الصلاة أمرها عظيم ، وشأنها كبير ،
وقد جاء الأمر بالمحافظة عليها في أوقاتها ، والترغيب في ذلك ، والتحذير من
التهاون فيه ، ما هو معلوم مشهور ، كقوله تعالى : (إِنَّ الصَّلَاةَ
كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء/103
وقول
النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟
فَقَالَ : (الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا) رواه البخاري (527) ومسلم (85) .
والناس
في عصرنا قد تهاونوا الا من رحم الله في شأنها وادائها على اوقاتها وهم في
خطر عظيم ان لم يتوبوا
ومن الامور التي تشغل الناس عن الصلاة في
وقتها العمل والدراسة
وهذه مجموعة من اقوال اهل العلم حول هذا الامر
الهام والضروري لكل واحد منا معرفته وفهمه:
1
سئل الشيخ ابن
عثيمين رحمه الله :
إذا دخلت الطالبة الحصة الدراسية مع دخول وقت الظهر
وتستمر الحصة لمدة ساعتين فكيف تصنع ؟
فأجاب :
"إن
الساعتين لا يخرج بهما وقت الظهر ، فإن وقت الظهر يمتد من زوال الشمس إلى
دخول وقت العصر ، وهذا زمن يزيد على الساعتين ، فبالإمكان أن تصلي صلاة
الظهر إذا انتهت الحصة لأنه سيبقى معها زمن ، هذا إذا لم يتيسر أن تصلي
أثناء وقت الحصة ، فإن تيسر فهو أحوط ، وإذا قُدِّر أن الحصة لا تخرج إلا
بدخول وقت العصر ، وكان يلحقها ضرر أو مشقة في الخروج عن الدرس ففي هذه
الحال يجوز لها أن تجمع بين الظهر والعصر ، فتؤخر الظهر إلى العصر لحديث
ابن عباس رضي الله عنهما قال : (جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر)، فقيل له في
ذلك . فقال رضي الله عنه : (أراد - يعني : النبي صلى الله عليه وسلم - أن
لا يحرج أمته) . فدل هذا الكلام من ابن عباس رضي الله عنهما على أن ما فيه
حرج ومشقة على الإنسان يحل له أن يجمع الصلاتين اللتين يجمع بعضهما إلى بعض
في وقت إحداهما ، وهذا داخل في تيسير الله عز وجل لهذه الأمة دينه وأساس
هذا قوله تعالى : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) ، وقوله تعالى :
(ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) وقوله : (وما جعل عليكم في الدين من
حرج) . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الدين يسر) إلى غير ذلك من
النصوص الكثيرة الدالة على يسر هذه الشريعة " انتهى
" مجموع فتاوى
الشيخ ابن عثيمين" (12/216) .
2
إنني طالب، ودراستي تبدأ بعد
صلاة الظهر وتنتهي بعد صلاة المغرب؛ ولذلك فإن صلاة العصر تفوتني، فأضطر
أن أصليها قضاءً بعد عودتي، علماً بأن هذه الظاهرة تتكرر يومياً، فهل ما
أفعله صحيح؟
الجواب
ليس لك ذلك، بل يجب عليك أن تصلي الصلاة
في وقتها ، عليك أن تصلي الصلاة العصر في وقتها ، في محل الدراسة ، وليس لك
أن تؤخرها إلى المغرب أو إلى أن تصفر الشمس، بل عليك أن تصلي الصلاة في
وقتها وتدع العمل ، سواء كان العمل دراسة أو غير دراسة.
من فتاوى
ابن باز رحمه الله
3
أنا شاب أدرس في الجامعة،
وعند
الأذان أريد أن أخرج من الدرس لكي أدرك الجماعة، لكن المدرس يمنعني من ذلك
فهل علي ذنب؟ و هل يمكنني أن أجمع الظهر مع العصر؟
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الله _تعالى_: "إِنَّ
الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً" (النساء: من
الآية103)، وقد جعل الله لكل من الصلوات الخمس وقتاً محدوداً، بيّن ذلك
الرسول _صلى الله عليه وسلم_، فلا يجوز للمسلم أن يؤخر الصلاة عن وقتها
المحدود إلا من عذر شرعي، كالأسباب المسوغة للجمع بين الظهر والعصر والمغرب
والعشاء، وكالنسيان والنوم الغالب يعني النوم الذي لا يكون عن تهاون
بالصلاة، وأما ما ذكرت من منع المدرس لك من الخروج لحضور الجماعة فأرى أنه
عذر، فلا تجب عليك الجماعة والحالة هذه ، لكن إذا تيسر لك أن تصلي بعد
الخروج مع بعض زملائك جماعة في الوقت فذلك خير، وإلا فصل وحدك، والله
_تعالى_ يكتب لك ما نويت، وإذا اضطررت إلى الجمع فكذلك لا أرى عليك من بأس،
ونسأل الله أن يجعل للمسلمين من تسلط الظالمين فرجاً ومخرجاً، والله أعلم.
الشيخ
/ عبد الرحمن البراك
4
ما هو حكم تأخير الصلاة عن وقتها
بسبب الدراسة أو العمل ؟
لا يجوز التأخير الذي يؤدي إلى خروج
الوقت، سواء بسبب الدراسة أو العمل فإذا خيف خروج الوقت وجب إيقاف الدراسة،
وفي العمل يحصل التناوب، فتؤدى الصلاة في وقتها، فإذا خيف غروب الشمس قبل
أداء العصر، أو طلوع الفجر قبل صلاة العشاء، أو طلوع الشمس قبل أداء صلاة
الصبح، وجب إيقاف الأعمال، والحرص على أداء الصلاة، ولو في آخر وقتها.
5
سؤال:
هل
يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لاشتغاله في مهمة للحكومة؟
الفتوى :
في
أي مهمة كان الإنسان لا يحل له أن يؤخر صلاة الفريضة عن وقتها، بأي حالة
تكون إلا إذا كان مريضًا أو مسافرًا يجمع الوقت إلى الوقت الذي بعده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هبة
•

الصفحة الأخيرة
تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل حرام ولا يجوز، لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}، والنبي صلى الله عليه وسلم وقّت الصلاة بأوقات محددة، فمن أخرها عن هذه الأوقات أو قدمها عليها فقد تعدى حدود الله، ومن يتعدى حدود الله فأولئك هم الظالمون.
ولهذا قال الله تعالى: "فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً" أي إذا كنتم لا تتمكنون من أداء الصلاة على ما هي عليه، وخفتم من العدو فرجالاً أو ركباناً، أي حتى لو كنتم ماشين أو راكبين فصلوا ولا تؤخروها، فلا يجوز للإنسان أن يؤخر الصلاة عن وقتها لأي عمل كان، ولكن إذا كانت الصلاة مما يُجمع إلى ما قبلها أو إلى ما بعدها وشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فإن له أن يجمع، كما لو كانت نوبة العمل في صلاة الظهر ويشق عليه أن يصلي صلاة الظهر فإنه يجمعها مع صلاة العصر، وهكذا في صلاة العشاء مع المغرب لأنه ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صلاة الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر"، فسألوا ابن عباس ما أراد بذلك؟ قال: "أراد ألا يحرّج أمته" ، أي لا يلحقهم الحرج في ترك الجمع.
أما تأخير الصلاة عن وقتها كما لو أراد أن يؤخر الفجر حتى تطلع الشمس أو يؤخر العصر حتى تغرب الشمس أو غيره فإن هذا لا يجوز.
"فتوى ابن عثمين"
. . . . . . . . . . . . . . . . . .