اخيتي
قبل الرحيل جهزي ما استطعت من مزاد....ففي الغربة جوع وعطش وبرد وحر , وربما تنسي اهم ما تحتاجين اليه
جهزت حقيبتي دون التفكير بذلك ,وكل لحظة تمر علي خلال غربتي اتحسر لعدم حمل المزيد من هذا وذاك
قبل الرحيل لا تنفضي ملابسك اللتي لم يسنح لك الوقت بغسلها
قبل الرحيل لا تنفضي سجادة الصلاة قبل طويها ولا تشتري اخرى جديدة احمليها نفسها
قبل الرحيل ااملأي البومك الخاص بالصور وبمناظر اعتدت تأملها منذ الصغر
قبل الرحيل احتفطي في مسجلك الخاص بالاصوات التي اعتدت سماعها وحتى المزعجة منها
قبل الرحيل اقطفي زهرة منالمكان الذي اعتدت المرور به كل صباح
قبل الرحيل اطلبي من جدتك ان تروي لك وبكل تفصيل قصصا اعتادت ان ترويها مرات ومرات
قبل الرحيل تأملي في وجه كل من تريه في الطريق
قبل الرحيل تذكري اصعب مواقف مررت بها في حياتك وتذكري اجملها
وقبل الرحيل احملي معك كل قديم وكل ما يخطر ببالك مهما كان تافها ففي الغربة ستحتاجين لكل شيئ
لا تقولي لي ان الحقائب لا تتسع
الصور والاصوات والقصص اللتي ترويها جدتك وكل مذكراتك احفظيها في اعماقك ....ابحثي لكل منها ركنا ؤ وعندما تحتاجينها سوف تجديها بل سوف تخرج لتساعدك
لا تنسي شيئا عزيزتي
لا تقضي اخر ايام لك في وطنك مفكرة باكية ...دعي البكاء فستحتاجين الكثير من الدموع ....وفريها...
تأملي افراد اسرتك واحدا واحدا وتذكري اجمل موقف حصل بينك وبينهم واحفظيه فربما يكون الاخير
اطبعي على خدود والديك واخوتك وكل اهلك القبل واحتفظي بدفئها ..... احضنيهم ما استطعت واحتفظي بكل منهم في اعماقك
امسحي دموعك بمنديل قماشي واحتفظي به لانه عند الوداع تختلط الدموع وستحتاجين لملح دموع الوداع لتشفي بها جراح الغربة وان لم تجدي المنديل اشربيها فستسري في دمك كالمرهم
سامحي من اخطأ بحقك واطلبي السماح ممن اخطأت بحقه فربما تطول ....غربتك و ربما ..........
استعملي الخيال والفانتازية ان شعرت بنفسك على حافة الانهيار عند المغادرة
تخيلي نفسك نحلة خرجت من خليتها دون ان تعلم طبيعة المكان الذي ستسقر به ...لكنها ستجد الرحيق وستنتج العسل فبطبيعتها مكافحة ومنها تعلمنا الكثير
فكري في اصل اجدادك وشجرة عائلتك .......فمن المحتمل ان يكون جدك السابع اوالعاشر او السابع عشر قد هاجر مثلما هاجرتي وكون عائلة في وطن اخر اصبح وطنه ووطن ذريته .........
بعد الوداع اخيتي ... وبعدما تقلع الطائرة استرخي وكفاك تفكيرا .المهم انك لم تتركي اهم ما ستحتاجين اليه في غربتك
يتبع
لا أعلم ماذا أقول ...
مشاعر كثيرة اختلطت في وجداني , شوق لفراق الأهل والبلد , ندم على تقصيري ببعض الأمور , وأمنية للعودة , وأمل بالمستقبل ...
موضوعك هذا شرحُهُ في قصتك الرائعة التي قرأناها سويا , ولا زلنا نتابعها بشغف ...
لكأني بك تريدين منا قطف من كل بستان وردة لكي نأخذها معنا وتذكرنا بتلك الربوع الخضراء والروائح العبقة الذكية , التي لن تختلف علينا , ونستطيع تمييزها مهما ابتعدت المسافات واختلفت الأماكن ..
لكأني بك تريدين ان تركضي ونحن معك من جديد بين ربوع فلسطين الحبيبة , حيث نشأت وترعرعت وتزوجت وأنجبت ,
كلي شوق ولهفة لمتابعة رائعة من روائعك ...
بارك الله فيك وحماك ووفقك ورزقك هناء وسعادة وعافية دائما وأبدا
(( كلمة على الهامش : سامحيني لتأخري بردي على رسالتك الغالية على قلبي , لكن يعلم المولى انك لم تغيبي عن بالي يوما ))
بارك الله فيك