أريدك يا بنتي، صادقة إذا تحدثت، حكيمة إذا سكت، لا تجاملي في حق، ولا تنحازي لغير الحق، فيحترمك العاقل، ويهابك الماجن، وينظر اليك زوجك نظرة احترام وتقدير... أريدك عندما يغضب زوجك أن تلزمي الصمت، فإذا سكنت ثورته، فكوني طوع أمره، والحظي تقاسيم وجهه، فإن انفرجت فتحدثي معه بعاطفة وبسمة حانية، وأسرعي في تنفيذ ما يريد. وإن لم يتكلم، واعلمي يا ابنتي، أن كرامة المرأة على الحقيقة، أن تكون دوماً في مرضاة زوجها، فهو الحبيب الذي تسعد وتهنأ في رحاب حبه، وتعيش الاطمئنان والأمان والراحة في كنفه، لا تفشي له سراً ولا تذكري عيبه، وافتخري برجولته وكرمه، وتنشر عنه الحميد من الخصال، وتعالج القبيح بحكمة ومودة وأدب.
واعلمي يا ابنتي أنه عرضك، وأنت عرضه، فكوني له الحبيبة والزوجة والأم والصديقة والأخت يصبح لك الحبيب الحاني، والأب الراعي، يشيع فضلك، ويحرص على سعادتك، ويصبر في مرضك ويفرح لشفائك.
احرصي يا ابنتي على أن يكون بيتك واحة الراحة التي يسرع الزوج في العودة إليها في مودة وسعادة، وعلى أن ينشأ أبناؤك، وقد شربوا رحيق الاطمئنان، والاستقرار والحب الذي تنميه في نفوسهم نظرات الأب القانع، والزوجة المربية، فينشأ الأبناء، وقد تربوا على مائدة الأدب القرآني والسنة النبوية المطهرة.
وكل ذلك لن يكون إلا بالاستجابة إلى أوامر القرآن وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم لتعود إلى بيوتنا القدوة الراشدة، فتعود لنا ريادة البشرية، وسيادة الكون مرة أخرى..، واعلمي يا ابنتي أن الأمل بك قائم، والرجاء فيك كبير، فاحرصي على أن تحققي الأمل، وإني لمتأكدة من ذلك.
الزوجة الصالحة
الزوجة الصالحة لا تكذب أبداً، فإن قالت صدقت... صمتها حكمة، وقولها حجة ورأيها معمول به، هي مرجع الرأي في أسرتها، ومنبع الحكمة إذا استشيرت، إذا حكمت لا هزل في مجلسها، ولا لغو بين يديها، الصغير موضع عطفها وارشادها، والكبير موضع احترامها.. الزوجة الصالحة تقدر موقف بيتها المالي، ثم تتصرف بحكمة فلا ترهق الزوج بالمصروفات والمطلوبات ولا تقتر حتى تصل إلى درجة البخل والشح... توفر من مصروفها الشهري للأزمات ولشراء الهدايا لزوجها وأبنائها وصديقاتها، في المناسبات الطيبة...
الزوجة الصالحة تعلم أن زوجها يجمع المال بالجهد والعرق ليوفر لها حياة كريمة، فتضع هذا في اعتبارها وتربي عليه أبناءها، وتشعر زوجها بالامتنان والتقدير وتخفف عنه عناء العمل، فترعى شؤون بيتها وتنتبه لمطالب زوجها وترعى أبناءها، حتى يصبح البيت واحة الراحة والهدوء والطمأنينة، وعلى الرجل أن يكون صبوراً في معاملة أهله، حنوناً في معالجة مشكلات ابنائه وزوجه، كريماً في التجاوز عن الأخطاء الصغيرة، رحيماً في سلوكه، جواداً في عطائه، صديقاً لزوجه وأبنائه.
الزوجة الصالحة تدفع زوجها نحو الخير دائماً، تفكر كثيراً قبل أن تخطو خطوة، حتى تحسن الخطو الصحيح، فيسعد بها زوجها، ويسعد بها بيتها وأبناؤها. وجيرانها وأقاربها وأقارب زوجها، ويهنأ بها مجتمعها، وهكذا نجد البيت المسلم واحة غنّاء، وحديقة فيحاء تستظل بها أسرة جميلة، بفضل وحرص الزوجة الصالحة، فهل تكونيها يا ابنتي؟
زينب الغزالي ...منقول...

أوراق الزمن @aorak_alzmn
عضوة شرف بعالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


منقول قيم ومفيد.......رائع خاصة الذي ذكر تحت هذا العنوان :
الزوجه مسؤوله عن فتور العلاقه الزوجيه
فكثيرات يغفلن عنها ، ويقعن ضحيتها دون قصد او دون انتباه او علم ............فياليت كل واحدة منّا تركز على هذه النقطة.....
بارك الله فيك على نقلك القيم ........
ولاحرمك الاجر .........................
ولا حرمك الجنة.........................
الزوجه مسؤوله عن فتور العلاقه الزوجيه
فكثيرات يغفلن عنها ، ويقعن ضحيتها دون قصد او دون انتباه او علم ............فياليت كل واحدة منّا تركز على هذه النقطة.....
بارك الله فيك على نقلك القيم ........
ولاحرمك الاجر .........................
ولا حرمك الجنة.........................

جزاك الله خيرا اختي أوراق الزمن على الموضوع القيم والمفيد
ولقد اعجبتني فقرتا الثقة , وساعة مرح
..... بارك الله فيك .........
ولقد اعجبتني فقرتا الثقة , وساعة مرح
..... بارك الله فيك .........
الصفحة الأخيرة
من المشكلات التي تواجه الأسرة، وتتسبب في متاعب كثيرة، ضعف أو فقدان الثقة بين الزوجين، وما يستتبع ذلك من ازدياد الشك والقلق بينهما، وتفسير التصرفات المعتادة على هذا الأساس، فالمرأة إذا ضعفت ثقتها في زوجها، تبادر إلى ذهنها أن في حياته امرأة أخرى، فتقيس كل تصرفاته وانفعالاته وفق نظرتها، وتتحول حياتها إلى جحيم! وإذا فقد الزوج الثقة في زوجته، أحال حياتها إلى عذاب وحياته أيضاً.. إنه يراقبها في كل وقت، ويفتش في أحوالها وخصوصياتها، وربما يفاجئها في أوقات لا تعتادها منه، فلعله يجد ما يدعم به شكه وما يبرر تصرفاته معها، وبذلك تنهار الأسرة، والسبب هو فقدان الثقة بين الزوجين.
والكذب والمداراة وعدم المصارحة من أهم أسباب ضعف الثقة، فالزوجة التي اعتادت الكذب وعدم الاعتراف بالخطأ تعطي الدليل لزوجها على ضعف ثقته بها وبتصرفاتها، وعدم تصديقها وإن كانت صادقة، والزوج الذي يكذب يعطي الدليل لزوجته كذلك... ولو التزم الزوج، والتزمت الزوجة بالصدق والمصارحة تنفيذاً لأمر الله (يأيها الذين آمنوا اتقوا لله وكونوا مع الصادقين ) (التوبة:119) .؟ والثقة لا تعني الغفلة، ولكنها تعني الاطمئنان الواعي، وأساسه الحب الصادق والاحترام العميق وبناء الثقة مسؤولية الزوج والزوجة معاً، والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة التي هي أغلى ما بين الزوجين... والكذب يدمر الحياة الأسرية، ويدفعها إلى حافة الانهيار، ويحولها إلى كيان محطم، والصدق هو أساس البناء لأسرة سعيدة قوية.
الزوجه مسئوله عن فتور العلاقه الزوجيه
يدب الملل في حياة الأسرة، حينما تفتقد الجديد، وينشغل الزوج بأحواله وظروف عمله أو مشاكله، وتنشغل الزوجة عن الاهتمام بزوجها إلى رعاية أبنائها، والملل هو أحد المشاكل التي تواجه الأسرة وتسبب متاعب وأزمات، فتشكو الزوجة من عدم اهتمام زوجها بها وإعراضه عنها، ومعاملتها بقسوة وجفاء وعدم تقدير، ونفسها الشكوى يرددها الزوج: زوجتي لم تعد تطيقني، ولم تعد تحبني، تضايقني كثيراً بتصرفاتها، وتهمل رعايتي، وتتعلل بالأولاد، أو بأننا كبرنا ولا ينبغي أن نتصرف مثل الشباب المراهق..
إن فتور العلاقة الزوجية ينعكس على كل أحوال البيت، فلا ترتاح الزوجة ولا الزوج، ويعيش الأبناء في قلق وتوتر... الصوت مرتفع لأتفه الأسباب والمشاكل البسيطة تتعمق، ويكبر سوء الظن وتأويل الكلام على الوجه السيئ إضافة إلى تصرفات وسلوكيات أخرى لا ترضي أحداً...
وعلاج الفتور هو مسئولية الزوجة أولاً: عليها أن تبحث عن أسباب الفتور في بيتها وتعالجها مثل وضع اللمسات الرقيقة في البيت وإعادة ترتيبه والحرص على جماله وحيوتيه وبساطته، والاهتمام بنفسها ومظهرها وأسلوبها في التعامل والاهتمام بزوجها وأدواته الشخصية وملابسه وكتبه وخصوصياته، والحرص على احترامه وتقديره، وتشعره دائماً بأنه رب الأسرة الذي يتعب ويجتهد في تحصيل الرزق لأولاده ولأهله... وعلى الزوجة كذلك ألا يكون تعاملها مع زوجها من باب واحد فقط هو أريد كذا وكذا. الأولاد يحتاجون كذا، وأنا أحتاج كذا وكذا ولكن تكون هناك مداخل أخرى، مثل تقديم هدية بسيطة في مناسبة ما، أو إعداد مفاجأة له كل حين من المفاجآت التي تسعده، وتدخل السرور على قلبه.
وأنا لا أنكر دور الزوج في علاج الفتور عن طريق الاهتمام بزوجته ومتابعة أحوالها فهذا من الأمور المهمة أيضاً.
ساعه للمرح
بعد أن تنتهي المرأة المسلمة من مساعدة زوجها وأبنائها، ليخرجوا إلى أعمالهم ومدارسهم، لها أن تستريح ساعة استرخاءً أو قراءة في موضوع مفيد، ثم تضع جدول العمل اليومي، حسبما يحتاج إليه البيت، وتحرص على أن ينتهي عمل البيت قبل عودة الزوج والأولاد، فتبدل ملابس العمل المنزلي، وترتدي شيئاً بهيجاً وتستقبل الزوج والأولاد براحة نفسية، وتعوّدهم أن يُعدوا معها مائدة الطعام، فمن الجميل أن يشترك الزوج مع زوجته في تحضير المائدة حتى يُشعر زوجته أنه يقدر جهدها، والأجمل أن تشعره هي بتقديرها لعمله وإشفاقها عليه، لما بذلك من جهد في العمل، وبمثل هذه الروح الطيبة تقوم صروح للحب وقصور للسعادة، وتتجدد باستمرار أماني وأشواق وعواطف، وتستمر الحياة ندية غير جافة، متجددة غير مملة.
ولا بد من ساعة مرح وفرح وبساطة بين الزوجين والأولاد، واختيار هذه الساعة في وقت ملائم، فلا يسوغ أن تكون هذه الساعة وقت استعداد الزوج للذهاب إلى عمله، ولا ساعة استقباله لضيوفه أو ضيوف العائلة، ولا ساعة مذاكرة الأولاد أو استعدادهم للذهاب إلى مدارسهم، فالزوجة العاملة الحكيمة تحسن اختيار هذه الساعة، والذي أقصده هو أن تعمل الزوجة جاهدة على تنشيط جو الأسرة بين الحين والحين، بشيء من الترفيه، الملتزم بأدب الإسلام حتى لا تصاب الأسرة بالملل، وتنتهي المشاكل الناتجة عن ضغط العمل أو الظروف التي تمر بها الأسرة المسلمة.
...منقوول..