شوفي الشمس
شوفي الشمس
الحلقه الثامنه ركبنا السيارة.. وركبت حرمنا المصون بالتقسيط المريح كطريقتها المعتادة في الركوب... وكان يبدو عليها الانزعاج الشديد... ناهيك عن تلك الدموع من تحت الغطاء....!! ليس غريبا عليّ انزعاجها...فقد تعودتُ عليه... الغريب هو مكان انزعاجها هذه المرة (بيتُ أختي)... وقبل أن أدير محرك السيارة.... قالت بصوت(أشبه بالصراخ بل هو الصراخ...!!) لم أعرف بأنك قد تزوجتني لكي أكون لعبة عند أهلك...!!! قلت لها:ما الذي حدث..؟؟ مالأمر...؟؟ أفهم..قبل بصوت عالٍ قالتْ... أختك تقول....(أجل لعب عليييييك ما قالك انه خذ إجازة)...! (أختي قصدها المحروس (أنا) وأختي اتصلت بي وأخبرتُها قبل وصولنا بقليل وكنتُ سأخبر حرمي بمفاجئتها بهذا الخبر وسأذهب بها لنقضي اليومين في فندق قصر العليا لكن هالموسوسة ما تعرف شي اسمه مزح فأختي من فرحتها بإقامتي وتفاعلها معنا قالت بصوت فرح ومازح أجل لعب عليييك وبيقعد) نرجع لقصتنا... (أنا كنت في تلك اللحظات مستوي عل آآخر)...!! قلت لها...كلامك سليم أن لم أتزوجك إلا لكي يلعب أهلي بك كيفما شاءوا (أحلى يا شديد-دعوي وش رايك الحين؟) أنا لم أتزوجك إلا لهذا لغرض.. تحبين تكونين لعبة عند أهلي أهلا بك... لاترغبين بأن تكوني لعبة عندهم الآن أرمي بك في بيت أهلك غير مأسوف عليكِ...!! وكأنها انصدمت من الموقف وأحست بجدية الموقف.. قالت ببكاء ونحيب(وكأن رأسها سيقطع)...!! لماذا تخاطبني بهذه الطريقة...!! قلت لها لأن هذا من قَدْرِكْ.. وأنا لم أعد أطيقكِ..بيت أهلكِ أولى بك.. ألهذه الدرجة عقلك لا يميز ولا يستوعب المزاح من الجد..!! ماذا أبقيتِ للأطفال...؟ مالذي أبقيتيه للمجانين...! لقد أفسدتِ عليّ فرحتي وإجازتي...!! أنت دائماً تصرينّ على الرجوع بزواجنا إلى الخلف رغم دفعي به إلى الأمام... رحماك يا ربي...من هذه المرأة..!! قالت : بخوف مصطنع ورجاء..مزيف... خلاص أنا آسفة أنا آسفة سامحني.... قلت :لها أسامحك على ماذا؟ السماح لن يغير من طباعك شيئاً فأنت مثل الشجرة الكبيرة لا ينفع معك شيء...!! قالت :لا أرجوك أعطني فرصة أعطني فرصة... قلت :استغفر الله العظيم وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم... اللهم اللطف بي.. في هذه اللحظة كنت قد مررت بمطعم الفخار.. قلت لها حتى دعوتي لك على العشاء أفسدتيها...بتصرفك.. (كنت في نفس الوقت جائعا.. أيضاً أنا لا أحب النكد وأنسى الزعل بسرعة ولا أحب إفساد..اللحظات الجميلة وتضييع الوقت في الزعل)... قلتُ: لها... هل تريدين أن نتناول العشاء هنا...؟؟ لم تمانع طبعاً....فقد كانت إحدى هواياتها... معرفة أسماء المطاعم....مع أنها لا تأكل..!! أوقفتُ سيارتي... نزلنا... طلبتُ طاجن سمك (نفر واحد) فهي لا تأكل...!! (مسألة مشاركة الأكل كانت مهمة جداً بالنسبة لي ) ولكنها تأبى الأكل...!! (ما علينا أهم شيء الأخلاق)... كنتُ أنظر إليها وهي لاتأكل فأتضايق كثيراً...! انتهينا من تناول العشاء... توجهنا بالسيارة إلى...المنزل.. دخلنا الحارة.... مررنا بجانب بيت صديقتها...(عبير) قالت : أتعرف لقد تطلقت( عبير) الله يذكرها بالخير (تقصد صديقتها) كانت حبوبة... بس إنها ارتاحت بعد طلاقها تطلقت.. قلت لماذا ترين بأنها ارتاحت..؟ قالت :العزوبية أفضل من الزواج....!! قلت : رحماك ياربي..اللهم أجرني في مصيبتي..!! قلت :أيضاً..يبدو أن ميزان العقل عندك قد تعطل منذ أم بعيد.. أر يد أن أعرف على ماذا يحتوي رأسك هل فيه مخ هل فيه هل فيه... قطعت كلامي ...وقالت... أنا ماذا قلت...!! إيه خلاص آسفة...فهمتْ ماذا تقصد...سامحني..!! قلت لا حول ولا قوة إلا بالله...وكررتها... وصلنا إلى منزلنا... أوقفت سيارتي,,وترجلنا منها... تأكدت بأنهاقد أقفلتْ باب السيارة... (فهي لا تقفل باب المنزل فضلاً عن باب السيارة) دخلنا إلى المنزل.... غيرت ملابسي... وبدأت هي بطقوسها المعتادة قبل النوم... وأكثر ما يضايقني هذا الماكياج البغيض... ..... قمت بفتح التلفاز...وأخذتُ أقلبُ في القنوات.. جاءت بعد جهد جهيد... وبدأت بأحاديثها الرومانسية...الجميلة... حبيبي....لماذا أحس بأنك غير مقتنع بي كزوجة...؟؟ قلت :وكيف أحسستِ بذلك..؟؟ قالت من تصرفاتك معي ..دائما تظهرُ بأنك متضايق مني..!! قلت في نفسي(إنك كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظمُ...ًً!! قلتُ لها من تصرفاتك التي لا أجدلها مبرراً ولا سببا مقنعاً.. من الغد....وبعد صلاة الفجر... دخلتُ عليها..كانت تمسكُ بالقرآن تقرأ بعضا من الآيات...!! (تقرأ فقط ولكن لا تفهم لقد اكتشفت ُذلك بالتجربة).. قراءة القرآن كان عادة لها كل يوم.. بعد صلاة الفجر.. أو الصبح إذا فاتتنا الصلاة في وقتها.. كنت كلما رأيتها تفعل ذلك.. أحدث نفسي بالآية الكريمة ( كمثل الحمار يحمل أسفارا) أول ما دخلت قلت :السلام عليكم نظرت إلىّ وأغلقتِ المصحف الشريف وأغلقتُ معه ثامن صفحة من صفحات زواجي
الحلقه الثامنه ركبنا السيارة.. وركبت حرمنا المصون بالتقسيط المريح كطريقتها المعتادة في...
الحلقه التاسعه


أول ما دخلت قلت :السلام عليكم
نظرت إلىّ وأغلقتِ المصحف الشريف
سألتها...
هل من إفطار لنا....؟؟
أومأتْ برأْسها.....
وخرجتْ....بسرعة السلحفاة...متجهةً إلى المطبخ
انتظرتها...جالساً في صالة البيت...
جاءت بالتونة والزيتون وبقية عائلتهما
السيدة جبنه والسيدة قشطه...!!
ولا يهون السيد شاي...
إذ لا يطيب لنا الإفطار من دون هذا الحبيب شاي..
تناولتُ بعض حبات الزيتون....
وبرومانسية...
قالت : أختي ذهبت أمس وزوجها
إلى منتزه المرسى...
و تقول بأنه رااائع...!!
وقد قضت هي وزوجها وقتاً جميلاً هناك...
ما رأيك لو تناولنا العشاء فيه هذه الليلة..؟
قلت : لها ساخراً.. إن شاء الله يكون خير...
أردفتْ قائلةً عقبال ذهاب نورة بصحبتنا...
قلت : نورة ؟..من نورة هذه..!؟
قالت : مبتسمةً : ابنتنا يا حبيبي....
قلت : ولماذا نوره بالذات...؟؟
قالت : على اسم أمي حبيبتي..ألديك مانع..؟
قلت :لي مانع...؟ وهل عندي أعز..
من اسم حماتي الغالية..؟يا صبرك يا أرض
..قلتها في نفسي...
أنا لو يأتيني عشر من البنات...
لأسميتهم على اسم حماتي...
أنا عندي أغلى من حماتي وأنسابي..؟
الذين أعطوني هذه الدرة المكنونة...؟؟
أكملنا..إفطارنا على إيقاع وترانيم...
مثل هذه الأحاديث..الشيقة...
حمدتُ الله وشكرته بعد ما انتهيت من إفطاري..
دخلتُ الغرفة ...ودَخَلَتْ وراءي كالطاووس...
سألتني بلهفة المشتاق...
متى سنذهب إلى المرسى...؟
(المرسى لمن لا يعرفه هو مطعم كبير ومفتوح على
الدائري قرب مخرج-10...
بس ما أنصح أحد يروح له)
جاوبتُها : متسائلاً ومشمئزاً...
بعد أن مسحت بيدي على
سطح الطاولة....ألا ترين هذا الغبار..؟
يتخيل إلىّ بأن أثاث الغرفة يريد أن يصرخ
بأعلى صوته ويقول...ارحموني ونظفوني...
ضحكت ببلاهة...
وقالت :إذن سيكون هذا آخرُ الزمان..!
قلت : في نفسي بل آخر الزمان أن تكوني امرأة...
قالت : الآن سأُدْخِلُ(ياني>تقصد الخادمة)
وسأجعلها تنظف الغرفةَ تماماً...
قلت : أنا لا أسمح للخادمة...
بدخول غرفتي أبداً...
قالت : باستياء واضح....
حاضر...اللهم أعنِّي على تنظيفها...!!
خرجتُ من الغرفة...
واتجهتُ إلى حيثُ أمي...
وجدتُها...
تستمع إلى إذاعة القرآن الكريم كعادتها..
لا حرمني الله منها ومن عادتها...
قبلتُ رأسها ويديها وجلستُ..بقربها...
بادرتني بسؤالها....
لماذا لم تصلِّ الفجر في المسجد...؟
قلت بل صليت يا أمي....
قالت: لم أسمع صوت الباب...!!
قلت : لقد خرجتُ ودخلت من الباب الخلفي..!!
قالت : يا بنيَّ لن ينفعك إلا صلاتك..
فالله...الله..في الصلاة..
قبلتُ رأسها وقلت أدعي لنا يا أمي
لا حرمنا الله منكِ...
قالت داعية لي : الله يسخر لك العبيد العاصية..
والجبال الراسية والمرأة الخاشعة..
والذرية الصالحة...
قلت : آآمين..آآمين...
قالت : كيفك ياولدي أنت وأم مقبل...؟؟
قلت : الحمد لله بأحسن حال..
قالت : يا وليدي المرأة لا بدأن توجهها كل يوم..
النساء يا ولدي عقولهم رجالهم...
ولو أتى يوم غفلت به عن زوجتك...
فسترى أثر ذلك واضحاً..
شكرتها وقبلت رأسها...
وقلتُ : الحمد لله أنا وزوجتي بأحسن حال..
و ما عندنا أي خلاف...
جاوبتني بصوتٍ يشبه ال****د..
: لا تسأل العريس غب عرسه...!!
اسأله إلى دار عليه الحول...!!
قبلت ُ رأس أمي وخرجتُ متجهاً
إلى....لا أدري...لاأدري...إلى أين...؟
ركبتُ سيارتي...
وأَدرتُ محركها...وانطلقتُ.....
أخذتُ أفكر في كلام والدتي...
وقولها...لا تسأل العريس غب(أي بعد) عرسه....
اسأله إلى دار عليه الحول...
...نعم...اسأله إلى دار عليه الحول...
يا تُرى بعد سنة من الآن
كيف سيكون عليه حالي مع هذه المرأة..؟؟
هل ما تزال على ذمتي...
هل طلقتها..هل انسجمتُ معها..
يراودني شعور قوي..باستباق الأحداث...
ومعرفة ماذا ستفعل الأيام بمستقبلي...؟؟
ولكن هيهات هيهات..
فالله لحكمة يعلمها قد جعل كل شيء بأوان...
سبحان الله لقد خلقنا الإنسان في كبد...
فدروس الحياة لن تأتيك على طبق من ذهب...
بل لابد أن تكتوي بنار التجربة..
قبل أن تأخذ الدرس...!!
...والتجربة..هي الدرس الوحيد..
الذي نأخذه بعد الامتحان...!!
سبحانك ربي...!!
قطع أفكاري..صوت جوالي..
كانت خالتي أم إبراهيم...
بعد السلام والتحية...
أخبرتني عن عطل أصاب ثلاجة منزلها...
وعدتها خيراً..
ذهبت إلى فني كهربائي...
وأخذتُه معي...
كان العطل بسيطاً...
أخذ العامل أُجْرَتَهُ....وانصرف..
دعتني خالتي لتناول القهوة..
جاءت بالقهوة..التي تجيدُ صنعها...
تناولنا القهوة...
وتحدثنا في مختلف الأحاديث...
كانت ثقافة خالتي عاليةُ ُ جداً...
وكان مايميز ثقافتها...
هو كمية الوعي الذي ترتكز عليه هذه الثقافة...
فمنذ وعيتُ على الدنيا...
وأنا أرى خالتي تستغل وقت فراغها في القراءة...
أوفي الاستماع لإذاعة القرآن الكريم..
أثناء قيامها بأعمال المنزل...

....
استأذنتُ من خالتي..
وودعتها شاكراً على أمل اللقاء بها قريباً...
وصلتُ إلى منزلي....أو قفتُ سيارتي...
ودخلتُ المنزل...
اتجهت إلى غرفتي لأرى ماذا حل بها...
بعد اللمسات الطاووسية...
وجدتها تبدو أكثر نظافةً من قبل...!!
الحمد لله شيء أحسن من لا شيء...!!
فالعطر عند استخدامك له...
لابد أن يصيبك شيء..
من الغبار المتراكم عليه...!!
كان يسيطر عليَّ تفكير وشعور...
بعدم جدوى المحاولات لإصلاح هذه المرأة...
فالعمر الذي وصلت إليه...
يدينها إدانة دامغة..
ولا يجعل الآخر يلتمس لها أي عذر...
فما تفعله من تصرفات كان من المقبول..
أن يصدر من امرأة...
لم تتجاوز الخامسة عشرة...!!
وقد يكون لنظرتي لنساء عائلتي...
دور في ذلك....فالبنت فيها تعامل على أساس
أن عليها واجبات لا بد أن تقوم بها....
ولا مجال لأن تتساهل بواجباتها...
طردتُ هذه الأفكار الشيطانية من مخيلتي..
واستعذتُ من الشيطان الرجيم...
فلو أخذتُ في الاسترسال لمثل هذه الأفكار..
فستزداد حياتي سوءً..
حمدتُ الله على كلِ حال..
و ناديتُ عليها...
هل من غداء...؟؟
جاءت..
وبدأت بالأعمال الشاقة...!!
إعداد السفرة ..وترتيبها...
مقابل جيش ولا مقابل عيش..!!
أخيراً اكتملت السفرة...
كان الغداء إلى حدٍ ما معقولاً...
أكملتُ غدائي...وحمدتُ الله وشكرته..
دخلت الغرفة..واستلقيت على السرير...
أخذتْني غفوة قصيرة...تمنيتُ أن تطول..
ولكن قطعها صوتُ ُ حنون......صوتُ والدتي...
خرجتُ إليها مسرعاً...
قبلتُ رأسها وسألتها عما تريد...؟
قالت :أختك أم بدرستصل هي وأولادها هذه الليلة ..
جاوبتها حياهم الله البيت بيتهم...
ماذا تأمرينني به...
قالت : سنعد العشاء هنا...
والثلاجة ينقصها الكثير....
قلت بس...!!...أبشري حاضر..
سأسأل ياني عن ما نحتاجه وسآتي بكل شيء...؟؟
سأصلي العصر وآتي بكل شيء...
توضأتُ وخرجتْ...
ذهبت ماشيا لى المسجد فهو قريب...
قابلني في الطريق....
ابن حارتنا...عادل..
بعد أن سلم عليّ..
أردف قائلاً...
ما هي أخبارك يا عريس...؟
نحن نعرف العريس من وجهه....
ووجهك يهلهل...!!
قلت في نفسي....
(بلى والله من الصابونه
اللي توني فارك بها وجهي)
رددت عليه ..الله يسلمك من ذوقك...
انتهينا من الصلاة...
واشتريت ما يلزمُ البيت من أغراض...
فأعز الناس قادمة..
لحضور زواج بنت أغلى الناس....
حملتُ الأغراض
ورجعتُ إلى البيت...
أوقفت سيارتي..
ونزلت الأغراض بمساعدة الخادمة....
دخلت الغرفة...ووجدت الهانم....نائمة من التعب
بعد المجهود الشاق...
الذي قامت به(تنظيف الغرفة)...
انتبهت لدخولي...
ونهظت...كما الحية...قائلة..أنت جييييت.؟؟
سؤال ليس في مكانة....
بس يالله أهم شي الأخلاق....
قلت لها...هل صليتي..؟؟
قالت : نعم
قلت : إذن أحضري الشاي فقد
قلت للخادمة أن تضعه على الرف..
وهاتي معه مبفكس (بسكويت نخالة)...
أحضرت الشاي وجلسنا....نتجاذب أطراف الأحاديث
كالبلابل..الطليقة في حديقة غناء
بل هي ليست بلبلاً...بل هي مجموعو بلابلٍ
...وهاتك ياحلاوة....
وبسرعة نهظت..وفتحت الخزانة...
وأخرجت مجموعة..من علب الهدايا....!!
(معرفش ليه)...!!
وفتحت العلبة الأولى
وقالت هذا من صديقتي..تغريد..
(
وكان طقماً كبيراً من الذهب...
ثم أخرجت علبة أخرى وقالت :
وهذا من أختك عفاف.....
وكان الطقم صغيراً(يعني شف تراه صغينوون)
ثم قالت : بس الطقم الي أعطتني إياه خالتي (زين)قصدها أمي
هي اشترته من أين...؟؟
قطع سؤالها...صوت جرس الباب..
خرجت مهرولاً وفرحاً قائلاً
أم بدر أم بدر جاءت...
وأغلقتُ باب الغرفة

وأغلقتُ معها تاسع صفحة من صفحات حياة زواجي


يتبع
شوفي الشمس
شوفي الشمس
الحلقه التاسعه أول ما دخلت قلت :السلام عليكم نظرت إلىّ وأغلقتِ المصحف الشريف سألتها... هل من إفطار لنا....؟؟ أومأتْ برأْسها..... وخرجتْ....بسرعة السلحفاة...متجهةً إلى المطبخ انتظرتها...جالساً في صالة البيت... جاءت بالتونة والزيتون وبقية عائلتهما السيدة جبنه والسيدة قشطه...!! ولا يهون السيد شاي... إذ لا يطيب لنا الإفطار من دون هذا الحبيب شاي.. تناولتُ بعض حبات الزيتون.... وبرومانسية... قالت : أختي ذهبت أمس وزوجها إلى منتزه المرسى... و تقول بأنه رااائع...!! وقد قضت هي وزوجها وقتاً جميلاً هناك... ما رأيك لو تناولنا العشاء فيه هذه الليلة..؟ قلت : لها ساخراً.. إن شاء الله يكون خير... أردفتْ قائلةً عقبال ذهاب نورة بصحبتنا... قلت : نورة ؟..من نورة هذه..!؟ قالت : مبتسمةً : ابنتنا يا حبيبي.... قلت : ولماذا نوره بالذات...؟؟ قالت : على اسم أمي حبيبتي..ألديك مانع..؟ قلت :لي مانع...؟ وهل عندي أعز.. من اسم حماتي الغالية..؟يا صبرك يا أرض ..قلتها في نفسي... أنا لو يأتيني عشر من البنات... لأسميتهم على اسم حماتي... أنا عندي أغلى من حماتي وأنسابي..؟ الذين أعطوني هذه الدرة المكنونة...؟؟ أكملنا..إفطارنا على إيقاع وترانيم... مثل هذه الأحاديث..الشيقة... حمدتُ الله وشكرته بعد ما انتهيت من إفطاري.. دخلتُ الغرفة ...ودَخَلَتْ وراءي كالطاووس... سألتني بلهفة المشتاق... متى سنذهب إلى المرسى...؟ (المرسى لمن لا يعرفه هو مطعم كبير ومفتوح على الدائري قرب مخرج-10... بس ما أنصح أحد يروح له) جاوبتُها : متسائلاً ومشمئزاً... بعد أن مسحت بيدي على سطح الطاولة....ألا ترين هذا الغبار..؟ يتخيل إلىّ بأن أثاث الغرفة يريد أن يصرخ بأعلى صوته ويقول...ارحموني ونظفوني... ضحكت ببلاهة... وقالت :إذن سيكون هذا آخرُ الزمان..! قلت : في نفسي بل آخر الزمان أن تكوني امرأة... قالت : الآن سأُدْخِلُ(ياني>تقصد الخادمة) وسأجعلها تنظف الغرفةَ تماماً... قلت : أنا لا أسمح للخادمة... بدخول غرفتي أبداً... قالت : باستياء واضح.... حاضر...اللهم أعنِّي على تنظيفها...!! خرجتُ من الغرفة... واتجهتُ إلى حيثُ أمي... وجدتُها... تستمع إلى إذاعة القرآن الكريم كعادتها.. لا حرمني الله منها ومن عادتها... قبلتُ رأسها ويديها وجلستُ..بقربها... بادرتني بسؤالها.... لماذا لم تصلِّ الفجر في المسجد...؟ قلت بل صليت يا أمي.... قالت: لم أسمع صوت الباب...!! قلت : لقد خرجتُ ودخلت من الباب الخلفي..!! قالت : يا بنيَّ لن ينفعك إلا صلاتك.. فالله...الله..في الصلاة.. قبلتُ رأسها وقلت أدعي لنا يا أمي لا حرمنا الله منكِ... قالت داعية لي : الله يسخر لك العبيد العاصية.. والجبال الراسية والمرأة الخاشعة.. والذرية الصالحة... قلت : آآمين..آآمين... قالت : كيفك ياولدي أنت وأم مقبل...؟؟ قلت : الحمد لله بأحسن حال.. قالت : يا وليدي المرأة لا بدأن توجهها كل يوم.. النساء يا ولدي عقولهم رجالهم... ولو أتى يوم غفلت به عن زوجتك... فسترى أثر ذلك واضحاً.. شكرتها وقبلت رأسها... وقلتُ : الحمد لله أنا وزوجتي بأحسن حال.. و ما عندنا أي خلاف... جاوبتني بصوتٍ يشبه ال****د.. : لا تسأل العريس غب عرسه...!! اسأله إلى دار عليه الحول...!! قبلت ُ رأس أمي وخرجتُ متجهاً إلى....لا أدري...لاأدري...إلى أين...؟ ركبتُ سيارتي... وأَدرتُ محركها...وانطلقتُ..... أخذتُ أفكر في كلام والدتي... وقولها...لا تسأل العريس غب(أي بعد) عرسه.... اسأله إلى دار عليه الحول... ...نعم...اسأله إلى دار عليه الحول... يا تُرى بعد سنة من الآن كيف سيكون عليه حالي مع هذه المرأة..؟؟ هل ما تزال على ذمتي... هل طلقتها..هل انسجمتُ معها.. يراودني شعور قوي..باستباق الأحداث... ومعرفة ماذا ستفعل الأيام بمستقبلي...؟؟ ولكن هيهات هيهات.. فالله لحكمة يعلمها قد جعل كل شيء بأوان... سبحان الله لقد خلقنا الإنسان في كبد... فدروس الحياة لن تأتيك على طبق من ذهب... بل لابد أن تكتوي بنار التجربة.. قبل أن تأخذ الدرس...!! ...والتجربة..هي الدرس الوحيد.. الذي نأخذه بعد الامتحان...!! سبحانك ربي...!! قطع أفكاري..صوت جوالي.. كانت خالتي أم إبراهيم... بعد السلام والتحية... أخبرتني عن عطل أصاب ثلاجة منزلها... وعدتها خيراً.. ذهبت إلى فني كهربائي... وأخذتُه معي... كان العطل بسيطاً... أخذ العامل أُجْرَتَهُ....وانصرف.. دعتني خالتي لتناول القهوة.. جاءت بالقهوة..التي تجيدُ صنعها... تناولنا القهوة... وتحدثنا في مختلف الأحاديث... كانت ثقافة خالتي عاليةُ ُ جداً... وكان مايميز ثقافتها... هو كمية الوعي الذي ترتكز عليه هذه الثقافة... فمنذ وعيتُ على الدنيا... وأنا أرى خالتي تستغل وقت فراغها في القراءة... أوفي الاستماع لإذاعة القرآن الكريم.. أثناء قيامها بأعمال المنزل... .... استأذنتُ من خالتي.. وودعتها شاكراً على أمل اللقاء بها قريباً... وصلتُ إلى منزلي....أو قفتُ سيارتي... ودخلتُ المنزل... اتجهت إلى غرفتي لأرى ماذا حل بها... بعد اللمسات الطاووسية... وجدتها تبدو أكثر نظافةً من قبل...!! الحمد لله شيء أحسن من لا شيء...!! فالعطر عند استخدامك له... لابد أن يصيبك شيء.. من الغبار المتراكم عليه...!! كان يسيطر عليَّ تفكير وشعور... بعدم جدوى المحاولات لإصلاح هذه المرأة... فالعمر الذي وصلت إليه... يدينها إدانة دامغة.. ولا يجعل الآخر يلتمس لها أي عذر... فما تفعله من تصرفات كان من المقبول.. أن يصدر من امرأة... لم تتجاوز الخامسة عشرة...!! وقد يكون لنظرتي لنساء عائلتي... دور في ذلك....فالبنت فيها تعامل على أساس أن عليها واجبات لا بد أن تقوم بها.... ولا مجال لأن تتساهل بواجباتها... طردتُ هذه الأفكار الشيطانية من مخيلتي.. واستعذتُ من الشيطان الرجيم... فلو أخذتُ في الاسترسال لمثل هذه الأفكار.. فستزداد حياتي سوءً.. حمدتُ الله على كلِ حال.. و ناديتُ عليها... هل من غداء...؟؟ جاءت.. وبدأت بالأعمال الشاقة...!! إعداد السفرة ..وترتيبها... مقابل جيش ولا مقابل عيش..!! أخيراً اكتملت السفرة... كان الغداء إلى حدٍ ما معقولاً... أكملتُ غدائي...وحمدتُ الله وشكرته.. دخلت الغرفة..واستلقيت على السرير... أخذتْني غفوة قصيرة...تمنيتُ أن تطول.. ولكن قطعها صوتُ ُ حنون......صوتُ والدتي... خرجتُ إليها مسرعاً... قبلتُ رأسها وسألتها عما تريد...؟ قالت :أختك أم بدرستصل هي وأولادها هذه الليلة .. جاوبتها حياهم الله البيت بيتهم... ماذا تأمرينني به... قالت : سنعد العشاء هنا... والثلاجة ينقصها الكثير.... قلت بس...!!...أبشري حاضر.. سأسأل ياني عن ما نحتاجه وسآتي بكل شيء...؟؟ سأصلي العصر وآتي بكل شيء... توضأتُ وخرجتْ... ذهبت ماشيا لى المسجد فهو قريب... قابلني في الطريق.... ابن حارتنا...عادل.. بعد أن سلم عليّ.. أردف قائلاً... ما هي أخبارك يا عريس...؟ نحن نعرف العريس من وجهه.... ووجهك يهلهل...!! قلت في نفسي.... (بلى والله من الصابونه اللي توني فارك بها وجهي) رددت عليه ..الله يسلمك من ذوقك... انتهينا من الصلاة... واشتريت ما يلزمُ البيت من أغراض... فأعز الناس قادمة.. لحضور زواج بنت أغلى الناس.... حملتُ الأغراض ورجعتُ إلى البيت... أوقفت سيارتي.. ونزلت الأغراض بمساعدة الخادمة.... دخلت الغرفة...ووجدت الهانم....نائمة من التعب بعد المجهود الشاق... الذي قامت به(تنظيف الغرفة)... انتبهت لدخولي... ونهظت...كما الحية...قائلة..أنت جييييت.؟؟ سؤال ليس في مكانة.... بس يالله أهم شي الأخلاق.... قلت لها...هل صليتي..؟؟ قالت : نعم قلت : إذن أحضري الشاي فقد قلت للخادمة أن تضعه على الرف.. وهاتي معه مبفكس (بسكويت نخالة)... أحضرت الشاي وجلسنا....نتجاذب أطراف الأحاديث كالبلابل..الطليقة في حديقة غناء بل هي ليست بلبلاً...بل هي مجموعو بلابلٍ ...وهاتك ياحلاوة.... وبسرعة نهظت..وفتحت الخزانة... وأخرجت مجموعة..من علب الهدايا....!! (معرفش ليه)...!! وفتحت العلبة الأولى وقالت هذا من صديقتي..تغريد.. ( وكان طقماً كبيراً من الذهب... ثم أخرجت علبة أخرى وقالت : وهذا من أختك عفاف..... وكان الطقم صغيراً(يعني شف تراه صغينوون) ثم قالت : بس الطقم الي أعطتني إياه خالتي (زين)قصدها أمي هي اشترته من أين...؟؟ قطع سؤالها...صوت جرس الباب.. خرجت مهرولاً وفرحاً قائلاً أم بدر أم بدر جاءت... وأغلقتُ باب الغرفة وأغلقتُ معها تاسع صفحة من صفحات حياة زواجي يتبع
الحلقه التاسعه أول ما دخلت قلت :السلام عليكم نظرت إلىّ وأغلقتِ المصحف الشريف سألتها... هل من...
الحلقه العاشره

قطع سؤالها...صوت جرس الباب..
خرجت مهرولاً وفرحاً قائلاً
أم بدر أم بدر جاءت...
وأغلقتُ باب الغرفة
واتجهت نحو الباب...
ودقات قلبي تسبقني....
ولعب الهواء دوراً أخوياً معي...
حيث جاءني حاملاً رائحة الأخوة ممزوجة
برائحة البخور الكمبودي الذي امتلأ به البيت.....
وكأنه فرح أكثر مني..!
سبحان الله..هل من كان جميلاً..
رأى الوجود جميلاً...!!
أوووف...ما هذا...؟..
وهل العكس هو ما ينطبق عليّ مع زوجتي...؟!
يوووه..ما هذا الاسترسال...في الشعور...؟
أزحتُ هذا الشعور من مخيلتي...وأكملت خطواتي...
يا الله ما أجمل الأخوة....
كم هو جميل أن يكون لي أخت مثل أم بدر...
أم بدر هي البدر بعينه..
فهي تضيء المكان الذي تظهر فيه...
استقبلتها عند الباب....
وقبلتُ رأسها...واحتضنت أولادها...
وسألتني بلهفة المشتاق...
أين أمي...أين أمي..؟؟
وأشرت بيدي..إلى صالة البيت...
وأخذت تجري ممسكة بطرحتها....
باتجاه الصالة.....
وركضتُ خلفها...
لكي لا يفوتني لقاء الأحباب.....!!
فهذا منظر لا يمكن أن أدعة يمر خلف ناظري..!!
وتم لقاء الأحباب....لقاء الأم ببنتها...
بعد غياب جسدي طال فالروح لم تغب أبداً..!
واختلطت الدموع بالفرح....
لقاء ...كهذا..يجعل..شعر جسمي يقف ...
بل كل جوارحي تقف احتراماً....
لعلاقة سامية مثل هذه...
سبحان الله علاقة الأم بابنتها...
علاقة غريبة لقوتها...!
فالابن...مهما حاول من تقرب لوالدته...
فلن يصل إلى جزء من العلاقة...
التي تكون بين الأم وابنتها......!!
جلسنا...وتبادلنا الأحاديث العائلية......
(أحب أذكركم لا تنسون ترى فيه
وحدة جالسة في الغرفة قدام التسريحة)
ونادت أمي على ياني بأن تأتي بالبخور...
ودار البخور بيننا..
ثم جاءت القهوة والشاي..
فامتنعت أختي عن تناول شيء..
حتى تأتي الفاملي حقتي...فاملي طل..!!
وجاءت حرمنا المصون وأذنت لنفسها بالقدوم...!!
بعدما أعادت رسم وجهها كما في كل مرة...!!
ليتها تجيد رسم طباعها كما تجيد رسم وجهها....!!
سلَّمَتْ على أختي... بهدوء ليس هذا مكانه....
جلست على الكنب...بينما نحن على الأرض.......
أومأت لها.....بأن تجلس كما الناس
التي تراهم أمامها...جالسون....!!
والحمد لله فهمت من الإشارة........!!!
وجلست جلسة غريبة.....
فلاهي جلست ولا هي وقفت.....
انشغلتُ عنها بالحديث مع والدتي وأختي......
كانت والدتي كسائر أمهاتنا...كبيرات السن...
وجودهم في الجلسة يضفي
عليها طعماً خاصاً ومميزاً.....
أخذنا نتبادل الأحاديث ....
كانت أمي دائماً تحكي لنا من
حكايات وقصص الأولين
وتكاد لا تخلو جلسة من جلساتنا معها إلا بحكاية
جميلة تجعلنا ننصت لها بكل جوارحنا....
فبدأت تحكي لنا...هذه الحكاية....
تقول في الزمن الماضي...
كان هناك رجل تاجر كبير...
وكان عنده زوجة جميلة...يحبها حباً لا مثل له....
وبحكم تجارته هذه كان كثير الأسفار...
وكانت لديه جارية مملوكة...
ترعى(حلاله) أغنامه فتذهب بها كل صباح
وتعود عند المساء...
وكان لها(للجاريه) طفل رضيع تأخذه معها.....
وتتزود أثناء ذهابها بما تحتاجه من ماء وبعض الطعام...
وفي إحدى المرات أثناء ذهابها
بالأغنام جرياً على عادتها...
حدث أن سقطت قربة الماء...منها...
فانكب الماء ولم يتبقى منه شيء....
وقد كانت غير بعيدة عن المنزل...
فخافت على نفسها الهلاك...
ورجعت لكي تملأ قربة الماء من جديد
وأثناء دخولها المنزل.....
وجدت رجلاً غريباً مع....
زوجة سيدها التاجر في وضع مشين....!!
فلم تتكلم وأخذت ما تريده من الماء...
وخَرَجَتْ مسرعة عائدة لأغنامها
كأن لم ترى شيئا.....!!
مرت عدة أيام...وعاد الزوج من سفرته...
فاستقبلته زوجته....بالترحاب...وبادرته قائلة...
هذه الجارية لم أعد أطيق وجودها في المنزل...
ولا ينفع معها إلا أن تبيعها....
امتثل الرجل لأمر زوجته...فهذه لا تعدو كونها
جارية...مملوكة لا تساوي أثر زوجته....!!
طلب من الجارية...التجهز لأمر الرحيل غداً مع الفجر
وأمر جارية أخرى أن تأخذ صغيرها منها....
فقد عزم على بيعها...ولم يخبرها بذلك...!!
ومع قرب الفجر كان قد ركب ناقته وأركب...
الجارية ناقة أخرى ورائه...
وبدأو بالمسير لتواجه الجارية مصيرها ...
الذي أحست به منذ قدوم سيدها من سفره...!!
أخذوا يبتعدون شيئا فشيئا عن بيتهم..
وأعقبهم على ديرتهم برق ورعد وأمطار....
وكانت عيون الجارية لا تبرح النظر إلا إلى الوراء..
حيث تركت وليدها الذي ما زالت ترضعه...
ولكن ماذا تفعل أمام حكم الأسياد على العبيد...!!
قَرُب المساء وأنهكهم المسير فقرر التاجر التوقف...
للمبيت ومن ثم مواصلة المسير من الغد...
أوقفوا رواحلهم...وصنعت الجارية العشاء...
وتعشى التاجر...ونام أو هكذا خيل للجارية...
التي لم يأتيها النوم...فكيف تنام وقد حرمت من..فلذة كبدها..
فأخذت تنظر إلى جهة الجنوب حيث تركت رضيعها...
وكان البرق يلمع على تلك الديار....
فتساقطت دموعها..
وأخذت تنشد هذه الأبيات الحزينة المبكية....
فقالت :
كريم يا برق عبقنا على أهلنا
جـعله دار الـعزيز يلــوح
لاعود الله نكستي من رعيتي
يوم إني أبغى لي غدا وصبوح
والله لوإن مي ودعتني سرها
والله ما لسر الـخفي نبـوح
مير إن مي عذبتني بفعـلها
وخلت ساطيات بتسبدي تموح
ما يستوي طفلين طفلٍ على أمـه
وطفلٍ إيعاجى ما بقـى بـه روح
وما يستوي غرسين غرسٍ مهمل
وغرسٍ على عيـد ومـاه يفـوح
ولايستوي رجلين رجلٍ على الشقا
ورجلٍ على جال الفراش سـدوح
ياولينا من طبة السوق باكر
هذا يسومن وهذاك يروح



(من قرأ هذه القصة والقصيدة ولم يتأثر
فليذهب لأقرب بنك للعواطف ويقترض منه
بعضاً من الأحاسيس والمشاعر)



انتهت والدتي من القصة
وبدأ تفاعلنا معها وتأثرنا للأم المحرومة
من فلذة كبدها....!!
سمعنا صوت جرس الباب ...!
وكان أخي أبوفهد...
انتقلت إلي مجلس الرجال...
جلست أناوأخي...
وتناولنا القهوة...
سألني ماهي أخباري مع الزواج ومع
وضعي الجديد مع زوجتي...؟
قلت الحمدلله....
تمام وفي أحسن حال...
وبدأت النصائح المجانية من أخي...!
التي نتقن الكلام بها كشعوب ولكننا
أبدا لانعمل بها أو نحن آخر من يعمل بها....!!
نحن شعب نتقن تقافة الكلام
بلاعمل....!
وبدأت النصائح تتوالى تباعا من أخي
كعادة الإخوان في مثل هذه المواقف
وبدأ كلامه قائلا
ماشاء الله عليك أكيد بتكون مبسوط
خذيت لك وحدة جامعية
ومدرسة وناضجة بالعمر والعقل ....!
اسمع وأنا أخوك ترى الرمح على أول ركزة...!
والرجل من أول يوم لازم يعود زوجته على طريقته....
هو يتكلم وأنا استمع إليه فكلامه في محله\
ولكن تبقى لكل حالة ظروفها...
جاء بدر بن أختي وأخبرني
أن العشاء أصبح جاهزا
وينتظرالذي أعد من أجله...
طبعا زوجتي وبحكم أنهاتعتبر
راعية في البيت لم يكن لها
أي دور فعليُ ُ في إعداد العشاء...!
ولاعجب فهي لم تنظف غرفتها فضلاً عن غيرها....!
وهذاجزء كبيرمن مشكلتي معها
فامرأة خرقاء لهذا الحد
كيف تتصرف مع من حولها...؟
تناولنا العشاء واستأذن أخي وخرج مع عائلته....
ذهبت إلى غرفتي
وألقيت بنفسي على الأريكة...
لأغفو قليلا...
وماهي إلا دقائق حتى انتبهت على صوت باب
خزانة الملابس يغلق...
حبيبي تعشيتوا....؟
قالتها برومانسية....!!
ثم أردفت قائلة...
ممكن نسولف شوي...؟
قلت : آمريني حبيبتي...
لكن لحظات سأغسل وجهي وأعود.....
رجعت وجلست...
وبدأ حديث (البلا....بل)
قالت : رأيتك اليوم فرحا ومنسجما
في الحديث مع أهلك...!!
لماذا لاتنسجم في الحديث معي كماتنسجم معهم...!!
(في هذه الفترة بدأت أحس ببغض لتصرفاتها
فلاهي تحسن تدبير أمور منزلي بشكل معقول
ولاهي تتحدث وتتحاور معي بشكل مقبول....!
حتى اختيارها لتوقيت الكلام سيئ جدا وهذه نقطة
يجب أن ينتبه لها المرأة والرجل فتوقيت الكلام قد يجعل المعقول
مستحيلاً........والمستحيل معقولاً....
قلت لها: لابد أن أجامل أهلي فأختي ضيفتنا هذا اليوم
قالت: لماذا تطلب منك أختك أن
تناولها كأس الماء بصراحه ماعندها ذوق ....!
ولماذا أنت تضع ابنها في حجرك طوال وقت جلوسك معنا....
أنا أعرف بأنه لوجاء لي ولد
فلن تحبه مثلما تحب أخواتك وأولادهم....!
تركتها تحدث نفسها....
وخرجت من الغرفة
باحثا عن وجه آخر غير وجه هذه المرأة....!!
سمعت صوت والدتي وأختي
تتحدثان في صالة
البيت....
دخلت عليهما وسلمت...
لم أمكث قليلا حتى
دخلت (الفاملي حقتي) علينا
وجلست بتثاقل وكأنهاتحمل جبل أحد فوق رأسها....!!
تبادلت الأحاديث مع والدتي وأختي...
وكانت زوجتي تنظر إلينا بعيون
كعيون الحرباء فتارة تنظر إلي وتارة تنظر إلى أختي.....
(وأختي ياغافلين لكم الله)
...واستمرت هكذا...
إلى أنا انتفظت قائمة واتجهت بسرعة
لم أعهدهامنها نحوغرفتنا....!
ولم تمض لحظات على ذهابها....
حتى نادت علي بصوت
غريب...
وفي مناداتها للمرة الثالثة اتجهت إليها...
فتحت باب الغرفة...
وأطليت برأسي من غير أن أدخل....
وقلت: نعم ماذا تريدين...!؟
قالت : تعال اجلس معي خلاص لا تجلس مع أهلك....!!
نظرت إليها مستغرباً وساخراً
وقلت : يبدو أنه قد أصابك مس....!
أغلقت الباب ورجعت إلي الصالة...وجلست
أكملت حديثي مع أهلي...
ولم تمضي دقائق حتى نادت عليّ مرة أخرى....!
وفي المرة الرابعة اتجهت إليها
سألتها بغضب
ماذا تريدين....؟
قالت باكية: إجلس معي أو ودني بيت أهلي...!
ومن غير أن أكلمها فحت خزانة الملابس
وأخرجت ماتطوله يداي من ملابسها...
ووضعتها في شنطتها ..
قائلا يالله السيارة تنتظرك عند الباب...
لبست عباءتها وخرجت أمامي
وهي تبكي بكاء مصطنعا
لم آبه له...
ركبنا السيارة وهي تبكي قائلة
لماذا تحتقرني لماذا تعاملني هكذا...؟
وأناصامت لا أردعليها...
حتى توقفنا عند بيت أهلها....
قلت لها هيا انزلي...
قالت : لا أريد أن أنزل أنا فقط أريد ألا تجلس
مع أهلك وتتركني....!!
قلت : ستنزلين غصباً عنك ....!
قالت : لا. لن أنزل..سأرجع معك للبيت...!
(الآن الساعة الواحدة ليلا
ونحن في مكان عام وأنا طبعاً لن أنزلها بالقوة )
خطرت ببالي فكرة.........
ونفذتها في الحال...
نزلت من السيارة وأغلقت بابها بشدة

وأغلقت معها عاشر صفحة من صفحات حياتي
شوفي الشمس
شوفي الشمس
الحلقه العاشره قطع سؤالها...صوت جرس الباب.. خرجت مهرولاً وفرحاً قائلاً أم بدر أم بدر جاءت... وأغلقتُ باب الغرفة واتجهت نحو الباب... ودقات قلبي تسبقني.... ولعب الهواء دوراً أخوياً معي... حيث جاءني حاملاً رائحة الأخوة ممزوجة برائحة البخور الكمبودي الذي امتلأ به البيت..... وكأنه فرح أكثر مني..! سبحان الله..هل من كان جميلاً.. رأى الوجود جميلاً...!! أوووف...ما هذا...؟.. وهل العكس هو ما ينطبق عليّ مع زوجتي...؟! يوووه..ما هذا الاسترسال...في الشعور...؟ أزحتُ هذا الشعور من مخيلتي...وأكملت خطواتي... يا الله ما أجمل الأخوة.... كم هو جميل أن يكون لي أخت مثل أم بدر... أم بدر هي البدر بعينه.. فهي تضيء المكان الذي تظهر فيه... استقبلتها عند الباب.... وقبلتُ رأسها...واحتضنت أولادها... وسألتني بلهفة المشتاق... أين أمي...أين أمي..؟؟ وأشرت بيدي..إلى صالة البيت... وأخذت تجري ممسكة بطرحتها.... باتجاه الصالة..... وركضتُ خلفها... لكي لا يفوتني لقاء الأحباب.....!! فهذا منظر لا يمكن أن أدعة يمر خلف ناظري..!! وتم لقاء الأحباب....لقاء الأم ببنتها... بعد غياب جسدي طال فالروح لم تغب أبداً..! واختلطت الدموع بالفرح.... لقاء ...كهذا..يجعل..شعر جسمي يقف ... بل كل جوارحي تقف احتراماً.... لعلاقة سامية مثل هذه... سبحان الله علاقة الأم بابنتها... علاقة غريبة لقوتها...! فالابن...مهما حاول من تقرب لوالدته... فلن يصل إلى جزء من العلاقة... التي تكون بين الأم وابنتها......!! جلسنا...وتبادلنا الأحاديث العائلية...... (أحب أذكركم لا تنسون ترى فيه وحدة جالسة في الغرفة قدام التسريحة) ونادت أمي على ياني بأن تأتي بالبخور... ودار البخور بيننا.. ثم جاءت القهوة والشاي.. فامتنعت أختي عن تناول شيء.. حتى تأتي الفاملي حقتي...فاملي طل..!! وجاءت حرمنا المصون وأذنت لنفسها بالقدوم...!! بعدما أعادت رسم وجهها كما في كل مرة...!! ليتها تجيد رسم طباعها كما تجيد رسم وجهها....!! سلَّمَتْ على أختي... بهدوء ليس هذا مكانه.... جلست على الكنب...بينما نحن على الأرض....... أومأت لها.....بأن تجلس كما الناس التي تراهم أمامها...جالسون....!! والحمد لله فهمت من الإشارة........!!! وجلست جلسة غريبة..... فلاهي جلست ولا هي وقفت..... انشغلتُ عنها بالحديث مع والدتي وأختي...... كانت والدتي كسائر أمهاتنا...كبيرات السن... وجودهم في الجلسة يضفي عليها طعماً خاصاً ومميزاً..... أخذنا نتبادل الأحاديث .... كانت أمي دائماً تحكي لنا من حكايات وقصص الأولين وتكاد لا تخلو جلسة من جلساتنا معها إلا بحكاية جميلة تجعلنا ننصت لها بكل جوارحنا.... فبدأت تحكي لنا...هذه الحكاية.... تقول في الزمن الماضي... كان هناك رجل تاجر كبير... وكان عنده زوجة جميلة...يحبها حباً لا مثل له.... وبحكم تجارته هذه كان كثير الأسفار... وكانت لديه جارية مملوكة... ترعى(حلاله) أغنامه فتذهب بها كل صباح وتعود عند المساء... وكان لها(للجاريه) طفل رضيع تأخذه معها..... وتتزود أثناء ذهابها بما تحتاجه من ماء وبعض الطعام... وفي إحدى المرات أثناء ذهابها بالأغنام جرياً على عادتها... حدث أن سقطت قربة الماء...منها... فانكب الماء ولم يتبقى منه شيء.... وقد كانت غير بعيدة عن المنزل... فخافت على نفسها الهلاك... ورجعت لكي تملأ قربة الماء من جديد وأثناء دخولها المنزل..... وجدت رجلاً غريباً مع.... زوجة سيدها التاجر في وضع مشين....!! فلم تتكلم وأخذت ما تريده من الماء... وخَرَجَتْ مسرعة عائدة لأغنامها كأن لم ترى شيئا.....!! مرت عدة أيام...وعاد الزوج من سفرته... فاستقبلته زوجته....بالترحاب...وبادرته قائلة... هذه الجارية لم أعد أطيق وجودها في المنزل... ولا ينفع معها إلا أن تبيعها.... امتثل الرجل لأمر زوجته...فهذه لا تعدو كونها جارية...مملوكة لا تساوي أثر زوجته....!! طلب من الجارية...التجهز لأمر الرحيل غداً مع الفجر وأمر جارية أخرى أن تأخذ صغيرها منها.... فقد عزم على بيعها...ولم يخبرها بذلك...!! ومع قرب الفجر كان قد ركب ناقته وأركب... الجارية ناقة أخرى ورائه... وبدأو بالمسير لتواجه الجارية مصيرها ... الذي أحست به منذ قدوم سيدها من سفره...!! أخذوا يبتعدون شيئا فشيئا عن بيتهم.. وأعقبهم على ديرتهم برق ورعد وأمطار.... وكانت عيون الجارية لا تبرح النظر إلا إلى الوراء.. حيث تركت وليدها الذي ما زالت ترضعه... ولكن ماذا تفعل أمام حكم الأسياد على العبيد...!! قَرُب المساء وأنهكهم المسير فقرر التاجر التوقف... للمبيت ومن ثم مواصلة المسير من الغد... أوقفوا رواحلهم...وصنعت الجارية العشاء... وتعشى التاجر...ونام أو هكذا خيل للجارية... التي لم يأتيها النوم...فكيف تنام وقد حرمت من..فلذة كبدها.. فأخذت تنظر إلى جهة الجنوب حيث تركت رضيعها... وكان البرق يلمع على تلك الديار.... فتساقطت دموعها.. وأخذت تنشد هذه الأبيات الحزينة المبكية.... فقالت : كريم يا برق عبقنا على أهلنا جـعله دار الـعزيز يلــوح لاعود الله نكستي من رعيتي يوم إني أبغى لي غدا وصبوح والله لوإن مي ودعتني سرها والله ما لسر الـخفي نبـوح مير إن مي عذبتني بفعـلها وخلت ساطيات بتسبدي تموح ما يستوي طفلين طفلٍ على أمـه وطفلٍ إيعاجى ما بقـى بـه روح وما يستوي غرسين غرسٍ مهمل وغرسٍ على عيـد ومـاه يفـوح ولايستوي رجلين رجلٍ على الشقا ورجلٍ على جال الفراش سـدوح ياولينا من طبة السوق باكر هذا يسومن وهذاك يروح (من قرأ هذه القصة والقصيدة ولم يتأثر فليذهب لأقرب بنك للعواطف ويقترض منه بعضاً من الأحاسيس والمشاعر) انتهت والدتي من القصة وبدأ تفاعلنا معها وتأثرنا للأم المحرومة من فلذة كبدها....!! سمعنا صوت جرس الباب ...! وكان أخي أبوفهد... انتقلت إلي مجلس الرجال... جلست أناوأخي... وتناولنا القهوة... سألني ماهي أخباري مع الزواج ومع وضعي الجديد مع زوجتي...؟ قلت الحمدلله.... تمام وفي أحسن حال... وبدأت النصائح المجانية من أخي...! التي نتقن الكلام بها كشعوب ولكننا أبدا لانعمل بها أو نحن آخر من يعمل بها....!! نحن شعب نتقن تقافة الكلام بلاعمل....! وبدأت النصائح تتوالى تباعا من أخي كعادة الإخوان في مثل هذه المواقف وبدأ كلامه قائلا ماشاء الله عليك أكيد بتكون مبسوط خذيت لك وحدة جامعية ومدرسة وناضجة بالعمر والعقل ....! اسمع وأنا أخوك ترى الرمح على أول ركزة...! والرجل من أول يوم لازم يعود زوجته على طريقته.... هو يتكلم وأنا استمع إليه فكلامه في محله\ ولكن تبقى لكل حالة ظروفها... جاء بدر بن أختي وأخبرني أن العشاء أصبح جاهزا وينتظرالذي أعد من أجله... طبعا زوجتي وبحكم أنهاتعتبر راعية في البيت لم يكن لها أي دور فعليُ ُ في إعداد العشاء...! ولاعجب فهي لم تنظف غرفتها فضلاً عن غيرها....! وهذاجزء كبيرمن مشكلتي معها فامرأة خرقاء لهذا الحد كيف تتصرف مع من حولها...؟ تناولنا العشاء واستأذن أخي وخرج مع عائلته.... ذهبت إلى غرفتي وألقيت بنفسي على الأريكة... لأغفو قليلا... وماهي إلا دقائق حتى انتبهت على صوت باب خزانة الملابس يغلق... حبيبي تعشيتوا....؟ قالتها برومانسية....!! ثم أردفت قائلة... ممكن نسولف شوي...؟ قلت : آمريني حبيبتي... لكن لحظات سأغسل وجهي وأعود..... رجعت وجلست... وبدأ حديث (البلا....بل) قالت : رأيتك اليوم فرحا ومنسجما في الحديث مع أهلك...!! لماذا لاتنسجم في الحديث معي كماتنسجم معهم...!! (في هذه الفترة بدأت أحس ببغض لتصرفاتها فلاهي تحسن تدبير أمور منزلي بشكل معقول ولاهي تتحدث وتتحاور معي بشكل مقبول....! حتى اختيارها لتوقيت الكلام سيئ جدا وهذه نقطة يجب أن ينتبه لها المرأة والرجل فتوقيت الكلام قد يجعل المعقول مستحيلاً........والمستحيل معقولاً.... قلت لها: لابد أن أجامل أهلي فأختي ضيفتنا هذا اليوم قالت: لماذا تطلب منك أختك أن تناولها كأس الماء بصراحه ماعندها ذوق ....! ولماذا أنت تضع ابنها في حجرك طوال وقت جلوسك معنا.... أنا أعرف بأنه لوجاء لي ولد فلن تحبه مثلما تحب أخواتك وأولادهم....! تركتها تحدث نفسها.... وخرجت من الغرفة باحثا عن وجه آخر غير وجه هذه المرأة....!! سمعت صوت والدتي وأختي تتحدثان في صالة البيت.... دخلت عليهما وسلمت... لم أمكث قليلا حتى دخلت (الفاملي حقتي) علينا وجلست بتثاقل وكأنهاتحمل جبل أحد فوق رأسها....!! تبادلت الأحاديث مع والدتي وأختي... وكانت زوجتي تنظر إلينا بعيون كعيون الحرباء فتارة تنظر إلي وتارة تنظر إلى أختي..... (وأختي ياغافلين لكم الله) ...واستمرت هكذا... إلى أنا انتفظت قائمة واتجهت بسرعة لم أعهدهامنها نحوغرفتنا....! ولم تمض لحظات على ذهابها.... حتى نادت علي بصوت غريب... وفي مناداتها للمرة الثالثة اتجهت إليها... فتحت باب الغرفة... وأطليت برأسي من غير أن أدخل.... وقلت: نعم ماذا تريدين...!؟ قالت : تعال اجلس معي خلاص لا تجلس مع أهلك....!! نظرت إليها مستغرباً وساخراً وقلت : يبدو أنه قد أصابك مس....! أغلقت الباب ورجعت إلي الصالة...وجلست أكملت حديثي مع أهلي... ولم تمضي دقائق حتى نادت عليّ مرة أخرى....! وفي المرة الرابعة اتجهت إليها سألتها بغضب ماذا تريدين....؟ قالت باكية: إجلس معي أو ودني بيت أهلي...! ومن غير أن أكلمها فحت خزانة الملابس وأخرجت ماتطوله يداي من ملابسها... ووضعتها في شنطتها .. قائلا يالله السيارة تنتظرك عند الباب... لبست عباءتها وخرجت أمامي وهي تبكي بكاء مصطنعا لم آبه له... ركبنا السيارة وهي تبكي قائلة لماذا تحتقرني لماذا تعاملني هكذا...؟ وأناصامت لا أردعليها... حتى توقفنا عند بيت أهلها.... قلت لها هيا انزلي... قالت : لا أريد أن أنزل أنا فقط أريد ألا تجلس مع أهلك وتتركني....!! قلت : ستنزلين غصباً عنك ....! قالت : لا. لن أنزل..سأرجع معك للبيت...! (الآن الساعة الواحدة ليلا ونحن في مكان عام وأنا طبعاً لن أنزلها بالقوة ) خطرت ببالي فكرة......... ونفذتها في الحال... نزلت من السيارة وأغلقت بابها بشدة وأغلقت معها عاشر صفحة من صفحات حياتي
الحلقه العاشره قطع سؤالها...صوت جرس الباب.. خرجت مهرولاً وفرحاً قائلاً أم بدر أم بدر...
الحلقه الحاديه عشر



(الآن الساعة الواحدة ليلاً
ونحن في مكان عام وأنا طبعاً لن أنزلها بالقوة )
خطرت ببالي فكرة.........
ونفذتها في الحال...
نزلت من السيارة وأغلقت بابها بشدة
قلت في نفسي...سأتركها داخل السيارة..
وأذهب خلف المنزل...وعندما تجد نفسها وحيدة...
ستضطر إلى النزول..مرغمةً....
وفعلاً تم ذلك..فبعد برهة سمعت صوت الباب وهي تغلقه....
فأسرعت إلى سيارتي...وانطلقت بها...بعيداً..
عن..ذلك البيت..
الذي لا أعرف كيف هي نهايتي معه...؟
اتجهت إلى منزلنا دخلت الصالة
أكملت الحديث مع أختي...
بعدها بقليل استأذنت وذهبت
إلى غرفتي ...
ألقيت بنفسي على السرير...
أخذتني غفوة قصيرة
قطعها صوت أذان الفجر...!
نهضت وتعوذت من الشيطان الرجيم
ذهبت وتوضأت...
خرجت من البيت وأغلقت
الباب بقوة كي أُُطمئنَ والدتي
بذهابي للمسجد....
دخلت المسجد وصليت...
كنت أصلي وبعد الصلاة كنت أدعو الله
ولكني كنت أنانيا في دعائي....
فلم أكن أدعو لها كشخص وكزوجة....
بل كنت أقول دائماً....
اللهم أكتب لي الخير في بقائها معي أو في طلاقي لها......
خرجت من المسجد رجعت إلى
البيت وجدت أمي
تصلي انتظرتها حتى فرغت من صلاتها....
قبلت رأسها....
سألتني...بعد...ما استغفرت وهلّلَت...
أختك أم بدر....
قد وعدتنا...بأن تعد لنا...حنيني...
(وجبة شعبية مكونة من البر والتمر والسمن..
تشتهر بها المنطقة الوسطى)....
تريدون أن تفطروا معنا أنت وأم مقبل....
أمَْ لوحدكم....؟
جاوبتها بصوت يخالجه الحرج....
أنا عزوبي (يمه)....
سألتني مستغربة......!!
بسم الله الرحمن الرحيم....أنتم (جن) يا وليدي...؟؟
البارحة وزوجتك جالسة معنا...!
متى ذهبت لأهلها.....؟؟
(لم أكن أتوقع هذا الإلحاح في الأسئلة من والدتي
ولابد أن أخفي عنها
ما أمر به مع ز_و_ج_ت_ي)..!
فعقلي الباطن غير مقتنع للآن
بأن هذه زو...جتي....!
نرجع لردي على أسئلة والدتي...!!
قلت لها ياأمي الحبيبة...
أم بدر جاءت...ولن تأخذ راحتها
بوجود عروس جديدة....
فاقترحت زوجتي عليّ...
أن تقضي عند أهلها...
كم يوم....وأنا أقضي معكم كم يوم....
قالت أمي...والله زوجتك بنت أصول...
لكن هي راعية البيت....
ويفترض بها...أن تجلس...
لا أن تذهب...فهي من العائلة الآن....!!
قلت إن شاء الله ما يصير خاطرك ألا طيب ..يمة..
جلسنا نتناول الإفطار...العائلي.....
أنا وأختي ووالدتي.....
كنت أسمع أحاديثهم...باستمتاع.....
كنت أنساب في كل كلمة أسمعها...
ياااه مالذي حملني على الزواج...
وترك هذه العائلة...
كنت أمني نفسي بزوجة تكون
ابنة لأمي وأختاً لأخواتي...
(يا حليلك) عشم إبليس في الجنة...
جاوبني صدى ارتد من داخلي...
هل انسجام زوجتي مع أسرتي أمر صعب...!
ولهذه الدرجة......!
هل هما خطان متوازيان..لا يلتقيان أبداً...!
استرسلت في التفكير....
قبل زواجي كنت بيتوتياً...قليل الخروج...
قبل زواجي كنت
كنت شاباً لاهياً بلا مسؤولية
تقيد حركتي...وقبلها...تقيدعقلي...
كنت أفضل أن أتزوج كبيرة...!
كي أختصر مشوار التربية الزوجية
فامرأة وصلت لهذا السن...(25)
لابد أن يكون لها من العقل والنضج
ما يجعلها تتعامل...
مع الزواج بمسؤولية وجدية...
ياااه كم كنت مبالغاً في تفائلي
بل يالـ....سخرية نفسي من نفسي.......
صوت أم بدر قطع تفكيري.....
قالت بصوت يخاطب الجميع....
أخي لقد....
سمعت عن منتزه سلام الجديد في الرياض
مارأيكم لو ذهبنا له.....
لكن لابد أن تكون زوجتك معنا
(وأشارت بيدها إليّ)....
يا أخي دعني أراها قبل أن أعود....!
جاوبتها الوالدة بالتأييد.....
فلم يبقى لي رأي بعد
رأي والدتي....
أكملنا أحاديثنا....
تحدثنا...
عن موعد زواج ابنة أخي...
وكذلك زواج أخي....
الذي لم يحدد موعده بعد....
لكن يبدو أنه ليس ببعيد..
استأذنت منهم واتجهتُ إلي غرفتي....

غيرت ملابسي
وخرجت......
كعادتي ذهبت لسوبر ماركت بنده
فهو القريب من بيتي....
فجأةً وعندما كنت أتسوق ظهر أمامي أبو نسب
صافحني مبتسماً....
بعد السلام قال : أريد أن أجلس معك جلسة خاصة....
قلت: على أمرك تفضل عندنا البيت بيتك...
(وفي نفسي أقول
ماالذي سيتمخض الجمل....)..!!
أشار بيده وقال :
بالقرب من هنا (كفي)قريب
(يقصد بيت الدونات اللي في مجمع بنده)
مارأيك لو جلسنا فيه...؟
(حدثت نفسي يبدو أن هذه العائلة
لها علاقة وثيقة بمحلات تقديم القهوة..)
خرجت وإياه ودخلنا ذلك الكفي القريب
بادرني بكلامه قائلاً : ما الذي حصل بينكما...
قلت له بعد أن حبست أنفاسي.....
كل خير إن شاء الله.....
أختك يبدو أنها غير مرتاحة للعيش معي
ولا أخفيك بيننا شيء من التوتر.....
(تأكدت فيما بعد بأني كنت مخطئاً بطريقتي هذه
فالتعميم في طرح المشاكل لا يصح فالمفروض
أن أطلعه على صلب المشكلة
أيا كانت تافهة في نظري..
وإن كان أبو نسب
لا يحل ولا يربط من تلك العقد شيئا..!!)
قال : مالك ألا نرضيك يا الحبيب
تفاءلت بكلامه واستبشرت خيرا
استأذن وانصرف...
رجعت إلى السوبر ماركت...
اشتريت ما أريد ورجعت إلى البيت...
أنزلت ما معي من أغراض


دخلتُ غرفتي
وغيرت ملابسي
سمعت صوت مسج
في جوالي قرأته
كان من معذبتي أقصد معزبتي
ومضمونها غير جديد عليّ...
فعند كل موقف تأتي بشعارات ونظريات
تفتقد التطبيق ...
وضعت الجوال جانباً ساخرا من تلك الرسالة....
بعدها بقليل...
رن جوالي للمرة الثانية
فتحت الخط...
كان المتحدث على الطرف الآخر
( معول الهدم (حماتي)...!!
بل هي دركتر متخصص في هدم البيوت الزوجية)....
قالت : بصوت بغيض...
أفااا يا وليدي لا تخلون الشيطان
يدخل بينكم وأنا خالتك الحياة ياما بتشوفون
فيها تعال خذها واجلس أنت وإياها في (كفي) وتناقشوا وحلوا مشاكلكم...!!
(بعد ذكر حماتي لمحل (للكوفي)
تأكدت بأن حب هذه (الكوفيات)
تجري في دماء هذه الأسرة...!!..)
لم أبد لها رضا أو رفض
تجاه ما تفوهت به تلك الحماة انتهت المكالمة
(وفي كل مكالمة نسائية
من طرف أهلها أتأكد بأن النساء
يجب ألايتدخلن في المشاكل الزوجية
وإن كان بعض الرجال ليسوا بأفضل حال منهم)
سمعت طرقاً على باب غرفتي
كان بدر بن أختي...
أرسلته أمه لدعوتي لتناول الغداء.....
....بعد الغداء العائلي
استرخيت
قليلا في غرفتي....
رن جوالي
كانت صاحبة السعادة هي المتصلة
بعد ما انتهت الرنة الخامسة
فتحت الخط
وبلهجة جادة
قلت : نعم...؟
بادرتني قائلةً...
ماهذا الموقف الذي وضعتني فيه..!!
أتترك زوجتك في الشارع وتذهب..!
قلت : اختصري الحديث ماذا تريدين..؟
قالت : لماذا تعاملني بقسوة..؟
لماذا تفضل أهلك عليّ...؟
قلت: لماذا أنتَ تزوجتي..؟
قالت : قلتُ لكَ من قبل هذه سنة الحياة....!!
قلت : كلنا نعرف بأنها سنة الحياة
لكن أنتِ يامن بلغتِ من العمر25عاماَ ماذا تريدين من الزواج....؟
قالت : لماذا تكرر علي أسألتك..؟
قلت : يامرأة أي تكرار هذا سؤال وذاك سؤال....؟
قالت : أنتم أيها الرجال ماذا تريدون منا..؟
قلت : ليس لي دخل بالرجال
أنا عن نفسي أريد استقرار أريد بأن أشعر
ولو ليوم واحد بأني متزوج.....!!
قالت : وأنا ماتزوجت إلا رغبة بالاستقرار....
قلت : اسمعي غداً سنذهب مع أهلي
لمنتزه سلام تريدين أن تذهبي معنا
وتمشين عدال حياك الله وإلا فاجلسي عند والدتك....
قالت : أولا اطلب من أهلك أن يحترمونني...!
قلت : الشخص هو من يفرض احترامه على الآخرين....
قالت : أنت لا يمكن أن تكون في صفي أبداً..!!؟؟
قطعت حديثها...
وقلت : لقد طال الكلام اسمعي سأقفل الخط وسأعطيك مهلة ساعة واحدة
إذا أردتي العودة اتصلي بي
وإذا كان غير ذلك لا تتصلي أبداً......
وأغلقت الخط



وأغلقت معه الصفحة الحادية عشرة
من صفحات حياة زواجي

شوفي الشمس
شوفي الشمس
الحلقه الحاديه عشر (الآن الساعة الواحدة ليلاً ونحن في مكان عام وأنا طبعاً لن أنزلها بالقوة ) خطرت ببالي فكرة......... ونفذتها في الحال... نزلت من السيارة وأغلقت بابها بشدة قلت في نفسي...سأتركها داخل السيارة.. وأذهب خلف المنزل...وعندما تجد نفسها وحيدة... ستضطر إلى النزول..مرغمةً.... وفعلاً تم ذلك..فبعد برهة سمعت صوت الباب وهي تغلقه.... فأسرعت إلى سيارتي...وانطلقت بها...بعيداً.. عن..ذلك البيت.. الذي لا أعرف كيف هي نهايتي معه...؟ اتجهت إلى منزلنا دخلت الصالة أكملت الحديث مع أختي... بعدها بقليل استأذنت وذهبت إلى غرفتي ... ألقيت بنفسي على السرير... أخذتني غفوة قصيرة قطعها صوت أذان الفجر...! نهضت وتعوذت من الشيطان الرجيم ذهبت وتوضأت... خرجت من البيت وأغلقت الباب بقوة كي أُُطمئنَ والدتي بذهابي للمسجد.... دخلت المسجد وصليت... كنت أصلي وبعد الصلاة كنت أدعو الله ولكني كنت أنانيا في دعائي.... فلم أكن أدعو لها كشخص وكزوجة.... بل كنت أقول دائماً.... اللهم أكتب لي الخير في بقائها معي أو في طلاقي لها...... خرجت من المسجد رجعت إلى البيت وجدت أمي تصلي انتظرتها حتى فرغت من صلاتها.... قبلت رأسها.... سألتني...بعد...ما استغفرت وهلّلَت... أختك أم بدر.... قد وعدتنا...بأن تعد لنا...حنيني... (وجبة شعبية مكونة من البر والتمر والسمن.. تشتهر بها المنطقة الوسطى).... تريدون أن تفطروا معنا أنت وأم مقبل.... أمَْ لوحدكم....؟ جاوبتها بصوت يخالجه الحرج.... أنا عزوبي (يمه).... سألتني مستغربة......!! بسم الله الرحمن الرحيم....أنتم (جن) يا وليدي...؟؟ البارحة وزوجتك جالسة معنا...! متى ذهبت لأهلها.....؟؟ (لم أكن أتوقع هذا الإلحاح في الأسئلة من والدتي ولابد أن أخفي عنها ما أمر به مع ز_و_ج_ت_ي)..! فعقلي الباطن غير مقتنع للآن بأن هذه زو...جتي....! نرجع لردي على أسئلة والدتي...!! قلت لها ياأمي الحبيبة... أم بدر جاءت...ولن تأخذ راحتها بوجود عروس جديدة.... فاقترحت زوجتي عليّ... أن تقضي عند أهلها... كم يوم....وأنا أقضي معكم كم يوم.... قالت أمي...والله زوجتك بنت أصول... لكن هي راعية البيت.... ويفترض بها...أن تجلس... لا أن تذهب...فهي من العائلة الآن....!! قلت إن شاء الله ما يصير خاطرك ألا طيب ..يمة.. جلسنا نتناول الإفطار...العائلي..... أنا وأختي ووالدتي..... كنت أسمع أحاديثهم...باستمتاع..... كنت أنساب في كل كلمة أسمعها... ياااه مالذي حملني على الزواج... وترك هذه العائلة... كنت أمني نفسي بزوجة تكون ابنة لأمي وأختاً لأخواتي... (يا حليلك) عشم إبليس في الجنة... جاوبني صدى ارتد من داخلي... هل انسجام زوجتي مع أسرتي أمر صعب...! ولهذه الدرجة......! هل هما خطان متوازيان..لا يلتقيان أبداً...! استرسلت في التفكير.... قبل زواجي كنت بيتوتياً...قليل الخروج... قبل زواجي كنت كنت شاباً لاهياً بلا مسؤولية تقيد حركتي...وقبلها...تقيدعقلي... كنت أفضل أن أتزوج كبيرة...! كي أختصر مشوار التربية الزوجية فامرأة وصلت لهذا السن...(25) لابد أن يكون لها من العقل والنضج ما يجعلها تتعامل... مع الزواج بمسؤولية وجدية... ياااه كم كنت مبالغاً في تفائلي بل يالـ....سخرية نفسي من نفسي....... صوت أم بدر قطع تفكيري..... قالت بصوت يخاطب الجميع.... أخي لقد.... سمعت عن منتزه سلام الجديد في الرياض مارأيكم لو ذهبنا له..... لكن لابد أن تكون زوجتك معنا (وأشارت بيدها إليّ).... يا أخي دعني أراها قبل أن أعود....! جاوبتها الوالدة بالتأييد..... فلم يبقى لي رأي بعد رأي والدتي.... أكملنا أحاديثنا.... تحدثنا... عن موعد زواج ابنة أخي... وكذلك زواج أخي.... الذي لم يحدد موعده بعد.... لكن يبدو أنه ليس ببعيد.. استأذنت منهم واتجهتُ إلي غرفتي.... غيرت ملابسي وخرجت...... كعادتي ذهبت لسوبر ماركت بنده فهو القريب من بيتي.... فجأةً وعندما كنت أتسوق ظهر أمامي أبو نسب صافحني مبتسماً.... بعد السلام قال : أريد أن أجلس معك جلسة خاصة.... قلت: على أمرك تفضل عندنا البيت بيتك... (وفي نفسي أقول ماالذي سيتمخض الجمل....)..!! أشار بيده وقال : بالقرب من هنا (كفي)قريب (يقصد بيت الدونات اللي في مجمع بنده) مارأيك لو جلسنا فيه...؟ (حدثت نفسي يبدو أن هذه العائلة لها علاقة وثيقة بمحلات تقديم القهوة..) خرجت وإياه ودخلنا ذلك الكفي القريب بادرني بكلامه قائلاً : ما الذي حصل بينكما... قلت له بعد أن حبست أنفاسي..... كل خير إن شاء الله..... أختك يبدو أنها غير مرتاحة للعيش معي ولا أخفيك بيننا شيء من التوتر..... (تأكدت فيما بعد بأني كنت مخطئاً بطريقتي هذه فالتعميم في طرح المشاكل لا يصح فالمفروض أن أطلعه على صلب المشكلة أيا كانت تافهة في نظري.. وإن كان أبو نسب لا يحل ولا يربط من تلك العقد شيئا..!!) قال : مالك ألا نرضيك يا الحبيب تفاءلت بكلامه واستبشرت خيرا استأذن وانصرف... رجعت إلى السوبر ماركت... اشتريت ما أريد ورجعت إلى البيت... أنزلت ما معي من أغراض دخلتُ غرفتي وغيرت ملابسي سمعت صوت مسج في جوالي قرأته كان من معذبتي أقصد معزبتي ومضمونها غير جديد عليّ... فعند كل موقف تأتي بشعارات ونظريات تفتقد التطبيق ... وضعت الجوال جانباً ساخرا من تلك الرسالة.... بعدها بقليل... رن جوالي للمرة الثانية فتحت الخط... كان المتحدث على الطرف الآخر ( معول الهدم (حماتي)...!! بل هي دركتر متخصص في هدم البيوت الزوجية).... قالت : بصوت بغيض... أفااا يا وليدي لا تخلون الشيطان يدخل بينكم وأنا خالتك الحياة ياما بتشوفون فيها تعال خذها واجلس أنت وإياها في (كفي) وتناقشوا وحلوا مشاكلكم...!! (بعد ذكر حماتي لمحل (للكوفي) تأكدت بأن حب هذه (الكوفيات) تجري في دماء هذه الأسرة...!!..) لم أبد لها رضا أو رفض تجاه ما تفوهت به تلك الحماة انتهت المكالمة (وفي كل مكالمة نسائية من طرف أهلها أتأكد بأن النساء يجب ألايتدخلن في المشاكل الزوجية وإن كان بعض الرجال ليسوا بأفضل حال منهم) سمعت طرقاً على باب غرفتي كان بدر بن أختي... أرسلته أمه لدعوتي لتناول الغداء..... ....بعد الغداء العائلي استرخيت قليلا في غرفتي.... رن جوالي كانت صاحبة السعادة هي المتصلة بعد ما انتهت الرنة الخامسة فتحت الخط وبلهجة جادة قلت : نعم...؟ بادرتني قائلةً... ماهذا الموقف الذي وضعتني فيه..!! أتترك زوجتك في الشارع وتذهب..! قلت : اختصري الحديث ماذا تريدين..؟ قالت : لماذا تعاملني بقسوة..؟ لماذا تفضل أهلك عليّ...؟ قلت: لماذا أنتَ تزوجتي..؟ قالت : قلتُ لكَ من قبل هذه سنة الحياة....!! قلت : كلنا نعرف بأنها سنة الحياة لكن أنتِ يامن بلغتِ من العمر25عاماَ ماذا تريدين من الزواج....؟ قالت : لماذا تكرر علي أسألتك..؟ قلت : يامرأة أي تكرار هذا سؤال وذاك سؤال....؟ قالت : أنتم أيها الرجال ماذا تريدون منا..؟ قلت : ليس لي دخل بالرجال أنا عن نفسي أريد استقرار أريد بأن أشعر ولو ليوم واحد بأني متزوج.....!! قالت : وأنا ماتزوجت إلا رغبة بالاستقرار.... قلت : اسمعي غداً سنذهب مع أهلي لمنتزه سلام تريدين أن تذهبي معنا وتمشين عدال حياك الله وإلا فاجلسي عند والدتك.... قالت : أولا اطلب من أهلك أن يحترمونني...! قلت : الشخص هو من يفرض احترامه على الآخرين.... قالت : أنت لا يمكن أن تكون في صفي أبداً..!!؟؟ قطعت حديثها... وقلت : لقد طال الكلام اسمعي سأقفل الخط وسأعطيك مهلة ساعة واحدة إذا أردتي العودة اتصلي بي وإذا كان غير ذلك لا تتصلي أبداً...... وأغلقت الخط وأغلقت معه الصفحة الحادية عشرة من صفحات حياة زواجي
الحلقه الحاديه عشر (الآن الساعة الواحدة ليلاً ونحن في مكان عام وأنا طبعاً لن أنزلها بالقوة...
الحلقه الثانيه عشر

وبعد58دقيقة اتصلتْ (هي) وطلبت مني أن آتي وآخذها

وبعد أقل من ساعة

كنت عند بيتهم...

خرجت وكانت تسبقها رائحة عطرها الصارخ وتتدلى من كتفها تلك الحقيبة (الصفراء)....!!

ركبت وألقت السلام عليّ ورددت عليها بالمثل ...

بادرتها قائلاً اليوم الاثنين ودومنيز بتزا لديهم عرض اشتري واحدة والأخرى مجاناً..ما رأيك لونتعشى بتزا....؟

لم تمانع صاحبتنا في ذلك....وصلنا للمطعم.......

دخلنا ونحن نتناول البتزا بدأنا نتحدث حديث الأزواج ألا أزواج...!!



دخلنا المنزل....كانت الساعة متأخرة...فالكل نائم على ما يبدو....

عند الصباح استيقظت على سماع صوت باب(الـ...) يغلق.....عندها فهمتها من نفسي وذهبت(للـ..) آخر..فانتظاري لها حتى تخرج يعد ضرباً من الجنون...!!

خرجت من (الـ..)سمعت أصوات أهلي يتحدثون في الصالة...دخلت عليهم وهم يتناولن الإفطار كانت والدتي وأختي أم بدر...

وأخي مساعد وزوجته....والصغار حولهم..

أسدلت زوجة أخي خمارها على وجهها....وجلست معهم جانباً كي لاأحرج زوجة أخي...

اقترب مني أخي...وبدأنا نتناول الإفطار والأحاديث..

اتفقنا على الذهاب لمنتزه سلام عصر هذا اليوم...

جاء الموعد والجميع على أهبةِ الاستعداد...

اتفقنا على الالتقاء هناك في المنتزه...وصلنا في الموعد المحدد والجميع كان حاضراً وعلى رأسنا خالتي أم إبراهيم..(الأرملة) بداية الوقت جلس الجميع مع بعض رجالاً ونساءً...بعد قليل إستقلينا عن النساء

وتنحينا جانباً لكي تأخذ النساء راحتهن....

أمضينا في المنتزه وقتاً جميلاً إلى ما بعد العشاء...

انتهت نزهتنا وبدأنا في جمع أغراضنا ومناداة الصغار استعداداً للعودة لمنازلنا.....تم كل شيء وكلٌ ركب سيارته...كانت أمي مع أخي...حيث أصر كعادته أن يوصلها...إلى البيت..أول ما ركبت حرمنا المصون...بدأت تمارس هوايتها بلهفة المشتاق....قائلة..خالتك أم إبراهيم أليس لديها غير هذه الحقيبة الزرقاء...؟ وهذا التايير السماوي...؟؟..قلت لها : هل قرأت كفارة المجلس...؟؟ اصبري قليلاً حتى نبتعد عن الناس... وما دخلكِ أنتِ هل لبست سماوي أم أسود

لتلبس ما تشاء كما تلبسين ما تشائين...!!

أمرك غريب يا امرأة...!!

قالت : سبحان الله دائماً أكلمك في الشرق فتكلمني في الغرب...!! ألا يمكن أن تتجاوب معي ولو لمرةِ واحدة...

قلت : ولو لمرةٍ واحدة... حاولي أن تدخلي عقلي..!!

لحظة صمت أطبقت علينا وكأن على رؤسنا الطير

لم أعد أكترث لغضبها كما كنتُ سابقاً..أيام ما كنتُ حديثَ عهدِ بالزواج...!!فما كنت أريده منها وما كان جديداً علىّ أفقدتني متعته بتصرفاتها ...اللامسؤلة

وصلنا المنزل...ترجلنا من السيارة ودخلنا البيت...سبقتها ودخلتُ الغرفة...غيرت ملابسي استعداداً لنوم...

وألقيتُ بنفسي على السرير وأخذت أمسح بيدي على رأسي.....وأنظر إلى داخلي وواقعي بغرابة مشوبة بالشفقة......

قالت : بعد أن نظرت إلىّ لمدة قصيرة : تبدو شارد الذهن بماذا تفكر ......؟؟

قلت :لاشيء هذا حال الدنيا....

لابد أن نكون في دوامة متتابعة من التفكير.......

قالت :أنا أعرف ماالذي تفكر به وما الذي يشغل بالك.....(أوووف ياخطيرة) أنت غير مقتنع بي كزوجة وكربة بيت.. ....تفاجأتُ بكلامها كثيراً وتأثرت...

لكني بدوتُ متماسكاً أمامها وقلت: كلامك صحيح.... فبالرغم من مضي هذه المدة على زواجي ...لم أرى شيئاً يدلُ على أني متزوج...غير هذه الغرفة التي أنام فيها وهذا الماكياج الذي تضعينه وهذه الفساتين التي ضاقت بها غرفتنا...!!

أنتِ تمارسين الزواج بمفهوم شكلي لا يمت للواقع ولا لمجتمعي بأي بصلة وكأنه لابد لك من أن تنتصري في النهاية على شيء ما بداخلك ليتني أعرف ما هو...!!

قالت : لنعد إلى موضوعنا الأهم...ماالذي تريده مني أن أعمله لك...قلت : وهل كتب علىّ في كل مرة نتحدث فيها أن أعيد التعليمات والشروط لمسيرة حياتنا الزوجية..!!
...قائلاً أريد أن أحس بتقديرك للمسؤلية..أريد منك مواقف يومية جادة..قالت

لك ما تريد..من الآن سأنفذ ما تريد بالحرف الواحد...(في نفسي قلت ياعرقوب تعال وانظر إلى أختك عرقوبة)...!!

قلت لها : أتمنى أن أشعر بإحساس المتزوج... إحساس الاستقرار النفسي والأسري........!!

قالت : أوعدك وعد لا رجعة فيه....!!(في نفسي قلت ولكنك وصلت لعمر فقدت فيه السيطرة على نفسك و على تعديل طباعك...!!وتمثلتُ بالبيت وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم)

قلت : كلي أملُ ُ أن نفتح صفحة جديدة..أشرت بيدي إليها أغلقي الأباجورة....

أغلقتها وأغلقت معها الحلقة الثانية عشرة من حياة زواجي........
شوفي الشمس
شوفي الشمس
الحلقه الثانيه عشر وبعد58دقيقة اتصلتْ (هي) وطلبت مني أن آتي وآخذها وبعد أقل من ساعة كنت عند بيتهم... خرجت وكانت تسبقها رائحة عطرها الصارخ وتتدلى من كتفها تلك الحقيبة (الصفراء)....!! ركبت وألقت السلام عليّ ورددت عليها بالمثل ... بادرتها قائلاً اليوم الاثنين ودومنيز بتزا لديهم عرض اشتري واحدة والأخرى مجاناً..ما رأيك لونتعشى بتزا....؟ لم تمانع صاحبتنا في ذلك....وصلنا للمطعم....... دخلنا ونحن نتناول البتزا بدأنا نتحدث حديث الأزواج ألا أزواج...!! دخلنا المنزل....كانت الساعة متأخرة...فالكل نائم على ما يبدو.... عند الصباح استيقظت على سماع صوت باب(الـ...) يغلق.....عندها فهمتها من نفسي وذهبت(للـ..) آخر..فانتظاري لها حتى تخرج يعد ضرباً من الجنون...!! خرجت من (الـ..)سمعت أصوات أهلي يتحدثون في الصالة...دخلت عليهم وهم يتناولن الإفطار كانت والدتي وأختي أم بدر... وأخي مساعد وزوجته....والصغار حولهم.. أسدلت زوجة أخي خمارها على وجهها....وجلست معهم جانباً كي لاأحرج زوجة أخي... اقترب مني أخي...وبدأنا نتناول الإفطار والأحاديث.. اتفقنا على الذهاب لمنتزه سلام عصر هذا اليوم... جاء الموعد والجميع على أهبةِ الاستعداد... اتفقنا على الالتقاء هناك في المنتزه...وصلنا في الموعد المحدد والجميع كان حاضراً وعلى رأسنا خالتي أم إبراهيم..(الأرملة) بداية الوقت جلس الجميع مع بعض رجالاً ونساءً...بعد قليل إستقلينا عن النساء وتنحينا جانباً لكي تأخذ النساء راحتهن.... أمضينا في المنتزه وقتاً جميلاً إلى ما بعد العشاء... انتهت نزهتنا وبدأنا في جمع أغراضنا ومناداة الصغار استعداداً للعودة لمنازلنا.....تم كل شيء وكلٌ ركب سيارته...كانت أمي مع أخي...حيث أصر كعادته أن يوصلها...إلى البيت..أول ما ركبت حرمنا المصون...بدأت تمارس هوايتها بلهفة المشتاق....قائلة..خالتك أم إبراهيم أليس لديها غير هذه الحقيبة الزرقاء...؟ وهذا التايير السماوي...؟؟..قلت لها : هل قرأت كفارة المجلس...؟؟ اصبري قليلاً حتى نبتعد عن الناس... وما دخلكِ أنتِ هل لبست سماوي أم أسود لتلبس ما تشاء كما تلبسين ما تشائين...!! أمرك غريب يا امرأة...!! قالت : سبحان الله دائماً أكلمك في الشرق فتكلمني في الغرب...!! ألا يمكن أن تتجاوب معي ولو لمرةِ واحدة... قلت : ولو لمرةٍ واحدة... حاولي أن تدخلي عقلي..!! لحظة صمت أطبقت علينا وكأن على رؤسنا الطير لم أعد أكترث لغضبها كما كنتُ سابقاً..أيام ما كنتُ حديثَ عهدِ بالزواج...!!فما كنت أريده منها وما كان جديداً علىّ أفقدتني متعته بتصرفاتها ...اللامسؤلة وصلنا المنزل...ترجلنا من السيارة ودخلنا البيت...سبقتها ودخلتُ الغرفة...غيرت ملابسي استعداداً لنوم... وألقيتُ بنفسي على السرير وأخذت أمسح بيدي على رأسي.....وأنظر إلى داخلي وواقعي بغرابة مشوبة بالشفقة...... قالت : بعد أن نظرت إلىّ لمدة قصيرة : تبدو شارد الذهن بماذا تفكر ......؟؟ قلت :لاشيء هذا حال الدنيا.... لابد أن نكون في دوامة متتابعة من التفكير....... قالت :أنا أعرف ماالذي تفكر به وما الذي يشغل بالك.....(أوووف ياخطيرة) أنت غير مقتنع بي كزوجة وكربة بيت.. ....تفاجأتُ بكلامها كثيراً وتأثرت... لكني بدوتُ متماسكاً أمامها وقلت: كلامك صحيح.... فبالرغم من مضي هذه المدة على زواجي ...لم أرى شيئاً يدلُ على أني متزوج...غير هذه الغرفة التي أنام فيها وهذا الماكياج الذي تضعينه وهذه الفساتين التي ضاقت بها غرفتنا...!! أنتِ تمارسين الزواج بمفهوم شكلي لا يمت للواقع ولا لمجتمعي بأي بصلة وكأنه لابد لك من أن تنتصري في النهاية على شيء ما بداخلك ليتني أعرف ما هو...!! قالت : لنعد إلى موضوعنا الأهم...ماالذي تريده مني أن أعمله لك...قلت : وهل كتب علىّ في كل مرة نتحدث فيها أن أعيد التعليمات والشروط لمسيرة حياتنا الزوجية..!! ...قائلاً أريد أن أحس بتقديرك للمسؤلية..أريد منك مواقف يومية جادة..قالت لك ما تريد..من الآن سأنفذ ما تريد بالحرف الواحد...(في نفسي قلت ياعرقوب تعال وانظر إلى أختك عرقوبة)...!! قلت لها : أتمنى أن أشعر بإحساس المتزوج... إحساس الاستقرار النفسي والأسري........!! قالت : أوعدك وعد لا رجعة فيه....!!(في نفسي قلت ولكنك وصلت لعمر فقدت فيه السيطرة على نفسك و على تعديل طباعك...!!وتمثلتُ بالبيت وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم) قلت : كلي أملُ ُ أن نفتح صفحة جديدة..أشرت بيدي إليها أغلقي الأباجورة.... أغلقتها وأغلقت معها الحلقة الثانية عشرة من حياة زواجي........
الحلقه الثانيه عشر وبعد58دقيقة اتصلتْ (هي) وطلبت مني أن آتي وآخذها وبعد أقل من ساعة كنت عند...
الحلقه الثالثه عشر

استيقظتُ صباحاً

نظرت إلى الساعة يااه لقد تأخرت كثيراً على عملي

نهضت على عجل

و ناديت عليها وأنا أغسل وجهي فقد تأخرنا كلينا

غسلت وجهي وتوضأت ولبستُ ملابسي وخرجت من الغرفة وأنا أسمع صوت منبه جوالها

دخلت على أمي كعادتي قبل الذهاب لعملي وقبلت رأسها وخرجت مسرعاً....

أدرت محرك السيارة وتوجهت إلى مقرعملي

دخلت وسلمت على زملائي استقبلوني استقبالاً

بشوشاً كعادتهم.....سألني زميلي فهد بأسلوبه المفاجئ المعتاد...(يخش عرض بلا مقدمات)

قائلاً: مارأيك هل تنصحني بقضاء شهرالعسل في ماليزيا؟

جاوبته قائلاً: ماليزيا جداً جميلة (وأنا أقول في نفسي ولماذا تتزوج أصلا؟؟)

أردف قائلاً: ماهي أحلى المدن التي ذهبت إليها هناك... ؟؟

قلت له: كل مدينة لها خصوصية معينة....ثم تحدثت معه عن مارأيته هناك....

قال لي بعدها: هل تسمح لي أن أسألك سؤالاً خاصاً...؟

قلت: تفضل قل ماتريد...!!

قال: هل تنصح بالعزوبية أم بالزواج وهل أنت مبسوط الآن بعد كل هذه المدة على زواجك...؟

تدخل في الحديث زميلنا الآخر أبو شذى قائلا: هذا سؤال تسأله يافهد (الله يهديك بس) أنت ماتشوف وجه الرجال يلمع كأنه مراية....

قلت له ضاحكاً قل ماشاءالله واذكر ربك...(وأنا أقول في نفسي ماهي قصتكم ياجماعة مع هذا الوجه الذي يلمع ليتكم ترون ما بداخله..!!)

أعاد زميلي فهد سؤاله السابق وبإلحاح هذه المرة هل تنصح بالزواج....؟..قلت له : أنا الآن ياعزيزي لستُ مؤهلاً للإجابة على مثل هذا السؤال اصبرعلى حتى يمضي عليّ سنة كاملة وأجاوبك(وأنا أقول في نفسي من الأفضل الا تسمع إجابتي فعندها لن تكره الزواج فحسب بل ستكره كل النساء)...

قال زميلي فهد : معقولة كلُ هذه الشهور مرت على زواجك ولا أجد عندك إجابة محددة..!!

أم أن عقلك قد طار ولم يتبقى منه شيء بعد زواجك..!!

قلت له مبتسماً: كل كلامك وارد لكن الحكم على يوميات الزواج ومواقفه مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر فما أراه معقولاً قد يراه غيري سيئاً وهكذا....!!

قال: صحيح قد يكون هناك اختلافات حول الحكم على المواقف لكن هناك ثوابت في أمور الزواج لابد أن يتفق عليها الأغلبية...
قطع حديثنا رنين جوالي

كان المتصل خالتي الأرملة أم إبراهيم.....!!

بعد تبادل السلام والسؤال عن الأحوال

قالت: ممكن تعطيني من وقتك شوي؟

قلت: تفضلي تحت أمرك...



قالت يصوت خافت : لقد جائني خاطب وأريد أن آخذ رأيك فيه...؟؟

قلت لها: ما اسم عائلته وكيف وضعه الاجتماعي؟

قالت: اسمه(....)ومتزوج باثنتين...

قلت لها: بعد صمت قصير وحيرة فارقتني سريعاً: هذا أبوسامي ...أعرفه هذا رجل مزواج يعمل معنا في الوزارة.... لقد رأيته عدة مرات بحكم عملي لايصلح لك أبدا وهوغير جاد في أمور الزواج أبداً...!

بدا عليها الحرج وشكرتني وانتهت المكالمة على وعد بلقاء قريب...

مرت ساعات الدوام سريعاً وخرجت من العمل

دخلت البيت واتجهت إلى غرفة والدتي..وجدتها لتو قد فرغت من صلاتها قبلت رأسها وجلست بقربها....

قالت بعد أن نظرت في عينيّ: متى سأفرح بابنك مقبل أو شكل موضوع الأولاد لايشغل بالك أنت وأم مقبل...؟...وقبل أن أردّ عليها

دخلت أختي أم بدر وتدخلت في الحديث....وقالت:إلا انبسطوا وأنا أختك والأولاد ملحوق عليهم على ماذا أنتم تستعجلون...؟؟ دعيهم يا أمي على راحتهم...!

قلت: الله يكتب لنا الخير ويدبرنا على ما يشاء...!

خرجت من الغرفة وتركت الأم وابنتها يتبادلان الحديث.....

دخلت المطبخ...وجدت حرمنا المصون فيه

تعد طبقاً من السلطة...!!( ويخيل إلىّ بأنها لم تكن قد أمسكت بسكين طوال سنواتها الماضية ولو رأها الشيف رمزي لاعتزل الطبخ وبرامج التلفاز عن بكرة أبيها)

قلت لها : ماذا أعددت لنا اليوم...؟؟

قالت : سلطة خضراء...ألا تراها أمامك...؟؟!!

قلت : وهل يوجد سلطة خضراء وسلطة ليست خضراء ...؟؟؟

قالت : لقد أخذتُ طريقة صنعها من وكيلتنا....وقلت لابد أن أعدها لك على الغداء...

قلت لها : أي شي ستعدينه سيكون جميلاً حتى لو كأس ماء من يديك لايهم....!!

ذهبت إلى غرفتي وغيرت ملابسي
جلست انتظر الغداء وطال انتظاري...تذكرت بيتاَ من الشعر كانت تردده دائماً جدتي رحمها الله إذا تأخرعليه الغداء أو العشاء

كانت تقول: نرجي العشا من ورا طرفة و ابو لفيفه بعد دونه (عاد أنتم فسروها)

جاءت الهانم ووضعت الغداء

وتناولت غدائي وكان دورها دور المتفرج(بمعني إذا كان واحد منكم قد أكل معي فهي قد أكلت).....!!



غسلت يداي بعدما انتهيت من الغداء

وطلبت شاياً أخضر....

جاءت تحمل الشاي وهي تتهادى في مشيتها كالطفل الوديع...

وجلست بقربي وابتعدت عنها قليلاً....!!(أخاف تعض)!!



قالت : تصدق الوكيلة في مدرستنا تطلقت....!

قلت : أفااا لاحول ولاقوة إلا بالله تقصدين الوكيلة التي أعطتك وصفة السلطة الخضراء..؟؟

قالت : يووه ذاكرتك قوية..!!

قلت : كم لديها من الأولاد...؟

قالت: ولد وبنت

قلت : ما أسباب الطلاق...

قالت : لو سمحت أنا ما أحب أتدخل في خصوصيات الآخرين (أففف يا خطيييرة)لكن بحكم أني أعرف أنك لن تخبر أحداً سأخبرك...!!

وأردفت قائلةً: وكيلتنا سبحان الله من أول ما تزوجت وهي في مشاكل مع زوجها...

قلت : لكن ألا يوجد شيء أساسي وجوهري مختلفين عليه...؟؟؟

قالت : طبعاً يوجد...هي من عائلة مرفهة إلى حد ما ودائماً تريد من زوجها أن يسافر بها وتريد طباخ في منزلها وسائق وأحياناً هداها الله تشعرك بأنه تحب المظاهر (كدت أن أقول لها أنت تتكلمين عن وكيلتكم أو عن نفسك يا هانم)...؟؟؟

قلت لها: وهل تم الطلاق فعلاً....؟؟

قالت : نعم لقد رأيت ورقة طلاقها معها...؟؟!!!!



قلت لها:إلا بالمناسبة كم عدد صديقاتك المطلقات الآتي معك في المدرسة....؟

قالت : لوسمحت لاتقل صديقاتك(يا شديدة خوفتيني)...قل زميلاتك المعلمات الآتي معك في المدرسة.....

قلت : ولا تزعلين يالله طيب زميلاتك المطلقات كم عددهم....؟

قالت : المديرة والمساعدة (عدوهم معي تكفون)..ونوال مدرسة الدين,,وسعاد مدرسة اللغة الإنجليزية,,,وعواطف مدرسة التدبير

,,,وموضي بنت عمي(معها في المدرسة) والمرشدة الطلابية زعلانة وجالسة عند أهلها....!!!!

من شهرين(تبيه يحط لها بيت لحالها)وهند تملكت المسكينة وفكت ملكتها(طلعت أكبر منه)...يعني ما تعتبر مطلقة....!!

ومناير لها سنة وهي معلقة زوجها رافض يطلقها...قلت : كم أصبح عدد (زميلاتك) المطلقات......؟؟

....عليك الحساااب....قالتها بصوت فيه رثاء لحال المجتمع...!!

ثم أردفت قائلةً... بصراحة رِجال هذا الوقت عديمي المسؤولية...ليسوا مثل رجال أول....!!

أمر الطلاق لديهم أسهل من شرب الماء...!!

الواحد منهم على أقل شيء يطلق زوجته...!!.

قلت : طيب عندي اقتراح ...

ما رأيكم لو تؤسسون لكم رابطة أو جمعية للمطلقات...أو على الأقل موقع على الإنترنت......؟

وأعرف لكم واحد يصمم مواقع سأطلب منه أن يعمل لكم خصماً جيداً....

قالت :أنت لا يمكن أن تترك عادة الاستهزاء..أبداً...قل الحمد لله الله لا يبتليك أو يبتلي بناتك في المستقبل.....!!!!

قلت:أستغفر الله...أستغفر الله..معك حق...

نهضت من عندها وقلت أنا خارج

تريدين شيئا...؟

وبلمح البصر وجدتها أمامي مثل (الخفاش) وهي تقول: صبرك صبرك أريد أن أخرج معك....!!

قلت : في هذه الظهيرة ألا ترين هذه الشمس الحارقة...؟

قالت : نذهب (لليورمارشية يفتحون في كل الأوقات)

تقول وكيلتنا بأن لديهم تخفيضات رائعة..!!

قلت : لن تذهبي انتهى النقاش

قالت : بل سأذهب...بل سأذهب...!

تركتها وخرجت وأغلقت الباب وأغلقت معه الصفحة الثالثة عشرة من صفحات حياتي

يتبع ..