ترك الشهوات لله , وإن أنجى من عذاب الله , وأوجب الفوز برحمة ,
فذخائر الله , وكنوز البر , ولذة الأنس والشوق إليه , والفرح والابتهاج به ,
لا تحصل في قلب فيه غيره , وإن كان من اهل العبادة والزهد والعلم ,
فإن الله سبحانه أبى أن يجعل ذخائره في قلب فيه سواه وهمته متعلقة بغيره ,
وإنما يودع ذخائره في قلب يرى الفقر غنى مع الله , والغنى فقراً دون الله ,
والعزى ذلاً دونه , والذل عزاً معه , والنعيم عذاباً دونه , والعذاب نعيماً معه .
وبالجملة , فلا يرى الحياة إلا به ومعه , والموت والألم والهم والغم والحزن ,
إذا لم يكن معه , فهذا له جنتان :
جنة في الدنيا معجلة , وجنة يوم القيامة .
ابن القيم
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️