-كانت الحِيلَة إمرأة مقتدرة وبشعة المنظر قد شوهها المقارنة بالغير و البحث عن الإنتقام
و قد قيل لها إن بالبلدة امرأة هي الأجمل بطبعا و شكلها و خُلُقها
و أنها تفوقها إحساسا و طيبة و الجميع يحبها و يميل إليها
راحت هذه الأخيرة تبحث في بقاع المعمورة عمن يدلها على من تفوقها جمالا وبهاءا وعمَّن تنافسها بالحياة
و بينما هي سائرة بالطريق لمحت طيفا جميلا وظلا جذابا يقترب منها
وإذ بها ترى امرأة تتوقف أمامها و النور يحيط بها من كل جانب
اقتربت منها و عيناها ممتلئتين غيرة و غيضا ...
ثم طرحت عليها السلام :
النِّيَّة : و عليكم السلام أهلا بك
عسانا نتعرف على بعض و نكون قريبتين
الحِيلَة : نعم و هذا هو مبتغاي فمرحبا بك أنتِ أيضا
قالت النِّيَّة :أنا وحيدة بهذه المكان و يسرني أن تكوني رفيقتي طول الحياة
كشرت الحِيلَة عمّا بداخلها و سعدت لطلب الرفيقة الجديدة و اقترحت عليها أن ترافقها للبيت
لتكونا هناك أكثر راحة و تتناولان الغداء سويا و تتبادلان أطراف الحديث و خاصة عن علاقتهما الجديدة
لم تفكر النِّيَّة قط ووافقت من فورها و انطلقتا تمشيان و تتحدثان
لكن النِّيَّة كانت تثرثر بالكلام والحِيلَة تفكر لها بمكيدة تخلصها منها في حينها
و هي على هذه الحال حتى اهتدت إلى فكرة فقالت لصديقتها
:عزيزتي أرجوك لقد أنهكني الترجل و بطني يتضور جوعا فأريد الوصول للبيت بسرعة
فلم لا نوقف لنا سيارة تأخذنا من هنا و نتعجل الوصول ؟
النِّيَّة : افعلي ما يريحك يا صديقتي العزيزة
الحِيلَة بمكر شديد : تتمتم و تتنهد ....أتمنى أن تنجح خطتي و أرتاح منك
النِّيَّة : تقولين شيئا ؟
الحِيلَة : لا لا فقط أتمنى أن تلتقينا مركبة سريعا
صمتت هنيهات ثم قالت : لقد فكرت بالأمر جيدا
أنتِ إمشي في وسط الطريق حتى إذا لمحك أحدهم توقف و ركبنا معه
و انا أسير على الرصيف لأتفقد أحد المارة للمساعدة
أو أجد لنا بين أغصان الأشجار بعض ثمار التوت نسد بها مخمصتنا و ضحكت باستهتار و تصنع
قالت النِّيَّة :طبعا طبعا سأفعل وبكل سرور.........
و واصلتا المشي لبضع دقائق حتى رأيا سيارة قادمة من بعيد
سُرَّت الحِيلَة حتى علت علامات الفرحة محياها ظنا منها أنها ستتخلص من عدوتها اللدود
و لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن
فهاهو السائق القادم يلمح شيئا ما بالطريق فانحاز إلى الرصيف
و قضى على الحِيلَة بفضل مكيدتها لغيرها
و كذاك هم البشر فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها
