حادثة يشيب من هولها الولدان ، ويندى لها الجبين حدثت في بلاد منسية أو تناسها أكثر المسلمين اليوم فما هو موقف كل مسلم أمام الله يوم القيامة ؟ لنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فإن كان ظالماً منعته وإن كان مظلوماً أعنته على من ظلمه "
وليس الهدف من سرد هذه االقصص مجرد عرضه لقراءتها ثم سكب بعض الدموع ، ولكن الهدف هو أن نسجل عظم المصيبة التي وقعت على المسلمين في وقت ابتعدوا فيه عن كتاب ربهم . سائلين الله تعالى أن يمدنا بنصره المؤزر ، وأن يشعر المسلمين بمعاناة الشعب الكشميري
==================================================
استغاثة إلى الضمير العالمي من أحد الكشميريين البريء المعصوم الذي ابتلي على أيدي مفترسي الهندوس
أنا رجل من مسلمي كشمير المثقفين رجعت بعد أن تحملت جزاء المذنب البريء
كنت بين أهلي وعيالي في بيتي حين حاصر الجنود الهندوسيون منزلي من كل أطرافه
ذاعت شائعة " كريك داؤن " ( عملية انهيار القرية ، المعروف لدى الكشميريين منذ بدء الانتفاضة ) .
في لحظات غير بعيدة دخلت فرقة من قوات الأمن الحدودية في بيتي كأنهم حيوانات مفترسة من الغابة وكنت وحيداً من الرجال في البيت أردت الفرار لإنقاذ حياتي ولكن وجدت العافية في تسليم نفسي لمّا رأيت الأسلحة في أيديهم
أخرجوني من البيت ثم ربطوا الرباط على عيني وربطوا يدي خلف ظهري . زوجتي ، بنتاي إحداهما تبلغ 14 سنة من عمرها وأخرى 11 سنة وابني " عمره 8 سنوات " بدأوا يصرخون لمّا رأوا هذا المشهد لا حول ولا قوة الا بالله ولكن لم يقدروا على الخروج من الرعب والوحشية
أدخلوني في الشاحنة بعد أن غطوا عيني وربطوا يدي والشاحنة كانت مليئة بشباب كشمير المسلم والصراخ والأنين يمزقان نياط القلوب . والجنود يسبونهم ويضربونهم بأطراف البنادق
فجأة علت صرخة مؤلمة حين ضربت جمجمة المسلم الكشميري بساق البندقية ضربة شديدة فسقط على ظهره مغمى عليه ، إنا لله وإنا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله ضحك الجنود وارتفعت قهقهتهم لأنهم كانوا يتمتعون بهذا النوع من التعذيب
كانت الشاحنة تتوجه إلى مقرها المجهول وما كان لنا بد من تحمل ضربات البنادق كان هؤلاء الظالمون يمشون أحياناً على كومة الناس ثم يدوسون أجسامنا بأحذيتهم
يا الله وقفت الشاحنة بعد مسافة الساعات القليلة وبدأنا ننتظر لمصيبة جديدة متوقعة ما علمنا عن مكان وجودنا إلا بأصوات الطائرات كأننا بجوار مطار سريناجر
كانت أيدينا مربوطة والعيون مغطاة غير مفتوحة . فكيف ننزل من الشاحنة ؟ هذا ما كنت أفكر به حين ضربني أحد الجنود بقدمه من وراء ظهري فسقطت على كومة الناس كما يلقى كيس الدقيق ثم تتابع سقوط الآخرين علينا . وأثناء سقوطي شعرت أن في فمي حصاة ملح ، نُقلت في هذه الحالة إلى غرفة وجدت أنني وحيد
وأخرجت من فمي حصاة الملح ولكن وجدتها سناً من أسناني . فما كان الملح في الفم إلا الدم الذي سال بسبب نزع السن . لأن الإصابات كانت شديدة
وفجأة ضرب أحدهم بساق البندقية على رأسي فساد الظلام في عيوني ثم وقعت على الأرض مغمى عليّ . ولمّا استعدت الوعي وجدت رجلين واحداً يمسكني من اليدين والآخر من القدمين . ونثرا في عيني مسحوق الفلفل الحار فبدأت أتململ من شدة الألم . طلبت شربة من الماء ـ لوجه الله ـ فقيل لي : " اقرأ كلمة التوحيد ثم افتح فمك " .. فقرأت لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم فتحت فمي ولكن بال أحدهم في فمي دون الماء
الله عليك بهؤلاء الكفرة اللهم عليك بهم اللهم أنزل عليهم عذابك عاجلاً غير آجل يا رب العالمين
ثم علقوني من رجلي إلى سقف الزنزانة والصرخات كانت ترتفع من كل جوانبي . إنا لله وإنا إليه راجعون شممت رائحة احتراق اللحم فكانوا يطفئون السكائر في جسم أحد السجناء وهو ينادي بصوت عال : الله ، الله فقط والجنود يستفسرون منه : " أين ابنك يا حمار ؟ " والشيخ يتضرع إليهم بقوله : ابني لم يعد منذ سنتين ، لا أعلم شيئاً عنه . أنا والد لأربع بنات ، لله ارحموني .. والوحشيون يقهقهون ويتمتعون بتعذيبهم إياه . ثم قالوا له : هل تأتي لنا ببناتك لو أطلقنا سراحك ؟ ثم ضرب أحدهم الشيخ بقدمه فسقط الشيخ مغمى عليه . ثم انبعثت رائحة احتراق الشعر فكان الظالمون يحرقون لحية الشيخ . ولما بدأ يشوي وجهه أطفأه أحدهم ببوله
إلى الآن كنت معلقاً وأشعر بأن الدم يجتمع في الرأس والوجه وكاد الرأس ينفجر . ولما أفاق الشيخ من الإغماء طلب الماء للوضوء فقال أحدهم له : قم وتوضأ بالبول يا حمار
ثم تقدم الوحشيون إلى شيخ آخر وقالوا له : " يا حمار ! لقد قتل ابنك . ولو سلَّمْتَ إلينا بنتك لأطلقنا سراحك "
ثم بصقوا على وجه الشيخ واحداً واحداً . وفجأة مزق أحدهم لباس الشيخ وأظهروا يجرون سوءته وكانوا يسألونه : أين كلاشنكوف ابنك ؟
ولقد تركوني ثلاثة أيام متتالية معلقاً . وكان البول يخرج ثم يصل إلى عنقي في هذه الحالة بعد ثلاثة أيام هذه انتقلوا بي إلى مكان سري آخر . الأعين مغطاة والأيدي مربوطة كما سلف
بعد الوصول هناك عرفت أنني وصلت بالمركز التفتيشي المشهور للعقوبات الشديدة " هري نواس " حالما دخلت بهذا المركز أمر أحدهم عملاءه الوحشيين بالضربات فبدأوا يمارسون مهنتهم ويوجد هنا شتى أنواع الإدارات
عُرضنا أمام عشرة مراكز مختلفة منها وكل مركز كان يجربنا على التوقيع على التقارير بعد الإجراءات اللازمة منها العنف والتشدد مع أن الأعين لا ترى ما في التقارير
كان الشاي والطعام يقدمان إلينا في آنية مغطاة بالغائط والبول . وكنا نتناول كل شيء مكرهين مضطرين . ونقلنا إلى مركز تفتيشي آخر . هنا أُزيل رباط عيوننا . ثمانون شاباً كانوا يعانون العقوبات والعنف في غرف عشر ومساحة كل غرفة متر واحد مربع . لا يستطيع الإنسان أن يحرك يده أو رجله . ولم تكن هناك أي نافذة للهواء
ومعظم المعتقلين كانوا يقضون حوائجهم " من الغائط " في أحذيتهم أما الماء فيقدم في الصباح قليلاً وفي المساء قليلاً
وبعد أيام غُطّيت عيوننا ثانياً ونقلونا إلى قاعدة عسكرية والحالة أن الأيدي مربوطة إلى الظهر والأحذية قد خلعت واللباس قد جرد . هناك وجدنا أحد الشيوخ الكشميريين الذي يتجاوز عمره ستين عاماً جُرَّد لباسه حتى اضطر إلى الجلوس استحياء . وكان يُؤتى به جرّاً لتعذره عن المشي من أجل العنف الشديد
ثم نقلنا بالطائرة إلى مدينة " جامو " وكنا ثلاثين شاباً . بعد الخروج من المطار وصلنا إلى مركز التفتيش حيث كانت جماعة من المفترسين في انتظارنا ثم ماذا جرى علينا من أنواع التعذيب الله أعلم
ثم ألقونا في الحافلة ونحن في حالة الإغماء وعاد الوعي إلينا حين مررنا من سوق جامو والجنود يصبون علينا البول والغائط والماء الفاسد وازدحمت هنا جماعة من " البانديت " وبصقوا علينا وهم ينادون بأعلى الصوت :
" مبروك التحرير . خذوا الحرية . ذوقوا لذة التحرير … "
بعد ذلك وصلنا إلى مركز تعذيبي في جامو وواجهنا أشد أنواع التعذيب . في أول وهلة كووا أجسامنا بقضبان متأججة وأدخلوا شموعاً مشتعلة في بطون الشباب ، وكانوا يسوقون الأسطوانات الثقيلة على أجسادهم
من أنواع الأذى كانوا يجرون الأجفان والألسنة والشفاه وشعر اللحى
بعد مضي شهر كامل تركوني في شوارع سريناجار في ظلام الليل البارد ، سلبوا مني النقود وساعة اليد في بداية إلقاء القبض عليّ ولذلك بت الليلة الباردة في أحد المساجد ، ووصلت البيت في اليوم التالي
ولما وصلت البيت عرفت أن أحد أقاربي قد استشهد ، وأكثر الشباب قد أُلقي عليهم القبض ، والنساء المسلمات اغتصبن وانتهكت أعراضهن ، وسمعت أن كثيراً منهن ألقين أنفسهن من سطوح المنازل حفاظاً على أعراضهن . وخلال عملية احتلال القرية دخل الجنود في البيوت ونهبوا وسلبوا ما فيها ثم أتلفوا ما بقي من متاع البيوت . حتى أكرهوا الأطفال على مسح هتافات الحرية بألسنتهم
هذه القصة نسوقها لكل مسلم دون أن نضيف لها سطراً واحداً
=============================================================
والسؤال هل بعد مثل هذه الجرائم التي تفعل بحق المدنيين المسلمين من سكوت ؟
فأين المسلمون الذين لا يزالون يحسنون الظن بحكومة الهند مع تلك الأفعال الشنيعة التي تفعلها بحق المسلمين ؟ أين الغيرة ؟ أين النخوة ؟ أين الأخوة الإسلامية ؟ أين قوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ومن قوله عليه الصلاة والسلام " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً "
فإلى البذل والعطاء ورفع الهمة والدعاء من أجل قضية المسلمين في ولاية جامو وكشمير الحرة التي يجهلها الكثير من العالم الإسلامي
كتاب مأساة إخواننا المسلمين في كشمير المسلمة / للمؤلف الدكتور فهد العصيمي
كتبتها لكــم بارقــة أمـــل

اللهم عليك باعدائك أعداء الدين
اللهم وانصر اخواننا في كشمير
اللهم واهزم أعدائهم من الهندوس والوثنيين
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم
وأرنا فيهم عجائب قدرتك..