أم ورقـــــة الأنـــصــــاريــة
صحابية جليلة من الصحابيات رضي الله عنهن ، امتازت
بشيء ميزها عن غيرها من النسوة في ذلك العهد الطاهر
لقد جمعت أم ورقـــة القرآن الكريم في عهد رسول الله ،
وحفظته وفهمت معانيه
كانت من الصحابيات اللاتي شغفن بكتاب الله وبهدي رسول الله
فأكببن عليه يعبقن من عبيرهما ، ويرتشفان من ينبوعهما
آمنت أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث الأنصارية وبايعت
رسول الله مع أخواتها المؤمنات وقد تحركت قلوبهن للنور
المحمدي عندما وقفن ليعزفن لحن المحبة ولحن المودة لرسول
الله ، ذلك اللحن والنشيد الذي رددته أصداء الفضاء وجنباته ،
فردده المسلمون جيلا" بعد جيل
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
ونزل رسول الله بالمدينة فأخذت هذه الصحابية تنهل من معين
علمه وهديه ، وتشرب كلام الله و آياته كالأرض العطشى حتى
اشتهرت بحفظ القرآن وتلاوته
وجاءت معركة بدر الكبرى ، ونادى رسول الله صحابته أن
هبوا للجهاد وهلموا للفوز بمرضاة الله والجنة
فجاءت أم ورقــة إلى رسول الله ، وقد سمعت النداء وقالت : "
يا رسول الله " ائذن لي أن أخرج معكم ، أداوي جرحاكم ، و
أمرض مرضاكم ، لعل الله تعالى يهدي إليّ الشهادة "
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يهديك
الشهادة ، وقري في بيتك فإنك شهيدة "
ورجعت أم ورقــة تحمل في قلبها هذه البشارة من رسول الله
فهي ستنال الشهادة وكيف لا ؟
ورسول الله هو الذي أخبرها بذلك ، وهو رسول الله
وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى
ولزمت أم ورقـــة بيتها وقد شغفت بالعلم و بالعبادة ، وتعاهدت
كتاب الله تتلوه حق تلاوته
وكان لها مكانة طيبة عند رسول الله فكان يخصها بالزيارة بين
الفينة والأخرى
فما أكثر ما سمع الصحابة رسول الله يقول لهم : " انطلقوا
فزوروا الشهيدة "
ولقد أذن رسول الله لأم ورقـــة أن تؤم النساء من أهلها فقد
كانت من الحافظات التاليات للقرآن الكريم حتى إنها استأذنت
رسول الله أن تتخذ في بيتها مؤذنا" فجُعِل لها مؤذنا" يؤذن لها
فجمعت أم ورقـــة لقبا" كريما" و أي لقب ؟
لقد اشتهرت بين الصحابة بالشهيدة القارئة
ولكن متى ؟ وكيف ستكون هذه الشهيدة في عداد الشهداء ؟
لقد كان لأم ورقـــة غلام وجارية ، وكانت قد وعدتهما بالعتق
بعد موتها ، ولكن هذان العبدان استعجلا العتق فسولت لهما
نفسهما الأمارة بالسوء قتل أم ورقـــة
فقاما إليها في الليل فغمياها ثم قتلاها وهربا
وأصخى عمر رضي الله عنه في هدأت الليل إلى ذلك الصوت
الذي أعتاد أن يسمعه كل يوم وليلة لكنه لم يسمع الليلة منه أي
شيء
فلما أصبح قال : " والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقـــة
البارحة "
فدخل دارها فلم يرى شيئا"
فدخل البيت فإذا أم ورقـــة ملفوفة في قطيفة في جانب البيت
فقال عمر : " إنا لله و إنا إليه راجعون صدق رسول الله صلى
الله عليه وسلم لقد كان يقول " انطلقوا بنا نزور الشهيدة "
ثم قام عمر في الناس وقال : " إن أم ورقـــة غمها غلامها
وجاريتها ، فقتلاها ، و إنهما هربا " ثم أمر بطلبهما ، فأدركا ،
و أتى بهما فسألهما فأقرا أنهما قتلاها فأمر بهما فصُلبا
فكانا أول مصلوبين بالمدينة المنورة
وبذلك نالت أم ورقـــة الشهيدة القارئة إمامة النساء ، ما كانت
تتمناه ، ورزقها الله تعالى الشهادة ، وصدق رسول الله الكريم
بما أخبرها به وهذا من معجزته عليه الصلاة والسلام
فإلى رحاب الشهداء ، و إلى فُسحة الجنان يا أيتها الشهيدة
القارئة الحافظة لكتاب الله
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب
إليك
& أم أنــوســي &
