ثناء

ثناء @thnaaa

عضوة جديدة

مواقـع الخــلـل في الحـياة الزوجـية

الأسرة والمجتمع

للفائد تم نقله من احد المنتديات


مواقع الخلل في الحياة الزوجية

قال تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.

لا شك أن الأسرة هي خلية المجتمع الأولى، صلاحه في صلاحها وفساده في فسادها. ولهذا أكد النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة وأهمية اختيار الزوجة ذات الدين واختيار الزوج المرضي عن دينه من أجل بناء أسرة متينة القواعد ومتماسكة الأركان. فقال صلى الله عليه وسلم: ((تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)) (مسلم) وقال صلى الله عليه وسلم في الرجل: ((إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه،إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))(الصحيحة32)

ولقد أسند الله القوامة إلى الرجل بما خصه من خصائص تؤهله للقيام بما تستوجبه مهمة القوامة لكي تحقق الأسرة أغراضها النبيلة في بناء المجتمع الإسلامي والترقي له في مراقي الفلاح. قال تعالى:{الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا..} الآية.

ومن المعلوم أن هذا الحق الذي محضه الله الرجل هو حق عام، وأن رضا المرأة واعترافها به عامل إيجـابي مهم في انتظام حياة الأسرة ودريئة للمشاكل الزوجية. بيد أنه قد تطرأ طوارئ وتعترض عوارض تحول دون ذلك، فيقع المحذور.

ومن المعلوم أيضا أن الأسباب الداخلية لمشاكل الأسرة يستوي فيها الزوجان. أي أن احتمال وقوعها من الزوج يعادل احتمال وقوعها من الزوج الآخر. وهذا أمر طبيعي قلما تنجو منه أسرة. وغالب الأسباب عادة ما تكون قابلة للحل والمعالجـة يمكن درء مضاعفاتها إذا تم تداركها في حينها. إذ قد يترتب على إهمالها وتراكمها مؤثرات نفسية قد لا تظهر لسلبياتها في المدى المنظور. ولقد ذكرت شيئاً منها في زاوية (كل أسبوع) في العدد 1581 لمجلة الدعوة وبينت محاذيرها.

أما العوامل الخارجية التي غالباً ما تكون قاصمة الظهر، وللزوجة منها حظ أوفر باعتبار أنها تكون بمثابة محطة التلقي والاستقبال. وقد تكون هذه العوامل من الخطورة بحيث تهدد كيان الأسرة. لكن على رسلكن أيتها الزوجات. هذا ليس مجرد اتهام أطلق باعتبار أن كاتب هذه السطور رجل، بل إن الوقائع تشهد بصحة هذا التغليب. ولبيان ذلك يمكن استعراض العوامل الخارجية وتحليلها انطلاقاً من الأقرب فالأقرب.

- أهل الزوجة أو أهل الزوج على الرغم من أن الأم- في الغالب- هي التي اختارت وأشرفت على اختيار الزوجة لابنها، وكذا الحال بالنسبة للأب في قول زوج ابنته: إلا أنه قد يقع ما يدعو إلى ندم أحد الوالدين أو كليهما على إمضاء تلك الزيجة لسبب من الأسباب التي أدت إلى التناكر والاختلاف.

ففي هذه الحالة، إما أن تكون الزوجة ذات شخصية أضعف، من أن تحدد موقفاً أو تبرم أمراً، فيدفعها ضعف شخصيتها إلى الرجوع إلى والديها في كل صغيرة وكبيرة، وغالباً ما يكون هذا التصرف من طرفها على حساب علاقتها مع زوجها. فإن كان والدا الزوجة عاقلين فلا يأمرانها إلا بما يرضي الله وبما يصلح شأنها. وإن كانا غير ذلك دلاها إلى ما ينفر زوجها منها فتكون هي الضحية، ضحية ضعفها وجهل والديها.

- الصديقات والأصدقاء: للصديقة دور تلعبه في هذه القاصمة. ولو كنت أتكلم عن الصديقة الناصحة المخلصة لقلت إن لها دوراً تقوم به أو تؤديه. والفرق بيّن بين اللفظتين، فكما هو معلوم في مجال العلاقات البشرية أن للصداقة أثراً كبيراً في تقارب الأفراد وتدانيهم بعضهم من بعض، يدفع الصديق لمسارة صديقة في أمور لا يسار بها الوالدة أو الوالد، أو الأخ. فكم من الزيجات تمت بواسطة الصديقات، وكم من حالات طلاق وقعت بمسببهن.

فإذا كانت صديقة السوء ذات شخصية مؤثرة على صديقتها ((الزوجة)) جزت عليها ما يجره الوالدان على ابنتهما في الحالة الآنفة الذكر، وأوقعتها في قاصمة. والعاصمة في هذه الحالة أن ينتبه إلى العوارض المرضية المبكرة لهذه الصداقة، وأن يحتاط لها بوضع حد لها، وهو الحل الأجدى، أو بالتعامل مع هذا الواقع بأسلوب التدرج الذي يؤدي في النهاية إلى إزالة أسبابه. وذلك يعتمد على خلق الزوج وقدرة تحمله.

- الجيران أن سهولة الاتصال بين الجارات، وعدم احتياج وسيطة نقل من جهة، وعدم الانشغال بأمور المنزل- في غالب الأحوال- والشكر في هذا يعود للخادمة!- من جهة أخرى تساهم في مد القاصمة بأسباب وجودها التي منها مقارنة الزوجة بيتها ببيت جارتها، وأثاثها بأثاثها. لا بل معاملة زوج الجارة لزوجته بمعاملة زوجها لها وهكذا تكرر ترددها على جاراتها كلما طالت قائمة المقارنات، وازدادت معها حدة التوتر بينها وبين زوجها. وقد يهون هذا إمام مصيبة تلقين الجارة إياها للزوجة أساليب إرغام الزوج على تحقيق مطالبها، إلى أن تقع القاصمة. والعاصمة هنا تكمن في جدية الزوج وحزمه، وفي التزامه بكتاب الله ولسنـة نبيه صلى الله عليه وسلم.

- وسائل الإعلام: ولهذه في القلب غصة، وقد يكون للوسيلة المرئية منها بشكل خاص ما قد يصيب المقاتل من الأسرة ولا سيما في غياب الرقابة المنزلية. أضف إلى هذا أوقات الفراغ بحيث لا تفوت النساء شاردة من هذه الوسيلة ولا واردة. فكيف إذا غاب الوازع الديني؟. فحين تشاهد زوجة جاهلة الأفلام الأجنبية وغير الأجنبية التي لا يرقب صانعوها في مؤمن إلا ولا ذمة. وترى بأم عينها المشاهد التي تظهر كيف تعامل الزوجة الكافرة زوجها بـ((المعاملة بالمثل )) و((الند للند))، فترى في شخصها المرأة المظلومة التي ((يسيطر)) عليها زوجها، فتبدأ روح التمرد تنمو في أعماقها وتدفعها للدخول في صراع مع زوجها تكون هي الخاسر فيه في نهاية المطاف.

ويرفد هذه الوسيلة المجـلات الهابطة التي تختار باحتراف صور الأغلفة والإعلانات المغرية، والمقالات المغرضة التي تسعى من أجل تحرير المرأة! من عقالها. وتبرز في الآن نفسه – في زاوية المشاكل الزوجية – صورة المرأة الشرقية ((المظلومة)) تحت باب رسائل القراء، التي ترجو حلاً لمشكلتها التي تذيلها بتوقيـع ((المعذبة)) أو ((الهائمة)) لتنقذها مما هي فيه أو من ((ظلم والديها)) أو ((زوجها))، ناهيك عن صور الحفلات الراقصة، والعروض الموسيقية، وغيرها الكثير.

أردت أن أستعرض في هذا اللقاء بعض أسباب المشاكل الزوجية، وبيان مواقع الخلل باعتبار أن معرفة المشكلة هو بحد ذاته جزء من الحل. ثم إنه لا بد من بيان أن البعد عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مزلق خطير إذ أن في هذين المصدرين الدواء من كل داء. وفيهما ما يحيي الإنسان كما قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } فحياة الإنسان الطيبة في هذه الدنيا إنما تقوم على الالتزام العملي بما أمر الله، وبالتأسي برسوله صلى الله عليه وسلم في سائر الأحوال، فإلى جانب كونه نبياً، فقد كان زوجاً أيضاً أدى ما عليه من واجبات تجاه أزواجه وآتاهن حقوقهن فجزاه الله خير ما جزى نبياً عن أمته.


===========
د. محمود بن رضا مراد

مجلة الدعوة – العدد 1584
2
831

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

* حنــين *
* حنــين *
ثناء ..

مشكوووووره على نقلك لهذا الموضوع الحلو .. وانشالله نستفيد منه


وعلى فكره .. عجبني توقيعك ..

كلمات بسيطه .. ولكن معناها كبير ..

الله يسعد أيامك ..
نجمة النجوم
نجمة النجوم
نعم أختي صدقتي في كل كلمة نقلتيها .

كلام رائع....وعرض بسيط ومعبر....

بارك الله فيك ، ونفع بك وبنقلك.......