الملايين
الملايين
شكراً تفعل المستحيلات
عدت لأتجول بين الفصول وقد كنت أدير مدرستي بكاملها بكلمة واحدة هي : شكراً

أنني أشكر كل معلمة على الوسائل التي تحضرها وأشكر كل طالبة على هدوءها واجتهادها وكانت كلمة الشكر هي الطاقة السحرية التي تشعل مدرستنا بالحب والأمل والنجاح
***.
مررت بغرفة المعلمات فإذا الأستاذة لولوة تحكي ضاحكة للمعلمات قصتها مع (موزة)التي غابت ولم تغب!!
لولوة (زوجة مدير الشؤون المالية في إدارة تعليم مركزنا ) كانت تتحدث ويلمع في يديها
خاتمها الأحمر –من هاري وينستون - والمصمم خصيصاً من الماسات الماركيز والياقوت
(قلت في سري أنتي تشترينه من عرق وجهد هؤلاء المسكينات)
وخيل لي أن حبات الياقوت
تقطر من دماء أبي دواس
الملايين
الملايين
عدت إلى مكتبي محاولتاً إقناع أستاذة فاطمة بأن تتحمل مناهج التربية الفنية ريثما تنهي معلمة التربية الفنية إجازتها
هذه هي مشكلة المرحلة الابتدائية لا يوجد تخصصات وضلت هي تعتذر وتعتذر لافتقارها إلى موهبة الرسم فابتسمت لها

وقلت بحسرة: أستاذة فاطمة أنتي تعرفين كل معلمة تربية فنية يتم تعيينها عندنا تستمر لأشهر قليلة ثم تحصل على واسطة وتنتقل. فإما أن تدرسي هذه المادة لقلة حصصك وإما أن أدرسها أنا.
وتعلمين الضغوط التي تحاصرني كون مدرستي مجمع ابتدائي ومتوسط


اقتربت - وأنا اشد على يدها- وقلت(كاذبتاً) : فاطمة .... أنت الوحيدة التي أثق بك في هذه المدرسة أنتي (الكفاءة العالية ) التي أستطيع الاعتماد عليها في كل مهمة صعبة .......


ابتسمت باستسلام .ثم قالت: اتركيني لأفكر هذا اليوم فقط.
الملايين
الملايين
***.
مساعدتي دانة تقوم بكل الأعمال الإدارية الورقية من حصر الإجازات والتأخير وحصص الانتظار ومتابعة الجداول ويكاد ينحصر عملي أنا في : حل المشكلات التي تنشب بين المعلمات والاستماع لشكاوى كل معلمة او طالبة من ظروفها الخاصة!!
ثم شكر الجميع وتشجيعهم على تحسين وتطوير أدائهم ,
وأن أرفض إعطاء الإجازات والأذونات لمن يبالغن في طلباتهن من المساعدة دانة فعندما تقول دانة لإحداهن :راجعي المديرة لتعطيك الإذن في هذه الإجازة فمعناها أنها تطلب مني أن ارفض طلبهن
وأنا أقوم بدور المحامي العتيد!! عن معلماتي ومكتبي هو الدرع الذي يتلقي اللوم والتقريع الذي يأتي في حق كل معلمة من المشرفات الزائرات و علي الدفاع عن معلمات مدرستي دفاع الأسود!!
و
وأخيراً المهمة الصعبة



إقناع كل معلمة بأن تقوم بما هو ليس من اختصاصها من أعمال كأعمال الاختبارات والجداول المعطلة والأنشطة وسواها
إن مديرة المدرسة هي متسولة .........كاذبة ....... مسكينة!!........محاصرة!!
الملايين
الملايين
حل المساء واستلقيت على الأريكة فمن حقي الآن أن ارتاح من عناء العالم كله .
من حل المشكلات بين المعلمات والمعلمات
من حل المشكلات بين المعلمات والطالبات
من حل المشكلات بين المعلمات وأولياء الأمور


.........لا أريد الآن
أن أفكر بكل ما يمكن أن يشغل ذهن مديرة (دروس انتظار......... إجازات مرضية................. جداول المعلمات ........
ذهبت إلى أريكتي الحبيبة
وأكملت قراءة كتابي الأثير (قوة البيجماليون ) يقول الكاتب:
قامت إدارة البحوث التعليمية بعمل تجربة لمدرسة نموذجية (باستخدام قوة البيجماليون )


وتم اختيار
نخبة من الأستاذة المميزين
واختيار
نخبة من الطلاب العباقرة
ومراقبة الوضع عند تدريس أساتذة مميزين لطلاب مميزين.
وبعد مرور شهر على التجربة : بارك المعلمون العمل وقالوا إن تدريس الطلاب العباقرة متعة حقيقية
كما قال الطلاب العباقرة : أن تدريس نخبة مميزة من المعلمين ممتع حقاً أفضل من التدريس العادي
ولكن الباحث صاحب فكرة التعليم باستخدام قوة البيجماليون صارح الجميع .أن الطلاب والمدرسين تم اختيارهم بشكل عشوائي .ولا يوجد احد منهم مميز
ولكن القناعة الداخلية بجودة المعطيات التي تكونت لدى الطلاب والمعلمين هي التي أعطت الجو الناجح للتدريس في المدرسة.
وقد طبقت دولة الصين هذه الخدعة
فمناهج الصين التعليمية تمتلئ بالتمجيد للشعب الصيني
تظهر المناهج بهذا الشكل:
الشعب الصيني هو الذي صنع سور الصين العظيم وسور الصين العظيم هو المبنى الوحيد الذي يظهر من على سطح القمر (كذبة طبعاً)
تعج المناهج الصينية بأكاذيب مثل:
الصينيون هم أول من اخترع الكهرباء
وأول من اخترع مانعة الصواعق
وهم أول من صنع آلة حاسبة.....الخ
يتميز الشعب الصيني بالذكاء الخارق . والجلد....!!



وتستمر هذه الأكاذيب لتترسخ في القناعات الداخلية لدى أطفال الصين حتى تم أقناع الشعب الصيني بها وبالتالي بالفعل تحول الشعب الصيني إلى
شعب عبقري
شعب مخترع
لا يعرف المستحيل.



كما استخدم الأوربيون والأمريكيون قوة البيجماليون في إفتراض الصدق والأمانة في كل إنسان فأنت عندما تقوم بأمر لست مضطراً لإحضار الإثباتات على صدقك فهم يفترضون الصدق والأمانة في كل إنسان مع وضع عقاب شديد وحاسم لكل من يخون الصدق والأمانة وبالفعل ..بالفعل انتشرت فضيلة الصدق والأمانة لديهم .
كما يمكن استخدام قوة البيجماليون بشكل عكسي ..(في قتل الهمم ووأد الطموحات وإفساد الشعوب)





لكن هناك من وسائل الإعلام العربية المأجورة والتي تملكها الأموال الخائنة من يحاول أن يغير ما بأنفس العرب من طهارة وأخلاق وذكاء وشجاعة إلى محاولة إقناع العرب بأنهم أهل (خسة و جلافة والتركيز وإلقاء الأضواء على أي قصة عربية حقيرة وتجاهل أي بطولة يقوم بها أي إنسان عربي)


فتجد أن وسائل الإعلام لا تنقل إلا أخبار الجرائم والمصائب حتى يعتادها الناس ولا يظهر أي خبر عن إنسان شريف أو أمين ولا يتم تمجيد الشريف ولا الأمين ولا يتم تغطية أخبار الجميعات الخيرية وأهل الخير نهائياً ..


وتجد أن المثل الخليجي الشهير( كل من يرى الناس بعين طبعه ) يشرح لك هذه القضية بوضوح فأهل الخسة والدناءة والوضاعة تركز عقولهم على هذه الأخبار فينقلونها ففتاة فاسدة تجدها تحب التقاط أخبار العشيقات وقصصهن ونقلها وفتاة تحب المغازلات والملاعبات تجدها تحفظ قصص المغازلات وتسمع الجديد منها وشخص يمتهن السرقة تجده يحفظ آخر أخبار السرقة .


: تكلم لأعرف من أنت !!
فكل قصة تقولها لي: تحكي لي اهتماماتك

وهكذا يتم البحث عن حثالة المجتمع من أهل الزنا والخمور والسرقات وإعطاءهم الفرصة للعمل في شتى المجالات الإعلامية لإفساد المجتمع بكاملة ثم أكمل المؤلف وتجد أن وسائل الإعلام لا ترحب بإنسان من أهل الخير أبداً .ولكن لو تحول هذا الإنسان وأنقلب على عقبيه لرحبوا به كثيرا كثيراً .

***.
أغلقت عيناي بقهر
فقد أغاضني مؤلف كتاب قوة البيجماليون
.وحمل نفسي ما لا تطيق من القهر والغيض
الملايين
الملايين
(استاذة لولوة ) وهي معلمة الجغرافيا المتسلطة مرعبة الطالبات والمعلمات كذلك!!
من يشاهد لولوة في عرشها!! يعتقد أنها زوجة لأحد الملوك

فهي شامخة بأنفها
عزيزة في مشيتها
صارخة في صوتها وكلامها
(شخصية متسلطة ) لا تبتسم إلا ما ندر
تعشق اللون الأخضر الفاتح فلا تراها إلا وقد ارتدته .
نظرتها لكل الأمور تشبه الذئب المفترس فهي تبحث عن نقطة الضعف .. فيك ثم تذلك فيها وتلتهمك
الكل يخافها ويعمل لها ألف حساب حتى أنني مرة وجدة الكاتبة قماشة قد دخلت على الطالبات في درس انتظار قلت
لها : إن الانتظار ليست من عمل الكاتبة يا عزيزتي !!
فبتسمت بحسرة وقالت
- هذا الانتظار هو خاص بأستاذة لولوة ولكنني فضلت أن أقوم به على أن أتجشم عناء إخبارها بوجوب دخولها لدرس انتظار وتحًمل كلماتها المقرفة والصارخة!!
دارت في ذهني صورة لولوة وقد تحولت إلى شكل تيمور لنك ....... ما هذه الهيبة يا استاذة لولوة – أنني أنا كمديرة للمدرسة لا أتمتع بها!!- ولا عجب – فلولوة امرأة ذكية جداً و(ملسونة وقوية) تجيد استخراج الأخطاء في كل مهمة
نوكلها إليها ثم ترفسها رافضة أداءها ليقوم بها من هو أضعف وأقل منها!!
ولكن شهادة حق - فهي تهتم بمادة الجغرافيا التي تخصها خير اهتمام وتقدم للطالبات خدمات مميزة وجوائز قيمة ووسائل تعليمية باهرة وعروض باوربوينت مصممه لها خصيصاً من متخصصة بالحاسب والتصميم.(فهي معلمة رائعة حقاً) وكم كنت أتمنى لو لانت أخلاقها قليلاًَ عن هذه العدوانية لربما أصبحت المعلمة المثالية .
لولوة تجيد أيضاً استخدام نفوذ زوجها في إدارة التعليم
وتكاد تصبح ملكة المجال التعليمي بنفوذها الأخاذ!!




وقد أخبرتني زوجة شقيقها الثرثارة (أبله حصة)
أنه حتى والدة لولوة ووالدها وجميع أخوتها يخضعون لأمرها فهي الآمر الناهي في محيطها !!
ولا عجب فزوجها مدير الشؤون المالية قد وظف جميع إخوتها على بند الأجور(فئة د)
وبذلك كان لابد أن تمن عليهم بهذا المعروف مدى الحياة!!


كما أنه يستأجر بيت أهل لولوة القديم كمبنى مدرسي -ضمن بيوت كثيرة يمتلكها مدير الشؤون المالية بالباطن ويؤجرها على الوزارة و لولوة - بلؤم شديد- تدرك أهمية مركز زوجها فتستغله طوال الوقت ودارت في ذهني تساؤلات ترى لو تزوجت لولوة وزير المالية شخصياً !! ماذا ستصنع!!
حقاً إن المال عصب الحياة ...



وأكثر من يدفع هذا الثمن حصة المسكينة....(زوجة شقيق لولوة)


فلولوة تذلها طوال الوقت
وتنتقدها طوال الوقت
وتحطمها طوال الوقت ..