بسكوته شوكولا
جزاكِ الله خيراً كثيراً
كريستال_2005
كريستال_2005
السلام عليكم

اختي زملكاوية

ياريت لو تعرفين لماذا لم تعرض الحلقة الجديدة اليوم من البرنامج أن تخبريني

لأنه الآن تم اعادة حلقة اسم الله (الودود)
زملكاويه
زملكاويه
سلسة الاخلاق

الحجاب
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. عندما تحدثنا عن الحياء كان أفضل وأشد أنواع الحياء ، الحياء مع الله . وأول تطبيق من تطبيقات الحياء عند المرأة ، وأهم ما في حياء المرأة : " الحجاب". وفي الحقيقة سأبدأ بحياء المرأة لأن استقامة المجتمع مرتبط باستحياء نسائنا ، ولا اقصد التطاول على الفتيات والأخوات ، ما عدا لله . ولكني أبدأ وأركز على حياء المرأة لأنه الأهم. فأعداء الدين عندما يريدون التخريب، يحاولون خلع حياء المرأة لأن ذلك يسهل تضييع الشباب. و إن قلنا أن الحياء في حق الرجل فريضة، فهو في حق المرأة فرائض وواجبات شديدة. فطبيعة المرأة أقرب للحياء، وأسهل عليها. وأعظم حياء المرأة أن تغطي جسدها. لو سألتكِ سؤالا: لو تمتلكين شيء غال هل ستحافظين عليه أم لا ؟ لولديك لؤلؤة أو كنز ستحتفظين به في مكان أمين أم لا ؟ وكلما زادت قيمته هل ستواريها عن أعين الناس، أم ستجعلينها أمام الجميع ؟ وما هو أغلى شيء تمتلكه المرأة ؟ أليس حياءها؟ ألا يستحق أن تحافظ عليه ؟ ألا ترون أن اللؤلؤة تحفظها المحارة دون أن تكون بديعة الشكل؟ ولكنها لازمة وضرورية لحفظ اللؤلؤة، وكذلك الحجاب لا غنى عنه للحفاظ عليك. هنا يطرح سؤال لطيف: لماذا فرض الحجاب على المرأة ولم يفرض على الرجل ؟ هل من باب التضييق على المرأة ؟ أم ماذا ؟ مائة رجل لا يستطيعون أن يجعلوا امرأة واحدة تتعلق بهم ، مهما فعلوا ، ولكن امرأة واحدة تستطيع أن تجعل مائة رجل يتعلقون بها, لذلك كان الفرض على المرأة لأنها مصدر التأثير. ونلاحظ شيئا عجيبا، إن الأرض قبل الإسلام كانت تنظر نظرة ظالمة للمرأة، ففي عهد الرومان مثلا كانوا يرون أن قيمة المرأة في جمالها و جسدها. فمفهوم الجمال عند الرومان والأمم السابقة، مرتبط بجسد المرأة. و جاء الإسلام ليرتقي بهذه المشاعر وهذه المفاهيم، يرتقي بالإنسانية و يقول للبشرية: طهروا أذواقكم. يعلم الإسلام الرجل أن قيمة المرأة ليست في جسدها، ولكن في جمال مشاعرها و إحساسها: جمال الجوهر، ولا يتمتع بجمال الجسد إلا إنسان واحد هو " الزوج". إذن من الذي حافظ على المرأة واحترمها ومن الذي فعل غير ذلك ؟ وننتقل هنا لسؤال مهم تسأله معظم الفتيات: من الذي قال أن الحجاب فريضة؟


يقول الله تبارك وتعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن " والجلباب هو الثوب الذي يغطي الجسد . الكلام واضح و موجه لنساء المؤمنين بنص الآية . من يقول أن الأمر موجه لزوجات النبي فقط و تبع ذلك قواه سبحانه و تعالى:" ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين." أي أنه أولى بها أن ترتدي هذه الملابس حتي يعرف عنها أنها ملتزمة ومتدينة فلا يؤذيها أحد ، فهي تحترم في المجتمع ويراعيها أفراد المجتمع. (..)


كيف سيعلم الناس أن قلبك طاهر أو غير طاهر ؟ سيعلمون ذلك بالتزامك بالحجاب والزي الإسلامي. " ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين " يقول الله عز وجل: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" فأجمع العلماء على انه الوجه والكفين ، "وليضربن بخمورهن على جيبوهن" أرأيتم التفصيل والتدقيق ، المقصود بالخمار الحجاب الطويل الذي يغطي الجيب وهو الصدر وفتحة العنق "ولا يبدين زينتهن« أعادها مرتين لا تبدي مفاتن جسدك " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " (النور-31)هذه الآيات موجهة إلى من يقول أن آيات الحجاب غير واضحة في القرآن وإنها موجهة لنساء النبي، وقل " قل للمؤمنات"، وتختم الآية ب" توبوا إلى الله".ارتدي الحجاب يا أختي، قل لزوجتك ترتدي الحجاب لا تتركها، ولكن أعنها، ووفر لها المناخ المناسب، أقنعها لأنك محاسب عليها. يقول الله تبارك وتعالي " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي " (الأحزاب-33). نهي شديد، فإياك أن تتبرجي أي أن تظهر المرأة مفاتنها ومحاسنها, ففي الجاهلية الأولى كان التبرج ليس بلبس (الميني جيب ) أو الإسترتشات أو البوديهات لا, كانوا يلبسون ثيابا طويلة وفضفاضة ولكنهم كانوا يكشفون الرقبة وجزء من الشعر – هذا هو تبرج الجاهلية الأولى . مثله، مثل الحجاب الغير كامل الذي ترتديه بعض الفتيات الآن، لا أريد إغضابهن ولكن الأمر يتعلق بحيائك مع الله ، وكيف ستقفين أمامه يوم القيامة عندما يسألك عن الحجاب. ولا نريد أن يتذمرن ويخلعن هذا الحجاب الغير كامل، بل بالعكس نحن فرحين جدا بالخطوة التي اتخذنها للأمام, ولكننا نريد خطوات أخرى للأمام ليكتمل حجابك فيتغطي الشعر كله، وفتحة العنق والصدر حتى يتم حجابك و لا تكوني متبرجة تبرج الجاهلية الأولى.


عندما نزلت آية الحجاب، خرج الرجال يتلونها على زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وكل ذوي القرابة من عائلاتهم. أرأيتم حرص الرجل على كل من يعرفهم ، وأنت أيضا كن حريصا على توصيل كل ما تقرأه وتسمعه لأخواتك وبناتك وقريباتك ولكن بأرق الوسائل وأبسطها . يقول الصحابة فوالله ما منهن امرأة إلا وأخذت بعض ثيابها وشقته نصفين تصنع منه خمارا لرأسها وتستر به جسدها لشدة فقرهم. فما منهن امرأة إلا ووافت الرسول في الصلاة التالية وهي ترتدي حجابها.


أما الآن تقول للمرأة ارتدي الحجاب ، فتجيبك : إن شاء الله في فصل الشتاء لأني لا استطيع تبديل ملابس الصيف كلها وأنتم أعلم بالظروف الاقتصادية ، ويأتي الشتاء : في الحقيقة ملابس الشتاء أغلى فإن شاء الله الصيف القادم حتى أتمكن من تجميع كمية ملابس مناسبة للحجاب .


الصحابية لم تتحمل أن تظل كاشفة لشعرها بمجرد نزول آية الحجاب، وشقت ثوبها في حين أنها لا تملك إلا ثوبين مثلا. هذا هو فرق الإيمان و الحياء بيننا وبين الصحابة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير نسائكم الودود، الولود، المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات، المتخيلات"


المواسية: التي تأخذ زوجها باللين، والمتخيلات: التي تمشي في عجب وخيلاء. يقول النبي صلي الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار, لم أرهما بعد : قوم معهم أسياط كأذناب البقر يضربون الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ".


مائلات: تميل عن الحق، مميلات: تضيع غيرها، كأسنمة البخت: مثل الجزء العالي الذي به شعر عند الجمل.


أين رأى النبي هذه الأوصاف؟ إنها من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. كاسيات عاريات: لا تعلم هل ترتدي شيئا أم لا ؟ لا تدخل الجنة ولا تشم رائحتها. ألا تخاف على أختك وزوجتك؟


النبي صلي الله عليه وسلم قام بغزوة كاملة بسبب امرأة تكشفت: غزوة " بنوقنينقاع" . كان يهود بني قنينقاع يعيشون في المدينة وكان عندهم سوقا للذهب.و في أحد الأيام، دخلت صحابية من صحابيات النبي صلي الله عليه وسلم تشتري من هذا السوق ، فجاء أحد اليهود الخبثاء وربط طرف ثوبها في رأسها ، فجاءت لتقوم من الأرض فانكشف ثوبها وأخذ اليهود يضحكون منها. فجاء أحد أصحاب النبي وقتل هذا اليهودي فجاء اليهود وقتلوا هذا الصحابي ، فخرج الرسول صلي الله عليه وسلم في جيش وحاصر يهود بني قنينقاع، وطردهم من المدينة، وأجلاهم منها وتفرقوا وماتوا. كل ذلك لأجل امرأة انكشفت. فلو النبي وصحابته بعد ما بذلوا كل هذا المجهود جاؤوا ورأوا حالنا الآن، ماذا سيفعلون ؟ وماذ ا سنقول نحن لهم يوم القيامة . سار الإمام أحمد بن حنبل ذات مرة في الطريق،و وجد أمامه امرأة ترتدي حجابها كاملا وملابس طويلة. لكن بمجرد أن جاء الهواء وطار طرف ثوبها ورأى كعبها فإذا به يمسك طرف ثوبه ويغطي وجهه ويقول غاضبا " هذا زمان فتن". فماذا لو جئت هذا الزمان يا إمام أحمد ؟ !


فانضباط حجاب المرأة انضباط حياءها، ولو انضبط حياءها انضبط المجتمع، واكتمل الإيمان " الحياء والإيمان قرناء جميعا". أرأينا قيمة الحجاب وكيف نحن نحتاج إليه ؟ ما الذي يمنع نساءنا من الحجاب ؟ العديد من الشبهات: منهم من تقول : أنا غير مقتنعة بالحجاب. ونقول لها من أنت؟ وما دينك؟ ستقول أدين بالإسلام فأنا مسلمة ، وما معني كلمة مسملة ؟ أصل الكلمة " الاستسلام لله عز وجل ، فلا يصح أن أكون مسلما بالإسم فقط، ولا استسلم بكل ما أملك لله عز وجل. يقول الله تبارك وتعالي " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" (الأحزاب-36)والله قضى أمر الحجاب و قد تلونا آيات الحجاب، فلا يصح أن يكون لك خيار آخر بعد أمر الله عز وجل. سيدنا إبراهيم عندما أمره الله، كان سيذبح ولده دون أن يعلم أو يسأل لماذا؟ ، وهل نحن نعلم لم أمر الله سيدنا إبراهيم بذلك ؟ ليعلمنا نحن الإستسلام. وأن هذا الدين قائم على طاعتك لأوامر الله جميعها حتي و إن كنت لا تفهمها . صحيح كثيرا ما يفهمك الله، ولكن أحيانا لا يفهمك ليختبر إسلامك. بل يصح أن تقولي أنك ضعيفة ولا تستيطعين الحجاب. فإنه أهون من قولك أنك غير مقتنعة بأمر الله سبحانة وتعالى ؟


الشبهة الثانية : تقول إحداهن : المهم الجوهر ، أنا نيتي سليمة والحجاب حجاب القلب، وأنا أصلي وأقوم الليل وأؤدي النوافل وأتصدق . ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: " لا يقوم بهذا الدين إلا من خاطة من جميع جوانبة " أي تأخذ هذا الدين كاملا نقص أوترك لأركان أخرى . قولي لله يوم القيامة يا رب إن فعلت كثير من الطاعات ويكفي ذلك ، أما الحجاب فهو حجاب القلب. يقول الله تعالى " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". وتعالي لنحسبها معا ، أنت تفعلين الكثير من الطاعات وبقلب طاهر ونقي .. وتأخذين حسنات كثيرة ، ثم تخرجين بدون حجابك ، كل رجل ينظر إلي شعرك وإلي جسدك تأخذين سيئات أليس كذلك ؟ يقينا تأخذ سيئات لإنك لم تنفذي أوامر الله . تقولين إنها مشكلته الرجل ، هو الذي نظر، فيأخذ سيئات إذا أطال النظر ولم يغض بصره . وأنت أيضا لإنك كنت الداعي لنظره ، إحسبي إذا ركبت الأتوبيس ؟ ودخلت المدرج ، فبالحساب هكذا ، كل يوم كم تأخذي من السيئات؟ لا تتعدي الألف كل رجل له عينان وقلب يشتهي ، تخيلي كم الذنوب التى قد تتراكم عليك يوميا ، هل ستكفي حسناتك ؟ من الذي أعلمك؟ إنها أوامر العليم الحكيم ، المدبر لهذا الكون. هو أعلم بمصلحتك .وإذا كانت حسناتك هذه ستكفي أم إنها تضيع ؟ أنا أخاف أن تكوني ممسكة بقرية مقطوعة من أسفل كلما وضعت فيها حسنات من أعلى ووقعت من أسفل بترك الحجاب . ولماذا في الدنيا لا تكتفي ، وكل قرش زيادة نجري لنكبة. لمذا الدين الذي نقول فيه يكفي ما أفعله من طاعات أو حسنات ؟


الشبهة الثالثة : الحجاب والحر. تقول الفتاة : إن شعري يضار جدا من الحجاب في الحر، وهذا كلام يقدره الأطباء. يقول الله تعالي" قل نار جهنم أشد حرا" يقول النبي " حفت النار بالشهوات ، وحفت الجنة بالمكارة" أنت لابد وأن تتعين قليلا ، فالجنة حفت بالمكاره، صعب عليك الحجاب، ولكن ثوابك عظيم .


الشبهة الرابعة: أنا أر محجبات يفعلن كذا وكذا وكذا ... لا تضللي نفسك ، أنا أيضا أر مصليين كثيرين يزنون، إذن لا نصلي . وأعرف من يذهبون للحج يذهبوا ليستتروا وراء الحج ويفعلون كذا وكذا.. إذن لا نحج ؟ ويصبح العيب في الحج . أما أن العيب في الناس ، هل الحجاب سيئ إذن أم أن العيب فيمن ترتدي الحجاب وتطبقه خطأ . " ولا تزر وازرة وزر أخرى"


الشبهة الخامسة : أنا أشعر أن الله لم يهدني بعد ، أنا مقتنعة بالحجاب ولكن الله سيهديني إن شاء الله على سن الخمسين مثلا .وهذا كلام خاطئ، يقول الله تبارك وتعالي " إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغروا ما بأنفسهم" لن يهديك الله إلى الحجاب إلا إذا نويت من داخلك " التغيير ونويت الحجاب لا تقولي أن الله لم يهدك بعد ، لإنه فتح لك سبيل الهداية بقراءتك لهذه الكلمات وبحضورك درس ما . يقول الله تبارك وتعالى :" وأما ثمود هديناهم فاستحبوا العمي على الهدي" ألا تشعري أنها تحادثك ، والله لم يترك الله أحد إلا ووفر له طريق الهداية ، إياك أن تقولي أن الله لم يهديني.


شبهة أخرى : بعد زواجي، سأرتدي الحجاب لأضمن الزواج. فأقول لك أن الرجال كثيرا ما يبحثون عن المحجبة أكثر من المبترجة ,أقول لك ايضا أنه لن يتزوج أحد زوجة أحد ، كل رجل مكتوب أسم زوجته عند الله فلا تخافي توكلي على الله ، وهو سيرزقكك الزوج الصالح. جاء رجل للحسن البصري فقال له : من أزوج أبنتي ؟ قال زوجها لصاحب الدين فإنه إن أحبها أكرمها ، وإن كرهها لم يظلمها . عندما تتزوجين إختاري من يفرح ويحترم حجابك فهو الذي سيحافظ عليك .


شبهة أخرى : أنا مازلت صغيرة في السن. هل تضمني يا من لديك 17 عام ألا تموتي غدا أو الآن ؟ ترى من سيموت قبل الآخر ، نحن الآن نفتح صفحة الوفيات نجد 40 % ممن يموتون الآن شباب صغير في السن ، وكأنها تذكرة للناس. فلنأخذ مثالا واقعيا حكاه لي رجل من الإسكندرية، في شهر رمضان: زوجتي محتجبة طائعة والحمد لله، و في الشقة المقابلة لنا، تسكن فتاة صغيرة في السن، متبرجة ولبسها بعيد كل البعد عن الحجاب، لكن البنت بداخلها خير كثير، وزوجتي كانت على علاقة ممتازة بها، وهذا هو واجب المحتجبات، فجاءت الفتاة وطلبت من الزوجة أن تنزل معها لسوق لتشتري بدلة " جينز"، فوافقت هذه الزوجة المؤمنة الذكية على شرط أن تذهب معها أولا لحضور درس دين، فوافقت.. ذهبن إلى الدرس، وكان موضوعه عن التوبة والعودة إلي الله، وتأثرت الفتاة بالدرس تأثرا شديدا و إذا بها تبكي بكاءا شديدا بعد انتهاء الدرس، ولا تتكلم إلا بكلمة واحدة " تبت يا رب عائدة إليك يا رب، ألبسوني الحجاب، يقولن لها اهدئي، ولنذهب إلى المنزل ثم ضعي الحجاب، فأبت إلا أن يحضروا لها "عباية" وحجاب، فارتدته ونزلت من الدرس وأول ما خرجت من الدرس، صدمتها سيارة وماتت... يا لحظها السعيد، أرأيتم آخر عمل فعلته ؟ فإياك قول ما زلت صغيرة.


ومن الشبهات أيضا: أنا لا اريد اارتداء الحجاب بسبب " الموضة " بالله عليك، الموضة أعز عليك من أمر الله عز وجل، هل تضعي الموضة في كفة وأمر الله في كفة وترجحي كفة الموضة ؟ أصبح الله هين عليك لهذه الدرجة ؟ و الموضة عزيزة عليك ؟ والله الطاعة لها بهاء في الوجه ونور في القلب . ستزدادين بهاءا " وجمالا " وعفة بحجابك . ومن الذي قال أن ارتداءك للحجاب سيبعدك عن "الشياكة" والموضة، صحيح نحن لا نرتديه من أجل الموضة، لكن من الممكن أن توافقي بينهما فإن لم تجدي، فسترتدي الحجاب لأنه أمر الله عز وجل، لأن طاعة الله أهم من الموضة.


أنا لا أود ارتداء الحجاب لأني أريد أن أكون مثل الأجنبيات، وأنا أقول: من الذي احترم المرأة، الغرب أم الإسلام ؟ الذي لا يبيع عود كبريت أو أي شيئ إلا وعليه صورة امرأة عارية، أم من صانها وحفظها ؟ عندهم أعلى معدلات الشذوذ الجنسي وأعلى معدلات الاغتصاب بعد الإباحية التى نشروها، و هل بعد ذلك تريدي أن تقلدي الغرب؟ لا أريد أن أرتديه لإني أخاف أن أخلعه مرة أخرى.


سبحان الله، ولمذا لا تقدمي بأسباب الثبات ؟ لمذا لا تقولي أن الأصل أني سأضع الحجاب. لا أنكر هنا أنها معصية شديدة، و المعصية الأشد خلع الحجاب بعد الالتزام به، لأنها لم تبعد هي فقط عن الله، إنما فتنت وأضاعت العشرات وابغضتهم في الحجاب، وأصبح دين الله لعبة. يجب في هذه الحالة أخذ العزيمة، ارتدي الحجاب، وصممي على ألا تتركيه، وكيف ذلك ؟


1- بالصحبة الصالحة التى ستعينك على الحجاب .


2- حضور وسماع دروس العلم


3- الدعاء والاستعانة بالله عز وجل " يا رب أعني على الحجاب".وأدعية بدعاء النبي " يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" ثبت قلبي على الحجاب .


فلماذا بعد هذا لا تريدين الحجاب؟ "إنني أخجل من صديقاتي، ومن عائلتي الغير محجبة، سيكون شكلي مستهين جدا في مدرستي (الفرنسية ) أو جامعتي." بالله عليك ألا تخجلي من الله عز وجل يوم القيامة، ومن نبيه صلي الله عليه وسلم، ألا تعلمي أنك ستعطشين يوم القيامة وتجري نحو حوض النبي صلي الله عليه وسلم لترتوي، وهو يريد أن يسقيك بيده الشريفة، شربة لن تظمئي بعدها أبدا، وأنت تأتي من بعيد فإذا بالملائمكة يأخذونك بعيدا عنه، فيقول النبي: أتركوها إنها من أمتي ، فيقولن يا محمد أنت لا تدري ما ذا فعلت بعدك، لقد تركت الحجاب بعد وفقاتك فيقول لها النبي سحقا سحقا ، بعدا بعدا ، كما جاء في حديث النبي صلي الله علىه وسلم، ألا تخجلي من النبي وتخجلين من الناس. ومن الذي يحق له أن يخجل ؟ من كشفت جسدها أو من حافظت على دينها وعلى جسدها ؟ يقول النبي صلي الله عليه وسلم " من أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. يقول النبي صلي الله عليه وسلم ، لا يكن أحدكم إمعة يقول : إن أحسن الناس أحسنت ، وإن اساءوا فلا تظلموا " هذه كانت دعوتي لأخواتنا عن أهمية الحجاب، ولكن تبق نصيحة ووصية لهن ، الله أمرك بالحجاب ولكني أوصيكي :


1- بالتدرج في الخطوات، فإذا كانت لديك رغبة لحجاب الآن ارتديه فورا ولكن إياك أن ترتديه وأنت لا تصلين أولا تصومين، وسلوكياتك في التعامل مع الناس مازالت كما هي ليس فيها من أدب وأخلاق الإسلام من شئ، أو حياءك مع الرجال لم يتغير . إذا استعطت أن ترتدي الحجاب اليوم وتصلحي معه باقي هذه الاشياء فهذا جيد، فتبدئي بالصلاة في أول الوقت، وتصادقي فتاة حريصة على طاعة الله عز وجل، متدينة ومرتدية حجابها، و اقرئي كل يوم قرآن ولو قليل، وابدئي في ذكر الله ولو بالقليل أيضا. إذا فعلت هؤلاء الخمسة سيسير حجابك مع عبادتك مع أخلاقك كلهم سويا ، وتصبحي بذلك نموذج المسلمة الصحيحة . لكن إياك أن تفهمي أن الحجاب هو وضع الحجاب على رأسك ثم تأتي الأخلاق والعبادات بعيدة كل البعد. فإن لم تستطيعي ضبط أخلاقك وعبادتك، اضبطيهم أولا ثم ارتدي الحجاب، لكن ليس معنى ذلك أن ترتدي حجابك بعد 6 سنوات ، بل ارتدي الحجاب بعد شهر من اليوم أو شهرين على الأكثر .


ليس لديك حجة إنه فريضة، ولكن اضبطي صلاتك أولا وعبادتك ثم أرتديه.


2- النقطة الثانية: إن وضع الحجاب ليس بنهاية المطاف ، بل هو بدايته مع الله عز وجل ، فما زال أمامك خطوات كثيرة.


3- تذكري دائما إنك داعية إلي الله بحجابك ، الرجال وهم يسيرون في الطريق لن يتاثر بهم أحد ، لكنك و في طريقك إلى كليتك ، وأنت وسط الناس بأخلاقك ، بعلمك، بثقافتك، بجمالك مع حجابك. فأنت منبر للإسلام متحرك دون أن تكلمي الناس في الإسلام سيتأثرون بك، ربما هديت الآلاف بحجابك، فاجعلي عندك ثقة في حجابك وفي نفسك .


ستأخذين بيد الناس بحجابك، ستطهري المجتمع. فثوابك عند الله عظيم بهداية آلاف البنات والأولاد، أنت القدوة . بالله عليك لا تفضحي الإسلام والمسلمين .


شروط الحجاب

لن ألزم عليك إرتداء الخمار والعباءة ، بل سأطرح عليك الشروط و طبقيها بالطريقة التى تريها ليطلق عليه حجابا .


1- لا يصف ، لا القدمين ،و لا الوسط ، فلا يسمى حجابا إلا ما كان واسعا.


2- لا يشف ، فلا ترتدي الحجاب ويظهر من تحته شعرك: لا يصح .


3- يغطي جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين .


4- الا يكون مشابها لملابس الرجال .


5- ألا يكون معطرا .


بذلك انتهينا من نقطة أساسية في حياء المرأة (الحجاب)، وأريد أن انتقل لنقطة مهمة في حياء الرجل، وهي " غض البصر". إياك أن تقول إن السيدات غير محجبات فأنا لا أستطيع غض بصري، ليس لك عذر " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم" هذا أطهر لقلبك لأنك لو لم تغض بصرك ستتعب.وهنا يطرح سؤال: هل القلوب تتعب حقا؟ بالطبع، لأنك ترى أشياء ولا تطولهما، والعين رسول القلب، هي تنظر وتتمنى هذه الأشياء ولا تطولها فيتعب القلب. فيمكن أن تخرج من عملك مسرورا وتذهب لمنزلك تعبان ومتضايق، أم خارجا من كليتك مسرورا من أدائك في الامتحان ومن كثرة ما ترى من مناظر ترجع لمنزلك مهموما وتعبانا. وفي النهاية ماذا ربحت؟ لا شيء، بل خسرت قلبك الذي بات بعيدا عن الله، خسرت عيناك التى رأت حراما وستسأل عنهم يوم القيامة، خسرت روحك، خسر ت مزاجك. و الوحيد الرابح هنا هو الشيطان ، أما أنت فلم تنل شيئا سوى تعكر مزاجك وتعب قلبك. و الذي يحدث هو العادة على إطلاق بصرك، فلم تعد تسطيع البعد عن هذه المعصية حتى ولو لم تستمتع بها، فقد النساء تكون قبيحات وأنت تنظر إليهن، فلماذا ؟ لأن الشيطان جبلك على ذلك شئ السيئ، أين حياؤك، لابد وأن تحجب عيناك، لابد وأن تقاوم نفسك. و لكن هل غض البصر عبادة أو خلق. هو مفتاح الحياء عند الرجل فإذا كنت غاضا لبصرك ستصبح أقدر على العبادة، واقرب إلى الله الذي سينير قلبك، وهذا الكلام من تجارب.


جرب أن تغض بصرك أسبوع وستجد كلام رسول الله: يقول النبي صلي الله عليه وسلم: النظر سهم من سهام إبليس، من تركه خوفا لله أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه " .


يقول الرسول صلي الله عليه وسلم " ما من مسلم ينظر إلي محاسن إمرأة مرة واحدة – النظرة الأولى – ثم يغض بصره، إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها " سيرزقك الله بعبادة (قيام الليل أو ذكر أو خشوع أو دموع من خشية الله ) كل ذلك بترك النظر ؟ نعم لأنه " من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه" .لكن انتبه : إبليس يجعلك ترى الشيء البعيد عن يديك أحلى مما في يديك ؟ يكون الرجل متزوج فيزين له النساء الأخرى أحلى من زوجته والله إن زوجته لأعز وأكمل وأطيب ، الحلال أطيب بكثير مما ليس بين يديك. جاء رجل لرسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له : يارسول الله أسألك عن النظرة – جاءت عينه على أمراة فقال : أصرف بصرك إن الأولى لك والاخرة ليست لك أي الثانية " يقول النبي " من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقفا وأعينه فلادية له ولا قصاص" من نظر في بين أحد من شباك أو فتحة باب أو بتلسكوب .. وهم فقا ,اله عينه ليس له دية كما يقول النبي ، الحديث رواء النسئي . ويقول النبي : " العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما السمع ، واليدان زناهما البطش ، والقدمان زناهما المشي ، واللسان زناه الكلام والقلب يشتهي ويتنمنى ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه . العينان تقدمان للزنا بالنظر الحرام، والسمع بكلام مثير مشجع على الفاحشة، واليد تزني بلمسها الحرام، والرجل تزني بسيرها للحرام، لحفلة أو مكان شبهات، واللسان يزني بأن تحكي لصديقك عن مفاتن امرأة أو تحدث معه بفحش أو مع امرأة في الهاتف ، وذلك ليس معناه أن العين أو اللسان أو .. تزني بمعنى الزنا، ولكن من يفعل كل هذا أنت تسير في طريق الزنا وتقترب منه، إذن بداية طريق الزنا ترك البصر، وحفظك من الزنا غض البصر. ختاما، خرجنا بوصيتين ثقيلتين سنحاول تطبيقهما بعون الله، فقد قرأت هذا الدرس أو سمعته لكي تتغير، وإلا فحرام عليك المجهود الذي بذلته. و يحزنني جدا تلقي من أولياء الأمور، مكالمات يقولون أن الأولاد حريصون على الصلاة في المسجد وحضور الدروس، لكن مازالت أخلاقهم غير منضبطة. أشعر وكأن ليس هناك جدوى أو فائدة من كلامي، وأننا نستمع و نقرأ ومازلنا عاجزين عن التطبيق.


الوصيتين من درس الحياء هما :


1- سنغض بصرنا حياء من الله عز وجل يقول الله تبارك وتعالى: " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " قالوا في تفسير يعلم خائنة الأعين " إذا جلس الرجل وسط القوم لا يدرون به يصرف عينه مع المرأة هنا وهناك ألا تحدث ؟ أين حياءك مع الله وهو يراك ويعلم خائنة الأعين؟


2- الحجاب، وتوصي زوجتك وابنتك وأختك، بألين الوسائل ، وإذا غضضت بصرك ستعينها هي على الحجاب.


وفي سياق فكرة غض البصر للرجال والنساء " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" ،وصية لأولياء الأمور : إستحي من الله أن تمنع ابنتك من الحجاب ستقف أمام الله عز وجل ولن ينظر الله إليك.


يقول النبي صلي الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر إليهم الله عز وجل يوم القيامة منهم : الرجل الديوث : الذي يرى ابنته على معصية أو على غير لباس الإسلام ولا يتحرك قلبه ولا يأمرها ولا يبينهما لها . لماذا تعرض نفسك لذلك بالله عليكم لا تمنعوا بناتك من الحجاب بل أعينوهن.. و في النهاية أصلي و أسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
زملكاويه
زملكاويه
سلسله الاخلاق

الايثار
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . خلق اليوم هو خلق " الإيثار " ، وفي الحقيقة من العجيب أن نجد أخلاقا إسلامية اندثرت ولم تعد معروفة مع أن الإسلام أمر بها، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها وفعلها وتخلق بها، لدرجة أنني عندما أقول للشباب الآن (الإيثار) يقولون : وماذا يعني الإيثار ؟ والعجيب أيضاً أنه إذا أردت أن تبحث عن مرادف لكلمة (الإيثار) في أي لغة أخرى مثل الإنجليزية مثلاً لن تجد لها معنى وكذلك في الفرنسية، وليس الإيثار فقط ولكن أخلاق الإسلامية عديدة مثل (الحياء) ترجمته بالإنجليزية (Shy) وهذه الكلمة تعني الخجل ولا تعطي معنى (الحياء) أبداً – كما قلنا في درس الحياء - ، وكذلك (التواضع) تترجم إلى Humble وهذه الكلمة تعني الخنوع وليس التواضع أبداً ، وكذلك (الإيثار) .


- يا خسارة يا شبابنا ، قيمنا من أين نأخذها ؟ ليس من قيمنا الإسلامية الثرية ولكننا نلهث وراء الغرب، ويا ليتنا نأخذ من الغرب التكنولوجيا والحضارة وعلم الإدارة، ولكننا أخذنا مجرد التقليد الأعمى، ويا ليت أمتنا متقدمة ومتحضرة ونأخذ البقايا من الغرب، لكن أمتنا ضعيفة ومتأخرة وما زال عندها مشكلة وبدلاً من أن يتفرغ لحلها الشباب ذهب ليقلد الغرب في الملبس والمأكل وسماع الأغاني العربية ، لكن أخلاقنا الإسلامية لا، لا أربد أن آخذ منها ، فأين ستجد الإيثار ؟


لن تجده إلا في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم ، في وسط رجال آمنوا بالإسلام وعاشوا للإسلام . إذن تعالوا لنعرف " الإيثار " وما هو ،،،


- معنى الإيثار: أن تفضل أخاك على نفسك، شيء من حظوظ الدنيا تتركه لأخيك فيستمتع هو به وتفقده أنت. عندما نقول فلان آثر فلاناً – أي قدمه على نفسه، أي فضله عل نفسه في حظوظ الدنيا رغبة " في حظوظ الآخرة " .


نماذج في الإيثار:-


في ليلة من ليالي الشتاء القارص في المدينة والنبي يشعر ببرد قارص جاءته امرأة من أنصار المدينة وقد نسجت له بردة من القطيفة ففرح بها النبي ولبسها ، فخرج بها النبي صلى الله عليه وسلم (في أول لبسة) – مثلما تشتري بذلة جديدة وتخرج بها لأول مرة – فنظر له أحد الصحابة من الأنصار وقال له ما أحلى هذه العباءة ! ألبسنيها يا رسول الله ، - إذا كنت مكان النبي ماذا تفعل ؟ قال له النبي : نعم وخلعها له في الحال – صلى الله عليه وسلم – أرأيتم الإيثار ، فاحتدوا بالصحابة على هذا الأنصاري وقالوا له كان النبي في احتياج لها ، فقال لهم : وأنا أحوج منه إليها فقد أردت أن أجعلها في كفني حين أموت . جاء أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فتحت مكة وخبير و كثرت الغنائم وقد كان ذلك بعد 23 عام هي فترة بعثة النبي كانت أكثرها والنبي والصحابة في حالة شدة وفقر فقد كان صلى الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه من شدة الجوع فبعد أن من الله عليهم بكل هذه الفتوحات، كان نصيب النبي من الغنائم، عدد أغنام ما بين جبلين، تخيل هذه الكمية تصبح مع فقير عاش كثيراً في الفقر، ولكن النبي كان يريد الآخرة .


- جاءه أعرابي ونظر لهذه الغنائم فقال له النبي : أتعجبك ؟ قال : نعم ، قال له النبي : هي لك ، فقال له : يا محمد ، أتَصدقني القول ؟ قال : نعم خذها إن شئت – هل تتخيل من الممكن أن تؤثر إلى أي مدى ؟ - فقام الرجل وجرى إلى الغنم وهو يلتفت حوله، وأخذها كلها وعاد بها إلى قومه وقال لهم : أسلموا فقد جئتكم من عند خير الناس، إن محمد يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبداً.


يقول الراوي: ما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدً شيء يملكه، أي لم يمنع الرسول عن أخذ أي شيء يطلبه من النبي …..


جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يا نبي الله إني مجتهد – أي ليس معي ما آكل – فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض زوجاته هل عندكم من شيء ؟ فكلما بعث إلى واحدة ، أرسلت له قائلة لا والذي بعثك بالحق ما عندنا إلا الماء ، فقام النبي ونادى في أصحابه من يضيف هذا الرجل ؟ فقام رجل من الأنصار وقال : أنا يا رسول الله ، وأخذه وأسرع إلى زوجته سألها : هل عندك طعام ؟ فقالت : لا إلا قوت صبياني – أي بقايا أكل لا تكفي إلا أولادهم - فقال لها علليهم بشيء – أي أنسيهم الأكل – وإذا أرادوا العشاء أنيميهم، حتى يأتي الضيف فضعي الطعام وأطفئي السراج – أي النور- حتى يشعروا أننا نأكل فيأكل هو - أترون الإيثار – إننا الآن ممكن يكون هناك شابين أو ثلاثة مسافرين سوياً وكل منهم يخبأ طعامه في جيبه، ولا يضعون الطعام سوياً يأكلون سوياً كما كان يفعل الأشاعرة ويخبرنا عنهم النبي . فجاء الضيف للأنصاري :- بعد أن نام الأطفال –جلس الضيف وأطفؤا الأنوار ليشعروه أنهم يأكلون وأكل الضيف حتى شبع ، وجاءت صلاة الفجر وذهبوا ليصلوا فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم : لقد عجب الله تعالى من صنيعكما بضيفكما الليلة – أي رضي عن صنيعكما – فأنزل الله تبارك وتعالى قوله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " . خصاصة أي تعب – جوع – فقر – احتياج - هو لا يجد شيء ويؤثر أخيه ، إنه خلق غائب بيننا ولا نسمع عنه. هل فكرت أن تؤثر أخيك ببدلة اشتريتها جديداً ؟ لابد وأن يكون شعارنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . هذا هو شعار الإيثار. لا يكتمل إيمانك حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك.


إيثار الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم: وهو ليس إيثار أموال إما إيثار أرواح.


- هذا هو " أبو دجانة " في غزوة أحد والسهام تصوب ناحية الرسول صلى الله عليه وسلم من كل مكان ، فيأتي أبو دجانة ويؤثر النبي على نفسه و يحتضن النبي ليقديه من السهام .


- يقول أبو بكر نظرت إلى ظهر أبو دجانة فإذا هو كالقنفذ من كثرة السهام مجروح وما زال يؤثر النبي صلى الله عليه وسلم ، أين إيثارنا نحن لرسول الله بحفظ سنته ؟


- وهذا هو طلحة بن عبيد الله يأتي للنبي يوم أحد ويقول له : " اخفض رأسك يا رسول الله ، نحري دون نحرك يا رسول الله – أي رقبتي دون رقبتك يا رسول الله – ويقذَف النبي صلى الله عليه وسلم بسهم فيمنعه طلحة بيده ويخترق السهم يده ، وتشل هذه اليد الكريمة .


- يقف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويقول " من يمنعهم عني وله الجنة؟ فقد كان الكفار يتكالبون عليه يريدون قتله. فيأتي عشرة من شباب الانصار (من 18، 19 سنة) ويموت الأول ثم الثاني ثم الثالث ، وكان آخرهم "يزيد بن السكن " ومات على قدم رسول الله وهو يدافع عنه فيرفع النبي رأسه إلى السماء ويقول اللهم إني أشهدك أن يزيد بن السكن قد وفى.


دائماً نسمع عن الإيثار بأن يقوم به فرد ، لكن أن تقوم به بلد بأكملها لم نسمع ، وقد كانت المدينة هي هذه البلد ، وكانوا هم الأنصار، لقد كان إيثارهم شيء خيالي لايصدق. عندما خرج المهاجرون من مكة لا يملكون شيئا كل واحد بما يلبسه فقط ، وقد كانوا أغنياء ، وكانوا تجاراً ، أما أهل المدينة فهم زراع ، وكان المهاجرين لا يستطيعون العمل بالزراعة .. وأتى المهاجرون، منهم من أتى على قدمه. لكن ما حصل كان فوق الخيال يقول الصحابة أن ما من مهاجر دخل المدينة، إلا بالقرعة من كثرة تكالب الأنصار على من يأتي من المهاجرين. كل منهم يريد أن يضيفه هو، فكانوا يدخلون بالقرعة.


- ونحن الآن ، تكون الأم قد كبرت في السن وتريد من يرعاها ويكون هناك زوجة الابن، وزوج الابنة، وبناتها وكل منهم لا يريد أن يضيفها ويرسلها للآخر أنظر للأنصار وكانوا ضعفاء وفقراء، ونحن بيوتنا على أكمل وجه وزوجة الابن لا تتحمل والدة زوجها .


من إيثار الأنصار للمهاجرين سيدنا سعد بن الربيع (أنصاري) نزل عليه سيدنا (عبد الرحمن بن عوف) من المهاجرين ، قال له يا أخي : هذه أموالي أجمعها لك – جمعها كلها من السوق – أقسمها بيني وبينك هذا نصفي وهذا نصفك ، وهذه هي الأراضي التي أمتلكها أقسمها بيني وبينك ، وهذا هو بيتي ، وإني متزوج بامرأتين آتي لك بهما حتى ترى أيها تحب لأطلقها لك وتتزوجها بعد أن تفي عدتها– لكن انظروا للإيثار إلى أي درجة وصل؟ لكن عبد الرحمن بن عوف كان لديه ذوق ولم يستغل الفرصة وقال له جزاك الله خيراً ، أين السوق؟ كل هجرة حدثت في التاريخ كانت بالدماء، هجرة الأوروبيين إلى أمريكا – وكلنا شاهدنا أفلام الهنود الحمر – كم من الدماء ؟ وكم من الهنود الحمر قتلوا لكي تكون أمريكا للأوروبيين ؟ لكن أعظم هجرة في التاريخ كانت كلها حب، كلها إيثار لأنها كانت هجرة المهاجرين إلى المدينة، وانظر إلى استقبال الأنصار لهم تخيل كل أنصاري كان يقاسم المهاجر في بيته ، وأمواله ، وملابسه وملابس زوجته تقاسمها فيها زوجة المهاجر ، وكذلك ملابس الأولاد ، من يتخيل أنه يقاسم بيته مع أحد ، ويا ترى كانت مساحة بيوت الأنصار 200 ، 300 م أم كانت صغيرة ، وكيف فعل ذلك ولم يخف من زوجته ، وكيف أن زوجته قبلت ؟ ذلك لأن الإيثار يجعل البركة تعم ، ويجعل رضا الله يوسع من رزقك ، لكن ما دمت لديك الأثرة – وهي عكس الإيثار - أن تؤثر نفسك على الغير ، لن تشعر بالبركة . اقتح دولاب ملابسك وانظر إليه ستجد ملابس منذ 3 سنوات وملابس لا ترتدينها، لماذا لا تخرجينها؟ وأنا لا أقول لك الجديد ؟ فما بالك بالنبي الذي يتصدق بالجديد ؟ والذي يقاسم بيته ؟ مَثل صعب، أليس كذلك ؟


لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما هاجر وصحابته إلى المدينة ذهب إلى الأنصار وقال لهم عن المهاجرين: إخوانكم تركوا الأموال والأولاد وجاءوكم، لا يعرفون الزراعة، فهلا قاسمتموهم ؟ فقالوا: نعم يا رسول الله ، نقسم الأموال بيننا وبينهم بالسوية – والرسول كان يقصد مساعدتهم فقط – فقال لهم النبي أو غير ذلك ؟ - ممكن تقدموا لهم شيء آخر – فقالوا له وماذا بعد يا رسول الله ؟ فال تقاسمونهم الثمر – لأنهم لن يستطيعوا التصرف بالأموال أو الخروج من المدينة لأنها محاصرة فقالوا : نعم يا رسول الله ، بمَ يا رسول الله ، فقال : بأن لكم الجنة.


- أرأيت ثواب الإيثار – فكان الأنصاري يعمل طوال العام وعندما يثمر الزرع يأخذ التمر ويذهب به إلى المهاجر قبل أن يذهب إلى بيته .


- لم يجلس ليختار الأفضل له ثم يذهب له بالباقي، وأنت تتصدق بأسوأ النقود في جيبك والتي لا تحتاجها.


يذهب بالتمر كله لأخيه ويقول له : اختر ما تشاء ، وإني سأتركك ساعة حتى تتخير ما شئت – حتى لا يحرجه – ثم يعود فيكون المهاجر قد اختار الثمر الغير جيد ويظلوا يتشاجرون ، كل منهما لا يوافق أن يأخذ الآخر غير الجيد .


- فلما فتحت خيبر وكثر المال قال النبي للأنصار : جزاكم الله خيراً قد وفيتم بالشروط ، فقالوا للنبي يا رسول الله : استرطت شرطاً واشترطنا شرطاً ، وها نحن قد وفينا وإنا لنا عندك الجنة ، قال : لكم بما وفيتم .


- أترى ثواب الإيثار؟ اخرج ما عندك وكلما أخرجت زادت نفسك سخاءاً، وكلما أخرجت صفيت نفسك من الحقد والحسد.


إنها علاقة عجيبة بين الإيثار وبين سلامة الصدر، بين الإيثار ورحمة الناس، بين الإيثار وترك الكبر وترك الغل تريد أن تنقي صدرك تعلم الإيثار.


- حتى أنه عندما جاء مال كثير من البحرين ، فقال النبي هذه للأنصار وحدهم – يكفيهم ما أعطوا وبذلوا – فجاء الأنصار وقالوا : لا يا رسول الله لا نأخذها حتى تقسمها بيننا وبين إخواننا المهاجرين فجاء المهاجرون قالوا لا يا رسول الله ، إخواننا نشك أنهم ذهبوا بالأجر كله ، فقال لهم النبي ، لا : ما دعوتم لهم ، أي طالما تدعون لهم ستأخذون أنتم أيضا الأجر .


ما هذا المجتمع؟، أي مدينة فاضلة يتحدثون عنها الآن ؟


إنها هذه وهى ليست صعبة التحقيق إذا عاد الإيمان وأخلاق الإسلام وكانت الجنة هي الغاية .


لا يكون الإيثار في الأموال فقط كما قلنا ، ولكن في الأرواح أيضا. عكرمة بن أبي جهل حارب النبي 22 سنة ثم أسلم وحسن إسلامه ومات شهيدا، ابن أبي جهل مات شهيدا وبسبب الإيثار، عكرمة كان من ضمن الجرحى في معركة اليرموك، وقد وضع الجرحى جميعهم في مكان ما حتى تنتهي المعركة كلما جرح جندي وضعوه هناك. وكان ابن عم عكرمة في الساقة، أي ممن يسقون الجرحى، فيقول: بحثت عن عكرمة فوجدته في الجرحى يئن، يكاد يموت وبجواره عشرة من المسلمين، فأخذت أجري نحوه لأسقيه وإذا هو يتناول القرية ليشرب سمع صوت أخيه يقول : أنا عطشان فقال: لا والله لا أشرب حتى يشرب أخي، فذهبت الى الثاني وهو يشرب سمع أخوه يقول آه فقال : لا والله لا أشرب ، وذهبت الى الرابع هو الخامس و .... حتى وصلت الى العاشر فقال : لا والله : لا أشرب حتى يشرب عكرمة ، فعدت الى عكرمة ، فإذا به مات شهيدا ، .. آثر على نفسه وهو يموت ،وهو جريح ونحن نبخل بالقليل من المال، نبخل بالملابس، نبخل بالعلم تخاف أن تعطى معلومة لزميلك فيتفوق عليك.


- إيثار عبد الله بن عمر ، إيثار نتعجب له ، عبد الله بن عمر كانت تعجبه الآية : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فكان يخرج الصدقة مما يحب . وذات مرة تنبه إلى أن ناقته تعجبه فنذل من عليها ووقف إلى جوارها في عرض الطريق حتى وجد عجوز فقيراً ، فقال : اركب يا رجل فهي لك أتته مرة سمكه هدية وكان يحب السمك حباً شديداً ، فأتت إليه امرأته بسمكة مشوية ، ففرح بها ثم طرق الباب مسكين، فقال لها : أعطيه السمكة فقالت : عندنا في البيت خبز وشعير ولحم .
قال : وماذا أفعل بقول الله : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ؟ أعطه السمكة . وبعد أن أعطتها للرجل قالت له : اتبيع إلى السمكة بدرهم ؟ فقال الفقير : نعم . فأعطته الدرهم وأخذت السمكة ثم وضعتها أمام ابن عمر ، ففرح وعندما هم بأكلها طرق الباب نفس الرجل وقال أعطوني شيئا ، فقال لها بن عمر : أعطيه السمكة . فقالت : يا بن عمر فعلتها مرة . قال : إن الله قالها مرات ولم يقلها مرة . " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " ، فخرجت للرجل بالسمكة وقالت له : ابتاع منك السمكة ؟ فوافق فقالت له : أقسمت عليك ألا تعود مرة ثالثة وأخذت السمكة واعطتها لابن عمر .


- سيدنا عمر بن الخطاب لحظة موته، عندما ضربه أبو لؤلؤه المجوسي وسقط في دمائه وعلم إنه الموت، قال لابنه : عبد الله بن عمر يا عبد الله : اذهب الى أم المؤمنين : عائشة وقل لها : عمر بن الخطاب ولا تقل أمير المؤمنين فلم أعد عليكم أميرا – عمر بن الخطاب يستأذنك أن يدفن مع صاحبيه (الرسول وأبو بكر) في حجرة عائشة ، فقالت عائشة : كنت أريد هذا المكان لنفسي، ولأوثنرن به عمر .


- هل الإيثار في الدفن وحتى بعد الموت؟ تخيل كانت ستدفن بجوار زوجها وأبيها وهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، أي مدفن وأي مكان شريف ، ولكن السيدة العظيمة تركت أفضل مكان ورضيت أن تدفن بالبقيع ، إيثارا منها لعمر رضي الله عنه .


- أبو هريرة يحكى لنا : كنت أجوع حتى أصرع من شدة الجوع ، ويقولون مجنون ووالله ما أنا بمجنون إنما هو الجوع ، فكنت أجلس بجوار منبر النبي صلى الله عليه وسلم يمر بي الرجل من المسلمين استقرأه أيات الإنفاق – لعله يعطينى شيئا– فقال : فمربي أبو بكر وقرأها علي ومر، لم يدرك ما أريد ، ومر على عمر بن الخطاب.


فمر النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر الي فعرف حالي ، فبتسم وقال : يا أبا هر : الحق بي ، فدخل بيته واستأذن ، وقال لزوجته هل عندنا شيء؟ فقالت : جرة لبن تكفي رجلا أو اثنين فقط ، فنظر أبو هريرة للبن بشوق فأراد النبي أن يعلمه الإيثار ، فقال له : يا أبا هريرة : اذهب وائتنى بأهل الصفة .


وأهل الصفة من فقراء المسلمين لا يجدون ما يطعمونه مثل أبو هريرة ، وهم حوالي مائة – فيقول : فاهتمت نفسي، وقال لرسول الله : وأين هذه الجرة من أهل الصفة ؟ أيكفيهم هذا؟ فيقول : فخرجت مهموما ولكنه كان لابد لي من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .


فذهبت وأتيت بهم ، فنظر إلي الرسول مبتسما وقال : يا ابا هريرة اسقهم – إنه يعلمه ويعلمنا معه – فيقول : أخذت الجرة وبدأت أمر عليهم حتى شربوا منها جميعا. والنبي ينظر إلي ويبتسم. فقال لي النبي : يا أبا هريرة لم يبق سوى أنا وأنت ، قلت له : صدقت يا رسول الله ، فقال لي : اشرب يا أبا هريرة – النبي يؤثرهم جميعا على نفسه ثم يؤثر أبا هريرة واللبن يكفى كل هذا العدد لنتعلم خلق الإيثار وأنه يبارك في الشيء يقول أبو هريرة، فشربت ثم أعطيتها له ، فقال : اشرب يا أبا هريرة فشربت وشربت وشربت كلما قال لي ، حتى قلت له : لا والله لا أحد له مسلكا ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم وشرب الفضلة صلى الله عليه وسلم شرب ما بقى من ذلك كله .


- أخرجوا الشح من بيوتتكم، ومن جيوبكم ترزقوا سخاء النفس وتذوقوا حلاوة الإيثار ، لذة غريبة كلما أعطيت كأنك أنت الذي أخذت.


- الآن : تكون جالسا على مائدة الطعام أنت وأمك وتقول في نفسك ياليتها لا تأخذ هذه اللقمة ، كيف ذلك ؟ إذا كنت لن تؤثر مع أبيك وأمك ، ماذا ستفعل مع من في الشارع ؟ إذا كنت في الأتوبيس ومتعب جدا كيف ستؤثر أخيك وتجلسه مكانك ؟ أين الإيثار في الصغيرة والكبيرة ؟


- ينظر لإيثار النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق كان يعلم جيش بأكمله هذا الخلق العظيم ، جاء " جابر بن عبد الله " يوم الخندق ، قال يا رسول الله : عندنا في البيت دجاجة وبقية شعير فاقدم يا رسول الله وكل معي ، فنظر إليه النبي وقال : وحدي ؟


لقد كان الصحابة ومعهم رسول الله متعبين جدا من الحفر لمدة 15 يوم وكانوا يربطون على بطونهم من شدة الجوع – فقال له جابر بن عبد الله : ومعك رجل أو اثنين . فوقف النبي على تل وقال : يا معشر المهاجرين ، يا معشر الأنصار : غداؤنا اليوم عند جابر بن عبد الله. يقول جابر: فتسللت وجريت إلى البيت أقول لزوجتي: رسول الله قادم ومعه الجيش ! فقالت – المرأة المسلمة المؤمنة - أو أخبرت رسول الله بالطعام ؟ فقال : نعم ، قالت : فالله ورسوله أعلم ، ويقف النبي ويقول لجابر : أنت بوابنا اليوم ، وقال النبي بتكسير الخبز ويدخل جابر عليه عشرة عشرة يطعمهم ويخرجوا..


- أرأيت متى ظهرت معجزة النبي وحلت البركة؟ عندما حدث هذا الحدث ليعلمهم الإيثار وتحل البركة مع أنهم كانوا جوعى منذ مدة فطعم الجيش كله، يقول بن عبد الله ، كلما دخلت مجموعة قلت إنها آخرمجموعة ولن تأكل التي تليها ، ولكنهم كانوا يخرجون وقد امتلأت البطون، يخللون أسنانهم ، ثم دخل جابر في النهاية فقال له النبي : يا جابر بارك الله لك ولأهل بيتك في طعامك ، فدخلت فإذا بالطعام كما هو إلا قطعة من الدجاجة .


- صلى الله علي نبينا معلم الإيثار، ويا خسارة على أمة ضاع فيها الإيثار.


- سيدنا جعفر بن أبي طالب مات يوم مؤتة وترك ثلاثة أطفال والصحابة ضعفاء فقراء، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يكفل أولاد جعفر ؟ يقول الراوي : فخرج ثلاثة من الصحابة يتشاجرون : أنا يا رسول الله ، بل أنا يا رسول الله ...


يقول الراوي: والثلاثة أفقر من بعضهم البعض – ويريدون أن يأخذوا 3 أولاد أيتام، ونحن الآن إذا مات لأحد أخيه أراد أن يتخلص من ابنه اليتيم، ويلقى به على الأخ الأخر، ويضيع الولد.


لكن جعفر بن أبي طالب كان لديه خلق الإيثار ولذلك أراد الله أن يبارك له في أولاده ويتربوا جيدا، حتى أن النبي سماه:أبو المساكين.


- لن يستشعر المجتمع الطمأنينة ولا الأمان ولا الاستقرار إلا إذا اتبع خلق الإيثار، وتخيل معي ما يحدث الآن في المجتمع: الرجل يعمل عمره كله ليلا ونهارا ليجمع الأموال ويمكن المرأة أيضا ولكن لماذا ؟ حتى يضمنوا لأولادهم المستقبل الجيد ويتركوا لهم ما يكفيهم لماذا ؟ لأنهم يعلمون أنهم إذا ماتوا ستشرد الأولاد ، من الذي سيتكفل بهم ؟ سيضيعون ، فالدنيا كلها ذئاب ، لكن بالله عليك لو المجتمع لديه خلق الإيثار، المجتمع كل سيعلم ويطمئن إلى أنه إذا مات الأب أو الأم سيجد من يتكفل بأولاده بل وسيتشاجرون على من يأخذه مثلما حدث مع أولاد جعفر بن أبي طالب لذلك خلق الإيثار مهم.


- يقول الإمام الغزالي في الإحياء : الإيثار على ثلاثة منازل :


الأولى : أن تنزل أخوك من نفسك منزلة الخادم فتطعمه وتعطيه مما يبقى منك – ألا يحدث أن تتعامل مع أخيك كالخادم بعدما تنتهي أنت وتأخذ ما يكفيك تعطيه – وهذا إيثار .


الثانية: أن تنزله منزلة نفسك فكما تأخذ تعطيه.


والثالثة: أن تنزله فوق نفسك، فتفضل حاجتهم على حاجتك.


- أولاده سيدخلون المدارس ولا يجدون ملابس، قبل أن تشترى لأولادك تشترى له


- هذه هي منازل الإيثار الثلاثة أختر لنفسك منها.


- أعظم الإيثار في هذه الدنيا : أن تؤثر مرضاة الله على مرضاة الناس، وأن تؤثر رضا الله على رضا من سواه وأن تؤثر رضا الله على هوى نفسك " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " ، مرضاة الله أولى.


عندما نعيش لأنفسنا فقط نعيش حياة قصيرة ، نولد صغار ونموت صغارا ، لكن عندما نعيش من أجل غيرنا نعيش كبارا وحياتنا تمتد بامتداد البشرية ، وهذا كلام حقيقي إذا عشت لغيرك وليس لنفسك فقط ستجد سعادتك في بسمة غيرك ، وفرصتك في فرصة غيرك، وستجد السعادة الكاملة عندما تجد من يدعو الله لك ويقول يا رب ارضى عنه كما أرضاني، لذة عجيبة, جربها ستجدها أعظم من اللذة التي كنت ستشعر بها إذا حصلت على الفائدة والمنفعة بمفردك .


أختم بكلمة قالها رجل صالح وهو يموت:" يا بنيتي لم أعد أفزع من الموت ولو جاء اللحظة. لقد أخذت من الحياة كثيرا، أقصد أعطيت كثيرا هل فهمتها ؟ - أحيانا يا بنيتي يصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء لأنها عند المؤمن لهما مدلول واحد، في كل مرة أعطيت فيها أخذت فيها، بل أخذت أكثر مما أعطيت . تعالوا لنجرب هذا الخلق يا شباب ، وأرجوا من الله تعالى أن ينفعنا به.
زملكاويه
زملكاويه
سلسله الاخلاق
الصبر
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. خُلقنا اليوم من أمهات الأخلاق ومن أساسيات الأخلاق في ديننا. خلق " الصبر " في الحقيقة : أحيانا كثيرة يأتيني شاب ويقول إنني أعاني من معصية مثل غض البصر ولا أعرف ماذا أفعل فأقول له :اصبر فلا يعجبه الحديث ويظن أن هذا كلام نظري وليس كلام عملي ، كلمة الصبر عند الكثيرين منا تساوي كلمة نظرية " فض مجالس كما يقولون" .


هناك من يقول أنا أحاول أن أواظب على صلاة الفجر، وأحاول قيام الليل، اصبر على قيام الليل، يظن أنها كلمة لا تصلح أن تكون منهج عملي له يسير عليها. إن كلمة الصبر نفسها كلمة عملية، نحن لا نعتاد ذلك في قاموسنا وحياتنا مع أن خلق الصبر قائم عليه منهج السموات والأرض، تخيلوا أن هذا الخُلُق سنة كونية من سنن الكون، ولا يتعلق بالإنسان فقط ، إنما الكون كله قائم على فكرة الصبر أو التدرج. كيف ذلك؟ أترى الجنين في بطن أمه ؟ أترى مرحلة تكوينه ؟ انظر لنفسك كيف تكبر يوم بعد يوم وتتدرج، انظر للزرع كيف ينمو؟ أرأيت فكرة الصبر والتدرج كيف يقوم عليها كل ما في الكون؟ ليس هناك نبات ينمو فجأة ، إنما كل شيء يتم في صبر وتدرج ألا ترى أن الله تبارك وتعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان قادرا سبحانه وتعالى على أن يخلقها في يوم واحد أو في طرفة عين أو أدنى من ذلك ، لكن ما الحكمة ؟


أراد الله أن يفهمنا من خلق السموات والأرض في ستة أيام أن كل شيء في هذا الكون قائم على التدريج . وأن الصبر ليس سلوك إنساني إنما الكون كله قائم على فكرة الصبر على فكرة التدرج ، ولذلك كل شيء في الوجود محتاج لصبر. أن تتفوق في حياتك العملية لابد وأن تصبر 16 عام تعليم. وأن تتفوق في علامتك مع الله لابد وأن تصبر على الطاعات ، محتاج تتخلص من المعاصي تترك التدخين مثلا ، لابد وأن تصبر وتأخذ نفسك بالعزيمة حتى تقلع عنها .


محتاج أصبر على المصيبة التي أصابتني.. لابد وأن تصبر. لذلك العلماء يقولون: كمال الدنيا والدين مرتبط بالصبر وكيف ذلك ؟ لو تحدثنا عن الشجاعة مثلا، هل هناك شجاعة بدون صبر ؟ تعمير بلد وبناء قنوات وسدود هل يجدي بدون صبر على هذا البناء. تنمية اقتصادية هل تصلح بدون صبر ؟ بِر وَالدَين، أن يطلبوا منك أشياء وهي على غير هَواك, هل ستبرهم بدون صبر ؟ وكذلك نقصان الدين والدنيا تابع لنقصان الصبر . الزاني ما الذي يجعله يزني لا يقدر على الصبر حتى يتزوج، من أدمن المخدرات لم يصبر على المصيبة التي أصابته أو لم يصبر على الفراغ الذي يعيشه فذهب في هذا الطريق.


لذلك يقولون أن النفس هي ركوبة العبد ، هي التي تسير بك إلى الجنة أو إلى لنار ولجامها (الصبر). (فرامل) روحك أو نفسك هي الصبر، فإن أنت تركت اللجام وأطلقته ذهبت بك النفس حيث شاءت. نريد أن نتعلم قيمة هذا المعنى. إذن ما معنى كلمة الصبر؟ معناها في اللغة: الحبس، المنع، أنا صابر إذن أنا مانع نفسي، حابس نفسي في الطاعات مثلا : أي مستديم على الطاعات ، حابس نفسي عن المعاصي إذن أنا ممتنع عن المعاصي ، في المصائب معناها : إنني لا أسخط ولا أتضجر. كل ذلك من معاني الصبر. .


الصبر في القرآن

ورد الصبر في أكثر من 90 موضع ليس هناك خلق ورد في القرآن كما جاء الصبر، ويذكر بصيغة الأمر (فاصبر), (اصبروا).. . ذُكِر أكثر من الصدق، أكثر من الأمانة. أرأيتم قيمة هذا الخلق والحرص عليه ؟


ويقول الله تعالى تبارك وتعالى " واستعينوا بالصبر والصلاة".





أتريد أن تكون في معية الله ؟ اصبر ، تخاف على نفسك من أن تقع في المعصية ؟ كيف تصل إلى الله ؟ اصبر على طاعته . إن الله مع الصابرين . يقول الله تبارك وتعالى " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين". البقرة 155من الذي يبشرك ؟ الله هو الذي يبشرك. تخيل أن الله عز وجل يقول لك " أبشر يا صابر" ما الذي سيفعله معك؟ وما الذي سيعطيك إياه؟ يقول الله تبارك وتعالى " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". الزمر 15 بدون حساب، يقولون في التفسير، تُصَب عليهم الحسنات صبا. هؤلاء الذين صبروا في الدنيا، لهم نعيم في الجنة بغير حساب. لماذا الصابرون بالتحديد يوفى أجرهم بغير حساب، لأنهم لم يحاسبوا الله على أفعاله معهم في الدنيا. لم يقولوا" لماذا يا رب فعلت معنا هذا لم يحاسبوا الله على قضائه وقدره في الدنيا . فلم يحاسبهم الله تبارك وتعالى في الآخرة، كما أنتم رضيتم بقضاء الله وقدره في الدنيا، يرضيكم الله في الآخرة، فلا حساب عليكم. العمل الوحيد الذي لا تعلم كم حساب الله ، ثوابه عليه . نحن نعلم أن الحسنة بعشرة أمثالها، والنفقة إلى سبعمائة ضعف لكن الصبر بغير حساب، لا تعلم كم ثوابك عليه ؟ يقول الله تبارك وتعالى: "والله يحب الصابرين ". إن معيته مع الصابرين وحبه للصابرين ، فتخيل عندما تكون معية الله وحب الله لك ، تصبر أم لا ؟ تقلع عن التدخين أم لا ؟ تبر والديك أم لا ؟ تصل رحمك أم لا ؟ تغض بصرك أم لا ؟ تستطيع مقاومة الحرام بعد هذا الكلام أم مازالت لا تقدر على ترك الحرام وتصبر؟ يقول الله تبارك وتعالى " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون". وهذا كان اليهود في فترة من فترات إيمانهم ، يدلنا الله تبارك وتعالى أن الإمامة والقيادة في الدنيا والدين تنال بشيئين : الصبر ، واليقين بالله . أمة الإسلام البعيدة الممزقة كيف تكون سيدة الأمم بأن تصبروا. ليس في العبادة فقط، أصبروا على الإنتاج، على تحسين وضع البلد، اصبروا على المعاصي وعلى المصائب. واجعلوا لديكم يقين في الله. يقول الله عز وجل " ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور" . أن تصبر على الأذى وتعفو إنه من عزم الأمور . تجد في القرآن تأكيدات شديدة للمؤمنين وللمرسلين على الصبر يقول الله تبارك وتعالى موجها حديثه للنبي في أكثر من مرة : -" فأصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ".


هل هنا كلمة أصبر كلمة نظرية أم عملية ؟ إنها أكثر وصية وصى بها الله سيدنا محمد مما فعل الأنبياء من قبله: (الصبر ):" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" آل عمران


ويؤكد القرآن تأكيدا شديدا أن من الأمور التي يبغضها الله تعالى أن يكون صبرك قليل وضعيف – مثل الأخت التي ترتدي الحجاب وتقول أنا أعلم أنني سأخلعه لأن صبري ضعيف – هذا أمر غير محبوب في الإسلام ، بل عليك أن تقوي صبرك وتغذيه.


يقول الله تبارك وتعالى: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما" الأصل أن يكون عزمك شديد.


يقول الله تبارك وتعالى مخاطبا النبي " فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم، لولا أن تداركه نعمة من ربة لنبذ بالعراء وهو مذموم".


وانظر لقصص الأنبياء في القرآن ولا حظ أن السطر الأخير تكون فيه حكمة وعظة القصة، أفتح قصة سيدنا يوسف واقرأ معي القصة ستجد أخر صفحة فيها العظات من القصة.


سورة سيدنا هود, كلها قصص الأنبياء، أنظر لنهاية قصة سيدنا نوح. يقول الله تبارك وتعالى : " فاصبر إن العاقبة للمتقين " كأن الله تبارك وتعالى يقص للنبي هذه القصة من أجل هذا السطر ليقول له أصبر إن العاقبة للمتقين إن كانوا قد آذوك يا رسول الله فاصبر فالعاقبة لك.


ويعلمنا الله تبارك وتعالى أنه لا نصر للمسلمين ولا نصر لعباد الله إلا بالصبر على الحق ، يقول الله تبارك وتعالى يصف لقاء طالوت وجالوت في سورة البقرة لقاء جيش مؤمن وجيش غير مؤمن يقول في نهاية القصة: " قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ".البقرة . ثم جاءت الآية التإلية . " فهزموهم بإذن الله" .





ويعلمنا الله في سورة الأنفال: "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين " شرط العشرون أن يكونوا صابرون ليغلبوا المائتين. هل تصبر أنت على المعاصي ؟ هل تصبر على الطاعات ؟ هل تصبر على المذاكرة ؟ أتصبر على الوالدين؟..هل فكرت في أن تتخلق بهذا الخلق؟ لا تقول إنها عادات، وأنني سريع الغضب ؟ لابد أن تدرب نفسك على الصبر.


يقول الله " وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" . فلا نصر للدين إلا بالصبر.


أسمع معي أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم عن الصبر : " الصبر ضياء" لماذا اختار النبي هذا الوصف ؟ ولم يقل مثلا الصبر برهان ، الصبر قوة, الصبر عزيمة ؟ إنما قال الصبر ضياء وما ينطق عن الهوى صلي الله عليه وسلم ، ذلك لأن أزمات الدنيا ظلمات ، فقد الأم أو فقد الأب ، أو فقد عضو من أعضاك ، كآبة تصيبك تصل إلى حد الظلمة – والمعاصي كذلك ظلمات ، من أين يأتي الضياء الذي يخرجك من الظلمات ؟ عليك بالصبر. صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم يقول: – الصبر ضياء – افهم ونفذ يقول النبي صلي الله عليه وسلم : "ما أعطي عبد عطاء أوسع من الصبر" لا تأخذ شيء في حياتك أفضل لك من أن تكون صبور . إني أملك سيارة وأملاك وعمل في مكان مرموق.وليس هذا هو أفضل شيء حصلت عليه ، أعظم عطاء أخذته أن تكون صبورا.


يقول صلي الله عليه وسلم, وأعلم أن النصر مع الصبر:" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له". وقت النعمة أنت ساجد وشاكر لله تؤديها في حق الله ، ساعة المصيبة صابر ، محتسب ، موصول بالله.


ثم أنظر لمعنى جميل جدا, هل فكرت أن من أسماء الله الحسني: "الصبور". والله لو لم يكن في الصبر نعمة أو شرف غير أنه من أسماء الله الحسنى, لكفانا لنتخلق بهذا الخلق. ليس الصبر أو الصبار لأن الاثنين أقل مقاما من الصبور. الصبور هو الذي حاله مستمر على الصبر ، ولكنه صبرا لا يماثل صبر البشر ، صبرا يليق بجلاله سبحانه وتعالى .


يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له ولدا وهو يعطيهم ويرزقهم" لا إله إلا الله من أصبر من الله على عباده؟


هناك من تقول أن والدة زوجي قالت في حقي كذا ، وكلما رأوني قالوا كذا وكذا .. أنظري لصبر الله تبارك وتعالى عما يقولون في حق مع قدرته على البشر، مع سمعه وبصره لكل ما يقوله البشر، مع أنه مالك الملك المسيطر المدبر، الذي يقول للشيء كن فيكون. لكن انظر إلى صبر الله تبارك وتعالى ؟ أنظر إلى البشرية وصلت إلى كم مليون الآن ؟ 6 مليار ونصف تقريبا ؟ كم منهم عابد الله؟ لو قلنا 300 ألف يكون عظيما. لم لا يهلك الله سبحانه وتعالى الكون؟ لأنه صبور وحليم .


في أوقات تمر ليالى في السنة تكون كل البشرية غارقة في المعصية ، ولا ينزل عليهم سخط الله عز وجل إنما يمهلهم ويصبر عليهم. أتصبر أنت بعدما سمعته هذا أم لا ؟ إذا كانت الكائنات تستجير، وتستنكر لما يحدث على الأرض ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربه : يا رب اذن لي أن أغرق ابن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك ، وتقول الجبال : يارب اذن لي أن أطبق على ابن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك وتقول الأرض يا رب اذن لي أن أبتلع ابن آدم فإنه أكل رزقك وعبد غيرك ، والله تبارك وتعالى يقول:" دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم ". "إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهن أحد من بعده" لذلك كان للنبي حق أن يقول بعد كل ما تفعله البشرية " ما من أحد أصبر على أذى سمعه من الله " أنويت أن تتصف بصفات الله أم لا ؟


يقول العلماء " أن الصبر نصف الإيمان . كيف ؟ ما الإيمان غير عمل طاعات وترك معاصي؟ والصبر ما هو إلا صبر على الطاعات وعلى البعد عن المعاصي والرضا بالمقدور. ألا يكون نصف الإيمان ؟ حياتك ما هي إلا نعمة تأتيك أو مصيبة تصيبك أليس صحيحا ؟ نعمة تأتي أشكر، ومصيبة تأتي تصبر. إن نصف الإيمان صبر والنصف الأخر شكر. لذلك يقولون أن لله علينا عبودية في السراء وعبودية في الضراء ، في السراء إذا أعطانا شكرنا ، وفي الضراء إذا امتحننا صبرنا ، إذا حققنا العبوديتين فنحن من عباد الله حقا لذلك جمعهما الله في آية واحدة " إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور" .


تشعر أن الإيمان كجسد رأسه الصبر ، إذا قطعت الرأس انتهي ، تزيد لذة من اللذات؟ لا تريد أن تصلي ؟ أفعل ما شئت أنت بدون رأس أرأيت قيمة الصبر . لذلك لا إيمان لمن لا صبر له .


إذن ما هو شكل الصبر الذي يريده الله منا؟ "إنه الصبر الجميل" يقول الله تبارك وتعلى "فاصبر صبرا جميلا" ويقول يعقوب عليه السلام "فصبر جميل" ما هو الصبر الجميل ؟ وما معني إضافة كلمة جميل للصبر؟ هو الصبر الذي بلا ضجر ، بدون قلق ، بدون زهق ، بدون اعتراض ، حتى ولم لم تعبر بلسانك وقلبك يقول لماذا يحدث هذا ؟ ويشعر بالضجر فهذا ليس بالصبر الجميل.


الصبر الجميل هو الذي بلا عبوس ، حتى وجهك يبدو عليه الرضا وكأنك لم تصب بمصيبة ، صحيح أنه لابد للقلب وأن يتألم ، وصحيح أنه لابد للعين أن تدمع فنحن بشر ، لكن لابد أن تكون طبيعة القلب من داخله صابرة ، محتسبة بدون ضجر .


وهناك معني آخر لكلمة " الصبر الجميل " وهي أن يكون صبرك إيجابي ما معناه ؟ مثل : شاب لا يستطيع أن يتزوج ، فهو سيصبر ويغض بصره ، لكنه لا يعمل بجدية حتى يجد الشقة ومؤنة الزواج ، إذن فهذا ليس بالصبر الجميل ، الصبر الجميل أن تصبر وتبذل الجهد ، ألا تكون سلبيا ، تجلس في البيت وتقول إنني صابر. لا, تحرك وأصبر. إذن ما هي أنواع الصبر؟


للصبر ثلاث أنواع .

1- صبر عن المعاصي .


2- صبر عن الطاعات.


3- صبر على الأقدار والمصائب.


فمن أدى الثلاثة وصبر على الثالثة فقد اكتمل صبره .


هناك أناس وقت المحنة تجده صلب جلد قوي، لكن وقت المعصية يلهث وراءها.


تجد أناس يقومون الليل ويصبرون على الصيام، لكن عندما تعرض عليه المعصية لا يستطيع الصبر على مقاومتها ، وهو العابد الطائع . وتجد من أخلاقه حسنة: يغض البصر ويحترم نفسه، لكن يطيع الله، يقوم ويصلي ولو ركعتين ؟ لا يستطيع ؟ أكملهم من يقوم بالطاعات ويصبر عليها. تعرض عليه المعاصي يصبر على البعد عنها، تصيبه المصائب يصبر ويثبت بذلك تكون أكملت الصبر، وبإتمامك الصبر قد أتممت نصف الإيمان وأنظر إلى منزلتك وقتها " إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب. أيهم أفضل ؟ الصبر على الابتلاءات والمصائب ؟ أم الصبر على الطاعات وعلى المعاصي,؟


طبعا الجميع سيقول الصبر على المصائب فهي تكون أشد على الإنسان. لا، الصبر على فعل الطاعات والبعد عن المعاصي أحب إلى الله وأكمل من الصبر على المصائب ولو كانت عظيمة ! لماذا ؟ لأن الصبر على المصائب صبر اضطراري، أليس كذلك ؟ أما الصبر على الطاعات وعن المعاصي فهو صبر اختياري . أنا الذي أحدد إذا كنت سأغض بصري أما لا؟ ولذلك. أيهما أكمل ؟ صبر يوسف عليه السلام في محنة السجن وامرأة العزيز أم صبر أيوب المبتلي في جسده وماله وولده؟


صبر يوسف. لماذا ؟ لأنه هو الذي اختار دخول السجن بنفسه. رمي في البئر رغما عنه ، وإن كان لاقى العذاب في البئر وشيء مرعب ، بمفرده في الصحراء وفي بئر عميق كله حيات وهوام، لكنه بإرادته و رفضه للمعصية يكون مقامه في السجن أعلى من مقامه في البئر .


إذن خلصنا إلى أن الصبر على الطاعات وعن فعل المعاصي أفضل وأكمل. لماذا .


1- ذلك لأن سر وجودنا والسبب الأساسي هو عبادة الله ومعرفة الله وبم تحقق عبادة الله ؟ بالطاعات .


2- والحسنة بعشرة أمثالها أما السيئة بمثلها ، إذن فعل الطاعات أحب إلى الله. إذا فعل الإنسان الطاعات والمنكرات بالتساوي – حتى تساويا في ميزانه في النهاية فإلى أين يذهب ؟ لا نعدل على الله سبحانه وتعالى ولكن الله يقول " إن رحمتي سبقت غضبي "


إننا نقول ذلك لنستدل على رحمة الله عز وجل وعفوه سبحانه وليس لكي ندعوكم إلى المعاصي . إذن أعلى المراتب : الصبر على الطاعات، ثم الصبر عن المعاصي ثم الصبر على الابتلاءات . ولنبدأ


الصبر على المصائب و الأقدار.

الموت: هذه المصيبة تصيب الجميع: أهل وأقارب وأحباب وأصدقاء، كلنا نتجرع الصبر على الموت.


الصبر على الأمراض: أمراض كثيرة نسمع عنها كل يوم.


الصبر على أذى وسخف الناس .


الصبر على الفقر – الصبر على فشل الأولاد في المدارس.


الصبر على الزوجة (أي ما يحدث أحيانا من خلافات زوجية)


ولنبدأ بالصبر على الموت : أليس هو أشد أنواع الابتلاءات وخاصة عند المرأة تتألم كثيرا أكثر من الرجل . إليك أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم حتى تصبري .


قالت النساء للنبي "غلبنا عليك الرجال يا رسول الله ، فاجعل لنا يوما من درسك ، فقال النبي نعم ، وجاءهن النبي يوما وكلمهن ووعظهن وكان مما قال لهم ، ما منكن امرأة تقدم ثلاث من والدها إلا وكان لها حجابا من النار أي يموت لها ثلاثة وهي مازالت حية – فقالت امرأة : وأثنين يا رسول الله ؟ ، قال : وأثنين."


يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إذا مات ولد العبد قال الله للملائكة: أقبضتم ولد عبدي ؟ فتقول الملائكة : نعم يا رب. فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ أرأيتم رحمة الله مع المصيبة متلازمة إلى أي مدى ؟ فيقولون: نعم يا رب، فيقول: وماذا قال عبدي ؟ يقولون: حمدك واسترجع يا رب – أي قال : الحمد لله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون- فيقول المولى عز وجل أبنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد".


وهذا الحديث إلى كل من أحب إنسان: أب ، أم ، أخ ، صديق ، معلم ... ثم مات، يقول النبي صلي الله عليه وسلم: ما لعبد مؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفية من أهل الدنيا ثم احتسبه،إلا الجنة " .


هل تتخيل أن مصيبة الموت هي التي ستدخلك الجنة ؟ أي صبرك عليها, وهذه نصيحة للأخوات والشباب الذين مات لهم عزيز، يوم صبرك كتب لك مكان في الجنة ، أصبحت من أهل الجنة.


يا من صبرت على ابنك أو ابنتك كتب لكما بيت الحمد في الجنة، يوم القيامة يأتي الأطفال الذين ماتوا في الدنيا فهم غير مكلفون يقول لهم الله: أدخلوا الجنة. يقولون : لا يارب لا ندخل حتى نأخذ آباءنا وأمهاتنا. فيقول لهم الله عز وجل : خذوا بيد أبائكم وأمهاتكم وادخلوا الجنة. فلنفهم الدنيا ومصائبها بشكل صحيح .


أرأيتم جمال خلق الصبر وثوابه؟ إنها الجنة .


أما الصبر على المرض : مثل الفشل الكلوي .. وفقدان البصر .. حتى من يعاني من أمراض نفسية واكتئاب. اسمع أحاديث النبي. عن عطاء بن أبي رباح يقول : قال لي ابن عباس : أتحب أن أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : نعم ، قال : تلك المرأة السوداء – مقاييس الدنيا ومقاييس الجنة مختلفة- أتت النبي صلي الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله إني أصرع -أي تصاب بالصرع- وإني أتكشف فأدعو الله لي أن يعافيني ، فقال لها النبي : إن شئت دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة فقالت : أصبر يا رسول الله ولكني يا رسول الله أتكشف – أرأيتم حياءها هناك أناس الآن حريصين على أن يتكشفوا !- فأدعو الله آلا أتكشف ، فدعا لها النبي فكانت تصرع ولا تتكشف. وهي من أهل الجنة .


يقول النبي صلي الله عليه وسلم " إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه- وهما العينان ، وسموا كذلك لأنهم أحب أعضاء جسده إليه – فصبر ، لم يكن له عندي جزاء إلا الجنة "


إن الله ليكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحُمى ليلة " حديث شريف .


مغص كلوي أصابك في ليلة, تقوم صباحا وأنت مغفور لك تخيل ؟


والله أنت ممكن بعد قليل وبعد أن تسمع هذا الكلام تتألم وأنت بداخلك معنى اللذة لأن الصبر له لذة ، واستشعار الثواب له لذة أكبر وأكبرة من أهل الجنة ؟ ، قلت : نعم، قال ، تلك المرأة السوداء – مقاييس الدنيا ومقاييس الجنة مختلفة – أتت .


ابن مسعود له كلمة شهيرة يقول : إن الحسنات لاتكتسب بالمصائب، فيقولون فاغتممنا ، إنما هي تكفر السيئات ، فيقولون : فسعدنا .


أحد التابعين : يزيد بن ميسرة : له كلمة جميلة جدا : إن العبد ليمرض المرض وماله عند الله من خير قط – أي علاقته سيئة مع الله فيلقي الله في قلبه وهو يتألم أن عد إلى عبدي ، ففي أثناء المرض ربما دمعت عينه رجاءا في رحمة الله عز وجل ، فيخرج من مرضه طاهرا من الذنب" أرأيتم نظرتنا للمرض أنها لابد وأن تتغير ؟


النبي صلي الله عليه وسلم أصابه جرح غائر في أصبعه أثناء المعركة ، فينظر إليه ويقول " هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت؟ إنه يهون على نفسه مادام ما حدث لإصبعه في سبيل الله.


أما أنت رؤيتك لمنظر الدم وهو ينزف من أصبعك يجعلك تضطرب وتحزن ولذلك كان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم للمريض "طهور إن شاء الله" إنها من السنة أن تقول لمن تعوده وهو مريض "طهور إن شاء الله" أي إنها مطهرة من الذنوب إن شاء الله.


من أنواع الصبر أيضا. أن نصبر على أذى الناس ونحتمله ، أتحمل الجارة التي شتمتني ، أتحمل الحماة التي أهانتني ، أتحمل كلمة شديدة من زوجي، أتحمل كلمة شديدة من أبي ، تحمل الأذى بشتى أنواعه وخاصة ممن يكرهك أو يعاديك.


يقول النبي صلي الله عليه وسلم: إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادي منادي ليقم أهل الفضل ، فيقومون وهم قليل ، فيسيرون سراعا إلى الجنة ،فتستوقفهم الملائكة وتقول : من أنتم ؟ فيقولن نحن أهل الفضل ، فيقولون لهم وما فضلكم ، فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا ، وإذا أسيئ إلينا غفرنا ، وإذا جهل علينا حلمنا فتقول لهم الملائكة : أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.


ستصبر على الإيذاء أم سترد الإيذاء بإيذاء؟ "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور. "


يأتي رجل للنبي صلي الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم ويقول له :أعدل يا محمد فإن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله- في إيذاء أشد من هذا ، يقال للنبي أعدل ؟- فيرد النبي صلي الله عليه وسلم : " رحم الله أخي موسي لقد أوذي أكثر من هذا فصبر " صلي الله علية وسلم .


يقول الله تبارك وتعالى "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان الله بصيرا " أرأيتم الحكمة ؟


الصبر على كل شيء. نحن مازلنا في الصبر على الإبتلاءات والمصائب – لكن الصبر مطلوب حتى في الضيق ، من المذاكرة مثلا ، والدك أغلق الإنترنت والتلفيزون وكل شيء حتى تنتهي الامتحانات ، وبداخلك هم وغم .


يقول النبي صلي الله عليه وسلم " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا وكفر الله له بها من خطاياه" .


نصب: تعب – لعبت كرة وتعتب تكفير لذنوبك تخيل ؟


وصب : مرض – وانظر إلى النصب والوصب : إيذاء جسدي ، الهم والغم والحزن: نفسيا ، والأذى: شملت كل هذا وحتى الشوكة .. كل ذلك يكفر الله له بها من خطاياه.


يقول النبي صلي الله عليه وسلم " لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة .


أنصبر بعد ذلك أم لا ؟


لذلك أعداء الإسلام ومن لا يحبهم الله لا يبتليهم، بل ينعم عليهم ويكثر عليهم في الإنعام حتى إذا أخذهم لم يفلتهم " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون" .


وسئل رسول الله صلي الله عليه وسلم " يا رسول الله أي الناس أشد بلاءا ؟ قال :الأنبياء – حتى لا تعتقد وأنت تبتلى أن الله ساخط عليك ، ولماذا أنا بالذات ؟ هؤلاء هم الأنبياء أشد الناس بلاءا - ثم الأمثل فالأمثل ، فيبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان دينه صلبا زيد في ابتلاءه ، وإن كان في دينه رقة – أي ضعف – يبتلى على حسب دينه ، حتى يتركه الله يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة .


ما هي حكمة الابتلاء ؟

1. الحديث اخبرنا عن واحدة وهي : رفع الدرجات.


والله أننا لو قابلنا الله يوم القيامة بدون مصائب سنقابله مفلسين. هل حسناتنا أمام نعم الله، ومعاصينا أمام حسناتنا تدخلنا الجنة ؟ لكن تأتيك مصيبة تكدرك أسبوع ، شهر ، سنة ، سنتين.فتصبح لك منزلة كبيرة في الجنة ، ولكي تصل لها لابد وأن تمر بهذه المرحلة .


2. حكمة أخري من الابتلاء : التميز في الدرجات بيننا وبين بعض بشكل عملي. الله يعلم كيف سنتصرف إزاء أي موقف ، لكنه بعدله يأبى أن يحاسبنا يوم القيامة بعلمه ، ولكنه يحاسبنا على تصرفاتنا ، ولو حاسبنا بعلمه بنا لكان عادلا ، ولكنه من رحمته ولإقامة الشهود – فأنت الذي ستشهد على نفسك يوم القيامة – تأتي المصائب لتظهر مواقفنا ويظهر أصحاب الفضل من أصحاب التنكيت.


3. يقول الله تبارك وتعالى " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين " البقرة
ويقول عز وجل " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب "


غيب التمييز الذي هو يعلمه تبارك وتعالى. هو يعلمه تبارك وتعالى ولكنه أراد أن يكون مشهودا.


1- من حكمة الله تعالى أيضا, أنه لو استمرت الأمور بنا هادئة ومستقرة وبدون ابتلاءات دائما وتحصل على المنافع والمكاسب والنعيم, سيحدث لك كبر ، غرور ، تَعاِلي على الله ، عدم احتياج لله ، فمن رحمته أن يبتليك ولترجع إليه وتنكث راسك وتذل إليه وتقول له يا رب أحتاج لكذا وكذا وكذا. .


من حكمته أيضا: أن تشتاق للجنة، فلن تشتاق إليها إلا إذا ذقت مرارة الدنيا، إذا تعبت في الدنيا اشتقت لحلاوة الجنة .


2- إن المصائب تذكرك بالمنعم والنعم، فتكون المصيبة سبب في أن تشكر نعمة الله عليك،


3- من حكم الابتلاء: أن الله يحب إذا قضى قضاء أن نرضي بقضائه.


4- من حكم الابتلاء: أن يبتليك لتظهر قوة الله عز وجل وتتجلى , حين ينجيك منها ، فمتى ستظهر صفة الله القوي الرحيم الودود إذا كانت حياتك كلها مستقرة؟ يبتليك فتلجأ إليه فيأخذ بيدك ، فتظهر صفات الله عز وجل .


هذه كانت حكم الابتلاءات .


نماذج الصابرين على الابتلاءات

أجمل هذه النماذج: أيوب عليه السلام، عاش 80 عام غني موفور الصحة عنده 14 ولد وبنت، كل الناس تحبه في البلد التي يعيش فيها. ثم يشاء الله تعالى بعد كل هذا النعيم ، وبعد 80 سنة أن يموت ال 14 ولد وبنت ، ويصاب بمرض شديد حتى أنه اقعد فلم يستطيع الحركة ، حتى أن أعضاءه بدأت تتساقط ، فخافه الناس ، هربوا منه ، فلم يبق معه سوى زوجته الوفية الصابرة هي أيضا – زوجات كثيرات عندما يتغير حال زوجها أو يتبدل يتغيرن ، تعليم من زوجة أيوب عليه السلام بقي الرجل 18 عام مقعد ، فاقد أولاده جميعهم ، حتى أنفقت زوجته مالها كله عليه فهو لا يعمل ، ونفذ المال ولم يبقي في بيت النبي شيء يؤكل – أترون كم الابتلاءات ؟ فخرجت زوجته تعمل عند الناس ، وهي زوجة النبي لكي تأتي بلقمة العيش لزوجها حتى جاءت يوما وقالت له ألا تدعوا الله أن يشفيك ؟ قال: أنعم على 80 عام فلأصبر 80 عاما ثم أدعوه ! مثل عجيب ، حتى أننا إلى الآن نقترب المثل بأيوب في الصبر لذلك يقول الله عنه " إنا وجدناه صابرا فنعم العبد ، إنه أواب" وظل صابرا ولا يدعو الله ، ولم تجد زوجته شيء لأن الناس خافوا منها أيضا لأنها زوجة من تتساقط أعضاؤه ، حتى اضطرت لبيع ضفائرها ، فلما علم بذلك بدأ يدعو ، ولكن أنظرا لدعائه ، قال " رب إن مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " وفقط ، لم يقل يا رب كفاني 18 عام ، لم يشتكي ، بقية الآية " فنجيناه من الغم " لا إله إلا الله ، ورزق – هناك روايات تقول – 28 ولد ، ولم هذا العدد بالتحديد لأن الله يقول " ورزقناه أهله ومثلهم معه " كان لديه 14 ولد رزقه الله بـ28 ، وبارك الله له في ماله ، وردت إليه صحته إنه أيوب عليه السلام وأنت تحزن لخدش أصابك ، وتحزن لأن سيارتك فيها صدمة خفيفة ، تحزن لأن شخص مات لك ، انظر لنبي الله ماذا حدث له ؟ أنت أحب إلى الله أم أيوب عليه السلام ؟ فلا تقل " ليه يا رب عملت في كده" ؟


ثم أنظر لثاني هذه النماذج : " يوسف عليه السلام" يفقد أبوه وأمه، يفقد أهله ووطن وغرب عشرين سنة عن بلده، لا يعمل طريق العودة لأنه عندما أخرج منها كان طفل وبيع ولم يعلم كيف يعود؟ أخوته يكرهونه ، وكادوا يقتلوه، ألقي في البئر في وسط صحراء ، تملأه الهوام وهو عميق جدا " في غيا بات الجب " ، يباع عبدا وهو الكريم أبن الكريم أبن الكريم أبن الكريم . أبن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم يباع عبدا، ثم يتعرض لفتنتين عندما يباع لقصر العزيز وتبدأ امرأته في مراودته عن نفسها، فتنة صعبة، ثم يلقى في السجن 9 سنوات ثم يتعرض لفتنة المال والوزارة . سبحان الله أنظر إلى حجم الابتلاءات التي تعرض لها ؟ وهو صابر .


ويعود لأبيه بعد عشرات السنين ، وأنظر إلى صبر أبيه يعقوب هو أيضا لفقد أبنه وحزنه الشديد عليه .


من نماذج المبتلين أيضا: - (عمران بن حصين) من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم جاءه مرض شديد حتى اقعد لفترة طويلة، يدخل عليه أصحابه يزورونه فيبكون رفقة به. فينظر إليهم ويقول لهم ما أحبه الله أحببته !


انظر لامرأة قطعت يدها، فأول ما قطعت ضحكت، فقالوا لها ألا تجدين الألم ؟ فقالت : حلاوة الثواب أفقدتني مرارة الألم!.





من نماذج المبتلين أم سليم : صحابية ، هي وزوجها عندهم ولد واحد وهو " طلحة " الولد أصابه مرض شيد وأبوه كان يحبه حب شديد ، وفي يوم خرج الأب ، والود مات في المساء ، والبكاء عليه في وقت متأخر من الليل لن يفيد فلن يستطيعوا دفنه ، فالمرأة العاقلة الصابرة المؤمنة الذكية لم ترضى أن يعلم زوجها ويظل حزينا من الليل حتى الصباح ، فتحملت هي الألم وحدها ,أثرت أن تخبره صباحا ! فجاء الرجل ليلا وسألها : ما حال الغلام ؟ فقالت : سكن . هو يفهمها أنها ارتاح وهي تقصد أنه مات وارتاح – فقال : الحمد لله ، فتزينت له وأعددت له نفسها كأجمل ما يكون ! وقضى معها ليلته، فلما جاء الصباح فقالت له يا رجل: أرأيت إن كان لجيراننا عندنا وديعة أنردها إليهم ؟ قال : نعم ، قالت أفرأيت إن طال الزمن ؟ أي أنها عندنا مدة طويلة ؟ قال بذلك فهي أحق أن تؤدى ، قالت : فاحتسب أبنك ، إن الله أراد أن يسترد وديعته – الأخوات يستطعن أن يصبرن هكذا ، أن يكونوا نصف أم سليم؟ .


إذن وكيف أصبر؟ للصبر على المصائب شروط :


1- لابد وأن يكون في اللحظة الأولي ، أول ما يأتي الخبر وكيف ؟


بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يمر على القبور فإذا بامرأة تبكي عند قبر بنواح. فقال لها النبي: يا أمة الله اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني – أي اتركني وشأني – فقال لها ، يا أمة الله اتقي الله واصبري ، فقالت : إليك عني ، فتركها رسول الله ، فذهب إليها الصحابة وقالوا لها : أتعلمين من هذا ؟ إنه رسول الله فذهبت إليه وقالت له : سامحني فلم أكن أعلم أنك رسول الله ، فقال لها : إنما الصبر عند الصدمة الأولى أي الآن هدأت ؟ الصبر كان لابد وأن يكون في لحظتها حتى تأخذي الثواب كاملا.


2- الشرط الثاني: أن تقولي في لحظتها " إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها "


ليتنا يا شباب نتعلم هذا الدعاء، في أي شيء يصيبك، سرق حذاءك وأنت تصلي ، ضاع منك أي شيء ، قل هذا الدعاء ، ولابد أن يعوضك الله خيرا منها.


أم سلمة زوجها " أبو سلمة " مات شهيدا في بدر ، فقال لها النبي قولي هذا الدعاء ربنا يخلفك خيرا منه ، فجلست تفكر من يكون خير من أبي سلمة صحابي ، وشهد بدرا ، ومات شهيدا ؟ لكنها قالته ، فتزوجها نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم إذن نتعلم أن نحرص على هذا الدعاء " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.


3- الشرط الثالث عند استقبال المصائب: أن يكون بلا ضجر وبلا شكوى هل معناه ألا أقول لأحد ؟ إذا كنت تقول بنية الأخبار وإنك تتألم من حدوث كذا وكذا .. يجوز، لكن لو بنية شكوى الله لا يجوز، فالأمر يتوقف على نيتك.


أوصيكم بتطبيق عملي على الصبر ، الصبر في البيوت بين الزوجات والأزواج ونصيحة بالذات للأزواج، يقول النبي صلي الله عليه وسلم :


"لا يبغض مؤمن مؤمنة إذا رأى منها خلق يبغضه رأى منها أخر يعجبه "


وهو يقصد الأزواج هنا ، فليس كل شيء في زوجتك سيء ، هناك فيها ما يعجبك ، إن سخطت منها شيء فارضي بالباقي .


قضية مهمة جدا ومنتشرة الآن في المجتمع ، أزواج كثيرين الآن ، يقولون أريد أن أتزوج مرة أخرى ، لا أستطيع الاستمرار مع زوجتي لماذا ؟ في الحقيقة هي حسنة المعاشرة وتربي أولادي , .. لكن فيها بعض الأشياء التي تضايقني .


أقول له: ألم تسمع قول الله تعالى " إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب"


وقول الله تعالى: " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" النساء


انصح الأزواج أن يصبروا على زوجاتهم وإذا كان هناك ما يضايقك فيها حاول أن تصلحه معها وتساعدها على أن تعالجه.


من التطبيقات أيضا التي أوصي بها:


أوصي الناس التي تظل صابرة ومحتسبة عند المصائب ، لكن عندما يفتح الله عليها ويفرحها لا تستطيع الصبر ، يصبر على البلاء ولا يصبر عند النعمة يقول أحد الصحابة : أبتلينا مع النبي صلي الله عليه وسلم في الضراء فصبرنا ، ثم أبتلينا بالسراء فلم نصبر.


وهذا ما يحدث لبعضنا، هو صابر ومؤمن ، أول ما يفتح له الله وتأتي السيارة يعصي ، يأتي المحمول يعصي أكثر ، كل ما النعيم يفتح له يعصي أكثر ولا يقوى على الصبر فبالله عليك لا تغفل عن هذا المعني .


لذلك ما الأصعب ؟ صبر سيدنا يوسف في السجن، أم صبره عندما صار وزيرا ؟ وهو وزير ، لأن فتنة السراء تأت ملتوية أم فتنة الضراء فهي مباشرة وأنت تدركها . فاتقي الله عند النعم .


هذا كان النوع الأول من الصبر الذي تحدثنا عنه وهو الصبر على المصائب أما النوع الثاني : فهو


الصبر عن المعاصي

وهنا الحديث للشباب


وسأضرب لكم مثل على أصعب مشكلة تقابل الشباب والبنات في الصبر وهي علاقة الرجل بالمرأة خاصة فيما يتعلق بمسائل الجنس ، وليس هناك أصعب من هذا المثل يوسف عليه السلام وامرأة العزيز " ، وأنظر له : شاب موفور الشباب ، موفور الصحة ، جميل أعطي نصف الجمال وليس جمال البشر ، بل نصف جمال المخلوقات والكون نحيل ، أعزب ، عبد – وما قيمتها ؟ العبد لن يحاسب كالحر في تصرفاته فهو مأمور - ، غريب ليس في بلده – مثل الذي يسافر خارج مصر يكون أشد جرأة على المعاصي لأنه لا أحد يعرفه ، تخيل كل هذه الصفات فيه .


وأنظر لها هي: امرأة جميلة, ذات منصب ، هي التي تسعي إليه ، " غلقت الأبواب" وقالت هيت لك" هي التي تدعوه للمعصية ، ولا أحد يراهم ، ثم تهدده: إذا لم تفعل ما آمرك به ستدخل السجن. هل هناك موقف أصعب من ذلك ، ثم بعد ذلك كل نساء المدينة يسعين إيه ، وكلهن يراودنه عن نفسه .. ثم هو يقول بعد ذلك " معاذ الله" هل تستطيع أن تكون كذلك ؟ أنت تسعى وراء المعصية ، وهو وسط كل هذه الابتلاءات والإغراءات وصمد .


والله يا شباب قصة سيدنا يوسف لم تترك لأي شاب عذر ، يقول لك الشاب : أنت لم ترى الجامعة ، أقول له بل أنت الذي لم ترى قصر العزيز، يقول لك : إنك لم ترى القنوات الفضائية وما بها من إباحية ومشاهد أقول له : بل أنت الذي لم ترى امرأة العزيز وهي جميلة وذات منصب تسعى لشاب أعزب غريب وعبد عندها وتقول له (هيت لك) .. وانظر إلى حديثها هي عنه " ولقد راودته عن نفسه فاستعصم " أنظر إلى هذه الكلمة وحسها على أذنك، ووقعها عليك.


أصبروا ياشباب ، تجلدوا قليلا حتى تتزوجوا ، لا تقل يا رب أنني كنت في موقف صعب جدا فاضطررت. لا تعالى يا يوسف قول له عن الجو الذي كان يحيط بك يا شباب ، يا بنات .. يا من لا تقوون على ترك (المصاحبة ) وعلى ترك التليفون انظروا لسيدنا يوسف.


يقول الله تبارك وتعالى " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن الثواب. قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار" . آل عمران


ألا نصبر في مقابل الجنات التي تجري من تحتها الأنهار والتي ستنعم فيها وتسعد في الحقيقة أنا وجدت أن هذا من أعظم الأمثلة على الصبر عن المعاصي هل بعد هذا المثل لا تقوى على الإقلاع عن التدخين ؟





وبهذه المناسبة يحضرني مثال عن رجل عظيم ذو مكانة ظل يدخن 40 عام وسمع عن الدعاء وأهميته وفائدته، ففكر فيه، يدعو أن يهديه الله ويترك التدخين، وبالفعل أقلع عن التدخين في أسبوعين، تخيل ؟ وكأن الصبر عن المعاصي يجعلك تفعل المعجزات .


أصبر وأجعل عندك ثقة في الله إنه سيعينك على ترك المعصية إن صبرت. أبعد عن أصدقاء السوء ، أصبر عن التطلع إلى دنيا الآخرين ، وهذه نصيحة للنساء أغلبهن تقول " نفسي أبقي زي فلانة " وتبدأ المعاصي من مجرد التطلع إلى دنيا الآخرين ، يبدأ زوجها يسير في طريق حرام حتى يرضي رغباتها وطلباتها " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواج منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه "


أنا اكتفيت في هذا النوع من الصبر (الصبر عن المعاصي) بقصة سيدنا يوسف وليكن شعارك " صبر يوسف" وأقرأ سورة يوسف كثيرا وأسمع كلامه وهو يقول " قال يارب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه " ألا تشعر بالقوة على المعصية من هذا الكلام ، ولذلك يقولون : أنه لا يقرأ سور يوسف محزون أو مكروب أو محب لشهوة إلا سري عنه وصرفت عنه .


النوع الثالث من الصبر :


الصبر على الطاعات

ولنا فيه مثل : إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام


تخيل الطاعة تصل بأب أن يذبح أبنه ، ويأت بولده بالفعل ويضع السكين على رقبته .. والولد يقول له " يا أبت أفعل ما تأمر ستجدني أن شاء الله من الصابرين ، فلما أسلما وتله للجبين ". السكين لم تعمل لأنك قد صدقت الرؤيا يا إبراهيم واثبت طاعتك واستلامك لله.


وبعد ذلك أنت لا تقوى على قيام الليل بركعتين ، لا تقوى على أداء الصلاة في أول الوقت وتكسل عن صلاة السنن ، وهذا إبراهيم لم يتكاسل أو يتواني عن قتل أبنه وجاء بالسكين ووضعها على رقبته ، أين طاعتك لأوامر الله حتى أن الولد وهو في الرابعة عشر أو الخامسة عشر استجاب وأطاع أوامر الله عز ووجل ولم يتردد وقال " ستجدني إن شاء الله من الصابرين " فأين صبرك أيها الشاب وهو يصبر على ذبحه طاعة لأوامر الله .


ولذلك تعلمون الحديث الشهير " سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله". السبعة صابرين".


1- إمام عادل كان يستطيع أن يطغى لكنه صبر على أن يطغى.


2- شاب نشأ في طاعة الله : منذ صغره وهو مستقيم على الطاعات (يصبر على الطاعات)قراءة قرآن – دعاء – ذكر – استغفار..


3- رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه ( الصبر على أداء لطاعة يتخفي حتى يحتسب صبرا) .


4- رجلان تحابا في الله (تحملا بعضهما البعض وصبرا على بعضهما البعض حتى يحبون الله).


5- رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (واصبر هنا في كتمانه هذه اللحظة والصبر عليها حتى يؤجر عليها يوم القيامة فلم يخرج يرائي بها ويحكي عنها).


كلها نماذج على الصبر على لطاعات .


ومن أمثلة الصبر : الصبر على مصادقة الصالحين ، يقول الله تعالى " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا " الكهف . اصبروا أنفسكم مع المؤمنين.


من ضمن الأوامر ونماذج الصبر على الطاعات : -





يقول الله تعالى:" وأمر أهلك بالصلاة وأصطبر عليها ". طه 132 أن توصي أهلك وتصبر بهم ومعهم سوءا زوجتك أو أبيك وأمك خاصة في قيام الليل.


كان سيدنا عمر بن الخطاب يقوم الليل يصلي وقبل الفجر بنصف ساعة يوقظ زوجته وأولاده يقول لهم " وأمر أهلك بالصلاة وأصطبر عليها".


يوميا يقرأ نفس الآية يوقظهم.