ولكن أمراً واحداً غير هذا استطاع أن يلفت عقول الناس في ذلك اليوم في حيرة بالغة..!فقد كان في ذلك الجمع شابان لو أن تلك الطبيعة الخلابة استجمعت كل فتنتها وسحرها ثم أرادت أن تقذف بجميع ذلك إلى الدنيا في مظهر شابين فيهما كل تلك الفتنة وذلك السحر لم استطاعت أن تجود بأبدع منها و أجمل!

.....وكان لايمر بهما أحد من أولئك الحشد إلا وقفه الذهول فترة.كأنما يتساءل:من عسى أن يكون هذان الشابان .....
ألعلهما ملكان نزلا من سمائهما للمشاركة في هذا العيد؟!ام هما توأمان لهذه الطبيعة الخلابة.....

ولقد كان لهم في الواقع أ يعجبوا كل ذلك..فإن ذينك الشابين لم يكونا سوى الأميرتين ستي وزين.....
.....فقد انتبهت الأميرتان إلى أن فتاتين من بين ذلك الحشد تقبلان نحوهما في خطى متعثرة ووجهين مشدوهين..!فأحرجتا..ولم تشكا في أنهما فتاتان قد عرفتاهما وألمتا بأمرهما.

لكن الفتاتين ظلتا تتقدمان إليهما ثم وقفتا أمامهما وشخصت عيناهما في شكليهما ثم أخذت تترنح من كل منهما القامة ثم سقطت كل منهما على الأرض الواحدة تلو الأخرى في غيبوبة كاملة عن الدنيا ومافيها.

.....
.....

فنهضتا تودعان الجاريتين اللتين لم تزالا في غيبة عن رشدهما بعد أن عمدت كل منهما إلى الخاتم النادر الثمين .....والذي نقش عليه بوشي دقيق ائع من حجارة الماس والياقوت اسم صاحبته فألبسته إصبع كل من الجارتين واستبدلتا به خاتمين بسيطين كانا في يد كل منهما لينوب ذلك عنهما في التعبير عن تقديرهما والعطف عليهما ثم ليكون وسيلة لإلى معرفتهما والاهتداء إلى اصلهما .....
--------ــ----------

لم تكن الجاريتان اللتان كان من أمرهما ما حدث من الصدمة والذهول امرأتين كما تبدوان..!و إنما كانا شابين بارزين من رجال ديوان الأمير!كان أحدهما اسمه(تاج الدين) وأما الآخر فكان يقال له (ممو) .....عرفا بتعلقهما وتعشقهما الشديدين للجمال فقد كانا مولهين به ولهاً عجيبا في كل صوره ومظاهره وكان يبلغ بهما التأثر بحقيقته فوق ماهو معتاد او طبيعي .....

.....
لم يكن ذلك كله ليفقدهما الوعي والإدراك لولا أن حقيقة روحانية أجل من ذلك ساورتهما وطغت على مشاعرهما.كانت تلك الحقيقة هي الحب...الحب الروحاني الخالص الذي يتسمى على الاعتبارات الجسدية ويتعالى فوق الحقيقة الجنسية من ذكورة و أنوثة.فقد مس من كليهما سويداء قلبه،وانطلق تياره الخفاق منبثاً في كل مداخل الروح.....
فلا غرابة أن تذهل الروح في تلك الساعةعن جسمهما ، ولا عجب حينئذ للعين أن تشخص وللعقل أن يتبدد وللإحساس أ يغيض. ولاغرابة أن يتغلب الحب..فيصرع ذينك الفارسين ويطرحهما كفراشة بين أذيال اللهب.
.....
استيقظ ممو وتاج الدين من غيبوبتهما ليجد كل منهما نفسه منطرحاً بين تلافيف ليل أسود.....
وقد أطبق عليهما حوّ من النسيان والذهول،فهما لايذكران شيئاً مما حدث لهما،ولا يعلمان مالذي طرحهما في تلك الأرض ومالسبب في يقائهما هناك.غاية ما استطاع كل منهما أن يشعر به في نفسه خفقان غريب في القلب،وانهيار تام في الأعصاب وفتور عام في القوى، وخبل شديد في الذاكرة...!
.....
.....
.....

ومضى يوم..ويومان ..وما يقارب الأسبوع..وكل من ممو وتاج الدين يقاسي آلاماً غامضة تشتد ولا تلين، وتزداد ولا تقل ، ويعاني شعوراً طارئاً غريباً لا يدري سببه ولا يدرك تفسيره.وأخذ إحساس كل منهما بمظاهر الأشياء يختلف عن الأول اختلافاً بادياً! فقد أصبح كل نتهما يشعر بالوحشة من كل شيء ، ويحس بالملل من سائر ماكان يألفه. وكأنما كانت روح كل منهما تبحث في أعماق نفسه عن شيء عزيز افتقدته ،وعن حقيقة سامية لاحت لها ثم ضلت ،ولكن ما هو ذلك الشيء؟ومتى أحس به حتى يشعر بأنه افتقده؟ كل ذلك كان سراً غامضاً عنهما، يحومان حوله ولا يستطيعان اختراقه.

وتبدا قصة الحب من هنا بفصول غاية من الإبداع والفن القصصي الرائع وبيان غاية في السحر والتأثير...كل منهم يبحث عن الآخر بشعور غامض لا يعلمون سببه حتى تكشف ذلك الحب عجوز فسرت حال كل من الشابين والفتاتين ...وتقع أحداث كثيرة تهز القلب ...لن أنقلها لكم ..............ولكن أتركها لكم لتكملوها بأنفسكم فتعيشوا مع كلماتها و أحرفها بإحساس مليء بالروحانية والحب السامي ..........لا أريد أن أحرق عليكم الفيلم فتستغنوا عن قراءتها بأنفسكم فلا يكون هناك متعة وتشوق إليها ................لكن هي بالتأكيد ستعجبكم و ستصور لكم الحب بمعنى مختلف سامي ..لاقى من المعاناة و الألم الشيء الكثير تغذى بروحيهما و نفسيهما ومن دمهما ..ليمتد من الأرض إلى السماء.......................................

حياك الله أختي سفرجل..:26: ...
سعدت كثيراً بمشاركتك ومتابعتك للقصة...
أتمنى أن أكون وفقت في نقل صورة مشوقة عن القصة ..تجعلكم تتابعونها بقراءتها من الكتاب نفسه فتحسوا بما أحسست به كي تكونوا أكثر اندماجا معها...
و أنا بانتظار رأيك عن القصة يا سفرجل.....ورأي كل الأخوات.....................

لكم تحياتي
روتانة

بارك الله فيك
انا عن نفسي تعجبني جدا القصص الي مثل قصتك

فاكملي الله يسعدك