لواء التوحيد
لواء التوحيد
تابع الشرط الخامس
المحبة لهذه الكلمة
ولما دلت عليه والسرور
بذلك



ومن السنة في الصحيح عن
أنس رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة
الأيمان :أن يكون الله ورسوله أحب
إليه مما سواهما وأن يحب المرء
لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود
في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
كما يكره أن يقذف بالنار"

(مسلم كتاب الإيمان باب بيان
خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان)



قوله : (في الصحيح)
قلت :أخرجه الشيخان في
وهذا لفظ البخاري .


قوله : (ثلاث من كن فيه ...)الخ.

قال النووي في معنى الحديث:
هذا حديث عظيم أصل من أصول
الإسلام.



قال العلماء رحمهم الله
معنى حلاوة الإيمان استلذاذ
الطاعات وتحمل المشقات في
رضا الله عز وجل.


وإيثار ذلك على عرض الدنيا
ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى
بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك
محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم



علامات المحبة الثلاث:

قال القاضي رحمه الله هذا الحديث
المتقدم ذاق طعم الإيمان
من رضى بالله ربا
وبالإسلام دينا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم
رسولا.

وذلك أنه لا يصح المحبة لله
ورسوله صلى الله عليه وسلم
حقيقة وحب الآدمي في الله ورسوله
صلى الله عليه وسلم
وكراهة الرجوع إلى الكفر
إلا
لمن قوي بالإيمان يقينه
واطمأنت به نفسه
وانشرح له صدره
وخالك لحمه ودمه وهذا الذي
وجد حلاوة الإيمان.



وقال والحب في الله
من ثمرات حب الله


وقال الشيخ سليمان:
قال شيخ الإسلام :
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن هذه الثلاث من كن فيه وجد الأيمان
لأن وجود الحلاوة للشيء يتبع المحبة له
فمن أحب شيئا واشتهاه
إذا
حصل له مراده فأنه يجد الحلاوة
واللذة والسرور بذلك واللذة أمر
يحصل عقيب إدراك الملائم
الذي هو المحبوب أو المشتهى

قال:
قال بعضهم :
المحبة مواطأة القلب على ما يرضي
الرب سبحانه فيحب ما
أحب ويكره ما كره
(مسلم بشرح النووي).



فحلاوة الإيمان المتضمنة
للذة والفرح يتبع كمال محبة العبد
له وذلك بثلاث أمور:
أولا:
تكميل هذه المحبة لأن يكون
الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
فإن محبة الله ورسوله
لا يكتفي فيها بأصل الحب
بل
لا بد أن يكون الله ورسوله أحب
إليه مما سواهما.


قلت : ولا يكون ذلك إلا إذا
وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه.



ثانيا:
تفريغها :أن يحب المرء لا
يحبه إلا لله.


قات: فأن من أحب مخلوقا لله
لا لغرض آخر كان هذا من تمام
حبه لله فإن محبة محبوب المحبوب
من تمام محبة المحبوب

مثال:
فإذا أحب أنبياء الله أولياءه
لأجل قيامهم بمحبوبات الله
لا لشيء آخر فقد
أحبهم الله لا لغيره.




ثالثا:
دفع ضدها
قال: ودفع ضدها أن يكره
ضد الإيمان كما يكره أن
يقذف في النار.


قلت: إنما كره الضد لما دخل
قلبه من محبة الله فانكشف له
بنور المحبة محاسن الإسلام
ورذائل الجهل والكفران وهذا هو
المحب الذي يكون مع من أحب
كما في الصحيح عن أنس رضي
عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله
عليه وسلم متى الساعة؟ فقال:
"ما أعددت لها ؟"
قال :ما أعددت لها من كثير
صلاة ولا صيام ولا صدقة
ولمني أحب الله ورسوله،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنت مع من أحببت".


وفي رواية للبخاري :
فقلنا ونحن كذلك قال نعم قال أنس:
ففرحنا يومئذ فرحا شديدا.


وقوله: (مما سواهما)
في جمع ضمير الرب وضمير الرسول
صلى الله عليه وسلم
وقد أنكره على الخطيب لما قال
ومن يعصهما فقد غوى ، وأحسن
ما فيل فيه قولان:
أحدهما:
ما قال البيضاوي وغيره أنه
ثنى الضمير هنا إيماء إلى أن
المعتبر هو مجموع المركب من
المحبتين لا كل واحدة فإنها وحدها
لاغية وأمر بالإفراد في الحديث
الخطيب إشعارا بان كل واحد
من العصيانين مستقل باستلزام
الغواية إذ العطف في
تقدير التكرير والأصل استقلال
كل من المعطوفين في الحكم
قلت: وهذا جواب بليغ جدا.


الثاني :
حمل حديث الخطيب على الأدب والأولى
وهذا على الجواز.


وجواب ثالث:
وهو أن هذا ورد على الأصل ،
وحديث الخطيب ناقل فيكون
أرجح قوله:
( كما يكره أن يقذف في النار)
أي يستوي عند الأمران الإلقاء
في النار والعود في الكفر ،
قلت: وفي الحديث من الفوائد أن
الله تعالى يحبه المؤمنون وهو تعالى
يحبهم كما قتال :
{يحبهم ويحبونه}.


وفيه ما يظنه الناس من أنه
من ولد على الإسلام أفضل ممن
كان كافرا فأسلم فمن اتصف
بهذه الأمور فهو أفضل ممن
لم يتصف بها مطلقا ولهذا كان
السابقون الأولون أفضل من ولد
على الإسلام .



وفيه رد على الغلاة
الذين يتوهمون أن صدور الذنب
من العبد نقص في حقه مطلقا
والصواب:
أنه إن لم يتب كان ناقصا
وإن تاب فلا
ولهذا كان المهاجرون والأنصار
أفضل هذه الأمة وإن كانوا في
أول الأمر كفارا يعبدون الأصنام
بل المنتقل من الضلال إلى الهدى
ومن السيئات إلى الحسنات
يضاعف له الثواب
قاله شيخ الإسلام



وفيه دليل على عداوة المشركين
وبغضهم لأن من أبغض شيئا
أبغض من اتصف به
فإذا كان يكره الكفر كما
يكره أن يلقى في النار فكذلك
يكره من اتصف به .
(انتهى تفسير العزيز الحميد(477)).





وإلى اللقاء في
الشرط السادس.

لواء التوحيد
لواء التوحيد
الشرط السادس:
الانقياد بحقوقها




الانقياد حقوقها :
هي الأعمال الواجبة إخلاصا
لله وطلبا لمرضاته.


ودليل الانقياد:
{وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}
الزمر.
وقوله:{ومن أحسن دينا ممن أسلم
وجهه وهو محسن}
النساء.
وقوله:{ومن يسلم وجهه إلى الله
وهو محسن فقد استمسك بالعروة
الوثقى}

أي بلا إله إلا الله
سورة لقمان.
وقوله:{فلا وربك لا يؤمنون
حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا
مما قضيت ويسلموا تسليما}.

النساء .



ومن السنة :قوله صلى الله عليه
وسلم:
تبعا"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه لما جئت به"
(البغوي شرح السنة 1/213)
وهذا تمام الانقياد وغايته.


قوله:{وأنيبوا إلى ربكم }
تمامها
{من قبل أن يأتيكم العذاب
ثم لا تنصرون}.



قال البغوي رحمه الله:
(وأنيبوا إلى ربكم):
أقبلوا وارجعوا إليه بالطاعة
وأسلموا له وأخلصوا له
التوحيد.
(من قبل أن يأتيكم العذاب ثم
لا تنصرون).

(تفسير البغوي 4/85)



وقال ابن السعدي :
ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه
والمبادرة إليها فقال :
(وأنيبوا إلى ربكم )
بقلوبكم
(وأسلموا له)
بجوارحكم
إذا أفردت الإنابة دخلت فيها
أعمال الجوارح
وإذا جمع بينهما كما في هذا
الموضع كان المعنى ما ذكرناه.


وفي قوله: (إلى ربكم وأسلموا له)
دليل الإخلاص وأنه من دون الإخلاص
لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا.


(من قبل أن يأتيكم العذاب)
مجيئا لا يدفع
(ثم لا تنصرون)
فكأنه قيل :
ما هي الإنابة والإسلام؟
وما جزئياتها وأعمالها؟


فأجاب الله تعالى بقوله:
{واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم
من ربكم}

الأعراف(تفسير ابن السعدي4/332)
انتهى محل الغرض.


قلت في تفسير هذين الإمامين
مستنبط من ارتباط الآية
بالتي قبلها:
{قل يا عبادي الذين أسرفوا
على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة
الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه
هو الغفور الرحيم}

الزمر53 .



فأعظم بتفسير يسنده الدليل
فإنه يشفي العليل ويروي الغليل
ويزيد المعنى وضوحا وتأكيدا ما
في صحيح مسلم عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:"بادروا بالأعمال ستا:
طلوع الشمس من مغربها
أو الدخان أو الدجال أو الدابة
أو خاصة أحدكم أو أمر عامة"

(مسلم كتاب الفتن باب في بقية
من أحاديث الدجال)


ووجه مطابقة الحديث للآية
في الحث على المبادرة وهذا
من الإنابة لله عز وجل.



قوله:{ومن أحسن دينا ممن أسلم
وجهه لله وهو محسن}

النساء.
تمامها
(واتبع ملة إبراهيم حنيفا)
أي لا أحد أحسن تدينا وتعبدا لله
ممن جمع في أقواله وأعماله بين
الإسلام والإحسان وهذا معناه
إنه اجتمع له الإخلاص لله والمتابعة
لرسوله صلى الله عليه وسلم.



قال الحافظ ابن كثير:
لما ذكر الجزاء على السيئات
وأنه لا بد أن يأخذ مستحقها
من العبد من الدنيا وهو الأجود
له وأما في الآخرة والعياذ بالله
من ذلك ونسأله العافية في الدنيا
والآخرة والصفح والعفو والمسامحة
شرع بيان إحسانه وكرمه ورحمته
في قبول الأعمال الصالحة من عبادة
ذكرانهم وإناثهم بشرط الإيمان وأنه
سيدخلهم الجنة ولا يظلمهم من
حسناتهم ولا مقدار النقير وهو النقرة
التي في ظهر نواة التمر والقطمير
وقد تقدم الكلام الفتيل وهو الخيط
الذي في شق النواة وهذا النقير
وهو في نواة النمرة والقطمير
وهو اللفة التي على نواة التمرة

والثلاثة في القرآن.



وإلى اللقاء في
تكملة الشرط
السادس.
الذاكرات
الذاكرات
تابع الشرط الرابع الصدق المنافي للكذب المانع للنفاق قوله تعالى : {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر ......الآيات} وهذا إخبار من الله عز وجل وعلا عما درج عليه المنافقون من إظهار الإيمان بألسنتهم وإضمار الكفر في قلوبهم مخادعة لله زعموا أن المؤمنين كي يغتروا بهم ويركنوا إليهم والنتيجة العكسية لهذه المراوغة هي خداعهم أنفسهم ولكن لا يشعرون بذلك لفرط جهلهم وخبث طويتهم والباعث لأولئك على هذا التلون والكذب هو الشك {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} الجزاء من جنس العمل هذه عقوبتهم في الدنيا وذلك نظير قوله تعالى في كفار بني إسرائيل {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين} وأما عقوبتهم في الآخرة ففي قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} ونظير ما قصه الله عن المنافقين في آيات البقرة هذه قوله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا *مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن بضلل الله فان تجد له سبيلا} سورة النساء . قال ابن السعدي : يخبر الله تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه من قبيح صفاة وشنائع السمات وأن طريقتهم مخادعة الله تعالى أي بما أظهروه من الإيمان وأبطنوه من الكفر أن ظنوا أنه يروج على الله و لا يعلمه ولا يبديه لعباده والحال أن الله خادعهم بمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها خداع لأنفسهم وأي خداع أعظم ممن يسعى سعيا يعود عليه بالهوان والذل والحرمان؟ ويدل بمجرده على نقص عقل صاحبه حيث جمع بين المعصية ورآها حسنة وظنها من العقل والمكر يالله ما يصنع الجهل والخذلان بصاحبه ومن خداعه لهم يوم القيامة ما ذكره الله تعالى : {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا إنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادوهم ألم نكن معكم} إلى آخر الآيات..... ومن صفاتهم أنهم : {إذا قاموا إلى الصلاة } التي هي أكبر الطاعات العملية إن قاموا {قاموا كسالى} متثاقلين لها متبرمين من فعلها . والكسل لا يكون إلا من فقد الرغبة من قلوبهم فلولا قلوبهم فارغة من الرغبة إلى الله وإلى ما عنده عادمة الإيمان لم يصدر منهم الكسل. {يراءون الناس} : أي هذا الذي انطوت عليه سرائرهم وهذا مصدر أعمالهم مراءاة الناس يقصدون رؤية الناس وتعظيمهم واحترامهم ولا يخلصون لله . فلهذا :{ لا يذكرون الله إلا قليلا} لامتلاء قلوبهم بالرياء فإن ذكر الله تعالى وملازمته لا يكون إلا مؤمن ممتلىء بمحبة الله وعظمته {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء} أي مترددين بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين فلا من المؤمنين ظاهرا وباطنا ولا من الكافرين ظاهرا وباطنا أعطوا باطنهم للكافرين وظاهرهم للمؤمنين وهذا أعظم ضلال يقدر. ولهذا قال : { ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا}. أي :لن تجد طريقا لهدايته ولا وسيلة لترك غوايته لأنه انغلق عنه باب الرحمة وصار بدله كل نقمة فهذه الأوصاف المذمومة تدل بتنبيهها على أن المؤمنين متصفون بضدها من الصدق والإخلاص ظاهرا وباطنا وأنهم لا يجهل ما عندهم من النشاط في صلاتهم وعبادتهم وكثرة ذكرهم لله تعالى وأنهم قد هداهم الله ووفقهم للصراط المستقيم فليعرض العاقل نفسه على هذين الأمرين وليختر أيهما أولى به والله المستعان.
تابع الشرط الرابع الصدق المنافي للكذب المانع للنفاق قوله تعالى : {ومن الناس من...

اللهم ثبِّتنا على لا إله إلا الله حتى نلقاك بكل إخلاص وإتباع
جزاكِ الله الفردوس الأعلى بغير حساب يالواء التوحيد
لواء التوحيد
لواء التوحيد
بارك الله فيك
يا أختي الذاكرات
لواء التوحيد
لواء التوحيد

تابع الشرط
السادس :
الانقياد بحقوقها


ثم قال تعالى :
{ومن أحسن دينا ممن أسلم
وجهه لله}

أي أخلص العمل لربه
عز وجل فعمل إيمانا واحتسابا
{وهو محسن}
أي اتبع في عمله ما شرعه الله
له وما أرسل به رسوله
من الهدى ودين الحق
وهذان شرطان لا يصح عمل عامل
بدونهما أي يكون
خالصا صوابا والخالص أن
يكون لله
والصواب أن يكون متابعا للشريعة
فيصح ظاهره بالمتابعة
وباطنه بالإخلاص
فمتى فقد العمل أحد هذين
الشرطين فسد
فمتى فقد الإخلاص كان
منافقا وهم الذين يراءون
الناس ومن فقد المتابعة
كان ضالا جاهلا
ومتى جمعها كان عمل المؤمنين
{أولئك الذين نتقبل عنهم
أحسن ما عملوا ونتجاوز عن
سيئاتهم من أصحاب الجنة}

الأحقاف.


ولهذا قال تعالى :
{فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا }
آل عمران.
وهم محمد وأتباعه ليوم القيامة.


كما قال تعالى :
{إن أولى الناس بإبراهيم
للذين اتبعوه وهذا النبي}

النحل.


وقال تعالى :
{ثم أوحينا إليك أن اتبع
ملة إبراهيم حنيفا وما كان
من المشركين}
والحنيف: هو المائل عن الشرك
قصدا أي تاركا له عن بصيرة ومقبل
على الحق بكليته لا يصده صاد ولا
يرده راد .
انتهى محل الغرض
(تفسير ابن كثير1/573).


وحاصل ما تضمنته الآية أمران:
أولهما:
أنه لا ينال عمل عند الله القبول
حتى يجتمع فيه الإيمان بالله
والإخلاص له ومتابعة رسوله
صلى الله عليه وسلم وهذا هو
تمام الانقياد وغايته.


وثانيهما:
أن الحنيفية التي بعث الله بها
محمد صلى الله عليه وسلم
ومن قبله من الأنبياء والمرسلين :
هي ملة إبراهيم الخليل صلى الله
عليه وسلم .

وقوله:
{ومن يسلم وجهه لله وهو محسن
فقد استمسك بالعروة الوثقى}

لقمان.


يخبر جل شأنه أن طريق الاستمساك
بالعروة الوثقى هو الاستسلام لله مع
الإحسان.
قوله: (أي لا إله إلا الله).


قات: قد جاء هذا التفسير
عن بعض السلف وإتماما للفائدة
وتقوية المعنى تنقل ما قاله ابن كثير
في نظير هذة الآية من
سورة البقرة وهي قوله:
{فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن
بالله فقد استمسك بالعروة
الوثقى لا انفصام لها والله
سميع عليم} البقرة 256.
أي من خلع الأنداد والأوثان وما
يدعو إليه الشيطان من عبادة
كل ما يعبد من دون الله ووحد
الله فعبده وحده وشهد أن لا إله إلا
هو
{فقد استمسك بالعروة الوثقى}
أي ثبت في أمره واستقام على
الطريقة المثلى والصراط المستقيم.

إلى أن قال ومعنى قوله في
الطاغوت أنه الشيطان قوي جدا
فإنه يشمل كل شر كان على الجاهلية
وعبادة الأوثان والتحاكم إليها
والاستنصار بها.



وقوله :
{فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها}

أي فقد استمسك من الدين بأقوى
سبب وشبه ذلك بالعروة الوثقى
التي لا تنفصم هي في نفسها محكمة
مبرمة قوية وربطها قوي جدا
ولهذا قال:
{فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها}

قال مجاهد: (العروة الوثقى)
يعني الإيمان.

وقال السدي : هو الإسلام.

وقال سعيد بن جبير والضحاك:
يعني لا إله إلا الله.

وعن أنس بن مالك:
(العروة الوثقى) القرآن.

وعن سالم بن أبي جعد قال:
هو الحب في الله والبغض في الله
وكل هذه الأقوال صحيحة
ولا تنافي بينها
(تفسير لبن كثير 1/319)
انتهى محل الغرض.