مشب الذكريات (قصة الوالدة مع الغربة)

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكن الله وبياكن وجعب الجنة مثونا ومثواكن اللهم آمين ..
حبيباتي الغاليات:
هذه قصة والدتي الغالية أقصها عليكن كما سمعتها منها ..
ولدت في أسرة محافظة من أسر نجد العريقة في زمن كان العائلة الكبيرة تسكن في قرية مع بعضهم البعض ومعهم بعض أنسباهم وكانت البيوت بجوار بعضها حتى أن سور السطح يكون قصير بين الجارة وجارتها حتى تعطيها من طبيخها دون الإضطرار للخروج من المنزل الذي كان للضرورة فقط ..
كنت البكر لوالدين كريمين الكل يتحدث عن صفاتهما الجميلة ..
والدتي كانت قوية الشخصية محافظة على بيتها وتعمل في خدمة زوجها بكل همة ونشاط ومتواصلة مع أقاربها وجيرانها يدها كريمة حتى في صدقة السر ..
الوالد رجل هادي متفكر همه في مزرعته الصغيرة التي تعطي الخير الكثير من التمور المتنوعة والحبوب المغذية مثل القمح والشعير والذرة وبعض الخضار مثل الكوسة والباذنجان واللوبيا وقرع والطماط وقثاء والفواكة (ليمون وبطيخ
وخربز)
وكانت الحياة سهلة من حيث الرضى ولكن متعبة من حيث العمل نصحى من قبل الفجر والدتي تجهز فطور والدي وهو عبارة عن القهوة والتمر
وبعد صلاة الفجر تكون قد جهزت العصيد او الحنيني أو خبز التنور أو القرصان أو المصابيب
حسب الجو صيف او شتاء والوالد يأخذ هذا الفطور ويذهب للمزرعة حتى يتناوله مع العمال كانوا يسمون في ذلك الوقت الفلاليح ..كانوا يعملون فقط حتى يطعموا بطونهم وعندما يأتي الصرام يعني صرام التمر أو القمح يعطي الفلاح القليل منه الذي يكفيه لمدة من الزمن ..
والوالدة بعد ذهاب الوالد للمزرعة تحلب البقرة وتخض اللبن الذي كان محلوب من يوم أمس وتخرج الزبدة وتضعها على النار حتى تخرج منها السمن البري ..
وبعدها تنظف مكان البقرة وتطعمها ..وبعدها تبدأ في عمل الهجور وهو اللبن مع التمر والقهوة حتى عندما يحضر الزوج يتناوله قبل صلاة الظهر ..بعد صلاة الظهر يكون فيه نومة القيلولة
وبعد العصر يأخذ العشاء للمزرعة كان عشائنا بعد العصر وهو عبارة عن مرقوق أو مطازيز أو جريش ..أو قرصان مبلولة مع الخضار ..اللحم كان نادر ولكن أمي تحسن التصرف فهي تحفظ القفر (اللحم المقدد)والشحم المذاب (الودك) يحل محل اللحم ويوضع الودك مع الجريش ويكون له طعم لذيذ..
وبعد المغرب يكون الوالد في المسجد لايخرج حتى يصلي العشاء والوالدة تجهز فطور اليوم الثاني وبعد صلاة العشاء الكل يأوي للنوم ..
الله رزق والدتي بأولاد وبنات ولكن حصدهم الجدري ولم يبقى إلا أخت صغيرة ربي أنقذها من الموت ..عشنا حالة من الخوف مع التسليم لأمر الله لأن هذا المرض قد أنتشر في المنطقة وأخذ خلق كبير ..
الحمدلله رب سلم والداي وأختي الصغيرة كانت شخصية أختي افضل مني كانت تشبه والدتي في شخصيتها القوية وتحصل على ماتريد أنا كنت خجولة من والدي لم أشبع من النظر لوجهه من الخجل وتربية الوالدة لي لا أخرج من المنزل إلا للمزرعة وقت الحصاد نسكن فيها لنا بيت كنا نسميه القصر هههههه بيت طين كبير فيه مكان يجمع فيه المحصول وفيه جصة يوضع فيه التمر
حتى يخرج الدبس ويكون التمر مكنوز ينفع وقت الشتاء عندما لايوجد البلح ..
أفرح بالسكن في المزرعة كثير لأنه يأتي قطانه
من البادية يسكنون في خيام بجوار المزرعة وأستانس مع بناتهن وأستمتع بلعبهن وغنائهن ورقصهن ومعني قطانه يعني يقطنون في الحضر أ ي يسكنون مؤقت وقت الصيف وبعد الصيف يعودون للبر مع مواشيهم ..
وفي يوم كنت قد بلغت 16سنة جاءت والدتي وقالت :لولوة ترى عبدالله جاء يخطبك من أبوك
وابوك قال لي شاوريها !!!!
يووووه أستحيت مره وحمر وجهي !!
قالت أمي بصوتها الجهوريالمميز :لولوة ترى كل البنات يتزوجن شوفيني ماقعدت في بيت أهلي ..
وترى يالولوة أنا ماودي ب ها الرجال أكبر منك وقد تزوج وطلق !!وأبوك يقول هذا قريب لنا ورجل طيب وماعليه خلاف!!!
كنت خايفة أن أمي تنهرني لو سكت وقلت لها :
يمه لي يشوفه أبوي !!!
والدي عرف من الجواب أني موافقة وتم العقد
وكان شرط والدي لزوجي لا اتغرب ...الغربة هي السفر من القرية للمدينة المجاورة ..ههههههه
قدم زوجي المهر ومعه عفش البيت زولية وصندوق خشب مزين بالقمور (قطع معدن لامع)
ومعاضد فضة ..وذهب بي للسكن في بيت العائلة الذي لم يعد يسكنه أحد ..
كان كبير وموحش بالنسبة لفتاة خجولة وخوافة ولكن كانت تحضر لي والدتي أحياناً وبعض الجارت وفي المساء يكون فيه زوجي كنت بعد المغرب اصعد للدور الثاني ولا انزل إلا الفجر ..
وبعد أن أنجبت ولدي البكر قال زوجي أخي في المنطقة الغربية (كانوا يسمونها الحجاز)أرسل لي خط(رسالة) يبيني اروح اشتغل هناك في أعمال كثيرة ..قلت بكيفك وأنا ما أقدر أترك ديرتي وأهلي ..
ذهب زوجي وترك فراغ كبير ..وبعد ذهاب زوجي كان والدي يعطف علي ويكثر الزيارة لي ووصى إحدى النساء بالنوم عندي ..
وحدث مشكلة كبيرة ..أخذ الناس يقنعون والدي بالزواج حتى ياتيه ولد يساعده في عمله ..لم تمانع والدتي فهو حقه ولكن الزوجة التي حضرت للمنزل كانت لاتخاف الله أول ماحملت وقبل أن تذهب حتى تنجب قالت لوالدي اختار بيني وبين زوجتك ..حسبي الله عليها ..
قالت له والدتي دعني أبقى مع بنتي (أختي الصغيرة)عمرها 9سنوات وحتى الليلة أنا متبرعة لها ..رجعت زوجة والدي للبيت ولكنها فقدت المولود ..بعد فترة حملت مرة ثانية وأصرت على طلاق والدتي ..طلق والدي والدتي وأصابتنا صدمة خاصة اختي الصغيرة ولكن حنان والدي وكلامه معها طمنها شوي وكان دائماً في صف اختي ..
بعد هذه المصيبة في طلاق والدتي وسفرها عند اخوها في المدينة البعيدة مات طفلي الذي كان يملأ علي حياتي وعمره 3سنوات كان زوجي قد حضر من الحجاز وكان جداً فرحان به وقد حملت بطفلي الثاني ثم سافر زوجي وبعد سفره مات طفلي كما قلت قبل قليل ..حتى أن زوجي ارسل ابيات شعر تحزن في طفله الذي فقده ..
أنجبت طفلي الثاني وكان ولد حمدت الله ان عوضني عن طفلي البكر ...
تقدم شاب لأختي وتزوجت وهي بعمر 14سنة وصارت احداث لن أستطيع ذكرها ..
ولكن الله عوضها بزوج طيب وأمه طيبة جداً ..
مرض ولدي الثاني وكنت أشعر بالضيق من تصرفات زوجة والدي ومقالبها ضدي وغربة زوجي وعندما حضر زوجي وكان يريد الرجوع أستأذنت من والدي أن أذهب مع زوجي للحجاز ومعي طفلي المريض عمرها أقل من سنة ..
كانت غربة وكربة وطفل مريض ورجل هادي ومنصرف لعمله وأنا خجولة من الناس ..ولكن الجيران الله يجزاهن كل خير زاروني وتعرفوا علي ..
وحصل بعض المواقف المحرجة ..ولكن سارت الأمور وبدأت التشجع وأختلط بالجيران في حدود زيارات متباعدة وصارت لي صديقة من أهل مكة ربي يسعدها ويوفقها كانت تعلمني كل شيء ما أعرفه وتسليني وتزورني ..
وجلست حتى أنجبت بنت (أنا)ولم أزور قريتي أبداً بل كنت أزور أمي في المدينة البعيدة ووالدي يحضر لسلام علي ورؤية أطفالي .ومكثت في الحجاز 50سنة وأحببتها واحببت أهلها ..

فيه أحداث حصلت إذا اردتني اكمل أكملت ...
الآن تعبت وحزنت على والدتي وماكانت تعاني في قريتها ثم بعد أن تغربت ..


وسلامتكن ...

163
33K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

صيف2012
صيف2012
قصه رائعه مضمونها الصبر..
عشنا وشفناA
عشنا وشفناA
كملي معك
Aishex
Aishex
ياااااه

يا زينها من أيام برغم بساطتها إلا إن كانت الحياة لها معنى والوقت فيه بركة

كل شي يسوونه من الألف للياء وتلاقينهم بعد العشاء كل واحد بفراشه نايم

الحقيقة استمتعت جداً جداً بوصف والدتك لأشياء بسيطة لكن جيلنا جاهل بها

مثل حلب البقرة وخض حليبها واستخراج زبدته ثم غلي الزبدة لإستخراج السمن..

والتمر المكنوز والدبس.. وأهل البادية.. 

يا الله على هالأيام والله والله من قلبي أتمنى أعيش بهذاك الجيل يوم كان الواحد يعتز

بدينه وبلده وأهله وناسه مو يلهث مثل الكلب وراء الفنانين والغرب والكفرة والفجرة..

كان النوم له معنى والقوم له معنى.. الأكل له معنى والشرب له معنى والزواج له معنى ووو.... الخ

حياة اليوم أحسها رماااادية مالها طعم برغم كل الشكليات والبهرجة الّي في زمنّا

لكن حياتنا هاليومين مثل البالون شكل فقط ومن الداخل فااارغة

والسعادة مالها إلا طريق رب العباد إلي صار صعب بهالزمن الله يعيننا على طاعته

يا ويل قلبي ويلاااااه كملي تكفين كملي والله استمتعت بقصتك استمتعت بكل كلمة كتبتيها

قوليلنا وش صار على جدتك وضرتها وجدك أحسه طيب؟؟؟



//
ام فجرs
ام فجرs
كملي في انتظارك
فراشة من صفد
فراشة من صفد
اندمجت معك وفعلا امك انسانة صابرة ربي يعوض صبرها بالجنة وكملي معااااااكي