سنابل العطاء

سنابل العطاء @snabl_alaataaa

عضوه شرف في عالم حواء

"م @ ك"... غربة يوم من حياتي

المواضيع المميزة













قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء".





يومٌ من حياتي

وضعت معطفي الجوخ على أكتافي، تلثمت بلثامي الصوفي،
ارتديت حذائي ذا العنق الطويل المحشي بالقطن السميك ليقي صاحبه منالبرد
فتحت الباب وخرجت حاملة حقيبتي المدرسية علىكتفي
" يا الهي برد شديد، ثلوج تتساقط"
أسرعت الخطى، قدمي تتزحلق على الثلج المجمد
تأخرت، فموعد قدوم الباص إلى المحطة قد حل
يارب يسر لي الوصول إلى المحطة قبل قدومه لألحقبه
ياالهي الباص قادم من بعيد
أسرعت الخطى أكثر وأكثر
وصلت والحافلة إلى المحطة معاً
صعدت إلى الحافلة لاهثة والبرد يقرص جسدي الضعيف
الحمد لله الباص مازالفارغا من الركاب
لأختار لي مقعداً في مكان مريح
جلست ووضعت الحقيبة في المقعد الذي بجواري
مضى الباص بنا سريعاً
ترنترن... رننت الجرس ليقف الباص عند مفرق الشارع
نزلت ودخلت أنتظر في المحطة الزجاجية قدوم الحافلة ذو الرقم٢١
تأخرالوقت
البرد شديد جداً، الثلوج مازالت تتساقط بكثرة، السماء ضباب شديد
هنالا أرى أشعة الشمس
شتاءٌ ضبابٌ بلا شمس
هاهو باص رقم ٢١ قادم من بعيد
الحمد لله جاء الفرج
وأخيراً سأركب الباص ليدفئ جسدي المتهالك
بسم الله الحمد لله الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
قرأت أذكار الصباح
أخرجت رواية من حقيبتي لنجيب الكيلاني وتابعت قراءتها
مازلت أستمتع بالقرآءة مع الدفء الذي سرى إلى جسدي
أتمنى أن يطول بي الطريق أكثر وأكثر
هرباً من البرد الذي في الخارج
وربما لأنهي قرآءة الرواية فكم هي تشدني لأعرف النهاية
الحافلة تقف وتفتح أبوابهاعند كل محطة ليصعد الركاب....
دارت بنا الحافلة بين المحطات
وطال بنا الطريق ساعة ومعذلك لم أشعر بالوقت
وصلت الحافلة إلى المدرسة فتحت أبوابها للطلاب
نزلنا وجررنا خطانا من جديدفي البرد الشديد
أراها من بعيد "West Mount"

ياربي أعني فالبرد شديد
إني أقترب وأقترب
الحمد لله
أخيراً وصلت إلى بوابة المدرسة...
دخلت وفرح الصباح يغمرني
الشباب من حولي يبتعدون
فقد جاءت الأميرة ... نعم الأميرة في نظرهم
الأميرة التي لا تقترب من الشباب
لا تحادثهم... ولاتجالسهم...
تتجنب مشاركتهم في أنشطةالمجموعات المدرسية إلا نادراً
صعدت السلم للطابق العلوي إلى خزانتي
وضعت لثامي ومعطفي في الخزانة
استبدلت حذائي ذا العنق الطويل بحذاء رياضي مريح
ذهبت إلى دورة المياه لأرتب هندامي وأضبط وشاحي الأبيض
.......................

ترن ترن...
الحصة الأولى بدأت
ذهبت إلى صفي الانجليزي مسرعة
حصة الانجليزي المبسط "ESL"
Grade 9
هاهي معلمتي مس جوليت ذو الديانة اليهودية تقبع خلف المكتب
تنظر إلي نطرات حقودة
تسلمت مقعدي وجلست بهدوء
نهضت مس جوليت توزع علينا أوراق واجب الدرس الماضي
آه كم تعبت مع هذا الواجب حتى أنهيته
إنها تقترب من طاولتي بخطوات ترعبني
ألقت بالورقة أمامي على الطاولة
صوتها يعلو بالصراخ
"هذه الورقة إجاباتها شبيهة من إجاباتك
أنا متأكدة أن الورقة لأخيك
وأن أخاك يغش منك"
دهشت!!
تسلمت الورقة بيدين راجفتين
أخي لم يكتب الواجب أساساً
كان الأسبوع الماضي مريضاً ولم يحضر معنا...
علامتي منخفضة جداً!!
بدأت أقلب الأوراق أدقق النظر في التصحيح!!
أكثر إجاباتي صحيحة
"مس جوليت لماذا درجتي منخفضة!!
قريبة من السقوط!!
لدي خطأ أو اثنان فقط!!"
وبصوت عالي... "أنت تستحقي صفراً وكرماً مني وضعت نصف العلامة،
كما تستحق هذه الورقة أيضاً"، ورفعت بيدها الورقة المتهمة لأخي...
مازالت تثرثر الكثير بعصبية...
لا أسمع شيئاً مما يقال
تنهمر دموعي بحرقة
أنا بريئة!!.
ماذنبي!!
تكرهين المسلمين وتضمرين لهم الشر...
كل يوم أزداد يقيناً...
علا صوتها أكثر، " حازم أهذه ورقتك؟" وهي تلوح بالورقة المتهمة
مضى أخي يجول نظره في الورقة من بعيد وهو متأكد أنه لم يسلم الواجب
ربما الذي دفعه للنظر فيها شعوره بأن نصف الدرجة خير من الصفر!!
وإذا بفتاة أفغانية تجلس أمامي تصرخ "إنها ورقتي"...
اعتلى جسد المعلمة الخجل والارتباك...
سلمت صديقتي الورقة وهي تقول في المرة القادمة "لا أريد غشاً"...
لم أتوقف عن البكاء
كم تظلمني تلك المعلمة الحقودة...
انتهت الحصة بعد وقت طويل ممل
خرجت من الفصل والحزن يملأ قلبي
الحصة الثانية حصة فراغ
سأستغلها لعمل أوراقي في المكتب المدرسي
ذهبت إلى المكتب المدرسي وجدت في غرفة الانتظار أخي الكبير
جلست بجواره أحادثه... لعلي أنسى شيئاً مما حصل لي مع بداية هذا الصباح...
وعلى الكنبة الأخرى اعتلاها طالب بذيء
أنهيت أموري وهممت بالخروج من المكتب،
مد الشاب رجله الطويلة ووضعها في طريقي ليعيقني عن السير
تجاهلته وحاولت الابتعاد عنه
سمعت صوت أخي
الغيرة أشعلت نارقلبه
حمي الوطيس
زاد الشجار إلى حد الضرب
تدخل الجميع لإيقاف الشجار بروية

.........................

ترن ترن

انطلق جرس الفسحة مدوياً
جلست أتناول وجبة الافطار مع صديقتي الليبية نزهة
في ممر هادئ في المدرسة
لا أفضل الجلوس في الكافتريا
فهي ازدحام وضجيج
تجاذبنا أطراف الحديث
كل منا أخذت تسري عن الأخرى غربتها وكربتها
مؤشر الساعة يعلن انتهاء وقت الفسحة
الحصة الثالثة بدأت...
أخذت كتاب الجغرافيا وملفي من خزانتي
ودعت صديقتي نزهة ومضيت في طريقي
حصة الجغرافيا ممتعة
هذه صديقتي كيتي الفتنامية سبقتني إلى الفصل
صديقة لطية ودودة
جلست بجوارها خلف الطاولة
فتحنا الأطلس نتنقل بين خرائطه
نرسم ونحدد ونلون وندون معاً
العمل الجماعي متعة حقاً
حان وقت صلاة الظهيرة
"مستر جون آتسمح لي بخمس دقائق للخروج للصلاة؟"
"طبعاً…أرجو أن تدعي لي معك"
كم أنت لطيف يا أستاذي!! أسأل الله لك الهداية
خرجت أبحث عن مكان أصلي فيه
بحثت هنا وهناك
تحت الدرج جلس مجموعة طلاب
المكتبة مزدحمة
فتحت باب المكتبة المطل إلى الشارع
خرجت من المدرسة إلى جبل ثلجي قريب
مازال البرد شديد
بسطت معطفي على الأرض وكبرت
أتممت فرضي
دخلت المكتبة أكمل تسبيحي فالجو هنا دافئ
صعدت الفصل
لأكمل عملي مع صديقتي
يرن جرس الحصة معلناً انتهائها
خرج كل منا إلى خزانته يستبدل كتبه
أخذت كتاب مادة دراسات عائلية وملفي
مادة الدرسات العائلية
تعلمنا حسن التعامل مع الآخرين
ليتها أفادت هذه المادة الطلاب في تهذيب أخلاقهم
نفسي منشرحة لهذه الحصة… الحمد لله
مس براون تنتقل من طاولة إلى طاولة
توزع الأوراق على الطلاب،
وهي تعيد علي مسامعنا النقاط الرئيسية التي تداولناها في درس البارحة
"كيف على الآبناء أن يحسنوا معاملة آبائهم ….. وووو..."
"مس براون آتسمحيلي؟"
"تفضلي…"
"مس قد جلبت هذه الورقة وهي ترجمة لتفسير آية في قرآننا الكريم تحكي عما تقولين…"
"رائع… خذي يادينا واقرأي علينا الورقة…"
الطلاب يسمعون بهدوء تفسير آية عظيمة
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّعِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَتَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا .
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَالذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَافِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَغَفُورًا)
واوووو…أهذا في كتابكم؟؟…"الطلاب باستغراب"
"نعم… إنه أمر الله تعالى… هكذا يربينا ويعلمنا القرآن…"
شيء جميل حقاً… كم نعاني نحن من تعليم أبنآءنا لهذه الأخلاق…"المعلمة بإعجاب"
طلبت مني المعلمة أن تحتفظ بالورقة لنفسها
طبعاً سمحت لها بذلك فهي فرصة جميلة لتتعلم ديننا
كانت معلمتي تلك تسمع تلاوتي للقرآن في رمضان
حيث أني كنت أجد فصلها مكاناً هادئاً أجلس فيه أثناء فسحة الأكل لأتلوالقرآن
ريثما كانت معلمتي تفتح فصلها في الفسحة وتعمد على تصحيح الأوراق
وفي العيد أهديتها تحفة كرستالية مع CD رائع للنصارى يحكي عن الإسلام…لكني لا أذكر اسمه!!
انتهت الحصة الرابعة والأخيرة
خرجت من الفصل فرحة جداً
الساعة الثالثة تعلن انتهاء يومنا الدراسي
أسرعت خطاي إلى خزانتي
وضعت كتبي
ولبست معطفي من جديد
أحكمت لثامي
وبدلت حذائي
حملت حقيبتي مستبشرة
كان يوماً طويلاً حفيفاً بالمفآجأت
خرجت أمشي إلى محطة الباص وأنا أفكر
اليوم الساعة الخامسة عصراً اجتماع أولياء الأمور
أتمنى أن يحضر والدي هذا الاجتماع
انتظرت أنا وصديقتي الحافلة طويلاً
البرد مازال شديداً…الثلوج توقفت عن التساقط
صعدنا الحافلة وصعد معنا حشد غفير من الطلاب
كل طالب يسبق الآخر ليحصل على مقعد فارغ
بحثت أنا ونزهة على مقعدين فارغين
لم نجد… وهذا حالنا في أغلب أيامنا
بدأت رحلتنا مع الحافلة
وقفت عند عمود أتمسك به
كلما وقفت بنا الحافلة عندالمحطات رججنا يمنة ويسرة
مضت الحافلة ساعة تدور
وصلت إلى المنزل منهكة جداً

…………………………..


"والدي هنا موقف السيارات وهذه البوابة الرئيسية للمدرسة"
نزلت مع والدي وإخواني
دخلنا المدرسة
هنا في الكافتريا مقرالاجتماع
تربع كل مدرس وراء طاولة خصصت له
"والدي هذا مدرس الجغرافيا"
جولت نظري بحثاً عن معلمة الانجليزي
لم أجدها...
أين هي!!

مدح مستر جون أعمالي عند والدي...
"والدي هذه مس براون مادة الدراسات العائلية..."
جلس والدي على الطاولة مواجهاً لها وجلسنا بجواره...
استرسلت معلمتي في الحديث
"ابنتك ذو خلق وأدب وحياء وتربية حسنة
أنا معجبة بها وبتربيتها
طالبة تحترم معلميها
لا تقوم من مكانها إلا بعد أن ترتبه
وإعادة مقعدها لمكانه...
أنا معجبة جداً بإحسان تربيتك لأبنائك...أنت أب عظيم في التاريخ"
قاطعها والدي هذه تربية ديننا وأخلاق إسلامنا...
أسرعت مس براون تقول وكأنها تذكرت للتو شيئاً مهماً...
"يعجبني لباس ابنتك ... زيها موحد... تلبس نفس الموديل كل يوم...
ليس كباقي الطلاب ملابسهم مختلفة وغير محتشمة...
أحب فستانها التي ترتديه... يعجبني تطريزه الناعم... أريد منه... من أين تقـتـنوه؟"
قال لها والدي هذا يدعى جلباب...و لن تحتاجي لارتدائه الآن،
فهذا لباس المرأة المسلمة، وعندما تدخلي الإسلام سيصبح لباسك...
انتهى الحوار بابتسامة لطيفة منا جميعاً....
وانتهى يومي بحلم عظيم وهو هداية معلمتي مس براون اللطيفة للإسلام
ما أعظم هذا الحلم، وهذه الأمنية!!
أسأل الله أن يهديها إلى الإسلام إن كانت لم تهتد بعد...
وأن يحسن إسلامها إن كانت دخلت دين الإسلام... اللهم آمين...
الإسلام ما أعظمه من دين... وشريعة... ومنهاج... ودستور... وحياة...
……………………
.......
تمت

بقلم سنابل العطاء
24
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

البراءة
البراءة
ما شاء الله تبارك الله

كم انتي رائعة

يالحبيبة

وكم انا بشوق لتتابعك واستمرارية عطاءك

جعل الله ايامك ايام فرح وسعادة

في ظل طاعته ورضوانه

محبتك/ البراااءة ؛؛؛
رواء الاسلام
رواء الاسلام
رائعة يا سنابل العطاء
لقد عشت معك يومك و كانه يومي
اعانك الله على طاعته و بارك فيكي
فتاة سورية
فتاة سورية
ألله يعطيك الف عافية ويجزيك الخير ....استمتعت كثيرا بالقراءة ...


ماشاء الله عليك والله يوفقك ويهدي معلمتك ان شاء الله
em mohamed
em mohamed
رائع ما كتبته يا سنابل ,,,
فعلا هذه مدارس الغربه ,,,جنسيات مختلفه وطباع مختلفه فيها من يتقبلنا وفيها من يصرح بكراهيته لنا ولديننا ,,,
لكن المهم هو أن نتجاوز عن المسيئين لنا حتى نستمر ونسأل الله أن يقوينا ويثبتنا ويحمينا من شر الحاقدين امثال معلمتك اليهوديه ....
شعرت بقسوة البرد فى تنقلك بالحافله وجلست معكِ وأنتِ تحدثين(مواطنتى) صديقتك الليبيه نزهه ,,,
أكاد أتخيلها وأتخيل حديثكما ,,,
وشعرت بفخر والدك عند تحدثه لمس براون...

أسأل الله أن نكون خير سفراء لديننا وأن يهدى بنا ولا يضلنا ....

بوركتِ يا أخيه
عروس الشام
عروس الشام
ما شاء الله.. يوميات جميلة و رقيقة و يبدو بأنك رقيقة مثل يومياتك

شعور الانسان بأنه غير مرغوب به, يجرح في الصميم.
و لكن الحمدلله الذي أرسل لك هؤلاء الفتيات المسلمات اللواتي تقضين معهن أوقاتك و على نعمة وجود أخيك معك..
سلمت يداك و أعانك الله على البرد :)