" المكان حجرة المعلمات "
الوقت في أول يوم دراسي لي في العام ... / 14
دخلت المعلمة نورة
وضعت الكراسات على الطاولة بقوة و صدر صوت مدوي في الحجرة
جميعنا نظرنا إليها و علامات الاستفهام
بادية على و جوهنا
بادرتها المعلمة أمل : ما بك ؟
أجابت و هي تزفر و تتأفف : الطالبات و من غيرهن سيرفعن ضغطي و بالذات تلك الطالبة رزان
المعلمة منال رفعت رأسها و نظرت إليها و قد كانت منمهمكة في تصحيح الكراسات و تساءلت من ؟
ردت المعلمة نورة : رزا ن ألا تعرفينها إنها تلك الطالبة في الصف الثاني .../ ... التي ترتدي نظارة
المعلمة سعاد : أين أين مكانها بالضبط لا أتذكر؟
المعلمة نورة : تلك التي تجلس في الصف الأخير
بجوار المكيف و ترتدي نظارة
رددن المعلمات : آه لقد عرفناها ...
قالت المعلمة سارة : أنا عندي الطالبة أحلام لقد
أتخذت معها طريقة تُريحني ، منذ دخولي للصف
اطلب منها الخروج و تخرج و لكن مرغمة أُخرجُها
بالقوة لا أوريد رؤيتها
لقد أخبرنني الطالبات بأن والديها منفصلان و كلا
مشغول بعائلته الجديدة و ليس لديها من يوجهها
مالي و لحياتها الشخصية إذا كان لديها مشاكل
فلتذهب للمرشدة الطلابية
و لكن أنتي ماذا حصل معك ؟!
ثم بدأت المعلمة نورة تقص عليهن ما حدث معها في
الصف ...
و هن يستمعن و يساهمن في الحديث عن الطالبات
هذه جريئة و هذه حركتها كثيرة و تلك انتبهي
منها ...
لم استوعب حديثهن و لم أثق بهن لقد قدمن لي
الصورة الحقيقة عنهن منذ البداية
كنت جالسة انظر باستغراب و اسئلة كثيرة تدور في
عقلي و اتذكر قول الشاعر
قم للمعلم و فه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا
فخرجت من الحجرة
و أنا متألمة كثيرا من طريقتهن في التعامل و في
التشكى ...
أختي المعلمة المربية الفاضلة أم الأجيال ...
ما ذا لو توقفتي عن الغيبة و بذلت جهدك و حاولتي
معرفة سبب التصرف الخاطيء من الطالبة
و حاولتِ احتواءها و مساعدتها في إصلاحه ؟
لماذا لا تحرصي على سمعة الطالبة في المدرسة
حرص الأم على ابنتها فتحرصي على أن تنهي أي
موضوع بحكمة وفي نفس اللحظة
و لا للجدال أمام الطالبات ؟
لماذا لا تحتفظي بكل ما يحصل من مواقف بدون
إخبار الآخرين ؟
ماذا ستجني من إخبارهن بما حصل معك سوى أن تتبرعي بحسناتك ؟
و يكون دافعا لهم على التجسس عليها و مراقبتها ؟
أختي المعلمة الفاضلة ...
لقد صرفتي جُل اهتمامك في غيبة الطالبة و كان
الأجدر بك الحديث
معها و حثها على الاجتهاد و حسن التصرف بدون
معرفة الآخرين بما يحصل
الا تعلمين أيتها الفاضلة ... مربية الأجيال ...
أن تصرفك ذلك هو غيبة و نميمة و بهتان
غيبة / لأنك تحدثت في عدم حضور الطالبة بشيء قد حصل في الفصل و لا تعلم المعلمات عنه شيئا
و لن يرضي الطالبة الحديث عنها بين المعلمات
نميمة / لأنك بذلك التصرف قد ساهمت في تخريب سمعة الطالبة بين المعلمات الأخريات و لن ينتهي
الأمر هنا ...
فيصبحن يبحثن عن هفواتها و يتجسسن عن أخبارها
بهتان / لأنك قد تغتابها بشيء لم يحصل فعلا و إنما من غضبك منها و عدم تقبلها بهتيها
أختي المعلمة الفاضلة ...
قال الله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم
بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه و اتقوا الله إن الله تواب رحيم )
يقول ابن عثيمين رحمه الله
" فأُمر بتقوى الله عز وجل بعد أن نُهى عن الغيبة وهذا إشارة إلىالذين يغتابون الناس لم يتقوا الله عز وجل . واعلم
أنك إذا سُلطت على عيب أخيك ونشرته وتتبعت عورته فإن الله تعالى يقيد لك من يفضحك ويتتبع عوراتك حياً كنت أوميتاً "
عزيزتي المعلمة الفاضلة ...
أغاب عنك ماهي الغيبة و أنها ذكر المرء بما يكره في غيابه
أغاب عنك إنها كبيرة من كبائر الذنوب المحرمة
والتي يجب أن يتوب منها الإنسان حتى لا تأكل
أعماله الصالحة
وما رواه جابر بن عبد الله ، قال :
" كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فارتفعت ريح جيفة منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" اتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين " رواه أحمد
وما رواه أبو بزره الأسلمي قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم
( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمينولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم
يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورتهيفضحه في بيته) رواه أبو داود
وقد روي عن ابن المبارك أنه قال
( لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديَّ لأنهما أحق بحسناتي )
وقد كان بعض السلف إذا قيل له إن فلاناً قد اغتابك بعث له بشيء من المأكولات الطيبة مكافأة له على أن أهداه حسناته ويقول له
" إني لا أستطيع أن أكافأك بمثل فعلك "
هناك العديد و العديد من الأحاديث الشريفة و الآيات
القرآنية كلها تحث على عدم الخوض في الغيبة و التجسس و تتبع العورات لأنها من كبائر الذنوب
الممحقة للعمل الصالح
لذلك فعليك أيتها المعلمة الفاضلة
البعد عن تلك الكبيرة الآكلة للحسنات كما تأكل النار
الخشب بل تحلق الأعمال حلقا حتى لا يبقى عمل صالح ينفعك في آخرتك
وقد تغتابين بدون قصد منك بل تعتبرينه من أنواع التنفيس والفضفضة و قد نسيتي إنها من
الكبائرالمحرمة
WIDTH=400 HEIGHT=350
غاليتي
توبي إلى الله قبل فوات الآوان و خافي الله في نفسك و في تلميذاتك أبعدي عن غيبتهن و تتبع أخطاءهن
و لا تدققي في تصرفاتهن فهن يحتجن للتوجيه و للرعاية و الأحساس بهن وبذلك سينصلح حالهن
غاليتي ...
لا يوجد من هو معصوم من الخظأ
كُلُنا نُخطيء و نصيب و خير الخطاءون التوابين
قال صلى الله عليهوسلم:
( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار و لا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته
فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه ) رواه البخاري
وقال تعالى
( و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السموات و الأرض أعدت للمتقين *الذين ينفقون في السراء و الضراء
و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ) آل عمران ( 133 – 134)
دمتن في حفظ الرحمن
وفعلآ للأسف هذا الحاصل ولا احد يستطيع ان ينكره ,, وربي يهدي الجميع ~~