نــانــا

نــانــا @nana_10

عضوة جديدة

مسلسل : من الـرحم إلى الـنـور

الحمل والإنجاب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل وشيق أحببت نقله إليكم متسلسلاً لطوله .. تابعي ..

أنت متشوّقة إلى الانطلاق في رحلة الاكتشافات ونحن مثلك ، فلنبدأ باللحظات الحاسمة ، لحظات انتقاله من حال الجنين إلى حال الوليد .

عاش الجنين في الدفء ، في حرارة مستقرة ، بعيداً عن أي ضجيج وأي ضوء . كان يحيا في الماء حيث الجاذبية معدومة ، تماماً مثل ملاّح كوني . كان في مأمن من الصدمات . يتغذى دون أن يبذل أي مجهود أو يقوم بأدنى حركة . كان يتلقّى ويتناول كل شيء من أمّه . وها هو يشعر ذات يوم بأنه يُدفع إلى الأمام ، يجرّ ويجبر على شق طريق له عبر ممر عظمي ضيق . ويجد صعوبة في تمرير رأسه فيرهق نفسه خلال ساعات كي يستطيع الخروج . هكذا يجد نفسه مدفوعاً بقوة توازي العشرين كيلو غراماً ، ومرمياً في عالم بارد ( 20 درجة مئوية عوضاً عن 37 ) . إضطرّ أن يتنفس بلحظة واحدة : يندفع الهواء إلى رئتيه الحديثتي العهد ، فاتحاً بعنف ألف حويصلة رئوية كما تتفتّح المظلة . يصرخ الطفل من الألم . بعدها يفحص بدقة ، يقاس وزنه ، أو يرجّح باليد ، يغسل ، يكسى ، قبل أن يخلد أخيراً إلى النوم ، مرهقاً من شدة التعب .

يقظته ، لحسن الحظ ، تجلب له فرحاً عظيماً . سوف تأخذينه بين ذراعيك وتطعمينه . معاً ستجدان التوازن . إنه فرح بك وأنت سعيدة به . على مدى الحياة سيكون بين طفلك وبينك نوع من التفاهم الضمني . لكن لا نستبقنّ الأمور .
في هذه اللحظة أنت لا تعلمين كيف تحتضنين طفلك ولا كيف تمسكينه . تتساءلين عمّا إذا كان حقاً سريع العطب . تريدين أن تعلمي ماذا يرى ، ماذا يسمع وما هي مشاعره . تابعي القراءة وسوف نراقبه معاً .

أولاً نراقبه أثناء نومه . في الأسابيع الأولى يقسّم الوليد حياته بين الغذاء والنوم . لكن نومه مميّز جداً . ترينه منطوياً على ذاته مثلما كان في أحشائك . يهدأ للحظة ثم يقطّب وجهه . يفتح عيناً ثم يفتح الثانية . يحرّك شفتيه ، يعطس . تارة يتنفس بسرعة ، وطوراً ببطء وتارة أخرى بخفة ، بحيث نظن أنه لا يتنفس أبداً . يقال إنه يجرّب تنفّسه بإيقاعات مختلفة محاولاً إيجاد الطريقة الأصحّ .

بعد لحظات من الهدوء النسبي ، يرتجف فجأة . يبدأ بالصراخ ، تنتفض ذراعاه ورجلاه بحركات فوضوية ، غير متناسقة ، يبدو كأنه يتألم . لكن ، إذا قرصنا ذراعه يتبيّن لنا أنه لا يشعر بشيء . نقول إنه اضطراب بسبب حلم مزعج . ثم يعود إلى نوم عجيب كهرة صغيرة . يتحرّك ، لا ينام بعمق وبالوقت نفسه لا يصحو بالفعل ، ويبقى على هذه الحال حتى يبدأ بالبكاء محرّكاً شفتيه بيأس . بكاؤه هذا لن يتوقّف إلاّ عندما يرضع .
بعد حين يحدث تغيير شامل . الطفل الصغير الذي بدا لنا منذ برهة غير واع ، وغير قادر على القيام بحركة مفيدة ، يبدو الآن حاضراً ، مشغولاً ومتنبها ؛ عند اقترابه من ثدي أمه أو من المصاصة يرتجف بحماسة . وما إن يصير الثدي أو المصاصة في فمه حتى يصبح قادراً على الامتصاص والبلع والتنفس بمهارة مدهشة . هذه العمليات الثلاثة تتعب البالغ في حال قام بها بالوقت نفسه ، ولمدة عشر دقائق أو خمس عشرة . أمّا المخلوق الصغير الذي كان يبدو ضعيفاً ، فيرضع بنشاط ، يتنفس ويتلاشى من التعب . يتوقّف بعض الوقت للاستراحة ، وإذا أرادت أمه سحب ثديها أو الرّضاعة حيث وضع طفلها يده ، فإنه سيبكي إلى أن يسترجع مورد غذائه ، يشرب من جديد حتى يستهلك جميع قواه ، يغمض عينيه مطمئناً ، يغفو وعلى شفتيه ابتسامة الرضا والامتنان
.


نــتــــابــع غــداً إن شاء الله: كيف تعلّمنا أن ننظر إلى المولود الجديد ؟
6
813

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ونه ألم
ونه ألم
يا حلييييييييييييييييييييييييلهم

فديتهم والله



موووضووع شيق



ناطرينك يا اختي لا طوولين علينا
Amani2008
Amani2008
موضوع حلوومفيد
نــانــا
نــانــا
كيف تعلّمنا أن ننظر إلى المولود الجديد ؟

منذ اللحظات الأولى لوجوده ، طفلك سيدتي ليس مخلوقاً عديم الطلبات بل هو مزوّد بحيوية كبيرة . رأيناه حتى الآن يكمل بنجاح تجربته الأولى : الرضاعة . ويستطيع أيضاً التمييز بين الظل والضوء ؛ إن ومضة من النور تجعله يحرّك جفونه ؛ إنه يشعر بالارتجاجات ويسمع بعض الأصوات . إذا أسمعنا المولود الجديد ، عندما يبكي ، صوتاً مسجّلاً لدقات قلب أمه سيكفّ عن البكاء على الفور .
المولود الجديد حسّاس أيضاً حيال المذاق . تحركاته ليست بالطبع سوى ردات فعل ، ولكنّها جميعها تدلّ على أن طفلك طبيعي ، حاضر أو غير نائم ، كما تدلّ على أنه متيقّظ ونظامي .
عندما تضعين طفلك في السرير بعد إرضاعه ، قد تشعرين مثل كل الأمهات ، بصغر حجمه وبضعفه . إطمئني فطفلك لن يتكسّر . جسده متين ومقاوم . لكن الجزء الأكثر عطباً فيه هو جهازه العصبي ، هذا الأخير لا يكتمل إلاّ بعد بلوغ طفلك السنتين . الغيبوبة التي تحصل لطفلك بين الحين والآخر هي البرهان عن ذلك . هو ينتفض أو يرتجف عند اقفال الباب بضربة قوية ، يبرد عندما يكون الطقس بارداً ، وترتفع حرارته في أيام الحر .
المهم أن تحافظي على نظافة طفلك وألاّ ترفعيه من سريره سوى عند إرضاعه وتغيير ملابسه . إنّه بحاجة للهدوء . حافظي على السكينة في محيطه . سوف يكون ممتنّاً لك ، ليس الآن بالطبع بل في المستقبل .
المشاعر والأحاسيس التي تراود الطفل في أولى لحظات حياته ، لا تمحى بل تحفظ في اللاوعي وفي عقله الباطني ، عقل الطفل غير قادر على استيعاب وتنظيم ومراقبة وفهم كل ما يراه . لذلك هو يخزن الأحداث الممتعة والمزعجة والتجارب السعيدة والحزينة وطلباته المحققة والمرفوضة ...
طفلك يحتاج إلى وجودك وحنانك . إن تجربته هذه سعيدة كانت أم مزعجة وعلاقته اليومية بك تتركان أثراً على شخصيته بصورة عامة .
عوضاً عن فرض نمط حياتك وقواعدها على طفلك ، تعرّفي عليه عن كثب وراقبي كيف يظهر احتياجاته ويتفاعل مع العناية التي تقدّمينها . عندما تتقربين منه أكثر تستجيبين لتوقعاته بصورة أفضل . ولكل طفل شخصيته الخاصة ومتطلباته المميّزة .

الأسابيع الأولى من حياة الطفل مهمة لتوثيق الروابط التي تجمعك وإيّاه . ونوعية هذه الروابط تؤثّر تأثيراً بالغاً على مستقبله لأن التوازن النفسي عند البالغين ينشأ منذ نعومة الأظفار ، لكن أساس هذه التوازن تبنيه الأم خلال الأسابيع الأولى من حياة طفلها .

ـ لمساعدتك ، نعرض هنا التصرفات التي تجلب اللذة للوليد الجديد :
سعادته الكبرى أن يكون معك ، بين ذراعيك . يحب أن يرضع ، أن تهزّي سريره أن تغسليه . وبعد الحمّام يحبّ أن يحرّك رجليه بحرية قبل أن تلبسيه ثيابه . عندما يتدلّل ، يجب أن تشاركيه في فرحه . يحبّ صوتك ، وملامسة يدك وضحكتك . يستهويه الهدوء والضوء ـ فهو يتجه نحوه غرائزياً ـ شرط ألاّ يكون هذا الضوء قوياً .


ـ أمّا ما يزعج المولود الجديد فهو الآتي :
يزعجه أن يكون جائعاً . أن تكون الأغطية فوقه كثيرة أو أن لا يغطّى بشكل كاف . تزعجه الألبسة الضيقة ، وألاّ تبدّل حفّاضاته بانتظام وأن نتركه في مجرى الهواء ممّا يسبّب له الدوخة . الذهاب والمجيء والضجيج داخل غرفته ، والصراخ والراديو والتلفزيون اقفال الأبواب بقوة ودخان السجائر حوله ، هذه كلها تزعجه كثيراً . لا تقولي ابداً إنه خبيث إذا بكى خلال الليل فالمولود الجديد لا يفرّق بين الليل والنهار .


نتابع غداً إن شاء الله مرحلة الإكتشافات
نــانــا
نــانــا
يكون الاكتشاف بواسطة العين ثم اليدين ثم القدمين .
عندما يأتي المولود الجديد إلى هذا العالم ، يبدو كأنه من سكان كوكب آخر أتى ليكتشف عالمنا . أولاً ، يستريح في نوم عميق ، من الرحلة الطويلة التي أكملها ؛ ثم يتعلّم كيفية استعمال أعضائه الجديدة التي ستمكّنه من العيش في جو البالغين . لذلك هو بحاجة إلى أربعة أسابيع ليتعلّم هذا كلّه . تنفّسه يصبح منتظماً وعميقاً . قلبه يهدأ وحرارته تستقرّ طفلك الآن لم يعد مولوداً جديداً خارجاً من ملجئه المظلم ، بل بدأ يكتشف العالم الذي أصبح جزءاً منه .

يكتشف الوليد أولاً بواسطة عينيه ثم يديه وأخيراً رجليه .
عيناه تتجهان نحو الحركة . بفضلهما ، يقوم الوليد باكتشافه الأول وهو الضوء . عندما يكون الضوء قوياً ، يغلق عينيه ويبقيهما كذلك ليحتمي وإذا غمرت أشعة الشمس وجهه فغالباً يبكي . لكن إذا وضعنا سريره قرب النافذة فسوف يفتح عينيه كأنه يريد الحصول على أكبر قدر ممكن من الضوء والألوان . الطفل الوليد يحبّ الألوان المشرقة كالأحمر والبرتقالي والأصفر . عندما نحرّك ببطء شيئاً له أحد هذه الألوان ، سيفتح عينيه وتتسارع عملية تنفّسه وسيتوجه نظره ورأسه نحو هذا الشيء . لاختبار الضوء والألوان أهمية قصوى وتأثير على ذكاء الطفل ، تماماً مثل الغذاء بالنسبة إلى معدته .

بعد ذلك يتوصّل الوليد إلى المزج بين النظر والسمع فيوجه نظره نحو مصدر الصوت . ربما يبدو لك هذا التصرّف طبيعياً ولكنه حدث بالغ الأهمية ، بالنسبة إلى نمو صغيرك .

عندما ينحني وجهك فوق وجهه ، يراقبه بفضول . يرى شفتين تتحركان وعينين تنطويان . يحاول القيام بحركات مماثلة . ترتسم ابتسامة على ثغرك وتخرج من فمك صرخة فرح . الوليد يبتسم ، وكذلك أمه . من منهما البادي ، لا أحد يعلم . بالنسبة إلى الأم تلك هي السعادة بعينها . الطفل الذي حملته تسعة أشهر والذي آلمها قبل أن يرى النور ، تعرّف عليها أخيراً . عرف أنها أمه . الابتسامة ليست الهدية الوحيدة التي يقدّمها الوليد لأمه في هذه المرحلة من حياته . سيبدأ بتمضية ليال هادئة لأن بكاءه سيتضاءل تدريجاً بين عمر الشهر والأربعة أشهر . إنه يبكي بمعدل ثلاث ساعات يومياً عندما يبلغ عمره الستة أسابيع ويبكي نصف ساعة في اليوم في سن الثلاثة أشهر .

يبكي طفلك لأنه لا يجد طريقة أخرى يعبّر بها عما يزعجه كمثل أن يكون مبللاً ، ثيابه ضيّقة أو هو جائع أو عطش أو أن تكون أغطيته كثيفة أو يكون مصاباً بمغص . أعصابه دقيقة جداً وهو حسّاس تجاه كل شيء . مجموع هذه الأسباب ، أو أحدها ، يمنع الطفل من الخلود إلى نوم عميق . إذا بدا كل شيء على ما يرام ما بين الثلاثة والأربعة أشهر من عمره فيعني هذا أن الطفل توصّل إلى أداء مهمتين أساسيتين بشكل جيد : النوم والأكل .

عالم الطفولة يبدو للبالغين غامضاً للغاية . ويكون الغموض أكثر كثافة كلّما عجز الطفل عن التعبير عمّا يخالجه من شعور وعمّا يريده .
نــانــا
نــانــا
لـغـة الـبـكــــــــاء :

البكاء هو لغة الطفل الوحيدة ما بين الاسبوعين الاوليين والشهر الرابع من عمره ، وإليك بعض معاني هذه اللغة .

نوعية البكاء و التــــفــسيــر :

البكاء ليلاً يعني المغص ، ويستريح الطفل إذا وضع على ركبتي امه ملقى على معدته ودلّك ظهره تدليكاً لطيفاً مما يساعد على اخراج الريح .

البكاء الفجائي الحاد والمستمر لأكثر من ثلاث ساعات يومياً ، هو الدليل على اصابة الطفل بمرض .

بكاء الطفل بحدة بالغة مع التلوي يعني ان الطفل يعاني من مضاعفات معوية .

البكاء بعد الشهر الرابع يعني ان الطفل يشعر بالجوع أو العطش أو ليلفت انتباه الأهل . وعلى الأم الا تسرع إلى سرير طفلها كلما بكى في حال تأكدها من كونه لا يشكو الجوع ولا العطش .



تطور الطفل مع حواسه :

الاسبوع الاول : يتجاوب الطفل مع رنين جرس أو صوت قوي

الاسبوع الثالث : يبدي الطفل اهتماماً بمصادر النور ويحدق في وجه الناظر اليه .

نهاية الشهر الاول : يرفع رأسه ويحدث أصواتاً متطورة أكثر من أصوات البكاء .

نهاية الشهر الثاني : تصدر عن الطفل اصوات هي غير أصوات البكاء ويتتبع بنظره الاشياء المتحركة أمام عينيه

الشهر الثالث : يبتسم الطفل لمن يبتسم له ويتجاوب بحماسة مع مشهد امه وهي تحضّر الرضاعة .

الشهر الرابع : يضحك الطفل بصوت عال ويمسك الاشياء المحيطة به .

الشهر الخامس : يشرّع في الصراخ ليلفت الانتباه إليه بدلاً من البكاء . يلتقط العابه ويجلس مستنداً إلى ذراع أمه .

الشهر السادس : يميز أبويه تمييزاً صحيحاً ويبتسم للمرأة .

الشهر السابع : يجلس من تلقاء ذاته . ينطق بالمقاطع الاولى من الكلمات ويبتسم حين يسمع موسيقى

الشهر الثامن : يتدحرج على سريره وينطق ببعض الكلمات « ماما » و« بابا » ، ويزحف .

ملاحظة : المراحل المذكورة هي بمثابة معدل تقريبي لتطور الطفل وتختلف نسبياً بين ولد وآخر ..