
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول أحدهم : "أتوب وأعود .. فما الحل؟"
ويقول الآخر : "أصر على الصغائر .. فما الحل؟ "
كما تقول ثالثة : "أفكر في خلع الحجاب .. فما الحل؟"
ويقول آخر :" يراودني الإحساس للتقهقر .. فما الحل؟"
نعم تساؤلات وشكاوى عبرعنها الكثير بانها مصائب
والبعض يقول مللت وكلما اتوب اعود احس بالضيق ....الخ
من العبارات التي اصبحنا نقراها بشكل شبه يومي
تعدد اسلوب التعبير ولكن المشكلة واحدة
ولاملامة فهذا ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى
ونسال الله لنا ولهم الهداية والتوفيق والثبات
ولكن لابد من وقفه مع هذه المشكلة
التي يعاني منها اخواننا وهي :
العودة سريعا الى الذنوب والانتكاسة بعد التوبة لماااااااااااذا ؟
لايستمر بالتوبة والتوجه لله تعالى
مع انه يتوب ويعود ويعيش فعلا مع الطاعة
ولكنه سريعا مايعود للمعصية والذنب
ثم يعاوده شعور الهم والغم والضيق بسبب عودته
ماحقيقة من هذا حاله ؟
عندما يغرق في الشهوة واللذة لايحس بشئ ويتبلد احساسه
وتصم اذانه وتعمى ابصاره
الا من هذه اللذة والشهوة الا من رحم الله
ثم
ما ان ينتهي منها الا ويفيق من سكرة هذه الشهوة واللذة
وتبدا معها الندامات والحسرات والضيق وسريعا مايبحث عن الحل
وربما وهو / وهي في مكان الشهوة واللذة وقبل ان تتحرك
((((((ماهو هذا الطريق ))))))
هو طريق التوبة الذي اعتاد عليه عندما يذنب
سبحان الله
اقول لمن هذا حاله هنيئا لك وعزائي لك ايضا
لانك تصيب وتخطئ في نفس الوقت
كيف ؟
تصيب بعودتك الى الله تعالى وتوبتك مما وقعت فيه
وتخطئ لتكرر نفس الذنب والوقوع بنفس الحفرة السابقة
التي نجوت منها بالامس
نقول لكل اخ وأخت تكررت منه التوبة مهما كثرة ذنوبه
توبتك اذا كملت شروطها وصدقت واخلصت لله تعالى فباذن الله تعالى توبتك صحيحه
شروط التوبة
كما جاءت في القرآن والسنة :
ألا وهي ( الندم على ما فات ، والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم الرجوع إليه ، وأن تكون التوبة خالصة لوجه الله وطلباً لما عند الله من الأجر ،
وإرجاع الحقوق إلى أهلها )
وكل توبه تتكرر بشروطها فهي لاتفسد
ولكن تحتاج الى تجديد بالعزم والصدق والاخلاص وبكامل الشروط
ومن يتوب وفي نفسه شيئا لهذا الذنب وعودة اليه
فهذه سميت بتوبة الكذابين نسال الله العافيه والسلامة
اذا لانيأس ولو تكرر الذنب
ولو عاد الانسان للذنوب بعد التوبة مرات تلو مرات
ولكن لايكون هذا معينا على التكرار فكما ذكرنا ان التوبة بكامل شروطها
ولكن هناك امور لابد الانتباه لها
للاستمرار على هذه التوبة والثبات عليها
لابد من فعل الاسباب المعينه على الاستمرار
ليكن لسان حالكِ يقول :
يا من يرى مدَّ البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليَلِ
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخَّ في تلك العظام النُّحَّلِ
امنن علي بتوبة امحو بهــــــا *** ما كان مني في الزمان الأولِ
لاتستعجل ابدا فانت في بداية الطريق والاختبار امامك
قال تعالى:
الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ{3}
كون من الصادقين لكي تنال ماعند الله تعالى
ولاتستسلم من اول الطريق
وتخسر ماوعد الله تعالى كل من جاهد وصدق في المجاهدة
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
تريد الهداية استمر على الطريق ولاتتنازل مهما كانت المغريات
نعم ستواجه العقبات والصعوبات في بداية الطريق
ولكنها ايام ثم تعيش عيش السعداء باذن الله تعالى
وتبدأ تلوم نفسك وتقول كيف تجرات على مافات
وأضعت ما فات من عمري في معصية الله سبحانه وتعالى
اخي /أختي
وكل من تاب وعاد
قال تعالى:
"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ..."
تبت ؟
عدت ؟
سلكت طريق الله تعالى ؟
غيرت نمط حايتك كلها من اولها لاخرها
صحبه
معاملة
في العمل
في المدرسه
في السوق
في كل حركه من حركاتك اجعلها تتغير مباشرة بعد التوبة
واعلنها صادقة نصوح لله تعالى كيف ؟
من التغيير هو ان تكون في بيئة صالحة
تكون معينه لك على كل خير وتدلك عليه
لنقرأ خطاب الله تعالى للمصطفى صلى الله عليه وسلم
وهو المعصوم الذي غفر له ماتقدم من ذنبه وماتاخر
قال تعالى :
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
فاذا كان هذا المعصوم صلى الله عليه وسلم
الذي غفر له ماتقدم من ذنبه وماتاخر يؤمر بهذا الامر
فكيف بحالي وحالك !!!
وحال من يقيم على المعاصي والذنوب ليل نهار ؟؟؟؟؟؟
اهجر كل مكان يذكرك بالمعصيه
تريد الثبات ؟
اجعل القران العظيم كل حياتك
اجعله داخلا في كل امورك صغيرها وكبيرها فهو تبيانا لكل شئ
سر على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم بكل ماتعنيه الكلمة
اتبع الذي ارسل رحمة للعالمين وبشيرا ونذيرا
والذي من سار على نهجه واتبع سنته
فاز في الدنيا قبل الاخرة بعد توفيق الله تعالى
طبق وجاهد واحرص على تطبيق
كل سنة جاء بها المصطفى صلى الله عليه وسلم
قف عند كل نهي منه
وسارع بفعل كل امر منه
لاتتردد ولاتسوف اعمل واصدق واخلص لله
ستجد الصعوبه في البداية
ولكن والله ان العاااااقبة طيبه مباركة في الدنيا قبل الاخرة
وتذكري متاع الحياة الدنيا الى فناء وزوال مهما طالت لذته
وخير من هذا كله هو قوله تعالى :
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }آل عمران15
الله اكبر
هل عندك هدف وهم اكبر من هذا؟
جنات تجري من تحتها الانهار
والفضل العظيم والكبير رضوان من الله
اتستحق هذه الدنيا وشهواتها ان نضيع هذا كله لاجلها ؟؟؟
اخي / أختي يامن توجهت
لتتصف بهذه الصفات وتعمل بها :
الصابرين
لنصبر على الطاعة ولنصبر عن المعصية مهما بلغ الامر فنحن من معاشر التائبين لاننسى ذلك ابدا ولاننسى اننا نريد الثبات
الصادقين
لنصدق في اقوالنا واعمالنا لله تعالى في ظاهرنا وباطننا فلا نتشكل في كل مكان على حسبه وليكن توجهنا واحد في كل الاحوال وهو التوجه لله تعالى
القانتين
نعم لنكن مداومين على الطاعة بكل خضوع لله تعالى وخشوع ونجاهد انفسنا في هذا الباب
المنفقين
لننفق في كل احوالنا ان كنا نجد فلا نبخل وان لم نجد لانحقر من المعروف شيئا
ولنكن من المستغفرين المكثيرن منه وخاصة في الاسحار كما ذكر هذه الصفات الله تعالى في كتابه العظيم
وهو سبحانه اعلم بصالح عبادة وماهو سبيل نجاتهم وماهو العمل الذي ينجيهم بعد رحمته سبحانه
فلما التردد والبحث والتفتيش وبين ايدينا كتاب الله تعالى والطريق واااااضح وضوح الشمس
أخي / أختي
المجاهدة ثم المجاهدة ثم المجاهدة
كل هذا العمل يحتاج الى مجاهدة وصبر ومصابرة والنتيجة طيبه
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200
النتيجة
الفلاح
الا تريد ان تكون من الفالحين ؟
فلنصبر
ولنصابر
ولنرابط
ولنتق الله تعالى :
فماهي الا ايام وربما ساعات ودقائق ويقال فلان او فلانه ........ مات / ماتت
ثم ماذا الى قبر ..... اما نور ورحمة ونعيم الى قيام الساعة
واما ضيق وهم وغم وعذاب الى قيام الساعة نسال الله العافيه والسلامه
فلنحرص الا يختم لنا الا بخير وعلى خير وعلى طاعة
فكم من قصة سمعنها وقد ختم للبعض بالخير وهنيئا لهم
وقصصا ايضا ختم لصاحبها بشر نسال الله العافيه والسلامه
ونحن بشر مثلهم وسنلقى مالقوا ولكن على اي حال الله اعلم
فليكن همنا الوحيد وفي قلوبنا هو الله تعالى والطريق اليه
ليختم لنا بالصالحات بحوله وقوته
وكمايقال :
القلب ملك والأعضاء جنوده
فإذا صلح القلب صلحت الرعية وإذا فسد فسدت
و لقد كان الصالحون يخشون أن تشغل قلوبهم بغير الله
فإذا أحبوا شيئا من الدنيا ووافق هواهم تركوه خوفا من أن يشغلهم عن ذكر الله
إذ أن كل من شغل بشيء أحبه
وإذا شغل الإنسان بحب الدنيا والشهوات انشغل بها قلبه عن حب الآخرة
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات : كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة : إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب . الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 52
خلاصة حكم المحدث:
فلنعمل ونحرص لنصلح قلوبنا بكل طاعة يحبها الله ويرضاها
وبكل قربه لكي يصلح بعدها الجسد كله
كما أن اسباب الثبات كثير
ولكننا نريد ان نتكلم عن شيء مهم وهو
((((((((((((((( الحــــــــــــــــل ))))))))))))
لماذا غاب الندم؟
لماذا غاب هذا الإحساس المهم
الذي هو من شروط التوبة الصحيحة
إن المشكلة الحقيقية هي:
غياب الندم على ما فات من معاصٍ وتقصير..
إنه البرود
والمطلوب إذن تسخين القلوب ..
والمطلوب إذن دموع ساخنة تذيب هذا الجليد من غياب الندم..
أن الندم يحصل بــ:
1- تعظيم الحق جل جلاله ومعرفة مقامه ومعرفة ذاته وصفاته وتعبّده بها.
2- و معرفة النفس وإنزالها منزلتها ومعرفة أن سبب كل شر يقع فيه ابن آدم من نفسه.
تعظيم الحق جل جلاله
فإذا أردت أن تعرف عظم الذنب فانظر إلى عظمة من أذنبت في حقه.
أكبر آفة وقع فيها أهل عصرنا وأكبر معصية ارتكبتها قلوب أمتنا:
أن زالت هيبة الله من القلوب
هذه هي المأساة..
إننا صرنا نخاف من البشر أكثر من خوفنا من الله
ونستحي من البشر أعظم من حيائنا من الله
ونرجو البشرأعظم من رجائنا في وجه الله
لذا لما هان الله علينا هُنّا عليه والجزاء من جنس العمل
ثم يعلق ابن القيم فيقول:
"من أعظم الظلم والجهل:
أن تطلب التوقير والتعظيم لك من الناس..
وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره!"
وعلينا أن ننتبه إلى هذه الفائدة الغالية:
فإنك توقر المخلوق ،وتجله أن يراك في حال،
ثم لا توقر الله ،فلا تبالي أن يراك سبحانه وتعالى عليها..
أيحب أحدكم أن يراه الناس وهو يزني؟
إذن فكيف ترضى أن يراك الله على هذه الحالة؟
ألا تستحي منه؟
وصدق الله تعالى:
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً{108} هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً{109}
والله علمنا؛ قال سبحانه لنا لينبهنا إلى تلك القضية أتم تنبيه
لفت نظرنا إلى شيء نستشعره ، شيء موجود عندنا وجوداً ماديا
لأننا ننسى استشعار نظر الله ومراقبته..
فقال جل جلاله:
وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ{22} وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ{23} فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ{24}
لما كانت نفس الناس ضعيفة واستشعارهم معية الله صعباً
ذكرهم الله بأن معهم شهوداً :
سمعكم ، وأبصاركم ، وأيديكم ، وأرجلكم ، وبطونكم ، وفروجكم ..
نعم ستشهد عليك . .
فإذا أردت أن تعصي الله
فاذكر أن الله معك يسمعك ويراك:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }المجادلة7
فإن لم تستشعر تلك القضية
(وعجز قلبك عن استحضار سمع الله وبصره ، فتخشاه ، فتخافه ؛ تخشي بطشه ، تخاف انتقامه ، تستحيي أن يراك على العيب.عليك رقيب . . وهو الذي يسترك . . فوقك قاهر . . وعليك قادر . . ومنك قريب، يستطيع أن ينتقم ويأخذ حقه ،ولكنه الحليم . . والحيي الستير . . جل جلاله . . وعجز قلبك عن استحضار تلك المعية . . فلم تستطع أن تختفي من الله . . ولا أن تستتر منه . .)
فتذكري أن معك عيناً ستشهد عليك . . وأذناً ستشهد عليك . . ويداً ستشهد عليك . . ورجلاً ستشهد عليك . . فإنك إن استطعتي أن تتستري وتختبئي . . فختبئ من أعضائك، وتوارى منها ، فافعلي .. فإن لم تقدري
فاترك المعصية خوفاً من ذي الجلال جل جلاله . .
يا من تعاني مأساة الذنوب اختبئ من الله فلا يراك عليها . .
فإن نسيت نظر الله وغلبتك شهوتك ، فأعمت عين بصيرتك . .
فاختبئ من يدك التي تعصي الله بها . .
إذا تحركت عينك للنظر ،فتذكري أنها ستشهد عليك يوم القيامة . .
وإذا تحركت رجلك لتعصي،
فاعلم أنها وكل جوارحك عليك شهود يوم تلقين الله عز وجل . .
الم تعلمي ان الله سبحانه وتعالى
الجبار المنتقم
يفرح بتوبتك وهو الغني عنك
ثبت في الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال :
لله أشد فرحا بتوبة عبده ، حين يتوب إليه ، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة . فانفلتت منه . وعليها طعامه وشرابه . فأيس منها . فأتى شجرة . فاضطجع في ظلها . قد أيس من راحلته . فبينا هو كذلك إذا هو بها ، قائمة عنده . فأخذ بخطامها . ثم قال من شدة الفرح : اللهم ! أنت عبدي وأنا ربك . أخطأ من شدة الفرح الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2747
خلاصة حكم المحدث: صحيح
سبحان الله ...
و ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين
حيث قال :
" و هذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى
في بعض السكك باب قد فتح و خرج منه صبي يستغيث و يبكي ,
و أمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه و دخلت
فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا ,
فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ,
و لا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا .
فوجد الباب مرتجا فتوسده و وضع خده على عتبة الباب و نام ,
و خرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه
, و التزمته تقبله و تبكي و تقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟
و من يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني ,
و لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك و الشفقة عليك . و إرادتي الخير لك ؟
ثم أخذته و دخلت .
فتأمل قول الأم :
لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
و تأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي ، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترون هذه طارحة ولدها في النار ) . قلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) . الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5999
خلاصة حكم المحدث:
و أين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه ,
فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله و أولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها
اسال الله العظيم لي ولكم الثبات حتى نلقاه
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
م/ن
لاتنسونا من دعواتكم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
فقد ميز الله بعض كلامه عن بعض بخصائص ووظائف وحث نبي الله صلى الله عليه وسلم على سور وآيات مخصوصة ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة هى " أعظم سورة فى القرآن " (1) وأن ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (تعدل ثلث القرآن) (2) وأن( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ( لم ير مثلهن قط ) (3) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه ) (4) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) (5) وأن أعظم آية فى كتاب الله هى آية الكرسي(6) .
ومن هذه الكلمات التامات والسور المباركات سورة الكهف ،وهى السورة التى ورد الخبر بمدحها وتبيان فضلها،فهي:
* حدى خمس سور فى القرآن الكريم تبدأ بالحمد لله(7) .
* هى أوسط القرآن أجزاؤه وكلماته.
* قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين( (8
* روى مسلم عن أبى الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"وفى رواية :"من آخر سورة الكهف" (9)
فلأى شئ كان هذا الفضل؟ ولم كانت هذه المزية؟ ولماذا كانت عاصمة من فتنة الدجال؟
نقول وبالله التوفيق ، إن سورة الكهف تحدثت فى مجملها عن طائفتين من الناس:
الأولى هى الطائفة التى نظرت بالكلية إلى الأسباب مع ما فى ذلك من قدح فى التوحيد وطلب لزينه الحياة الدنيا ، وهذه هى طائفة المشركين أعداء الدين.
والثانية عرفت هذه الأسباب ولم تنكرها وإنما ردتها إلى الله مسببها مع توكلها عليه سبحانه وانطراحها بين يديه بالكلية ، بحيث تتضاءل عندهم الأسباب وتتلاشى بالنظر إلى مشيئته وقدرته، فعلم الله مثل هذا من هذه الطائفة فخرق لها الأسباب كلها "خرقاً ربانياً " فى أربع آيات يتحدث بها العالمون والعجيب أن هذه القصص الأربع لم تتكرر فى موضع آخر من كتاب الله بما يحفظ لهذه السورة تفردها وتميزها.
ويمكننا أن نوجز هذا الخرق الرباني فى أربعة عناصر رئيسية :-
*خرقٌ رباني فى الزمان .
*وخرق فى المكان.
*وخرق للعادة فى الإنسان.
*وأما الخرق الرابع-فهو المهيمن على الثلاثة الأول وهو جماعها وأصلها-وهو الكشف الربانى لأستار القدر الأعلى .
أولاً: أصحاب الكهف و طي الزمـان
فهؤلاء هم فتية الكهف وقد آمنوا بربهم وأعلنوا البراءة مما سواه وألقوا الحرب والعداوة بينهم وبين ما اتخذ الناس من دونه (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ) (10)
وقد استيقن لديهم أن القوم ماضون فى غيهم وأن الباطل صار ديناً لهم لازماً لحياتهم والدفاع عنه هو دفاع عن مقدراتهم ودولتهم بكل عناصرها ومؤسساتها وقد تملك زمام الأمور فيها عصابة من المجرمين والفتية قد خرجوا عن المألوف بإيمانهم حتى تعطلت مصالحهم وأرزاقهم – أو كادت – وأغلقت فى وجوههم أبواب الدنيا ومنعوا الوظائف وأسباب الحياة ولم يبق أمامهم إلا الاعتزال والفرار بالدين .
وربما ثقلت الجاهلية حينئذ على قلوب المؤمنين أو بغتتهم عاجلة الأسباب وربما تضخمت دولة الباطل وانتفشت حتى يظن الظان أنها لن تزول حينئذ تبرز قصة أصحاب الكهف لتكشف الوهم وتزيل الغبش وتحدد الحجم الحقيقي للقضية فالفتية ( وهو لفظ لجمع تقليل رغم أنهم دون العشرة ) (11) إلا أنهم هم الفئة المعتبرة بالنظر فى كتاب الله والعرف الإيماني كذلك وهم يتساءلون كم تحتاج دولة الباطل حتى تنقضي وتزول ؟! ، مائة..مائتين أم ثلاثمائة سنة ؟! ، فما هو إلا أن طوى الله لهم الزمن حتى صارت الثلاثمائة سنين وزيادتها فى حسهم كأنها يوم أو بعض يوم هكذا عاش الظالمون ما عاشوا إلا أن دولة الظلم حتما ستنتهى وتبيد وفى غمضة عين يضع المؤمن جنبه وقد استفرغ الوسع وانقطعت به الأسباب متوسلاً الرحمة والرشد فى علم الله المحيط فما يفيق إلا وقد تحقق وعد الله (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) (12) وعد الله بالبعث بعد الممات ووعدوه بالنصر والغلبة لعباده المؤمنين فى هذه الدنيا (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) (13)
ثانياً: صاحب الجنتين ودك المكان
وهذه قصة أخرى تضخمت فيها الدنيا وعظمت أسبابها فى حس أصحابها وظنوا أن الله الذي بسطها ومدها لهم ليس بقادر على أن يقبضها ويطويها ، فهذا رجل ضعيف يستقى قوة من غيره ويستعلى بها وقد شده الماء والطين وتقوى بالمال والبنين ( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) (14)بينما يقف فيها أهل الإيمان موقف الاستعلاء كالطود الشامخ لا تنال منه أنواء الفقر ولا عائزة الحاجة وقد تعلقوا بحبل الله المتين يتعبدون الله بالفاقة إليه التي أورثتهم الذلة له وقد علموا أنه مع الذلة تكون النصرة كما يتعبدونه أيضاً بتعجل بطشته بالظالمين وقطع دابرهم ولهذا قال المؤمن (فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) (15) وعندئذ لابد أن تنخرم أسباب الباطل وتتهاوى تلكم الدعاوى.
ولأمر ما فصل القرآن الكريم فى ذكر الجنتين وأفاض البيان بكل أبعاد المكان وعناصره حتى قال الرجل (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا) (16) نعم إلى هذا الحد كبرت الدنيا فى أعين أصحابها حتى ظنوا أنها لن تزول ! ثم كانت المفاجأة (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) (17) فى درس آخر يلقنه الله للمؤمنين فكما طوى الزمان فى قصة أصحاب الكهف هو الذي محق المكان هنا بصاحب الجنتين .
ثالثا: ذو القرنين وأسباب التمكين
وكما بدأت سورة الكهف بالاستضعاف والعزلة للفئة المؤمنة تنتهى بالقوة والتمكين وغلبة أمر الدين ، فهذا حاكم مسلم قال الله فيه : (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) (18) وقد أوتى من الأسباب العجيبة ما لا يعلمه إلا الله من العلم والقوة التى بها يسخر الدنيا ويقهر الأعداء ويبلغ المشارق والمغارب ويفهم عجمة القلوب والألسنة ويذيب الحديد ويضرب السدود ، وباختصار فهو رجل غير عادى خارق القوى والملكات (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرً) (19) أى: ( بما عنده من الخير والأسباب العظيمة)(20).
وبهذا تكتمل عناصر الكون الزمان والمكان والإنسان وبها يقوم عالم الشهادة شاخصاً متحركاً حركة الحياة والأحياء بينما يبقى عالم الغيب مكنوناً غامضاً لا يهتك ستره إلا القصة الرابعة والأخيرة .
رابعاً: موسى عليـ السلام ـه والخضر عليـ السلام ـه
بين العالم المشهود والغيب المنشود
وترتكز القصة فى مجملها على عنصرين رئيسيين هما المال والبنين والذين سبق ذكرهما فى نفس السورة وهما زينة الحياة الدنيا ويمكنك تخيل القصة بدون ذكر العبد الصالح وهو الخضر عليـ السلام ـه ،وأن تضع نفسك مكان موسى عليـ السلام ـه وتعيش الحياة كما هى فترى مساكين تعاب مركبهم وهى كل مالهم ولقمة عيشهم ، وترى فيما يمر بك من أحداث الدنيا أبوين مؤمنين يموت صغيرهما وهو كل ما يرجون من هذه الحياة ويتكئون عليه فيها ، وهذه مصائب فى أعز ما يملك الناس – المال والولد – ربما ناحوا لها وقنطوا أو جزعوا وسخطوا وهم لا يدرون أن المنحة فى طيات المحنة والبلية هى فى حقيقتها عطية .
وترى فيما يرى السائر أيتام فى قرية لئام لا يملكون إلا داراً حقيرة متهدمة الجدران إلا جداراً يقف شاهداً على خسة أهل القرية وشحهم .
وفجأة يظهر الخضر أمامك يجلى لك الحقائق باعتباره يمثل القدر الأعلى وباعتباره انساناً مميزاً أيضا ليهتك لك أستار الغيب الذي أطلعه الله عليه وتتعجب من الفطرة النقية متمثلة فى موسى عليه السلام وهو يستنكف المنكر وينكره فكيف تتلف الأملاك؟ وتقتل الأنفس البريئة؟ ولأى شئ يوضع المعروف فى غير أهله؟ .
وأمر المؤمن كله له خير والصلاح ينفع أهله فى الدنيا والآخرة فتلف المال حماية له من أن يذهب به الظالم بالكلية ، وموت الولد رحمة به من قدر الكفر الذي ينتظره ورحمة بوالديه من الشقاء به فى الدارين وبقاء المال والولد كان ثمرة لصلاح الأب ومما خلفه الله به فى أهله وماله .
وأخيـــــــراً
بقى أن نجيب على السؤال الذي طرحناه أولاً ، وهو لماذا كانت سورة الكهف عاصمة من فتنة الدجال عليه لعنة الله ؟!.
ونجيب عليه والعلم عند الله :
بأن سورة الكهف قد بدأت بذكر أهل الكتاب وهم جل أتباع المسيح الدجال – وهو من علامات الساعة - وربما كان فى ذلك إشارة إلى تملكهم زمام العالم فى آخر الزمان وختمت بالحديث عن التوحيد وذم الكفر الذي هم عليهم .
واشتملت السورة أيضا على معنى مشترك بين كل القصص المذكورة فيها ، وهو معنى الخرق الربانى للعادة فى الزمان والمكان والانسان ثم فى القدر الكونى – كما قد تقدم – وبذلك صارت السورة الكريمة - وبهذه الضدية – كالرقية من الخرق الشيطانى الذي يمثله مسيح السوء الدجال فىأعظم صوره ، فأنى يثبت وأنى يفلح حينئذ؟! .
ومما يستأنس به أيضا فى هذا المعنى أن زوال شخص المسيح الدجال نفسه يكون على يد مسيح الخير بن مريم – عليهما السلام – باعتباره خارقة بشرية ربانية كذلك منذ بدايته من غير أب ومعجزاته كالنفخ فى الطين بإذن الله وإبراء المعضلات والإنباء بالمغيبات وحتى رفعه من غير موت ثم عودته بعد ذلك.
وصدق ربنا عز وجل إذ يقول : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (21)
والله أعلم والحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
فقد ميز الله بعض كلامه عن بعض بخصائص ووظائف وحث نبي الله صلى الله عليه وسلم على سور وآيات مخصوصة ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة هى " أعظم سورة فى القرآن " (1) وأن ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (تعدل ثلث القرآن) (2) وأن( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ( لم ير مثلهن قط ) (3) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه ) (4) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) (5) وأن أعظم آية فى كتاب الله هى آية الكرسي(6) .
ومن هذه الكلمات التامات والسور المباركات سورة الكهف ،وهى السورة التى ورد الخبر بمدحها وتبيان فضلها،فهي:
* حدى خمس سور فى القرآن الكريم تبدأ بالحمد لله(7) .
* هى أوسط القرآن أجزاؤه وكلماته.
* قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين( (8
* روى مسلم عن أبى الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"وفى رواية :"من آخر سورة الكهف" (9)
فلأى شئ كان هذا الفضل؟ ولم كانت هذه المزية؟ ولماذا كانت عاصمة من فتنة الدجال؟
نقول وبالله التوفيق ، إن سورة الكهف تحدثت فى مجملها عن طائفتين من الناس:
الأولى هى الطائفة التى نظرت بالكلية إلى الأسباب مع ما فى ذلك من قدح فى التوحيد وطلب لزينه الحياة الدنيا ، وهذه هى طائفة المشركين أعداء الدين.
والثانية عرفت هذه الأسباب ولم تنكرها وإنما ردتها إلى الله مسببها مع توكلها عليه سبحانه وانطراحها بين يديه بالكلية ، بحيث تتضاءل عندهم الأسباب وتتلاشى بالنظر إلى مشيئته وقدرته، فعلم الله مثل هذا من هذه الطائفة فخرق لها الأسباب كلها "خرقاً ربانياً " فى أربع آيات يتحدث بها العالمون والعجيب أن هذه القصص الأربع لم تتكرر فى موضع آخر من كتاب الله بما يحفظ لهذه السورة تفردها وتميزها.
ويمكننا أن نوجز هذا الخرق الرباني فى أربعة عناصر رئيسية :-
*خرقٌ رباني فى الزمان .
*وخرق فى المكان.
*وخرق للعادة فى الإنسان.
*وأما الخرق الرابع-فهو المهيمن على الثلاثة الأول وهو جماعها وأصلها-وهو الكشف الربانى لأستار القدر الأعلى .
أولاً: أصحاب الكهف و طي الزمـان
فهؤلاء هم فتية الكهف وقد آمنوا بربهم وأعلنوا البراءة مما سواه وألقوا الحرب والعداوة بينهم وبين ما اتخذ الناس من دونه (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ) (10)
وقد استيقن لديهم أن القوم ماضون فى غيهم وأن الباطل صار ديناً لهم لازماً لحياتهم والدفاع عنه هو دفاع عن مقدراتهم ودولتهم بكل عناصرها ومؤسساتها وقد تملك زمام الأمور فيها عصابة من المجرمين والفتية قد خرجوا عن المألوف بإيمانهم حتى تعطلت مصالحهم وأرزاقهم – أو كادت – وأغلقت فى وجوههم أبواب الدنيا ومنعوا الوظائف وأسباب الحياة ولم يبق أمامهم إلا الاعتزال والفرار بالدين .
وربما ثقلت الجاهلية حينئذ على قلوب المؤمنين أو بغتتهم عاجلة الأسباب وربما تضخمت دولة الباطل وانتفشت حتى يظن الظان أنها لن تزول حينئذ تبرز قصة أصحاب الكهف لتكشف الوهم وتزيل الغبش وتحدد الحجم الحقيقي للقضية فالفتية ( وهو لفظ لجمع تقليل رغم أنهم دون العشرة ) (11) إلا أنهم هم الفئة المعتبرة بالنظر فى كتاب الله والعرف الإيماني كذلك وهم يتساءلون كم تحتاج دولة الباطل حتى تنقضي وتزول ؟! ، مائة..مائتين أم ثلاثمائة سنة ؟! ، فما هو إلا أن طوى الله لهم الزمن حتى صارت الثلاثمائة سنين وزيادتها فى حسهم كأنها يوم أو بعض يوم هكذا عاش الظالمون ما عاشوا إلا أن دولة الظلم حتما ستنتهى وتبيد وفى غمضة عين يضع المؤمن جنبه وقد استفرغ الوسع وانقطعت به الأسباب متوسلاً الرحمة والرشد فى علم الله المحيط فما يفيق إلا وقد تحقق وعد الله (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) (12) وعد الله بالبعث بعد الممات ووعدوه بالنصر والغلبة لعباده المؤمنين فى هذه الدنيا (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ) (13)
ثانياً: صاحب الجنتين ودك المكان
وهذه قصة أخرى تضخمت فيها الدنيا وعظمت أسبابها فى حس أصحابها وظنوا أن الله الذي بسطها ومدها لهم ليس بقادر على أن يقبضها ويطويها ، فهذا رجل ضعيف يستقى قوة من غيره ويستعلى بها وقد شده الماء والطين وتقوى بالمال والبنين ( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) (14)بينما يقف فيها أهل الإيمان موقف الاستعلاء كالطود الشامخ لا تنال منه أنواء الفقر ولا عائزة الحاجة وقد تعلقوا بحبل الله المتين يتعبدون الله بالفاقة إليه التي أورثتهم الذلة له وقد علموا أنه مع الذلة تكون النصرة كما يتعبدونه أيضاً بتعجل بطشته بالظالمين وقطع دابرهم ولهذا قال المؤمن (فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) (15) وعندئذ لابد أن تنخرم أسباب الباطل وتتهاوى تلكم الدعاوى.
ولأمر ما فصل القرآن الكريم فى ذكر الجنتين وأفاض البيان بكل أبعاد المكان وعناصره حتى قال الرجل (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا) (16) نعم إلى هذا الحد كبرت الدنيا فى أعين أصحابها حتى ظنوا أنها لن تزول ! ثم كانت المفاجأة (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) (17) فى درس آخر يلقنه الله للمؤمنين فكما طوى الزمان فى قصة أصحاب الكهف هو الذي محق المكان هنا بصاحب الجنتين .
ثالثا: ذو القرنين وأسباب التمكين
وكما بدأت سورة الكهف بالاستضعاف والعزلة للفئة المؤمنة تنتهى بالقوة والتمكين وغلبة أمر الدين ، فهذا حاكم مسلم قال الله فيه : (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) (18) وقد أوتى من الأسباب العجيبة ما لا يعلمه إلا الله من العلم والقوة التى بها يسخر الدنيا ويقهر الأعداء ويبلغ المشارق والمغارب ويفهم عجمة القلوب والألسنة ويذيب الحديد ويضرب السدود ، وباختصار فهو رجل غير عادى خارق القوى والملكات (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرً) (19) أى: ( بما عنده من الخير والأسباب العظيمة)(20).
وبهذا تكتمل عناصر الكون الزمان والمكان والإنسان وبها يقوم عالم الشهادة شاخصاً متحركاً حركة الحياة والأحياء بينما يبقى عالم الغيب مكنوناً غامضاً لا يهتك ستره إلا القصة الرابعة والأخيرة .
رابعاً: موسى عليـ السلام ـه والخضر عليـ السلام ـه
بين العالم المشهود والغيب المنشود
وترتكز القصة فى مجملها على عنصرين رئيسيين هما المال والبنين والذين سبق ذكرهما فى نفس السورة وهما زينة الحياة الدنيا ويمكنك تخيل القصة بدون ذكر العبد الصالح وهو الخضر عليـ السلام ـه ،وأن تضع نفسك مكان موسى عليـ السلام ـه وتعيش الحياة كما هى فترى مساكين تعاب مركبهم وهى كل مالهم ولقمة عيشهم ، وترى فيما يمر بك من أحداث الدنيا أبوين مؤمنين يموت صغيرهما وهو كل ما يرجون من هذه الحياة ويتكئون عليه فيها ، وهذه مصائب فى أعز ما يملك الناس – المال والولد – ربما ناحوا لها وقنطوا أو جزعوا وسخطوا وهم لا يدرون أن المنحة فى طيات المحنة والبلية هى فى حقيقتها عطية .
وترى فيما يرى السائر أيتام فى قرية لئام لا يملكون إلا داراً حقيرة متهدمة الجدران إلا جداراً يقف شاهداً على خسة أهل القرية وشحهم .
وفجأة يظهر الخضر أمامك يجلى لك الحقائق باعتباره يمثل القدر الأعلى وباعتباره انساناً مميزاً أيضا ليهتك لك أستار الغيب الذي أطلعه الله عليه وتتعجب من الفطرة النقية متمثلة فى موسى عليه السلام وهو يستنكف المنكر وينكره فكيف تتلف الأملاك؟ وتقتل الأنفس البريئة؟ ولأى شئ يوضع المعروف فى غير أهله؟ .
وأمر المؤمن كله له خير والصلاح ينفع أهله فى الدنيا والآخرة فتلف المال حماية له من أن يذهب به الظالم بالكلية ، وموت الولد رحمة به من قدر الكفر الذي ينتظره ورحمة بوالديه من الشقاء به فى الدارين وبقاء المال والولد كان ثمرة لصلاح الأب ومما خلفه الله به فى أهله وماله .
وأخيـــــــراً
بقى أن نجيب على السؤال الذي طرحناه أولاً ، وهو لماذا كانت سورة الكهف عاصمة من فتنة الدجال عليه لعنة الله ؟!.
ونجيب عليه والعلم عند الله :
بأن سورة الكهف قد بدأت بذكر أهل الكتاب وهم جل أتباع المسيح الدجال – وهو من علامات الساعة - وربما كان فى ذلك إشارة إلى تملكهم زمام العالم فى آخر الزمان وختمت بالحديث عن التوحيد وذم الكفر الذي هم عليهم .
واشتملت السورة أيضا على معنى مشترك بين كل القصص المذكورة فيها ، وهو معنى الخرق الربانى للعادة فى الزمان والمكان والانسان ثم فى القدر الكونى – كما قد تقدم – وبذلك صارت السورة الكريمة - وبهذه الضدية – كالرقية من الخرق الشيطانى الذي يمثله مسيح السوء الدجال فىأعظم صوره ، فأنى يثبت وأنى يفلح حينئذ؟! .
ومما يستأنس به أيضا فى هذا المعنى أن زوال شخص المسيح الدجال نفسه يكون على يد مسيح الخير بن مريم – عليهما السلام – باعتباره خارقة بشرية ربانية كذلك منذ بدايته من غير أب ومعجزاته كالنفخ فى الطين بإذن الله وإبراء المعضلات والإنباء بالمغيبات وحتى رفعه من غير موت ثم عودته بعد ذلك.
وصدق ربنا عز وجل إذ يقول : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (21)
والله أعلم والحمد لله رب العالمين

إضاءات في الصدق
علي بن صالح الجبر البطيّح
الصدق عزيز , حث عليه ربنا بقوله ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) والصدق كما قال حبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يهدي إلى البرّ , والبر يهدي إلى الجنة .." وللصالحين والفضلاء في الصدق أقوال جميلة وعبارات سديدة أتحفكم ببعضها: قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - (عليك بالصدق وإن قتلك) وقال أيضاً: (لأن يضعني الصدق ـ وقلّ ما يفعل ـ أحب إلى أن من أن يرفعني الكذب وقلّ ما يفعل) وقال : (قد يبلغ الصادق بصدقه. ما لا يبلغه الكاذب باحتياله) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر). وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه" وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "والله لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت" وقال يوسف بن أسباط رحمه الله: "لأن أبيت ليلة أعامل الله بالصدق أحب إلى من أن أضرب بسيفي في سبيل الله"، وقال الشعبي رحمه الله: "عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك .واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك"
وقال عبد الملك بن مروان لمعلم أولاده: "علمهم الصدق كما تعلمهم القران".ويقول الشاعر:
عود لسانك قول الصدق تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتاد
يقول الإمام بن القيم رحمه الله الصدق ثلاثة أقسام:
1- صدق في الأقوال. 2- وصدق في الأعمال. 3- وصدق في الأحوال.
أخي : سل نفسك ماالذي يجعلك تخالف الصواب في قولك وفعلك أحياناً ؟ وكم مرّة تقع في ذلك يومياً ؟ وهل تذكرت آية المنافق ( إذا حدّث كذب ) ؟ وهل أخذت على نفسك عهداً ألا تقع في دائرة الكذب مهما كانت الظروف , ومهما أضرّ بك الصدق , وليس بفاعل ؟
أخي : ياأخي : ثم ياأخي : اصدق القول والفعل تفز برضوان الله تعالى , ولايضيرك مايقول الناس عنك أنه لابد من المجاملات الكاذبة كي نتربع في قلوب الناس على حساب دخولنا في دائرة الوعيد !!!
أخي : افتح صفحة صدق بيضاء نقية ليس من الغد بل من هذه اللحظة , وارفع شعار الصدق في كل حين حتى تلقى ربك به , ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً , وأنت صدّيق – بإذن الله تعالى –
أخي الحبيب: إن أعظم ما في الصدق أنه يقود صاحبه إلى الجنة، وهذا هو الفوز العظيم قال – صلى الله عليه وسلم - ((أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً))، فهذا هو الرّبح الأوفر لأهل الصدق، وأي ربح أعظم من الجنة لكن يبقى أن تسأل نفسك: ما هو نصيبك من هذا الخير العظيم؟ فإنه ما زاد نصيب الرجل في الصدق إلا وقلّ نصيبه من الكذب، والعكس كذلك، وقد قالوا: قد يكذب الصدوق ـ أي نادراً ولكن لا يصدق الكذوب ـ. أسأل الله تعالى أن يجعلنا مع الصادقين وأن يحشرنا معهم وأن يعصمنا من الكذب والزلل وبالله التوفيق .
صيد الفوائد

الصفحة الأخيرة
,,
من أسباب الاكتئاب والهم والغم والشقاء والبلاء :
,,
1.الكفر:
قال تعالى : "وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء " الأنعام (125)
,,
2. المعصية :
قال تعالى : "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " طه(124)
كل معصية تدخل على صاحبها الاكتئاب ، كل معصية لها أثر وإن تاب صاحبها منها
والدليل نزول سيدنا أدم من الجنة إلى الأرض بعد التوبة.
,,
3. عدم الإيمان بالقضاء والقدر :
ولن يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخئطه ، وما أخطاه لم يكن ليصيبه .
وإليك هذه البشرى من حبيبك صلى الله عيه وسلم قال :
" ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة
فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة "
,,
4. الظلم :
قال تعالى : " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ " إبراهيم (42)
قال النبى صلى الله عليه وسلم: " واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب" .
وقال أيضا ً صلى الله عليه وسلم :
" ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله لصاحبه العقوبة فى الدنيا
مع ما يدخره له فى الأخرة من البغى وقطعية الرحم".]