يمكن أن يلخص علاجه في أمرين: العلم و العمل:
أما العلم: ففيه مقامان: إجمال، و هو أن يعلم أن الكل بقضاء الله و قدره، و أن ما شاء الله كان، و ما لم يشأ لم يكن، و أن رزق الله لا يجره حرص حريص، و لا يرده كراهية كاره.
و تفصيل: و هو العلم بأن الحسد قذى في عين الإيمان، حيث كره حكم الله و قسمته في عباده، فهو غش للإخوان، و عذاب أليم، و حزن مقيم، و مورث للوسواس، و مكدر للحواس، و لا ضرر على المحسود في دنياه، لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك، و لا في دينه، بل ينتفع به، لأنه مظلوم من جهتك، فيثيبه الله على ذلك، و قد ينتفع في دنياه أيضاً من جهة أنك عدوه، و لا يزال يزيد غمومك و أحزانك، إلى أن يقضي بك إلى الدنف و التلف، قال الشاعر:
اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتـله
النار تأكل نفسهــــــا إن لم تجد ما تأكله
و قد يستدل بحسد الحاسد على كونه مخصوصاً من الله تعالى بمزيد الفضائل، قال الشاعر: لا مات أعداؤك بل خلـدوا و حتى يروا منك الذي يكمد
لا زلت محسوداً على نعمة فإنما الكامل من يحســـد
و الحاسد مذموم بين الخلائق، ملعون عند الخالق، مشكور عند إبليس و أصدقائه، مدحور عند الخالق و أوليائه، فهل هو إلا كمن رمى حجراً إلى عدو ليصيب به مقتله، فرجع حجره إليه فقلع حدقته اليمنى، فغضب فرماه ثانياً فرجع ففقأ عينه الأخرى، فازداد غيظه فرماه ثالثاً فرجع إلى نفسه فشدخ رأسه، و عدوه سالم، و أعداؤه حواليه يفرحون و يضحكون: ((و لعذاب الآخرة أشد و أبقى))(طه:127).
و أما العمل: فهو أن يأتي بالأفعال المضادة لمقتضيات الحسد، فإن بعثه الحسد على القدح فيه كلف لسانه المدح له، و إن حمله على التكبر عليه كلف نفسه التواضع له، و إن حمله على قطع أسباب الخير سعى في إيصال الخير إليه، حتى يصير المحسود محبوباً محباً له، على حد قوله تعالى: ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم))(فصلت:34). فذلك التكلف يصير في النهاية طبعاً.
=============================================
الشيخ/عبدالله ابن جبرين
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
هذا الموضوع مغلق.
أسباب الحسد و دوافعه
يمكن أن نلخص ذلك في سبعة أسباب:
أولها: العداوة و البغضاء، فمن آذاه إنسان و أوصل إليه ضرراً، فلا بد أن يبغضه، و يغضب عليه، و يتولد من ذلك الحقد المقتضي للتشفي و الانتقام، فإن عجز المبغض عن أن يتشفى منه بنفسه أحب أن يتشفى منه الزمان، قال تعالى: ((إن تمسسكم حسنة تسؤهم و إن تصبكم سيئة يفرحوا بها))(آل عمران:120). و ربما أفضى هذا الحسد إلى التقاتل و التنازع.
=============================================
ثانيها: التعزز، فإنَّ واحداً من أمثاله إذا نال منصباً عالياً، يترفع به عليه، و هو لا يمكنه تحمل ذلك، أراد زوال ذلك المنصب عنه، و ليس غرضه التكبر، بل يريد أن يدفع كبره، فإنه قد رضي بمساواته.
=============================================
ثالثها: أن يكون من طبعه أن يستخدم غيره، فيريد زوال النعمة من ذلك الغير، ليقدر على ذلك الغرض، ليكون تابعاً له، و منه قوله تعالى عن المشركين: ((و قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم))(الزخرف:31). يعني أنهم يتكبرون عن أن يكونوا تابعين، بدل ما كانوا متبوعين، و قال تعالى: ((أهؤلاء من الله عليهم من بيننا))(الأنعام:53). كأنهم احتقروا المسلمين الذين كانوا أتباعاً فاستقلوا عنهم.
=============================================
و رابعها: التعجب من أن يفضلهم رجل من أمثالهم، كما في قوله تعالى: ((أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم))(الأعراف:63). فكأنهم عجبوا من رجل مماثل لهم، ينزل عليه الوحي دونهم، فلذلك حسدوه.
=============================================
و خامسها: الخوف من فوات المقاصد، و ذلك يتحقق من المتزاحمين على مقصود واحد كتحاسد الضرائر على مقاصد الزوجية، و تحاسد الإخوة في التزاحم على نيل المنزلة عند الأبوين، و تحاسد الوعاظ المتزاحمين على أهل بلدة و في ذلك قال الشاعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له و خصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجههـا حسداً و بغياً إنه لدميـم
=============================================
و سادسها: حب الرئاسة، كمن يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون، فإنه لو سمع بنظير له في أقصى العالم ساءه ذلك، و أحب موته، فإن الكمال محبوب لذاته و هذا المحبوب مكروه، و من أنواع الكمال التفرد به، لكن هذا ممتنع إلا لله تعالى، و من طمع في المحال خاب و خسر.
=============================================
و سابعها: شح النفس بالخير على عباد الله، فإنك تجد من لا يشتغل برئاسة و لا تكبر، و لا طلب مال إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد الله شق عليه ذلك، و إذا وصف اضطراب الناس و إدبارهم فرح به، فهو أبداً يحب الإدبار لغيره، و يبخل بنعمة الله على عباده، كأنهم يأخذون ذلك من ملكه و خزائنه، و هذا ليس له سبق ظاهر سوى خبث النفس، كما قيل: البخيل من بخل بمال غيره.
=============================================
الشيخ/ عبدالله ابن جبرين حفظه الله
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
يمكن أن نلخص ذلك في سبعة أسباب:
أولها: العداوة و البغضاء، فمن آذاه إنسان و أوصل إليه ضرراً، فلا بد أن يبغضه، و يغضب عليه، و يتولد من ذلك الحقد المقتضي للتشفي و الانتقام، فإن عجز المبغض عن أن يتشفى منه بنفسه أحب أن يتشفى منه الزمان، قال تعالى: ((إن تمسسكم حسنة تسؤهم و إن تصبكم سيئة يفرحوا بها))(آل عمران:120). و ربما أفضى هذا الحسد إلى التقاتل و التنازع.
=============================================
ثانيها: التعزز، فإنَّ واحداً من أمثاله إذا نال منصباً عالياً، يترفع به عليه، و هو لا يمكنه تحمل ذلك، أراد زوال ذلك المنصب عنه، و ليس غرضه التكبر، بل يريد أن يدفع كبره، فإنه قد رضي بمساواته.
=============================================
ثالثها: أن يكون من طبعه أن يستخدم غيره، فيريد زوال النعمة من ذلك الغير، ليقدر على ذلك الغرض، ليكون تابعاً له، و منه قوله تعالى عن المشركين: ((و قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم))(الزخرف:31). يعني أنهم يتكبرون عن أن يكونوا تابعين، بدل ما كانوا متبوعين، و قال تعالى: ((أهؤلاء من الله عليهم من بيننا))(الأنعام:53). كأنهم احتقروا المسلمين الذين كانوا أتباعاً فاستقلوا عنهم.
=============================================
و رابعها: التعجب من أن يفضلهم رجل من أمثالهم، كما في قوله تعالى: ((أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم))(الأعراف:63). فكأنهم عجبوا من رجل مماثل لهم، ينزل عليه الوحي دونهم، فلذلك حسدوه.
=============================================
و خامسها: الخوف من فوات المقاصد، و ذلك يتحقق من المتزاحمين على مقصود واحد كتحاسد الضرائر على مقاصد الزوجية، و تحاسد الإخوة في التزاحم على نيل المنزلة عند الأبوين، و تحاسد الوعاظ المتزاحمين على أهل بلدة و في ذلك قال الشاعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له و خصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجههـا حسداً و بغياً إنه لدميـم
=============================================
و سادسها: حب الرئاسة، كمن يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون، فإنه لو سمع بنظير له في أقصى العالم ساءه ذلك، و أحب موته، فإن الكمال محبوب لذاته و هذا المحبوب مكروه، و من أنواع الكمال التفرد به، لكن هذا ممتنع إلا لله تعالى، و من طمع في المحال خاب و خسر.
=============================================
و سابعها: شح النفس بالخير على عباد الله، فإنك تجد من لا يشتغل برئاسة و لا تكبر، و لا طلب مال إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد الله شق عليه ذلك، و إذا وصف اضطراب الناس و إدبارهم فرح به، فهو أبداً يحب الإدبار لغيره، و يبخل بنعمة الله على عباده، كأنهم يأخذون ذلك من ملكه و خزائنه، و هذا ليس له سبق ظاهر سوى خبث النفس، كما قيل: البخيل من بخل بمال غيره.
=============================================
الشيخ/ عبدالله ابن جبرين حفظه الله
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
ذكر ابن سليمان في الموارد أنها خمس:
المرتبة الأولى: أن يتمنى زوال النعمة عن الغير، و يسعى في الوسائل المحرمة لإزالتها بكل ما يستطيع، و هي الغاية في الخبث و النذالة، و هما الغالب في الحساد، خصوصاً المتزاحمين في صفة واحدة، كالتجار و العمال، و أهل الوظائف الحكومية، فمتى ربح أخوه ربحاً كثيراً أو حصل له لذة مما يتمناه، أو حصل على عمل أو منصب أرفع من غيره، فإن الحاسد يعمل في الإساءة إليه، و يسعى في حرمانه، و يلصق به العيوب، و يولد عليه الأكاذيب، ليزيحه عن ذلك العمل، و ينصب نفسه مكانه.
=============================================
لمرتبة الثانية: أن يتمنى زوال تلك النعمة، و يحب ذلك، و إن كان لا يريدها لنفسه، و لا يطمع فيها، لكن من باب الحقد على أخيه و البغض له.
============================================
المرتبة الثالثة: أن يجد من نفسه الرغبة في زوال النعمة عن المحسود، سواء انتقلت إليه أو إلى غيره، و لكنه لا يعمل شيئاً في إزالتها إلا أنه في جهاد مع نفسه، و كفها عما يؤذي أخاه، خوفاً من الله تعالى، و كراهة لظلم عباد الله، فهذا قد كفي شر غائلة الحسد، و دفع عن نفسه العقوبة الأخروية، و لكن ينبغي له أن يعالج نفسه عن هذا الوباء الذي هو بغض النعمة، و محبة زوالها عن أخيه المسلم.
=============================================
المرتبة الرابعة: أن يتمنى زوال النعمة عن غيره بغضاً لذلك الشخص، لسبب شرعي، كأن يكون ظالماً يستعين على ظلمه بذلك المنصب، أو ذلك الجاه و المال، فيتمنى زوالها ليريح الناس من شره، و كالفاسق الذي يستعين بالمال أو المنصب على فسقه و فجوره، فتمني زوال ذلك و السعي فيه لا إثم فيه، بل قد يكون مثاباً إذا عمل على إراحة المسلمين من الشر و العسف، و الظلم و التجبر الذي يتسلط به ذلك الظالم بسبب منصبه أو جاهه.
=============================================
المرتبة الخامسة: أن يتمنى لنفسه مثلها، و لا يحب زوالها عن أخيه، و لا يسعى في ذلك، سواء كانت تلك النعمة من مباح متاع الدنيا كالمال و الجاه، أو من النعم الدينية كالعلم الشرعي، و العبادة الدينية، و قد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه و سلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها"، و هذا لا يسمى حسداً إلا من حيث الظاهر، و إلا فهو غبطة و منافسة، و محبة للحصول على الخير الدنيوي، و الأجر الأخروي، فهو يحب أن يكون مثل أخيه، و يغبطه بذلك، و له مثل أجره على حسن نيته و قصده.
=============================================
الشيخ/عبدالله ابن جبرين حفظه الله
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
المرتبة الأولى: أن يتمنى زوال النعمة عن الغير، و يسعى في الوسائل المحرمة لإزالتها بكل ما يستطيع، و هي الغاية في الخبث و النذالة، و هما الغالب في الحساد، خصوصاً المتزاحمين في صفة واحدة، كالتجار و العمال، و أهل الوظائف الحكومية، فمتى ربح أخوه ربحاً كثيراً أو حصل له لذة مما يتمناه، أو حصل على عمل أو منصب أرفع من غيره، فإن الحاسد يعمل في الإساءة إليه، و يسعى في حرمانه، و يلصق به العيوب، و يولد عليه الأكاذيب، ليزيحه عن ذلك العمل، و ينصب نفسه مكانه.
=============================================
لمرتبة الثانية: أن يتمنى زوال تلك النعمة، و يحب ذلك، و إن كان لا يريدها لنفسه، و لا يطمع فيها، لكن من باب الحقد على أخيه و البغض له.
============================================
المرتبة الثالثة: أن يجد من نفسه الرغبة في زوال النعمة عن المحسود، سواء انتقلت إليه أو إلى غيره، و لكنه لا يعمل شيئاً في إزالتها إلا أنه في جهاد مع نفسه، و كفها عما يؤذي أخاه، خوفاً من الله تعالى، و كراهة لظلم عباد الله، فهذا قد كفي شر غائلة الحسد، و دفع عن نفسه العقوبة الأخروية، و لكن ينبغي له أن يعالج نفسه عن هذا الوباء الذي هو بغض النعمة، و محبة زوالها عن أخيه المسلم.
=============================================
المرتبة الرابعة: أن يتمنى زوال النعمة عن غيره بغضاً لذلك الشخص، لسبب شرعي، كأن يكون ظالماً يستعين على ظلمه بذلك المنصب، أو ذلك الجاه و المال، فيتمنى زوالها ليريح الناس من شره، و كالفاسق الذي يستعين بالمال أو المنصب على فسقه و فجوره، فتمني زوال ذلك و السعي فيه لا إثم فيه، بل قد يكون مثاباً إذا عمل على إراحة المسلمين من الشر و العسف، و الظلم و التجبر الذي يتسلط به ذلك الظالم بسبب منصبه أو جاهه.
=============================================
المرتبة الخامسة: أن يتمنى لنفسه مثلها، و لا يحب زوالها عن أخيه، و لا يسعى في ذلك، سواء كانت تلك النعمة من مباح متاع الدنيا كالمال و الجاه، أو من النعم الدينية كالعلم الشرعي، و العبادة الدينية، و قد ثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه و سلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها"، و هذا لا يسمى حسداً إلا من حيث الظاهر، و إلا فهو غبطة و منافسة، و محبة للحصول على الخير الدنيوي، و الأجر الأخروي، فهو يحب أن يكون مثل أخيه، و يغبطه بذلك، و له مثل أجره على حسن نيته و قصده.
=============================================
الشيخ/عبدالله ابن جبرين حفظه الله
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
الصفحة الأخيرة
لقد أمر الله تعالى بالاستعاذة من شر الحاسد، في قوله: ((و من شر حاسد إذا حسد))(الفلق:5)، و هذا دليل على أن له شر و فيه ضرر، و لا يتحصن منه إلا بالاستعاذة بالله تعالى حيث إن الحسد من أعظم الأمراض الفتاكة بالمجتمع، فهو يجبر صاحبه على أصعب الأمور، و يبعده عن التقوى، فيضيق صدر الحسود، و يتفطر قلبه إذا رأى نعمة الله على أخيه المسلم، و لقد كثر الحسد بين الأقران و الإخوان و الجيران، و كان من آثار ذلك التقاطع و التهاجر،و البغضاء والعداوة، فأصبح كل من الأخوين أو المتجاورين يتتبع العثرات، و يفشي أسرار أخيه، و يحرص على الإضرار به، و الوشاية به عند من يضره أو يكيد له، و لا شك أن ذلك من أعظم المفاسد في المجتمعات الإسلامية، فإن الواجب على المسلمين أن يتحابوا و يتقاربوا و يتعاونوا على الخير و البر و التقوى، و أن يكونوا يداً واحدة على أعدائهم من الكفار و المنافقين، فمتى أوقع الشيطان بينهم العداوة و البغضاء، و تمكنت من قلوبهم الأحقاد والضغائن، حصل التفرق و التقاطع، و صار كل فرد يلتمس من أخيه عثرة أو ذلة فيفشيها، و يعيبه بها، و يكتم ما فيه من الخير، و يسيء سمعته، و يجعل من الحبة قبة، و يقوم الثاني بمثل ذلك و كل منهما يوهم أن الصواب معه، و أن صاحبه بعيد عن الصواب، ثم إن كلا منهما يحرص على الإضرار بالآخر و يعمل على حرمانه من الخير، فيصرف عنه المنفعة العاجلة و يحول بينه و بين المصالح المطلوبة، من فائدة مالية، أو حرفة أو أرباح أو معاملات مفيدة، و نحو ذلك، و لا شك أن هذا يضر المجتمعات و يقضي على المصالح، و يتمكن الأعداء من المنافع و من استغلال الفوائد، و بتمكنهم يضعف المسلمون المخلصون، و لا ينالون مطلوبهم من ولاية أو رئاسة، أو شرف أو منفعة، و سبب ذلك هذه المنافسات التي تمكنت من النفوس، حتى حرموا إخوانهم و أنفسهم من الخير، و سلطوا عليهم أعداءهم. أفلا يرعوي المؤمن، و يعرف مصلحته و يحب الخير لإخوانه، و يوصل إليهم ما يستطيع، حتى يعم الأمن و يصلح أمر الدين و الدنيا والآخرة، و الله المستعان، و عليه التكلان، و لا حول و لا قوة إلا بالله و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم.
=============================================
الشيخ/عبدالله ابن جبرين
------------------
ربِ اشرحلي صدري ويسرلي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .