيهم من عذاب الله.
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49)
أي اذكروا يا بني إسرائيل نعمتي عليكم حين نجيت آباءكم من بطش فرعون وأشياعه العتاة، والخطاب للأبناء المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم يولونكم ويذيقونكم أشد العذاب وأفظعه, يذبحون الذكور من الأولاد ويستبقون الإِناث على قيد الحياة للخدمة وَفِي ذَلِك من العذاب المهين من الذبح والاستحياء، محنة واختبارٌ عظيم لكم من الله تعالى بتسليطهم عليكم ليتميز البرُّ من الفاجر.
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(50)
أي اذكرواإِذ فلقنا لكم البحر حتى ظهرت لكم الأرض اليابسة فمشيتم عليها ونجيناكم من الغرق وأغرقنا فرعون وقومه، وذلك أن موسى عليه السلام عندما رأى فرعون وجيشه يتّجهون إلى البحر ليعبروه أراد أن يضرب البحر ليعود إلى السيولة، فلا يلحق بهم آل فرعون، أوحى الله تعالى إليه: {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ} أي اتركه كما هو حتى يتبعكم فرعون وجيشه ليهلكوا {وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} أي وأنتم تشاهدون ذلك فقد كان آية باهرة من آيات الله في إِنجاء أوليائه وإِهلاك أعدائه.

وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ(51)
أي وعدنا موسى أن نعطيه التوراة بعد أربعين ليلة وكان ذلك بعد نجاتكم وإِهلاك فرعون ثُمَّ عبدتم العجل(أصل هذا الذهب الذي صنع لهم السامريُّ منه عجلاً من الحليّ التي أخذوها خِلسة من نساء آل فرعون أثناء خدمتهم لهن، ولذا فتنهم الله بالمال الحرام) مِن بعد غيبته عنكم حين ذهب لميقات ربه وَأَنْتُم معتدون في تلك العبادة ظالمون لأنفسكم
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(52)
أي تجاوزنا عن تلك الجريمة الشنيعة من بعد ذلك لكي تشكروا نعمة الله عليكم وتستمروا بعد ذلك على الطاعة.
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(53)
أي واذكروا نعمتي حين أعطيت موسى التوراة الفارقة بين الحق والباطل وأيدته بالمعجزات لكي تهتدوا بالتدبر فيها والعمل بما فيها من أحكام.
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(54)
أي واذكروا حين قال موسى لقومه بعدما رجع فرآهم قد عبدوا العجل يا قوم لقد ظلمتم أنفسكم بعبادتكم للعجل فَتُوبُوا إِلى من خلقكم بريئاً من العيب والنقصان فَليقتل البريء منكم المجرم ذَلِكُم أي رضاكم بحكم الله ونزولكم عند أمره خير لكم عند الخالق العظيم فيقبل توبتكم وهو عظيم المغفرة واسع التوبة.
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(55)
أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين خرجتم مع موسى لتعتذروا إِلى الله من عبادة العجل فقلتم لن نصدّق بأنَّك رسول من عند الله حتى نرى الله علانية.
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(56)
أي أحييناكم بعد أن مكثتم ميتين يوماً وليلة، فقُاموا وعاشوا ينظر بعضهم إِلى بعض كيف يحيون لعلكم تشكروا الله على إِنعامه عليكم بالبعث بعد الموت.
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(57)
أي سترناكم بالسحاب من حر الشمس وجعلناه عليكم كالظُلَّة و أنعمنا عليكم بأنواعٍ من الطعام والشراب من غير كدٍّ ولا تعب،والمنُّ كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه، والسلوى: طير يشبه السماني لذيذ الطعم,وقلنا لهم كلوا من لذائذ نعم الله, وإذ كفروا هذه النعم الجليلة، ما ظلمونا ولكن ظلموا أنفسهم، لأن وبال العصيان راجع عليهم.
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58)
أي واذكروا نعمتي حين قلنا لكم بعد خروجكم من التيه، ادخلوا بيت المقدس فكلوا منها أكلاً واسعاً هنيئاً وادخلوا باب القرية ساجدين لله شكراً على خلاصكم من التيه وقولوا يا ربنا حطَّ عنا ذنوبنا واغفر لنا خطايانا ,نمح ذنوبكم ونَكَفِّرْ سيئاتكم ونزيد من أحسن إحساناً، بالثواب العظيم، والأجر الجزيل
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59)
أي غَيَّر الظالمون أمر الله فقالوا حيث دخلوا يزحفون على "أدبارهم" وقالوا على سبيل الاستهزاء "حِنْطة" وهي القمح، ليطوعوا اللفظ لأغراضهم فكأن المسألة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة وسخرية من أوامر الله. فأنزلنا عليهم طاعوناً وبلاءًبسبب عصيانهم وخروجهم عن طاعة الله، روي أنه مات بالطاعون في ساعة واحدة منهم سبعون ألفاً.
وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(60)
أي حين طلب موسى السقيا لقومه وقد عطشوا في التيه فَقُلْنَا اضرب أيّ حجر كان
تتفجر بقدرتنا العيون منه فضرب فتدفق الماء منه بقوة وخرجت منه اثنتا عشرة عيناً بقدر قبائلهم,و علمت كل قبيلة مكان شربها لئلا يتنازعوا وقلنا لهم: كلوا من المنّ والسلوى، واشربوا من هذا الماء، من غير كدّ منكم ولا تعب، بل هو من خالص إِنعام الله ولا تطغوا في الأرض بأنواع البغي والفساد.
أي وعدنا موسى أن نعطيه التوراة بعد أربعين ليلة وكان ذلك بعد نجاتكم وإِهلاك فرعون ثُمَّ عبدتم العجل(أصل هذا الذهب الذي صنع لهم السامريُّ منه عجلاً من الحليّ التي أخذوها خِلسة من نساء آل فرعون أثناء خدمتهم لهن، ولذا فتنهم الله بالمال الحرام) مِن بعد غيبته عنكم حين ذهب لميقات ربه وَأَنْتُم معتدون في تلك العبادة ظالمون لأنفسكم
ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(52)
أي تجاوزنا عن تلك الجريمة الشنيعة من بعد ذلك لكي تشكروا نعمة الله عليكم وتستمروا بعد ذلك على الطاعة.
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(53)
أي واذكروا نعمتي حين أعطيت موسى التوراة الفارقة بين الحق والباطل وأيدته بالمعجزات لكي تهتدوا بالتدبر فيها والعمل بما فيها من أحكام.
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(54)
أي واذكروا حين قال موسى لقومه بعدما رجع فرآهم قد عبدوا العجل يا قوم لقد ظلمتم أنفسكم بعبادتكم للعجل فَتُوبُوا إِلى من خلقكم بريئاً من العيب والنقصان فَليقتل البريء منكم المجرم ذَلِكُم أي رضاكم بحكم الله ونزولكم عند أمره خير لكم عند الخالق العظيم فيقبل توبتكم وهو عظيم المغفرة واسع التوبة.
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(55)
أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين خرجتم مع موسى لتعتذروا إِلى الله من عبادة العجل فقلتم لن نصدّق بأنَّك رسول من عند الله حتى نرى الله علانية.
ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(56)
أي أحييناكم بعد أن مكثتم ميتين يوماً وليلة، فقُاموا وعاشوا ينظر بعضهم إِلى بعض كيف يحيون لعلكم تشكروا الله على إِنعامه عليكم بالبعث بعد الموت.
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(57)
أي سترناكم بالسحاب من حر الشمس وجعلناه عليكم كالظُلَّة و أنعمنا عليكم بأنواعٍ من الطعام والشراب من غير كدٍّ ولا تعب،والمنُّ كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه، والسلوى: طير يشبه السماني لذيذ الطعم,وقلنا لهم كلوا من لذائذ نعم الله, وإذ كفروا هذه النعم الجليلة، ما ظلمونا ولكن ظلموا أنفسهم، لأن وبال العصيان راجع عليهم.
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58)
أي واذكروا نعمتي حين قلنا لكم بعد خروجكم من التيه، ادخلوا بيت المقدس فكلوا منها أكلاً واسعاً هنيئاً وادخلوا باب القرية ساجدين لله شكراً على خلاصكم من التيه وقولوا يا ربنا حطَّ عنا ذنوبنا واغفر لنا خطايانا ,نمح ذنوبكم ونَكَفِّرْ سيئاتكم ونزيد من أحسن إحساناً، بالثواب العظيم، والأجر الجزيل
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59)
أي غَيَّر الظالمون أمر الله فقالوا حيث دخلوا يزحفون على "أدبارهم" وقالوا على سبيل الاستهزاء "حِنْطة" وهي القمح، ليطوعوا اللفظ لأغراضهم فكأن المسألة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة وسخرية من أوامر الله. فأنزلنا عليهم طاعوناً وبلاءًبسبب عصيانهم وخروجهم عن طاعة الله، روي أنه مات بالطاعون في ساعة واحدة منهم سبعون ألفاً.
وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(60)
أي حين طلب موسى السقيا لقومه وقد عطشوا في التيه فَقُلْنَا اضرب أيّ حجر كان
تتفجر بقدرتنا العيون منه فضرب فتدفق الماء منه بقوة وخرجت منه اثنتا عشرة عيناً بقدر قبائلهم,و علمت كل قبيلة مكان شربها لئلا يتنازعوا وقلنا لهم: كلوا من المنّ والسلوى، واشربوا من هذا الماء، من غير كدّ منكم ولا تعب، بل هو من خالص إِنعام الله ولا تطغوا في الأرض بأنواع البغي والفساد.

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(61)
أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قلتم لنبيكم موسى وأنتم في الصحراء لَنْ نَصْبِر على نوع واحدٍ من الطعام وهو المنُّ والسلوى و كان يأتيهم من جهة واحدة من السماء، فتطلعت أنظارهم الأرض، فقالوا ادع الله أن يرزقنا غير ذلك الطعام فقد سئمناه ونريد ما تخرجه الأرض من الحبوب والبقول من خضرتها كالنعناع والكرفس والكراث والقتَّة التي تشبه الخيار والثوم والعدس والبصل .
فقال لهم موسى مُنْكِراً عليهم: ويْحَكُم أتستبدلون الخسيس بالنفيس! وتفضلون البصل والبقل والثوم على المنّ والسلوى؟
ادخلوا مصراً من الأمصار وبلداً من البلدان أيّاً كان لتجدوا فيه مثل هذه الأشياء.
ومن الممكن أن تكون مصر التي عاش فيها فرعون.
ثم قال تعالى لزمهم الذل والهوان وضرب عليهم الصغار والخزي الأبدي الذي لا يفارقهم مدى الحياة و انصرفوا ورجعوا بالغضب والسخط الشديد من الله بسبب كفرهم بآيات الله جحوداً واستكباراً، وقتلهم أنبياء الله ظلماً وعدواناً .
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)
قال سلمان الفارسي: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دِين كنت معهم، فذكرت من صلاتهم وعبادتهم فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} الآية
دعا تعالى أصحاب المِلَل "المؤمنين، واليهود، والنصارى، والصابئين" إِلى الإِيمان الصادق وإِخلاص العمل لله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} المؤمنون أتباع محمد {وَالَّذِينَ هَادُوا} أي الذين تابوا من أتباع موسى {وَالنَّصَارَى} الذين قالوا نحن أنصار الله من أتباع عيسى {وَالصَّابِئِينَ} قوم عدلوا عن اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة فمن آمن من هذه الطوائف إيماناً صادقاً فصدَّق بالله، وأيقن بالآخرة وترك عقائد الشرك من التشبيه أو الكفر برسالة الإسلام وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه و عمل بطاعة الله في دار الدنيا فلهم ثوابهم عند اللهوليس عليهم خوف في الآخرة.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(63)
أي أخذنا منكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراه{وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} أي نتقناه حتى أصبح كالظلة فوقكم, رفع الله جبل الطور فوقكم وخيّركم بين الامتثال لأوامره وبين أن يطبق عليكم الجبل.
وقلنا لكم اعملوا بما في التوراة بجدٍّ وعزيمة واحفظوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه لتتقوا الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة.
لما رأى بنو إسرائيل الجبل فوقهم سجدوا خاشعين على الأرض مما يدل على قبولهم المنهج والتكاليف الربانية، ولكنهم كانوا وهم ساجدون ينظرون إلى الجبل خشية الوقوع عليهم. ولذلك سجود اليهود إلى يومنا هذا على جهة من الوجه، بينما تنظر الجهة الأخرى إلى أعلى. ولو سألتهم لقالوا: نحمل التوراة ثم يهتزون منتفضين لأنهم اهتزوا ساعة دفع الجبل عنهم، وهو الوضع ذاته في كل صلاة.
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ(64)
أي أعرضتم عن الميثاق بعد أخذه فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ بقبول التوبة وَرَحْمَتُه بالعفو عن الزلة لكنتم من الهالكين في الدنيا والآخرة.
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(65)
أي عرفتم ما فعلنا بمن عصى أمرنا حين خالفوا واصطادوا يوم السبت وقد نهيناهم عن ذلك.
وقد أرادوا يوماً للراحة فأعطاهم الله يوم السبت، وكانوا يعيشون على صيد السمك فأراد الله ابتلاءهم فحرم عليهم العمل يوم السبت، وجعل الحيتان تأتي في هذا اليوم وتطفوا على سطح الماء لتفتنهم، فإذا جاء صباح الأحد ذهبت بعيداً، فأرادوا التحايل على الله فصنعوا حياضاً عميقة، وكان السمك إذا دخلها صعب عليه الخروج منها فيصطادونه صبيحة الأحد. فمسخناهم قردة بعد أن كانوا بشراً .
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(66)
وهى عقوبة زاجرة لمن شاهدها وعاينها وعبرة لمن جاء بعدها من الأمم وعظةً وذكرى لكل عبدٍ صالحٍ .
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ(67)
سب نزولها أن رجلاً من بني إسرائيل كان ثرياً جداً ولم يكن له وارث، فتآمر على ابن أخيه فقتله ليلاً ثم أخذ الجثة وألقاها في مكان قريب من إحدى القرى المجاورة ليتهموا بقتله. وكذلك كان الحال واحتدم الخلاف بينهم وأقارب القتيل، فذهبوا إلى موسى عليه السلام ليدعو ربه فيكشف القاتل، فاستجاب الله دعاءه وأمرهم بذبح البقرة,فكان جوابهم أتهزأ بنا يا موسى فقَال ألتجئ إِلى الله أن أكون في زمرة المستهزئين الجاهلين
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ(68)
أي ما هي هذه البقرة وأي شيء صفتها؟فقال لا كبيرة هرمة، ولا صغيرة لم يلحقها الفحل وسط بين الكبيرة والصغيرة فافعلوا ما أمركم به ربكم ولا تتعنتوا ولا تشدّدوا
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69)
أي ما هو لونها أبيض أم أسود أم غير ذلك؟ قَال إِنها بقرة صفراء شديدة الصفرة، حسن منظرها تسر كل من رآها. ومع هذا اختلفوا بينهم في تحديدها فرجعوا إلى موسى عليه السلام.
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ(70)
أعادوا السؤال عن حال البقرة واعتذروا بأن البقر الموصوف بكونه عواناً وبالصفرة الفاقعة كثيرٌ والتبس الأمر عليهم و سنهتدي إِلى معرفتها إِن شاء الله، ولو لم يقولوا ذلك لم يهتدوا إِليها أبداً .
أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قلتم لنبيكم موسى وأنتم في الصحراء لَنْ نَصْبِر على نوع واحدٍ من الطعام وهو المنُّ والسلوى و كان يأتيهم من جهة واحدة من السماء، فتطلعت أنظارهم الأرض، فقالوا ادع الله أن يرزقنا غير ذلك الطعام فقد سئمناه ونريد ما تخرجه الأرض من الحبوب والبقول من خضرتها كالنعناع والكرفس والكراث والقتَّة التي تشبه الخيار والثوم والعدس والبصل .
فقال لهم موسى مُنْكِراً عليهم: ويْحَكُم أتستبدلون الخسيس بالنفيس! وتفضلون البصل والبقل والثوم على المنّ والسلوى؟
ادخلوا مصراً من الأمصار وبلداً من البلدان أيّاً كان لتجدوا فيه مثل هذه الأشياء.
ومن الممكن أن تكون مصر التي عاش فيها فرعون.
ثم قال تعالى لزمهم الذل والهوان وضرب عليهم الصغار والخزي الأبدي الذي لا يفارقهم مدى الحياة و انصرفوا ورجعوا بالغضب والسخط الشديد من الله بسبب كفرهم بآيات الله جحوداً واستكباراً، وقتلهم أنبياء الله ظلماً وعدواناً .
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)
قال سلمان الفارسي: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل دِين كنت معهم، فذكرت من صلاتهم وعبادتهم فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا} الآية
دعا تعالى أصحاب المِلَل "المؤمنين، واليهود، والنصارى، والصابئين" إِلى الإِيمان الصادق وإِخلاص العمل لله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} المؤمنون أتباع محمد {وَالَّذِينَ هَادُوا} أي الذين تابوا من أتباع موسى {وَالنَّصَارَى} الذين قالوا نحن أنصار الله من أتباع عيسى {وَالصَّابِئِينَ} قوم عدلوا عن اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة فمن آمن من هذه الطوائف إيماناً صادقاً فصدَّق بالله، وأيقن بالآخرة وترك عقائد الشرك من التشبيه أو الكفر برسالة الإسلام وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه و عمل بطاعة الله في دار الدنيا فلهم ثوابهم عند اللهوليس عليهم خوف في الآخرة.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(63)
أي أخذنا منكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراه{وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} أي نتقناه حتى أصبح كالظلة فوقكم, رفع الله جبل الطور فوقكم وخيّركم بين الامتثال لأوامره وبين أن يطبق عليكم الجبل.
وقلنا لكم اعملوا بما في التوراة بجدٍّ وعزيمة واحفظوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه لتتقوا الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة.
لما رأى بنو إسرائيل الجبل فوقهم سجدوا خاشعين على الأرض مما يدل على قبولهم المنهج والتكاليف الربانية، ولكنهم كانوا وهم ساجدون ينظرون إلى الجبل خشية الوقوع عليهم. ولذلك سجود اليهود إلى يومنا هذا على جهة من الوجه، بينما تنظر الجهة الأخرى إلى أعلى. ولو سألتهم لقالوا: نحمل التوراة ثم يهتزون منتفضين لأنهم اهتزوا ساعة دفع الجبل عنهم، وهو الوضع ذاته في كل صلاة.
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ(64)
أي أعرضتم عن الميثاق بعد أخذه فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ بقبول التوبة وَرَحْمَتُه بالعفو عن الزلة لكنتم من الهالكين في الدنيا والآخرة.
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(65)
أي عرفتم ما فعلنا بمن عصى أمرنا حين خالفوا واصطادوا يوم السبت وقد نهيناهم عن ذلك.
وقد أرادوا يوماً للراحة فأعطاهم الله يوم السبت، وكانوا يعيشون على صيد السمك فأراد الله ابتلاءهم فحرم عليهم العمل يوم السبت، وجعل الحيتان تأتي في هذا اليوم وتطفوا على سطح الماء لتفتنهم، فإذا جاء صباح الأحد ذهبت بعيداً، فأرادوا التحايل على الله فصنعوا حياضاً عميقة، وكان السمك إذا دخلها صعب عليه الخروج منها فيصطادونه صبيحة الأحد. فمسخناهم قردة بعد أن كانوا بشراً .
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(66)
وهى عقوبة زاجرة لمن شاهدها وعاينها وعبرة لمن جاء بعدها من الأمم وعظةً وذكرى لكل عبدٍ صالحٍ .
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ(67)
سب نزولها أن رجلاً من بني إسرائيل كان ثرياً جداً ولم يكن له وارث، فتآمر على ابن أخيه فقتله ليلاً ثم أخذ الجثة وألقاها في مكان قريب من إحدى القرى المجاورة ليتهموا بقتله. وكذلك كان الحال واحتدم الخلاف بينهم وأقارب القتيل، فذهبوا إلى موسى عليه السلام ليدعو ربه فيكشف القاتل، فاستجاب الله دعاءه وأمرهم بذبح البقرة,فكان جوابهم أتهزأ بنا يا موسى فقَال ألتجئ إِلى الله أن أكون في زمرة المستهزئين الجاهلين
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ(68)
أي ما هي هذه البقرة وأي شيء صفتها؟فقال لا كبيرة هرمة، ولا صغيرة لم يلحقها الفحل وسط بين الكبيرة والصغيرة فافعلوا ما أمركم به ربكم ولا تتعنتوا ولا تشدّدوا
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69)
أي ما هو لونها أبيض أم أسود أم غير ذلك؟ قَال إِنها بقرة صفراء شديدة الصفرة، حسن منظرها تسر كل من رآها. ومع هذا اختلفوا بينهم في تحديدها فرجعوا إلى موسى عليه السلام.
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ(70)
أعادوا السؤال عن حال البقرة واعتذروا بأن البقر الموصوف بكونه عواناً وبالصفرة الفاقعة كثيرٌ والتبس الأمر عليهم و سنهتدي إِلى معرفتها إِن شاء الله، ولو لم يقولوا ذلك لم يهتدوا إِليها أبداً .

انكسـار
•
ام محمد جزاك الله عنا خير الجزاء
انا كنت منذ دخول رمضان ابحث عن تفسير قران حتى افهم
ما اقرأ
ووجدت وهي كثر ولله الحمد ولكنها لا استطيع ان احملها في جهازي هل تنفعيني بان تجدي لي تفسيرا استطيع تحميله في جهازي
ولك مني الشكر
انا كنت منذ دخول رمضان ابحث عن تفسير قران حتى افهم
ما اقرأ
ووجدت وهي كثر ولله الحمد ولكنها لا استطيع ان احملها في جهازي هل تنفعيني بان تجدي لي تفسيرا استطيع تحميله في جهازي
ولك مني الشكر
الصفحة الأخيرة
أي علّمه أسماء المسمّيات كلها أي عرض المسميات على الملائكة وسألهم أخبروني بأسماء هذه المخلوقات التي ترونها {إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} أي في زعمكم أنكم أحق بالخلافة ممن استخلفته.
قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32)
أي ننزهك يا الله عن النقص ونحن لا علم لنا إِلا ما علمتنا إِياه, أَنْتَ الذي لا تخفى عليه خافية {الْحَكِيمُ} الذي لا يفعل إِلا ما تقتضيه الحكمة
قَالَ يَاآدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(33)
أي أعلمهم بالأسماء التي عجزوا عن علمها، واعترفوا بتقاصر هممهم عن بلوغ مرتبتها ,فَلَمَّا أخبرهم بكل الأشياء، وسمَّى كل شيء باسمه، وذكر حكمته التي خلق لها قال تعالى للملائكة: ألم أنبئكم بأني أعلم ما غاب في السموات والأرض عنكم وَأَعْلَمُ ما تظهرون وَمَا تسرون من دعواكم أن الله لا يخلق خلقاً أفضل منكم.
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِن الْكَافِرِينَ(34)
أي اذكر يا محمد لقومك حين قلنا للملائكة {اسْجُدُوا لآدَمَ } أي سجود تحية وتعظيم لا سجود عبادة ,فَسَجَدُوا جميعاً له غير إبليس امتنع مما أمر به وتكبر عنه و صار بإبائه واستكباره من الكافرين حيث استقبح أمر الله بالسجود لآدم.
وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ(35)
أي اسكن في جنة الخلد مع زوجك حواء وكلا من ثمار الجنة أكلاً رغداً واسعاً من أي مكان في الجنة أردتما الأكل فيه و لا تأكلا من هذه الشجرة، قال أبو عباس: هي الكرمة فتصيرا من الذين ظلموا أنفسهم بمعصية الله.
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36)
أي أوقعهما في الزلة بسببها وأغواهما بالأكل منها. هذا إذا كان الضمير عائداً إلى الشجرة، أما إِذا كان عائداً إلى الجنة فيكون المعنى أبعدهما وحوّلهما من الجنة فَأَخْرَجَهُمَا من نعيم الجنة.وَقُلْنَااهبطوا من الجنة إلى الأرض والخطاب لآدم وحواء وإبليس, الشيطان عدوّ لكم فكونوا أعداء له ,و لكم في الدنيا موضع استقرار بالإقامة فيها و تمتع بنعيمها إلى وقت انقضاء آجالكم.
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)
أي استقبل آدم دعواتٍ من ربه ألهمه إياها فدعاه بها و قَبِل ربه توبته ,إِنَّ الله كثير القبول للتوبة، واسع الرحمة للعباد
قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(38)
كرر الأمر بالهبوط للتأكيد ولبيان أنَّ إقامة آدم وذريته في الأرض لا في الجنة , أي رسول أبعثه لكم، وكتاب أنزله عليكم فَمَنْ آمن بي وعمل بطاعتي لا ينالهم خوف ولا حزن في الآخرة ..
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(39)
وَالَّذِينَ جحدوا بما أنزلت وبما أرسلت هم مخلدون في الجحيم .
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ(40)
أي يا أولاد النبي الصالح يعقوب اذكروا ما أنعمت به عليكم وعلى آبائكم من نعم لا تعد ولا تحصى وأدّوا ما عاهدتموني عليه من الإِيمان والطاعة أُوفِ بما عاهدتكم عليه من حسن الثواب و اخشوني دون غيري.