
التوبة دموع حارة كالشموع تضيء طريق الرجوع ..
التوبة… مشاعر وأحاسيس …ترسم طريق الأمل ..
التوبة…ابتسامة ونبضة قلب…تفطَّر ألماً وكمدا ..
التوبة…باب الرجاء والأمل…فسبحان من فتح لنا باب الأمل……
((قل يا عبادي الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله …))
هنا في هذا الموضوع نتمنى ونطمح أن نعد مكتبة كاملة متكاملة بأذن لله ..
لكل ما يخص موضوعنا ..التوبة.. من : منشورات،، ملفات ،، مواضيع ،، أشرطة ومحاضرات...الخ
فمن أراد أن يكون له علم نافع يصله أجره حتى بعد موته فليشمر ساعده معنا وليتوكل على الله..

ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : \" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – \"
سبحان الله ... وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال : \" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي , وأمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا , فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه , ولا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا . فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام , وخرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه , والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك . وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت .

فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم \" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها \" وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .
حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها , وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل , وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية , ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك .
لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم \" منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور , ولا يجوز تأخيرها , فمتى أخرها عصى بالتأخير , فإذا تاب من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير , وقل أن تخطر هذه ببال التائب , بل عنده انه إذا تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر .
ومن موجبات التوبة الصحيحة : كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب , تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة , قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا ,
فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته . وليرجع إلى تصحيحها , فما أصعب التوبة الصحيح بالحقيقة , وما أسهلها باللسان والدعوى.
فإذا تكرر الذنب من العبد فليكرر التوبة , ومنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : أحدنا يذنب , قال يكتب عليه , قال ثم يستغفر منه ويتوب ,قال : يغفر له ويتاب عليه , قال : يكتب عليه , قال :ثم يستغفر ويتوب منه ,قال : يغفر له ويتاب عليه . قال فيعود فيذنب . قال :\"يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا \"
وقيل للحسن : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود , ثم يستغفر ثم يعود , فقال : ود الشيطان لو ضفر منكم بهذه , فلا تملوا من الاستغفار .
إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب
وان تعاظمك ذنبك فاعلم أن النصارى قالوا في المتفرد بالكمال : ثالث ثلاثة . فقال لهم ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه ) وإذا كدت تقنط من رحمته فان الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وهاذا فلاش عجبني عن التوبة اتمنى يعجبكم
http://www.twbh.com/index.php/site/card/card192/
الحمد لله غافر الذنب, وقابل التوب, شديد العقاب, ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير؛ والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
اعلم أرشدك الله لطاعته أن التوبة مصدر قولك:تاب يتوب وهو مأخوذ من مادة(ت و ب)التي تدل على الرجوع. يقال: تاب من ذنبه,أي رجع عنه توبة ومتاباً, والوصف منه تائب,
والتوب: ترك الذنب على أجمل الوجوه, وهو أبلغ وجوه الاعتذار؛ فإن الاعتذار على ثلاثة أوجه:
1- إما أن يقول المعتذر لم أفعل.
2- أو يقول فعلت لأجل كذا.
3- أو يقول فعلت وأسأت وقد أقلعت. ولا رابع لذلك.
وهذا الأخير هو التوبة, يقال: تاب إلى الله أي تذكر ما يقتضي الإنابة, نحو قوله تعالى: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور:آية31) أي عودوا إلى طاعته وأنيبوا إليه.
والتواب العبد الكثير التوبة, وذلك بتركه كل وقتٍ بعض الذنوب على الترتيب حتى يصير تاركاً لجميعه, وقد يقال لله عز وجل ذلك ( أي تواب ) وذلك لكثرة قبوله توبة العباد حالاً بعد حال.
والمتاب في قول الله تعالى: ( وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً) (الفرقان:71)
يقصد به التوبة التامة وهي الجمع بين ترك القبيح وتحري الجميل.
فالتوبة في الشرع: ترك الذنب لقبحه والندم على ما فرط منه والعزيمة على ترك المعاودة, وترك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة.
وقال بعض أهل العلم: التوبة في الشرع: الندم على معصية من حيث هي معصية, مع عزم أن لا يعود إليها إذا قدر عليها.
فقولهم على معصية: لأن الندم على المباح أو الطاعة لا يسمى توبة.
وقولهم من هي معصية: لأن من ندم على شرب الخمر لما فيه من الصداع أو خفة العقل أو الإخلال بالمال والعرض لم يكن تائباًشرعا.
وقولهم مع عزم أن لا يعود: زيادة تقرير؛ لأن الندم على الشيء لا يكون إلا كذلك.
وقولهم إذا قدر عليها: إشارة إلى أن من سُلب القدرة على معصية مثل الزنا وانقطع طمعه عن عود القدرة إليه لم يكن ذلك توبة منه.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم:8)
والتوبة النصوح: هي توثيق العزم على أن لا يعود بمثله؛ وألا يبقى التائب على عمله أثراً من المعصية سراً وجهراً, وهذه التوبة هي التي تورث صاحبها الفلاح عاجلاً وآجلاً.
والتوبة النصوح وهي من أعمال القلب التي تعني تنزيه القلب عن الذنوب, وعلامتها أن يكره العبد المعصية ويستقبحها فلا تخطر له على بال ولا ترد في خاطره أصلاً
واعلم أخي القارئ أن للتوبة أنواع فقيل هي نوعان:
1- توبة الإنابة: وهي أن تخاف من الله تعالى من أجل قدرته عليك, قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:135).
2- وتوبة الاستجابة: وهي أن تستحي من الله تعالى لقربه منك, قال الله تعالى: ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)(قّ: من الآية16).
وقيل بل التوبة ثلاثة أنواع:
1- التوبة الصحيحة: وهي أنه إذا اقترف العبد ذنباً تاب عنه بصدق في الحال.
2- التوبة الأصح: وهي التوبة النصوح وقد سبق تعريفها.
3- التوبة الفاسدة: وهي التوبة باللسان مع بقاء لذة المعصية في الخاطر.
ومن ذلك فإن للتوبة شروطاً ذكرها أهل العلم رحمهم الله تعالى:فقال النووي رحمه الله تعالى:
التوبة واجبة من كل ذنب, فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق آدمي فلها شروط ثلاثة وهي:
1- أن يقلع عن المعصية.
2- أن يندم على فعلها.
3- أن يعزم على أن لا يعود إليها.
فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
ويزاد شرط رابع إذا كانت المعصية تتعلق بحق آدمي:
4- أن يبرأ من حق صاحبه, فإن كان مالاً ونحوه ردَّه إليه, وإن كان حدَّ قذف مكنه منه أو طلب عفوه, وإن كان غيبة استحله منها.
ويجب على المرء أن يتوب من جميع الذنوب, فإن تاب من بعضها صحت توبته من ذلك الذنب.
وأخيراً فلنعلم جميعاً بأن الله تعالى يقبل توبة التائب من جميع الذنوب كبيرها وصغيرها وجليلها ودقيقها