حـ * ـلم
حـ * ـلم
ترسل مشاركةً عن كتاب و قد قرأته مع ذكر نبذة موجزةً عنه ، لا سيما الأخوات الكريمات ممن لديهم إشتراك في ( ثمرات المطابع ) اسم الكتاب : السياسة الامريكية في منطقة الخليج العربي تأليف د. منى سحيم حمد آل ثاني الناشر : المركز الأكاديمي للدراسات الإستراتيجية فقرة من الكتاب : " إن السياسة الأمريكية في الخليج قد حرصت على الأنظمة الوراثية في الخليج العربي بعيدا عن التأثيرات العربية ، خوفا من أن يؤدي تغيير الأنظمة إلى التأثير على إمدادات النفط للغرب ونبذ السياسات الغربية ، لاسيما بعد التجربتين المريرتين للولايات المتحدة الأمريكية في مصر 1952م ، والعراق 1958م ، ثم إيران في أواخر السبعينات ، والواقع أن السياسة الأمريكية في الخليج قد دخلت منذ أواخر الثمانينات مرحلة الهيمنة المطلقة واستمرت تلك الهيمنة حتى الوقت الراهن " -------------------------------------------------------------------------------- اسم الكتاب : لا تحزن المؤلف : الدكتور عائض القرني الكتاب يتكلم عن كل ما يمكن ان يتعرض له الانسان في حياته من احزان وكيف ان الدين الاسلامي الرائع قد عالجها جميعا وكيف ان المؤمن يستطيع ان يتغلب على اي صعاب يمر بها ويوكل امره لله وحده ويسلم امره له ....وكل ما ياتي منه هو خير ...ان كان يفرحه ...او يحزنه ...يصبر ويرضى ويشكر ...ليفوز بسعادتي الدنيا والاخرة الكتاب يرفع كثيرا من الايمانيات .....ويدفع من توقفت به عجلة الحياة وركن الى الحزن والياس في الكتاب قصص واقعية يرويها الشيخ الفاضل وبعضها مما وقع معه هو نفسه اسلوب الكتاب سلس ..رائع ...سهل ...يشد القارئ فلا يستطيع ان يتركه الا لضرورة ورغم ان عدد صفحاته تتعدى الخمسمئة صفحة الا انه ممتع لا يضجر قارئه ابدا الكتاب متوفر بكل مكتبات السعودية وسعره معقول جدا مقارنة بطباعته الفاخرة انقل لكم احدى فقرات الكتاب : تحت عنوان ....ما مضى فات تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع. القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال : { تلك امة قد خلت } انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التا ريخ. إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه. إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة. _____________________ البحث عن الحقيقة الكبرى ذاك كان اسم كتاب رائع قراته ولا زلت اقرؤه ...مؤلفه المهندس عصام قصاب قد تظنون ان الكتاب علمي أو هندسي أو ما الى ذلك .. ارجوكم لا تتفاجئوا ان قلت لكم ان الكتاب (ايماني ) فما الذي دعا مهندس ليهجر المعمل ويلجأ للقلم !! هو سؤال طرحه المهندس عصام في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه ... يقول المؤلف : ( لا بد من سبب وجيه .. ضغط العمل ؟ ممكن ؟؟ لكن الهجرة تكون فقط خلال الاجازات..اما ان يقضي كل اوقات فراغه مع القلم ويغرق في بحر من كتب لا علاقة لمهنته بها فهنا يطرح السؤال نفسه بقوة ... ما القصة ؟ لماذا ؟ ما وراء ذلك؟.....) ولو علمنا ان المؤلف قد مر بتجربة قاسية وامتحان صعب اثناء دراسته باحدى الدول الملحدة ... وانه خاض نقاشا حادا عن وجود الله مع بعض الذي حملوا لواء الالحاد ظنا منهم انهم يجارون افكار العصر والحداثة ... وانه خرج من النقاش (خاسرا ) يلملم شتاته ... وانه رغم خسارته التي عزاها لاسباب منها اميته في مثل هذه المواضيع وضعف ثقافته الدينية .... الا انه وعدهم والزم نفسه ان يثبت للجميع ان الله هو الخالق وهو الرب وانه لا كون من دون الله ... وان هذا ما يجب ان تكون عليه الفطرة السليمة فكان ان اخرج لنا هذا الكتاب المبدع الذي لم يترك أي نظرية تنافي وجود (الله الواحد الفرد الصمد ) الا وناقشها بهدوء وبعقل ومنطق دون ان يتعرض باساءة لاي احد ناقش الشرائع والمعتقدات باسلوب سهل لكنه عميق الدلالة مع الرجوع للمصادر والمراجع ...ناقش الانسان ... خاطب عقله ... سواء اكان مسلم أم مسيحي ام ملحد وضع كل النظريات والفرضيات التي يعتقد بها كثير من الناس ... وفندها باقوال اصحابها انفسهم أو من مثلهم من العلماء ومن الواقع الملموس ثم رد كل خلق الى الله البحث عن الحقيقة الكبرى ... هو كتاب موجه لكل ذي عقل من بني البشر دون تحديد ديانه معينة أو معتقد محدد وعلى غلافه تجد عباره ... اذا كنت مؤمنا بالنشأة.. اذا كنت ملحدا بالتقليد.. اذا كنت مترددا بين الكفر والايمان.. ... فاقرا هذ البحث فان قرأه المسلم فانا على يقين من انه سيزداد ايمانا ... وان قرأه غير المسلم لربما سيجد طريقه الى الاسلام والايمان العميق بالله الواحد ...لكن بشرط ان يحكم عقله ويترك كل معتقداته وما تعلمه في بيته ... مدرسته .. دينه .. وينسى كرهه للاسلام ...وحقده على الدين ... وتعلقه بالنظريات (كالداروينية) وما شابه .. وهو كتاب مهم لكل داعية .....فسوى انه يقوي الايمان ... ففيه من الحجج والمعلومات المفيدة والمهمة لكل داعية وخاصة من كان في بداية طريقه اخيرا ..... لنحمد الله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه ان خلقنا مسلمين موحدين لم تعبث بنا الفرضيات والنظريات التي وضعها البشر استخفافا بعقول الناس .... وتمجيدا لانفسهم .... ولم نكن على غير ديانه كتبها محرفة ومعتنقوها لا يجدون رابطا بين العلم والدين ...بل العكس هو الحرب الخفية والزيف المستمر ... انصحكم بقراءة الكتاب فهو بحق كتاب رائع _________________________ من أجمل ماوقعت عيناي عليه ماخرج مؤخراً ، وهو كتاب ( بلوغ المرام في أحاديث الأحكام ) والجديد فيما أقول أن عليه تعليقات سماحة الإمام ابن باز رحمه الله حين كان يراجع ويدرس ويدرّس هذا الكتاب. والتعليقات في سنوات متفاوتة بلغت عقوداً من الزمن! ومعلوم شدة محبة الشيخ رحمه الله لهذا الكتاب ، وهو من أوائل محفوظاته، غفر الله له. الكتاب من إصدار دار الإمتياز وصاحبها إبنه الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن باز. وقد اعتنى بهذه التعليقات حتى تخرج بثوب قشيب تلميذ الشيخ النجيب العالم الشيخ عبدالعزيز بن قاسم القاضي بمحكمة الرياض الكبرى... والكتاب لمن لايعرف عنه، يعتبر من أشهر الكتب التي اعتنت بسرد الأحاديث التي يعتبر حوالي 90% منها صحيح في الأحكام الشرعية التطبيقية، من الطهارة مروراً بكل الأبواب الفقهية، وختمها الحافظ ابن حجر العسقلاني مؤلف الكتاب ببابٍ جامع في الآداب والأخلاق الإسلامية، ضمّنه عشرات الأحاديث. فالكتاب لايوجد به إلا أحاديث فقط... ___________ من أروع الكتب القيمة الصادرة حديثاً , وقد إشتريته من معرض القاهرة للكتاب , كتاب بعنوان (( القبورية في اليمن )) وهو رسالة ماجستير أعدها الباحث في جامعة صنعاء , وقد تطرق لنشأة القبورية في الإسلام , بل وحتى ما قبل الإسلام , وبين أن أصل القبورية نشأ عن طريق الرافضة , وأن هناك علاقة وطيدة بين الرافضة والصوفية في ترسيخ القبورية بين المسلمين ,,, وتطرق إلى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودورها في محاربة القبورية والقضاء عليها في الجزيرة العربية ,,, ثم عرض الاسباب لانشار القبورية بين المسلمين والدواعي لها ,,, ثم ختم بذكر الحلول والوسائل التي تحارب بها هذه البدع والشركيات .... الكتاب بحق من أفضل ما مر علي , وقد نفدت النسخ في المعرض بسرعة . ________________ اسم الكتاب: بين الإنذار المبكر والمفاجأة .. بلورة التقدير الاستخباري في إسرائيل المؤلف: شلومو غازيت عدد الصفحات : 62 الطبعة: الأولى 2003 الناشر: مركز يافا للدراسات الإستراتيجية – جامعة تل أبيب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ استعراض للكتاب ـ : عرض/ نزار رمضان يستعرض هذا الكتاب ومن خلال خمسة فصول قصة الإخفاق في التقديرات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تصدر عن جهازي الاستخبارات العسكرية الداخلي (أمان) والخارجي (الموساد). تعود أهمية هذا الكتاب إلى أنه من إعداد رجل أمني وعسكري ويحمل رتبة عالية في الجيش الإسرائيلي (لواء) يكشف أسرارا لم تفصح عنها إسرائيل من قبل تتعلق بإخفاقات متعددة لأهم جهاز في أجهزتها الأمنية ألا وهو جهاز الاستخبارات العسكرية بفرعيه الداخلي والذي يطلق عليه "أمان" والخارجي المسمى "الموساد". ولأن الاعتماد الأبرز في السياسات الإعلامية الإسرائيلية يكون دوما على فلسفة الحرب النفسية واستخدامها في المواجهة وخاصة ضد العرب المسلمين، يرى القارئ ولأول مرة اعترافا إسرائيليا جزئيا من رجل استخباراتي عسكري عمل في المؤسسة العسكرية قرابة الأربعين عاما يفند الخلل والأخطاء المتراكمة داخل ردهات هذه المؤسسة الاستخباراتية منذ عام 1973 حيث الإخفاق الأكبر المتمثل في هزيمة حرب أكتوبر/ تشرين الأول والتي كانت تمثل المفاجأة الكبرى وغير المتوقعة لإسرائيل. كما تبرز أهمية هذا الكتاب من كونه صادرا عن أبرز مركز دراسات إستراتيجية في إسرائيل "مركز يافا"، هذا المركز الذي تشرف عليه لجنة من العسكريين والسياسيين والأكاديميين، حيث يحفل بدعم خاص ومباشر من الحكومة ورئيس وزرائها وله ميزانيته الخاصة والكبرى التي تتيح له العمل بكل أريحية ودون عقبات. لذلك فإن ما يصدر عن هذا المركز من دراسات هامة تؤخذ بعين الاعتبار من قبل حكومة إسرائيل وكذلك رؤساء أجهزتها الأمنية. حرب أكتوبر والمباغتة العظمى يبدأ الباحث دراسته انطلاقا من الإخفاق الأكبر الذي تعرضت له إسرائيل بسبب التقديرات الاستخبارية الفاشلة وغير الدقيقة في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وتبني استنتاجات لجنة "يدين" التي شكلت للتحقيق في الهزيمة والمباغتة والتي طالبت بدورها بتعيين مستشار للاستخبارات بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي. يرى شلومو غازيت أنه منذ حرب أكتوبر/ تشرين الأول التي يطلقون عليها "يوم الغفران" تبحث أسرة الاستخبارات وقادة إسرائيل وشعبه أيضا عن العلاج السحري الذي يحبط خطر الخطأ في التقدير الاستخباري بشكل عام وفي عدم إعطاء إنذار مبكر من مغبة هجوم عسكري بشكل خاص، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى تعددية في العمل الاستخباري وتبادل معلومات وتوسيع بناء قدرة البحث والتقدير الاستخباري سواء في وزارة الخارجية أو في الموساد. وبالنسبة للتوصية بتعيين مستشار للاستخبارات فإن إسحق رابين عين واحدا عام 1974، ولكنه يؤكد أنه منذ عام 1978 لا يوجد من يتبوأ هذا المنصب، مؤكدا أن الاثنين اللذين تم تعيينهما ما بين عامي 1974 و1977 لم يحاولا تشكيل جهة تفحص التقديرات الاستخبارية.. ولهذا حاول أيضا وعقب حرب أكتوبر وزير الخارجية الإسرائيلي حينئذ يغئال آلون تعزيز قسم البحث في وزارته وجعله جهة مركزية ورائدة في عمله، لكنه أخفق في ذلك وخاصة بعد تسلم موشيه ديان عام 1977 منصب وزير الخارجية. ولهذا يرى شلومو غازيت في كتابه الهام "الإنذار المبكر والمفاجأة" أن الإخفاق الاستخباراتي بقي يلاحق كل المسؤولين بسبب إخفاقاتهم وقدراتهم الإدارية، مؤكدا أن حالة انعدام المتابعة والرقابة هي التي أدت إلى هذا الإخفاق المتواصل، إضافة إلى العفوية وعدم إصدار التقديرات الاستخباراتية الدقيقة المبنية على المعلومة الصحيحة وليس على الحدس والتنجيم. الاستخبارات تفاجأت بالانتفاضة الأولى يقول غازيت إنه في عام 1988 وعلى خلفية المفاجأة لاندلاع الانتفاضة الأولى، انكشف قصور استخباري جديد سببه غياب جهة استخبارية تحقق وتقدر في الميول السياسية والميدانية في أوساط الفلسطينيين بشكل عام وفي أوساط الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بشكل خاص، وقد ألقيت المسؤولية في ذلك على جهاز الأمن العام (الشاباك). هذه المفاجأة -الانتفاضة- أثارت انطلاقتها حفيظة العسكريين والسياسيين، وبدأ العديد من النواب في الكنيست الإسرائيلي يطالبون بكل وضوح بضرورة وجود طواقم متابعة للأمن القومي. ويشير غازيت بذلك إلى النائب بني بيغن الذي بادر إلى تشريع في الكنيست يلزم رئيس الوزراء بأن يقيم إلى جانبه طاقما لمواضيع الأمن القومي. وكان من بين الذين استجابوا لهذا الطلب رئيس الوزراء الأسبق إسحق شامير الذي ألف طاقما أمنيا استخباريا في ديوانه، لكن لم يستمر طويلا، حيث أسس عام 1998 مجلس الأمن القومي مستشارا استخباريا كمنصب مستقل إلى جانب رئيس الوزراء أو كجزء من المجلس. تطور الانتفاضة وفعالياتها وانتقالها من غزة إلى الضفة الغربية أكد بالضرورة أن جهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي كان في سبات عميق كما يقول غازيت، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي هو نفسه الذي حصل في حرب أكتوبر والمتمثل في هوجائية التقديرات الاستخبارية. الموساد والإخفاق الخارجي وتتجلى قصة الإخفاق الاستخباراتي في الممارسة الفاشلة لجهاز الموساد الذي أشرف على العديد من العمليات الأمنية العسكرية الخارجية حيث يعرضها على النحو الآتي: - عام 81/1982 قبل الهجوم على لبنان والذي أطلق عليه "حرب سلامة الجليل" حاولت شعبة الاستخبارات دون نجاح منع تورط إسرائيل مع المسيحيين المارونيين في لبنان، وبهذا الشأن كما يقول غازيت لم تحظ بإسناد من محافل البحث في الموساد وفي وزارة الخارجية. - لم تتوقع الاستخبارات الثورة في لبنان خلال عام 1982. - أخفق الموساد والدوائر السياسية بإسرائيل في التوصل إلى أن المجلس الوطني الفلسطيني سيتبنى سياسة جديدة لحل النزاع سياسيا مع إسرائيل. - حسب غازيت فإن الاستخبارات والموساد فوجئوا بسقوط سور برلين وانهيار النظام السوفياتي وانحلال الاتحاد السوفياتي أيضا. - أخطأ التقدير الاستخباري في التحقق من وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 وافتراضه أن بغداد ستحتاج إلى فترة طويلة من الانتعاش وإعادة التنظيم بعد ثمانية أعوام من الحرب المنهكة، مشيرا إلى أن احتلال العراق للكويت في أغسطس/ آب 1990 لطم هذا التقدير المتفائل على وجهه, ولهذا كان احتلال الكويت مفاجئا. - تعرض إسرائيل لصواريخ سكود عام 1991 وعدم الرد العسكري، وعدم انطلاق تقديرات استخبارية حول الأمر، أدى إلى بروز أزمة في العلاقات مع واشنطن. - الاستخبارات لم تكن شريكة سر في مفاوضات أوسلو. - عام 1996 أخطأت الاستخبارات في تقديرها حول حركة القوات السورية في هضبة الجولان. - التفاجؤ بأحداث النفق في المسجد الأقصى في سبتمبر/ أيلول 1996. - أخطأت الاستخبارات في تقديراتها المتشائمة بشأن الرد العسكري المتوقع لحزب الله في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في مايو/ أيار 2000. - أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة كانت مفاجأة أيضا لإسرائيل. - فشل عملية اغتيال خالد مشعل، وبعض العمليات في أوروبا. أسباب الإخفاق وأساليب الحل ويرى غازيت أن هناك ثلاث مشاكل تنشأ وتؤدي إلى الفشل الاستخباراتي تتمثل في تدفق المادة الخام غير الدقيقة إلى القادة، إضافة إلى توزيع المادة الاستخبارية على محافل البحث وبعثرة معلوماتها وعدم الخروج بتقدير جيد، هذا بالإضافة إلى الترهل الإداري الذي يلعب دورا هاما في عملية الإخفاق. ويؤكد أن عملية الإخفاق هذه انعكست سلبا على واقع إسرائيل كدولة وعلى علاقاتها الخارجية وسياساتها مع دول العالم, ولهذا فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة التي ينبغي عليها إعادة النظر في العديد من سياساتها الأمنية والعسكرية والسياسية أيضا. ويشير غازيت إلى أن سلسلة الخطوات التي اتخذت على مدى السنين في شعبة الاستخبارات (أمان) ووحدة المهمات الخاصة (الموساد) في جهاز الأمن العام (الشاباك) وكذلك في وزارة الخارجية، رمت أولا وقبل كل شيء إلى إلغاء الاحتكار الذي كان لشعبة الاستخبارات في الماضي. غير أنه في الواقع هناك احتمال صغير -وفي حالات شاذة فقط- لأن تظهر تقديرات متضاربة وينشأ جدال ومواجهة بين التقديرات. وكنتيجة لذلك قلت ثقة وإيمان القادة بالأساس الاستخباري الذي أقاموا عليه قراراتهم هناك. كما يبين جوانب الخلل فيقول إن "القائد الذي يحصل بالتوازي على تقديرين وربما ثلاثة تقديرات متشابهة أو متماثلة سيجد صعوبة كبيرة في أن يشك بصحة هذه التقديرات.. من أين سيأتي بالجرأة كي يقول: كلكم مخطئون. وهناك بالطبع أيضا خطر آخر: إذا ما وصلت إلى يد القائد تقديرات مختلفة ومتضاربة، فستكون في يده الإمكانية للاختيار والاستناد إلى التقدير الأقرب إلى آرائه ومفاهيمه. وينهي غازيت دراسته بالقول إن "التقديرات الاستخبارية التي تقع أسيرة للترهل الذهني ستفضي إلى خلل وانعكاسات خطيرة على أصحابها وعلى الدولة في نفس الوقت". ______________ 1001 طريقة لأخذ المبادرات في العمل المؤلف: بوب نيلسون دار النشر: مكتبة جرير الـسـعر: 25ريال حـجم الكتاب: 14*20 عدد الصفحات: 231 السنة والطبعة: الأولى - الطبعة الاولى بغض النظر عن الظروف المحيطة بك ، فما زال بإمكانك أن تؤثر فيها ، ففي كل يوم يمر عليك تتاح لك الفرصة للتفوق والتميز فيمكنك أن تتقدم باقتراح وجيه لتحسين منتجات شركتك،أو تحسين الخدمة التي تقدمها الشركة للعملاء.ويمكنك أن تدل الشركة على طريقة مميزة لتوفير المصروفات أو تتقدم بفكرة منتج أو خدمة جديدة مبتكرة. الأمر كله يتلخص في كلمة "مبادرة"، أي القدرة على إنجاز شيء في العمل بدون الانتظار حتى يخبرك رئيسك عن هذا الشيء أو عن كيفية إنجازه. هذا الكتاب مصمم لكي يلهمك ويرشدك في رحلتك ن ففي هذا الكتاب ستجد أمثلة من الحياة الواقعية تبين كيف قام أشخاص مثلك بمبادرات جريئة أثرت في حياتهم. وستجد أيضا النصائح والأدوات العملية التي تساعدك على تحسين نفسك ومكان عملك. هذا هو الكتاب الثالث ضمن سلسلة"1001طريقة"، وفيه يركز المؤلف على أن جميع الموظفين –وليس المديرين فقط- يمكنهم أن يتركوا بصمة واضحة ودائمة في مكان عملهم. وكما يظهر بصورة جلية في هذا الكتاب ، فإنك تستطيع أن تتعرف على الأشياء التي يحتاجها العمل ثن تتخذ المبادرة وتبدأ في تقديم حلول أو مقترحات لتحقيقها، وفي معظم الأحوال لن يكون مديرك فقط مسروراً منك لأنك اتخذت المبادرة لفعل شيء لم يخبرك هو به،وإنما ستجد أن عملاءك يقدرون ذلك. تجده في المكتبات الكبرى __________________________ ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج المؤلف: الشهيد صلاح حسن دار النشر: دار ألأرقم الـسـعر: 18 ريال حـجم الكتاب: 14*20 عدد الصفحات: 296 السنة والطبعة: 1421هـ - الطبعة الثانية رواية رمزية هادفة تتحدث عن واقع الصراع بين الأمة الإسلامية واليهود في تسلسل قصصي أخاذ. فأنت لا تقرأ القصة ولكنك تعيشها بكل جوارحك وتمارس فيها دورك ! كتبها رجل كتب الله له الشهادة على ضفاف نهر الأردن – نحسبه والله حسيبه- فجاءت الرواية حية صادقة ومن أصدق ممن بذل نفسه في سبيل الله. لقد كان رحمه الله يعتقد أن اليهود هم وراء إفساد أجيالنا.. هم الذين خططوا لهذا الهجوم التربوي والعقائدي والثقافي والفكري على عالمنا الإسلامي لكي يجردوا أمتنا من أقوى حصانات الثبات والدفاع.. من عقيدتها وفكرها ومن استعدادها النفسي للتضحية والبذل الغالي .. تمهيداً للغزو العسكري والسيطرة السياسية والاقتصادية من بعد. اقتناعه الحقيقي بهذه الحقيقة كان من أقوى الدوافع على كتابة هذه القصة. واقتناعه اليقيني بهذه الحقيقة دفعه إلى حمل السلاح ضد العدو اليهودي. تجده في المكتبات الكبرى كتاب رررائع حقاً يستحق أن يُطلع عليه وهو من الروايات التى تركت أثر طيب في ذاكرة كل من قرائه تبيعه دار المغني في البديعة وممكن تتصل على الموزع الجريسي 4022564 أو الدار 4627776 لكن أفضل طبعه هي طبعة الأرقم ب18ريال فقط يوزعها الجريسي وأزيدكم أن ناشر هذه الرواية قد أخرجت بعدها عدة روايات أروع منها خذ على سبيل المثال روايات داود العبيدي رحمه الله (حديث الشيخ+فتاة الجزيرة + جبل التوبة +القرار +شهرزاد + قصة الرجال الثلاثة +قادم من وراء السنين + القافلة ) وقصة إصلاح لعزيزة الابراشي وممكن طلبها من الموزع الجريسي في جميع مدن المملكة ودول الخليج وشكراً لكم أحبتي أنصح جميع محبي القراءة أقتناء هذا الكتاب القيم رحمة الله على المؤلف وذلك لمعرفة حقد اليهود ودنائتهم أسال الله التوفيق للمؤلف وللجميع _____________________________ تفسير القرآن الكريم – سورة الكهف المؤلف: الشيخ محمد بن صالح العثيمين دار النشر: دار ابن الجوزي الـسـعر: 12 ريال حـجم الكتاب: 17*24 عدد الصفحات: 158 السنة والطبعة: 1423 - الطبعة الاولى تفسير وافي لسورة الكهف لفضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – بأسلوبه المميز بسهولة العبارة، ووضوح المعنى، واعتمادهـ على طريقة السؤال والجواب من عدة أوجه بطريقة تجذب الانتباهـ وتقوي الاستيعاب، إضافة إلى اعتمادهـ على تجزئ الآية وشرح ما بها من مفردات لغوية، وعرض ما بها من أساليب بلاغية، كما يتميز بتركيزهـ على المعنى الذي يفهمه عامة الناس ويستفيد منه طلبة العلم. وقد سبق وأن صدر للشيخ تفسير سورتي الفاتحة والبقرة في ثلاثة أجزاء تجده في المكتبات الكبرى ____________آخر ما أنزل من تفسير العلامة الشيخ بن عثيمين رحمه الله هو تفسيره لسورة يس وهو تفسير مطول عكس تفسيره لسورة الكهف وقيمة هذا الجزء 18 ريالا ، وبهذا يكون مجموع من أنزل للشيخ التالي : سورة البقرة كاملا وسورة الكهف وسورة يس وجزء عم ، والبقية سوف تنزل تباعا وللمعلومية فإن الشيخ عليه من الله الرحمة لم يفسر القرآن كاملا للأسف . لو تعلم أيها الفاضل أي سعادة أحسست بها و أن أرى أمامي كتاب الشيخ ابن عثيمين بهذه الصورة الرائعة وهذا البرنامج المميز !! يعلم الله أنني دعوت لك كثيراً و من واجبي أن اخبرك بهذا فأنت لا تعلم ما ترتب على وضعك للرابط هنا من خير عظيم ، و الآن هذا البرنامج الذي كنت ابحث عنه يزين جهازي بفضل الله ثم بجهدك الطيب . أما ماتبحث عنه من فوائد قصة الخضر و موسى عليه السلام فأحب ان أفيدك بأنك ستجد فوائدها في كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ... للشيخ عبدالرحمن السعدي ، و إن كنت لا تملك هذا الكتاب فيسعدني أن اكتب لك الفوائد و هي ثمانية عشر فائدة إن لم تخني الذاكرة . وكم أتمنى أن نناقش في هذا الموضوع فوائد هذه السورة العظيمة . عينة من تفسير الشيخ ابن سعدي رحمه الله .. و هو استاذ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) الكهف/17. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : حفظهم الله من الشمس فيسّر لهم غاراً إذا طلعت الشمس تميل عنه يميناً وعند غروبها تميل عنه شمالاً فلا ينالهم حرّها فتفسد أبدانهم بها . ( وهم في فجوة منه ) أي من الكهف أي مكان متسع ، وذلك ليطرقهم الهواء والنسيم ، ويزول عنهم الوخم والتأذي بالمكان الضيّق ، خصوصاً مع طول المكث ، وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته بهم ، وإجابة دعائهم وهدايتهم حتى في هذه الأمور ، ولهذا قال : ( من يهد الله فهو المهتد ) أي لا سبيل إلى نيل الهداية إلا من الله فهو الهادي المرشد لمصالح الدارين . ( ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) أي لا تجد من يتولاه ويدبّره على ما فيه صلاحه ولا يرشده إلى الخير ولفلاح لأن الله قد حكم عليه الضلال ولا راد لحكمه انظر تفسير الكريم الرحمن ص/472. ___________________________________________ هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس المؤلف: الدكتور ماجد عرسان الكيلاني دار النشر: الدار السعودية للنشر الـسـعر: 22ريال حـجم الكتاب: 17*24 عدد الصفحات: 324 السنة والطبعة: 1405 - الطبعة الاولى حين تناقش التحديات والأخطار التي تواجه المسلمين اليوم، كثيراً ما يستشهد الباحثون والدعاة والمفكرون بانتصارات صلاح الدين ليدللوا على أهمية الروح الإسلامية في مواجهة هذه التحديات والأخطار..وهذا يقود إلى الاستنتاج أن ما تحتاجه الأمة في معاركها مع التخلف من داخل و القوى الطامعة من خارج هو قائد مسلم يستلهم روح الجهاد ويعبئ الصفوف ويعلن المعركة. وهذا فهم له خطورته لأسباب عديدة، أهمها أنه يصطدم بالقوانين القرآنية التي تقرر أن التغيير لا يحدث إلا إذا سبقه تغيير جماعي. كما أنه يصرف الأنظار بعيداً عن الأمراض الحقيقية التي تنخر في جسم الأمة من داخل فتفرز فيها القابلية للتخلف والهزيمة..إلى جانب أن هذا الفهم يفرز صورة خاطئة قاتلة لدور كل من القادة والأمة في تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات. إن البحث في تفاصيل التغيير الحقيقي الذي حدث في تلك الفترة،حيث انتقلت الأمة من حالة الاسترخاء والتبلد السلبي إلى المواجهة الإيجابية تستدعي الإجابة على العديد من الأسئلة ،منها: - ما هي المفاهيم والتطورات السلبية التي كانت تسود الأمة ؟ - ما هو التغيير الذي حدث خلال نصف القرن الذي مر بين مذابح المسلمين في الرها وأنطاكية وساحات الأقصى،وبين ظهور نور الدين وصلاح الدين وانتصاراتهما في حطين وأمثالها واسترجاع القدس؟ إن وقوفنا على تفاصيل هذا التغيير ومظاهره ومراحله التي جرت في المجتمع الإسلامي سواء في المرحلة التي مهدت للغزو الصليبي آنذاك،أو المرحلة التي هيأت الأمة لدفع هذا الغزو يقدم لنا الدرس المفيد في محتنا التي نواجه إزاء عوامل الضعف التي تعمل في كياننا من داخل،والأخطار التي تهددنا من خارج!!... تجده في المكتبات الكبرى
ترسل مشاركةً عن كتاب و قد قرأته مع ذكر نبذة موجزةً عنه ، لا سيما الأخوات الكريمات ممن لديهم...
كتاب : حقيقة الإنتصار للدكتور ناصر العمر

كتاب : حقيقة الأنتصار
فضيلة الشيخ د. ناصر ابن سليمان العُمر
…………………………………..

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً كثيرا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً).

أما بعد أيها الأخوة المؤمنون فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
نحمد الله جل وعلا ونثني عليه الخير كله أن وفقنا لهذا اللقاء الذي أسأل الله جل وعلا أن يجعله لقاء طيبا مباركا.

موضوعنا لهذا اليوم عن حقيقة الانتصار.
وأحب أن أبين في البداية شرحا موجزا للعنوان، فقد يتبادر إلى أذهان البعض أنني سأتحدث عن لانتصار بمعناه الشامل، الذي هو انتصار وظهور الدين.
وليس هذا هو موضوع حديثي مع أهمية هذا الموضوع، وقد تحدث فيه كثير من العلماء وطلاب العلم، وكتب فيه بعض الكتاب من الإسلاميين.
ولهذا فإن الموضوع الذي عنيته هو حقيقة انتصار الداعية، وهناك فرق بين مفهوم انتصار الدين وظهوره وبين ومفهوم انتصار الداعية، مع أن بينهما عموم وخصوص كما سيتضح بأذن الله من خلال هذا الدرس.

لهذا آمل أن ينتبه الأخوة الكرام إلى هذه القضية وأن الحديث سيدور حول موضع واحد وهو حقيقة انتصار الداعية، أما ما يتعلق بانتصار الدين وظهوره فلن أتعرض له إلا بمقدار صلته بالموضوع الأساسي.

أما سبب الحديث عن الموضوع، فهناك سبب جوهري نشأت عنه آثار أخرى:
وهو أنني رأيت خلطا بين مفهوم انتصار الداعية وبين مفهوم انتصار الدين وظهوره، بل إن كثير من الدعاة ومن طلاب العلم، وكثير من الناس جعلوا هناك تلازما بينا وظاهرا بين ظهور الدين وتمامه وبين انتصار الداعية، فإذا لم تتحقق الأهداف التي جاء الداعية من أجلها حكموا على الداعية بالفشل، إن تحققت هذه الأهداف أو تحقق بعضها اعتبروا هذا هو المقياس الحقيقي لانتصار الداعية.

ونتيجة الخلط في هذا المفهوم نشأت عنه أمور عدة أذكر أبرزها:
الأمر الأول:
وهو ما أشرت إليه قبل قليل أن كثير من الناس يتصور أن هذا الداعية لم ينجح في دعوته لأن الأهداف التي جاء من أجلها وأعلنها لم تتحقق في صعيد الواقع، فيحكمون على الداعية بالفشل، لماذا ؟
لأنه لم يتمكن من تحقيق أهدافه أو بعضها وهي المتعلقة بظهور الدين وتمامه.
ولذلك رأينا من يقول لبعض الدعاة:
ماذا استفدت من دعوتك؟ هل اهتدى الناس ؟ هل تغيرت المنكرات التي جئت لإزالتها ؟
وهم ينطلقون من هذا المفهوم أن هذا الداعية قد فشل،فلماذا يستمر في دعوته ؟
وهذا ناشئ من الوهم ومن الخلط بين حقيقة انتصار الداعية وبين ظهور الدين وتحقق الأهداف التي يدعو إليها الداعية.

الأمر الثاني:
الذي نشئ من هذا الخلط ومن الجهل في هذا المفهوم هو الاستعجال، وقد رأينا بعض الدعاة يستعجـلون النتائج لأنهم وضعوا تلازما بين حقيقة ما أمروا به وبين الأهداف التي جاءوا من أجلها.

فإذا عمل أحدهم بضع سنوات وأحيانا بضعة أشهر ولم يرى أن النتائج قد تحققت تعجل، وقد يتصرف بعض التصرفات التي لا ترضي الله جل وعلا.
ولذا رأينا كثيرا من الجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي كانت تسير بخطى وئيدة ولكن سرعان ما رأينا هناك تعجلا من بعض الدعاة أو من بعض الأفراد مما جر على الأمة الكوارث والمصائب بسبب تعجل المتعجلين.

حينما دعا موسى عليه السلام على فرعون وأمن هارون:
(وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ).
قال الله تعالى بعد هذا الآية مباشرة:
(قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).
قال الإمام الطبري، وابن كثير قال ابن جريج أجيبت الدعوة بعد أربعين سنة، وقيل غير ذلك..
أربعين سنة مع أن الله قال (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا).
إن التعجل أيها الأحبة في هذه القضية جر على الأمة مصائب وويلات، وإن منشئ هذا التعجل أسباب كثيرة من أهمها أن الداعية يتصور أن انتصاره الحقيقي هو تحقق النتائج التي جاء من أجلها.

قد يدرك المتأني بعض حاجته....... وقد يكون مع المستعجل الزلل
اصبر قليلا وكن بالله معتصما........ لا تعجلن فإن العجز بالعجـل
الصبر مثل اسمه في كل نائبة ...... لكن عواقبه أحلى من العسـل
اصبر قليا فبعد العسر تيسير..... وكل وقت له أمر وتدبير
وللمهيمن في حالاتنا قدر.............. وفوق تدبيرنا لله تدبير
إن التعجل مظهر أو ملحظ نلحظه عند بعض الدعاة وله آثاره السلبية كما بينت.

الأمر الثالث:
هو أنه قد يحدث بسبب الخلط في مفهوم حقيقة الانتصار انحراف عن المنهج، فقد يسير بعض الدعاة على منهج سليم، ولكن عندما تتأخر النتائج وعندما يرون أنهم لم يتمكنوا من تحقيق بعض ما جاءوا به من الحق يبدأ الانحراف.
ومن مظاهر الانحراف التنازل وتقديم التنازلات تلو التنازلات وعندما تأتي لهؤلاء يقولون نحن نريد أن تتحقق بعض النتائج لمصلحة الأمة أو لمصلحة الدعوة وهم يرتكبون خللا في هذا الأمر.

نحن نتمنى أن يتحقق أي أمر من أمور الدعوة، بل إن تأخير الفساد بحد ذاته مطلب من المطالب، ولكن إذا كان لا يمكن أن يتم تأخير الفساد أو تحقيق بعض الأهداف إلا بالتنازل الذي هو انحراف عن المنهج فهذا لا يجوز.
ولذلك رأينا مثلا في بعض الدول الإسلامية أن بعض اللذين يدخلون البرلمانات أو لمجلس النواب أو لمجلس الأمة سموه ما سموه أنهم يقدمون تنازلات، أي يعترفوا للباطل بباطله.

فهم يؤدون اليمين والقسم والعهد ولاعتراف بهذا النظام الذي يحكم هذا البلد وتجد نظاما كافرا، فكيف يجوز للمؤمن أن يعترف ويقر مثل هذا النظام.
وتجد المداهنة وتجد أنهم يقبلون أيضا بمبدأ خطير وهو أنهم يوافقون على عرض شريعة الله ودين الله لتصويت البشر.
فيعرض في هذا البرلمان مثلا قضية تطبيق الشريعة، إن مجرد القبول بهذا المبدأ خلل خطير في المنهج، أننتظر من الناس أن يصوتوا هل تطبق شريعة الله أو لا تطبق، مجرد القبول بمبدأ تصويت البشر هل يمنع الخمر أم لا يمنع قضية خطيرة.
أقول لو استطعنا أن نمنع أي منكر من المنكرات في بلد من البلدان فهذا مطلوب، ولكن بدون تنازل.

لو استطعنا أن نمنع الدخان مثلا هذا مكسب كبير، ولكن بدون تنازل.
أما أن نأتي لنطرح هذه القضية لتصويت البشر ليقرروا هل تطبق شريعة الله أو لا تطبق فهذا خلل.
وإن من أسباب القبول بهذا المبدأ هو الربط بين انتصار الداعية وبين تحقق الدين وظهوره.

الأمر الرابع:
الذي ينشئ من الخلط في هذا المفهوم هو اليأس والقنوط ثم الاعتزال.
بعض الدعاة يسيرون زمنا في دعوتهم، ثم تفاجأ أن هؤلاء قد اعتزلوا الساحة، وتسأل ما هو السر في ذلك ؟ فتجد أن الإجابة القولية أو الفعلية أنهم يأسوا، فيقولون حاولنا وفعلنا ولكن لم نرى تأثرا، لم نرى تقدما، لم نرى استجابة، فيأسوا ثم اعتزلوا.
وهذا أيضا خلل نشئ من أمور من أبرزها الربط بين انتصار الداعية وبين انتصار الدين وظهوره.
أذكر أن أحد الزملاء بعد تخرجه من الجامعة زار أستاذا له كان قد درسه في المرحلة الثانوية.
وكان هذا الأستاذ حريصا في ما مضى على الدعوة، وممن له تأثير على هذا الزميل في تربيته وتوجيهه إلى الدعوة، وقد ترك هذا الأستاذ التدريس والدعوة وانخرط في وظيفة وانشغل بالدنيا، فذهب هذا الطالب لزيارته وبعد الحديث سأله قائلا:
يا أستاذي لقد كان لك الفضل بعد الله جل وعلا في توجيهنا إلى الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فقال الأستاذ يا أخي لو رأيت سيلا قادما وأنت في واد من الأودية فهل تقف أمامه أم تهرب منه؟
فقال له هذا الأخ يا أستاذي أنا أسألك سؤلا:
لو رأيت سيلا قادما ووجدت أناسا يسكنون الوادي وتستطيع أن تنقذ هؤلاء أتهرب وتتركهم أو تحاول أن تنقذهم قبل أن يغرقوا، فأصبح التلميذ أستاذا.
هذه القضايا الأربع:
أن الناس يحكمون على الداعية من خلال تحقق النتائج.
والاستعجال من بعض الدعاة والجماعات.
والانحراف في المنهج.
واليأس والقنوط ثم الاعتزال.
إن من العوامل المؤثرة في نشأتها هو الخلط بين هذين المفهومين مفهوم انتصار الداعية ومفهوم تحقق وظهور الدين.
لهذا سنقف هذه الليلة مع مفهوم حقيقة انتصار الداعية حتى نكون على بينة من أمرنا، وحتى لا نستعجل ولا ننحرف ولا نيأس، بل نمضي إلى الله بجد وعزيمة وصبر وثبات.

أيها الأحباب ما هو مفهوم النصر وحقيقته ؟
يقول سبحانه وتعالى:
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
هذه الآيات فيها نص على نصر الداعية، وهنا يأتي السؤال الذي أثاره الإمام الطبري، وأثاره عدد من العلماء من بعده، ويرد إلى أذهاننا نحن عندما نقرأ هذه الآيات ونتأمل في الواقع فنجد ما يلي:
وجدنا أن بعض الأنبياء قد قتله قومه كيحيا وزكريا عليهما السلام.
نجد أن بعض الأنبياء قد طرده قومه كإبراهيم عليه السلام عندما خرج من الشام، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) خرج من مكة.
ونجد من الأنبياء من لم يستجب له من قومه إلا قلة كنوح ولوط وشعيب وصالح وهود عليهم السلام.
ونجد من الأنبياء من حاول قومه قتله وإحراقه بل ألقوه في النار كإبراهيم عليه السلام.
ونجد أن عيسى عليه السلام قد أراد قومه قتله ثم صلبه فرفعه الله جل وعلا.
وهنا يأتي السؤال الذي يفرض نفسه، ألم يقل الله تعالى:
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
ألم يقل سبحانه:
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
فأين النصر الذي وعد الله تعالى به في الحياة الدنيا؟
والجواب أيها الأحباب:
أن منشأ السؤال حدث لأننا نقصر النصر على نوع من أنواع النصر فقط، ففسرنا النصر بجزئية واحدة من جزئياته لا بالمعنى الكلي للانتصار.
لأننا تصورنا أن الانتصار هو ظهور الدين وتمامه وتحقق إيمان القوم لهذا النبي فقلنا أين الانتصار ؟
لكن الانتصار أيها الأحبة له صور عدة ولا يقتصر على صورة واحدة، سأذكر لكم في هذه العجالة أهم هذه الصور، حتى نعلم ونوقن إيمانا حقيقيا -ونحن كذلك إن شاء الله- أن وعد الله لا يتخلف أبدا، ونصر الله متحقق للأنبياء ولعباده المؤمنين الصادقين في الحياة الدنيا أيضا.
إذا ما هو النصر الحقيقي ؟
النصر الحقيقي لا نقصره على صورة واحدة، وإنما هو صور متعددة، فقد يتحقق النصر لهذا النبي بصورة، ولذلك النبي بصورة أخرى، وللنبي الأخر بصورة ثالثة وهكذا، وكذلك لعباد الله الصادقين من الدعاة.

الصورة الأولى من صور النصر:
أن النصر قد يكون بالغلبة المباشرة والقهر للأعداء على يد هؤلاء الأنبياء والرسل والدعاة، وهو ظهور الدين وتمام الدين وقيام دولة الإسلام، كما حدث مثلا لداود وسليمان عليهما السلام وآتاه الله الملك،، وكما حدث لموسى عليه السلام بعد إغراق فرعون وقومه، وكما حدث بصورة ظاهرة بينة متكاملة لنبينا (صلى الله عليه وسلم) وبخاصة بعد فتح مكة: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً).
هذه الصورة التي تتبادر إلى أذهاننا ولكنها صورة واحدة من صور النصر، وليست هي على سبيل الحصر.

الصورة الثانية من صور النصر:
وهي التي وعد الله بها وتتحقق أن النصر قد يكون بإهلاك هؤلاء المكذبين، ونجاة الأنبياء والمرسلين ومن آمن معهم، كما حدث لنوح عليه السلام، ولموسى وقومه، وكما حدث لصالح وهود ولوط مع أقوامهم.
والدليل على أن هذا نوع من أنواع النصر أن نوح عندما يأس من قومه ماذا قال ؟ قال:
(فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)، ثم ماذا ؟
(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)
إذا فإهلاك الأمم المكذبة هو نوع من أنواع النصر، مع أن الله لم يذكر لنا، ولم نجد في القرآن ماذا حدث لأولئك الأنبياء عليهم السلام بعد ذلك.، إذا هذا نوع من أنواع الانتصار.

النوع الثالث من أنواع النصر:
أن النصر قد يكون بانتقام الله من أعدائهم ومكذبيهم بعد وفات هؤلاء الأنبياء والرسل، كما حدث مع من قتل يحيا عليه السلام، فقد انتصر الله له بعد حين بتسليط بختنصر على قومه فسامهم سوء العذاب، وهذا انتصار من الله جل وعلا ليحي عليه السلام في الحياة الدنيا.
وكما حدث للذين حاولوا قتل وصلب عيسى عليه السلام، فبعد أن رفعه الله انتقم من أعدائه بتسليط الروم عليهم فساموهم سوء العذاب. هذا نوع من أنواع النصر، ووعد الله لا يتخلف.

النوع الرابع من أنواع النصر:
وآمل أن تقفوا معي وقفة مهمة في هذا النوع لأننا بأمس الحاجة في هذا العصر إلى الفقه فيه، وإلى الوقوف عنده وهو أن ما قد يتصوره الناس هزيمة قد يكون هو النصر الحقيقي.
فكم من شهيد كانت الشهادة هي الانتصار له ولدعوته، ومثل ذلك الإيقاف والسجن والطرد والأذى، فقد يتصور الناس أن الداعية قد انتهى بقتله، أو انتهى بإيقافه أو انتهى بسجنه، أو انتهى بالنيل من عرضه، وتكون هذه هي نقطة الانطلاق والانتصار لهذا الداعية، وهذا أمر يدل عليه الكتاب والسنة والواقع المشاهد، ماذا قال الله عز وجل عن نبينا (صلى الله عليه وسلم):
)إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)، متى ؟ في فتح مكة! في بدر! أبداً
( إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ)، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخرج من مكة يخرج منتصرا (صلى الله عليه وسلم).
شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أوقف وسجن ومات في سجنه، هل نقول انه انتصر؟ نعم إنه انتصر كما سأقف مع السبب الذي بعده.
كذلك إيقاف كثير من الدعاة، وقد رأينا أنه قد زاد انتصارهم واستجاب الناس لهم بعد ما تم إيقافهم، وقد رأينا أن من الدعاة من أوذي في عرضه، وتصور كثير من الناس أن هذا الداعية قد انتهى وهو حقيقة قد انطلق بعد هذه الوقفة، وهنا تحقق انتصاره:
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
هذه حقيقة نشاهدها ونراها، وهنا يأتي واجب الدعاة، وواجب طلاب العلم، وواجب الأتباع الذين يتبعون الحق أنه في مثل هذه المواقف فالنصر للداعية ولمنهجه.
هذه حقيقة يجب أن تكون بين أعيننا جلية واضحة.
وأذكر لكم هنا قصة وإن كانت لا ترتبط بموضوعنا ارتباطا مباشرا، ولكن لعله يتبين من خلاله أن تصور الناس أحيانا يكون في غير محله.
أثناء دويلات الطوائف قتل أحد الأمراء وهو عضد الدولة خصما له من الوزراء، ثم صلبه، وبعد أن قتله وصلبه ترسخ في أذهان الناس أن هذا المقتول قد انتهى وأن هذه هزيمة نكراء له.
جاء شاعر من الشعراء، كان يحب هذا المقتول، ويعرف عنه أنه كان كريما ومعطاء فماذا حدث ؟
قال قصيدة تمنى القاتل حين سمعها أنه المقتول وأن القصيدة قيلت فيه.
واستمعوا إلى بعض أبياتها وهي تصور هذا المقتول وهو مصلوبا والناس حوله يحيطون به، والنار توقد حوله في الليل، والحرس يحيط به خوفا من أن يأخذه أتباعه، فماذا قال الشاعر:
علو في الحياة وفي الممات................. لحق تلك إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا..............وفود نداك أيام الصـلات
كأنك قائم فيهم خطيبا..................وكلهمُ قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء................ كمدهما إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن ............... يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا......... عن الأكفان ثوب السافيات
لقدرك في النفوس تبيت تُرعى....... بحراس وحفاظ ثقاة
وتوقد حولك النيران ليلا................. كذلك كنت أيام الحياة
ولم أرى قبل جذعك قط جذعا............ تمكن من عناق المكرمات
عليك تحية الرحمان تترى............... برحمات غواد رائحات
طبعا نحن لا نوافق على كل ما ورد في هذه الأبيات، ولكن أريد أن أبين لكم أن التصور قد لا يكون في محله أحيانا، المهم أن الذي قتله قال، كنت أتمنى لو كنت المصـلوب وأن هذه القصيدة قيلت في.
نعم هذا الأمر قد لا يرتبط مباشرة بشخص المقتول، ولكن عندما يسجن أو يوقف الداعية فهذا انتصار له وليس هزيمة.
ثقوا أن اللحظة التي يقتل أو يوقف أو يسجن أو يطرد فيها الداعية، لا يتم هذا الأمر إلا أن يكون عدوه قد ذاق المر من الغيظ والحنق والألم، وهذا هو أشد أنواع العذاب، يتقلب على جمر الغظى ألما حتى وصل إلى ما وصل إليه، ولذلك يقول الله جل وعلا:
(وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).
(وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً).
وهذا واقع محسوس ومشاهد، والحجاج عندما قتل سعيد أبن جبير رحمه الله، هل حصلت السعادة للحجاج؟
أبدا، كان يقول: مالي ولسعيد، وكان يقوم من الليل فزعا حتى مات.
إذا من هو المعذب ؟ ومن هو المنهزم ؟
ولذلك قال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) أي بالسعادة.
نعم الداعية وهو يقتل أين ذاهب؟ إلى الله، بخ بخٍ ما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني أحد هؤلاء.
وهو يسجن وهو يطرد وهو يوقف يعبر عن ذلك شيخ الإسلام أبن تيمية:
(ماذا ينقم من أعدائي، أنا جنتي في صدري، سجني خلوة، وتسفيري سياحة، وقتلي شهادة).
ولهذا يقول أحد السلف:
(والله أننا لنعيش لذة ونعيما لو يعلمه الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف).
هذه حقيقة يجب أن نفهمها ونحن نناقش هذا الموضوع، ونعيش معه.

النوع الخامس من أنواع الانتصار:
أن ثبات الداعية على مبدئه هو انتصار باهر، ثبوته رغم الشهوات والشبهات والعقبات، ولا يتحقق الانتصار الظاهر إلا بعد تحقق هذا الانتصار:
فإبراهيم عليه السلام وهو يقذف في النار في قمة انتصاره.
والإمام أحمد وهو توضع رجلاه في الحديد في قمة انتصاره، في محنة الدنيا والدين كان في قمة انتصاره.
بلال رضي الله عنه وهو يعذب ويردد أحدُ أحد كان والله في قمة انتصاره.
آل ياسر وهم يعذبون كانوا في قمة انتصارهم.
وهذا نلمسه من حديث خباب وسنذكره بعد قليل.

النوع السادس من أنواع الانتصار:
أن النصر قد يكون بقوة الحجة كما قال الطبري والسدي في قوله تعالى:
(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ).
فقوة الحجة رفع للدرجة وهو انتصار، وفي سورة البقرة في قصة الذي كفر لما حاج إبراهيم عليه السلام قال الله تعالى في آخر الآيات:
( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
من الذي انتصر ؟ هو إبراهيم عليه السلام.

النوع السابع من أنواع الانتصار:
أن الداعية قد لا ينتصر الانتصار الظاهر في زمن، ثم ينتصر بعد ذلك انتصارا عظيما بعد سنوات، فشيخ الإسلام ابن تيمية مات وهو في السجن، وأتباعه أقل من معارضيه، أما الآن وبعد مئات السنين فانظروا كم الذين أخذوا ونهلوا واستفادوا من المنهج الذي رسمه وبينه شيخ الإسلام أبن تيمية وفق كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ؟
نقول ذلك لأننا أحيانا قد نقصر الانتصار على فترة محددة في الزمان والمكان وهذا خطأ.
أيضا قد لا يستجيب الناس لداعية في بلد، ويستجاب له في بلد آخر، وهذا كثير جدا، فيجب أن لا نقصر الانتصار على زمن محدد أو بلد محدد.

النوع الأخير من أنواع الانتصار:
أن الانتصار قد يكون أحيانا بمعنى المنع، يقول تعالى:
( وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ).
أي يمنعون، فالنصر قد يكون بمعنى المنع من الأعداء وهذا انتصار للداعية في الحياة الدنيا.
هذه بعض صور الانتصار.
ولهذا إذا رأينا أي داعية لم يتحقق له النصر الظاهر فلا يعني هذا أنه لم ينتصر.
الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، لو وقفنا مع حياة أي واحد منهم لوجدنا أنه قد تحقق له نوع من النصر، بل أحيانا أكثر من نوع من أنواع النصر في الحياة الدنيا.
فلا نقصر النصر على نوع واحد ولا على مفهوم واحد، فمفهوم النصر أوسع وأشمل وأعمق.

بعد هذا البيان أنتقل إلى نقطة أخرى وهي ما هي مهمتنا ؟
ما هي المهمة التي كلفنا فيها والتي أمرنا بها شرعا؟
هل نحن مكلفون أنه لابد أن يتحقق ويظهر الدين في حياتنا ؟
إذا قام أحد منا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، هل نحكم على هذا الداعية بالفشل لأن المنكرات تزداد ، أو لأن الناس لم يستجيبوا له؟
لو قام الداعية بالنصح للمسئولين ولولاة أمور المسلمين ولم يجد جوابا، هل نقول أنه فشل؟
إذا ما هي مهمتنا؟
مهمتنا – أيها الأحباب – هي مهمة الأنبياء والرسل، استمعوا إلى قول الله تعالى :
(فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)، (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ).
والآيات كثير في هذا الباب فارجعوا إليها في كتاب الله.
مهمتنا هي البلاغ، أم الانتصار فهو أثر قد يتحقق في حياتنا، وقد يتحقق بعد وفاتنا، وقد يتحقق على أيدي غيرنا، أما مهمتنا ومهمة كل داعيةف هي البلاغ كونها مهمة الرسل، ولذل جاءت آيات أخرى كثيرة توضح هذا المفهوم أقف مع بعضها:
يقول الله جل وعلا:
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً).
(فلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ).
ثم استمعوا إلى هذه الآية في سورة الأنعام تبين أن الحرص على هداية الناس مطلوب، والسعي إلى هداية الناس مطلوب، ولكن على أن لا يخرجنا عن المنهج، لا بتعجل ولا بتنازل ولا بيأس أو قنوط.
استمعوا إلى هذه الآية والمخاطب فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما لم تؤمن قريش بدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتأثر عليه الصلاة والسلام بذلك قال الله جل وعلا قال له الله تعالى:
)وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
بماذا ختم الله هذه الآية؟
(فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، الله أكبر، لا تربط دعوتك باستجابتهم، لا أنت عليك البلاغ:
(مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ)، أما هدايتهم فلو شاء الله جل وعلا لهداهم، ولكن هذا ليس لنا.
إذا هذه مهمتنا وهذه حقيقتنا:
(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ* وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).
ونقف الآن مع هذه الأمثلة من كتاب الله جل وعلا تبين لنا هذه الحقيقة:

المثل الأول نوح عليه السلام:
كم لبث في قومه ؟ تسعمائة وخمسين سنة.
وماذا كانت النتيجة، كم آمن مع نوح ؟ الآلاف، مئات الآلاف!
( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ).
وعند قوله تعالى (وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن ْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ)، أقرب الناس للإنسان بالسبب هي الزوجة، وأقرب الناس للإنسان بالنسب هو الولد، ونوح عليه السلام لم يؤمن أبنه ولم تؤمن زوجته.
هل نقول أن نوح عليه السلام بعد دعوة تسعمائة وخمسين سنة لم ينتصر لأن ابنه لم يؤمن ولأن زوجته لم تؤمن ولأن قومه لم يؤمن منهم إلا قليل.
(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).
سفينة، ولنفترض أنها عابرة للقارات، وليت كل الذين فيها بشر:
(قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)، فيها الدواب والحيوانات، فكم يبقى فيها مكان للإنسان؟
ومع ذلك فنوح عليه السلام من أولي العزم من الرسل، وقد انتصر انتصارا عظيما باهرا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

المثل الثاني أنبياء الله هود ولوط وصالح وشعيب عليهم الصلاة والسلام .
فقد انتصروا مع أن قومهم إهلكوا.
عندما أضرب لكم هذه الأمثلة لأن الواحد منا أحيانا وبسبب تحسره على عدم استجابة الناس وتأخر النصر قد يستعجل أو ييأس.
وفي قصة عبد الله الغلام ومن آمن معه، هو قتل والذين أمنوا معه قتلوا بل حرقوا بالنار، هل نقول أنهم لم ينتصروا! بل إنهم انتصروا أعظم الانتصار.
أيضا أصحاب القرية، تصوروا قرية صغيرة، كم يرسل الله جل وعلا لها من الرسل؟
داعية! لا، بل ثلاثة من الرسل:
(إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ).
ومع ذلك قرية واحدة كذبت الرسل الثلاثة فجاءهم رجل:
(وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ).
فماذا فعلوا به؟ قتلوه أيضا، فماذا كانت النتيجة؟
(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)..
قرية واحدة يرسل لها ثلاثة من الرسل وداعية رابع ولم يستجيبوا، فهل نقول أنهم لم ينتصروا! كلا وحاشا.
إذا هذه بعض الأمثلة من كتاب الله، أما الأحاديث فأقف معكم مع بعض هذه الأحاديث.
الحديث الذي كلنا يحفظه وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عرضت علي الأمم فأخذ النبي يمر معه الأمة والنبي يمر ومعه العشرة، والنبي يمر ومعه الخمسة والنبي يمر وحده.
وفي رواية: قال عرضت علي الأمم فجعل النبي يمر ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد.
وفي رواية: عرضت علي الأمم فجعل النبي يمر ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجلان والنبي وليس معه أحد.
أرأيتم هذا النبي الذي معه رجل والنبي الذي معه عشرة والنبي الذي معه خمسة والنبي الذي ليس معه أحد، فهل نقول أنه لم ينتصر! كلا وحاشا.
إذا نحتاج إلى وقفة مع هذا الحديث، أذكر أن أحد طلاب العلم هداه الله أقنعه عدد من زملائه وإخوانه ببدء درس في مسجد من المساجد، وبدأ الدرس وبعد عدة أشهر فوجئنا أن الدرس قد توقف.
فذهبت لزيارته وقلت له: يا شيخ يا أخي الكريم لماذا أوقفت الدرس؟
قال: ما يأتي أحد، قلت: ما يأتي حد؟ قال: ما يأتي إلا عشرة.
قلت: يا أخي الكريم النبي يأتي يوم القيامة وما معه إلا واحد بل والنبي وما معه أحد.
إن عددا من علمائنا ظلوا سنوات ليس عندهم إلا طالب واحد أو طالبين أو ثلاثة، سنوات طويلة.
بل ذكر لي أحد الأخوة أنه يجلس أحيانا ولا يأتي أحد إلى الدرس، وأستمر في درسه، ويحضر الآن درسه بضعة آلاف، نعم والقضية ليست بالعدد، النبي ليس معه إلا واحد أو اثنين أو ثلاثة أو ليس معه أحد ونحن نريد أن يكون معنا الآلاف وإلا نعتبر أننا قد فشلنا ولم ننتصر.
والحديث الآخر الذي وعدتكم قبل قليل وهو حديث خباب، قال:
شكونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا أو تدعو لنا. فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يرده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الذئب والله على غنمه ولكنكم تستعجلون.
هذا الحديث حديث عظيم، الرسول (صلى الله عليه وسلم) نقال خباب حين قال ألا تستنصر لنا، نقله من نوع من أنواع النصر إلى نوع آخر حتى لا يبقى خباب رضي الله عنه أو غيره يتصورون أن النصر هو ظهور الدين وارتفاع العذاب عنهم، نقلهم إلى أن النصر الحقيقي هو ثبات الداعية، نعم كما أن النصر هو ظهور الدين فكذلك من أعظم أنواع النصر ثبات الداعية. هذه مسألة.
ومسألة أخرى، نقل الرسول (صلى الله عليه وسلم) خباب إلى أن النصر قد لا يتحقق في حياة الداعية، قد يتحقق بعد سنوات، فعندما سار الراكب من صنعاء إلى حضرموت هل حدث هذا في حيلة خباب؟
لا حضر هذا بعد سنوات، ولذلك قال (صلى الله عليه وسلم) ولكنكم قوم تستعجلون.
نعم نحن نستعجل.
حديث آخر وهو الحديث القدسي الذي كلنا يحفظه:
(من عادا لي وليا فقد آذنته بالحرب).
هل يجوز لمؤمن يؤمن بالله ورسوله، يعلم أن الله معه إذا عاداه الأعداء ويتصور أنه قد ينهزم.
هذا خـلل في الإيمان، والذي يتصور هذا التصور لا يستحق النصر.
المؤمن الصادق يعلم أن الله معه، فإذا كان الله معنا فهل يمكن أن يغلبنا أحد، ولكن قد لا يتحقق النصر الذي نتصور نحن، قد يتحقق نوع آخر من أنواع الانتصار نغفل عنه أحيانا، وإلا فوعد الله جل وعلا لا يتخلف أبدا.
ونجد أن من الأدلة على مفهوم النصر أيها الأحباب سورة كلنا يحفظها، بل الأطفال في الأولى الابتدائي يحفظونها وهي سورة العصر، وهي سورة كما قال الإمام الشافعي:
لو ما أنزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.
ما علاقة هذه السورة بموضوعنا ؟
الله جل وعلا قال:
(وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
إذا كل إنسان في خسر إلا المستثنون هنا فهم فائزون ورابحون ومنتصرون، كل إنسان خاسر، والذي لم يخسر فهو منتصر أو رابح، ولو قلنا خسر هؤلاء القوم إلا فلان، فمعناه أنه ربح، لو قلنا انهزم الناس إلا فلان فمعناه أنه انتصر.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
هل من هذه الشروط الأربعة أنه لابد أن يتحقق النصر الظاهر للداعية وإلا فلا ينتصر ويصبح من الخاسرين؟ أبدا.
ليس من هذه الشروط الأربعة، فالمطلوب منا هو الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
ووقفت مع الشرطين الأخيرين وهو:
أن التواصي بالحق يقتضي الالتزام بالمنهج، أو منهج أهل السنة والجماعة.
والتواصي بالصبر عاصم بأذن الله عن شيئين، عاصم ومانع من الاستعجال، ومانع من اليأس أيضا.
فإذا هذا هو النصر الحقيقي أو نصر حقيقي للداعية إلى الله.
حـ * ـلم
حـ * ـلم
ترسل مشاركةً عن كتاب و قد قرأته مع ذكر نبذة موجزةً عنه ، لا سيما الأخوات الكريمات ممن لديهم إشتراك في ( ثمرات المطابع ) اسم الكتاب : السياسة الامريكية في منطقة الخليج العربي تأليف د. منى سحيم حمد آل ثاني الناشر : المركز الأكاديمي للدراسات الإستراتيجية فقرة من الكتاب : " إن السياسة الأمريكية في الخليج قد حرصت على الأنظمة الوراثية في الخليج العربي بعيدا عن التأثيرات العربية ، خوفا من أن يؤدي تغيير الأنظمة إلى التأثير على إمدادات النفط للغرب ونبذ السياسات الغربية ، لاسيما بعد التجربتين المريرتين للولايات المتحدة الأمريكية في مصر 1952م ، والعراق 1958م ، ثم إيران في أواخر السبعينات ، والواقع أن السياسة الأمريكية في الخليج قد دخلت منذ أواخر الثمانينات مرحلة الهيمنة المطلقة واستمرت تلك الهيمنة حتى الوقت الراهن " -------------------------------------------------------------------------------- اسم الكتاب : لا تحزن المؤلف : الدكتور عائض القرني الكتاب يتكلم عن كل ما يمكن ان يتعرض له الانسان في حياته من احزان وكيف ان الدين الاسلامي الرائع قد عالجها جميعا وكيف ان المؤمن يستطيع ان يتغلب على اي صعاب يمر بها ويوكل امره لله وحده ويسلم امره له ....وكل ما ياتي منه هو خير ...ان كان يفرحه ...او يحزنه ...يصبر ويرضى ويشكر ...ليفوز بسعادتي الدنيا والاخرة الكتاب يرفع كثيرا من الايمانيات .....ويدفع من توقفت به عجلة الحياة وركن الى الحزن والياس في الكتاب قصص واقعية يرويها الشيخ الفاضل وبعضها مما وقع معه هو نفسه اسلوب الكتاب سلس ..رائع ...سهل ...يشد القارئ فلا يستطيع ان يتركه الا لضرورة ورغم ان عدد صفحاته تتعدى الخمسمئة صفحة الا انه ممتع لا يضجر قارئه ابدا الكتاب متوفر بكل مكتبات السعودية وسعره معقول جدا مقارنة بطباعته الفاخرة انقل لكم احدى فقرات الكتاب : تحت عنوان ....ما مضى فات تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع. القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال : { تلك امة قد خلت } انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التا ريخ. إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه. إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة. _____________________ البحث عن الحقيقة الكبرى ذاك كان اسم كتاب رائع قراته ولا زلت اقرؤه ...مؤلفه المهندس عصام قصاب قد تظنون ان الكتاب علمي أو هندسي أو ما الى ذلك .. ارجوكم لا تتفاجئوا ان قلت لكم ان الكتاب (ايماني ) فما الذي دعا مهندس ليهجر المعمل ويلجأ للقلم !! هو سؤال طرحه المهندس عصام في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه ... يقول المؤلف : ( لا بد من سبب وجيه .. ضغط العمل ؟ ممكن ؟؟ لكن الهجرة تكون فقط خلال الاجازات..اما ان يقضي كل اوقات فراغه مع القلم ويغرق في بحر من كتب لا علاقة لمهنته بها فهنا يطرح السؤال نفسه بقوة ... ما القصة ؟ لماذا ؟ ما وراء ذلك؟.....) ولو علمنا ان المؤلف قد مر بتجربة قاسية وامتحان صعب اثناء دراسته باحدى الدول الملحدة ... وانه خاض نقاشا حادا عن وجود الله مع بعض الذي حملوا لواء الالحاد ظنا منهم انهم يجارون افكار العصر والحداثة ... وانه خرج من النقاش (خاسرا ) يلملم شتاته ... وانه رغم خسارته التي عزاها لاسباب منها اميته في مثل هذه المواضيع وضعف ثقافته الدينية .... الا انه وعدهم والزم نفسه ان يثبت للجميع ان الله هو الخالق وهو الرب وانه لا كون من دون الله ... وان هذا ما يجب ان تكون عليه الفطرة السليمة فكان ان اخرج لنا هذا الكتاب المبدع الذي لم يترك أي نظرية تنافي وجود (الله الواحد الفرد الصمد ) الا وناقشها بهدوء وبعقل ومنطق دون ان يتعرض باساءة لاي احد ناقش الشرائع والمعتقدات باسلوب سهل لكنه عميق الدلالة مع الرجوع للمصادر والمراجع ...ناقش الانسان ... خاطب عقله ... سواء اكان مسلم أم مسيحي ام ملحد وضع كل النظريات والفرضيات التي يعتقد بها كثير من الناس ... وفندها باقوال اصحابها انفسهم أو من مثلهم من العلماء ومن الواقع الملموس ثم رد كل خلق الى الله البحث عن الحقيقة الكبرى ... هو كتاب موجه لكل ذي عقل من بني البشر دون تحديد ديانه معينة أو معتقد محدد وعلى غلافه تجد عباره ... اذا كنت مؤمنا بالنشأة.. اذا كنت ملحدا بالتقليد.. اذا كنت مترددا بين الكفر والايمان.. ... فاقرا هذ البحث فان قرأه المسلم فانا على يقين من انه سيزداد ايمانا ... وان قرأه غير المسلم لربما سيجد طريقه الى الاسلام والايمان العميق بالله الواحد ...لكن بشرط ان يحكم عقله ويترك كل معتقداته وما تعلمه في بيته ... مدرسته .. دينه .. وينسى كرهه للاسلام ...وحقده على الدين ... وتعلقه بالنظريات (كالداروينية) وما شابه .. وهو كتاب مهم لكل داعية .....فسوى انه يقوي الايمان ... ففيه من الحجج والمعلومات المفيدة والمهمة لكل داعية وخاصة من كان في بداية طريقه اخيرا ..... لنحمد الله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه ان خلقنا مسلمين موحدين لم تعبث بنا الفرضيات والنظريات التي وضعها البشر استخفافا بعقول الناس .... وتمجيدا لانفسهم .... ولم نكن على غير ديانه كتبها محرفة ومعتنقوها لا يجدون رابطا بين العلم والدين ...بل العكس هو الحرب الخفية والزيف المستمر ... انصحكم بقراءة الكتاب فهو بحق كتاب رائع _________________________ من أجمل ماوقعت عيناي عليه ماخرج مؤخراً ، وهو كتاب ( بلوغ المرام في أحاديث الأحكام ) والجديد فيما أقول أن عليه تعليقات سماحة الإمام ابن باز رحمه الله حين كان يراجع ويدرس ويدرّس هذا الكتاب. والتعليقات في سنوات متفاوتة بلغت عقوداً من الزمن! ومعلوم شدة محبة الشيخ رحمه الله لهذا الكتاب ، وهو من أوائل محفوظاته، غفر الله له. الكتاب من إصدار دار الإمتياز وصاحبها إبنه الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن باز. وقد اعتنى بهذه التعليقات حتى تخرج بثوب قشيب تلميذ الشيخ النجيب العالم الشيخ عبدالعزيز بن قاسم القاضي بمحكمة الرياض الكبرى... والكتاب لمن لايعرف عنه، يعتبر من أشهر الكتب التي اعتنت بسرد الأحاديث التي يعتبر حوالي 90% منها صحيح في الأحكام الشرعية التطبيقية، من الطهارة مروراً بكل الأبواب الفقهية، وختمها الحافظ ابن حجر العسقلاني مؤلف الكتاب ببابٍ جامع في الآداب والأخلاق الإسلامية، ضمّنه عشرات الأحاديث. فالكتاب لايوجد به إلا أحاديث فقط... ___________ من أروع الكتب القيمة الصادرة حديثاً , وقد إشتريته من معرض القاهرة للكتاب , كتاب بعنوان (( القبورية في اليمن )) وهو رسالة ماجستير أعدها الباحث في جامعة صنعاء , وقد تطرق لنشأة القبورية في الإسلام , بل وحتى ما قبل الإسلام , وبين أن أصل القبورية نشأ عن طريق الرافضة , وأن هناك علاقة وطيدة بين الرافضة والصوفية في ترسيخ القبورية بين المسلمين ,,, وتطرق إلى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودورها في محاربة القبورية والقضاء عليها في الجزيرة العربية ,,, ثم عرض الاسباب لانشار القبورية بين المسلمين والدواعي لها ,,, ثم ختم بذكر الحلول والوسائل التي تحارب بها هذه البدع والشركيات .... الكتاب بحق من أفضل ما مر علي , وقد نفدت النسخ في المعرض بسرعة . ________________ اسم الكتاب: بين الإنذار المبكر والمفاجأة .. بلورة التقدير الاستخباري في إسرائيل المؤلف: شلومو غازيت عدد الصفحات : 62 الطبعة: الأولى 2003 الناشر: مركز يافا للدراسات الإستراتيجية – جامعة تل أبيب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ استعراض للكتاب ـ : عرض/ نزار رمضان يستعرض هذا الكتاب ومن خلال خمسة فصول قصة الإخفاق في التقديرات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تصدر عن جهازي الاستخبارات العسكرية الداخلي (أمان) والخارجي (الموساد). تعود أهمية هذا الكتاب إلى أنه من إعداد رجل أمني وعسكري ويحمل رتبة عالية في الجيش الإسرائيلي (لواء) يكشف أسرارا لم تفصح عنها إسرائيل من قبل تتعلق بإخفاقات متعددة لأهم جهاز في أجهزتها الأمنية ألا وهو جهاز الاستخبارات العسكرية بفرعيه الداخلي والذي يطلق عليه "أمان" والخارجي المسمى "الموساد". ولأن الاعتماد الأبرز في السياسات الإعلامية الإسرائيلية يكون دوما على فلسفة الحرب النفسية واستخدامها في المواجهة وخاصة ضد العرب المسلمين، يرى القارئ ولأول مرة اعترافا إسرائيليا جزئيا من رجل استخباراتي عسكري عمل في المؤسسة العسكرية قرابة الأربعين عاما يفند الخلل والأخطاء المتراكمة داخل ردهات هذه المؤسسة الاستخباراتية منذ عام 1973 حيث الإخفاق الأكبر المتمثل في هزيمة حرب أكتوبر/ تشرين الأول والتي كانت تمثل المفاجأة الكبرى وغير المتوقعة لإسرائيل. كما تبرز أهمية هذا الكتاب من كونه صادرا عن أبرز مركز دراسات إستراتيجية في إسرائيل "مركز يافا"، هذا المركز الذي تشرف عليه لجنة من العسكريين والسياسيين والأكاديميين، حيث يحفل بدعم خاص ومباشر من الحكومة ورئيس وزرائها وله ميزانيته الخاصة والكبرى التي تتيح له العمل بكل أريحية ودون عقبات. لذلك فإن ما يصدر عن هذا المركز من دراسات هامة تؤخذ بعين الاعتبار من قبل حكومة إسرائيل وكذلك رؤساء أجهزتها الأمنية. حرب أكتوبر والمباغتة العظمى يبدأ الباحث دراسته انطلاقا من الإخفاق الأكبر الذي تعرضت له إسرائيل بسبب التقديرات الاستخبارية الفاشلة وغير الدقيقة في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وتبني استنتاجات لجنة "يدين" التي شكلت للتحقيق في الهزيمة والمباغتة والتي طالبت بدورها بتعيين مستشار للاستخبارات بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي. يرى شلومو غازيت أنه منذ حرب أكتوبر/ تشرين الأول التي يطلقون عليها "يوم الغفران" تبحث أسرة الاستخبارات وقادة إسرائيل وشعبه أيضا عن العلاج السحري الذي يحبط خطر الخطأ في التقدير الاستخباري بشكل عام وفي عدم إعطاء إنذار مبكر من مغبة هجوم عسكري بشكل خاص، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى تعددية في العمل الاستخباري وتبادل معلومات وتوسيع بناء قدرة البحث والتقدير الاستخباري سواء في وزارة الخارجية أو في الموساد. وبالنسبة للتوصية بتعيين مستشار للاستخبارات فإن إسحق رابين عين واحدا عام 1974، ولكنه يؤكد أنه منذ عام 1978 لا يوجد من يتبوأ هذا المنصب، مؤكدا أن الاثنين اللذين تم تعيينهما ما بين عامي 1974 و1977 لم يحاولا تشكيل جهة تفحص التقديرات الاستخبارية.. ولهذا حاول أيضا وعقب حرب أكتوبر وزير الخارجية الإسرائيلي حينئذ يغئال آلون تعزيز قسم البحث في وزارته وجعله جهة مركزية ورائدة في عمله، لكنه أخفق في ذلك وخاصة بعد تسلم موشيه ديان عام 1977 منصب وزير الخارجية. ولهذا يرى شلومو غازيت في كتابه الهام "الإنذار المبكر والمفاجأة" أن الإخفاق الاستخباراتي بقي يلاحق كل المسؤولين بسبب إخفاقاتهم وقدراتهم الإدارية، مؤكدا أن حالة انعدام المتابعة والرقابة هي التي أدت إلى هذا الإخفاق المتواصل، إضافة إلى العفوية وعدم إصدار التقديرات الاستخباراتية الدقيقة المبنية على المعلومة الصحيحة وليس على الحدس والتنجيم. الاستخبارات تفاجأت بالانتفاضة الأولى يقول غازيت إنه في عام 1988 وعلى خلفية المفاجأة لاندلاع الانتفاضة الأولى، انكشف قصور استخباري جديد سببه غياب جهة استخبارية تحقق وتقدر في الميول السياسية والميدانية في أوساط الفلسطينيين بشكل عام وفي أوساط الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بشكل خاص، وقد ألقيت المسؤولية في ذلك على جهاز الأمن العام (الشاباك). هذه المفاجأة -الانتفاضة- أثارت انطلاقتها حفيظة العسكريين والسياسيين، وبدأ العديد من النواب في الكنيست الإسرائيلي يطالبون بكل وضوح بضرورة وجود طواقم متابعة للأمن القومي. ويشير غازيت بذلك إلى النائب بني بيغن الذي بادر إلى تشريع في الكنيست يلزم رئيس الوزراء بأن يقيم إلى جانبه طاقما لمواضيع الأمن القومي. وكان من بين الذين استجابوا لهذا الطلب رئيس الوزراء الأسبق إسحق شامير الذي ألف طاقما أمنيا استخباريا في ديوانه، لكن لم يستمر طويلا، حيث أسس عام 1998 مجلس الأمن القومي مستشارا استخباريا كمنصب مستقل إلى جانب رئيس الوزراء أو كجزء من المجلس. تطور الانتفاضة وفعالياتها وانتقالها من غزة إلى الضفة الغربية أكد بالضرورة أن جهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي كان في سبات عميق كما يقول غازيت، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي هو نفسه الذي حصل في حرب أكتوبر والمتمثل في هوجائية التقديرات الاستخبارية. الموساد والإخفاق الخارجي وتتجلى قصة الإخفاق الاستخباراتي في الممارسة الفاشلة لجهاز الموساد الذي أشرف على العديد من العمليات الأمنية العسكرية الخارجية حيث يعرضها على النحو الآتي: - عام 81/1982 قبل الهجوم على لبنان والذي أطلق عليه "حرب سلامة الجليل" حاولت شعبة الاستخبارات دون نجاح منع تورط إسرائيل مع المسيحيين المارونيين في لبنان، وبهذا الشأن كما يقول غازيت لم تحظ بإسناد من محافل البحث في الموساد وفي وزارة الخارجية. - لم تتوقع الاستخبارات الثورة في لبنان خلال عام 1982. - أخفق الموساد والدوائر السياسية بإسرائيل في التوصل إلى أن المجلس الوطني الفلسطيني سيتبنى سياسة جديدة لحل النزاع سياسيا مع إسرائيل. - حسب غازيت فإن الاستخبارات والموساد فوجئوا بسقوط سور برلين وانهيار النظام السوفياتي وانحلال الاتحاد السوفياتي أيضا. - أخطأ التقدير الاستخباري في التحقق من وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 وافتراضه أن بغداد ستحتاج إلى فترة طويلة من الانتعاش وإعادة التنظيم بعد ثمانية أعوام من الحرب المنهكة، مشيرا إلى أن احتلال العراق للكويت في أغسطس/ آب 1990 لطم هذا التقدير المتفائل على وجهه, ولهذا كان احتلال الكويت مفاجئا. - تعرض إسرائيل لصواريخ سكود عام 1991 وعدم الرد العسكري، وعدم انطلاق تقديرات استخبارية حول الأمر، أدى إلى بروز أزمة في العلاقات مع واشنطن. - الاستخبارات لم تكن شريكة سر في مفاوضات أوسلو. - عام 1996 أخطأت الاستخبارات في تقديرها حول حركة القوات السورية في هضبة الجولان. - التفاجؤ بأحداث النفق في المسجد الأقصى في سبتمبر/ أيلول 1996. - أخطأت الاستخبارات في تقديراتها المتشائمة بشأن الرد العسكري المتوقع لحزب الله في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في مايو/ أيار 2000. - أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة كانت مفاجأة أيضا لإسرائيل. - فشل عملية اغتيال خالد مشعل، وبعض العمليات في أوروبا. أسباب الإخفاق وأساليب الحل ويرى غازيت أن هناك ثلاث مشاكل تنشأ وتؤدي إلى الفشل الاستخباراتي تتمثل في تدفق المادة الخام غير الدقيقة إلى القادة، إضافة إلى توزيع المادة الاستخبارية على محافل البحث وبعثرة معلوماتها وعدم الخروج بتقدير جيد، هذا بالإضافة إلى الترهل الإداري الذي يلعب دورا هاما في عملية الإخفاق. ويؤكد أن عملية الإخفاق هذه انعكست سلبا على واقع إسرائيل كدولة وعلى علاقاتها الخارجية وسياساتها مع دول العالم, ولهذا فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة التي ينبغي عليها إعادة النظر في العديد من سياساتها الأمنية والعسكرية والسياسية أيضا. ويشير غازيت إلى أن سلسلة الخطوات التي اتخذت على مدى السنين في شعبة الاستخبارات (أمان) ووحدة المهمات الخاصة (الموساد) في جهاز الأمن العام (الشاباك) وكذلك في وزارة الخارجية، رمت أولا وقبل كل شيء إلى إلغاء الاحتكار الذي كان لشعبة الاستخبارات في الماضي. غير أنه في الواقع هناك احتمال صغير -وفي حالات شاذة فقط- لأن تظهر تقديرات متضاربة وينشأ جدال ومواجهة بين التقديرات. وكنتيجة لذلك قلت ثقة وإيمان القادة بالأساس الاستخباري الذي أقاموا عليه قراراتهم هناك. كما يبين جوانب الخلل فيقول إن "القائد الذي يحصل بالتوازي على تقديرين وربما ثلاثة تقديرات متشابهة أو متماثلة سيجد صعوبة كبيرة في أن يشك بصحة هذه التقديرات.. من أين سيأتي بالجرأة كي يقول: كلكم مخطئون. وهناك بالطبع أيضا خطر آخر: إذا ما وصلت إلى يد القائد تقديرات مختلفة ومتضاربة، فستكون في يده الإمكانية للاختيار والاستناد إلى التقدير الأقرب إلى آرائه ومفاهيمه. وينهي غازيت دراسته بالقول إن "التقديرات الاستخبارية التي تقع أسيرة للترهل الذهني ستفضي إلى خلل وانعكاسات خطيرة على أصحابها وعلى الدولة في نفس الوقت". ______________ 1001 طريقة لأخذ المبادرات في العمل المؤلف: بوب نيلسون دار النشر: مكتبة جرير الـسـعر: 25ريال حـجم الكتاب: 14*20 عدد الصفحات: 231 السنة والطبعة: الأولى - الطبعة الاولى بغض النظر عن الظروف المحيطة بك ، فما زال بإمكانك أن تؤثر فيها ، ففي كل يوم يمر عليك تتاح لك الفرصة للتفوق والتميز فيمكنك أن تتقدم باقتراح وجيه لتحسين منتجات شركتك،أو تحسين الخدمة التي تقدمها الشركة للعملاء.ويمكنك أن تدل الشركة على طريقة مميزة لتوفير المصروفات أو تتقدم بفكرة منتج أو خدمة جديدة مبتكرة. الأمر كله يتلخص في كلمة "مبادرة"، أي القدرة على إنجاز شيء في العمل بدون الانتظار حتى يخبرك رئيسك عن هذا الشيء أو عن كيفية إنجازه. هذا الكتاب مصمم لكي يلهمك ويرشدك في رحلتك ن ففي هذا الكتاب ستجد أمثلة من الحياة الواقعية تبين كيف قام أشخاص مثلك بمبادرات جريئة أثرت في حياتهم. وستجد أيضا النصائح والأدوات العملية التي تساعدك على تحسين نفسك ومكان عملك. هذا هو الكتاب الثالث ضمن سلسلة"1001طريقة"، وفيه يركز المؤلف على أن جميع الموظفين –وليس المديرين فقط- يمكنهم أن يتركوا بصمة واضحة ودائمة في مكان عملهم. وكما يظهر بصورة جلية في هذا الكتاب ، فإنك تستطيع أن تتعرف على الأشياء التي يحتاجها العمل ثن تتخذ المبادرة وتبدأ في تقديم حلول أو مقترحات لتحقيقها، وفي معظم الأحوال لن يكون مديرك فقط مسروراً منك لأنك اتخذت المبادرة لفعل شيء لم يخبرك هو به،وإنما ستجد أن عملاءك يقدرون ذلك. تجده في المكتبات الكبرى __________________________ ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج المؤلف: الشهيد صلاح حسن دار النشر: دار ألأرقم الـسـعر: 18 ريال حـجم الكتاب: 14*20 عدد الصفحات: 296 السنة والطبعة: 1421هـ - الطبعة الثانية رواية رمزية هادفة تتحدث عن واقع الصراع بين الأمة الإسلامية واليهود في تسلسل قصصي أخاذ. فأنت لا تقرأ القصة ولكنك تعيشها بكل جوارحك وتمارس فيها دورك ! كتبها رجل كتب الله له الشهادة على ضفاف نهر الأردن – نحسبه والله حسيبه- فجاءت الرواية حية صادقة ومن أصدق ممن بذل نفسه في سبيل الله. لقد كان رحمه الله يعتقد أن اليهود هم وراء إفساد أجيالنا.. هم الذين خططوا لهذا الهجوم التربوي والعقائدي والثقافي والفكري على عالمنا الإسلامي لكي يجردوا أمتنا من أقوى حصانات الثبات والدفاع.. من عقيدتها وفكرها ومن استعدادها النفسي للتضحية والبذل الغالي .. تمهيداً للغزو العسكري والسيطرة السياسية والاقتصادية من بعد. اقتناعه الحقيقي بهذه الحقيقة كان من أقوى الدوافع على كتابة هذه القصة. واقتناعه اليقيني بهذه الحقيقة دفعه إلى حمل السلاح ضد العدو اليهودي. تجده في المكتبات الكبرى كتاب رررائع حقاً يستحق أن يُطلع عليه وهو من الروايات التى تركت أثر طيب في ذاكرة كل من قرائه تبيعه دار المغني في البديعة وممكن تتصل على الموزع الجريسي 4022564 أو الدار 4627776 لكن أفضل طبعه هي طبعة الأرقم ب18ريال فقط يوزعها الجريسي وأزيدكم أن ناشر هذه الرواية قد أخرجت بعدها عدة روايات أروع منها خذ على سبيل المثال روايات داود العبيدي رحمه الله (حديث الشيخ+فتاة الجزيرة + جبل التوبة +القرار +شهرزاد + قصة الرجال الثلاثة +قادم من وراء السنين + القافلة ) وقصة إصلاح لعزيزة الابراشي وممكن طلبها من الموزع الجريسي في جميع مدن المملكة ودول الخليج وشكراً لكم أحبتي أنصح جميع محبي القراءة أقتناء هذا الكتاب القيم رحمة الله على المؤلف وذلك لمعرفة حقد اليهود ودنائتهم أسال الله التوفيق للمؤلف وللجميع _____________________________ تفسير القرآن الكريم – سورة الكهف المؤلف: الشيخ محمد بن صالح العثيمين دار النشر: دار ابن الجوزي الـسـعر: 12 ريال حـجم الكتاب: 17*24 عدد الصفحات: 158 السنة والطبعة: 1423 - الطبعة الاولى تفسير وافي لسورة الكهف لفضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – بأسلوبه المميز بسهولة العبارة، ووضوح المعنى، واعتمادهـ على طريقة السؤال والجواب من عدة أوجه بطريقة تجذب الانتباهـ وتقوي الاستيعاب، إضافة إلى اعتمادهـ على تجزئ الآية وشرح ما بها من مفردات لغوية، وعرض ما بها من أساليب بلاغية، كما يتميز بتركيزهـ على المعنى الذي يفهمه عامة الناس ويستفيد منه طلبة العلم. وقد سبق وأن صدر للشيخ تفسير سورتي الفاتحة والبقرة في ثلاثة أجزاء تجده في المكتبات الكبرى ____________آخر ما أنزل من تفسير العلامة الشيخ بن عثيمين رحمه الله هو تفسيره لسورة يس وهو تفسير مطول عكس تفسيره لسورة الكهف وقيمة هذا الجزء 18 ريالا ، وبهذا يكون مجموع من أنزل للشيخ التالي : سورة البقرة كاملا وسورة الكهف وسورة يس وجزء عم ، والبقية سوف تنزل تباعا وللمعلومية فإن الشيخ عليه من الله الرحمة لم يفسر القرآن كاملا للأسف . لو تعلم أيها الفاضل أي سعادة أحسست بها و أن أرى أمامي كتاب الشيخ ابن عثيمين بهذه الصورة الرائعة وهذا البرنامج المميز !! يعلم الله أنني دعوت لك كثيراً و من واجبي أن اخبرك بهذا فأنت لا تعلم ما ترتب على وضعك للرابط هنا من خير عظيم ، و الآن هذا البرنامج الذي كنت ابحث عنه يزين جهازي بفضل الله ثم بجهدك الطيب . أما ماتبحث عنه من فوائد قصة الخضر و موسى عليه السلام فأحب ان أفيدك بأنك ستجد فوائدها في كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ... للشيخ عبدالرحمن السعدي ، و إن كنت لا تملك هذا الكتاب فيسعدني أن اكتب لك الفوائد و هي ثمانية عشر فائدة إن لم تخني الذاكرة . وكم أتمنى أن نناقش في هذا الموضوع فوائد هذه السورة العظيمة . عينة من تفسير الشيخ ابن سعدي رحمه الله .. و هو استاذ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) الكهف/17. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : حفظهم الله من الشمس فيسّر لهم غاراً إذا طلعت الشمس تميل عنه يميناً وعند غروبها تميل عنه شمالاً فلا ينالهم حرّها فتفسد أبدانهم بها . ( وهم في فجوة منه ) أي من الكهف أي مكان متسع ، وذلك ليطرقهم الهواء والنسيم ، ويزول عنهم الوخم والتأذي بالمكان الضيّق ، خصوصاً مع طول المكث ، وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته بهم ، وإجابة دعائهم وهدايتهم حتى في هذه الأمور ، ولهذا قال : ( من يهد الله فهو المهتد ) أي لا سبيل إلى نيل الهداية إلا من الله فهو الهادي المرشد لمصالح الدارين . ( ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) أي لا تجد من يتولاه ويدبّره على ما فيه صلاحه ولا يرشده إلى الخير ولفلاح لأن الله قد حكم عليه الضلال ولا راد لحكمه انظر تفسير الكريم الرحمن ص/472. ___________________________________________ هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس المؤلف: الدكتور ماجد عرسان الكيلاني دار النشر: الدار السعودية للنشر الـسـعر: 22ريال حـجم الكتاب: 17*24 عدد الصفحات: 324 السنة والطبعة: 1405 - الطبعة الاولى حين تناقش التحديات والأخطار التي تواجه المسلمين اليوم، كثيراً ما يستشهد الباحثون والدعاة والمفكرون بانتصارات صلاح الدين ليدللوا على أهمية الروح الإسلامية في مواجهة هذه التحديات والأخطار..وهذا يقود إلى الاستنتاج أن ما تحتاجه الأمة في معاركها مع التخلف من داخل و القوى الطامعة من خارج هو قائد مسلم يستلهم روح الجهاد ويعبئ الصفوف ويعلن المعركة. وهذا فهم له خطورته لأسباب عديدة، أهمها أنه يصطدم بالقوانين القرآنية التي تقرر أن التغيير لا يحدث إلا إذا سبقه تغيير جماعي. كما أنه يصرف الأنظار بعيداً عن الأمراض الحقيقية التي تنخر في جسم الأمة من داخل فتفرز فيها القابلية للتخلف والهزيمة..إلى جانب أن هذا الفهم يفرز صورة خاطئة قاتلة لدور كل من القادة والأمة في تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات. إن البحث في تفاصيل التغيير الحقيقي الذي حدث في تلك الفترة،حيث انتقلت الأمة من حالة الاسترخاء والتبلد السلبي إلى المواجهة الإيجابية تستدعي الإجابة على العديد من الأسئلة ،منها: - ما هي المفاهيم والتطورات السلبية التي كانت تسود الأمة ؟ - ما هو التغيير الذي حدث خلال نصف القرن الذي مر بين مذابح المسلمين في الرها وأنطاكية وساحات الأقصى،وبين ظهور نور الدين وصلاح الدين وانتصاراتهما في حطين وأمثالها واسترجاع القدس؟ إن وقوفنا على تفاصيل هذا التغيير ومظاهره ومراحله التي جرت في المجتمع الإسلامي سواء في المرحلة التي مهدت للغزو الصليبي آنذاك،أو المرحلة التي هيأت الأمة لدفع هذا الغزو يقدم لنا الدرس المفيد في محتنا التي نواجه إزاء عوامل الضعف التي تعمل في كياننا من داخل،والأخطار التي تهددنا من خارج!!... تجده في المكتبات الكبرى
ترسل مشاركةً عن كتاب و قد قرأته مع ذكر نبذة موجزةً عنه ، لا سيما الأخوات الكريمات ممن لديهم...
أيها الأحباب، كلنا يتمنى وكلنا يجب أن يسعى لانتصار هذا الدين وظهوره، لا شك في ذلك،، والذي لا يسعى لذلك ولا يفرح لانتصار الدين فقد تخلف منه وعنه مقوم من مقومات النصر وسبب من أسباب النصر.
(وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
إي والله نحب النصر، ونتمنى أن لا نخرج من هذا المسجد إلا ونرى جميع المنكرات قد زالت من بلادنا.
وقد سادت شريعة الله في أرضه، نفرح فرحا عظيما لو تحقق أمر واحد مما يرضي الله جل وعلا.
قرأت منذ أيام إحصائية في مجلة اليمامة صدمت والله وذهلت منها تقول:
أن قيمة ما تستورده المملكة من الدخان أكثر من قيمة ما تستورده من السيارات، مع أننا مترفون في استيراد السيارات، وذكرتها المجلة بالأرقام بل زادت قيمة الدخان المستورد عن قيمة الدخان بقرابة أربعين مليون ريال.
تأملت و تألمت فقط لزيادته فكيف لا نفرح بزو اله.
كيف لا نفرح لو زالت المنكرات العظيمة، لو زال الربا.
لو وجدنا المستشفيات الخاصة بالنساء.
لو استقام الإعلام.
لو زالت المنكرات الظاهرة والباطنة، والله نفرح.
ولكن نتسأل دائما لماذا يتأخر النصر الظاهر؟
له أسباب عدة أذكر بعضها أو أهمها محافظة على الوقت، من أسباب تخلف النصر الظاهر وهو الضفر والغلبة وتحقق الأهداف ما يلي:

1- تخلف بعض أسباب النصر المشروعة.
فقد تتخلف بعض أسباب النصر المشروع وهي كثيرة لا يتسع المقام لذكرها.
2- حدوث ما يمنع النصر من مخالفة ونحوها.
وتخلف الأسباب غير حدوث الموانع، ففي أحد والرسول (صلى الله عليه وسلم) بين أظهرهم انهزموا لماذا ؟ حل الهزيمة لمخالفة أمر من أوامر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن فئة قليلة من المسلمين:
( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).
لماذا حلت الهزيمة؟ لأن البعض قال لن نغلب اليوم من قلة، بسبب هذا الشعور وأن الكثرة هي التي ستنصرهم انهزموا، فهذه من موانع النصر.
3- الانحراف عن المنهج والخلل فيه.
هذا من السباب كما ذكرت قبل قليل ولي معه وقفة أخرى إن شاء الله.
4- عدم التجرد لله.
فقد يشوب الدعوة حمية أو طلب مغنم أو جاه.
5- عدم نضوج الأمة وضعف استعدادها.
وهذا من أسباب عدم النصر الظاهر، ولو جاء النصر لما وجدت الأمة قادرة على المحافظة عليه لعدم اكتمال بنيتها وربما فرطت فيه بسهولة.
6- أن الباطل الذي تحاربه الأمة ويحاربه الدعاة لم ينكشف زيفه للناس تماما.
وهذا سبب مهم جدا، فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه ممن هم ليسوا على هذا الباطل ولا يقرونه، ولكنهم لم ينكشف لهم زيف هذا الباطل ولله في ذلك حكمة، وقد حدث مثل ذلك مع المنافقين.
7- عجز الأمة عن القيام بتكاليف النصر إن تحقق.
فقد يكون في علم الله جل وعلا أن هؤلاء لو انتصروا فلن يقوموا بتكاليف الانتصار، من إقامة حكم الله والأمر المعروف والنهي عن المنكر، وهذا يفهم من قول الله تعالى:
( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
8- توافر أسباب النصر للداعية وليس للمدعوين.
فقد تتوافر أسباب النصر للداعية، ولكن هناك موانع يعلمها الله تتعلق بالمدعوين كعدم تقدير الله هدايتهم وهذا يفهم من قوله سبحانه:
(أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً).
والسبب هنا ليس تقصير الداعية، ولكن لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى.
وأيضا قد يكون انتصار الداعية بعد وفاته أعظم من انتصاره في حياته، لأن المراد انتصار الدعوة وانتصار المنهج، أما الأشخاص فكما قال صاحب القرية : (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ).
9- من الأسباب أن تأخر النصر فيه ابتلاء وتمحيص وامتحان للدعاة.
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
نعم الابتلاء والامتحان: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).
إذا هذه بعض الأسباب التي قد تمنع أو تأخر النصر الظاهر، فلا نيأس ولا نقنط...

إذا ونحن نتحدث عن مفهوم الانتصار، ذكرت لكم أن من الآثار التي تحدث عند الخلط في مفهوم حقيقة الانتصار هو الانحراف عن المنهج ومن ذلك التنازل.
ولأهمية هذه القضية سأقف معها بضع دقائق، رأينا عددا من الدعاة لا نشك في إخلاصهم ولا في صدقهم ولا في حماسهم ولا في غيرتهم في أنحاء العالم الإسلامي، وحرصا منهم على تحقق النتائج وعلى ظهور دين الله، وعندما استبطئوا النصر، وعندما استبطئوا تحقق هذه النتائج بدئوا يقدمون التنازلات تلو التنازلات ويتصورن أن هذا من المنهج الذي قد طولبوا به.
فرأينا مثلا من يميع قضية العقيدة، ويقول: لو أنني طرحت عقيدة أهل السنة والجماعة فقد يتفرق الأتباع، فحرصا على وحدة الأتباع تميع قضية العقيدة.
نعم والواحدة مطلوب شرعي ولكن على أسس شرعية.
فتجد أن لديهم حساسية مفرطة أو موانع من طرح قضية عقيدة أهل السنة والجماعة، وأذكر لكم مثالين:
المثل الأول أو القصة الأولى:
يحدثنا بها منذ أيام أحد الأخوة ممن نحسبه والله حسيبه حريصا بل ومتخصصا في العقيدة، يقول أنه جاءه شاب من الشباب يسأله: قال يا شيخ هل العقيدة مهمة؟
فيقول ذهلت من السؤال، هل العقيدة مهمة، ماذا يبقى إذا لم تكن العقيدة مهمة.
فيقول الشاب أنه يرى من لا يهتم بالعقيدة ممن يوجهنا ويدعونا، وآخر ما يفكرون فيه هو موضوع العقيدة، ومنهج أهل السنة والجماعة، وأراكم أنتم تركزون على العقيدة وعلى منهج أهل السنة والجماعة.
المثل الثاني:
وهو عندما قامت دولة الرافضة، سارع كثير من الدعاة -هداهم الله- في أنحاء العالم الإسلامي إلى تأييدها وأنها دولة إسلامية، فجاء بعض المخلصين الصادقين من الدعاة وقالوا لهم اتقوا الله.
وأذكر ن أحد الأحباب ناقش رجلا من هؤلاء وقال له:
يا أخي كيف تؤيدون هذه الدولة الرافضية ؟
قال: دولة رفعت الإسلام علينا أن نؤيدها وهذه أسقطت الشاه، وبدا يعدد مزاياها.
فقال له الأخ: هذه دولة رافضية وتعرف منهج الرافضة وأصول الرافضة.
قال: يا أخي اتركنا من العقيدة الآن.
إذا إذ تركنا العقيدة الآن فمتى تكون؟
الدخول في البرلمانات، ولا أريد التفصيل فيها ولكن أقول إذا كان الدخول في البرلمان يقتضي التنازل عن المنهج، يقتضي إقرار الظالمين على ظلمهم والاعتراف بحكم الجاهلية فلا يجوز أبدا.
إذا كانت المسألة تقبل المسومة في دين الله فهذا لا يجوز أبدا.

أحبتي في الله، مصلحة الدعوة حمّلت أكثر مما تحتمل.
سورة الكهف أرجعوا إلى تفسيرها، وكما ذكر العلماء في سبب النزول أن كبار المشركين جاءوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالوا نحن نريد أن نستمع منك ونجلس معك، لكن لنا شرط واحد، ما هو شرطكم؟ قالوا: شرطنا أن إذا جئنا إليك وجلسنا معك أن لا يجلس معنا هؤلاء الضعفاء أمثال صهيب وبلال وأمثالهم.
إذا مادام أن مصـلحة الدعوة تقتضي ذلك، فيا صهيب ويا بلال حرصا على الإسلام ودعوة هؤلاء إذا جاءوا قوموا. هذا في نظرة الذين يحمّلون مصلحة الدعوة أكثر مما تحتمل.
فبماذا تتنزل الآيات:
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً).
(وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ).
إذا القضية ليست قضية تنازلات، والذين يحتجون بصـلح الحديبة يستدلون به في غير موضعه، وهذا يحتاج إلى تفصيل وبيان.
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ).
فأوجه نصيحتي إلى هؤلاء الدعاة الذين يتصورون أن المطلوب منهم أن يحققوا بعض النصر ولو حساب دين الله وعقيدة المسلمين، ولو على حساب المنهج، أقول هذا خلل.

إذا نصل إلى أن حقيقة انتصار الداعية تتمثل في ما يلي:
1- سلامة المنهج، وهو المنهج الذي عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
يقول تعالى: ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
ويقول عليه الصلاة والسلام: (تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، فسلامة المنهج أو مقوم من مقومات انتصار الداعية.
2- التجرد لله جل وعلا والإخلاص.
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
3- الالتزام التام بالمنهج، وعدم الحيدة عنه.
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
ويقول (صلى الله عليه وسلم):
(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتب الله وسنتي).
4- الصدع بالحق.
وقفوا مع هذه المسألة، فمن علامات انتصار الداعية الصدع بالحق:
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ).
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً).
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
ولهذا أقول للأخوة كلمة احفظوها وهي:
إن الأصل في الدعوة العلنية، والسرية تؤخذ بقدرها زمانا ومكانا وموضعا، والذين يتصورون أن الأصل في الإسلام هو السرية، وأن الجهر وإعلان الدعوة مرحلة طارئة هم مخطئون وواهمون، فالصدع بالحق من علامات انتصار الداعية، بل ومن مقومات انتصار الداعية.
5- الثبات على الطريق والصبر علية وعدم اليأس.
(قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
(وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).


أخيرا وقفات مهمة قبل أن أودعكم:
الوقفة الأولى:
أنه لا يعني ما ذكرته عن مفهوم انتصار الداعية وحقيقة انتصار الداعية أن يتساهل الداعية في السعي لهداية الناس، ويقول مادمت ليس مطلوب مني ن يهتدي الناس أو أن تزول هذه المنكرات فيخمل ويكسل.
لا، فأنت مطالب أن تسعى إلى تغيير المنكرات، وأن تسعى إلى هداية الناس، وأن تبلغ رسالة الله بجد واجتهاد وحرص ودأب وعدم يأس.
ولكن النتيجة - وذلك ومن رحمة الله بنا وفضله علينا- أنه لم يربطها بالنتائج التي تتحقق، وإلا كم خسر من الدعاة.
من فضل الله علينا أنه يثيبنا على قدر عملنا لا على قدر عمل الناس، فلهذا إياكم أن يفهم أحد هذا المفهوم فيخمل ويتكاسل، بل ما ذكرت هذا الدرس وهذا المفهوم إلا من أجل أن نثبت على دين الله وأن نستمر في دعوة الناس استجابوا أم لم يستجيبوا، أقبلوا أو أدبروا رضوا أو غضبوا، هذا هو المطلوب منا:
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).

الوقفة الثانية:
أن بعض الدعاة قد يحدد لنفسه منهجا جيدا ويرسم أهدافا يسعى لتحقيقها وفق المنهج الشرعي، ولكن إذا لم تتحقق هذه الأهداف يميل إلى اليأس والسأم والتعب، ثم يترك الدعوة، وهذا خلل كما قلت فيجب أن ننتبه لذلك، وكم رأينا من الذين تركوا الدعوة بعد أن ساروا فيها زمنا طويلا لأنهم يأسوا.
يونس عليه السلام وهو نبي ورسول:
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
نعم، (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) أي مذنب، وبعد ذلك بعد أن نجاه الله ورجع إلى قومه:
(وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ).
فعاقب الله جل وعلا يونس عليه السلام وهو نبي رسول لأنه يأس من قومه ولم ينتظر إذن الله جل وعلا له فترك قومه بع أن حذرهم وأنذرهم فعاقبه الله جل وعلا بالإغراق وابتلاع الحوت له. ولولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه عقابا له إلى يوم يبعثون.
هذا وهو نبي رسول، فكيف بنا أيها الأحباب، الواحد منا يدعو سنتين أو أقل أو أكثر ثم يحيل نفسه على التقاعد، ويقول عجزت وتعبت.
كم أتمنى وأقولها بحسرة أن أجد عند بعض الدعاة صبر النملة ومحاولات النملة.
تيمورلنك عندما هُزم في معركة من المعارك وتفرق جيشه ذهب إلى أحد المغارات، وهو جالس بعد هزيمة نكراء وجد نملة تحاول الصعود ثم تسقط، وتحاول ثم تسقط حتى عادت الكرة عشرات المرات ثم نجحت، فقام وخرج وجمع جيشه وحرب حتى انتصر، فالحذر من اليأس والقنوط..

الوقفة الثالثة:
الداعية الصادق ماذا يريد؟ يريد النصر لدينه والنجاة لنفسه.
أما النجاة لنفسه فقد تضمن الله بها إن كان صادقا مخلصا في دعوته.
وأما النصر للدين فليس لك بل هو لله جل وعلا، ليس لنا:
(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ).
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
ولله في ذلك حكمة كما بينت قبل قليل، قد يكون في حكمة الله أن لا ينتصر هذا الداعية في حياته، وأن يكون انتصار منهجه بعد وفاته أعظم وأكبر.

الوقفة الرابعة والأخيرة:
أن من أعظم أنواع الانتصار هو الانتصار على النفس، الانتصار على شهوات النفس وعلى رغباتها، وعلى تخاذلها، بل إنه شرط ولازم من لوازم الانتصار الحقيقي، والذي لا ينتصر على نفسه لا يمكن أن ينتصر على غيره.
فإذا انتصرنا على شهواتنا وعلى رغباتنا وعلى وساوس الشيطان في صدورنا وانتصرنا على العقبات التي تقف أمامنا فثقوا بنصر الله:
(وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
أيها الأحباب:
هذا هو مفهوم انتصار الداعية، وهذه هي الحقيقة، فلذلك علينا أن نجد ونجتهد مهما حاول الظالمون ومهما حاول عداء الله لكبت هذا الدين:
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
محاولات الأعداء مستمرة، وهم مجتهدون ولا ييأسون ويحاولون ويكررون المحاولات وهم على باطل، ونحن على الحق ومع ذلك فمنا اليأس ومنا المستعجل، ومنا من قد يتنازل عن منهجه – وإن شاء الله لا يكون منا، ولكن أتكلم بالجملة-، والقليل القليل من يثبت على منهج الله، وعلى ما كان عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام، وهذا هو طريق النصر بل هذا هو النصر الحقيقي.
فيا أحبابنا ويا إخواننا تفاءلوا، الأعمى يقول لأبنه: يا بني كيف نحن من الليل؟
فإذا قال له: قد اسود الليل، قال: قد قرب الفجر:
اشتدي أزمة تنفرجي.............. قد آذن ليلك بالبلج
فصبرا أيها الأحباب، وثبات على المنهج وتواصيا بالحق وتواصيا بالصبر، وثقوا أن وعد الله لا يتخـلف أبدا.
هذا ما أوجه به نفسي أولا، وأوجه به إخوتي الكرام ثانيا، وأسأل الله جل وعلا أن يثبتني وإياكم على الحق، وأن يجعلنا من المنتصرين في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

……………………………………
أخي الحبيب – رعاك الله- لا نقصد من نشر هذه المادة القرأة فقط أو حفضها في جهاز الحاسب، بل نأمل منك تفاعلا أكثر من خلال:

- نشر هذه المادة في مواقع أخرى على الشبكة.
- مراجعتها ومن ثم طباعتها وتغليفها بطريقة جذابة كهدية للأحباب والأصحاب.
- الأستاذان من الشيخ لتبني طباعتها ككتيب يكون صدقة جارية لك إلى قيام الساعة.
- إبلاغنا عن الأخطاء الإملائية.
أمواااج
أمواااج
هذا الكتاب هو : فـــن الالقــاء الرائع و على كل شخص تربوي أن يتمعن فيه فالخطابة و الالقاء أمر لا غنى لنا عنه ويحتوي هذا الكتاب على عدة أبواب منها :- الباب الأول :- تعريف الخطابة . مفهوم الخطابة . فوائد الخطابة . الخطابة في الإسلام . مواصفات الخطيب المتميز . ترابط الخطبة . الباب الثاني :-التخطيط ... الحضور . الأهداف . أنواع الخطب . التوقيت . الباب الثالث :- إعداد المكان . وسائل الإيضاح . الالقاء غير المباشر وعبر الحدود . التدرب يتبع
هذا الكتاب هو : فـــن الالقــاء الرائع و على كل شخص تربوي أن يتمعن فيه فالخطابة و الالقاء...
جوزيت خيرا اختاااااااااااااه
sultan2
sultan2
مشكوررررر على هذ المجهود ممكن أطلب طلب صغير أريد أتعملون وطلة للكتاب لا تحزن عشان ننزل الكتاب عشان يستفيد الاخرون
حـ * ـلم
حـ * ـلم
ترسل مشاركةً عن كتاب و قد قرأته مع ذكر نبذة موجزةً عنه ، لا سيما الأخوات الكريمات ممن لديهم إشتراك في ( ثمرات المطابع ) اسم الكتاب : السياسة الامريكية في منطقة الخليج العربي تأليف د. منى سحيم حمد آل ثاني الناشر : المركز الأكاديمي للدراسات الإستراتيجية فقرة من الكتاب : " إن السياسة الأمريكية في الخليج قد حرصت على الأنظمة الوراثية في الخليج العربي بعيدا عن التأثيرات العربية ، خوفا من أن يؤدي تغيير الأنظمة إلى التأثير على إمدادات النفط للغرب ونبذ السياسات الغربية ، لاسيما بعد التجربتين المريرتين للولايات المتحدة الأمريكية في مصر 1952م ، والعراق 1958م ، ثم إيران في أواخر السبعينات ، والواقع أن السياسة الأمريكية في الخليج قد دخلت منذ أواخر الثمانينات مرحلة الهيمنة المطلقة واستمرت تلك الهيمنة حتى الوقت الراهن " -------------------------------------------------------------------------------- اسم الكتاب : لا تحزن المؤلف : الدكتور عائض القرني الكتاب يتكلم عن كل ما يمكن ان يتعرض له الانسان في حياته من احزان وكيف ان الدين الاسلامي الرائع قد عالجها جميعا وكيف ان المؤمن يستطيع ان يتغلب على اي صعاب يمر بها ويوكل امره لله وحده ويسلم امره له ....وكل ما ياتي منه هو خير ...ان كان يفرحه ...او يحزنه ...يصبر ويرضى ويشكر ...ليفوز بسعادتي الدنيا والاخرة الكتاب يرفع كثيرا من الايمانيات .....ويدفع من توقفت به عجلة الحياة وركن الى الحزن والياس في الكتاب قصص واقعية يرويها الشيخ الفاضل وبعضها مما وقع معه هو نفسه اسلوب الكتاب سلس ..رائع ...سهل ...يشد القارئ فلا يستطيع ان يتركه الا لضرورة ورغم ان عدد صفحاته تتعدى الخمسمئة صفحة الا انه ممتع لا يضجر قارئه ابدا الكتاب متوفر بكل مكتبات السعودية وسعره معقول جدا مقارنة بطباعته الفاخرة انقل لكم احدى فقرات الكتاب : تحت عنوان ....ما مضى فات تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع. القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال : { تلك امة قد خلت } انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التا ريخ. إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه. إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة. _____________________ البحث عن الحقيقة الكبرى ذاك كان اسم كتاب رائع قراته ولا زلت اقرؤه ...مؤلفه المهندس عصام قصاب قد تظنون ان الكتاب علمي أو هندسي أو ما الى ذلك .. ارجوكم لا تتفاجئوا ان قلت لكم ان الكتاب (ايماني ) فما الذي دعا مهندس ليهجر المعمل ويلجأ للقلم !! هو سؤال طرحه المهندس عصام في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه ... يقول المؤلف : ( لا بد من سبب وجيه .. ضغط العمل ؟ ممكن ؟؟ لكن الهجرة تكون فقط خلال الاجازات..اما ان يقضي كل اوقات فراغه مع القلم ويغرق في بحر من كتب لا علاقة لمهنته بها فهنا يطرح السؤال نفسه بقوة ... ما القصة ؟ لماذا ؟ ما وراء ذلك؟.....) ولو علمنا ان المؤلف قد مر بتجربة قاسية وامتحان صعب اثناء دراسته باحدى الدول الملحدة ... وانه خاض نقاشا حادا عن وجود الله مع بعض الذي حملوا لواء الالحاد ظنا منهم انهم يجارون افكار العصر والحداثة ... وانه خرج من النقاش (خاسرا ) يلملم شتاته ... وانه رغم خسارته التي عزاها لاسباب منها اميته في مثل هذه المواضيع وضعف ثقافته الدينية .... الا انه وعدهم والزم نفسه ان يثبت للجميع ان الله هو الخالق وهو الرب وانه لا كون من دون الله ... وان هذا ما يجب ان تكون عليه الفطرة السليمة فكان ان اخرج لنا هذا الكتاب المبدع الذي لم يترك أي نظرية تنافي وجود (الله الواحد الفرد الصمد ) الا وناقشها بهدوء وبعقل ومنطق دون ان يتعرض باساءة لاي احد ناقش الشرائع والمعتقدات باسلوب سهل لكنه عميق الدلالة مع الرجوع للمصادر والمراجع ...ناقش الانسان ... خاطب عقله ... سواء اكان مسلم أم مسيحي ام ملحد وضع كل النظريات والفرضيات التي يعتقد بها كثير من الناس ... وفندها باقوال اصحابها انفسهم أو من مثلهم من العلماء ومن الواقع الملموس ثم رد كل خلق الى الله البحث عن الحقيقة الكبرى ... هو كتاب موجه لكل ذي عقل من بني البشر دون تحديد ديانه معينة أو معتقد محدد وعلى غلافه تجد عباره ... اذا كنت مؤمنا بالنشأة.. اذا كنت ملحدا بالتقليد.. اذا كنت مترددا بين الكفر والايمان.. ... فاقرا هذ البحث فان قرأه المسلم فانا على يقين من انه سيزداد ايمانا ... وان قرأه غير المسلم لربما سيجد طريقه الى الاسلام والايمان العميق بالله الواحد ...لكن بشرط ان يحكم عقله ويترك كل معتقداته وما تعلمه في بيته ... مدرسته .. دينه .. وينسى كرهه للاسلام ...وحقده على الدين ... وتعلقه بالنظريات (كالداروينية) وما شابه .. وهو كتاب مهم لكل داعية .....فسوى انه يقوي الايمان ... ففيه من الحجج والمعلومات المفيدة والمهمة لكل داعية وخاصة من كان في بداية طريقه اخيرا ..... لنحمد الله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه ان خلقنا مسلمين موحدين لم تعبث بنا الفرضيات والنظريات التي وضعها البشر استخفافا بعقول الناس .... وتمجيدا لانفسهم .... ولم نكن على غير ديانه كتبها محرفة ومعتنقوها لا يجدون رابطا بين العلم والدين ...بل العكس هو الحرب الخفية والزيف المستمر ... انصحكم بقراءة الكتاب فهو بحق كتاب رائع _________________________ من أجمل ماوقعت عيناي عليه ماخرج مؤخراً ، وهو كتاب ( بلوغ المرام في أحاديث الأحكام ) والجديد فيما أقول أن عليه تعليقات سماحة الإمام ابن باز رحمه الله حين كان يراجع ويدرس ويدرّس هذا الكتاب. والتعليقات في سنوات متفاوتة بلغت عقوداً من الزمن! ومعلوم شدة محبة الشيخ رحمه الله لهذا الكتاب ، وهو من أوائل محفوظاته، غفر الله له. الكتاب من إصدار دار الإمتياز وصاحبها إبنه الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن باز. وقد اعتنى بهذه التعليقات حتى تخرج بثوب قشيب تلميذ الشيخ النجيب العالم الشيخ عبدالعزيز بن قاسم القاضي بمحكمة الرياض الكبرى... والكتاب لمن لايعرف عنه، يعتبر من أشهر الكتب التي اعتنت بسرد الأحاديث التي يعتبر حوالي 90% منها صحيح في الأحكام الشرعية التطبيقية، من الطهارة مروراً بكل الأبواب الفقهية، وختمها الحافظ ابن حجر العسقلاني مؤلف الكتاب ببابٍ جامع في الآداب والأخلاق الإسلامية، ضمّنه عشرات الأحاديث. فالكتاب لايوجد به إلا أحاديث فقط... ___________ من أروع الكتب القيمة الصادرة حديثاً , وقد إشتريته من معرض القاهرة للكتاب , كتاب بعنوان (( القبورية في اليمن )) وهو رسالة ماجستير أعدها الباحث في جامعة صنعاء , وقد تطرق لنشأة القبورية في الإسلام , بل وحتى ما قبل الإسلام , وبين أن أصل القبورية نشأ عن طريق الرافضة , وأن هناك علاقة وطيدة بين الرافضة والصوفية في ترسيخ القبورية بين المسلمين ,,, وتطرق إلى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودورها في محاربة القبورية والقضاء عليها في الجزيرة العربية ,,, ثم عرض الاسباب لانشار القبورية بين المسلمين والدواعي لها ,,, ثم ختم بذكر الحلول والوسائل التي تحارب بها هذه البدع والشركيات .... الكتاب بحق من أفضل ما مر علي , وقد نفدت النسخ في المعرض بسرعة . ________________ اسم الكتاب: بين الإنذار المبكر والمفاجأة .. بلورة التقدير الاستخباري في إسرائيل المؤلف: شلومو غازيت عدد الصفحات : 62 الطبعة: الأولى 2003 الناشر: مركز يافا للدراسات الإستراتيجية – جامعة تل أبيب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ استعراض للكتاب ـ : عرض/ نزار رمضان يستعرض هذا الكتاب ومن خلال خمسة فصول قصة الإخفاق في التقديرات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تصدر عن جهازي الاستخبارات العسكرية الداخلي (أمان) والخارجي (الموساد). تعود أهمية هذا الكتاب إلى أنه من إعداد رجل أمني وعسكري ويحمل رتبة عالية في الجيش الإسرائيلي (لواء) يكشف أسرارا لم تفصح عنها إسرائيل من قبل تتعلق بإخفاقات متعددة لأهم جهاز في أجهزتها الأمنية ألا وهو جهاز الاستخبارات العسكرية بفرعيه الداخلي والذي يطلق عليه "أمان" والخارجي المسمى "الموساد". ولأن الاعتماد الأبرز في السياسات الإعلامية الإسرائيلية يكون دوما على فلسفة الحرب النفسية واستخدامها في المواجهة وخاصة ضد العرب المسلمين، يرى القارئ ولأول مرة اعترافا إسرائيليا جزئيا من رجل استخباراتي عسكري عمل في المؤسسة العسكرية قرابة الأربعين عاما يفند الخلل والأخطاء المتراكمة داخل ردهات هذه المؤسسة الاستخباراتية منذ عام 1973 حيث الإخفاق الأكبر المتمثل في هزيمة حرب أكتوبر/ تشرين الأول والتي كانت تمثل المفاجأة الكبرى وغير المتوقعة لإسرائيل. كما تبرز أهمية هذا الكتاب من كونه صادرا عن أبرز مركز دراسات إستراتيجية في إسرائيل "مركز يافا"، هذا المركز الذي تشرف عليه لجنة من العسكريين والسياسيين والأكاديميين، حيث يحفل بدعم خاص ومباشر من الحكومة ورئيس وزرائها وله ميزانيته الخاصة والكبرى التي تتيح له العمل بكل أريحية ودون عقبات. لذلك فإن ما يصدر عن هذا المركز من دراسات هامة تؤخذ بعين الاعتبار من قبل حكومة إسرائيل وكذلك رؤساء أجهزتها الأمنية. حرب أكتوبر والمباغتة العظمى يبدأ الباحث دراسته انطلاقا من الإخفاق الأكبر الذي تعرضت له إسرائيل بسبب التقديرات الاستخبارية الفاشلة وغير الدقيقة في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وتبني استنتاجات لجنة "يدين" التي شكلت للتحقيق في الهزيمة والمباغتة والتي طالبت بدورها بتعيين مستشار للاستخبارات بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي. يرى شلومو غازيت أنه منذ حرب أكتوبر/ تشرين الأول التي يطلقون عليها "يوم الغفران" تبحث أسرة الاستخبارات وقادة إسرائيل وشعبه أيضا عن العلاج السحري الذي يحبط خطر الخطأ في التقدير الاستخباري بشكل عام وفي عدم إعطاء إنذار مبكر من مغبة هجوم عسكري بشكل خاص، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى تعددية في العمل الاستخباري وتبادل معلومات وتوسيع بناء قدرة البحث والتقدير الاستخباري سواء في وزارة الخارجية أو في الموساد. وبالنسبة للتوصية بتعيين مستشار للاستخبارات فإن إسحق رابين عين واحدا عام 1974، ولكنه يؤكد أنه منذ عام 1978 لا يوجد من يتبوأ هذا المنصب، مؤكدا أن الاثنين اللذين تم تعيينهما ما بين عامي 1974 و1977 لم يحاولا تشكيل جهة تفحص التقديرات الاستخبارية.. ولهذا حاول أيضا وعقب حرب أكتوبر وزير الخارجية الإسرائيلي حينئذ يغئال آلون تعزيز قسم البحث في وزارته وجعله جهة مركزية ورائدة في عمله، لكنه أخفق في ذلك وخاصة بعد تسلم موشيه ديان عام 1977 منصب وزير الخارجية. ولهذا يرى شلومو غازيت في كتابه الهام "الإنذار المبكر والمفاجأة" أن الإخفاق الاستخباراتي بقي يلاحق كل المسؤولين بسبب إخفاقاتهم وقدراتهم الإدارية، مؤكدا أن حالة انعدام المتابعة والرقابة هي التي أدت إلى هذا الإخفاق المتواصل، إضافة إلى العفوية وعدم إصدار التقديرات الاستخباراتية الدقيقة المبنية على المعلومة الصحيحة وليس على الحدس والتنجيم. الاستخبارات تفاجأت بالانتفاضة الأولى يقول غازيت إنه في عام 1988 وعلى خلفية المفاجأة لاندلاع الانتفاضة الأولى، انكشف قصور استخباري جديد سببه غياب جهة استخبارية تحقق وتقدر في الميول السياسية والميدانية في أوساط الفلسطينيين بشكل عام وفي أوساط الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بشكل خاص، وقد ألقيت المسؤولية في ذلك على جهاز الأمن العام (الشاباك). هذه المفاجأة -الانتفاضة- أثارت انطلاقتها حفيظة العسكريين والسياسيين، وبدأ العديد من النواب في الكنيست الإسرائيلي يطالبون بكل وضوح بضرورة وجود طواقم متابعة للأمن القومي. ويشير غازيت بذلك إلى النائب بني بيغن الذي بادر إلى تشريع في الكنيست يلزم رئيس الوزراء بأن يقيم إلى جانبه طاقما لمواضيع الأمن القومي. وكان من بين الذين استجابوا لهذا الطلب رئيس الوزراء الأسبق إسحق شامير الذي ألف طاقما أمنيا استخباريا في ديوانه، لكن لم يستمر طويلا، حيث أسس عام 1998 مجلس الأمن القومي مستشارا استخباريا كمنصب مستقل إلى جانب رئيس الوزراء أو كجزء من المجلس. تطور الانتفاضة وفعالياتها وانتقالها من غزة إلى الضفة الغربية أكد بالضرورة أن جهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي كان في سبات عميق كما يقول غازيت، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي هو نفسه الذي حصل في حرب أكتوبر والمتمثل في هوجائية التقديرات الاستخبارية. الموساد والإخفاق الخارجي وتتجلى قصة الإخفاق الاستخباراتي في الممارسة الفاشلة لجهاز الموساد الذي أشرف على العديد من العمليات الأمنية العسكرية الخارجية حيث يعرضها على النحو الآتي: - عام 81/1982 قبل الهجوم على لبنان والذي أطلق عليه "حرب سلامة الجليل" حاولت شعبة الاستخبارات دون نجاح منع تورط إسرائيل مع المسيحيين المارونيين في لبنان، وبهذا الشأن كما يقول غازيت لم تحظ بإسناد من محافل البحث في الموساد وفي وزارة الخارجية. - لم تتوقع الاستخبارات الثورة في لبنان خلال عام 1982. - أخفق الموساد والدوائر السياسية بإسرائيل في التوصل إلى أن المجلس الوطني الفلسطيني سيتبنى سياسة جديدة لحل النزاع سياسيا مع إسرائيل. - حسب غازيت فإن الاستخبارات والموساد فوجئوا بسقوط سور برلين وانهيار النظام السوفياتي وانحلال الاتحاد السوفياتي أيضا. - أخطأ التقدير الاستخباري في التحقق من وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 وافتراضه أن بغداد ستحتاج إلى فترة طويلة من الانتعاش وإعادة التنظيم بعد ثمانية أعوام من الحرب المنهكة، مشيرا إلى أن احتلال العراق للكويت في أغسطس/ آب 1990 لطم هذا التقدير المتفائل على وجهه, ولهذا كان احتلال الكويت مفاجئا. - تعرض إسرائيل لصواريخ سكود عام 1991 وعدم الرد العسكري، وعدم انطلاق تقديرات استخبارية حول الأمر، أدى إلى بروز أزمة في العلاقات مع واشنطن. - الاستخبارات لم تكن شريكة سر في مفاوضات أوسلو. - عام 1996 أخطأت الاستخبارات في تقديرها حول حركة القوات السورية في هضبة الجولان. - التفاجؤ بأحداث النفق في المسجد الأقصى في سبتمبر/ أيلول 1996. - أخطأت الاستخبارات في تقديراتها المتشائمة بشأن الرد العسكري المتوقع لحزب الله في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في مايو/ أيار 2000. - أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة كانت مفاجأة أيضا لإسرائيل. - فشل عملية اغتيال خالد مشعل، وبعض العمليات في أوروبا. أسباب الإخفاق وأساليب الحل ويرى غازيت أن هناك ثلاث مشاكل تنشأ وتؤدي إلى الفشل الاستخباراتي تتمثل في تدفق المادة الخام غير الدقيقة إلى القادة، إضافة إلى توزيع المادة الاستخبارية على محافل البحث وبعثرة معلوماتها وعدم الخروج بتقدير جيد، هذا بالإضافة إلى الترهل الإداري الذي يلعب دورا هاما في عملية الإخفاق. ويؤكد أن عملية الإخفاق هذه انعكست سلبا على واقع إسرائيل كدولة وعلى علاقاتها الخارجية وسياساتها مع دول العالم, ولهذا فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة التي ينبغي عليها إعادة النظر في العديد من سياساتها الأمنية والعسكرية والسياسية أيضا. ويشير غازيت إلى أن سلسلة الخطوات التي اتخذت على مدى السنين في شعبة الاستخبارات (أمان) ووحدة المهمات الخاصة (الموساد) في جهاز الأمن العام (الشاباك) وكذلك في وزارة الخارجية، رمت أولا وقبل كل شيء إلى إلغاء الاحتكار الذي كان لشعبة الاستخبارات في الماضي. غير أنه في الواقع هناك احتمال صغير -وفي حالات شاذة فقط- لأن تظهر تقديرات متضاربة وينشأ جدال ومواجهة بين التقديرات. وكنتيجة لذلك قلت ثقة وإيمان القادة بالأساس الاستخباري الذي أقاموا عليه قراراتهم هناك. كما يبين جوانب الخلل فيقول إن "القائد الذي يحصل بالتوازي على تقديرين وربما ثلاثة تقديرات متشابهة أو متماثلة سيجد صعوبة كبيرة في أن يشك بصحة هذه التقديرات.. من أين سيأتي بالجرأة كي يقول: كلكم مخطئون. وهناك بالطبع أيضا خطر آخر: إذا ما وصلت إلى يد القائد تقديرات مختلفة ومتضاربة، فستكون في يده الإمكانية للاختيار والاستناد إلى التقدير الأقرب إلى آرائه ومفاهيمه. وينهي غازيت دراسته بالقول إن "التقديرات الاستخبارية التي تقع أسيرة للترهل الذهني ستفضي إلى خلل وانعكاسات خطيرة على أصحابها وعلى الدولة في نفس الوقت". ______________ 1001 طريقة لأخذ المبادرات في العمل المؤلف: بوب نيلسون دار النشر: مكتبة جرير الـسـعر: 25ريال حـجم الكتاب: 14*20 عدد الصفحات: 231 السنة والطبعة: الأولى - الطبعة الاولى بغض النظر عن الظروف المحيطة بك ، فما زال بإمكانك أن تؤثر فيها ، ففي كل يوم يمر عليك تتاح لك الفرصة للتفوق والتميز فيمكنك أن تتقدم باقتراح وجيه لتحسين منتجات شركتك،أو تحسين الخدمة التي تقدمها الشركة للعملاء.ويمكنك أن تدل الشركة على طريقة مميزة لتوفير المصروفات أو تتقدم بفكرة منتج أو خدمة جديدة مبتكرة. الأمر كله يتلخص في كلمة "مبادرة"، أي القدرة على إنجاز شيء في العمل بدون الانتظار حتى يخبرك رئيسك عن هذا الشيء أو عن كيفية إنجازه. هذا الكتاب مصمم لكي يلهمك ويرشدك في رحلتك ن ففي هذا الكتاب ستجد أمثلة من الحياة الواقعية تبين كيف قام أشخاص مثلك بمبادرات جريئة أثرت في حياتهم. وستجد أيضا النصائح والأدوات العملية التي تساعدك على تحسين نفسك ومكان عملك. هذا هو الكتاب الثالث ضمن سلسلة"1001طريقة"، وفيه يركز المؤلف على أن جميع الموظفين –وليس المديرين فقط- يمكنهم أن يتركوا بصمة واضحة ودائمة في مكان عملهم. وكما يظهر بصورة جلية في هذا الكتاب ، فإنك تستطيع أن تتعرف على الأشياء التي يحتاجها العمل ثن تتخذ المبادرة وتبدأ في تقديم حلول أو مقترحات لتحقيقها، وفي معظم الأحوال لن يكون مديرك فقط مسروراً منك لأنك اتخذت المبادرة لفعل شيء لم يخبرك هو به،وإنما ستجد أن عملاءك يقدرون ذلك. تجده في المكتبات الكبرى __________________________ ثمانون عاماً بحثاً عن مخرج المؤلف: الشهيد صلاح حسن دار النشر: دار ألأرقم الـسـعر: 18 ريال حـجم الكتاب: 14*20 عدد الصفحات: 296 السنة والطبعة: 1421هـ - الطبعة الثانية رواية رمزية هادفة تتحدث عن واقع الصراع بين الأمة الإسلامية واليهود في تسلسل قصصي أخاذ. فأنت لا تقرأ القصة ولكنك تعيشها بكل جوارحك وتمارس فيها دورك ! كتبها رجل كتب الله له الشهادة على ضفاف نهر الأردن – نحسبه والله حسيبه- فجاءت الرواية حية صادقة ومن أصدق ممن بذل نفسه في سبيل الله. لقد كان رحمه الله يعتقد أن اليهود هم وراء إفساد أجيالنا.. هم الذين خططوا لهذا الهجوم التربوي والعقائدي والثقافي والفكري على عالمنا الإسلامي لكي يجردوا أمتنا من أقوى حصانات الثبات والدفاع.. من عقيدتها وفكرها ومن استعدادها النفسي للتضحية والبذل الغالي .. تمهيداً للغزو العسكري والسيطرة السياسية والاقتصادية من بعد. اقتناعه الحقيقي بهذه الحقيقة كان من أقوى الدوافع على كتابة هذه القصة. واقتناعه اليقيني بهذه الحقيقة دفعه إلى حمل السلاح ضد العدو اليهودي. تجده في المكتبات الكبرى كتاب رررائع حقاً يستحق أن يُطلع عليه وهو من الروايات التى تركت أثر طيب في ذاكرة كل من قرائه تبيعه دار المغني في البديعة وممكن تتصل على الموزع الجريسي 4022564 أو الدار 4627776 لكن أفضل طبعه هي طبعة الأرقم ب18ريال فقط يوزعها الجريسي وأزيدكم أن ناشر هذه الرواية قد أخرجت بعدها عدة روايات أروع منها خذ على سبيل المثال روايات داود العبيدي رحمه الله (حديث الشيخ+فتاة الجزيرة + جبل التوبة +القرار +شهرزاد + قصة الرجال الثلاثة +قادم من وراء السنين + القافلة ) وقصة إصلاح لعزيزة الابراشي وممكن طلبها من الموزع الجريسي في جميع مدن المملكة ودول الخليج وشكراً لكم أحبتي أنصح جميع محبي القراءة أقتناء هذا الكتاب القيم رحمة الله على المؤلف وذلك لمعرفة حقد اليهود ودنائتهم أسال الله التوفيق للمؤلف وللجميع _____________________________ تفسير القرآن الكريم – سورة الكهف المؤلف: الشيخ محمد بن صالح العثيمين دار النشر: دار ابن الجوزي الـسـعر: 12 ريال حـجم الكتاب: 17*24 عدد الصفحات: 158 السنة والطبعة: 1423 - الطبعة الاولى تفسير وافي لسورة الكهف لفضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – بأسلوبه المميز بسهولة العبارة، ووضوح المعنى، واعتمادهـ على طريقة السؤال والجواب من عدة أوجه بطريقة تجذب الانتباهـ وتقوي الاستيعاب، إضافة إلى اعتمادهـ على تجزئ الآية وشرح ما بها من مفردات لغوية، وعرض ما بها من أساليب بلاغية، كما يتميز بتركيزهـ على المعنى الذي يفهمه عامة الناس ويستفيد منه طلبة العلم. وقد سبق وأن صدر للشيخ تفسير سورتي الفاتحة والبقرة في ثلاثة أجزاء تجده في المكتبات الكبرى ____________آخر ما أنزل من تفسير العلامة الشيخ بن عثيمين رحمه الله هو تفسيره لسورة يس وهو تفسير مطول عكس تفسيره لسورة الكهف وقيمة هذا الجزء 18 ريالا ، وبهذا يكون مجموع من أنزل للشيخ التالي : سورة البقرة كاملا وسورة الكهف وسورة يس وجزء عم ، والبقية سوف تنزل تباعا وللمعلومية فإن الشيخ عليه من الله الرحمة لم يفسر القرآن كاملا للأسف . لو تعلم أيها الفاضل أي سعادة أحسست بها و أن أرى أمامي كتاب الشيخ ابن عثيمين بهذه الصورة الرائعة وهذا البرنامج المميز !! يعلم الله أنني دعوت لك كثيراً و من واجبي أن اخبرك بهذا فأنت لا تعلم ما ترتب على وضعك للرابط هنا من خير عظيم ، و الآن هذا البرنامج الذي كنت ابحث عنه يزين جهازي بفضل الله ثم بجهدك الطيب . أما ماتبحث عنه من فوائد قصة الخضر و موسى عليه السلام فأحب ان أفيدك بأنك ستجد فوائدها في كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ... للشيخ عبدالرحمن السعدي ، و إن كنت لا تملك هذا الكتاب فيسعدني أن اكتب لك الفوائد و هي ثمانية عشر فائدة إن لم تخني الذاكرة . وكم أتمنى أن نناقش في هذا الموضوع فوائد هذه السورة العظيمة . عينة من تفسير الشيخ ابن سعدي رحمه الله .. و هو استاذ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) الكهف/17. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : حفظهم الله من الشمس فيسّر لهم غاراً إذا طلعت الشمس تميل عنه يميناً وعند غروبها تميل عنه شمالاً فلا ينالهم حرّها فتفسد أبدانهم بها . ( وهم في فجوة منه ) أي من الكهف أي مكان متسع ، وذلك ليطرقهم الهواء والنسيم ، ويزول عنهم الوخم والتأذي بالمكان الضيّق ، خصوصاً مع طول المكث ، وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته بهم ، وإجابة دعائهم وهدايتهم حتى في هذه الأمور ، ولهذا قال : ( من يهد الله فهو المهتد ) أي لا سبيل إلى نيل الهداية إلا من الله فهو الهادي المرشد لمصالح الدارين . ( ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) أي لا تجد من يتولاه ويدبّره على ما فيه صلاحه ولا يرشده إلى الخير ولفلاح لأن الله قد حكم عليه الضلال ولا راد لحكمه انظر تفسير الكريم الرحمن ص/472. ___________________________________________ هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس المؤلف: الدكتور ماجد عرسان الكيلاني دار النشر: الدار السعودية للنشر الـسـعر: 22ريال حـجم الكتاب: 17*24 عدد الصفحات: 324 السنة والطبعة: 1405 - الطبعة الاولى حين تناقش التحديات والأخطار التي تواجه المسلمين اليوم، كثيراً ما يستشهد الباحثون والدعاة والمفكرون بانتصارات صلاح الدين ليدللوا على أهمية الروح الإسلامية في مواجهة هذه التحديات والأخطار..وهذا يقود إلى الاستنتاج أن ما تحتاجه الأمة في معاركها مع التخلف من داخل و القوى الطامعة من خارج هو قائد مسلم يستلهم روح الجهاد ويعبئ الصفوف ويعلن المعركة. وهذا فهم له خطورته لأسباب عديدة، أهمها أنه يصطدم بالقوانين القرآنية التي تقرر أن التغيير لا يحدث إلا إذا سبقه تغيير جماعي. كما أنه يصرف الأنظار بعيداً عن الأمراض الحقيقية التي تنخر في جسم الأمة من داخل فتفرز فيها القابلية للتخلف والهزيمة..إلى جانب أن هذا الفهم يفرز صورة خاطئة قاتلة لدور كل من القادة والأمة في تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات. إن البحث في تفاصيل التغيير الحقيقي الذي حدث في تلك الفترة،حيث انتقلت الأمة من حالة الاسترخاء والتبلد السلبي إلى المواجهة الإيجابية تستدعي الإجابة على العديد من الأسئلة ،منها: - ما هي المفاهيم والتطورات السلبية التي كانت تسود الأمة ؟ - ما هو التغيير الذي حدث خلال نصف القرن الذي مر بين مذابح المسلمين في الرها وأنطاكية وساحات الأقصى،وبين ظهور نور الدين وصلاح الدين وانتصاراتهما في حطين وأمثالها واسترجاع القدس؟ إن وقوفنا على تفاصيل هذا التغيير ومظاهره ومراحله التي جرت في المجتمع الإسلامي سواء في المرحلة التي مهدت للغزو الصليبي آنذاك،أو المرحلة التي هيأت الأمة لدفع هذا الغزو يقدم لنا الدرس المفيد في محتنا التي نواجه إزاء عوامل الضعف التي تعمل في كياننا من داخل،والأخطار التي تهددنا من خارج!!... تجده في المكتبات الكبرى
ترسل مشاركةً عن كتاب و قد قرأته مع ذكر نبذة موجزةً عنه ، لا سيما الأخوات الكريمات ممن لديهم...