*
*
*
السجود لله وحده - جل في علاه - ، الذبح له لا شريك له ،
الدعاء لا يصرف لغيره ، التوكل عليه ، الاعتصام به ،
اللجوء إليه ، الانطراح بين يديه ، الاعتماد عليه ،
التيقن من أنه النافع الضار ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير .
.
.
نعم - معاشر الأخوات
إن تلك الأعمال الماضية وغيرها من أمثالها شعار الموحدين ، المخبتين لله رب العالمين ،
علموا أن الله - تعالى - واحد أحد فرد صمد ،
لا شريك له في ربوبيته ، ولا ألوهيته ، ولا في أسماءه وصفاته ،
امتن الله - الكريم - علينا بنعمة كلما تذكرت تفضله علي بها أخبت قلبي منكسرا ذليلا له معترفا ً بنعمته - جل في علياءه ،
وأسبلت عيني الدموع فرحا ً بها ،
ولهج لساني بالشكر والثناء على من جاد علي بتلك الأفضال والآلاء ،
ودعوته أن يعيني على ذكره ، وشكره ، وحسن عبادته ، فالبشكر دوام ٌ للنعم ، ودفع ٌ للنقم .
***
يا قارئة هذه السطور :
تأملي حال المليارات من البشر ، ممن هم الآن على ظهرها ، وممن دفنوا في بطنها ،
أترى أن جلهم - فضلا عن كلهم - يدينون لله - تعالى - بالإسلام ؟؟ ،
ثم تأملي حال من توصف بأنها ( مسلمه ) وكيف هي عقيدتها ؟؟ ،
فمن ذلك كله ، ومن أؤلئك البشر كلهم تفضل علي وعليك مالك الملك أن جعلنا مسلمَين مؤمنَين نتعبد له - جل شأنه - بعقيدة صافية نقيّة من كل عمل يقدح بها ، أو قول يخالفها ،
وسؤالي لنفسي ثم لك -
هل لنا من فضل على الله - تعالى - حتى يجود علينا بهذه العقيدة الصافية ؟؟! ،
هل هو الفقير إلينا ، والمحتاج لنا ؟؟! ،
هل المنة لنا أم له ؟؟! ،
بل ( أنتم الفقراء إلى الله ) .
إنها لنعمة عظيمة ، جسيمة ، لا يعلم عظمها ، ولا يقدرها قدرها إلا من رأى تلك الأمم الكافرة المتخبطة في سبل الهوى والضياع ، وهم في سجود للأصنام ، وتعبد لها ، وطلب للمغفرة منها ،
ومن شاهد من يصف نفسه بأنه مسلم موحد وهو على أفعال عظيمة تهدم التوحيد ، وتنقضه ،
فهذا يطوف بالقبر ! ،
وذاك يذبح له ! ،
والآخر يمرغ خده طالبا العفو والصفح عن الزلل والخطل ! ،
وأنت ؟؟؟ ،
لم تسجد في حياتك سجدة واحدة إلا لله - تعالى - ،
ولم تذبح إلا له ،
ولم تحلف إلا به ،
ولم تتوكل إلا عليه ،
فهل هناك أعظم من هذه النعمة ؟؟؟ ،
ولتعلمي مدى إنعام الله - الكريم - عليك ، ولطفه بك ، وتوفيقه لك ،
أدعك لتتأملي هذه الصور ،
سائلا ً الله - تعالى - أن يحييني وإياك على التوحيد الخالص ، وأن يميتنا عليه ، ووالدِينا ، ومشايخنا وجميع المسلمين :
.
.

منقول
وجزا الله خير يا اختي