والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أولاً وقبل كل شيء أتقدم بالشكر الجزيل للأخت مشرفة قسم الأسرية أم أنوسي لتبني هذه الفكرة الرائعة
والشكر موصول للأخت غنجى على طرح الفكرة فجزاكم الله خير الجزاء
ولا أنسى شكر الأخت رومنسية على الأنشودة الأكثر من رائعة فبارك الله فيك=)
بدايةً لا أنكر حماستي الشديدة في المشاركة في هذه الفعالية لا لأني أشعر بالكمال في بر والديَ
لا والله فمهما فعلت وقدمت لا أوفي ولو بجزء قليل في حقهما وعِظم قدرهما وماقدماه لي ولأخوتي..!
ولكني أحتسب الأجر من الله في طرحي لهذه المشاركة لعلي أنفع بها من قد يقرأها أو لعلها تقع موقعها
في قلوب المقصرات لعلهن يتداركن مايمكن تداركه من الوقت في بر والديهنَ..
ماأكثر المواقف العظيمة لآبائنا وماأصعب الوقوف عندها وحصرها في هذه المساحة والتي آراها ضيقة جداً
لإستيعاب ساعات الصبر والكفاح اللذان بذلاها خلال سنين طويلة منها ماكان جميلاً ومنها ماكان مريراً..!
وماأصعب وصف شعور الأمان والدفء الذي عشناه في كنفهم ..!
فوالله الذي لا إله إلا هو لا أذكر يوماً امتدت يدا أبي لضربي لا لأني طفلة ملائكية لاتستحق الضرب
ولكن للرحمة الشديدة التي تشبع بها قلبه تجاه الطفولة وهاهو الآن يقف أمامي معترضاً ضرب طفلتي لذات
السبب فياله من قلب حنون رحيم حملته بين ضلوعك يا أبي..!
تفر دمعاتك حزناً على فراق أبنائك وبعدهم ولسان حالك يقول مهما ابتعدتم يا أبنائي تظلون في سويداء القلب
لاتفتؤن تفارقون..!
عشت يتيماً يا أبي بوالدٍ متوفى وأم متزوجة وفي كنف أخوال شديدي الصرامة ولكن ولكن ماذا يا أبي رزقك
الله قلب إنسان عاش في كنف أبوين ولمس حنانهما وتشبع به..!
فذاك هو أبي أسأل الله أن يطيل عمره في طاعة ربي وأن يعينني على بره وطاعته
وأما أمي ..!
فماذا عساي أقول أمي تلك الإنسانه الحساسة المرهفة المشاعر الصامدة الصبورة الطموحه قوية الشخصية
تعرف ماذا تريد وكان جل ماتريده بناء جيل صالح عن طريق أبنائها،،
وهنا لن أتكلم عن مواقف والدتي معنا جميعاً لأنه لن تكفيني صفحات وصفحات لأسرد مواقفها وكم
من دمعة انهمرت من أجل تربيتنا تربية صآلحة تقف بها شآمخة ..
أمي في كل مرحلة من مرآحل عمري لك ذكريات وذكريات فكم من أيام عشناها بحلوها ومرها
فمنذ نعومة أظافري إلى أن أشتد عودي وأصبحت زوجة وأماً وأنتِ لم تبخلِ بعطاءك يوماً يارمز العطاء..
ففي الإبتدائية تشبعت ظفيرتاي بدفء أناملك، سخرتي جل طاقتك لأناقتي ونظافتي
جعلتِ مني بعد فضل الله رمزاً للطالبة المثالية دراسياً وأخلاقياً وجعلتني مثالاً بين معلماتي إلى أن تخرجت من الثانوية العآمة..!
ولم تقفِ بعيداً وأنا أختار جامعتي بل كنتِ عضيداً لي في كل حين ولم تقفِ يوماً في وجه طموحي غاليتي بل
كنت الدافع والحافز دوماً وأبداً أيتها الرائعة..!
تركت البيت والوالد لترافقي أصغر أبناءك في دراستها الجامعية في منطقة تبعد عن ممكلتك الصغيرة مسافة 800 كيلومتراً..!
عشنا غربة الدراسة أنا وأنتِ وأخي الأكبر مني أياماً وليالي منها ماكان حلو المذاق سريعاً ومنها ماكان
مريراً ثقيلاً،،،
تقاسمنا أفراحنا وأتراحنا واللقمة الشهية من يديك غاليتي ..!
أربع سنوات ونصف مرت كالحلم الجميل فأمي لم تفارقني يوماً،،تفوقت دراسياً فأهديته لها لعلي أسعد قلبها
وأعوض سهرها الليالي وهي تنتظرني أنهي مذاكرتي :redface:
وكم من أيام مرت وأنت ياوالدتي لاتذوقين طعم النوم ليلاً تقلقين لأجلي وتشاركيني حتى ساعات التعب
فأخبريني ماذا يكفيك لأبر فقط بسهر هذه الليالي؟!
وفوق كل ماقدمتيه كانت دعواتك الطيبة حاضره دائماً فكان التوفيق من الله عزوجل حليفي وإلتحقت بوظيفة
بعد استلام الوثيقة مباشرة والحمدلله حمداً كثيراً على عطاءه..
كنتِ مستودع أسراري وكنتِ الناصح والموبخ في خطئي وكنتِ الداعم والمحفز في صوابي لم أذكر يوماً
أنكِ جاملتني في خطأ مهما كان صغره في عينيكِ،،
أٌتيحت لي الفرصة للإبتعاث ورغم صعوبة الأمر عليكِ لم تقفِ أمام طموحي، فكنتِ دائماً ترين طموحي
مرآة لطموحك الذي لم يكتب الله لك تحقيقه
وجاء اليوم الذي لطالما انتظرتيه وحلمتِ به وهو يوم زفافي ورؤيتي زوجة صالحة وأماً رائعة كما أنتِ إن شاءالله..!
وها أنا ذا أصبحت زوجة وأماً ولا زال عطائك لي مستمراً وهاهو حنانك ودفء مشاعرك تمتد لتلامس
أكف حفيدتيكِ الصغيرتين..!
وها أنا أعيش وإبنتاي في كنفكما أنتِ ووالدي لم أشعر يوماً أني فارقتكما ولم أشعر يوماً بثقلي وبنياتي على قلبيكما..!
فياله من عطاء لا ينضب،، ويالها من مشاعر يصعب وصفها،، وياله من حب يتدفق من روحكما الطاهرتين،،
فهل عساي أوفي بحقهما بعد كل هذا العطاء ؟! فكيف إن كان ماذُكر أقل بكثير أمام الذي لم آتي على ذكره..!
فاللهم ياحنَان يا منَان أطل في عمرهما على طاعتك و أعني على برهما واجعلهما لي باباً لجنة الخلد بإذن الله..
اللهم إهدِ كل عاق وأرشده إلى سواء السبيل
\\وأخيراً وليس بآخراً أخواتي العزيزات //
أقدم لي ولكم نصحي بإغتنام ماتبقى لنا من أيام في هذه الحياة الدنيا واستدراك بر والدينا ورحم ضعفهما
وقضاء حاجتهما، فالحياة قصيرة أخواتي والآخرة تحتاج الطاعات والحسنات أكثر وأكثر..
فمن كان له والدين أحياء فأقول له هنئياً لك طريقاً إلى الجنة فأغتنمه..
ومن توفي والداه فأقول له لا تيأس فباب الخير لا ينقطع بإذن الله كن باراً بدعاءك لهما وبوصلك لأقربائهم وأصدقائهم
اعمل لأجل الجنة وأسأل الله أن يجمعك بهما في الفردوس الأعلى من الجنة..
{أعاننا الله وإياكم على بر الوالدين ورزقنا الله بر أبنائنا وصلاحهم}
محبتــــــــكم : أم نــــــــوف
width=0 height=0
