نبدء على بركة الله , واعذرنني لو قسمت الأسئلة وتأخرت قليلا ..فكما تعلمن الآن شهر فضيل والوقت فيه ضيق ..
- كيف تعرفتي على ملتقى الأحبة المغتربات و كم ساعة يوميا تقضينها فيه ؟
في السنوات الأولى للمنتدى لم يكن هناك قسم لملتقى الأحبة , ولكني كنت مشرفة على قسم المشكلات الإجتماعية , وهناك بدأن الاخوات بطرح مشاكل الغربة ومواضيع كثيرة عنها فاقترحنا على الإدارة أن تفتتح قسما للمغتربات , وتم ذلك جزاهم الله كل خير , فاجتماعنا هنا وأخوتنا كلها بميزان حسناتهم ,
أما عدد الساعات فهذا يعتمد على حاجتي للعمل الإشرافي ونادرا ما اطالع الأقسام الثانية نظرا لضيق الوقت , ولكن تقريبا بمعدل ساعتين باليوم إن لم يكن اكثر ..
- ما هو بلدك الأصلي , وما هو بلد إغترابك ؟
دمشق الحبيبة , أمريكا تنقلت كثيرا بين عدة ولايات ولكنني حاليا بإنديانا
- ما سبب اغترابك وكم سنة لك بالغربة ؟
تزوجت وأتيت فورا إلى هنا مع زوجي لكي يكمل اختصاصه الطبي , ولي تقريبا عشر سنوات
- كيف كان شعورك عند وصولك لأرض الإغتراب ؟
كان شعورا غريبا , فرح بلقاء زوجي , وحزن على فراق الأهل , وانبهار بكبر مطار نيويورك ومدينة نيويورك حيث كانت مزدحمة جدا
وأيضا الخضار والطبيعة الساحرة حيث كانت مدينتي جميلة جدا كلها بحيرات وأشجار وأيضا ذهبنا لمدينة فيها بحيرة وركبنا القارب وكان شعورا جميلا , أيضا الجو هنا كان باردا فقد أتيت بالشهر العاشر واستغربت من هذا البرد المبكر ولكن لا عجب , فأمريكا الشمالية باردة ومدينتي كانت سيئة الطقس جدا في الشتاء .. ولكن ما إن مضى أسبوعان من وصولي ودوام زوجي الطويل حتى بدأت أشعر بالفراغ وبالوحدة ..كما يقولون في المثل الشامي :
راحت السكرة وأجت الفكرة
- ما هي الأشياء الصعبة التي وجدتها في المكان الجديد ؟
كثيرة جدا , الأكل بجميل أشكاله لم يكن يعجبني , الخضار الفواكه الخبز ... كله كان منظره جميلا جدا ولكن بدون طعم , وخصوصا أنني حملت فورا وكان وحامي شديدا جدا جدا .
لم يكن لدينا بقالة عربية ولم آخذ معي أي شيء من دمشق خوفا من التفتيش ولكني ندمت بعد ذلك ..
كنت أشعر أني ألفت نظر الناس كثيرا بحجابي وكنت انحرج من ذلك
كنت أتضايق من عدم غض النظر وأرى أن زوجي ينظر لهذا ويتكلم مع هذه فأشعر بالغيرة الشديدة
بعدها علمت أن ذلك مفروض عليهم بحكم عملهم ... فمن غير المعقول أن لا ينظر في وجه المريضة او وجه الممرضة وإلا لطردوه من العمل ..
الفراغ الشديد الذي سببه عدم وجود أهل أو صحبة والبقاء لساعات طويلة جدا لوحدي في المنزل
عدم وجود جالية او أصدقاء في مدينتي . فقط كان العرب فيها أقلاء جدا جدا
كان الهاتف لا يرن إلا كل شهر أو شهرين مرة وهذا كان يزعجني جدا, طبعا هذا إذا استثنينا الدعايات والشركات
- ما الأشياء الجميلة التي أحببتها في الغربة
جمال الطبيعة , نظافة الشوارع , سهولة السياقة , حيث من السهل جدا أن تتعلمي وتقودي السيارة
النظام والإحترام والوجه البشوش للأمريكان وحبهم للمساعدة وترحيبهم وخصوصا جارنا كان رائعا ..
- ما اكثر الأشياء التي تفتقدينها في الغربة ؟ وهل حاولت تعويضها ؟ وكيف استطعت ذلك ؟
الأهل والصحبة الصالحة , الأهل لا يعوضون وكذلك الصحبة الصالحة إن فقدتها لا تستطيعين تعوضيها إلا بحالات قليلة جدا
وهي وجود أيضا صحبة صالحة في الغربة وما أقلها وأندرها .
أيضا الدروس الدينية لم يكن هناك أي شيء يعوضها إلا اللهم بعض الكتب التي جلبتها معي
كنت أقرأها وأتذكر تلك الأيام الخوالي .
- كيف تتواصلين مع اهلك ؟ وكيف تتغلبين على مشاعر الشوق والحنين لهم ؟
من عشر سنوات , كنت اتواصل معهم بالهاتف , مرة كل اسبوع حيث كانت المكالمات مكلفة وسعر المكالمة تقريبا دولار وثلاث ارباع
أما الآن فالمكالمات رخيصة جدا تقريبا 20 سنت , أيضا الآن هناك الإيميل والماسنجر وإن كان الماسنجر قلبل الإستعمال ولكنه لا بأس به
أما التغلب على مشاعر الشوق والحنين لهم , كنت أتعب كثيرا واشعر أنني ضائعة بدونهم , ولكن الآن مع وجود الأطفال وكبر المسؤولية أصبح لدي أسرة ثانية
لا اخفيكم هناك أوقات ضعف كثيرة امر بها ,أشعر وكأنني ساموت بدون أمي وأخوتي ولكن ,, أعود وأقوي نفسي وأذكر نفسي بأن الله عزوجل هو من اختار لي الغربة ليرى ماأفعل ,
أتذكر قول أمي : الأم تؤدي رسالة تتسلمها من امها لتسلمها لاولادها , ربيتكم وأديت رسالتي ,وأنت الآن تؤدين رسالتك
تعلمت من احد المربين أن أتحدث مع أولادي عن مشاعري , فأحدثهم أني اشتقت لأمي اشتقت لبلدي , وسبحان الله تشعرين أن الله ينطقهم بكلمات تنزل على قلبك بردا وسلاما وطمأنينة
أذكر مرة كنت أشاهد سي دي فيه كليبات إسلامية للصغار وفيها أنشودة يا طيبة بصوت ندي شجي , فانتابني البكاء الشديد
فقام ابني وأغلق التلفاز ثم سألني لماذا تبكين فأجبته أنني اشتقت لأهلي , وكنت قد مكثت ست سنوات كاملة لم أرهم , فقال : نحن أهلك يا ماما , فاحتنضته وبكيت وتذكرت أنني أعذب نفسي وأعذبهم برؤيتي على هذا الحال .. سبحان الله
وقتها وجدت كلماته قد جبرت خاطري .. وسبحان الجبار الذي أنطقه ..
نبدء على بركة الله , واعذرنني لو قسمت الأسئلة وتأخرت قليلا ..فكما تعلمن الآن شهر فضيل والوقت فيه...
- كيف تعرفتي على ملتقى الأحبة المغتربات و كم ساعة يوميا تقضينها فيه ؟
في السنوات الأولى للمنتدى لم يكن هناك قسم لملتقى الأحبة , ولكني كنت مشرفة على قسم المشكلات الإجتماعية , وهناك بدأن الاخوات بطرح مشاكل الغربة ومواضيع كثيرة عنها فاقترحنا على الإدارة أن تفتتح قسما للمغتربات , وتم ذلك جزاهم الله كل خير , فاجتماعنا هنا وأخوتنا كلها بميزان حسناتهم ,
أما عدد الساعات فهذا يعتمد على حاجتي للعمل الإشرافي ونادرا ما اطالع الأقسام الثانية نظرا لضيق الوقت , ولكن تقريبا بمعدل ساعتين باليوم إن لم يكن اكثر ..
- ما هو بلدك الأصلي , وما هو بلد إغترابك ؟
دمشق الحبيبة , أمريكا تنقلت كثيرا بين عدة ولايات ولكنني حاليا بإنديانا
- ما سبب اغترابك وكم سنة لك بالغربة ؟
تزوجت وأتيت فورا إلى هنا مع زوجي لكي يكمل اختصاصه الطبي , ولي تقريبا عشر سنوات
- كيف كان شعورك عند وصولك لأرض الإغتراب ؟
كان شعورا غريبا , فرح بلقاء زوجي , وحزن على فراق الأهل , وانبهار بكبر مطار نيويورك ومدينة نيويورك حيث كانت مزدحمة جدا
وأيضا الخضار والطبيعة الساحرة حيث كانت مدينتي جميلة جدا كلها بحيرات وأشجار وأيضا ذهبنا لمدينة فيها بحيرة وركبنا القارب وكان شعورا جميلا , أيضا الجو هنا كان باردا فقد أتيت بالشهر العاشر واستغربت من هذا البرد المبكر ولكن لا عجب , فأمريكا الشمالية باردة ومدينتي كانت سيئة الطقس جدا في الشتاء .. ولكن ما إن مضى أسبوعان من وصولي ودوام زوجي الطويل حتى بدأت أشعر بالفراغ وبالوحدة ..كما يقولون في المثل الشامي :
راحت السكرة وأجت الفكرة
- ما هي الأشياء الصعبة التي وجدتها في المكان الجديد ؟
كثيرة جدا , الأكل بجميل أشكاله لم يكن يعجبني , الخضار الفواكه الخبز ... كله كان منظره جميلا جدا ولكن بدون طعم , وخصوصا أنني حملت فورا وكان وحامي شديدا جدا جدا .
لم يكن لدينا بقالة عربية ولم آخذ معي أي شيء من دمشق خوفا من التفتيش ولكني ندمت بعد ذلك ..
كنت أشعر أني ألفت نظر الناس كثيرا بحجابي وكنت انحرج من ذلك
كنت أتضايق من عدم غض النظر وأرى أن زوجي ينظر لهذا ويتكلم مع هذه فأشعر بالغيرة الشديدة
بعدها علمت أن ذلك مفروض عليهم بحكم عملهم ... فمن غير المعقول أن لا ينظر في وجه المريضة او وجه الممرضة وإلا لطردوه من العمل ..
الفراغ الشديد الذي سببه عدم وجود أهل أو صحبة والبقاء لساعات طويلة جدا لوحدي في المنزل
عدم وجود جالية او أصدقاء في مدينتي . فقط كان العرب فيها أقلاء جدا جدا
كان الهاتف لا يرن إلا كل شهر أو شهرين مرة وهذا كان يزعجني جدا, طبعا هذا إذا استثنينا الدعايات والشركات
- ما الأشياء الجميلة التي أحببتها في الغربة
جمال الطبيعة , نظافة الشوارع , سهولة السياقة , حيث من السهل جدا أن تتعلمي وتقودي السيارة
النظام والإحترام والوجه البشوش للأمريكان وحبهم للمساعدة وترحيبهم وخصوصا جارنا كان رائعا ..
- ما اكثر الأشياء التي تفتقدينها في الغربة ؟ وهل حاولت تعويضها ؟ وكيف استطعت ذلك ؟
الأهل والصحبة الصالحة , الأهل لا يعوضون وكذلك الصحبة الصالحة إن فقدتها لا تستطيعين تعوضيها إلا بحالات قليلة جدا
وهي وجود أيضا صحبة صالحة في الغربة وما أقلها وأندرها .
أيضا الدروس الدينية لم يكن هناك أي شيء يعوضها إلا اللهم بعض الكتب التي جلبتها معي
كنت أقرأها وأتذكر تلك الأيام الخوالي .
- كيف تتواصلين مع اهلك ؟ وكيف تتغلبين على مشاعر الشوق والحنين لهم ؟
من عشر سنوات , كنت اتواصل معهم بالهاتف , مرة كل اسبوع حيث كانت المكالمات مكلفة وسعر المكالمة تقريبا دولار وثلاث ارباع
أما الآن فالمكالمات رخيصة جدا تقريبا 20 سنت , أيضا الآن هناك الإيميل والماسنجر وإن كان الماسنجر قلبل الإستعمال ولكنه لا بأس به
أما التغلب على مشاعر الشوق والحنين لهم , كنت أتعب كثيرا واشعر أنني ضائعة بدونهم , ولكن الآن مع وجود الأطفال وكبر المسؤولية أصبح لدي أسرة ثانية
لا اخفيكم هناك أوقات ضعف كثيرة امر بها ,أشعر وكأنني ساموت بدون أمي وأخوتي ولكن ,, أعود وأقوي نفسي وأذكر نفسي بأن الله عزوجل هو من اختار لي الغربة ليرى ماأفعل ,
أتذكر قول أمي : الأم تؤدي رسالة تتسلمها من امها لتسلمها لاولادها , ربيتكم وأديت رسالتي ,وأنت الآن تؤدين رسالتك
تعلمت من احد المربين أن أتحدث مع أولادي عن مشاعري , فأحدثهم أني اشتقت لأمي اشتقت لبلدي , وسبحان الله تشعرين أن الله ينطقهم بكلمات تنزل على قلبك بردا وسلاما وطمأنينة
أذكر مرة كنت أشاهد سي دي فيه كليبات إسلامية للصغار وفيها أنشودة يا طيبة بصوت ندي شجي , فانتابني البكاء الشديد
فقام ابني وأغلق التلفاز ثم سألني لماذا تبكين فأجبته أنني اشتقت لأهلي , وكنت قد مكثت ست سنوات كاملة لم أرهم , فقال : نحن أهلك يا ماما , فاحتنضته وبكيت وتذكرت أنني أعذب نفسي وأعذبهم برؤيتي على هذا الحال .. سبحان الله
وقتها وجدت كلماته قد جبرت خاطري .. وسبحان الجبار الذي أنطقه ..