البررريئه
البررريئه
جزاكم الله خير ... مواضيعكم حلوه ومفيده جداً :26: :26:
شام
شام
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
البررريئه
البررريئه
السلام وعليكم بنات ... هذا موقع رائع جدا للإعجاز العلمي في القرأن الكريم

http://www.55a.com

وان شاء الله تستفيدون منه
عائشه
عائشه
جزاكم الله خير
وبارك الله فيكم
وجعله الله في ميزان حسناتكم

بسم الله الرحمن الرحيم




1ـ ذكر آفات الكلام‏:‏
الآفة الأولى‏:‏ الكلام فيما لا يعنى‏.‏
واعلم‏:‏ أن من عرف قدر زمانه، وأنه رأس ماله، لم ينفقه إلا في فائدة، وهذه المعرفة توجب حبس اللسان عن الكلام فيما لا يعنى، لأنه من ترك الله تعالى واشتغل فيما لا يعنى، كان كمن قدر على أخذ جوهرة، فأخذ عوضها مدرة، وهذا خسران العمر‏.‏ وفى الحديث الصحيح، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏ من حسن إسلام المرء تركه مالا يعينه‏"‏‏.‏وقيل للقمان الحكيم‏:‏ ما بلغ من حكمتك‏؟‏ قال‏:‏ لا أسأل عما كفيته، ولا أتكلم بما لا يعنيني‏.‏ وقد روى أنه دخل على دواء عليه السلام وهو يسرد درعاً، فجعل يتعجب مما رأى، فأراد أن يسأله عن ذلك، فمنعته حكمته فأمسك، فلما فرغ داود عليه السلام، قام ولبس الدرع ثم قال‏:‏ نعم الدرع للحرب‏.‏ فقال لقمان‏:‏ الصمت حكم وقليل فاعله‏.‏

الآفة الثانية‏:‏ الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي، كذكر مجالس الخمر، ومقامات الفساق‏.‏وأنواع الباطل كثيرة‏.‏ وعن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن العبد ليتكلم بالكلمة يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب،‏.‏وقريب من ذلك الجدال والمراء وهو كثرة الملاحاة‏‏ للشخص لبيان غلطة وإفحامه،والباعث على ذلك الترفع‏.‏
فينبغي للإنسان أن ينكر المنكر من القول، ويبين الصواب، فإن قبل منه وإلا ترك المماراة، هذا إذا كان الأمر معلقاً بالدين، فأما إذا كان في أمور الدنيا، فلا وجه للمجادلة فيه، وعلاج هذه الآفة بكسر الكبر الباعث على إظهار الفضل، وأعظم من المراء الخصومة، فإنها أمر زائد على المراء‏.‏وعن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم‏"‏‏.‏ وهذه الخصومة نعنى بها الخصومة بالباطل أو بغير علم، فأما من له حق فالأولى أن يصدف( عن الخصومة، مهما أمكن لأنها، توغر الصدر، وتهيج الغضب الغضب،وتورث الحقد، وتخرج إلى تناول العرض‏

الآفة الثالثة‏:‏ التقعر في الكلام، وذلك يكون بالتشدق‏‏ وتكلف السجع‏.‏ وعن أبى ثعلبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ إن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامة مساويكم أخلاقاً الثرثارون‏المتشدقون المتفيهقون‏"‏‏. ولا يدخل في كراهة السجع والتصنع ألفاظ الخطيب، والتذكير من غير إفراط، ولا إغراب، لأن المقصود من ذلك تحريك القلوب، وتشويقها، ورشاقة اللفظ ونحو ذلك‏.‏

الآفة الرابعة‏:‏ الفحش والسب والبذاء‏(6)(‏‏(‏ البذاء، بالمد‏:‏ الفحش، وفلان يذىء اللسان من قوم أبذياء، والمرأة بذيئة‏.‏‏)‏‏)‏ "(‏‏(‏ البذاء، بالمد‏:‏ الفحش، وفلان يذىء اللسان من قوم أبذياء، والمرأة بذيئة‏.‏‏)‏‏)‏ ونحو ذلك، فإنه مذموم منهي عنه، ومصدره الخبث واللؤم‏.‏ وفى الحديث‏:‏ ‏"‏إياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش‏"‏‏.‏‏"‏الجنة حرام على كل فاحش‏"‏‏.‏
وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏ ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء‏"‏‏.‏واعلم‏:‏ أن الفحش والبذاء هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، وأكثر ما يكون ذلك في ألفاظ الجماع وما يتعلق به، فإن أهل الخير يتحاشون عن تلك العبارات ويكنون عنها‏.‏ومن الآفات‏:‏ الغناء وقد سبق فيه كلام في غير هذا الموضوع‏.‏


]الآفة الخامسة‏:‏ المزاح، أما اليسير منه، فلا ينهى عنه إذا كان صدقاً‏.‏
فإن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يمزح ولا يقول إلا حقاً، فإنه قال لرجل‏:‏ ‏"‏يا ذا الأذنين‏"‏، وقال لآخر‏:‏ ‏"‏إنا حاملوك على ولد الناقة‏"‏، وقال للعجوز‏:‏ ‏"‏إنه لا يدخل الجنة عجوز‏"‏ ثم قرأ‏:‏ ‏{‏إنا أنشأناهن إنشاء* فجعلناهن أبكاراً‏}‏ ‏‏ ‏ ، وقال لأخرى‏:‏ ‏"‏زوجك الذى في عينيه بياض‏؟‏‏"‏‏. فقد اتفق في مزاحه صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أشياء‏:‏
أحدها‏:‏ كونه حقاً
والثاني‏:‏ كونه مع النساء والصبيان، ومن يحتاج إلى تأديبه من ضعفاء الرجال‏.‏
والثالث‏:‏ كونه نادراً، فلا ينبغي أن يحتج به من يريد الدوام عليه، فان حكم النادر ليس كحكم الدائم، ولو أن إنساناً دار مع الحبشة ليلاً ونهاراً ينظر إلي لعبهم واحتج بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وقف لعائشة وأذان لها أن تنظر إلى الحبشة، لكان غالطاً، لندور ذلك، فالإفراط بى المزاح والمداومة عليه منهي عنه، لأنه يسقط الوقار، ويوجب الضغائن والأحقاد، وأما اليسير كما تقدم، من نحو نوع مزاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن فيه انبساطاً وطيب نفس


الآفة السادسة‏:‏ السخرية والاستهزاء، ومعنى السخرية‏:‏ الاحتقار والاستهانة، والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد يكون بالشارة والإيماء، وكله ممنوع منه في الشرع، ورد النهى عنه في الكتاب والسنة‏.‏
عائشه
عائشه
نكمل



الآفة السابعة‏:‏ إفشاء السر، وإخلاف الوعد والكذب في القول واليمين، وكل ذلك منهي عنه، إلا ما رخص فيه من الكذب لزوجته، وفى الحرب فإن ذلك يباح وضابطه أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب، فهو فيه مباح إن كان هذا المقصود مباحاً‏.‏ وإن كان المقصود واجباً، فهو واجب، فينبغي أن يحترز عن الكذب مهما أمكن‏.‏ وتباح المعاريض، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏إن في المعاريض مندوحة عن الكذب‏"‏ ‏‏ وإنما تصلح المعاريض عند الحاجة إليها، فأما مع غير الحاجة،فمكروهة لأنها تشبه الكذب‏.‏ فمن المعاريض ما روينا عن عبد الله بن رواحة رضى الله عنه أنه أصاب جارية له، فعلمت امرأته، فأخذت شفرة، ثم أتت فوافقته قد قام عنها، فقالت‏:‏ أفعلتها‏؟‏ فقال‏:‏ ما فعلت شيئاً، قالت، لتقرأن القرآن أو لأبعجنك بها، فقال رضى الله عنه‏:‏
وفينا رسول الله يتلو كتابه ذا انشق معروف من الفجر ساطع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع
قالت‏:‏ آمنت بالله وكذبت بصري‏.‏ وكان النخعى إذا طلب قال للجارية‏:‏ قولي لهم‏:‏ اطلبوه في المسجد‏.‏



الآفة الثامنة‏:‏ الغيبة، وقد ورد الكتاب العزيز بالنهى عنها، وشبه صاحبها بآكل الميتة‏.‏وفى الحديث‏:‏ ‏"‏إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام‏"‏‏.‏وعن أبى برزة الأسلمى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه‏:‏ لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته‏"‏‏.‏

الآفة التاسعة‏:‏ من آفات اللسان النميمة، وفى الحديث ان النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة قتات‏"‏ وهو النمام ‏.‏واعلم‏:‏ أن النميمة تطلق في الغالب على نقل قول إنسان في إنسان، مثل أن يقول‏:‏ قال فيك فلان كذا وكذا، وليست مخصوصة بهذا، بل حدها كشف ما يكره كشفه، سواء كان من الأقوال أو الأعمال، حتى لو رآه يدفن مالاً لنفسه فذكره فهو نميمة وكل من نقلت إليه النميمة، مثل أن يقال له‏:‏ قال فيك فلان كذا وكذا أو فعل في حقك كذا، ونحو ذلك فعليه ستة أشياء‏:‏
الأول‏:‏ أن لا يصدق الناقل، لأن النمام فاسق مردود الشهادة‏.‏
الثانى‏:‏ أن ينهاه عن ذلك وينصحه‏.‏
الثالث أن يبغضه في الله، فإنه بغيض عند الله‏.‏
الرابع‏:‏ أن لا يظن بأخيه الغائب السوء‏.‏
الخامس‏:‏ أن لا يحمله ما حكى له على التجسس والبحث، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولاتجسسوا‏}‏ ‏‏‏.‏
السادس‏:‏ أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه، فلا يحكى نميمته‏.‏ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل‏:‏ بلغني أنك وقعت فىَّ، وقلت كذا وكذا‏.‏ فقال الرجل‏:‏ ما فعلت، فقال سليمان‏:‏ صدقت، اذهب بسلام‏.‏وقال يحيى بن أبى كثير‏:‏ يفسد النمام في ساعة ما لا يفسد الساحر في شهر‏.‏وقد حكى أن رجلا ساوم بعبد، فقال مولاه‏:‏ إني أبرأ منك من النميمة والكذب، فقال‏:‏ نعم، أنت برئ منهما، فاشتراه‏.‏ فجعل يقول لمولاه إن امرأتك تبغي وتفعل، وإنها تريد أن تقتلك، ويقول للمرأة‏:‏ إن زوجك يريد أن يتزوج عليك ويتسرى، فان أردت أن أعطفه عليك، فلا يتزوج ولا يتسرى، فخذ الموسى واحلقي شعرة من حلقه إذا نام ، وقال للزوج‏:‏ إنها تريد أن تقتلك إذا نمت‏.‏ قال فذهب فتناوم لها، فجاءت بموسى لتحلق شعرة من حلقه، فأخذ بيدها فقتلها، فجاء أهلها فاستعدوا عليه فقتلوه‏.‏


الآفة العاشرة‏:‏ كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعادين، وينقل كلام كل واحد إلى الآخر، ويكلم كل واحد بكلام يوافقه، أو يعده أنه ينصره، او يثنى على الواحد في وجهه ويذمه عند الأخر‏.‏وفى الحديث‏:‏ ‏"‏إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه‏"‏‏.‏واعلم‏:‏ أن هذا فيمن لم يضطر إلى ذلك، فأما إذا اضطر إلى مداراة الأمراء جاز‏.‏قال أبو الدرداء رضى الله عنه‏:‏ إنا لنكشر‏ ‏في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم ‏.‏ ومتى قدر أن لا يظهر موافقتهم لم يجز له‏.‏
الآفة الحادية عشرة‏:‏ المدح، وله آفات‏:‏ منها‏:‏ ما يتعلق بالمادح، ومنها‏:‏ ما يتعلق بالممدوح‏.‏ فأما آفات المادح، فقد يقول مالا يتحققه، ولا سبيل للاطلاع عليه، مثل أن يقول‏:‏ إنه ورع وزاهد، وقد يفرط في المدح فينتهي إلى الكذب، وقد يمدح من ينبغي لأن يذم‏.‏وقد روى في حديث‏:‏ ‏"‏إن الله تعالى يغضب إذا مدح الفاسق‏"‏‏‏وقال الحسن‏:‏ من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله‏.‏وأما الممدوح، فإنه يحدث فيه كبراً أو إعجاباً، وهما مهلكان ولهذا قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع رجلاً يمدح رجلاً‏:‏ ‏"‏ويلك، قطعت عنق صاحبك‏"‏‏.‏‏.‏الحديث وهو مشهور‏.‏وقد رُوِّينا عن الحسن قال كان عمر رضى الله عنه قاعداً ومعه الدرة والناس حوله، إذ أقبل الجارود ، فقال رجل‏:‏ هذا سيد ربيعة، فسمعها عمر رضى الله عنه ومن حوله، وسمعها الجارود، فلما دنا منه خفقه‏
بالدرة، فقال‏:‏ مالي ولك يا أمير المؤمنين‏؟‏ قال‏:‏ مالي ولك، أما سمعتها‏؟‏ قال‏:‏ سمعتها، فمه‏؟‏ قال‏:‏ خشيت أن يخالط قلبك منها شئ فأحببت أن أطأطئ ‏‏منك‏.‏
ولأن الإنسان إذا أثنى عليه بالخير رضى عن نفسه، وظن أنه قد بلغ المقصود، فيفتر عن العمل، ولهذا قال‏:‏ .‏ فأما إذا سلم المدح من هذه الآفات لم يكن به بأس، فقد أثنى النبى صلى الله عليه وآله وسلم على أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وغيرهما من الصحابة رضى الله عنهم‏.‏ وعلى الممدوح أن يكون شديد الاحتراز من آفة الكبر والعجب والفتور عن العمل، ولا ينجو من هذه الآفات إلا أن يعرف نفسه، ويتفكر في أن المادح لو عرف منه ما يعرف من نفسه ما مدحه‏.‏ وقد روى أن رجلاً من الصالحين أثنى عليه، فقال‏:‏ اللهم إن هؤلاء لا يعرفوني وأنت تعرفني‏.‏

الآفة الثانية عشرة‏:‏ الخطأ في فحوى الكلام فيما يرتبط في أمور الدين،لاسيما فيما يتعلق بالله تعالى، ولا يقدر على تقويم اللفظ بذلك إلا العلماء الفصحاء، فمن قصر في علم أو فصاحة، لم يخل كلامه عن الزلل، لكن يعفو الله عنه لجهله‏.‏ مثال ذلك ما روى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم انه قال‏:‏ ‏"‏لا يقل أحدكم‏:‏ ما شاء الله شئت، ولكن ليقل، ما شاء الله ثم شئت‏"‏‏‏وذلك لأن في العطف المطلق تشريكاً وتسوية، وقريب من ذلك إنكاره على الخطيب قوله‏:‏ ‏"‏ومن يعصهما فقد غوى‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ومن يعص الله ورسوله‏"‏‏.‏وقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏لا يقل أحدكم‏:‏ عبدى وأمتى، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل، غلامي وجاريتي‏"‏‏.‏ وقال النخعى‏:‏ إذا قال الرجل للرجل‏:‏ يا حمار، يا خنزير، قيل له يوم القيامة‏:‏ أرأيتني خلقته حماراً، أو أرأيتني خلقته خنزيراً‏.‏فهذا وأمثاله مما يدخل في الكلام، ولا يمكن حصره، ومن* تأمل ما أوردناه في آفات اللسان، علم أنه إذا أطلق لسانه لم يسلم، وعند ذلك يعرف سر قوله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏من صمت نجا‏"‏، لأن هذه الآفات مهالك وهى على طريق المتكلم، فإن سكت سلم‏.‏


اللهم اجعلنا من الذاكرين لك والذاكرات