شكرا لك يا عروس فأنتي افدتني كثيرا بتجاربك وخبرتك في الحاة
في انتظار الجزء الباقي
ماتدرين شلون اصير متشوقه اذا لقيت لك جزء

NOJOOM
•

NOJOOM :
شكرا لك يا عروس فأنتي افدتني كثيرا بتجاربك وخبرتك في الحاة في انتظار الجزء الباقي ماتدرين شلون اصير متشوقه اذا لقيت لك جزءشكرا لك يا عروس فأنتي افدتني كثيرا بتجاربك وخبرتك في الحاة في انتظار الجزء الباقي ماتدرين...
أولاً أريد أن أعتذر لتأخري في الردود و لكنني مشغولة جداً هذه الأيام و سأحاول إنهاء القصة قريباً
نأتي الآن لتعليقاتكم الغالية على قلبي.
محجبة أشكر لك متابعتك و كلماتك الرقيقة. و حتى لا تضيعي وقتك في التأكد, فأنا غالباً أكتب في الليل, لذلك إن فتحتي الموضوع في الصباح ستجدين جزءاً جديداً.
رأس الحكمة أعتقد بأنك تجهزين نفسك للسفر الآن. أتمنى لك الوصول بالسلامة و تدارك ما يمكن تداركه منذ الآن ليكون الانتقال سلساً على أبنائك. أعانك الله على تربيتهم و جعلهم قرة عين لك.
نور :) يشرفني وجودكن يا أغلى سوريات. شكراً لك على المرور و أتمنى أن تعطيني رأيك عندما أنتهي من الكتابة.
هنودة عندنا:) يا مرحبا يا مرحبا... شكراً لك على الكلمات الرقيقة و المشاعر الجميلة. و أتمنى أن أكون عند حسن ظنكن و تعجبكن النهاية..
المغتربة شكراً لك و تابعي معنا
نجوم أشكر لك متابعتك الدائمة و سؤالك عني.. أعتذر عن تأخيري و ان شاء الله سأكمل اليوم ما بدأته.
رواء الاسلام شكراً لك و الأجزاء القادمة ستعجبك بإذن الله
سهلولة و أنا أنتظر النهاية لأقرأ تعليقاتكم و أناقشها معكم ان شاء الله
لوليا أشعر بالسعادة عندما أجد صديقاتي يعلقن على ما أكتب.. شكراً لك على المتابعة النهاية قربية بإذن الله.
رونق الحياة دهاء حواء هو البلسم لكل المشاكل العائلية. فمن دونه ستكون العائلة دائماً مشحونة و مليئة بالخلافات و الأحقاد. ثم إن الله حبانا بالكيد و علينا استخدامه لنفع عائلتنا بدل استخدامه في مكائد النساء
حلا الكون شكراً لك و أهلاً بك معنا. و بالمناسبة, القصة ليست حقيقة. في الواقع أحداثها حقيقة و كل حدث منهم حدث لأناس أعرفهم. و لكني جمعت كل هذه الأحداث في قصة واحدة لعائلة واحدة للفائدة.
سوسو :) و أخيراً.. على أساس صحاب! هلأ لمرقتي .. شكراً لك على التعليق و أنا أشعر بأن بناتك في أيدي أمينة ما دمت أنت أمهم. فلا تقلقي كثيراً
امبراتريث أهلاً بك في قصتي المتواضعة مقارنة بقصتك الدرامية المستقاة من أحداث حياتك. لا زلت أنتظر بقية قصتك بفارغ الصبر فأنت فعلتي ما نقوله في المثل (تركتينا بنص البير و قطعتي الحبل فينا)
و أشكر لك كلماتك الرقيقة و مدحك الجميل.. أخجلتم تواضعنا :)
نأتي الآن لتعليقاتكم الغالية على قلبي.
محجبة أشكر لك متابعتك و كلماتك الرقيقة. و حتى لا تضيعي وقتك في التأكد, فأنا غالباً أكتب في الليل, لذلك إن فتحتي الموضوع في الصباح ستجدين جزءاً جديداً.
رأس الحكمة أعتقد بأنك تجهزين نفسك للسفر الآن. أتمنى لك الوصول بالسلامة و تدارك ما يمكن تداركه منذ الآن ليكون الانتقال سلساً على أبنائك. أعانك الله على تربيتهم و جعلهم قرة عين لك.
نور :) يشرفني وجودكن يا أغلى سوريات. شكراً لك على المرور و أتمنى أن تعطيني رأيك عندما أنتهي من الكتابة.
هنودة عندنا:) يا مرحبا يا مرحبا... شكراً لك على الكلمات الرقيقة و المشاعر الجميلة. و أتمنى أن أكون عند حسن ظنكن و تعجبكن النهاية..
المغتربة شكراً لك و تابعي معنا
نجوم أشكر لك متابعتك الدائمة و سؤالك عني.. أعتذر عن تأخيري و ان شاء الله سأكمل اليوم ما بدأته.
رواء الاسلام شكراً لك و الأجزاء القادمة ستعجبك بإذن الله
سهلولة و أنا أنتظر النهاية لأقرأ تعليقاتكم و أناقشها معكم ان شاء الله
لوليا أشعر بالسعادة عندما أجد صديقاتي يعلقن على ما أكتب.. شكراً لك على المتابعة النهاية قربية بإذن الله.
رونق الحياة دهاء حواء هو البلسم لكل المشاكل العائلية. فمن دونه ستكون العائلة دائماً مشحونة و مليئة بالخلافات و الأحقاد. ثم إن الله حبانا بالكيد و علينا استخدامه لنفع عائلتنا بدل استخدامه في مكائد النساء
حلا الكون شكراً لك و أهلاً بك معنا. و بالمناسبة, القصة ليست حقيقة. في الواقع أحداثها حقيقة و كل حدث منهم حدث لأناس أعرفهم. و لكني جمعت كل هذه الأحداث في قصة واحدة لعائلة واحدة للفائدة.
سوسو :) و أخيراً.. على أساس صحاب! هلأ لمرقتي .. شكراً لك على التعليق و أنا أشعر بأن بناتك في أيدي أمينة ما دمت أنت أمهم. فلا تقلقي كثيراً
امبراتريث أهلاً بك في قصتي المتواضعة مقارنة بقصتك الدرامية المستقاة من أحداث حياتك. لا زلت أنتظر بقية قصتك بفارغ الصبر فأنت فعلتي ما نقوله في المثل (تركتينا بنص البير و قطعتي الحبل فينا)
و أشكر لك كلماتك الرقيقة و مدحك الجميل.. أخجلتم تواضعنا :)

NOJOOM :
شكرا لك يا عروس فأنتي افدتني كثيرا بتجاربك وخبرتك في الحاة في انتظار الجزء الباقي ماتدرين شلون اصير متشوقه اذا لقيت لك جزءشكرا لك يا عروس فأنتي افدتني كثيرا بتجاربك وخبرتك في الحاة في انتظار الجزء الباقي ماتدرين...
موضوع غاااااااية في الروعة
في انتظارك عزيزتي :26:
في انتظارك عزيزتي :26:

**Blue Rose** :
موضوع غاااااااية في الروعة في انتظارك عزيزتي :26:موضوع غاااااااية في الروعة في انتظارك عزيزتي :26:
وقفت أمام النافذة و أنا أتابع حبات المطر تتساقط برتابة و ترتطم بالزجاج محدثة صوتاً خفيفاً مميزاً يذكرني بأيام الطفولة عندما كنت أستيقظ على صوت المطر في الصباح و أستجدي أمي لتدعني أخرج و ألعب بالمياه.
أشعر و كأن تلك الأيام قريبة. كأنني كنت طفلة البارحة و استيقظت اليوم لأجد نفسي زوجة و أماً تحمل هموماً تنوء بحملها الجبال.
تذكرت حديثي البارحة مع ابني على برنامج المحادثة و شعرت بالألم. فقد حدثني عن أمور تمنيت لو لم أعرفها. كيف كان يتسلل من المنزل و يذهب مع أصدقائه للنوادي الليلية. و كيف يذهب للسباحة فقط للنظر إلى أجساد الفتيات العارية. و كيف أصبح يهرب من المدرسة أحياناً مع أصدقائه. و كيف تعلم إخفاء خطابات الإنذار من المدرسة. أمور كثيرة أتعبتني و جعلتني أشعر بأنني أفقد ابني. سألته البارحة لماذا يفعل كل هذا و فاجأني جوابه. قال لي بأن أهله حبسوه طويلاً في الغربة لئلا يتأثر بأحد و لم يعلمه أحد ماذا يفعل عندما يقف وجهاً لوجه مع المغريات. و عندما عاد إلى هنا, فُك الحصار عنه و تذوق طعم الحرية لأول مرة في حياته و وجد الناس حوله يعيشون حياتهم إلى أقصى حد دون التفكير بالعواقب.
هل فعلاً أخطأت في تربية ولدي عندما لم أعده لما سيواجهه في حياته؟ هل كان علي بدل أن أقول له لا تدخن, أن أعلمه كيف يرد على من يقول له جرب التدخين؟
هل التربية هي في فرض الحصار على الأبناء و تحريكهم كما نحرك الدمى في مسرح العرائس, حتى إذا خرجوا إلى الحياة وجدوا أنفسهم عاجزين عن الحركة بأنفسهم؟
هل كان يجب عليّ أن أعطيه ثقة أكبر بنفسه و أجعله يقتنع من داخله بكل ما علمته له؟
أسئلة كثيرة تنفجر في رأسي الواحدة تلو الأخرى حتى أصبحت عاجزة عن التفكير. كيف أصلح الوضع؟ كيف انتشل ابني من المستنقع الذي تركته يغرق فيه؟
أول فكرة خطرت في بالي هي في تغيير الجو الذي يعيش فيه حالياً عسى أن يبتعد عن أصدقاء السوء قليلاً. ذهبت إلى مدرسته و سحبت أوراقه و سجلته بمدرسة أخرى قريبة أيضاً ثم ذهبت مرة أخرى إلى مدرسته لأقله إلى المنزل هذه المرة و أتحدث معه بوضوح في طريق العودة.
وقفت أمام باب المدرسة أنتظر خروج ابني و أتيحت لي الفرصة لأرى ما نوعية الطلاب الذين يدرسون مع ابني. معظمهم من أبناء الذوات و إلا لما استطاعوا دخول مدرسة غالية مثل هذه. و يلبسون أحسن الملابس و تنتظرهم السيارات الفارهة التي يقودها السائق الخاص بهم. رأيت الشبان يعانقون الفتيات عند خروجهم كما كنت أراهم في المهجر. رأيت الفتيات يلبسن الملابس المغرية و يتمايلن أمام الشبان تماماً كما كنت أرى في المهجر. إذن الوضع هنا لا يختلف أبداً عن هناك, و لكني بسذاجتي توقعت أنني أزرع ابني في بيئة صالحة و نفضت يدي من متابعته.
متى أصبحت المدراس هكذا؟ أين الطابور الصباحي الذي كنا نقف فيه و نحن نرتجف رعباً لئلا تجد المديرة لباسنا غير متوافق مع القوانين. كنت أخاف أن أذهب إلى المدرسة إن لم أقلم أظافري, بينما أرى الفتيات هنا و قد أطلن أظافرهن و طلينها بالأصباغ. كنت أخاف أن تجد المديرة قلم أحمر الشفاه الذي أخبئه في حقيبتي لا لاستعمله, بل لأريه إلى صديقاتي فقط. بينما أرى الفتيات هنا و قد استخدمن كل أنواع مساحيق التجميل على وجوههن.
متى حدث كل هذا؟
اشتقت إلى وطني القديم, فمن يعيده لي؟
اندهش ابني عندما رآني أقف منتظرة إياه على رصيف المدرسة, فودع أصدقائه و اتجه إلي. لم أدع له مجالاً للتساؤل. قلت له فوراً: " أنا هنا لاتحدث معك بشأن حياتك"
لم أخبره بأنني أعرف ماذا يفعل و شاهدت صوره على موقعه الإلكتروني. بل اكتفيت أن ألمح له بأن إحدى صديقاتي رأته و هو يخرج من نادي ليلي.
حلف لي أنه لم يشرب الخمر و لا يعرف طعمها, مما جعلني أتنفس الصعداء. و لكنه اعترف بالتدخين و الرقص مع الفتيات هناك.
- " و لماذا يا ولدي؟"
- " أردت أن أجرب تلك الحياة, حيث لا قيود و لا قواعد, و بإمكاني فعل ما أريد"
- " و لكنك لا تفعل ما تريد. بل تقلد أقرانك دون تفكير. هل حقاً هذا ما تريد؟ أن تكون إنساناً تافهاً يقضي حياته بين المراقص؟"
- "لا طبعاً و لكن أردت أن أجرب تلك الحياة فقط و أنا أرى كل من يعيشها سعيد في حياته"
- " عدني بأنك لن تعود إلى تلك النوادي و لن تسمح لنفسك بفعل شيء تخجل من مصارحتي به. يا ولدي خذها قاعدة في حياتك, كل ما تخجل من إعلانه, هو خطيئة كبرى, الأولى تركها"
- " سأعدك يا أمي و لكن عندما تعدينني بأن أجدك عندما أحتاجك. أريد من يتحدث معي و أسأله عن الأمور التي تحصل من حولي. فمن السرعة التي يحصل بها كل شيء في حياتي, لم أعد أستطيع الوقوف للتفكير إن كان ما أفعله خاطئاً أم صحيحاً. أريد أن تكوني لي إشارة التوقف التي ترغمني على أخذ نفس عميق و التفكير بروية في الأمور. لا أريد أن أرسم مستقبلي بهذا الشكل. و لكني اشعر بالسعادة مع أصدقائي الجدد بعد أن شعرت بالغربة أولاً هنا. ضموني إليهم و أصبحت أخرج معهم و أتصرف مثلهم"
- " كن على يقين بأنني سأظل دائماً موجودة بجانبك متى احتجتني. لا أريد لك أن تقع في مشكلة و لا تجد من يسمعك."
لم أعتمد على كلامه بالطبع, فعدا عن تحويله إلى مدرسة أخرى, عدت إلى مراقبته و الانتباه إلى وقت دخوله و خروجه من المنزل. و الأهم من كل هذا, بدأت في الجلوس معه و مع أخته بين الفينة و الأخرى و الحديث عن مواقف قد يواجهونها في حياتهم لتدريبهم على كيفية التصرف عند تعرضهم لتلك المواقف دون أن يتخلوا عن مبادئهم و قيمهم و الأهم إسلامهم.
يا ترى, لو كنت أعددت أبنائي للعودة إلى الوطن و كأننا نسافر إلى غربة, هل كان الوضع سيتحسن؟ بالنسبة لهم أنا انتشلتهم من بيئتهم الطبيعية و فرضت الغربة عليهم دون أخذ رأيهم و دون إعدادهم نفسياً للمرحلة المقبلة. و قد يكون هذا السبب الأهم في ما تعرضوا له من مشاكل عندما أتوا إلى هنا.
و عدت لأتساءل, أين الحدود بين الغربة و الوطن؟ مشاعري تمتزج هنا و هناك حتى تصبح واحدة. فالوطن أشعر فيه بالقليل من الغربة, و الغربة أشعر فيها بالقليل من الوطن.
تمت
أشعر و كأن تلك الأيام قريبة. كأنني كنت طفلة البارحة و استيقظت اليوم لأجد نفسي زوجة و أماً تحمل هموماً تنوء بحملها الجبال.
تذكرت حديثي البارحة مع ابني على برنامج المحادثة و شعرت بالألم. فقد حدثني عن أمور تمنيت لو لم أعرفها. كيف كان يتسلل من المنزل و يذهب مع أصدقائه للنوادي الليلية. و كيف يذهب للسباحة فقط للنظر إلى أجساد الفتيات العارية. و كيف أصبح يهرب من المدرسة أحياناً مع أصدقائه. و كيف تعلم إخفاء خطابات الإنذار من المدرسة. أمور كثيرة أتعبتني و جعلتني أشعر بأنني أفقد ابني. سألته البارحة لماذا يفعل كل هذا و فاجأني جوابه. قال لي بأن أهله حبسوه طويلاً في الغربة لئلا يتأثر بأحد و لم يعلمه أحد ماذا يفعل عندما يقف وجهاً لوجه مع المغريات. و عندما عاد إلى هنا, فُك الحصار عنه و تذوق طعم الحرية لأول مرة في حياته و وجد الناس حوله يعيشون حياتهم إلى أقصى حد دون التفكير بالعواقب.
هل فعلاً أخطأت في تربية ولدي عندما لم أعده لما سيواجهه في حياته؟ هل كان علي بدل أن أقول له لا تدخن, أن أعلمه كيف يرد على من يقول له جرب التدخين؟
هل التربية هي في فرض الحصار على الأبناء و تحريكهم كما نحرك الدمى في مسرح العرائس, حتى إذا خرجوا إلى الحياة وجدوا أنفسهم عاجزين عن الحركة بأنفسهم؟
هل كان يجب عليّ أن أعطيه ثقة أكبر بنفسه و أجعله يقتنع من داخله بكل ما علمته له؟
أسئلة كثيرة تنفجر في رأسي الواحدة تلو الأخرى حتى أصبحت عاجزة عن التفكير. كيف أصلح الوضع؟ كيف انتشل ابني من المستنقع الذي تركته يغرق فيه؟
أول فكرة خطرت في بالي هي في تغيير الجو الذي يعيش فيه حالياً عسى أن يبتعد عن أصدقاء السوء قليلاً. ذهبت إلى مدرسته و سحبت أوراقه و سجلته بمدرسة أخرى قريبة أيضاً ثم ذهبت مرة أخرى إلى مدرسته لأقله إلى المنزل هذه المرة و أتحدث معه بوضوح في طريق العودة.
وقفت أمام باب المدرسة أنتظر خروج ابني و أتيحت لي الفرصة لأرى ما نوعية الطلاب الذين يدرسون مع ابني. معظمهم من أبناء الذوات و إلا لما استطاعوا دخول مدرسة غالية مثل هذه. و يلبسون أحسن الملابس و تنتظرهم السيارات الفارهة التي يقودها السائق الخاص بهم. رأيت الشبان يعانقون الفتيات عند خروجهم كما كنت أراهم في المهجر. رأيت الفتيات يلبسن الملابس المغرية و يتمايلن أمام الشبان تماماً كما كنت أرى في المهجر. إذن الوضع هنا لا يختلف أبداً عن هناك, و لكني بسذاجتي توقعت أنني أزرع ابني في بيئة صالحة و نفضت يدي من متابعته.
متى أصبحت المدراس هكذا؟ أين الطابور الصباحي الذي كنا نقف فيه و نحن نرتجف رعباً لئلا تجد المديرة لباسنا غير متوافق مع القوانين. كنت أخاف أن أذهب إلى المدرسة إن لم أقلم أظافري, بينما أرى الفتيات هنا و قد أطلن أظافرهن و طلينها بالأصباغ. كنت أخاف أن تجد المديرة قلم أحمر الشفاه الذي أخبئه في حقيبتي لا لاستعمله, بل لأريه إلى صديقاتي فقط. بينما أرى الفتيات هنا و قد استخدمن كل أنواع مساحيق التجميل على وجوههن.
متى حدث كل هذا؟
اشتقت إلى وطني القديم, فمن يعيده لي؟
اندهش ابني عندما رآني أقف منتظرة إياه على رصيف المدرسة, فودع أصدقائه و اتجه إلي. لم أدع له مجالاً للتساؤل. قلت له فوراً: " أنا هنا لاتحدث معك بشأن حياتك"
لم أخبره بأنني أعرف ماذا يفعل و شاهدت صوره على موقعه الإلكتروني. بل اكتفيت أن ألمح له بأن إحدى صديقاتي رأته و هو يخرج من نادي ليلي.
حلف لي أنه لم يشرب الخمر و لا يعرف طعمها, مما جعلني أتنفس الصعداء. و لكنه اعترف بالتدخين و الرقص مع الفتيات هناك.
- " و لماذا يا ولدي؟"
- " أردت أن أجرب تلك الحياة, حيث لا قيود و لا قواعد, و بإمكاني فعل ما أريد"
- " و لكنك لا تفعل ما تريد. بل تقلد أقرانك دون تفكير. هل حقاً هذا ما تريد؟ أن تكون إنساناً تافهاً يقضي حياته بين المراقص؟"
- "لا طبعاً و لكن أردت أن أجرب تلك الحياة فقط و أنا أرى كل من يعيشها سعيد في حياته"
- " عدني بأنك لن تعود إلى تلك النوادي و لن تسمح لنفسك بفعل شيء تخجل من مصارحتي به. يا ولدي خذها قاعدة في حياتك, كل ما تخجل من إعلانه, هو خطيئة كبرى, الأولى تركها"
- " سأعدك يا أمي و لكن عندما تعدينني بأن أجدك عندما أحتاجك. أريد من يتحدث معي و أسأله عن الأمور التي تحصل من حولي. فمن السرعة التي يحصل بها كل شيء في حياتي, لم أعد أستطيع الوقوف للتفكير إن كان ما أفعله خاطئاً أم صحيحاً. أريد أن تكوني لي إشارة التوقف التي ترغمني على أخذ نفس عميق و التفكير بروية في الأمور. لا أريد أن أرسم مستقبلي بهذا الشكل. و لكني اشعر بالسعادة مع أصدقائي الجدد بعد أن شعرت بالغربة أولاً هنا. ضموني إليهم و أصبحت أخرج معهم و أتصرف مثلهم"
- " كن على يقين بأنني سأظل دائماً موجودة بجانبك متى احتجتني. لا أريد لك أن تقع في مشكلة و لا تجد من يسمعك."
لم أعتمد على كلامه بالطبع, فعدا عن تحويله إلى مدرسة أخرى, عدت إلى مراقبته و الانتباه إلى وقت دخوله و خروجه من المنزل. و الأهم من كل هذا, بدأت في الجلوس معه و مع أخته بين الفينة و الأخرى و الحديث عن مواقف قد يواجهونها في حياتهم لتدريبهم على كيفية التصرف عند تعرضهم لتلك المواقف دون أن يتخلوا عن مبادئهم و قيمهم و الأهم إسلامهم.
يا ترى, لو كنت أعددت أبنائي للعودة إلى الوطن و كأننا نسافر إلى غربة, هل كان الوضع سيتحسن؟ بالنسبة لهم أنا انتشلتهم من بيئتهم الطبيعية و فرضت الغربة عليهم دون أخذ رأيهم و دون إعدادهم نفسياً للمرحلة المقبلة. و قد يكون هذا السبب الأهم في ما تعرضوا له من مشاكل عندما أتوا إلى هنا.
و عدت لأتساءل, أين الحدود بين الغربة و الوطن؟ مشاعري تمتزج هنا و هناك حتى تصبح واحدة. فالوطن أشعر فيه بالقليل من الغربة, و الغربة أشعر فيها بالقليل من الوطن.
تمت
الصفحة الأخيرة
استطعتي على شدي لموضوعك والتفكير فيه من كذا زاوية
جزيت خيرا وننتظرك بكل شوق لمعرفة نهاية القصة <<<<<<< مصلحة يعني :42: