مقال أعجبني

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم


تعجبني القيود والضوابط التي تحكم النقاشات الأمريكية التي تتم على صفحات الصحف أو خلال أي وسئلة إعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية... هناك عدة أخطأ يعلمها الكتّاب الأمريكيون والقراء أيضا فمن الأخطأ التي تنقض مقال أو رأي الكاتب خروج الكاتب عن الموضوع الأصلي في محاولة لإقناع الطرف الأخر وهي ما يعرف بالحشو عند أصحاب الحشو العرب ، أيضا عدم ذكر دليل علمي أو واقعي أو منطقي يقنع القارئ وخصوصا عندما يذكر الكاتب معلومة ويجزم على صحتها كمثل أن يقول : ( أكثر من نصف المجتمع لدينا مصاب بمرض السكر ) عند هذه العبارة يتوقف القارئ ويطلب دليلا من أي مركز طبي أو مركز أحصائيات ليتأكد من صحة هذه المعلومة قبل أن يستعين بها الكاتب في دعم رأيه وبالتالي التمويه على القراء... من الأخطأ أيضا تكرار العبارة أو الفكرة أكثر من مرة في المقال ، وهناك خطأ أخر وهو أن تكون الفكرة رغبة شخصية للكاتب ولا تهم المجتمع أو القراء وهذا يتحدد بنسبة المؤويدين للفكرة فلو قال كاتب ما ـ على سبيل المثال ـ ( السعودية تحتاج لدور السينما بلا شك ) لو قال هذا فإن الكاتب الأخر سيستفيد من هذا الخطأ بإعتباره رغبة شخصية حيث لم تظهر المطالبة من المجتمع السعودي بدور السينما وكذلك لا نرى الحاجة الملحة لها إذن هي فكرة لا تعد سوى رغبة شخصية وبالتالي هي من الأخطأ المحظورة في المناقشات .
تذكرت هذه الأخطأ وأنا أقرأ رد الدكتور الفوزان على الدكتور الشيخ المنيع حول السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة واللحاق بركب الحضارة على حد زعم الدكتور ومن ناصره... لو عرض هذا المقال ( مقال الدكتور الفوزان ) لو عرض في الصحف الأمريكية ثم أطلع عليه القراء المتنورون لرفعوا أياديهم اليمنى على طريقتهم في القسم ثم أقسموا أن لا يقرأوا له حوارا أخرا بعد هذا الحوار وذلك لإرتكابه العديد من الأخطأ المعروفة في الحوارات .

لن أسمح لنفسي بتقييم الدكتور الفوزان ككاتب أو الدكتور المنيع ككاتب أيضا ومسؤول في هئية كبار العلماء ولكنني بفهمي المتواضع سأحاول قراءة ما جاء في المقالين للدكتورين وخصوصا رد الدكتور الفوزان الأخير.

في مقاله الأول لاحظنا إحتكام الدكتور المنيع إلى منهج علمي يرضاه المجتمع وهو الشريعة الإسلامية بإعتبارها المصدر التشريعي الأول للبلاد، فقد أورد الدكتور المنيع الأدلة القاطعة المدعمة بالتفاصيل والإيضاحات ثم الإستنتاجات وهذا ما يجب عمله في قضية كهذه قد تعصف بمصير الأمة وحضارتها وبالتالي السقوط نحو الهاوية.

في المقابل أطلعنا على رد الدكتور الفوزان وكان لنا عليه بعض الملاحظات من خلال دفاعه عن نفسه أولا ثم دفاعه عن القضية التي يتبناها ثانيا بحكم إنه قد تحمل الكفاح و النضال عن المجتمع الذي يعتقد الفوزان أن له مطلق الصلاحية في تقرير ما يريدونه بل تحديد متطلباتهم حسب نظرته الشخصية للقضية

الدكتور الفوزان في رده لم يحتكم إلى مرجعية شرعية ليستمد أقتراحاته منها بل أن كل ما قرأناه رغبات شخصية مدعمة بكثير من العبارات العاطفية في محاولة لكسب تأئيد القارئ ... فهو يتفادى الإحتكام إلى الشريعة الإسلامية وكأننا لم نعد مسلمين والعياذ بالله ، بل هو أيضا يحتكم إلى التجربة الغربية وهذا ألعن وأضل سبيلا فكأننا لا نملك المرجعية والمنهاج إلا ما وجد في هذا الغرب علما بأن الدكتور الفوزان يعيب على الدكتور المنيع تجاهله للجوانب الحسنه في الغرب بينما لا يعيب على نفسه تجاهله للجوانب السئية في الغرب أيضا.... من المضحك في هذا الجانب أن الدكتور الفوزان يطلب من الشيخ المنيع أخذ رأي المختصين علماء النفس ـ على حد زعمه ـ ليطلب منهم البت في القضية متجاهلا أصحاب الأختصاص الحقيقي في هذه القضية وهم علماء الشريعة .... ممكن يا دكتور تأخذنا على قد عقولنا وتقول لنا علاقة علماء النفس بقيادة المرأة السعودية للسيارة ؟

دعك من المرجعية الشرعية إذا كان الدكتور الفوزان لا يريد الرجوع إليها ولكن تبقى هناك الرغبات الشعبية والأكثرية إن كان ممن يؤمن برأي الأكثرية ... الدكتور الفوزان حاول في رده أختصار المجتمع بكامله في مجموعة بسيطة ثم أستمات في الدفاع عن هذه الأقلية بحكم إنهم يمثلون المجتمع ، فهل هذه الفئية البسيطة تمثل المجتمع ؟ بل هل نتبع رأي الأغلبية أم رأي الأقليات يا دعاة الديموقراطية ؟

زاوية أخرى يركز عليها الدكتور المنيع ويتجاهلها الدكتور الفوزان في رده وهي مقارنة المنافع بالمضار ولنا في هذا الحكمة من القرآن الكريم عندما عرض منافع الخمر والميسر ثم عرض مضارهما وبالتالي تحريمهما بحكم أن مضارهما أكثر من نفعهما.... نحن نؤمن بوجود عينات من المجتمع يحتاجون مثل هذا القرار وهو السماح للمرأة بالقيادة كما نؤمن بحاجة بعض النساء للقيادة لظروفهن الخاصة ولكن ما نسبة هذه الإحتياجات ؟ ثم هل نضحي بمجتمع كامل من أجل حالات خاصة؟ هنا لا بد من موازنة الأمور ثم العمل بالصالح العام وحسب المنافع ومراجحتها مع المضار بدلا من معالجة المشكلة بمشكلة أكبر ثم تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.

إذن الدكتور الفوزان يتحدث عن رغبات شخصية وحالات خاصة تهم عينات خاصة من المجتمع .... إذا كان الأمر كذلك فإن أول من يدعم الفوزان في هذه القضية أم سعود ، وأم سعود هذه إمرأة فاضلة ذات إتجاهات إقتصادية بحته حيث تملك محلا من محلات الذهب المرتصة في البطحاء في مدينة الرياض وهذه المرأة المكافحة تعاني الأمرين من صعوبة الموصلات وتأخر قانون السماح للمرأة بالقيادة فبإعتقادي إن أم سعود أول المستفيدين من هذا القرارفي حالة صدوره أضافة إلى الدكتور الفوزان وربما مندوب الحريم في الساحة العربية ومن سار على خطاه من القوم أصحاب النزوات الغرائزية من كتّاب الإتجاه البربري ، والإتجاه البربري هذا لا علاقة له بعرب البربر بل هو مصطلح سدادي جديد سنطلقه على الكتّاب الذين لا يستندون في مقالاتهم إلى مراجع علمية بل يعتمدون على البربرة وصفصفة المفردات للتمويه على القارئ وبالتالي أقناعه بالقوة.

نحن نحترم رغبات الفوزان وأم سعود وأصحاب الإتجاه البربري ، نعم نحترم رغباتهم وحاجة الكثير منهم للمرأة أو لقانون قيادة المرأة للسيارة ولكن يبقى السؤال : هل يكون هذا على حساب مجتمع كامل ؟ أم على حساب قيم ومبأدي أمة كاملة ؟ أم على حساب شريعتنا؟ أم على أي حساب بالله عليكم ؟


سداد

الساحة العربية


------------------
الكلمة الطيبة صدقة
0
724

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️