السلام عليكم اخواتي الكريمات لا حرمني الله منهن
ارجو مساعدتي في جمع اية مواد أو قصص واقعية حدثت او مقالات ووو وغيرها بخصوص موضوع سنقوم بالاعداد له قريبا ان شاء وسيري النور وهو بعنوان
ولا متخذات أخدان
والخدن لمن لا تعرف الصديق او البوي فريند كما يصلح لبعض ان تقوم بتلطيف الكلمة بعيدا عن نارها وسعيرها اعاذكن الله منها ، وما هي الاسباب التي أدت الى هذا ؟
في انتظاركن على أحر من الجمر
السلام عليكن
اختكم في الله
أم عمران
الامارات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة " ام عمران"
ماهي نوعية المواد التي تريدها؟....هل هي محاضرات ....أناشيد...أو فلاشات.....أم مقالات وقصص مكتوبة....او بطاقات تحمل كلمات مؤثرة....
اختاري ماتردين وباذن الله نحن في الخدمة
تامري أمر
أختي الفاضلة " ام عمران"
ماهي نوعية المواد التي تريدها؟....هل هي محاضرات ....أناشيد...أو فلاشات.....أم مقالات وقصص مكتوبة....او بطاقات تحمل كلمات مؤثرة....
اختاري ماتردين وباذن الله نحن في الخدمة
تامري أمر
أم عمران
•
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيكما شمس عمان ومسلمة وافتخر وجعله في ميزان حسناتكم كل ما تجود به الانفس من محاضرات ومقالات ودروس وكتب ومطويات ان قد اصدرتها دار القاسم او دار ابن خزيمة وبارك الله فيكم
السلام عليكم
ام عمران
السلام عليكم
ام عمران
اختي العزيزة أم عمران اعتقد انه من الافضل الذهاب لمحركات البحث ومنها تجدي جميع ماتبحثي عنه
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه :26:
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه :26:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا بنتي
الشيخ محمد بن عبد الله الدويش
يا بنتي:
لو دوّن المرء الأمور المهمة في حياته فسيجد قائمة طويلة، لكنه حين يعمد إلى ترتيبها حسب الأولويات فسيأتي في رأس القائمة (أولاده وذريته) فهم أغلى من المال، من الراحة، من رغباته وشهواته ومطالبه في الدنيا، والدليل على ذلك يا بنتي أنه حين يمرض أحد أولاده مرضاً مزعجاً فهو يسهر ويسافر هنا وهناك، ويدفع من أمواله ما يدفع، بل ربما اقترض واستدان، كل ذلك من أجل ولده.
لذلك فهو حين يخاطب ولده ويناصحه فسوف يكون صادقاً غاية الصدق، ومخلصاً غاية الإخلاص، وقديماً قيل "الرائد لا يكذب أهله".
يا بنتي:
لقد صدمت اليوم بما رأيته من واقع الفتاة المسلمة، تعيش في دوامة من الصراع، فتسمع تارة ذلك الصوت النشاز الذي يدعوها إلى الارتكاس والتخلي عن كل معاني العفة، وتسمع أخرى الصوت الصادق يهزها من داخلها عزاً عنيفاً ليقول لها رويدك فهو طريق الغواية وبوابة الهلاك، وتتصارع هذه الأصوات أمام سمعها وتتموج هذه الأفكار في خاطرها.
يا بنتي:
لنكن صريحين صراحة منبطة بضوابط الشرع، وواضحين وضوحاً محاطاَ بسياج الحياء والعفة لتكون خطوة للتصحيح ونقلة للإصلاح.
بعيداً عن العاطفة، وعن سرابها الخادع، لو كانت تلك الفتاة التي تقيم العلاقة المحرمة منطقية مع نفسها وطرحت هذا السؤال: ماذا يريد هذا الشاب؟ ما الذي يدفعه لهذه العلاقة؟ بل ماذا يقول لزملائه حين يلتقي بهم؟ وبأي لغة يتحدثون عني؟
إنني أجزن يا بنتي أنها حين تزيح وهم العاطفة عن تفكيرها فستقول وبملء صوتها: إن مراده هي الشهوة والشهوة الحرام ليس إلا، إذا ألا تخشين الخيانة؟ أترين هذا أهلاً للثقة؟ شاب خاطر لأجل بناء علاقة محرمة، شاب لا يحميه دين أو خلق أو وفاء، شاب لا يدفعه إلا الشهوة أولاً وآخراً أتأمنيه على نفسك بعد ذلك؟
لقد خان ربه ودينه وأمته ولن تكون هذه الفتاة أعز ما لديه، وما أسرع ما يحقق مقصوده لتبقى لا سمح الله صريعة الأسى والحزن والتندم.
وحين يخلو هؤلاء الشباب التائهون. يا بنتي بأنفسهم تعلو ضحكاتهم بتلك التي خدعوها، أو التي ينطلي عليها الوعد الكاذب والأحاديث المعسولة.
يا بنتي:
إن الله حكيم عليم ما خلق شيئاً إلا لحكمة، علم ابن آدم أو جهل. لقد شاء الله بحكمته أن تكون المرأة ذات عاطفة جياشة تتجاوب مع ما يثيرها لتتفجر رصيداً هائلاً من المشاعر التي تصنع سلوكها أو توجهه. وحين تصاب الفتاة بالتعلق بفلان من الناس قرب أو بعد فأي هيام سيبلغ بها؟ فتاة تعشق رجلاً فتقبل شاشة التلفاز حين ترى صورته، وأخرى تعشق حديثه وصوته فتنتظره على أحر من الجمر لتشنف سمعها بأحاديثه. وحين تغيب عن ناظرها صورته، أو تفقد أذنها صوته يرتفع مؤشر القلق لديها، ويتعالى انزعاجها فقد غدا هو البلسم الشافي.
يا بنتي:
بعيداً عن تحريم ذلك وعما فيه من مخالفة شرعية ، ماذا بقي في قلب هذه الفتاة من حب الله ورسوله وحب الصالحين بحب الله. ماذا بقي لتلاوة كلام الله تعالى والتلذذ به. أين تلك التي تنتظر موعد المكالمة على أحر من الجمر في وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الأخير، أين هي عن الانطراح بين يدي الله والتلذذ بمناجاته، بل وأين هي عن مصالح دنياها؟ فهي على أتم استعداد لأن تتخلف عن الدراسة من أجل اللقاء به، لأن تهمل شؤون منزلها من أجله.
إن هذا الركام الهائل من العواطف المهدرة ليتدفق فيغرق كل مشاعر الخير والوفاء للوالدين الذين لم يعد لهما في القلب مكانة ن ويقضي على كل مشاعر الحب والعاطفة لشريك العمر الزوج الذي تسكن إليه ويسكن إليها. وبعد حين ترزق أبناء تتطلع لبرهم فلن تجد رصيداً من العواطف تصرفه لهم فينشؤون نشأة شاذة ويتربون تربية نشازا.
إن العاقل حين يملك المال فإنه يكون رشيداً في التصرف فيه حتى لا يفقده حين يحتاجه فما بالها تهدر هذه العواطف والمشاعر فتصرفها في غير مصرفها وهي لا تقارن بالمال، ولا تقاس بالدنيا؟
يا بنتي:
لقد خص الله سبحانه وتعالى الفتاة بهذه العاطفة والحنان لحكم يريدها سبحانه، ومنها أن تبقى هذه العاطفة رصيداً يمد الحياة الزوجية بعد ذلك بماء الحياة والاستقرار والطمأنينة، رصيداً يدر على الأبناء والأولاد الصالحين حين ينشأؤوا نشأة صالحة. فلم تُهدر هذه العواطف لتجني صاحبتها وحدها الشقاء في الدنيا وتضع يدها على قلبها خوفاً من الفضيحة في النهاية.
يا بنتي:
حين تعودين إلى المنزل وتستلقين على الفراش تفضلي على نفسك بدقائق فاسترجعي صورة الفتاة الصالحة القانتة، البعيدة عن مواطن الريبة، وقارني بينها وبين الفتاة الأخرى التي أصابها من لوثة العلاقات المحرمة ما أصابها بالله عليك أيهما أهنأ عيشاً وأكثر استقراراً؟ أيهما أولى بصفات المدح والثناء تلك التي تنتصر على نفسها ورغبتها وتستعلي على شهواتها، وهي تعاني من الفراغ كما يعاني غيرها، وتشكو من تأجج الشهوة كما يشتكين. أم الأخرى التي تنهار أمام شهوتها؟ تساؤل يطرح نفسه ويفرضه الواقع، لماذا هذه الفتاة تنجح وتلك لا تنجح؟ لماذا تجتاز هذه العقبات وتنهزم تلك أمامها؟
يا بنتي:
لقد عجبت أشد العجب عندما رأيت فتاة الإسلام تسير بلهاث مستمر وراء ما يريده الأعداء، فتساير الموضة، وتتمرد على حجابها وحيائها، وهانحن نرى كل يوم صورة جديدة ولوناً جديداً من ألوان هذا التمرد، إنها يا بنتي تتحايل على الحجاب بحيل مكشوفة، لست بحاجة أن أسوق لك فتاوى حول حكم ما تقع فيه كثير من الفتيات، لكن المؤمن الحق يا بنتي يخاف الله ويتقيه ورائده قول النبي صلى الله عليه وسلم: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » وهو يدرك أن الالتفاف على الأحكام والاحتيال عليها لن ينفعه يوم يلقى الله العليم بما تخفي الصدور.
يا بنتي:
هاأنت تتطلعين في المرآة فترين صورة وجه وضيء يتدفق حيوية وشباباً ، هاأنت تغدين وتروحين وأنت تتمتعين بوافر الصحة وقوة الشباب. ولكن ألم تزوري جدتك يوماً، أو تري عجوزاً قد رق عظمها، وخارت قواها. لقد كانت يوماً من الدهر شابة مثلك، وزهرة كزهرتك، ولكن سرعان ما مضت السنون وانقضت الأيام فاندفنت زهرة الشباب تحت ركام الشيخوخة، ومضت أيام الصبوة لتبقى صورة منقوشة في الذاكرة، وهاأنت يا بنتي على الطريق، وما ترينه من صورة شاحبة وشيخوخة ستصيرين إليها بعد سنيات، إذاً فإياك أن تهدري وقت الشاب وزهرته، وتضيعي الحيوية فيما لا يعود إليك إلا بالندم وسوء العاقبة.
يا بنتي:
لو فكر أهل الشهوات والمتاع الزائل في الدنيا بحقيقة مصيرهم لأعادوا النظر كثيراً في منطلقاتهم، تصوري يا بنتي من حصَّل كل متاع الدنيا وذاق لذائذها ولم ير يوماً من الأيام ما يكدره، إن كل هذا سينساه لو غمس غمسة واحدة في عذاب النار حمانا الله وإياك.
والآخر الذي عاش من الحياة أشقاها سينسى هذا الشقاء لو غمس غمسة واحدة في النعيم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيُصبغ في النار صبغة ثم يُقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط هل مر بك نعيم قط فيقول: لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيُصبغ صبغة في الجنة فيُقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط هل مر بك شدة قط فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بُؤس قط ولا رأيت شدةً قط » .
أخيراً أسأل الله العزيز القدير أن ينفعك بهذه الرسالة.
وصلى الله على نبينا محمّد...
محمد بن عبد الله الدويش
يا بنتي
الشيخ محمد بن عبد الله الدويش
يا بنتي:
لو دوّن المرء الأمور المهمة في حياته فسيجد قائمة طويلة، لكنه حين يعمد إلى ترتيبها حسب الأولويات فسيأتي في رأس القائمة (أولاده وذريته) فهم أغلى من المال، من الراحة، من رغباته وشهواته ومطالبه في الدنيا، والدليل على ذلك يا بنتي أنه حين يمرض أحد أولاده مرضاً مزعجاً فهو يسهر ويسافر هنا وهناك، ويدفع من أمواله ما يدفع، بل ربما اقترض واستدان، كل ذلك من أجل ولده.
لذلك فهو حين يخاطب ولده ويناصحه فسوف يكون صادقاً غاية الصدق، ومخلصاً غاية الإخلاص، وقديماً قيل "الرائد لا يكذب أهله".
يا بنتي:
لقد صدمت اليوم بما رأيته من واقع الفتاة المسلمة، تعيش في دوامة من الصراع، فتسمع تارة ذلك الصوت النشاز الذي يدعوها إلى الارتكاس والتخلي عن كل معاني العفة، وتسمع أخرى الصوت الصادق يهزها من داخلها عزاً عنيفاً ليقول لها رويدك فهو طريق الغواية وبوابة الهلاك، وتتصارع هذه الأصوات أمام سمعها وتتموج هذه الأفكار في خاطرها.
يا بنتي:
لنكن صريحين صراحة منبطة بضوابط الشرع، وواضحين وضوحاً محاطاَ بسياج الحياء والعفة لتكون خطوة للتصحيح ونقلة للإصلاح.
بعيداً عن العاطفة، وعن سرابها الخادع، لو كانت تلك الفتاة التي تقيم العلاقة المحرمة منطقية مع نفسها وطرحت هذا السؤال: ماذا يريد هذا الشاب؟ ما الذي يدفعه لهذه العلاقة؟ بل ماذا يقول لزملائه حين يلتقي بهم؟ وبأي لغة يتحدثون عني؟
إنني أجزن يا بنتي أنها حين تزيح وهم العاطفة عن تفكيرها فستقول وبملء صوتها: إن مراده هي الشهوة والشهوة الحرام ليس إلا، إذا ألا تخشين الخيانة؟ أترين هذا أهلاً للثقة؟ شاب خاطر لأجل بناء علاقة محرمة، شاب لا يحميه دين أو خلق أو وفاء، شاب لا يدفعه إلا الشهوة أولاً وآخراً أتأمنيه على نفسك بعد ذلك؟
لقد خان ربه ودينه وأمته ولن تكون هذه الفتاة أعز ما لديه، وما أسرع ما يحقق مقصوده لتبقى لا سمح الله صريعة الأسى والحزن والتندم.
وحين يخلو هؤلاء الشباب التائهون. يا بنتي بأنفسهم تعلو ضحكاتهم بتلك التي خدعوها، أو التي ينطلي عليها الوعد الكاذب والأحاديث المعسولة.
يا بنتي:
إن الله حكيم عليم ما خلق شيئاً إلا لحكمة، علم ابن آدم أو جهل. لقد شاء الله بحكمته أن تكون المرأة ذات عاطفة جياشة تتجاوب مع ما يثيرها لتتفجر رصيداً هائلاً من المشاعر التي تصنع سلوكها أو توجهه. وحين تصاب الفتاة بالتعلق بفلان من الناس قرب أو بعد فأي هيام سيبلغ بها؟ فتاة تعشق رجلاً فتقبل شاشة التلفاز حين ترى صورته، وأخرى تعشق حديثه وصوته فتنتظره على أحر من الجمر لتشنف سمعها بأحاديثه. وحين تغيب عن ناظرها صورته، أو تفقد أذنها صوته يرتفع مؤشر القلق لديها، ويتعالى انزعاجها فقد غدا هو البلسم الشافي.
يا بنتي:
بعيداً عن تحريم ذلك وعما فيه من مخالفة شرعية ، ماذا بقي في قلب هذه الفتاة من حب الله ورسوله وحب الصالحين بحب الله. ماذا بقي لتلاوة كلام الله تعالى والتلذذ به. أين تلك التي تنتظر موعد المكالمة على أحر من الجمر في وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الأخير، أين هي عن الانطراح بين يدي الله والتلذذ بمناجاته، بل وأين هي عن مصالح دنياها؟ فهي على أتم استعداد لأن تتخلف عن الدراسة من أجل اللقاء به، لأن تهمل شؤون منزلها من أجله.
إن هذا الركام الهائل من العواطف المهدرة ليتدفق فيغرق كل مشاعر الخير والوفاء للوالدين الذين لم يعد لهما في القلب مكانة ن ويقضي على كل مشاعر الحب والعاطفة لشريك العمر الزوج الذي تسكن إليه ويسكن إليها. وبعد حين ترزق أبناء تتطلع لبرهم فلن تجد رصيداً من العواطف تصرفه لهم فينشؤون نشأة شاذة ويتربون تربية نشازا.
إن العاقل حين يملك المال فإنه يكون رشيداً في التصرف فيه حتى لا يفقده حين يحتاجه فما بالها تهدر هذه العواطف والمشاعر فتصرفها في غير مصرفها وهي لا تقارن بالمال، ولا تقاس بالدنيا؟
يا بنتي:
لقد خص الله سبحانه وتعالى الفتاة بهذه العاطفة والحنان لحكم يريدها سبحانه، ومنها أن تبقى هذه العاطفة رصيداً يمد الحياة الزوجية بعد ذلك بماء الحياة والاستقرار والطمأنينة، رصيداً يدر على الأبناء والأولاد الصالحين حين ينشأؤوا نشأة صالحة. فلم تُهدر هذه العواطف لتجني صاحبتها وحدها الشقاء في الدنيا وتضع يدها على قلبها خوفاً من الفضيحة في النهاية.
يا بنتي:
حين تعودين إلى المنزل وتستلقين على الفراش تفضلي على نفسك بدقائق فاسترجعي صورة الفتاة الصالحة القانتة، البعيدة عن مواطن الريبة، وقارني بينها وبين الفتاة الأخرى التي أصابها من لوثة العلاقات المحرمة ما أصابها بالله عليك أيهما أهنأ عيشاً وأكثر استقراراً؟ أيهما أولى بصفات المدح والثناء تلك التي تنتصر على نفسها ورغبتها وتستعلي على شهواتها، وهي تعاني من الفراغ كما يعاني غيرها، وتشكو من تأجج الشهوة كما يشتكين. أم الأخرى التي تنهار أمام شهوتها؟ تساؤل يطرح نفسه ويفرضه الواقع، لماذا هذه الفتاة تنجح وتلك لا تنجح؟ لماذا تجتاز هذه العقبات وتنهزم تلك أمامها؟
يا بنتي:
لقد عجبت أشد العجب عندما رأيت فتاة الإسلام تسير بلهاث مستمر وراء ما يريده الأعداء، فتساير الموضة، وتتمرد على حجابها وحيائها، وهانحن نرى كل يوم صورة جديدة ولوناً جديداً من ألوان هذا التمرد، إنها يا بنتي تتحايل على الحجاب بحيل مكشوفة، لست بحاجة أن أسوق لك فتاوى حول حكم ما تقع فيه كثير من الفتيات، لكن المؤمن الحق يا بنتي يخاف الله ويتقيه ورائده قول النبي صلى الله عليه وسلم: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » وهو يدرك أن الالتفاف على الأحكام والاحتيال عليها لن ينفعه يوم يلقى الله العليم بما تخفي الصدور.
يا بنتي:
هاأنت تتطلعين في المرآة فترين صورة وجه وضيء يتدفق حيوية وشباباً ، هاأنت تغدين وتروحين وأنت تتمتعين بوافر الصحة وقوة الشباب. ولكن ألم تزوري جدتك يوماً، أو تري عجوزاً قد رق عظمها، وخارت قواها. لقد كانت يوماً من الدهر شابة مثلك، وزهرة كزهرتك، ولكن سرعان ما مضت السنون وانقضت الأيام فاندفنت زهرة الشباب تحت ركام الشيخوخة، ومضت أيام الصبوة لتبقى صورة منقوشة في الذاكرة، وهاأنت يا بنتي على الطريق، وما ترينه من صورة شاحبة وشيخوخة ستصيرين إليها بعد سنيات، إذاً فإياك أن تهدري وقت الشاب وزهرته، وتضيعي الحيوية فيما لا يعود إليك إلا بالندم وسوء العاقبة.
يا بنتي:
لو فكر أهل الشهوات والمتاع الزائل في الدنيا بحقيقة مصيرهم لأعادوا النظر كثيراً في منطلقاتهم، تصوري يا بنتي من حصَّل كل متاع الدنيا وذاق لذائذها ولم ير يوماً من الأيام ما يكدره، إن كل هذا سينساه لو غمس غمسة واحدة في عذاب النار حمانا الله وإياك.
والآخر الذي عاش من الحياة أشقاها سينسى هذا الشقاء لو غمس غمسة واحدة في النعيم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيُصبغ في النار صبغة ثم يُقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط هل مر بك نعيم قط فيقول: لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيُصبغ صبغة في الجنة فيُقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط هل مر بك شدة قط فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بُؤس قط ولا رأيت شدةً قط » .
أخيراً أسأل الله العزيز القدير أن ينفعك بهذه الرسالة.
وصلى الله على نبينا محمّد...
محمد بن عبد الله الدويش
الصفحة الأخيرة
كنت ادرس في باريس أثناء حصولي على شهادة البكالوريس .. و كنت وقتها أعزبا .. فلم تكن ام سعد
آنذاك ترفرف في جنبات منزلي ..
خرجت إلى السوق ذات يوم لأشتري ملابس الشتاء .. و عندما أوقفت سيارتي عند المركز التجاري .. نزلت
و ابتسامة عريضة تعلو محياي .. كيف لا و قد كلمتني والدتي و بشرتني بأن أختي أفنان قد رزقت بمولود و
أسموه على خاله الموقر (الذي هو أنا طبعا) أحمد .. يااااه كم أنا مشتاق لك يا أحمد و كم انا مشتاق لأم
أحمد الصغير ...
" اووووه سوري " قطعت حبل تفكيري امرأة اصطدمت بي .. عرفت انها امرأة من صوتها لأني لم أكن
اشعر بالعالم حولي و انا أتذكر أهلي الذين غبت عنهم قرابة السنتين .. التفت إليها و قلت لها بسرعة "
اوكي نو بروبلم " ... رفعت نظرها إلي و أحدقت النظر و كأنها رأت شيئا غريبا .. قالت :" أنت سعودي
؟؟!! " ... قلت " ايه " و دلتني ملامحها و جمالها على أنها فتاة سعودية .. وضعت يديها على وجهها و
بدأت تجهش بالبكاء و تقول بصوت متقطع " تكفى ساعدني .. أنا أختك و الله انا أختك " و استمرت في
البكاء .. حقيقة كان الموقف محرجا حقا فكل الأعين التفت الينا و ألتم الناس حولنا.. و ظن المتجمهرون
حولنا انها زوجتي او أختي و قد أبكيتها .. فبدأ يغمزونني بنظراتهم و عباراتهم ... فقلت لها " يا أختي
تأمرين امر بس خل نطلع من السوق و لك ان شاء الله اللي تبغين .. انا أخوك و ما راح اقصر معك " ..
مشينا قليلا إلى خارج السوق و كان عطرها فواحا إلى درجة ان من مر بالطريق الذي مرت به عرف انها
مرت من هنا .. بدأت اهدئ من روعها .. اشتريت لها ماء باردا من احد العربات و ناولتها اياه لتشرب منه و
تغسل وجهها ... هدأ روع الفتاة و أجلستها على احد الكراسي الخارجية للسوق و جلست بعيدا عنها بعض
الشيء .. بدأت بالكلام معها عن أصلها و قصتها و الحدث الذي حصل لها .. أخبرتني انها بنت لأحد كبار
الشخصيات في السعودية .. و لقد اشتغل والدها عنها و عن اخوتها و تربيتهم بالاشتغال في منصبه .. و
جعل همه هو الترقية و المنصب "و لا يدري ماذا نفعل و أين نذهب و مع من نذهب " .. فقط اغدق المال
علينا ظنا منه ان هذه هي السعادة التي يريدونها ابناؤه و بناته .. و ما علم المسكين انه ضيعهم و جعلهم
لقمة سائغة للمفسدين و دعاة الشهوة و الضلال .. فرح بمنصبه و افتخر بينما كل من يراه ينظر اليه نظرة
الرحمة و الشفقة .. كم عبثت الذئاب بأعراضه بناته و كم وجد المفسدون من ورقة رابحة و مربحة في
ابنائه .. و عندما نطقت بهذه العبارة التي تفطر لها فؤادي " ليتك يا أبي ضيعت أموالك كلها و منصبك و لم
تضيعنا " .. دمعت عيناي شفقة بها و تمنيت ان أرى هذا الأب المفرط لألقنه درسا لن ينساه ... سكت قليلا
رحمة بنفسي و بها فلا أريد ان أزيد همها الى هموم .. و انطلقت الى بائع الدونات فقلت له " من فضلك
دونات بالشيكولاته لو سمحت " .. ناولني الدونات و كان ساخنا شهيا .. قدمته الى الفتاة بأدب و قلت "
سمي بالله .. و بعد ان تنتهين من اكله سأساعدك بما تريدين " .. رفعت عيناها الي و قالت " شكرا " و
ابتسمت ابتسامة أدخلت السرور الى قلبي كثيرا .. فكم غطى هذه المسكينة من الهموم و هي ترى والدها
يبيعها بمنصبه .. و ما علم هذا المسكين انه اجهل الناس و أدناهم مصنبا .. فمن يفرط بعرضه ماذا يرتجي و
ينتظر ؟؟! عجبا لمن باع شرفه بماله و عرضه ... قاطعت تلك الأفكار قولها لي " الحمدلله .. الله يعافيك يا
اخوي " فرددت عليها " بالهناء و العافية " ... سكت برهة من الزمن أفكر فيم ابدأ و كيف ابدأ الحديث
معها !!! فقلت لها " انا اخوك في الإسلام و احبك لك ما احب لنفسي و اكثر .. كم تمنيت ان افعل كل ما
يجعلك مسرورة فرحة سعيدة .. و لو اعلم شيئا سيزيدك سرورا لفعلته لك .. و باذن الله اني سأساعدك حتى
تبقين دائما مبتهجة منشرحة الصدر .. فأنا اخوك و يهمني كثيرا سعادتك ... تعلمين يا أختي ان الإسلام دين و
حياة .. فهو دين ندين الله به و حياة نعيش فيها السعادة و الراحة و الطمأنينة .. فالله سبحانه خلق النفوس
و هو اعلم بما يصلحها و يناسبها .. فأنزل لنا كتابه و أرسل رسوله و ابلغنا عن كل ما يصلح النفس و
يسعدها .. فأمرنا بفعل الخيرات و ترك المنكرات .. فمن أطاعه سعد و فاز و من عصاه باء و خسر " ...
قالت " صح " ... قلت لها " ألا يستطيع الله ان يدخل الناس كلهم الجنة ؟ " .. قالت " الا " ... قلت "طيب
ليه خلق النار ؟ " .. قالت " يشوف من يطيعه " ... قالت " أحسنت .. حتى يبتلي عباده فمن أطاعه ادخله
الجنة و من عصاه ادخله النار ... طيب حنا اللحين دامنا عرفنا الكلام هذا فمن نطيع ؟؟؟ نطيع الله او
الشيطان ؟؟ مهب الله سبحانه و تعالى يقول : ( الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرة
منه و فضلا ) فليه نطيع الشيطان بأفعالنا و تصرفاتنا و نتبع هوانا دايم ؟؟ ليه ننظر الى الناس اذا بغينا
نسوى شئ فاذا كان يعجبهم الشئ هذا سويناه و ما فكرنا ابدا هل هو يرضى الله سبحانه و الا ما يرضيه
؟؟!!! ليه نجعل الناس هم اللي يراقبونا و نجعل الله سبحانه أهون الناظرين إلينا ؟؟ " ... فقاطعني صوت
بكائها و نشيجها و أدركت ليونة قلبها .. فأكملت كلامي و قلت " من أحب الناس لك ؟ " ... استغربت من
سؤالي فكررته انتظر جوابا منها .. فقالت " أمي " ... قلت " ليه اخترتِ أمك ؟ " .. قالت " لانها تحبني
كثير .. و تعبت علي و لا ترد لي أي شئ ابغاه " .. قلت " و بعد ؟ " ... قالت " أمي .. يكفي بس انها امي ..
ولدتني و تعبت في تربيتي .. و لو امرض ما تفارقني و يعني وش اقولك كل شئ تسويه لي الله لا يحرمني
منها " ... قلت " طيب هذي امك اللي تحبينها بالشكل هذا لانها سوت لك اشياء كثيرة .. و الله سبحانه و
تعالى خلقك و جملك و زينك و رباك و أغناك و خلق امك و سخرها لك و جعل بينكم محبة و رحمة و أعطاكم
من المال و الصحة و العافية و من عليك بكل شئ .. تخيلي لو كنت مشلولة وشلون بيكون حالك ؟ تخيلي لو
كنت يتيمة و ما عندك مال وشلون بيكون حالك ؟ تخيلي لو كنت مشوهة الوجه وشلون بيكون حالك ؟ تخيلي
لو كنت عمياء و الا صلعاء و الا عرجاء وشلون بيكون حالك ؟ كل هذي نعم من الله سبحانه عليك .. ليه ما
تحبينه و تشكرينه و تطيعينه " .. قالت " انا احبه " .. قلت " لو تحبينه كان اطعتيه و لا عصيتي أوامره ..
ما فيه احد يحب احد و هو يعصي أوامره و يبتعد عنه كل ما اقترب محبوبه اليه .. حجابك وينه يغطي مفاتنك
و جمالك اللي امرك الله انك تغطينه .. عطرك ليه متعطرة و انت تعرفين ان الرسول صلى الله عليه و سلم
يقول " ايما امرأة خرجت متعطرة يشم رائحتها الرجال فهي زانية " او كما قال عليه الصلاة و السلام .. قال
فهي زانية و لم يقل فهي كالزانية ... لو اخذ الله منك هذا الجمال وش بتسويين ؟؟! لو اخذ منك سبحانه نعمه
التي انعمها عليك لانك ما اطعتيه وش بيصير حالك ؟؟ " حقيقة اني رحمتها و توقفت شفقة بها .. فقد قطع
البكاء انياط قلبها .. و ارتعدت فرائصها .. فآثرت السكوت و قلبي لم يزل يحمل الكثير من الرسائل اليها و
لكن لعل الله ينفع بما أوصلته لها من رسائل .. ثم بقيت فترة من الزمن حتى هدأت فناولتها قارورة الماء و
استأذنتها بالانصراف .. امرتني بالانتظار قليلا لانها تريدني .. حاولت ان تتكلم فلم تستطع و كانت تختم كل
كلمة منها بالبكاء .. جلست و قلت لها " ارتاحي قليلا حتى تهدأين ثم تكلمي " ... و بعد ان سكنت قليلا
قالت " ما راح تجلس معي شوي ؟ " ... قلت " لا ما يصلح اني اجلس معك .. و لكن انا ابساعدك في كل
وقت تحتاجيني باذن الله قدر ما استطيع .. و انا ساكن في حي سانسيلا في بلف سويتس و رقم غرفتي 427
... ثم ودعتها و اتجهت الى سيارتي .. فلما شغلت المحرك و بحثت عن ورقة من بين الأوراق التي بجانبي
اذا بزجاج نافذة سيارتي يطرق بأدب .. رفعت عيناي و اذا بها و بيدها دونت بالشيكولاته و قالت " هذا اقل
ما أعطيك على معروفك و الله يجزاك خير " ... فشكرتها ثم انصرفت .............
سحابة الحزن
في احد ايامي الدراسية .. رجعت الى البيت بعد يوم انهك قواي .. فللتو قد خرجت من احد الاختبارات و كنت
البارحة قد سهرت ليلي للمذاكرة الجادة بحثا عن التفوق في هذه المادة الثقيلة معنى و كما .. فتحت باب
غرفتي فاذا بظرف تحت اقدامي .. حملته بيدي لأبحث عن اسم مرسله فلم اجد شيئا مكتوبا على غلافه ..
بدلت ملابسي و استرخيت على سريري و انا امسك بذلك الظرف .. فتحته فاذا به رسالة من عدة صفحات ..
فتحتها و أول ما اوقعت نظري اليه هو اسم المرسل فاذا بي اجد عبارة "اختك التي ساعدتها في
السوق " ... اوووووه انها تلك الفتاة التي وجدتها بالسوق قبل أربعة أيام ... يااااااه كيف نسيت امرها بهذه
السرعة و لكن ربما هي دوشة الاختبارات ... بدأت بقراءتها و لا اخفي عليكم كم كنت متشوقا لقراءة هذه
الرسالة ... سرحت في اسلوبها الساحر و عباراتها الجميلة حتى اني لم اشعر بطولها فكان مما قالته: "
اشكرك اخي على لطفك و لو فعلت ما فعلت لما استطعت ان اوفي لك حقك " و مثل هذه من العبارات
الجميلة .. و بعد ذلك قالت : " اعلم يا اخي الفاضل ان هذا الكلام سيضايقك كثيرا .. و لكن لابد و ان اكون
صادقة و صريحة معك .. بعد مجيئي الى فرنسا قبل اسبوعين تقريبا اقترفت فيها انواعا و ألوانا من
المعاصي .. كنت شديدة البعد عن الله .. و للأسف هذا من اثر الترف و بعد الرقيب .. قد تعجب لو قلت لك
اني احبك .. و لكني قد نطقت بها لغيرك كثيرا .. ففي باريس فقط تعرفت على شابين بحثا عن شئ اسمه
سعادة وحب .. لا تندهش فلم يعلمني احد يوما من الأيام ان ما افعله خطره مثل ما ذكرته لي انت .. بالأمس
ناولتني اختي بطاقة دعوة .. فتحتها فاذا هي دعوة من صديقها الفرنسي الى حفلة يوم ميلاده .. ألحت علي
اختي بالحضور معها و كانت دائما ما تكثر الوصف و المديح في احد زملاء صديقها و تريدني ان احضر
لرؤيته " ... الحقيقة ان رسالتها كانت طويلة جدا و ختمتها برجاء ان ادركها قبل ان تقع في شباك الرذيلة
مرة اخرى .. ثم اختتمت رسالتها بعنوانها و ايميلها ... علتني الدهشة و تعجبت اشد العجب على ما تربى
عليه أمثال هؤلاء .. اين هم من الإسلام و آدابه و تعاليمه .. ما دور والديهم و اين اثر تربيتهم لأبناءهم ..
عجبا لهذين الوالدين المفرطيين .. لو ظفرت بهذا الأب لجعلته درسا و عبرة لغيره .. ألم يكونوا هؤلاء أبناؤه
و فلذات كبده .. سبحان الله يخلفون الابناء و يجعلون تربيتهم على الخدم .. يظنون ان أهم شئ عند الأبناء
هو إغداق المال عليهم و انهم يأكلون و يشربون .. للأسف لم ارى قط مثل هذه التربية الا في حظيرة
الماشية عندنا .. نعلفها و نسقيها الماء و نضع لها من يقوم بخدمتها .. الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به
و فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ... رميت بالرسالة على سريري و انا احس بأن أعصابي بدأت تتآكل في
اناملي قهرا و غيظا على والديها ثم على اختها الجاهلة التي تهدم ما بنيناه ... مرت برهة من الزمن و انا
مستلق على السرير و الأفكار تتجاذبني .. نظرت الى جدار غرفتي التي زينتها بقواعد ذهبية اسير عليها في
حياتي .. وقع نظري على " فكر ايجابيا و كن ايجابيا " ... اووووووه نسيت حتى ان اشرب الماء كم كنت
عطشانا و انا في طريق العودة من الجامعة .. فتحت الثلاجة و شربت كأسا من عصير البرتقال ثم حمدت الله
و استرجعت على ما حدث .. بدأت التفكير ايجابيا باحثا عن حل عاجل .. فتحت ايميلي و بدأت بكتابة رسالة
قلت فيها " أريدك يا اخيتي ان تذهبي الى المطبخ ثم توقدين الفرن و تضعي يدك على ناره فاذا صبرت و
استطعت التحمل فاذهبي مع اختك و اذا لم تستطيعي فلا تذهبي فان نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار
الاخرة .. يا اختي الكريمة انقذي نفسك من النار و من عذاب الله فان الموت آت إليك لا محالة .. و هو اليوم
اقرب إليك من الأمس" ... و بدأت اذكر لها بعض الأحاديث و الآيات لما اعده الله لمن اطاعه و لمن عصاه
ثم ارسلتها ... في العاشرة مساء فتحت ايميلي فوجدت رسالة منها .. فتحتها و قرأت ما فيها و كان مما
قالته : " لا أستطيع شكرك على هذه الكلمات التي ايقظتني من غفلتي هذه و باذن الله اني عازمة على عدم
الذهاب معهم غدا و لكن كم يضيق صدري لأني اخاف على اختي من النار .. فانا احبها و لكن لا اعلم كيف
أستطيع الوصول الى قلبها " ... و ذكرت لي كلاما طويلا كان يدور حول اختها .. فأرسلت لها و قلت :"
عفوا اخيتي , و لكن اريدك هذه الليلة و غدا ان لا تكثري النقاش مع اختك .. و باذن الله سنتعاون سويا في
إقناعها و نساعدها في الإقلاع عن ذلك .. و لكن نحتاج الى صبر و تروي .. فالان ابدأي بنفسك اولا و ادع
الله بان يهدي اختك و يلين قلبها لسماع الحق " ثم اعطيتها روابط لمواقع إسلامية مفيدة لاني استنتجت من
رسائلها بأن لديها فراغا كبيرا قاتلا و ان لم نملأه بالمفيد و النافع فإنها ستملأه بالأسواق و غيرها من سبل
الشيطان و طرقه .. كان مما اعطيتها رابط مواقع الشيخ محمد صالح المنجد www.islam.ws و عدة
مواقع تحتوي على كتب نافعة ممتعة ... فكرت بأن اشتري لها كتبا من المكتبة و أوصلها اليها و لكن كيف؟
لاني أخشى على نفسي من الفتنة لو ذهبت اليها .. كما أخشى ان افتح للشيطان طريقا اذا وصلت الى مقر
اقامتها بدعوى النصح و ارادة الخير لها ... و بعد تفكير عميق وجدت ان انسب الطرق هي ان أضعها عند
احد مكاتب التوصيل مثل GTX و ارسله لها ... في الغد و بعد عودتي من الجامعة ذهبت الى احد المكتبات
الإسلامية في باريس و اخترت كتاب الرحيق المختوم و كتيبين عن العفاف و الحجاب و كتاب صور من حياة
الصحابيات و وضعتها داخل صندوق صغير و معه علبة متواضعة من الشيكولاته البلجيكية .. غلفتها بغلاف
جميل و ذهبت لمكاتب التوصيل GTX و معي هذا الصندوق .. التفت الي المأمور و قال : " الى اين تريدها
؟ " .. قلت : " باريس " .. نظر الي باستغراب و قال " نحن في باريس " .. قلت :" نعم اعرف و لكن اريد
منكم توصيلها الى احد الفنادق و اعطيته العنوان كاملا " .. نظر الي نظرة محدقة و قال : " اعطني عنوانك
من فضلك " .. أعطيته عنواني كاملا ثم دفعت رسوم التوصيل و انصرفت ... ذهبت الى مقر إقامتي لأرتاح
قليلا .. و بعد نصف ساعة تقريبا طرق باب غرفتي .. رددت " من ؟" .. سمعت صوت رجل لم افقه ما يقول
فقمت و فتحت الباب .. قلت :" نعم ؟" .. قال لي :" نحن من رجال المباحث .. و انت مطلوب و ستذهب معنا
الان " .. قلت: " و لماذا ؟" .. قال لي :" كذا هي الأوامر" .. استرجعت و بدلت ملابسي و ذهبت معهم ...
وصلنا الى احد مراكز الشرطة في باريس و نزلنا ثم أدخلت على احد الضباط .. اذن لي بالجلوس ثم بدأ
التحقيق معي و سألني عن سر الصندوق الذي ارسلته قبل سويعات .. فقلت له " هذه هدية أرسلتها الى احد
من اعرفهم و يسكن في ذلك الفندق " .. قال : " و لماذا أرسلتها عبر مكاتب البريد و لم تقم انت بإيصالها
بنفسك مع انهم يسكنون في نفس المدينة , اكيد انها تحتوي على اشياء ممنوعة او ان وراء ذلك سر " ..
قلت :" لا شئ من ذلك .. و بامكانكم تفتيشها" .. أخذت الى السجن ليتم التحقق من الامر .. فاستدعوني عدة
مرات ثم يسألونني نفس الأسئلة و اجاوبهم نفس الاجوبة .. و ذات مرة سألوني "لماذا لم تقم بأيصالها
بنفسك " .. قلت :" ليس هنالك سر و لكني ارسلتها الى فتاة و ديني يمنعني من مقابلة الفتيات اللاتي لسن
بمحارم لي " .. ازدادت التحقيقات شدة و عرضوني للضرب عدة مرات و كلما ارادوا ان يجلدونني لأعترف
بأني انتمي الى احد خلايا الإرهاب قلت لهم : "فتشوا كل شئ فان وجدتم دليلا فاضربوني " .. فيمتنعون من
ذلك و الحمدلله لانهم ليس لديهم ادنى دليل .. ثم ان مدة سجي طالت علي فراسلت احد المحامين المشهورين
لينظر في قضيتي .. و في مساء تلك الليلة دعوت الله بالفرج ... فلما كان الغد علمت الشرطة و المباحث في
اني استأجرت محاميا في قضيتي فخافوا لأنهم لم يجدوا علي ادنى دليل فاخرجوني من الغد .. فقضيت في
السجن اثنان و عشرون يوما عرضت فيها على الجلد و الصعق الكهربائي و لكن بفضل الله لم اجلد الا
سوطا واحد و أنقذني الله برحمته منهم و تم الافراج .. طيلة هذه المدة كنت افكر بالهدية هل وصلت اليها ام
لا ؟ و ماذا حصل لتلك الفتاة و كيف حالها ؟ و اسئلة كثيرة تدور في خلدي اريد الإجابة لها .. الحقيقة ان
أيام السجن العشر الأولى كانت من اشق الأيام علي .. لان بالي كله مشغول بتلك الفتاة و ماذا صنعت .. هل
ثبتت امام الامتحان ؟ هل وجدت ما يشغل وقتها ؟ ... فكل يوم ينقضي تكون ضريبته احد اصابعي .. فمع
التفكير و احتراق اعصابي و انا انتظر الافراج عني في كل ساعة استقبلها كنت اعض على احد اناملي ...
فلما انقضت عشرة الأيام الأولى ارتحت قليلا و هدأت لانه على حسب تقديري انهم رجعوا الان الى السعودية
فازددت بالدعاء لهم بالهداية و التثبيت .. حصل ما حصل فانا لله و انا اليه راجعون ... وصلت الى الفندق ..
وجدت كل شئ رأسا على عقب بعد التفتيش .. لم ابالي بذلك كله .. مباشرة اتجهت الى كمبيوتري و فتحت
ايميلي فوجدت احد عشر رسالة منها .. قرأت الرسائل فزاد همي هما و حزني حزنا .. فرفعت يداي الى
السماء و دعوت الله لها بالثبات .. ثم أرسلت لها رسالة طويلة اعتذر اليها و اشرح ما حدث لي ... مرت
ثلاثة ايام و انا لم اتلقى اي رد ... أرسلت لها رسالة ثانية و ثالثة رجاء ان تجيب .. و في الغد فتحت ايميلي
فوجدت رسالة منها.. فتحتها فوجدت كلاما باللغة الفرنسية يقول لي " من انت ؟" .. ارسلت لها فقلت " انا
من واجهتك في فرنسا عند مدخل السوق قبل شهر تقريبا" كتبت ذلك باللغة العربية .. ثم كتبت باللغة
الفرنسية " انا احمد .. من انت ؟ ألست الفتاة العربية التي واجهتها في فرنسا؟ " ... من الغد وجدت رسالة
باللغة الفرنسية تقول بلهجة ساخرة " الايميل مخترق منذ عشرة ايام ايها الاحمق .. هكر
فرنسا " .................
أمطار السعادة مع أم سعد
تخرجت من الجامعة و الحمدلله بمرتبة الشرف الثانية.. بعدها بشهر تقريبا انهيت أوراقي و عدت الى
السعودية .. لقد كانت آمالي كآمال كل شاب .. أفكر بعش الزوجية السعيد و أبحث عن فارسة أحلامي .. كم
كانت فرحة أمي كبيرة عند قدومي .. ثم بشرتها بتفوقي فلم تستطع منع دموعها فبكت ثم خرت ساجدة لله ..
بكيت و كان موقفا مؤثرا ... مر شهر على هذه الحادثة و في صباح احد الايام دخلت علي اختي و انا اقلب
بعض الأوراق في غرفتي .. رأيت في وجهها ابتسامة كبيرة و كأن كنوز الدنيا في جوفها .. نظرت اليها و
ضحكت لما رأيت البشر يعلو وجهها و انا لا اعلم ما تخفيه لي من مفاجأة .. سألتها عن سبب كل هذا الفرح
فأخبرتني بأنهم يرغبون بالخطبة لي من احدى زميلاتها المقربات و التي تحبها كثيرا .. دار الحديث بيني و
بينها حول زميلتها هذه .. ثم فكرت بالأمر كثيرا و استخرت الله فيها .. فيسر الله لي و تم الزفاف بعد عشرة
اشهر ... في الحقيقة كانت زوجتي ام سعد امرأة لطيفة جدا و خفيفة ظل .. و كانت و لله الحمد تتحلى
بالاستقامة على الدين و تحفظ كتاب الله .. كانت ودودة لطيفة جميلة ظريفة .. لم تصل خيالاتي يوما من الايام
لمثلها .. فالحمدلله الذي اقر عيني بمثلها ... عشت معها اياما جميلة رائعة و كنا نطبق فيما بيننا قاعدة " اذا
غضبت رضيني و اذا غضبت رضيتك " ... بعد شهرين من زواجنا راجعنا احد المستشفيات انا و ام سعد ..
دخلت ام سعد الى الطبيبة للكشف و بقيت انا خارج الغرفة بانتظارها .. فتح باب الغرفة فخرجت الممرضة و
نادتني ثم اخبرتني بأن زوجتي حامل ففرحت فرحا شديدا و لم يقر لي قرار فطفقت اسعى في الممر ذهابا و
ايابا انتظر زوجتي الغالية تخرج لأهنئها و أكحل عيني بها ... بعد عدة اشهر اقترحت علي ام سعد ان نذهب
إلى السوق لنشتري أغراض مولودنا الجديد فهي الان بالشهر الثامن و ما بقي الا شهر تقريبا على
الولادة .. ذهبنا الى سوق المجد .. دخلناه و كانت يدي بيدها ثم اتجهنا الى احد محلات ملابس الاطفال .. فلما
خرجنا منه تعرقلت زوجتي بعربية احد الاطفال فسقطت على جانبها الايسر .. هرعت اليها فسميت عليها ثم
ساعدتها بالنهوض ..سألتها "هل تحسين بألم ؟" .. فهمست بأذني "بطني يؤلمني بشدة ياأحمد" ثم زفرت
تعبيرا عن شدة الألم .. فأخذتها بسرعة الى مستشفى الحمادي ثم جلست على في خارج الغرفة انتظرها .. رن
هاتفي الجوال فنظرت فاذا هي زوجتي .. رددت و كان صوتها ضعيف جدا و ينبئ عن آوجاع شديدة
تنتابها .. اعتصر قلبي الالم واطرقت برأسي للاسفل رحمة بها فانحدرت من عيني دمعة لطالما حاولة منعها
مرارا و لكنها ابت الا الخروج من عيني و تدحرجت على خدي .. ذهبت الى استراحة الرجال و بقيت هناك و
طفقت ادعوا الله لها بالشفاء و العافية .. رن هاتفي مرة اخرى فنظرت اليه فاذا هي امي الحنونة حفظها
الله .. رددت عليها فقالت لي " فيك شئ يا ولدي ؟" .. قلت " ليه يا يمه الله يسلمك ؟!!!! .. مابي الا
العافية " .. قالت :" لا و انا امك .. قلبي عورني و حسيت ان فيك شئ " .. اندهشت و تعجبت اشد العجب و
قلت :" اجل دامه كذا .. فأنا اللحين بالمستشفى لان ام سعد طاحت بالسوق و ان شاء الله انها طيبه و ما
نبغى الا دعاك " .. طال وقت انتظار تقرير الطبيبة عن حالة زوجتي فمكثت على اعصابي لا يهدأ لي بال و
بقيت اتساءل هل هي على ما يرام ؟ .. بعد نصف ساعة خرجت الطبيبة من غرفة زوجتي و قالت لي :"
يمكنك الان الدخول للاطمئنان على زوجتك " .. دخلت مسرعا فسلمت على زوجتي و كانت و لله الحمد و
المنة في صحة جيدة و لم تتأثر كثيرا .. مضت لحظات قليلة و اذا بباب الغرفة يطرق .. فتحته فاذا هي
والدتي اتت للاطمئنان على زوجتي فانفرجت أساريري و قمت اقبل امي و اشكرها على مجيئها و قلت في
نفسي " سبحان الله .. دائما ابقى صغيرا في نظرها و اتت للاطمئنان علي " ... بعد ذلك قرر الاطباء ان تبقى
زوجتي لديهم الى الغد حتى لا يتأثر الجنين .. و في الغد أتيت لزيارتها .. فلما دخلت المستشفى أحببت ان
افاجأ زوجتي بهدية .. فدخلت محل الهدايا في المستشفى و بينما انا اتجول فيه و ابحث عن الهدية المناسبة
اذا برجل كثيف اللحية و وجه مشرق ينظر الى بابتسامة جميلة و كأنه يعرفني و معه طفل و بجانبه زوجته ..
بادلته الابتسامة نفسها و أحببت ان أصافحه لكن استحييت ان احرجه لان زوجته بجانبه .. التفت الى الجهة
الأخرى لأختار هدية زوجتي .. اذ بصوت من خلفي يقول : " السلام عليكم " .. التفت فاذا هو ذلك الرجل
فقلت " و عليكم السلام" ثم تصافحنا و سلم علي سلاما حارا و كأنه يعرفني من قبل ثم قال لي و هو يقدم لي
ابنه :" هذا أحمد " .. فنظرت الى ابنه ذو الأشهر الستة جميل وديع لطيف فقبلته و قلت :" ما شاء الله ..
الله يصلحه و يهديه " .. فناولني ابنه و قال لابنه و هو ينظر اليه :" رح مع سميك " .. حقيقة لا اعرف هذا
الرجل من قبل و لا اذكر اني رأيته فتعجبت من تصرفه اللبق معي ثم بلغت مني الدهشة اقصاها عندما قال
لابنه "رح مع سميك " فكيف عرف هذا اسمي ؟ كنت اقول ربما كان مشتبها بي بشخص يعرفه , لكن اراه
يعرف اسمي .. أمسكت ابنه و بدأت اقبله كل هذه الأفكار تتعارك في رأسي و انا اضحك و الدهشة تعلوني ..
فنظر الى الرجل و ضحك ثم قال : " شكلك مستغرب وشلون عرفت اسمك " .. ضحكت و ارتحت قليلا لانه
عرف ما يدور في خلدي و قلت :"ايه صحيح لأني ما اذكر اني شفتك " .. قهقه بلباقه جمة ثم قال لي :"
تصدق أنت أكثر واحد اغار منه !! " .. اتسعت دائرة عيناي و انا انظر اليه باندهاش و أقول في نفسي :"
الله يستر .. وش دخلني انا " .. ثم أكمل فقال :" ذبحتنا هذي المرأة فيك حتى الولد سميناه على اسمك " ..
حقيقة انا انقلب رأسي و اصبحت اتنقل بين الألغاز و الاستفهامات و علامات الدهشة لا تفارقني .. فضحك
كثيرا على منظري و حالتي ثم قال لي :" شف هذه المرأة " .. فنظرت فاذا امرأة متحشمة متسترة لا يكاد
يخرج منها شئ .. فالقفازات تغطي كفيها و عباءتها واسعة تغطي تقاسيم بدنها .. حقيقة كانت قمة في الستر
حتى انك لا تكاد تعرف وجهها من ظهرها .. ثم اكمل حديثه فقال :" دخلت انا و اياها المستشفى فلما رأتك
قالت هذا هو احمد .. و سبحان الله كانت دائما ما تقول ( يا رب وفقني و اجعلني ارد الجميل لأحمد ) .. فهي
التي قابلتها عند مدخل السوق في باريس و نصحتها ثم انك انقطعت عنها فجأة و هي من ذلك اليوم و هي
قلقة عليك و تدعو الله لك بالسلامة وان تراك بصحة و عافية " .. عقدت الدهشة لساني و بقيت واجما لا
اهمس ببنت شفة .. فضحك ثم قال :" الظاهر انك لم تصدق قولي !!!" .. فقلت :" الا .. لكن ؟؟؟!!!!!" ..
عانقني بحرارة ثم قال " اعطني رقم جوالك و سأتصل عليك اليوم لنجلس سويا و نأخذ أخبارك .. اظن ان
زوجتي احترقت اعصابها و هي تنتظرني لتسمع الاخبار " .. اعطيته رقم جوالي ثم ودعته بابتسامه واسعة
تعلوها علامات التعجب و الاندهاش .. انصرف عني و كدت انسى هدية زوجتي لولا ان بائع المحل قال لي "
ايوه بابا " .. تذكرت عندها اني جئت لاشتري هدية لزوجتي فاخترت هدية كبيرة ثم صعدت الى غرفتها ..
سلمت عليها ثم ناولتها الهدية ففرحت بها كثيرا ثم جلست بجانبها و كنت كمن أجر عقله و فكره و ذهب
بجسده فقط ... دخلت الممرضة علينا ثم ناولتني تقريرا يسمح لزوجتي بالخروج معي .. فأخذتها ثم اتجهنا
الى بيت اهلها لترتاح عندهم و اعود اليها في المساء ... بعد صلاة العصر رن هاتفي الجوال فاذا به ابو
احمد ذلك الرجل الذي قابلته هذا اليوم .. رددت عليه فسلم ثم قال ان زوجتي تدعوك اليوم الى العشاء و لا
تسمح لك بالرفض الا اذا كان هناك عذر شرعي .. تلعثمت محاولا الرفض لكن ام احمد اقفلت كل سبل
الاعتذار فقبلت دعوتها .. بعد صلاة العشاء ذهبت الى البيت حسب الوصف فلما وصلت اليه خرج لي ابو
احمد و استقبلني بكل حفاوة و ابتسامته تملأ وجهه الوضيء .. ادخلني الى المجلس و كان بيته جميلا و
انيقا .. تناولنا القهوة ثم بدأنا بالحديث .. قال لي :" ام احمد الى الان مستغربه ليه انقطعت عنها يوم انتم
بباريس .. وش صار لك ؟" .. ضحكت و قلت له :" اللحين انا جاي ابي اسمع قصتها منك و بعدين اقولك
وش صار لي .. لاني ما عندي صبر انتظر الى ان اقولك وش صار لي .. فابدأ انت و ريحني و اقولك اللي
تبي " .. ضحك ثم قال :" تامر أمر .. انا امام المسجد المقابل لهذا البيت .. ذات يوم كنت في درس اسبوعي
لأحد العلماء و بعد الدرس دعاني الشيخ لوحدي و قال لي هل انت متزوج ؟ .. قلت : لا .. قال : هل ترغب
بالزواج من زوجة مستقيمة و نحن نساعدك في تكاليف الزواج .. فقلت : جزاك الله خيرا يا شيخ لكن ابنة من
تكون ؟ فذكر لي ام احمد و قال لي انها تدرس في احدى دور تحفيظ القران بالرياض .. و انها اختراتني
لأبحث لها عن زوج صالح فوقع اختياري عليك ... فرحت بهذا الخبر ثم أرسلت اختي لتراها و بعد شهر تم
الزواج بيننا .. و بعد زواجنا بشهرين جلست معها و اخذنا نتجاذب اطراف الحديث فقالت لي ام احمد قصتها
معك ثم انك انقطعت عنها فجأة فعادت الى الرياض و اتصلت على احدى زميلاتها المستقيمات و طلبت منها
مصاحبتها و رغبتها في الاستقامة ثم ألتحقت بدور تحفيظ القرآن و صارت لا تترك أي محاضرة او دورة
علمية او ندورة الا بعذر شرعي و اصبحت و لله الحمد من طالبات العلم و مدرسات القرآن و مربيات الفتيات
نحسبها صالحة تقية نقية و لا نزكي على الله احدا .. و كانت دائما ما تذكرك و تدعو لك و تأمرني بالدعاء لك
فما غرت من احد ابدا مثل غيرتي منك .. فلما رزقنا الله بالمولود الأول و كان ذكرا رجتني رجاءا ان اسميه
على اسمك فقد علمت ان اسمك ( احمد ) من اسم ايميلك .. فزادت غيرتي عليك .. و لكن ما زلت الى يومي
هذا ادعو لك لانك دللت زوجتي على طريق الهداية و اشهد الله اني لم ار قط مثل زوجتي خلقا و دينا و ادبا
و احبها حبا عظيما فأحمد الله ان جعلها زوجتي " .. عند ذلك قاطعنا صوت رنين جواله .. فقال لي " معذرة
هذا اخي .. و لو كان احدا غيره لما رددت عليه لاني لا اريد ان افرط بدقيقة واحدة في وقت جلوسي
معك " .. أخذتني الأفكار و هو يهاتف اخيه .. فالتفت الي فجأة و هو يقول :" يسلم عليك اخي و يقول وش
نسمي البنت ؟ جاهم مولودة و نبغاك تختار لها اسم ؟" .. ارتبكت و قلت :" و الله ما ادري .. على
كيفكم !!!" .. فقال :" اختر لنا أي اسم تحبه ؟ اخوي و زوجته يقولون ما يسميها الا انت .. قلت :" و الله ما
ادري لكن اذا ملزمين خيروني بين الأسماء اللي مرشحينها و اختار لكم اسم " .. فقال لي ابو احمد " فيه :
اروى و شذى .. وش رأيك ؟" .. قلت :" كلهن حلوات .. لكن انا اختار شذى " .. فقال ابو احمد لأخيه
فقالوا " خلاص نسميها شذى و على بركة الله " ... ثم اغلق ابو احمد هاتفه و التفت الي فقال :" هذا اخي
الذي يصغرني تزوج من اخت زوجتي " .. قلت له بسرعة " ماذا قلت ؟!!! من اخت زوجتك؟ " .. فقال و هو
يضحك " نعم .. ابشرك استقامت على دين الله مع اختها بعد عودتها من باريس بشهر و أصبحت معها تدرس
القران في دار التحفيظ .. و هي كذلك مثيلة اختها في اخلاقها و ادبها و الحمدلله .. و لقد استشارني اخي
في الزواج منها فقلت له استعن بالله و انكحها فوالله ما رأيت من اختها الا كل خير بل ما رأيت قط مثل
اختها ... و تم الحمدلله الزواج بينهما و بالأمس رزقهم الله بمولودتهم الاولى .. و عندما قابلناك انا و
زوجتي كنا ذاهبين لزيارتهم و اخبرناهم بأننا رأيناك ففرحوا بذلك واتفقوا على ان يجعلوا اسم ابنتهم على
ابنتك او من اختيارك " .. انفرجت اساريري و قمت احمد الله على ان من علي برؤية هاتين الفتاتين معلمات
للقران صالحات مصلحات ثم سجدت سجود الشكر و حمدت الله على ان وهبني محبة الناس لي و القبول من
عباده .. ثم التفت اليه و قلت له :" اكيد انك متشوق لسماع ما حدث لي في باريس يوم انقطعت عن
زوجتك " .. فقمت اقص عليه قصتي و ما حدث لي حتى اتممتها ... تناولنا العشاء ثم خرجت من عنده و قد
اخذت منه المواعيد و المواثيق على زيارتي هو و ام احمد و اخوه و زوجته في الايام المقبلة ... ركبت
السيارة و ودعته ثم اتجهت الى بيت اهل زوجتي و اخذتها معي و ذهبنا سويا الى البيت .. كانت اسارير
وجهي منفرجة و كنت احمد الله ما بين كل فترة و اخرى و اغرق زوجتي بالتدليل و التغنج حتى لا تثير
تائرتها من الغيرة .. و بعد ان وصلنا الى البيت ذهبت الى غرفتي لأبدل ملابسي ثم جاءت زوجتي فجلست انا
و اياها على زاوية السرير و بدأت احدثها بما حصل لي هذا اليوم .. كنت مندهشا و مسرورا و متعجبا لما
حدث .. و احدثها بكل حماسة و فرح و ابتهاج .. فلما بدأت اصف لها ستر ام احمد و حشمتها قامت من
عندي و ذهبت لتجلس على كرسي تسريحتها .. اكملت حديثي و كأن شيئا لم يكن لأني اعرف ام سعد و
غيرتها .. استمريت في الحديث فلما اخبرتها انهم طلبوا مني ان اسمي ابنتهم الجديدة إلتفت علي بكرسيها
الدوار و حدقت في النظر و الغضب يملأ عينيها ثم قالت :" الحمدلله ما عندهم بنت ثالثة " ... عندها لم
اتمالك نفسي من الضحك فاستلقيت على السرير و انا اقهقه و اقول ( ان كيدكن
عظيم ) .............................
تمت ,,,