من الذي قتل مسرة وميسرة //قصة واقعية

الأسرة والمجتمع

لاادري كيف ابدا رواية هذه القصة المؤلمه المليئه بالمواقف والعبر انها قصة واقعية موثقة الاحداث بادق تفاصيلها

ليس فيها اضافة من نسج الخيال مما يجد بعض الكتاب الحاجة اليه لاضفاء شيء من الحياة على الاحداث روايتهم

او لاستثارة مشاعر قرائهم0

فكرت كثيرا كيف ابدا رواية هذه القصة وكلما اعدت شريط الاحداث الاليمه عادت بي الى نقطة وموقف ثم لاتوقف عند

ذاللك الموقف في كل مرة عاجزا عن التعبير فادركت عندها انه لابد سيكون البداية لسرد هذه القصة0

اليوم هو الخميس 25من شهر رمضان المبارك -الموافق 25 من شهر سيتمبر لعام 2008م0

كنت في عيادتي عندما تلقيت مكالمة من رئيس الاطباء يعلمني ان مسرة البالغة من العمرسبعة اعوام تلفظ انفاسها

الاخيرة وان تواجدي مع اهلها هام جدا اثناء هذه الحظات العصيبة فاعتذرت من باقي مرضاي في العيادة واسرعت

للعناية المركزة لارى المشهد الذي مازال عالقا في ذهني كلما اعدت الشريط لذالك اليوم اعود واقف هناك اجلالا

لما رايت حقا صدق من قال -ان هذا الشرع لايحيا الا ان يختلط بلحم ودم ويمشي على الارض- وقد رايت

ذالك اليوم كيف تتجلى المعاني العظيمه المجردة مثل تعلق القلب بالله والصبر على بلائه والرضا بقضائه0

كيف تتجلى هذه المعاني العظيمه في بشر حي فتحيا به0 وكيف يصبح المؤمن بها قرانا يدب على الارض0

توقفت من على بعد انظر لارى واعتبر بذاللك الوالد الذي فقد ابنه الاول ميسرة البالغ من العمر ثلاث سنوات

منذ سويعات قليلة وهاهو الان يودع ابنته مسرة 0

ان اعظم كتب الوعظ وابلغ وعاظ الارض ليعجزون ان يوصلوا هذه المعاني التي كان يخطها والد ميسرة ومسرة

في الصحف العلوية في ذالك المكان وذالك الزمان والله يسمع ويرى ويباهي ملائكته بعبده وهي تنظر اليه

-قبضتم فلذات كبد عبدي فماذا قال عبدي- 0

رايت كيف يجسد انسان واحد في موقف ماذالك المعنى الذي يصحح الله به الف معنى0 وكيف يكون المؤمن الواحد

عندئذ هو فن الحياة كلها بل استاذها ومعلمها بصمته قبل نطقه وسكونه قبل حركته لحن سماوي يخرج من المؤمن

دون قصد او تصنع او تمثيل في وقت تنصهر فيه معادن الرجال ليخرج منها جوهرها ولبها واصلها ويتطاير كل مادون

ذالك مما يخالطها من تراب الارض وقبضة الطين وزور الدنيا0

وقفت بعيد انظر الى ذالك الاب الذي فقد ابنه ميسرة قبل ساعات وهو الان يودع ابنتة مسرة بل قل وقفت انظر الى

تلك المدرسة وقد تخيلته في تلك الحظة وهو يمسك بستار غرفة العناية المركزة الاكانما يمسك باستار الكعبة

تارة ينظر الى ابنته كانه يناديها وتارة ينظر لسماء كانما يناجي ربه وتارة ينظر الى الارض كمن يذكر نفسه اننا منها

خلقنا واليها نعود عجيب امر الانسان0000 بكل ضعفه يصبح مدرسة الكون عندما نعمل النفحة الربانية فيه عملها

وتقود في مثل هذا الموقف زمام امره0

وضعت نفسي مكانه وسالتها يانفس ماكنت فاعلة في موقف مثل هذا ؟00اكنت تجزعين او كنت تصبرين ؟00

لاكتب الله علينا مثل هذا الابتلاء00 اللهم ان عافيتك اوسع لنا00ثم قلت في نفسي 0ان لهذا الرجل من الله لحالا0

فمثل هذه الموقف تشهد بالايمان بما عجز كل اهل الارض ان يشهدوا به لاحد منهم ولو اجتمعوا -0

انتقلت مسرةالى ربها وبقي والد مسرة وميسرة بقي المعني الذي احيا الله به قلوب كل من راوه ذاللك اليوم

والايام التي تليه من الفضائل والمعاني مايعجز القلم ان يعبر عنه 0

وذهب والدميسرة ومسرة في ايمان ليبلغ زوجته بفقدان نصف ابنائهما في هذه السويعات القليلة ليكون اول ماتتفوه

به الام دون جزع ولاعويل ولاصراخ وانما هو الايمان بقضاء الله وقره وحكمته ورحمته -لاياتي من الله الى الخير-

قذف الله في قلبي ذالك اليوم ان دوري اكبر وابعد من مجرد طبيب او رئيس تنفيذي لمستشفى وان هناك واجبا

قد اوجبه الله علي ساشرك فيه المجتمع باسره بعرضي هذه القصة عليهم وبسردي تفاصيلها القيفةلهم وقررت

ان اغوص في اعماق القضية واعيش مع والد ميسرة ومسرة قصته كلها منذ اللحظة التي حملهما فيها بين يديه

وادخلهما القبر وتركهما هناك ووافق الاب وجلس بسرد القصة بتفاصيلها وعشت معه ساعات لم ار فيها او اسمع

قصة والد فقد ولديه بل لاكون انا هذا الوالد الذي فقد ابنه وابنته في ذالك اليوم0

بدات اعيش احداث القصة 0000 فحاله حالي والمه المي ولسانه قلمي ها انا ذا اكتب قصة رحيل مسرة وميسرة كما

هي بتفاصيلها الدقيقه بقلمي وكانني انا الذي فقدتهما تجسيدا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم

-والله لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه-

0000000000000فاليكم قصتي 000000000000

(لاادري من اين ابدا 0000هل ابدا من اول صرخة من فمها اطلقتها 000او اول لحظة وقعت عيني عليها0000

اواول يوم حملتها بين يدي 0000او اول ابتسامة رسمتها على خديها 000اواول خطوة مشتها تحت ناظري 000

او اول يوم صحبتها لمدرستها اواول كلمة قراتها على مسمعي 0

ولدت مسرة ابنتي الثانية وسبحان الله كيف ولدت مسرة كانت بحق مسرة لنا منذ اول يوم دخلت فيه الدنيا فقد

وصلنا الى المستشفى لاجراء فحص عادي ولم نتوقع الولادة فتركت زوجتي مع والدتي ورجعت للعمل وطلبت منهم

الاتصال في حالة الانتهاء من الفحوصات وكانت الساعة الثانية عشر ظهرا 0 وصليت الظهر ووجدت مكالمة على جوالي

فاتصلت فقيل لي ولدت مسرة فعدت سريعا الى المستشفى لاجد طفلة سبحان الذي خلق فسوى فقد اتاها الله

جمالا وقد نزعت الى بعيونها الزرقاء وشعرها الاشقر بخلاف اختها الكبرى فريال التي اتاها الله جمالامن نوع اخر

واسمينا هذه الطفلة الجديدة( مسرة ) لما ادخلت في قلوبنا من الغبطة والسرور منذ يومها الاول تحدثت مسرة في

سن مبكر جدا ومازلنا نحتفظ ببعض تسجيلات الفيديولها وهي في شهرها السابع تنطق بكلمات واضحة وتضحك

بضحكات عالية كانها طفلة كبيرة وعندما اتمت مسرة سنة من العمر بدات تتحث بطلاقة ماعهدناها لذى الاطفال

وكانت دائما فرحة مسرورة حتى ان جدتها كانت تقول سبحان الله الذي خلق هذه الطفلة لم ارها قط الامسرورة

ومارايته يوم حزينة وكانت مسرة متعلقه تعلقا كبيرا باختها الكبرى فريال التي تكبرها باربع سنوات حتى سمت فريال

بامها الثانية وكانت تنام دائما معها 0

عندما استرجع الذكريات الجميلة اتذكر كيف جمعت مسرة من المتناقضات مايزيد من حبنا لها فالبرغم من ذكائها الحاد

واستغراب الناس لادراكها لخفايا الامور وما وراء الاشياء الاانها كانت لينة العريكة سهلة الاقناع رغبة منها الاتستعرض

ذكائها وان لاتسبب ازعاج لنا وكان لها منطق فطري يدهشنا في كثير من الاحيان ومثال ذالك عندما كانت في الثانية

من عمرها وحضرت حفلة مدرسة اختها فريال وقد عرضت على الاطفال تمثيلية قصة الراعي الذي كان يملك غنمات

وكان الذئب ياخذ كل يوم غنمة حتى نصب له الراعي فخا وامسك به واخذ يضربه فقامت مسرة في وسط القاعة

-صارخة لاتضربوه 00لاتضربوه- فاوقف عرض المسرحية واندهش الجميع من تصرفها واقتربت منها المدرسة وقالت

لها لاتخافي حبيبتي اليس هذا هو الذئب الذي ياكل غنم الراعي ؟- فاجابتها نعم ثم سالت مسرة المدرسة

على مراى الناس وهل ياكل الذئب الدجاج كذالك ؟فاجابت المدرسة نعم فقالت مسرة وانت مش تاكلي الدجاج كمان

فبهتت المعلمة وضحك جميع من في القاعة من تعليقها الذكي الفطن وماهذا الى موقف من عشرات المواقف

التي تنم عن فطنة وذكاء حاد 0

كانت مسرة مليئة بالحياة والنشاط لاتكاد تستقر في مكان واحد وعندما استرجع كل ذالك النشاط والحياة يبدو لي كانها

كانت تعلم ان ايامها على هذه الارض معدودة فكان لها ان تعطي كل لحظة من حياتها حقها حتى لاتضيع لحظة من

حياتها فيها شيء من الحياة ولم تخرجه منها تلك الصغيرة لتحياها وتحيا بها وتبقى لنا ذكريات مليئة بالنشاط والاخذ

والعطاء فسبحان الذي جمع في هذه الطفلة المتناقضات العجيبة فبالرغم من نشاطها الغير عادي وروحها

الاستكشافية وحبها للمغامرة والدعابة والضحك او مانسميه بالعامية -بالشيطنة- في البيت الا انها كانت نموذجا

في الانضبات والسيطرة على تلك الروح المفعمه بالحياة فكانت تذهلنا بمدى سيطرتها على نفسها وتحكمها

في تصرفاتها وكانت تغار من اختها الكبرى فريال تدلل باسم فراولة كيف تمسك فريال بالقران وتقرا فيه ومسرة

لاتقرا بعد وتاتي وتحمله مثل اختها فتناديها امها ان لا تلعبي بالقران فكانت هذه قضية تسبب لها عقدة وحفظت

معظم الصور الصغار من اختها الكبرى وهي تحفظها على مسمع منها وماكانت تقرا انذاك واعتبرت مسرة انضمامها

لاختها الكبرى في نفس المدرسة هو اكبر مكافاة لها000يتبع في المرة المقبلة انتظروني

مع باقي احداث هذه القصة الحزينة وكمان هالله هالله بالردود الحلوة

وتحيااااااااااااتي
27
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

loletacute-15
loletacute-15
الله يجبر امهم وابوهم ويشفعولهم ان شاء الله انتبهو ياخوات من مبيد الحشرات رجااااااااااااااااااء
أوفى البشر
أوفى البشر
كملي يا أختي ............
reemo2663
reemo2663
انا معاكي يارب لا تفجعنا باغلى الناس عنا يارب
رائدة معروف
رائدة معروف
ربنا يرحمهم ويصبر اهلهم يارب ولايفجعنا بغالي اللهم امين .كملي اختي ........
امي جنتي وناري
لا حول ولا قوة الا بالله

البقاء والدوام لله

اللهم ارزق امه و اهله بالصبر و السلوان

اللهم اجرهم في مصيبتهم و عوضهم خيرا منها