سبحانك يا من يحلم على الجاهلين ونحن الجاهلون, سبحانك يا حسن الوصال ,ولن يكون حسن الوصال مثل الله , سبحانك يا تامّ الإنعام فما كان الله لينقص نعمة أنعمها أو يعطي نصف عطاء إذ العطاء كله بيده .
سبحانك يا من لما سمع المذنبون أمثالنا بحسن عفوك طمعوا بواسع رحمتك , ويا من لما علم الصالحون جلاله خشعوا وخضعوا ..المذنب يطمع ..والخاشع التقي يذل وهذا لا يكون إلا مع الله .
فيارب لك الحمد بمثل الذي تقوله حملة عرشك فإنهم يقولون ماداموا العرش يحملون (لك الحمد على حلمك بعد علمك , ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك )
نحمدك بمحامدك كلها ما علمناه جميعا وما لم نعلمه ..فنسألك يالله بين يدي هذا الثناء أن تنظر إلينا اليوم نظرة تجبر بها ضعفنا ..وتسد فقرنا ..وتغني بها فاقة نفوسنا ..وتشرح بها صدورنا ..وتنير ما أظلم من حياتنا ..وتفتح بها ما انغلق من أبواب لدينا .. اللهم آمين
حديثنا اليوم عن اسم الله الودود ..واسم الله الودود ما يحتاج إلى شرح ..فمعناه يكفي ..وهل هناك أحلى وأحسن من الود ..وهل ما نعيشه في حياتنا كلها إلا الود !!
أعزائي:
ليس الله – عزوجل- اللي يحتاج إنك تقولي هو الودود ..لأنه :1,2,3 فيك تحريكة الأصابع تدل على أنه الودود ...تخيلي لو أنك صليتي وما عندك ذراعين ..كيف كنت ستسجدين ؟؟
فمن أعطاك هذه اليدين التي تعتمدين عليها ؟؟إنه الودود المتحبب المتلطف سبحانه ..
ما معنى الودود؟
فقال العلماء في معنى الودود: انه أصفى الحب وأنقاه.. أعلى درجات الحب..لكن هنا أطرح سؤال ما الفرق بين الود والحُب؟؟
الود أشمل وأعم وأكبر من الحب.. كيف؟ الحب هو المشاعر الداخلية ما تُكنه في قلبك للآخرين ، الود هو التعبير عن هذه المشاعر بالأفعال ، الحب إحساس داخلي والود ترجمة وتحويل المشاعر الداخلية لأفعال وتصرفات.
ولذلك أنا أُكن لك مشاعر جميلة.. هذا حب، ولكن عندما ابتسم في وجهك أو أعطيك هدية.. فذلك ود. ولله المثل الأعلى فهو الذي سمى نفسه "الودود"ولهذا لم يسمي نفسه الحبيب؟ لأن الود أشمل.
نريد أن نستشعر بشيء من الحياء والخجل أو بشيء من الحب الشديد لله تعالى عند سماع اسم الله الودود.
والمخجل هنا أننا لن نتكلم كيف نتودد نحن للودود لأن هذا أمر عادي فطري..لكن العظيم والعجيب أنك سنتكل هنا كيف نتودد الودود لعباده ..كيف يتودد العلي للدني ..!!
فلما تسمعي في هذا الدرس كيف ان الودود يتودد لك ..تشعري في داخلك شئ من الخجل والحياء من هذا الرب الكريم ..والله لو أن الليلة ما استطعنا ان ننام لنعجب كيف نتودد الله الينا لكان ذلك والله قليل لا يذكر ..يارب أنا مين عشان تتودد لي ..!!
وما مصلحة الله من ذلك التودد ؟؟ لا شئ..
ياعبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل ما زاد ذلك من ملكي شيئا .....ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ....
ومع ذلك الله عز وجل يختارك من بين الخلائق ويتودد لك !! فهذا السر الذي تحاري فيه ..
بداية يقول العلماء : معنى الود هو الحب في جميع أبواب الخير ..
فقبل ما نبدأ في اسم الله الودود ..أبغى كل وحدة تعرف انو الله الودود أعطاها نعمة تامة ..وتعرفي وحدة من اخواتك او صديقاتك او قريباتك ما عندها هذه النعمة ..اطلبي الساعة ان الله يعطيها هذه النعمة كما اعطاك هي ..فهذا هو الحب في أبواب الخير ..فمثلا الله أعطاك قدرة على الصبر وتحمل المشاق ..و لك صديقة ما تصبر ..ادعي الآن وقولي : يارب ياودود
يامن أعطيتني الصبر والتحمل اللهم ان أمتك فلانة تودد إليها وأعطها مما أعطيتني يا ودود ...
ترى يابنات في شئ اسمه ( الأخلاق القلبية ) فجزء من الأخلاق القلبية إن كل ما أعطاك الله نعمه كاملة مكملة ..ايش تفعلي ؟؟ لازم تعرفي ان أول زكاتها انك ترفعي يدك للودود وتسأليه ان يعطي أخت.. صديقة ..أي إنسانة تفتقد هذه النعمة ان يعطيها ويتودد لها كما تودد إليك سبحانه ..
فالله عزوجل لما يراك تفعلين ذلك ..يزيد عليك في الود والعطاء..فهو الودود سبحانه ..
طيب نبدأ في الدرس
العرب تقول : ودودك و وديدك مثل حبيبَك وحبيُبك ..فنحن سنكلم اليوم عن حبك و حبيبك اللي هو مين ؟؟ الله سبحانه وتعالى .
فبداية تعالوا نتعرف على الودود بطبعنا البشري والله فوق ذلك سبحانه وتعالى .
متى تقولي لإنسانة أنها ودودة ؟؟
يعني تقولي عن وحدة بنت والله فلانه مرة ودودة ..متى تسمينها كذلك ..؟ خلينا نشوف
من طبيعة الودودة أنها :
1/ تتحرى رضاك
تبغي تعرفي وحدة تودك جدا ..تكون تتحرى رضاك..تعرف ما تحبين ..وتبحث عنه ..وتسأل مالذي تحبه فلانه ..
ولله المثل الاعلى أليس الله عزوجل يتحرى أيضا رضانا..أسألكم صدقا وعدلا أليس الله وعد الرجال بالحور العين في جنات عدن ..لانه علم أن في عباده الرجال حبا للنساء فوعدهم بالذي يحبون ...وكذلك النساء ..أليس الله علم أن من فطرة المرأة حب الزينة والتجمل ..فوعدها الله تعالى بالزينة الكاملة يوم القيامة بل ووعد اماءه بأن جمالهن سيفوق جمال الحور العين بسبعين ضعفا ..فسبحانك يا رب ما أكرمك ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلـل على الأرائك متكون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلمٌ قولاً من رب رحيم )
فكم حاجة تحرى الله فيها رضانا مع انه الغني عنا ..كم تمنيتي أمر فلقيتي انو الله عزوجل اكرمك وأعطاك ..
فسبحانه كم لبى لنا الحاجات وحقق لنا الأمنيات ..يتحرى رضا العباد وهو الغني عنهم ..فهل تحرينا رضاه ؟؟
من جد هذا هو السؤال ..متى سنتحرى رضاه ؟؟
لازم نتحرى رضاه ..من وصل لهذا المعنى ..انه تحمل في نفسها هم في كل صغيرة وكبيرة وقبل ان تفعل اي شئ تسأل نفسها هل يرضي الإله أم لا ؟؟
والله يا بنات انك بمجرد انك تجلسي مع نفسك وتشوفي كم مرة تودد الله لك فيها انك تعزمي بعدها على حمل هذا الهم .
2/ دائما تفاجأك ..
سبحان الله تفاجئك ..فتفعل لك أشياء هي مازالت في داخلك ..وأحيانا بتفكري فيها فجأة ..فالله عزوجل هو الذي اختارها من بين الناس ..وتأتي لك بحاجتك ..أو تكلمك في الشئ اللي أنت تحتاجيه ..
مثال: أليس في يوم من الايام تمنيت اكلة ورجعت البيت ولقيت والدتك طبختها !!
من الذي ألهمها لعملها ؟؟ الودود جل في علاه ..علم ما في نفسك فألهمها توددا لك ..
مثال: تكوني في ضيقة وهم ..و تجي وحدة يسخرها ربي وتكلمك عن الصبر ولطف الله في قضاءه ..!! مع أنها ما تعرف اللي في داخلك ..من اللي أرسلها الودود ..
كم فاجأك الله في حياتك بأمور تحبيها ..؟؟ سلو من بقي من الدهر عقيما كيف فاجأه الله ..عشرة سنين ..15 سنة عقم .. فجأة تحمل بتوأمين ..
قصة امرأة عقيم ..فحملت .. فأسقطت الجنين ......ودود ..ودود ...ودود ..يفاجأك بالنعم .
3/ دائما لا تسمعي منها إلا القول الطيب..
فالشخص الودود تحسي كلامه دائما حلو وذوق..أبو بكر رضي الله عنه من حلو كلامه كان حتى مع من يؤذيه حلو الكلام!! فكان في بداية عهد الإسلام كان يطرق بيوت المشركين يدعوهم لتوحيد الله عز وجل ..فكانوا يبصقون في وجهه بعد أن ينتهي حديثه ..أنت لو كنت في مكانه ماذا كنت فاعله؟؟ لا هو ماذا كان يفعل ؟؟
كان يمسحها من وجهه ثم يقول لعلي انال بها رحمة الله ...
فالشخص الودود تحسي كلامه دايما حلو وذوق ..ولله المثل الأعلى ..فهل هناك أحسن من الله قولا ؟؟ ومن احسن من الله حديثا ..ياجماعة من حسن كلامه انه حتى تحذيره سبحانه وتعالى جميل فيقول تعالى : ويحذركم الله نفسه ...ثم يقول بعدها ....والله رؤوف بالعباد )
بل في تلك الساعة حين يجمعنا الله عزوجل مع والدينا والمسلمين برحمته في تلك الجنات ..وعندما يكرمنا الله بزياته فنستعد لذلك اللقاء ..أول ما يلقي الله العباد ماذا يقول لهم : ( سـلام قولا من رب رحيم ) فهل هناك كلمة احسن من ذلك ..لا والله
4/من تشعر بقدرك وتعطيك قيمتك .
تبغي تعرفي اللي تودك هي اللي تعطيك قيمتك في كل مكان ..تسمع في مجلس من المجالس تذكرين بسوء ..فتقوم وتذكر حسن خلقك ..وترفع عند الناس قدرك وتحفظ لك عرضك .
فبالله عليكم..اليس الله قدرنا ..ورفعنا ..وجعلنا غالين ..
كم مرة جينا الله خايفين فأمننا
كم مرة جينا الله مغلوبين فنصرنا
كم مرة جينا الله باكين فأضحكنا ..
بل يضع في قلبك انك اهل ان تقفي بين يديه وتسأليه مع وجود ذنبك ...ما تشعري وتقولي انا مالي وجه اسأل الله ..بل بالعكس حتى بوقوع الذنب ..تقفي بين يديه مباشرة باكية تسألينه ان يتوب عليك ..فصوت العبد المذنب التائب عندما يئن أحب إلى الله من أي صوت ..
فشوفوا قد ايش ربنا قدرنا ..
5/ تحمل همك .
فتجديها تغتم لهمك ..وتحزن لك اكثر من حزنك لنفسك ..ولله المثل الأعلى ..
هذا موجود عند ربنا ..
من يتحمل عنك ما أهمك غير الله ...في أحد ؟..
كم مرة تجيك المصيبة ..ويركبك هم على قلبك كثقل الجبال ..
فبمجرد ما تقفي بين يديه تبثين الشكوى..
سرعان ما تجدي القلب قد انشرح ..حتى وان يتحقق لك الأمر الذي أردته ..
فو الله لن تجدي أحن عليك من الله ..
قصة رائعه للصحابي الجليل حدير رضي الله عنه وأرضاه تدل على المعنى الذي نتحدث عنه :
عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً فيهم رجلا يقال له : حدير . وكانت تلك السنة قد أصابتهم سنة من قلة الطعام ، فزودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسي أن يزود حديراً .
فخرج حديرٌ صابراً محتسباً وهو في آخر الركب يقول : لا إله إلا الله ، والله أكبر والحمد لله ، وسبحان الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . ويقول : نعم الزاد هو يارب . فهو يرددها وهو في آخر الركب
قال : فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : إن ربي أرسلني إليك يخبرك أنك زودت أصحابك ونسيت أن تزود حديراً ، وهو في آخر الركـب يقول : لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فدفع إليه زاد حدير وأمره إذا انتهى إليه احفظ عليه ما يقول ، وإذا دفع إليه الزاد حفظ عليه ما يقول ، ويقول له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله ، ويخبرك أنه كان نسي أن يزودك ، وإن ربي تبارك وتعالى أرسل إليّ جبريل يذكرني بك ، فذكره جبريل وأعلمه مكانك .
فانتهى إليه وهو يقول : لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ويقول : نعم الزاد هذا يارب .
قال : فدنا منه ثم قال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله وقد أرسلني إليك بزاد معي ، ويقول : إني إنما نسيتك فأرسل إليّ جبريل من السماء يذكرني بك . قال : فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم قال : الحمد لله رب العالمين ، ذكرني ربي من فوق سبع سموات ، ومن فوق عرشه ، ورحم جوعي وضعفي ، يارب كما لم تنس حُديراً فاجعل حُديراً لا ينساك..
قال : فحفظ ما قال ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما سمع منه حين أتاه ، وبما قال حين أخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو رفعت رأسك إلى السماء لرأيت كلامه ذلك نوراً ساطعاً ما بين السماء والأرض.
norh666 @norh666
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام اسودد
•
جزاك الله خيرا
الورد*
•
جزاك الله خيرا
ياودود ياحي يا قيوم ياذا الجلال والاكرام أعتق رقابنا من النار في هذي الليلة المباركة بإذن الله وارزقني واخواتي المؤمنات مانتمنى
ياودود ياحي يا قيوم ياذا الجلال والاكرام أعتق رقابنا من النار في هذي الليلة المباركة بإذن الله وارزقني واخواتي المؤمنات مانتمنى
الصفحة الأخيرة